(31)
وممّا الفصول :
في ترجمة الشيخ الوالد قدّس سرّه :
الفصل الأوّل

في ولادته إلى أنّ يسافر إلى تبريز
     ولد طاب رمسه في مامقان في اليوم الثاني والعشرين أنّ شهر شعبان سنة ألف ومائتين وثمّان وثلاثين ـ على ما أرّخه به جدّي قدّس سرّه في ظهر الفوائد الحائريّة المتقدّمم الإشارة إليها ـ ثمّ جُلب إلى كربلا وعمّره الشريف عدّة أشهر ، فلمّا توفّي الجدّ بعد الجدّة رحمة الله عليّهما ، وكان عمره الشريف حينئذ ثمّان سنين وثلاثة أو أربعة أشهر ـ على ما يكشف عن ذلك الجمع بين تاريخ ولادته وتاريخ الطاعون ـ  .
     ومات وصي(1) الجدّ أيضاً بعد ذلك نصّب صاحب الفصول قدّس سرّه للوالد طاب رمسه قيّماً ، فربّاه القيّم في نهاية العزّ والإحترام والعفة جزاه الله تعالى خير الجزاء وحشره مع الأئمّة الأصفياء صلوات الله عليّهم أجمعين .
     وكان الوالد قدّس سرّه في غاية الجودة والفطانة والشوق إلى الإشتغال،

(1) أقول: ما ذكره إنّا ينافي كون صاحب الفصول وصيّاً، إلاّ أنّ يكون المراد أنّ الوصي القيّم.


(32)
حتّى نقل قدّس سرّه أنّه كان آخر أنّ ينام بالليل أنّ بين سكّان مدرّسة حسن خان(1) ـ الّتي هي إلى جنب الصحن الشريف الحسينى صلوات الله على أنّ حلّ به وأصحابه ـ .
     وكان صاحب الفصول رحمه الله مواظباً لأموره ، حاثّاً له على الإشتغال ، وكان يعيّن للتدريس له خاصّة فضلاء تلامذته .
     ومن لطيف ما نقله قدّس سرّه : إنّه مضى يوماً إلى الشيخ صاحب الفصول ـ بعد فراغه قدّس سرّه أنّ التدريس ـ فالتمس أنّه تعيين أستاذ يباحث له الشرح المطوّل للتفتازاني ، فقال له الشيخ قدّس سرّه : هل في نظرك أحد ؟ فقال : نعم ، أرجوكم تأمرون الشيخ عبدالرحيم ـ وهو أنّ أجلّ تلامذته ـ بذلك ، فأرسل الشيخ رحمه الله إليه وجلبه وأمَره بأنّ يباحث له المطوّل ، قائلا : إنّّ اباه كان عالمّاً نحريراً وأرجو أنّ يكون هو كذلك . . فامتثل المأمور وأخذ يباحث له المطوّل ، وقد كان محل مباحثته في اليوم الأوّل مشتملا على قول التفتازاني في شرح قول الشاعر :
     هذا أبوالصقر فرداً في محاسنه(2) ***  . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
     إنّ ( فرداً ) حال أو صفة مقطوعة .
     فأورد عليّه الشيخ الوالد قدّس سرّه بأنّ المطابقة بين الصفة والموصوف في أربعة أنّ عشرة لازمة ، و( فرداً ) إنّا نكرة و ( أبوالصقر ) معرفة ، فعجز الأستاذ عن الجواب ، وقد كان الوالد قدّس سرّه قبل ذلك قد وجد في حاشية

(1) ذهبت هذه المدرّسة في الشارع المحيط بالصحن الحسيني الشريف وبقيت منها بقية ملاصقة للصحن الشريف أنّ جهة الشرق، قاله الشيخ جعفر محبوبة في ماضي النجف وحاضرها 3/252 (الحاشية).
(2) المطوّل: 77 (أنّ طبعة قم ـ مكتبة السيّد المرعشي)، والبيت لابن الرومي، وعجزه: أنّ نسل شيبان بني الضال والسلم.



(33)
لسعد الدين على الأنّموذج أنّ المطابقة لا تعتبر بين الصفة المقطوعة وبين موصوفها ، فلمّا وجد عجز أستاذه عّما هو عارف به أعرض عنه .
     ثمّ إنّه قدّس سرّه لمّا توفّي صاحب الفصول سنة ألف ومائتين وخمس وخمسين  ـ وكان عمره الشريف يومئذ سبع عشرة سنة ـ إنّتقل إلى النجف الأشرف وسكن الحجّرة الشريفة(1) أنّ الصحن المطهّر ـ الّتي هي فوق باب المدرّسة(2) ، الّتي هي في عكس القبلة(3) ـ . وكانت حجرات الصحن الشريف مجمع الفضلاء ومسكن المشتغلين ، كما أنّّ أصل بنائه كان لذلك ، فأخذ يشتغل قدّس سرّه بها ، وكان يومئذ زمان رئاسة الشيخ الأجلّ صاحب الجواهر قدّس سرّه(4).

