4 ـ الحياة الثقافية :

احتلّت النجف مكانة علمية مرموقة ، وشهدت ازدهاراً ثقافياً متمّيزاً منذ أن حلَّ بها الشيخ الطوسي (1) ـ في أواسط القرن الخامس الهجري ـ وأسس فيها جامعته الدينية الكبرى. ومن يومها ذاك أصبحت مدينة العلم التي يَؤمُّها الطلاب
____________
3 ـ أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي ( 385 ـ 460 هـ ). شيخ الطائفة الامامية وزعيم العلماء والمجتهدين. له مؤلفات كثيرة منها : « الاستبصار » و « التهذيب » في الحديث ، و « التبيان في تفسير القرآن » ، و « المبسوط » في الفقه ، و « العدة » في الاصول ، ومؤلفات اخرى في الرجال والكلام والعقائد. ( معجم رجال الفكر والادب في النجف ، ج 2 ص 853 ).
( 36 )

من كل حدب وصوب ، ويتقاطر عليها الوافدون من شتى أقطار العالم. وهي اليوم لا تزال مركزاً هاماً للدراسات الاسلامية وخاصة في علوم الفقه ، والاصول ، والفلسفة الاسلامية ، وتفسير القرآن الكريم ، والحديث النبوي الشريف ، وكل ما يتعلق بقضايا العقيدة الاسلامية ، وشؤون الفكر الاسلامي.
واستمرت الحركة العلمية في هذه المدينة وأخذت تنشط وتتطور بفضل الجهود التي بذلها الشيخ الطوسي في تنسيق العلوم الدينية ، وتأليف الكتب الدراسية المختصة بها ، وتهذيب رجال اكفّاء تكون لهم القدرة الكافية على تدريس هذه العلوم ونشرها في أوساط المجتمع الاسلامي. وكم حفظت هذه المدينة وعبر مسيرتها العلمية الطويلة من أسماء لعلماء ومفكرين عظام كان لهم الدور الأكبر في بث الوعي الاسلامي وإثراء المكتبة الاسلامية بجلائل الكتب والمؤلفات.
ولم تكن جامعة النجف تتقيد بمحل خاص للدراسة ، فكثيراً ما كانت العلوم الدينية تدرّس في غرف الصحن العلوي وإيواناته ، بالإضافة الى حلقات الدرس التي كانت تشكل في المساجد والجوامع الكثيرة المنتشرة هنا وهناك والتي اتخذ طلاب العلوم الدينية من بعضها مركزاً للبحث والتدريس. ومن اهم هذه المساجد : مسجد الخضراء (1) ومسجد الهندي (2) ومسجد الشيخ الطوسي (3).
____________
1 ـ من المساجد القديمة البعيدة العهد. موقعه شرقي الصحن بالقرب من الجهة الشمالية. لا يعرف وجه تسميته بالخضراء ويمكن أن يكون أُحدث مع الحضرة الشريفة فعرف بمسجد الحضرة ثم صحّف ، أو كانت فيه خضرة فعرف بها. ( ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 102 ).
2 ـ أسس هذا المسجد في أوائل القرن الثالث عشر الهجري ، وهو فخم البناء واسع الساحة ، يقع في آخر سوق البزّازين قبالة الصحن الشريف. وانمّا سُمّي بالهندي لانّه كان والسوق المجاور له لعائلة ثرية هندية كانت تقطن النجف. ( ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 117 ).
3 ـ من المساجد القديمة ، كان داراً للشيخ الطوسي وبعد وفاته أوصى أن يدفن بها وأن تجعل مسجداً من بعده. وهو اليوم من أشهر مساجد النجف ، ويقع في محلّة « المشراق » من الجهة الشمالية من الصحن العلوي. ( ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 104 ، 105 ).

( 37 )

