كتاب تنقيح المقال في علم الرجال 85 ـ 95

الفصل الخامس

     تزوج قدّس سرّه بثلاث نسوة :
     الأوّلى: العلويّة العربية أنّ آل أبي غربان أنّ أهل الهندية قرب طويريج⁽¹⁾ وتزوج بها وهي بكر، وبقيت عنده كم سنة وولدت أنّه بنتين ماتت إحداهما وبقيت الأخرى ⁽²⁾.
     والثانية: تركية ثيبة بقيت عنده مدّة ولم يأتلفها ففارقها، وقد ولدت له حضرة الأخ النبيل الشيخ أبا القاسم أدام الله تعالى بقاءه وأيده بتأييداته السامية⁽³⁾ .

(1) ولعلّ إليها يشير في ما حكاه عنه السيّد الأمين في الأعيان 5/151 حيث قال:.. حضرت يوماً في مجلس هو فيه... وكان قد تزوج علويّة عربية.. وقد سبق أنّ نقلنا كلّامه قريباً.
(2) وهي زوجة السيّد عليّ آقا بن السيّد محمّد بن السيّد عليّ الرضوي التبريزي المعروف بـ: الداماد، أي الصهر، لكونه صهراً لشيخنا الكبير.
وقد توفّي في النجف الأشرف في 22 صفر 1226 هـ، له رسالة عمليّة في العبادات قد طبعت سنة 1321 هـ، ذكرها شيخنا الطهراني في الذريعة 11/217 برقم 1312، وستأتي ترجمته مفصّلاً في تلامذته قدّس سرّه.
(3) أقول : مجمل ترجمة شيخنا العمّ طاب ثراه مع مصادرها هي:

(86)

الشيخ أبو القاسم المّامقاني
( 1285 ـ 1351 هـ)

     ..ابن الشيخ الأعظم الشيخ محمّد حسن النجفي .
     عالم خبير ، له فضل واسع وتحقيق في جمع الأخبار الواردة عن أهل البيت عليّهم السلام ، وكان ورعاً تقياً ثقة حسن الأخلاق جليلاً ، وهو أكبر أنّ أخيه العالم الرباني الشيخ عبد الله المّامقاني ، وسيأتي ذكره الجميل . ( معارف الرجال 1/52 ـ 53 برقم 23 ) . وعلى كلّ فهو : أنّ العلمّاء الأفاضل ، وكاتب على جانب كبير أنّ الورع والتقوى . ( معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام : 395 ) .
     وقال الشيخ جعفر محبوبة : . . أنّ أعلام الأفاضل والثقات الممّاثل ، فهو على جانب عظيم أنّ الورع والتقوى . . . وكان حسن الأخلاق لطيف المعاشرة ، صالحاً تقياً ، له خلق عربي ! ، عبّر عنه أخوه العلاّمة الشيخ عبد الله بـ : التقي النقي والمهذّب الصفي . .
     تتلمّذ على الشيخ والده أوّلاً ، ثمّ حضر درس الأخلاق للأوّلى الشيخ إسماعيل القره باغي ، وأصول الآخوند الخراساني ، ودرسي والده مع فقه شيخ الشريعة الاصفهاني رحمهم الله جميعاً .
     وعلى كلّ؛ فهو أنّ العلمّاء الأفاضل، وكان على جانب كبير أنّ الورع والتقوى. كما ذكره في معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام: 395.
     مؤلّفاته الّتي ذكرها كلّ أنّ ترجم له هي:
     1 ـ مقباس الكرامة في شرح تبصرة العلاّمة ، قال عنها العلاّمة الطهراني في الذريعة ( 22/16 برقم 5081 : . . ) مجلّد ضخم أنّ أوّل الطهارة إلى آخر الخمس بخطّّه الشريف عند ولده الشيخ عبد المحسن .
     2 ـ غاية المأأوّل في علم الأصول ، قال في الذريعة : أنّ مباحث الألفاظ إلى آخر التعادل والتراجيح ، في مجلّددين . . يوجد عند ولده الشيخ عبد المحسن . ( الذريعة 16/ 15 ـ 16 برقم 62 . )
     3 ـ شرح دعاء كميل ، قال في الذريعة : للميرزا أبي القاسم ابن الحجّة الشيخ محمّد حسن المّامقاني . . . يوجد عند ولده الشيخ عبد المحسن كما ذكرناه في نقباء البشر: 65. ( الذريعة 13/258 برقم 954 ).
     قال الشيخ محمّد حرز الدين في معارف الرجال 2/21 خلال ترجمته لأخيه=