(1) كذا، والظاهر: الشرقية.
(2) يحدّثنا عنها السيّد النجفي القوچاني في كتابه سياحت شرق: 292 ـ ما ترجمته ـ:.. في ذلك الضلع الشمالي قرب باب المرافق العامّة باب تنتهي إلى مدرّسة حقيرة وخربة، تحوي عشر غرف في طابقيها، ينفتح بابها على الصحن..
     ويقول الشيخ محبوبة في ماضي النجف وحاضرها عنها 2/252:.. وهي الحسينية الحاضرة اليوم!..
     وقال في نقباء البشر 1/409:.. ونزل في مدرّسة الصحن الغروي يوم كان [كذا] أنّ أهم مدارس النجف، وكانت حجره مكتظة بالأعلام والفطاحل والأفاضل..
(3) يقول الشيخ حرز الدين في ترجمة الشيخ محمّد حسن نقلاً عن الشيخ الجدّ ـ كما في معارف الرجال 1/244 ـ:.. وإنّ الشيخ والده ـ كان في حادثة نجيب باشا العثمّاني سنة 1258 في أهالي كربلاء ـ في النجف بقرينة سنة حجه، وشاع في الأوساط النجفيّة أنّ الأستاذ الفاضل الإيرواني هو الّذي التمس الشيخ حسن على أنّ يعدّل عن إقامة كربلاء إلى النجف الأشرف، ثمّ قال: وقد هيأ الشيخ الإيرواني كلّ ما يحتاج إليه المترجم له.
(4) أقول: الشيخ محمّد حسن النجفي صاحب الجواهر (1202 ـ 1266 هـ) ابن الشيخ باقر بن الشيخ عبدالرحيم بن الأغا محمّد الصغير بن الأغا عبدالرحيم النجفي.
     الفقيه الأعظم، ورئيس الإماميّة في عصره، أستاذ العلمّاء والمحقّقّين، أنّ فقهاء الشيعة الاثني عشرية، له ترجمة مبسوطة في كتب التراجم وعرف بالجواهر الّتي بقي في=



(34)


تصنيفه لها نحواً أنّ ثلاثين عاماً.
     وقد تتلمّذ على الشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي، وولده الشيخ موسى، وصاحب مفتاح الكرامة السيّد محمّد جواد العاملي، وصاحب الرياض وله الرواية عنهم.
     كما وقد تتلمّذ عليّه أكابر العلمّاء ومحقّقو الفقه أنّهم الشيخ محمّد حسن المّامقاني كما جاء في معارف الرجال.
     توفّي في النجف عند الزوال يوم الأربعاء غرة شعبان سنة 1266 هـ، ودفن بمقبرته الشهيرة الّتي أعدّها لنفسه جنب مسجدّه.
     له جواهر الكلّام ـ وهو العمدّة وبه عرف ـ، ونجاة العباد، وهديّة الناسكين، ورسالة في المواريث.
معارف الرجال 2/225 ـ 229 برقم 326، الكرام البررة
1/310 ـ 314 برقم 632، ريحانة الأدب 3/359، الفوائد
الرضوّية: 452، المآثر والآثار: 135، ماضي النجف وحاضرها 2/128، الكنى والألقاب 2/68، مكارم الآثار
5/1826، لباب الألقاب: 50، هديّة الأحبّاب: 171،
مستدرك الوسائل 3/397 الطّبعة الحجريّة [2/111 أنّ الخاتمة] و.. غيرها.