ومع اتساع المدينة وازدياد الطلاب الوافدين عليها باتت الحاجة ملحة الى بناء المدارس الدينية والمعاهد العلمية فكانت اوّل مدرسة دينية تبنى في النجف هي مدرسة « المقداد السيوري (1) » التي يعود تأسيسها الى أوائل القرن التاسع الهجري. وقد تغيّر اسمها بعد ذلك واصبحت تُعرف بالمدرسة السليمية نسبةً إلى بانيها سليم خان (2).
وعلى مرّ السنين والأيام كثرت المدارس الدينية في النجف وأخذت تنتشر انتشاراً واسعاً في أنحاء المدينة (3). ومن أشهر المدارس الدينية التي حظت بشهرة واسعة ولا تزال قائمة الى يومنا هذا : مدرسة الشربياني (4) ، ومدرسة الاخوند الخراساني (5) ، ومدرسة السيد محمّد كاظم اليزدي (6) ، ومدرسة السيد البروجردي (7).
____________
1 ـ جمال الدين أبو عبد الله المقداد بن عبد الله الحلي السيوري المتوفى سنة 826 هـ فقيه متكلم ومحقق متتبع. من مؤلفاته : « تفسير مغمضات القرآن » ، و « تجويد البراعة في شرح تجريد البلاغة ». ( معجم رجال الفكر والادب في النجف ، ج2 ، ص 698 ).
2 ـ جعفر آل محبوبه : ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 125 ، 126.
3 ـ للتوسع ينظر المصدر السابق ، ج 1 ص 124 ـ 146 ، ودليل النجف ، ص 70 ـ 74.
4 ـ من المدارس المشهورة في النجف ، أسسها الشيخ محمّد المعروف بالفاضل الشربياني المتوفى سنة 1324 هـ ، وهو من مشاهير علماء النجف. أختط مدرسته قبل وفاته بأربع سنين ، ولا تزال قائمة يسكنها بعض أهل العلم. ( ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 133 ).
5 ـ هي في الأصل مجموعة من المباني الفسيحة تمَّ بناؤها سنة 1321 هـ بأمر من الشيخ محمّد كاظم الخراساني صاحب « الكفاية في الاصول » المتوفى سنة 1329 هـ. وتعد مدرسة الاخوند من أهم المدارس الدينية في النجف. ( ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 136 ).
6 ـ من اكبر المدارس الدينية في النجف أسسها الزعيم الديني السيد محمّد كاظم اليزدي ( 1247 ـ 1337 ). كان ابتداء تأسيسها سنة 1325 هـ ، وتم بناؤها سنة 1327 هـ. تقع في محلة « الحويش » في الشارع الذي فيه مدرسة الفاضل الشربياني. ( ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 139 ).
7 ـ من المدارس الفخمة التي بنيت بابداع معماري وفن هندسي رائع. أسسها المرجع الديني السيد حسين البروجردي سنة 1373 هـ وقد انشئت فيها مكتبة عامرة حافلة بالكتب العلمية والمخطوطات القديمة. ( ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 143 ).

( 38 )

ولم تكن الدراسة الدينية حينها وكذلك هي الحال اليوم تسير وفق نظام معيّن ومنهج تعليمي منسق كما في المدارس الحديثة « اذ لم تكن لمدارسها صفوف مرتبة يتدرج فيها الطالب ولا كتب مخصوصة مقررة للتدريس يلزم التلميذ بقراءتها بل هناك كتب قديمة وحديثة من كل فن يقرأُها الطالب بحسب ما تستجيده فكرة الاساتذة البارعين وترغب اليه طباعه وطباعهم من حيث الاتقان والتدرج من سهل الى صعب (1) ».
واستعراضاً للطريقة المتبعة في التعليم بالمدارس الدينية ، فإنّ الطالب كان يمّر من خلال دراسته بثلاث مراحل هي :
1 ـ المقدمات : ويدرس الطالب في هذه المرحلة الصرف ، والنحو ، والبلاغة ، والمنطق ، وكذلك مقدمات الفقه واصوله. أمّا أهم المواد المقررة للتدريس في هذه المرحلة ، ففي الصرف والنحو « شرح قطر الندى » لابن هشام ، و « شرح ابن عقيل » على ألفية ابن مالك. وفي البلاغة « المختصر » و « المطول » للتفتازاني ، وكذلك « جواهر البلاغة » للسيد احمد الهاشمي. وفي المنطق « حاشية ملا عبد الله » ، و « المنطق » للشيخ محمّد رضا المظفر. وفي الفقه « تبصرة المتعلمين » للعلامة الحلي ، و « شرائع الاسلام » للمحقق الحلي. وفي اصول الفقه كتاب « المعالم » للحسن بن زين الدين المعروف بالشهيد الثاني ، وكتاب « اصول الفقه » للشيخ محمّد رضا المظفر.
والطالب في هذه المرحلة يقضي فترة غير محدودة تمتد الى عدة سنوات يهيء نفسه الى الدخول في المرحلة الثانية وهي مرحلة التخصص في الفقه والأصول.
____________
1 ـ جعفر آل محبوبه : ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 379.

( 39 )