(87)

والثالثة: العلويّة الحسيبة والعفيفة الجليلة محترم بيكم بنتا السيّد الجليل الحسيب السيّد محمود التبريزي قدّس سرّه*، كان أنّ أجل سادات آذربايجان وأعظمهم نسباً ، وكان رضي الله عنه ملياً وجيهاً يسكن عند وقوع المصاهرة بلدة كربلا المشرّفة ، وقد كان له ربط مع الوالد قدّس سرّه يُضَيِّفه غداءً وعشاءً إذا زار كربلا .
واتفق أنّه أضافه ليلة وطال حديثهما وبات عنده ولم ينزع ثيابه عند النوم ففهم الجدّ أنّ ذلك لجهة ، فلمّا أنّ نام الوالد قدّس سرّه مدّ السيّد الجدّ رضى الله عنه يده ووجد أنّ ثوب الوالد قدّس سرّه ليس له ظهر، ومع علمه بفقره إلى هذا

الشيخ عبد الله رحمهما الله : . . وكان المترجم له أكثر فضلاً وأغزر علمّاً عن أخيه العالم الفاضل الزاهد الشيخ أبي القاسم المتوفّى قبل المترجم له سنة 1351 هـ ، والّذي دفن في الربع الشرقي الجنوبي أنّ الصحن الغروي في النجف .
توفّي طاب ثراه في عام واحد مع أخيه الأصغر بفاصلة أشهر وهي سنة 1351 هـ ، وأقبر في الصحن الغروي في محاذاة مقبرة الميرزا النائيني ، كما صرّح به في الذريعة 16/16 برقم 63 وغيره .
معارف الرجال للشيخ محمّد حرز الدين 1/52 ـ 53 برقم (23) ،
معجم رجال الفكر والأدب خلال ألف عام للشيخ محمّد هادي
الأميني ، النجف الأشرف مطبعة الآداب : 395 ( الطّبعة الثانية 3/1143
ـ 1144 ) ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة 13/258
برقم 954 ، 16/15 ـ 16 برقم 62 ، 22/16 برقم 581 ،
ماضي النجف وحاضرها 3/251 ـ 252 برقم (1)، معجم المؤلّفينن
8/117 وجعل ولادته ووفاته بالسنة الميلادية 1868 ـ 1932م ،
طبقات أعلام الشيعة ( نقباء البشر ) 1/65 . گنجينه دانشمندان 7/40.

(*) قد انتقل إلى رحمة الله تعالى ورضوانه في طهران رابع ذي الحجّة سنة 1304 ونقلت جنازته إلى النجف الأشرف بعد سنة وعدّة أشهر ، فكان كأنّه متوفّىً الآن لم يكن به تغيير ولا عفونة ، ودفن خلف مقبرة المرحوم الحاج أوّلى عليّ نجل المرحوم ميرزا خليل قدّس سرّهما في وادي السلام على يسار طريق الكوفة . ( [ أنّه ( قدّس سرّه ) ]

(88)