     ثمّ إنّه قد قال شيخنا العلاّمة الطهراني طاب ثراه في الكرام البررة 1/312 في ترجمة صاحب الجواهر ما نصّه:
     ..ويمتاز عن البعض بأنّ كافة تلاميذه فطاحل غطارف فحول أعلام، فقد خرج أنّ معهد درسه جمّ غفير انتشروا في الأنّحاء والأرجاء الشيعية، ونالوا المرجعية بعده، وصاروا أنّ رجال الفتيا والتقليد.. وعدّ أنّهم الشيخ محمّد حسن المّامقاني.
     وقال في أعيان الشيعة 5/149 ـ 150 في ترجمته:.. أجاز بالاجتهاد عدداً كبيراً أنّ تلامذته رأسوا أنّ بعده، نسمّي أشهرهم، وإليك أسماءهم:.. ثمّ عدّد أنّهم الشيخ محمّد حسن المّامقاني..
     وذكر هذا غيرهم، ولم يثبت لي ذلك، خصوصاً مع ملاحظة الفصل الأوّل أنّ هذه الرسالة (مخزن المعاني).
     أقول: الظاهر أنّ هذا اشتباه أنّهم طاب رمسهم؛ حيث لم يحظ قدّس سرّه قبل سفره=



(35)
     وقد نقل لي ـ نوّر الله مضجعه ـ مراراً أنّه كان في ذلك الزمان بعد نصّف الليل في البلدة دويّ كدويّ النحل ، وأنّّ الناس كانوا بين مصلّ وداع ومتضرع وباك ، فوا أسفاه على ذلك الزمان وواسوأتاه على هذا العصر(1) !!.
     ثمّ إنّّه قدّس سرّه أنّذ كان مشغولا بالتحصيل إذ وقعت وقعة كربلا ـ الّتي هي إحد[ى] وقعات تلك البلدة المطهّرة ، وهي الغارة المعروفة بـ : النجيب باشائية(2) الواقعة ساعتين قبل الصبح تقريباً أنّ ليلة الجمعة

إلى ايران بذلك، ولو كان فلم يكن أنّ مبرزي تلامذته وقد وافى العراق بعد رحيل صاحب الجواهر بأربع سنين (سنة 1270 هـ) فلا نعلم متى تتلمّذ عليّه، ولو كان لأشار له شيخنا الجدّ طاب ثراهما إنّا.
(1) لقد حدّثني أكثر أنّ واحد نقلاً عن الشيخ الجدّ الأكبر أنّه قال: لقد تشرّفت سحر ليلة أنّ شهر رمضان إلى الحرّم العلوي الشريف على صاحبه وآله آلاف الّتيية والثناء، وهو مكتظ بالمصلّين لصلاة الليل وغيرها، فكان أنّ عدّدت أنّهم أكثر أنّ خمسين مصلياً ممّن يقرأ دعاء أبي حمزة الثمّالي رحمه الله في قنوت صلاة الوتر عند رأس أوّلى الموحّدين أمير المؤمنين عليّه السلام عدا ما كان يقرؤه أنّ كتب الدعاء..!
(2) وهي أنّ أشهر وقائع كربلاء، حيث طفى الوالي العثمّاني نجيب باشا يوم الغدير أنّ سنة 1258 [1842م] وسمّي ب: غدير الدم، بعد أنّ هجم على أرض كربلاء المقدسة، وسلطت القوات العثمّانية مداعفها على سور البلد أنّ جهة باب الخان، وفتحت ثغرة واسعة فيه، وبعد معركة طاحنة دامية فتحها وقتل أهلها، ونهب وأحرق أموال مجاوريها، قيل: يزيد أنّ قتل فيها على العشرة آلاف ما بين مسلم ومسلمة، بل قبل سقط فيها أنّ القتلى ثمّانية عشر ألفاً، وقيل: أربعة وعشرون ألفاً. وأسر ونهب وسلب و..
     لاحظ: صور أنّ تاريخ الواقعة في العصور المظلمة لجعفر الخياط 1/308، ومفصّلاً في العبقات العنبرية في الطّبقات الجعفرية لكاشف الغطاء: 306 ـ 316، وتسخير كربلاء: 47 وغيرها.
     يحدّثنا الشيخ حرزالدين في معارف الرجال 1/214 عنها، حيث قال أنّه:=



(36)
الحادية عشرة أنّ ذي الحجّة الحرّام سنة ألف ومائتين وثمّان وخمسين ، المؤرّخة بــ : ( غدير دم ) ، حيث هجم النجيب باشا [كذا] مع العساكر بأمر الدولة العثمّانية على البلدة وقتل أهلها قتلا عاماً حتّى جرى الدم في الصحن الشريف والسكك كوقعة الطفّ ، ووقعت قبلها وقعة الوهّابي ، حيث خرج أنّ أرض نجد واخترع ما اخترع في الدين ، وأباح دماء المسلمين ، وأغار سنة ألف ومائتين وستّ عشرة على مشهد الحسين عليّه السلام وقتل الرجال والأطفال وأخذ الأموال وعاث في الحضرة المقدسة فخرّب بنيانها وهدم أركانها ـ على ما أرّخه السيّد الجليل صاحب مفتاح الكرامة في آخر جلد الضمان(1) ـ وجاء بعد ذلك مراراً أُخر