2 ـ السطوح : وفي هذه المرحلة يدرس الطالب الكتب الموضوعة في الفقه الاستدلالي ، ومتون اصول الفقه التي تتضمن عرض الآراء الفقهية والعلمية ومناقشتها بتوسع وحرية مطلقة.
3 ـ بحث الخارج : وهي آخر مراحل الدارسة الدينية ، حيث يحضر فيها الطالب دروس اعلام المجتهدين وكبار العلماء في الفقه والاصول وتمتاز هذه المرحلة بحرية الطالب المطلقة في المناقشة وابداء الرأي اثناء المحاضرة وبعدها. وفي هذه المرحلة يداوم الطالب على حضور دورة كاملة أو عدة دورات في الفقه والاصول ثم يقدم كتاباته أو تقريراته لاستاذه فاذا نالت قبوله ورضاه يمنحه شهادة يقال لها ( الاجازة ) وعندها يصبح الطالب مجازاً للاجتهاد ومؤهلاً لاستنباط الأحكام الشرعية (1).
وبالرغم من التطور الذي شهده نظام التعليم في النصف الثاني من القرن العشرين فإنّ الاسلوب الدراسي والمنهج التعليمي في الجامعة النجفية لم يطرأ عليه من التغيير والتطور شيء يذكر اللهم الاّ بعض المحاولات الحديثة التي قام بها بعض العلماء النابهين ممن اطلعوا على أساليب الدراسة الحديثة ونالوا قسطاً وافراً من العلوم والفنون المعاصرة.
ومن هذا المنطلق بدأت فكرة التجديد في المناهج الدراسية تتفاعل وتشغل فكر المجددين من طلاب العلوم الدينية الذين حرصوا كل الحرص على أن تبقى المدرسة الدينية مواكبة لمسيرة التطور العلمي غير متخلفة عنه. وقد لعب الطلاب وخاصة الشعراء منهم دوراً ريادياً في بث الدعوة الاصلاحية والحث على التجديد والتطوير في المناهج الدراسية. ومن هؤلاء الشعراء يأتي السيد مصطفى
____________
1 ـ جعفر الخليلي : موسوعة العتبات المقدسة ، ج 7 ، ص 92 ـ 100.

( 40 )

جمال الدين (1) في طليعة شعراء الاصلاح ، وكان قد سدد نقدات لاذعة وجريئة للمناهج الدراسية القديمة ، منها ما يقول من قصيدة :

هذي ( المناهج ) أطمـارٌ مُهَلهَلـةٌ * مَرَّتْ على نسجها الأحداثُ والعُصُرُ
وسوف يأتـي زمانٌ لا تـرونَ بها * الاّ خيـوطاً لهمسِ الريحِ تنتثرُ (2)

وما فتيء الشاعر في سورته ضد المناهج القائمة يصعّد من حملاته ويدعو علماء الدين الى مراجعتها وتعديلها وفقاً لمتطلبات العصر حتى قال قصيدته بعنوان ( صونوا مناهجكم تصونوا دينكم ) :

يا قومُ حسبكُم الخمولُ فقـد مضى * زَمـنٌ بفِطْـرتها تَشِـبُّ الـرُضَّع
والعصـرُ عصـرٌ لا يَشِـبُّ وليدُه * إلاّ ليُعجِبَـــهُ المِفَــنُّ المُبِـدع
( عصرُ المدارسِ ) عَذْبها وأُجاجها * تبني العقـول بمـا يضـرُّ وينفع
لا عصرُ ( كُتّابٍ ) قُصارى جُهده * صُحفٌ مباركة ، وآيٌ مُمتِـع (3)
صونوا ( مناهجكم ) تصونوا دينكم * وابنوا العقـولَ ، يَقُم عليها مجمع
فالـديـن ليـس يَرُبُّـهُ ويسـوسُه * شيـخ بمحرابِ الدجـى يتضـرَّع
ولقـد عَهِـدنـا الدينَ عنـدَ محمدٍ * سيفـاً بحـالكـةِ المنـايـا يَلمَـع
ومنـابــراً طَلَعـت على آفاقهـا * خُطَبٌ مـن الصُبحِ المنـوَّر أنصَعُ
ومُبشرّيـن سَـرَوْا بِهَـدي كتابِـهِ * كالريحِ تَسـري بالشذى وتَضَـوَّع
أنّى سـرى الداعـي فثمةَ معهـدٌ * يَـرتـادُ مِنبَـره اللبيـبُ الأروع

____________
1 ـ مصطفى جمال الدين ( 1927 ـ 1996 م ). شاعر مرهف وأديب مبدع. من آثاره : « الديوان » ، و « الإيقاع في الشعر العربي من البيت الى التفعيلة » ، و « التدوير في القصيدة المعاصرة ». ( معجم رجال الفكر والادب في النجف ، ج 1 ، ص362 ).
2 ـ الديوان ، ص 32.
3 ـ الكُتَّاب جمعه كتاتيب : موضع التعليم. ( لسان العرب ، ج 12 ، ص 23 ).

( 41 )

وإذا فَخـرتُم بـالمساجدِ أنّكُـم * عُمّارُها ، فهُـمُ السُجودُ الرُكَّـعُ
هذا الجهادُ ، فأيـنَ من عليائِـهِ * جُبَبٌ مُخرَّقَةٌ وشيخٌ مُهطِعُ (1)