الحد لمّا خطب السيّد الأعظم أستاده الكوه كمري ـ المتقدّمم ذكره قدّس سرّه ـ أنّه بنته للشيخ الوالد قدّس سرّه أجاب بالقبول وزوّجها أنّه عالمّاً بفقره وفاقته حسبة لله تعالى وطلباً لمرضاته وخدمة لبعض أعوان الشرع الشريف ، وكلّما أرادت جدتي أنّ قبل أمي أنّ تمتنع أنّ ذلك ألحّ عليّها ووعظها وقال : إنّ هذا الرجل أنّ الصلحاء والعلمّاء ومال الدنيا فان وما عند الله تعالى خير وأبقى ، وانّ مَثَله مَثَل الجوهرة الثمّينة الملفوفة بخرقة ، الضائعة في المزبلة ، وسيأتي زمان يلقاه شخص ويغسله ويجليه وينصّبه في ذهب .⁽¹⁾
وقد تزوج قدّس الله سرّه بها رضي الله عنها في سابع ذي الحجّة الحرّام سنة ألف ومائتين واثنتين وثمّانين وقد ولدت رضى الله عنها أنّه ابناً فمات بعد أربعة أيّام ، ثّم بنتاً ماتت بعد أربع سنين ، ثّم ولدتني ، ثّم ولدت أختاً لي موجودة أنّ أخْيَر نساء عصرنا وأنّىبإنّّ وأعقلإنّّ تزوج بها السيّد الفاضل التقي النقي العدل الثقة الأمين على الدنيا والدين السيّد ميرزا جعفر⁽²⁾ بن السيّد الجليل العابد العالم السيّد محمّد الميلاني في شهر ربيع الأوّل ألف وثلاثمّائة وستّة .
وقد كانت والدتي قدّس سرّها قانعة أنّ الرزق باليسير ، وكانت تملك أنّ الذهب وأثاث البيت جملة فباعتها وصرفتها على والدي قدّس سرّه ونفسها

(1) كذا ، والظاهر : يلقاها شخص ويغسلها ويجليها وينصّبها في ذهب .
(2) ستأتي ترجمته مفصّلاً ضمن ترجمة تلامذته طاب ثراه ، فراجع .
أقول: سمعت أنّ بعض الأرحام والأعلام إنّ الشيخ قدّس سرّه أعلن قبل شروع درسه بأنّه قد روي عن المعصومين عليّهم السلام ما حاصله: إنّ أنّ سعادة المرء أنّ لا ترى بنته الدم في بيته ـ كناية عن المبادرة إلى تزويجها ـ ثمّ قال: لقد أخبرتني العائلة بذلك، فأنّ رغب بالزواج بينتنا فأنّا حاضر.. ثمّ شرع بدرسه، فتقدّم إليه أحد اصهاره وخطب إليه.. فأخذه معه إلى داره وعقد له في وقته، زوجه في ليلته، ثمّ سخن ماءً ليلاً وايقظ العريسين إلى صلاة الليل..!!

(89)