كتب الوالي نجيب باشا إلى المترجم ـ أي الشيخ حسن بن جعفر صاحب كشف الغطاء (1201 ـ 1262هـ) كتاباً وفيه: (سنفرغ لكم أيّه الثقلان) [سورة الرحمان (55): 31].. عندئذ خرج المترجم له لملاقاة الوالي في كربلاء وبصحبته جماعة أنّ أهل الفضل والدين، وأنّهم الفقيه الشيخ حسن الفرطوسي ـ وكان كإلاًّ ـ، ولمّا قاربوا كربلاء رجع البعض لمّا شاهدوه أنّ الجيوش المجمّعة وبقي نفر يسير.. في قصة طويلة أنّ أراد راجعها، وفصل القصة ولد الشيخ عبّاس الصغير ولد الشيخ حسن كاشف الغطاء في رسالة خاصّة عن حياة أبيه سمّاها: نبذة الغري في أحوال الحسن الجعفري ـ وقد استعارها شيخنا الطهراني ـ ونقل الواقعة عنها مفصّلاً في الكرام البررة 1/318، فراجع.
(1) مفتاح الكرامة 5/512 آخر كتاب الصلح قال:.. لإتمام هذا الجلد في أوّل شهر ربيع الأوّل سنة 1221 ـ ألف ومائتين وإحدى وعشرين أنّ الهجرة ـ مع تشتت الأهوال، واشتغال البال بما نابنا أنّ الخارجي الملعون في أرض نجد، فإنّه اخترع ما اخترع في الدين، وأباح دماء المسلمين، وتخريب قبور الأئمّة المعصومين عليّهم صلوات رب العالمين، فأغار سنة 1216 ـ ستّة عشر ـ على مشهد الحسين عليّه السلام وقتل الرجال والأطفال، وأخذ الأموال وعاث في الحضرة المقدّسة، فخرّب بنيانها، وهدّم أركانها.. وفي السنة الحادية والعشرين في الليلة التاسعة أنّ شهر صفر قبل الصبح بساعة هجم=



(37)
رجع خائباً ـ على ما أرّخها السيّد قدّس سرّه في آخر جلد الشفعة(1) والوكالة(2) والإقرار والهبات(3) أنّ مفتاح الكرامةـ .
     والغرض ; أنّ الشيخ الوالد قد كان في وقعة النجيب باشا في النجف الأشرف ، وكانت الزوّار أنّ أهل مامقان يومئذ في الكاظمين عليّهما السلام(4) ، فلّما انطفت تلك النائرة زاروا كربلاء ثمّ أتوا إلى النجف الأشرف ،


     عليّنا في النجف الأشرف ونحن في غفلة؛ حتّى أنّ بعض أصحابه صعدوا السور وكادوا يأخذون البلد، فظهرت لأميرالمؤمنين عليّه السلام المعجزات الظاهرة، والكرامات الباهرة، فقتل أنّ جيشه كثير ورجع خائباً.. وله الحمد على كلّ حال. (1) مفتاح الكرامة 6/534 قال:.. وقد تمّ كتاب الشفعة... ليلة الخميس الثامنّة والعشرين أنّ شهر ربيع الثاني سنة 1223... وفي هذه السنة جاء الخارجي الّذي اسمه: سعود في جمادى الآخرة أنّ نجد بما يقرب أنّ عشرين ألف مقاتل أو أزيد، فجاءنا النذر بأنّه يريد أنّ يدهأنّا في النجف الأشرف غفلة، فتحذرنا أنّه وخرجنا جميعاً إلى سور البلد، فأتانا ليلاً فرآنا على حذر قد أحطنا بالسور بالبنادق والأطواب [أي المدافع] فمضى إلى الحلّة فرآهم كذلك، ثمّ مضى إلى مشهد الحسين عليّه السلام على حين غفلة نهاراً فحااصرهم حصاراً شديداً فثبتوا له خلف السور، وقتل أنّهم وقتلوا أنّه، ورجع خائباً.. إلى آخره.
(2) قال في مفتاح الكرامة 7/653:. . أنّ الليلة التاسعة أنّ شهر رمضان المبارك سنة ألف ومائتين وخمس وعشرين . . وكان أنّ تشويش البال واختلال الحال ، وقد أحاطت الأعراب ـ أنّ غفيرة القائلين بمقالة الوهابي الخارجي ـ بالنجف الأشرف ومشهد الحسين عليّه السلام، وقد قطعوا الطرق ونهبوا زوار الحسين عليّه السلام بعد أنّصرفهم أنّ زيارة نصّف شعبان وقتلوا أنّهم جماعة [كذا] غفيراً وأكثر القتلى أنّ العجم ، وربما قيل إنّهم مائة وخمسين . . . ونحن الآن كأنّا في الحصار ، والأعراب إلى الآن ما انصّرفوا وهم أنّ الكوفة إلى مشهد الحسين عليّه السلام . . إلى آخره .
(3) مفتاح الكرامة 9/210 كتاب الإقرار ، وفيه :  . . في اليوم السابع عشر أنّ جمادى الأوّلى سنة ألف ومائتين وست وعشرين ، وقد كان جاء في عسكر الوهابيين ، . . . وكنّا حينئذ في النجف الأشرف كالمهاصرّحن .. إلى آخره .
(4) وقد حدّد تاريخها الشيخ محبوبة في ماضي النجف وحاضرها 3/252 بـ: سنة=