وقد لاقت هذه الدعوة قبولاً حسناً من قبل جيل الشباب على الرغم من معارضة المحافظين ومخالفتهم لتعديل النظام الدراسي. فدخلت مواد جديدة الى الدروس الدينية مثل الفلسفة الحديثة ، والفقه المقارن ، وعلم الاجتماع ، وعلم النفس ، واللغة الانجليزية واُلّفت كتب حديثة الاسلوب في مختلف العلوم الدينية كـ « اصول الفقه » و « الفلسفة الاسلامية » و « المنطق » للشيخ محمّد رضا المظفر ، و « دروس في الفقه الاستدلالي » للشيخ محمّد تقي الايرواني ، وغيرها من المؤلفات الحديثة الاخرى. هذا بالنسبة الى المدارس الدينية ، أمّا المدارس الحكومية العامة التي كانت تعنى بالعلوم العصرية فقد كان في النجف قبل الاحتلال البريطاني وعلى عهد حكومة الأتراك مدرسة ابتدائية تشرف عليها الحكومة بدأ تشكيلها سنة 1300 هـ. واضافة الى هذه المدرسة فقد كان للايرانيين مدرستان في النجف مدرسة تسمى « العلوي » أُسست سنة 1326 هـ ، ومدرسة اخرى تسمى « المدرسة الرضوية » (2) . ومع تطور الحياة وشمولية التعليم انتشرت المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية في النجف حتى ناهز عددها اليوم العشرات.
وفي معرض الحديث عن المرافق الثقافية في النجف لابد من الإشارة الى مؤسسة دينية هامة ـ عدا الحوزة العلمية ـ وهي كلية الفقه التي أسسها الشيخ محمّد رضا المظفر (3) سنة 1958 م ، والتي عُنيت بتخريج المختصين بالعلوم الاسلامية
____________
1 ـ الديوان ، ص 368 ، 369.
2 ـ جعفر آل محبوبة : ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 146.
3 ـ محمّد رضا المظفر ( 1322 ـ 1383 هـ ). من روّاد الحركة الإصلاحية في النجف ، وأحد أبرز علماء الحوزة العلمية. من آثاره : « السقيفة » ، و « أصول الفقه » و « أحلام اليقظة ».

( 42 )

واللغة العربية.
ولهذه الكلية مساهمة كبرى في تطوير الدراسة الدينية في النجف من خلال ضمها العلوم الحديثة في نظام الدراسة الدينية وتطبيق النظام الاكاديمي في التعليم الديني وإدخال نظام الدراسة الصفية ، ونظام الامتحانات الدورية ، ونظام منح الشهادة الرسمية التي تؤهل الطالب الديني لمواصلة دراساته العليا.
امّا العلوم التي تدرّس فيها فهي : الفقه الامامي ، والفقه المقارن ، وأصول الفقه ، والتفسير ، والحديث ، والمنطق ، والفلسفة الاسلامية ، والفلسفة الحديثة ، والتاريخ الاسلامي ، والنحو والصرف ، والبلاغة ، والعروض ، وتاريخ الادب العربي ، وعلم الاجتماع ، وعلم النفس ، والتربية ، واصول التدريس ، واللغة الانجليزية (1) .
وقد رفدت الحركة العلمية والثقافية في النجف كثرة المكتبات العامة والخاصة فيها. فالنجف وعلى الرغم من حدودها الجغرافية الضيقة كانت غنيّة بنفائس المكتبات والخزائن الثمينة. ولم تكن للحكومة يد في إنشاء هذه المكتبات فهي من صنع العلماء ومساعيهم الفردية. ومن أشهر هذه المكتبات مكتبة الشيخ علي آل كاشف الغطاء (2) ، ومكتبة الامام أمير المؤمنين عليه السلام
____________
1 ـ جعفر الدجيلي : موسوعة النجف الأشرف ، ج 6 ، ص 305 ، 306.
2 ـ من أشهر مكتبات النجف وأوسعها. قامت على مخلفات أشهر مكتبات النجف الكبرى وما تبعثر منها. جمع قماطير هذه المكتبة الثمينة الشيخ علي ابن الشيخ محمّد رضا آل كاشف الغطاء ( 1268 ـ 1350 هـ ) الذي أنفق جلّ عمره في جمع الكتب واستنساخها من خلال اسفاره الكثيرة الى الهند وايران وتركيا وغيرها من البلاد. ( ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 163 ، 164 ).

( 43 )