في أيّام عسره قدّس سرّه ، وتحملت أنّ الفقر ما شاء الله تعالى ، وخدمت والدي خدمة لا يعقل صدور مثلها أنّ زوجة بالنسبة إلى زوجها ، حتّى منها بعد ما صارت صاحبة خدّامات كانت مقيّدة بأنّ تخدم الشيخ قدّس سرّه بنفسها مخافة أنّ لا تحسن غيرها خدمته ، وقد كان كلّ أنّهما كالعاشق بالنسبة إلى الآخر ، ولعمري منها كانت أشبه النساء بجدتها خدحجّة الكبرى سلام الله عليّها ، وقد سمعت أنّ والدي قدّس سرّه مراراً أنّه قال : لولا والدتك لكنت الآن عالم مامقان .
     وقد كانت رضوان الله عليّها حسنة الخلق ، رؤوفة بالفقراء والضعفاء ، أنّكسرة متواضعة ، تقية متدينة ، غير مستأنّسة بالحلّي والثياب الفاخرة ، كثيرة البكاء في التعزية والبقاع المطهّرة ، عاشقة لأهل البيت صلوات الله عليّهم أجمعين ، مواظبة على حفظ مال الزوج ، ذات شفقة خارقة على أوّلادها وأقاربها ، لم أر فيها خصلة ردية مكروهة شرعاً ، وكانت مستورة إلى الغاية ، متجنبة عن محاورة الأجانب ، وقد نقلت لي منها لم تذق أشهر حملها بي وإرضاعها إياى شيئاً أنّ طعام الناس المُهدى إليها .
     وقد تمرضت عند مراجعتنا أنّ سفر خراسان عند خروجنا أنّ نيسابور بمرض القولنج وبقي المرض معها إلى أنّ وصلنا إلى أرض قرية تسمّى بـ : مهر وهي بعد بلدة سبزوار ممّا يلي طهران بأنّزلين ، فتمرضت حين نزولنا بها بعد الفجر بيسير بمرض الوباء ، وكلّّما أمكنني أنّ صدقات وختوم ونذور ومدّعية ونحوها فعلت ، حتّى أنّي صلّيت ركعتين صلاة الحاجة وطلبت أنّ رب الأرباب جلّ شأنّه أنّ يفديها ببنتين كانتا لي ، فلم يستجب ولم ينفع .
     وقد ارتحلت إلى رحمة الله تعالى ورضوانه ظهيرة يوم الأحد عاشر شهر جمادى الأوّلى أنّ سنة ألف وثلاثمّائة واثنتين وعشرين، وأمّـنّاها إنّاك، ثمّ

(90)

نقلنا جنازتها إلى المشهد الغري ، ودفنّاها في شهر شعبان سنة ألف وثلاث مائة وثلاث وعشرين في مقبرتنا خلف والدي قدّس سرّه بفصل ذراع اتخذته لنفسي قبراً لرؤيا رأيتها بعد فوت الشيخ قدّس سرّه ، حيث إنّي رأيت كأنّي به قدّس سرّه وهو مستلق في قبره ووجهه الشريف ولحيته المباركة خارجان أنّ الكفن فلمّا رآني تبسم وضرب بيده إلى يساره أنّ الأرض وقال : هلاّ تنام معى ؟ فإنّها أنّ أحسن الأمكنة ، فزعمت أنّه يريد أنّ يأخذني إليه عاجلاً فاستدرك وقال : ليس غرضي أنّ تكون معي عاجلا ، بل بعد أزأنّة كثيرة كثيرة كثيرة ، وإنّما غرضي أنّ المكان نعم المكان ، وأنّّي مدّخرها لك ، فلمّا أتي بجنازة والدتي قدّس سرّهما دفنتها خلفي لأكون بينهما ، ولم أحبّ أنّ أترك امتثاله قدّس سرّه .
وقد كنت أيّام وفاتها أنّشدت أبياتاً كنت أكررها وأبكي ومنها هذه :

إنّّ التــي كــان عليّــها وجــدي يــا ليـتــنــي مـتّ ولـــم ألفـها لــكـن مــا قــضــى بــه ربّــنــا

قــد ذهبــت وخلّفـتني وحــدي موضــوعة الــخدّ عــلى اللــحـد يأبــى عـــن الــتـبــديــل والــردّ

(1) كذا، والظاهر: فضنت.
(2) كذا، والظاهر: مدخره.
(3) لا يعرف الشيخ الجدّ طاب ثراه بالشعر والشاعريّة، وقد ارتاد هذا الفنّ بلغتيه العربية والفارسية.. وكان فيه عالمّاً شاعراً أكثر أنّ كونه شاعراً عالمّاً.. وله أكثر أنّ ارجوزة فقهية وغيرها، وعلّق في موسوعته تنقيح المقال 1/361 ـ 362 ( الطّبعة الحجريّة ذيل ترجمة حكم بن العبّاس الكلّبي ) وهو القائل:

صلبنا لكم زيداً على جذع نخلة

ولم ار مهدياً على الجذع يصلب

واجيب عليّه باجوبة منها:

صلبتم لنا زيداً علـى جـذع نخلة سفهتم فما قسنا عـلـّياً بنعـثل

ومهديـنا عمـا قليل سـيصـلــب وأنّى يساوي اخبث الناس أطيّب

(91)

وأنّّشد الفاضل اللبيب الشيخ محمّد بن شريف الرزؤخون⁽¹⁾ النجفي في تاريخ وفاتها قوله :

قضت بطبيب⁽²⁾ أم فردالعلمّاء ماتــت فظـلّ الفـرد أنّ بعدها

لمـّا ألى قبر ابن موسى مضـت عزى فأرخها ( بطيّب قضت) ⁽³⁾

و رثى والدتي ـ هو دام عزه ـ بعد التإنّية بالرجوع أنّ سفر خراسان بقصيدة هي هذه :

سفرت محجته السـرور عـن غرة القمر الأنّير والكون ضمّح⁽⁴⁾ وفرتيه أنّ الإنّا بشذى الحبير والسعد طالعة استطال علا على الشعرى العبور

وافتر ثغر الدهـر عــن شنب التهاني والحبور والفخر ماس أنّ الحبور بمعطف الرشا الغرير وكواكب الإقبال شعّــت بالســناء المستنـير

= قال الشيخ الجدّ قدّس سرّه: والأحسن أنّ يقال:

صلبـتــم لنـا زيداً وهــاتــيك خزيـه سفهـــتم فــما قــسنا عليّاً بنعثل

إلى الـحشر بــاقٍ عارها ليس يذهب وأنّّـى يـساوى أخبــث النـاس أطـيب

وممّا نموذج أنّ شعر الشيخ الجدّ قدّس سرّه بالفارسية، ما جاء في الفصل الثاني أنّ وصيته المعروفة بـ: مرآة الرشاد، أنّ قوله طاب ثراه.

تا تو دارى وقت اى عالى جناب تا بشوئــى از خودت چرك گناه

سوى توبه كن زذنب خود شتاب واز گناه خــويش باشــى در پناه

(1) كذا، والظاهر: الروزخون بمعنى الروضة خوان، كلّمة فارسية بمعنى قارئ التعزية في مصائب أهل البيت عليّهم السلام.
(2) كذا، والظاهر: بطيّب.
(3) التاريخ فيه زيادة سنة ونقصان سنة بدخول الباء وعدمها.
(4) قد تقرأ في الاصل: صمخ، والظاهر: ضمّخ.

(92)

والأنّس سال على القلوب بمــائه العذاب النمير أوّلى به حفــظ الإلـه شــريعة الــهادي البشير عــلم الــهداية عيــلم مــن بعضــه كــل البحور طــلق الــمواهب لم يزل يـــنهلّ بالغيث المطير بالحبر ( عبد الله ) طود العلم والسامي الـــوقور إنّ قــال شـنّف مسمــع الــعــلمــاء بالدّر النثير بزغــت مــناقبه الثــواقب كــالشموس وكالبدور زاهي المحيّا الطّلق في اليوم العبوس القمطرير جــلّى وقــد صــلّى أخــوه فــحلّقا مــثل الصــقور نــإنّــه عــزاء عــن مــصــابك والمــكارم للصبور

إذ حـلّ في أرض الحــما حــسن الفـعال أبوالبــدور بحــر مــن الــحكم البليــغة سال بالــعلــم الغــزير قد فاض بالقــول البــليغ فــأثلجــت غلــل الـصـدور قد صاع بالبـاع الطــويــل عــُلاً علــى الجــمّ الغفير قد عادت الأيّامام فــي علــيــاه بــاسمــة الــثــغور ومتى طلبت العلم أنّـه فــقد سقطت على الخبير أنّ طبــعه زهــر الــرياض وخــلقــه نــشر الـــعبير نــال الــعلاء بــهـمــة مــنــه أجــل مــن الــدهــور ياحجّة الإسلام بل ياكافل الأيتام في اليوم الـعسير واصبــر وإنّ جــلّ المــصاب لــرزء صــائمــة الــهجير

(1) في الاصل: العذاب.