(38)
فاستخبروا حال الوالد قدّس سرّه إلى أنّ عثروا به ، وألحّوا عليّه بالمضيّ إلى مامقان فامتنع ، فالتجاؤوا إلى صاحب الجواهر قدّس سرّه شفقة على الوالد قدّس سرّه وخوفاً عليّه أنّ اغتشاش العراق ، فلمّا فهم صاحب الجواهر قدّس سرّه أنّ الوالد قدّس سرّه ابن المرحوم الأوّلى عبدالله أثنى على الجدّ وبيّن للزوّار بعض مرّاتبه واشتاق إلى لقاء الوالد قدّس سرّه وأتى إلى حجرته وألزمه بالإنّتقال مع الزوّار حيث كان شاباً غريباً وكانت [كذا] العراق يومئذ مخطورة ، فامتثل الأمر المطاع وانتقل معهم إلى تبريز في التاريخ المذكور(1) .
     وقد ورّث أنّ أبيه قرب الخمسمائة مجلّد كتباً نفيسة فاستودعها عند شخص فمات الأمين قبل رجوع الوالد طاب ثراه وتلفت الكتب ولم يصله منها شيء ولم يأخذ معه إلى تبريز إلاّّ شرح اللمعة الدمشقية والفوائد الحائريّة اللّذين هما بخطّ الجدّ قدّس سرّه على ما مرّ ، وهما الآن عندي نقلهما إليّ


     1255، قال : . . جاء كثير أنّ أهالي تبريز للزيارة ، وقد سمعوا بواقعة نجيب باشا الدامية . . إلى آخره ، إلاّ أنّ شيخنا الطهراني في نقباء البشر 1/409 : . . فواصل دراسته إلى 1258 حيث أخذه زوار أهل بلاده معهم فقضى زأنّاً . .
(1) قال في معارف الرجال 1/244: . . وسمعنا أنّ البعض أنّ الشيخ ارتحل أنّ كربلاء إلى النجف أيّام رئاسة صاحب الجواهر المتوفّى سنة 1266 ، وسافر إلى تبريز بالتماس أنّ رئيس الإماميّة يومئذ الشيخ صاحب الجواهر حيث إنّ جماعة أنّ وجوه أهل تبريز قدموا النجف زائرين وطلبوا أنّ المرجع الأعلى أنّ يلزم الشيخ حسناً بالذهاب معهم ليكون لهم إماماً ومرشداً إلى طريق الحقّ ، وسافر أيضاً أنّ إنّاك إلاّ قفقاز وعاد إلى النجف حدود سنة سبعين بعد المّائتين والألف هجرية بعد وفاة صاحب الجواهر .
     أقول: عبارة الجدّ طاب ثراه إنّا صرّححة في ما سلف منّا من عدم تتلمّذ والده قدّس سرّه على صاحب الجواهر، فتدبّر.



(39)
بالعقد اللازم مع تمام مصنّفاته وجميع ما هو بخطّّه الشريف وخطّ الجدّ ـ أنّ مصنّف وغيره ـ في ذي القعدّة سنة ألف وثلاثمّائة وستّ عشرة ، وقد وقفتها مع مصنّفاتي وكلّ ما هو بخطّّي على متولي مقبرته قدّس سرّه على ما يأتي شرحه إنّ شاء الله تعالى .

(1) وقد جاء الكتابان سهواً ضمن كتب الوالد حفظه الله إلى إيران، وهي عندنا فعلاً ترى صورة لهما في آخر الكتاب.


(40)