العامة (1) ، ومكتبة السيد الحكيم العامة (2).
ومن العوامل المهمة التي ساعدت على توسيع المكتبات واثرائها بانواع الكتب والمؤلفات ظهور المطابع ودور النشر. فقد اسست اول مطبعة في العراق سنة 1856 م ثم تلتها مطبعة اخرى في سنة 1861 م (3) امّا في النجف فكانت اول مطبعة جُلبت اليها هي « مطبعة حبل المتين » طبعت فيها بعض الكتب العربية والفارسية الدينية بالاضافة الى بعض المجلات والجرائد (4). وانتشرت في النجف عدة مطابع ساهمت مساهمة فعالة في إحياء التراث الاسلامي ، ونشر العلوم والمعارف ، منها المطبعة العلمية (5) ، ومطبعة النجف (6) ، ومطبعة النعمان (7).
ومع انتشار المطابع وازدياد دور النشر في النجف ازدهرت الصحافة ازدهاراً باهراً ، وأقبل الأُدباء على هذا الرافد المعرفي الهام إقبالاً منقطع النظير. ولعل ذلك يعود الى تناول الصحافة قضايا الفكر والادب والسياسة والاجتماع
____________
1 ـ من امهات المكتبات في النجف. أُسست سنة 1373 هـ برعاية الشيخ عبد الحسين الأميني ( 1322 ـ 1390 هـ ) بُنيت على الطراز الحديث وتضم بين دفتيها عشرات الآلآف من الكتب المطبوعة والمخطوطة بشتى اللغات والعلوم. ( ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 172 ).
2 ـ أُسست سنة 1377 هـ في المسجد الهندي بعناية المرجع الديني السيد محسن الحكيم وقد خصصت لها مبالغ كبيرة للانفاق عليها وتنميتها وتركيزها ، كما جلبت لها كتب نفيسة كثيرة ومخطوطات قيمة ثمينة. ( ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 173 ).
3 ـ عناد اسماعيل الكبيسي : الادب في صحافة العراق منذ بداية القرن العشرين ، ص 38.
4 ـ جعفر آل محبوبه : ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 174.
5 ـ وردت النجف سنة 1352 هـ وهي من المطابع الحجرية لصاحبها الشيخ محمّد ابراهيم الكتبي. وقد انتقلت بعد وفاته الى أولاده وقد أجريت عليها تحسينات كثيرة ، كما جلب اليها مكائن حديثة ( ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 176 ).
6 ـ من المطابع المهمة الحديثة التي انشئت في النجف سنة 1955 م ، صاحبها الشيخ هادي الاسدي ، وقد طبع فيها كثير من الكتب العلمية والفقهية. ( ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 177 ).
7 ـ صاحبها حسن الشيخ ابراهيم الكتبي ، وهي من المطابع الجيدة الحديثة ، وقد طبع فيها كثير من الكتب العلمية والادبية ، وقد تأسست سنة 1376 هـ ( ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 177 ).

( 44 )

بواقعية وموضوعية لم يألفها النجفيون آنذاك. ومن أقدم مطبوعات النجف مجلة « العلم » التي أصدرها السيد محمّد علي هبة الدين الشهرستاني (1) سنة 1328 هـ وكانت مجلة علمية دينية (2).
ومن المجلات التي لاقت شهرة وذيوعاً بين المثقفين مجلة « الاعتدال » لصاحبها محمّد علي البلاغي (3) ، وكانت مجلة شهرية مصورة تبحث في العلم والأدب والأخلاق والاجتماع صدر أول عدد منها سنة 1351 هـ ، وانقطعت عن الصدور بعد أن دخلت عامها السادس (4). وقد صدرت في النجف صحف ومجلات كثيرة لا يزال بعضها مستمراً في الصدور (5).
وقد اشتهر في النجف صحفيون كبار يأتي في مقدمتهم الأديب جعفر الخليلي (6) الذي تعد صحفه من ركائز النهضة الصحافية الحديثة في العراق. واول جريدة أصدرها في النجف كانت جريدة « الفجر الصادق » وذلك في عام 1930 م ، وكانت اسبوعية استمرت في الصدور عاماً واحداً. ثم أصدر سنة 1934 جريدة « الراعي » لم تدم الاّ سنة واحدة حيث اغلقتها الحكومة لدوافع سياسية. وفي عام
____________
1 ـ محمّد علي هبة الدين الحسيني الشهرستاني ( 1301 ـ 1386 هـ ) عالم مجتهد ومصلح مجدد. ولد في سامراء وهاجر الى النجف للدراسة. من مؤلفاته : « المعجزة الخالدة » ، و « توحيد أهل التوحيد » ، و « نهضة الحسين عليه السلام ». ( معجم رجال الفكر والادب في النجف ، ج 2 ، ص 761 ، 762 ).
2 ـ جعفر آل محبوبه : ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 178 ، 179.
3 ـ محمّد علي البلاغي ( 1331 ـ 1394 هـ ). كاتب كبير وشاعر وصحافي قدير. كتب واكثر في الصحافة العراقية. له ديوان شعر. ( معجم رجال الفكر والادب في النجف ، ج 1 ، ص 256 ).
4 ـ جعفر آل محبوبه : ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ، ص 181.
5 ـ للتوسع ينظر المصدر السابق ، ج 1 ، ص 178 ـ 183 ، ودليل النجف ، ص 104 ـ 106.
6 ـ جعفر الخليلي ( 1902 ـ 1985 م ) أديب قدير وكاتب شهير. زاول الصحافة مدة عشرين سنة. كتب والّف في حقول شتى. من مؤلفاته : « موسوعة العتبات المقدسة » ، و « مقدمة للقصة العراقية الحديثة » ، و « القصة العراقية قديماً وحديثاً ». ( هكذا عرفتهم ، ج 4 ، ص 203 ـ 222 ).