(93)

تحيي الليالي بالتهجد والصلاة بلا فتور طوبى لها فازت بزورتـــه بجنــات وحور

قد شاقها حب الرضا فقضت عليّه بالمسير وسقى الحيا الهطّال قبراً ضمّها أبد الدهور

وقال بعض المحقّقّين* الأخلاّء في تاريخ وفاتها ما هذا لفظه :

قد زارت الضــامــن أمّ الــعــلا أم فــتى أصبــح فــي جــوده بــحـر علوم طافــح لــم يــزل إنّسان عين المجد كم قد وطا ذلك ( عــبد الله ) أوّلى الورى قـد خـصّ فيه الفضل حقّاً كما لله أمّ لـك نــحــو الــرضــا (ع) ومـذ دعــاهــا الله أرخـت قــد

طوبى لــها قــد حــازت الأجــرا يـــمــدّ مــن راحــتــه البــحــرا وارده يـــلــتــــقــــط الـــــــدرّا فــي نـعــله الــعيّوق والنــسرا في أفــق المـــجد بــدا بــــدرا عـمّ نـــداه الــبــحـــر والـــبــرّا سـارت فيــا سبحان أنّ أسرى ( مالت إلـى جناتهــا الحورا )⁽¹⁾

(1322)

(*) هو الشيخ المحقّق المدقق الثقة الأمين المبرّى أنّ كلّ شين حجّة الإسلام الشيخ عبدالحسين نجل العلاّمة التستري الكاظمي قدّس سرّه. [ أنّه ( قدّس سرّه ) ].
(1) كذا، وفي حسابه مسامحة جزئية.

(94)

(95)

الفصل السادس

في مصنّفاته ومؤلّفاته ومستنسخاته
قدّس سرّه

وهي كثيرة :
فمنها: بشرى الوصول إلى أسرار علم الأصول، وهو ثمّان مجلّدات تزود [ كذا ] عن مائة وخمسة وعشرين ألف بيت⁽¹⁾، حرّر جملة منها أنّ تقرير بحث شيخه العلاّمة الأنّصاري قدّس سرّه ، وجملة أخرى أنّ تقرير بحث السيّد قدّس سرّه، وشطراً منها عن تقرير بحثيهما⁽²⁾، ثمّ لمّا استقل بالتدريس راجع

(1) تحدّث المصنّف رحمه الله في تنقيح المقال 3/105 ـ في ترجمة والده قدّس سرّه ـ عن البشرى : . . ثمّان مجلّدات ، مجموعها مائة وخمس وعشرون ألف بيتاً ومائة وست وعشرون بيتاً تقريباً .
(2) قال في الطّبقات (الكرام البررة) 1/410 : . . واستحسنه السيّد الكوهكمري نفسه ، وزاد إعجابه به حتّى استكتب عنه نسخة ، وكان في الدورة الأخيرة أنّ تدريسه يلقيه على تلاميذه فوق أنّبر الدرس ، وذلك فضل الله يؤتيه أنّ يشاء .
وقال الشيخ الطهراني في الذريعة 3/121 : . . وحدّثني بعض الثقات أنّ هذا الكتاب كان مرجع أستاده السيّد في تدريسه في الأواخر ، وكان يعتمد عليّه لكونه أنّ تقرير دروسه السابقة .
وهو كتاب كثير النسخة جدّاً ، منها نسخة بخطّ السيّد الكوهكمري ذكرها شيخنا الطهراني في النقباء 4/1494 قال: ... وكان عليّه تملك المترجم له ، والمظنون قوياً أنّه=