( 45 )

1935 م أصدر الخليلي جريدة « الهاتف » ثم انتقل بها الى بغداد عام 1948 م. وقد استمرت في الصدور ما يناهز عشرين عاماً ثم اغلقت عام 1954م (1).
وثمة ظاهرة ثقافية اخرى امتازت بها النجف عن سائر البلدان العراقية وهي كثرة ادبائها وشعرائها اضافة الى وفرة مفكريها وعلمائها. فقد نبغ في النجف على مرّ العصور شعراء كثيرون كانت لهم مكانة شامخة ومنزلة عليا في عالم الشعر والأدب. وإذا ما استعلمنا مؤثرات واسباب هذه الميزة الفريدة فإننا سنقف على عوامل دينية واجتماعية وسياسية دخيلة جعلت النجف بيئة فكرية وادبية مميزة لم تحظ بها سائر المدن العراقية « فالى النجف يتجه اكثر العراقيين في الحركة الفكرية ، والبورصة الفكرية لأكثر مدن العراق وقراه المهمة في النجف. فانّ للأفكار النجفية هيمنة على العراقيين ولها سعراً ولها قيمة ليست للأفكار البغدادية ، وللمقال أو العقيدة النجفية أو الرأي النجفي ميزة خاصة عند العراقيين... » (2).
ولمركزية النجف العلمية والدينية ودورها الريادي في تعميم العلوم الاسلامية باعث هام في ازدهار الشعر والادب في هذه المدينة. فقد ظهر من علمائها نوابغ في الشعر والأدب اختط كل منهم مدرسة في عالم النظم والقصيد. ولا يعني هذا ان الشعر أصبح حكراً على طبقة خاصة من الناس بل بالعكس فان الشعر قد تفشى بين جميع الطبقات حتى أصبح من طبيعة الفرد النجفي. وفي هذا الخصوص يقول جعفر آل محبوبه : « الشعر في النجف طبيعي في نفوس أكثر أبنائه لاكسبي وغريزي ، لا تعلمي.فترى الشاعر النجفي من حين ما يشب يتغذى لبان الآداب ويرضع أخلاف النبوغ والعبقرية ولذا ترى أن الشعر... فاش في أكثرهم.
____________
1 ـ جعفر الخليلي : هكذا عرفتهم ، ج 4 ، ص 223.
2 ـ علي الشرقي : موسوعة الشيخ علي الشرقي النثرية ، ج 2 ص 157.

( 46 )

فيشترك في صوغ الشعر ونظمه الطبقتان ( العليا ) : وهم العلماء وحملة العلم ، و ( السفلى ) : وهم سائر الناس من أهل الحرف والصناعات الدارجة ممن لم يتحلّ بالعلم ولم يسلك منهجه... (1) ».
أمّا عن طبيعة الأدب النجفي فقد بقي حتى مستهل القرن العشرين مقلداً أدب العصور الغابرة يحاكيها في الأسلوب والبناء والموضوع ، بعيداً كلّ البعد عن تمثيل الحياة الاجتماعية والسياسية. الاّ انّ مظاهر البعث والتجدد أخذت طريقها اليه مع إطلالة النهضة الحديثة فظهرت بوادر الأبداع تتجلى في ألفاظ الشعر ومعانيه ، وأوزانه وقوافيه ، وأساليبه واخيلته ، مما دعا الى ظهور طبقات متعددة من الشعراء يمكن تصنيفهم كالآتي :
الطبقة الأُولى : طبقة العلماء المحافظين ممن غلبت عليهم الصبغة الروحية ، والنزعة العلمية ، من مثل الشيخ جواد الشبيبي (2) ، والسيد رضا الهندي (3) ، والشيخ محمّد السماوي (4).
الطبقة الثانية : طبقة الرعيل الأول من الشعراء المجددين الذين أدخلوا التجدد الحديث في شعرهم ، وأبدعوا في موضوعاته وأساليبه ، أمثال الشيخ محمّد
____________
1 ـ ماضي النجف وحاضرها ، ج 1 ص 391.
2 ـ جواد الشبيبي ( 1281 ـ 1363 هـ ) من زعماء الحركة الفكرية وأقطاب الأدب في النجف. عرف في الأوساط الثقافية عالماً جليلاً واديباً مبدعاً. من آثاره : « الدر المنثور على صدور الدهور » ، و « ديوان شعر ». ( معجم رجال الفكر والادب في النجف ، ج 2 ، ص 717 ).
3 ـ السيد رضا الموسوي الهندي ( 1290 ـ 1362 هـ ) من الشعراء النابغين ، ومن أساتذة الفقه والاصول والأدب. له : « بلغة الراحل في اصول الدين » ، و « الميزان العادل في الفرق بين الحق والباطل » ، و « ديوان شعر ». ( معجم رجال الفكر والادب في النجف ، ج 3 ص 1348 ).
4 ـ محمّد السماوي ( 1292 ـ 1370 هـ ) من المتضلعين في التاريخ واللغة والشعر والادب. من آثاره : « الكواكب السماوية » ، و « إبصار العين في معرفة أنصار الحسين عليه السلام » ، و « عنوان الشرف في تأريخ النجف ». ( معجم رجال الفكر والادب في النجف ، ج 2 ، ص 686 ).

( 47 )

رضا الشبيبي ، والشيخ علي الشرقي (1).
الطبقة الثالثة : وهم شعراءالتجديدالحديث ممن غلب الطابع السياسي والاجتماعي على شعرهم. من هؤلاء : محمد مهدي الجواهري ، والسيد محمد صالح بحر العلوم (2) ، والسيد احمد الصافي النجفي (3).
الطبقة الرابعة : وهي طبقة الشعراء المتحررين الذين دعوا الى مواكبة المسيرة الحضارية الحديثة بأشعارهم الصريحة والجريئة. ومن شعراء هذه الطبقة : صالح الجعفري ، والدكتور عبد الرزاق محيي الدين (4) ، والسيد محمود الحبوبي (5).
الطبقة الخامسة : وهي طبقة الجيل الجديد من العلماء الشعراء الذين طوروا الشعر الاسلامي وعملوا في توظيفه في شتى شؤون الحياة. ومن أعلام هذه الطبقة :
____________
1 ـ علي الشرقي ( 1309 ـ 1385 ). شاعر وطني وسياسي معروف. زاول السياسة والعمل الوطني مدة طويلة. من آثاره : ديوانه « عواطف وعواصف » ، و « الأحلام » ، و « نكت القلم » ، و « الغراف والبطايح » ، ( شعراء الغري ، ج 7 ، ص 3 ).
2 ـ السيد محمد صالح بحر العلوم ( 1908 ـ 1992 م ). شاعر وطني كافح الاستعمار ردحاً من الزمن وسجن مرات عديده. من آثاره : ديوانه « العواصف » ، و « أقباس الثورة » ، ( معجم رجال الفكر والادب في النجف ، ج1 ، ص 216 ).
3 ـ السيد احمد الصافي النجفي ( 1314 ـ 1397 هـ ). من كبار شعراء العراق أصدر عدة دواوين ، منها : « أشعة ملونة » ، و « الأغوار » ، و « الحان اللهيب » ، و « الامواج » ، وترجم رباعيات الخيام شعراً. ( معجم رجال الفكر والادب في النجف ، ج 2 ، ص 793 ).
4 ـ عبد الرزاق محيي الدين ( 1328 ـ 1404 هـ ). من أساتذة الادب واللغة العربية. ترأس المجمع العلمي العراقي بعد الشيخ محمد رضا الشبيبي. من آثاره : « أبو حيان التوحيدي » ، و « أدب المرتضى من سيرته وآثاره ». ( معجم رجال الفكر والادب في النجف ، ج 3 ، ص 1176 ).
5 ـ السيد محمود الحبوبي. ( 1323 ـ 1389هـ ) من مشاهير شعراء العراق ومن أعلام الادب في النجف. له : « رباعيات الحبوبي » ، و « ديوان الحبوبي » ، و « آراء في الشعر والقصة ». ( معجم رجال الفكر والادب في النجف ، ج 1 ، ص 388 ).

( 48 )

السيد محمد جمال الدين الهاشمي (1) ، والشيخ عبد المنعم الفرطوسي ، والشيخ علي الصغير (2) .
الطبقة السادسة : وهي الطبقة التي عُرفت آنذاك بطبقة الشباب الناهض (3) وقد امتاز روّادها بآرائهم النهضوية وأفكارهم التجددية. وفي مقدمة هذه الطبقة : محمد صادق القاموسي (4) ، والدكتور مصطفى جمال الدين ، والدكتور احمد الوائلي (5).
ويزداد الشعراء تفاعلاً بازدياد الاحتفالات والمهرجانات العامة التي كانت تقام في النجف وخاصة في الأعياد والمناسبات الدينية. وقد تركت هذه الاحتفالات أثراً واضحاً في حركة الشعر النجفي بوجه خاص والشعر العراقي بوجه عام. واضافة الى هذه الاحتفالات العامة فقد كانت المجالس الخاصة والندوات الأدبية التي كانت تعقد في دور وجهاء البلد وبيوت الشخصيات السياسية والعلمية والأدبية من العوامل المؤثرة في تنشيط حركة الشعر والادب
____________
1 ـ السيد محمد جمال الدين الهاشمي ( 1332 ـ 1397 هـ ). من العلماء المجتهدين والشعراء المجيدين. له دواوين شعرية كثيرة لم ينشر منها الاّ ديوان « مع النبي صلى الله عليه وآله وآله : ». من مؤلفاته المطبوعة : « الادب الجديد » ، و « المرأة وحقوق الانسان ». ( معجم رجال الفكر والادب في النجف ، ج 3 ص 1326 ).
2 ـ علي الصغير ( 1912 ـ 1975 م ). مجتهد جليل وعالم فاضل. والصغير في طليعة شعراء النجف وعلمائها. نبغ شاعراً وحصل على فضيلة عالية متوسمة بالعلم الوافر والفضل الجم. من آثاره : « الديوان الخاص » ، و « محاضرات في الفقه الجعفري ». ( معجم رجال الفكر والادب في النجف ، ج 2 ، ص 727 ).
3 ـ محمد بحر العلوم : حصاد الأيام ، ص 334.
4 ـ محمد صادق القاموسي ( 1341 ـ 1408 ). شاعر مطبوع وأديب مرهف الحس. له : « ديوان شعر » وكتب مخطوطة لم تطبع. ( معجم رجال الفكر والادب في النجف ، ج 3 ، ص 969 ).
5 ـ أحمد الوائلي ولد في النجف سنة 1346 هـ. خطيب متكلم وشاعر مجيد وأديب متضلع.عرف بجودة البيان والاطلاع الواسع والاسلوب العلمي وعذوبة المنطق. له : « ديوان الوائلي » ، و « هوية التشيع » ، ومؤلفات أخرى. ( معجم رجال الفكر والادب في النجف ، ج 3 ، ص 1315 ).

( 49 )

في النجف. وقد عرفت النجف قديماً بندواتها ومجالسها الكثيرة ، وفي هذا الشأن يقول جعفر الخليلي : « والمجالس كانت عنوان النجف منذ كان تأريخ النجف ، وهي تمثل النجف تمثيلاً فيه الكثير من واقع البلد وحقيقته وأهدافه ، وفي هذه المجالس كانوا يتبادلون الآراء والأفكار السياسية ، وفي هذه المجالس كانت توضع الخطط ، وتعد المناهج العامة ثم هي بعد ذلك أشبه بقاعات المحاضرات ، والدرس ، والمباراة الشعرية ، بل كثيراً ما قامت هذه المجالس بمهمة المحكمة ففصلت بين المتشاكين ، وتوسطت في حل المشاكل على قدر ما لصاحب المجلس من لياقة وقابلية ، والمرتادون لهذه المجالس وإن كانوا من طبقات مختلفة ولكنهم كانوا عيون البلد ووجوههم لا يصلح غيرهم أن يمثل النجف تمثيلاً واقعياً في أفكاره وآرائه وما هي عليه من مواهب أدبيه فنية ، والى مثل هذه المجالس يعود الفضل الأول في بذرة الاستقلال ، ووضع أول خطة لكيفية المطالبة باستقلال العراق ، ومن هذه المجالس انبعثت فكرة ثورة النجف الأولى في وجه الانجليز ، والى مثل هذه المجالس يعود الفضل في تضييق دائرة الحروب القبلية (1) ».
وعن هذه المجالس نشأت جمعيات ونوادي كثيرة اهتمت في الدرجة الاولى بالشعر والادب ، وبنشر العلوم والفنون في الدرجة الثانية. ومن هذه الجمعيات ما كانت على شكل تجمعات إخوانية لم تحمل طابعاً رسمياً كـ « أسرة الأدب اليقظ (2) » ، ومنها جمعيات رسمية تأسست بإذن حكومي وبنظام داخلي
____________
1 ـ هكذا عرفتهم ، ج 1 ، ص 316.
2 ـ جمعية أدبية تشكلت في الخمسينات. وضع أساسها ثلة من الشعراء الشباب آنذاك منهم السيد مصطفى جمال الدين ، والشيخ جميل حيدر ، والشيخ محمد الهجري. ( مصطفى جمال الدين : الديوان ، ص 42 ـ 47 ).

( 50 )

مقرر كجمعية « الرابطة العلمية الادبية (1) » التي تأسست سنة 1531 هـ. و « جمعية منتدى النشر (2) » ، و « جمعية التحرير الثقافي » (3).
____________
1 ـ سيأتي الحديث عنها لاحقاً.
2 ـ أسست عام 1354 هـ وقامت بدور تطوير الحياة الدراسية والثقافية في النجف الاشرف ، ففتحت ( المجمع الثقافي ) الذي قام باعداد عدة مواسم ثقافية ، ألقيت فيها الكثير من المحاضرات العلمية والأدبية. أصدرت كتباً كثيرة منها : « حقائق التأويل » للشريف الرضي ، و « الشيعة والإمامة » للشيخ محمد حسين المظفر. ( دليل النجف ، ص 102 ).
3 ـ اُسست عام 1364 هـ ، وشاركت ثقافياً بإصدار مجلة باسم ( النشاط الثقافي ) ، واجتماعياً بفتح مدرسة دينية. ( دليل النجف ، ص 103 ).