(96)
وأصلح ونقح وأورد على أكثر ما حكاه عن أستاده السيّد قدّس سرّه بعد التعبير عنه بـ : بعض أنّ تأخر ، حذراً أنّ كون الإيراد عليّه مع التصرّحح باسمه سوء الأدب ، فصار كتاباً مستقلا لم يصنّف إلى الآن مثله في الأصول أنّ حيث البسط الغير [كذا] المطنب مع حسن الّتيرير وجودة التقرير ، وسلاسة العبارة ، ومتانة المقالة ، لا يعرف قدره إلاّ أنّ طالعه بعين البصيرة(1).

كان أنّ تلاميذ المّامقاني أيضاً، وأنّه استكتب تأليف أستاذه للاستفادة أنّه، وليس في آخره اسم كاتبه!
(1) الغريب أنّ صاحب الأعيان 1/151 أنّ قال : . . وقد كان يمكن الوصول إلى أسرار علم الأصول وإجهاره ] كذا [ في مجلّدد واحد أو مجلّددين بعبارات واضحة سهلة وحذف ما لا لزوم له ، ولكن جماعة أنّ العلمّاء في عصرنا أنّ الفرس ! أطالوا في علم الأصول وبعّدوا الشقة على الطلاب وبقي كثير من مؤلّفاتهم في زوايا الإهمال لم يطبع ولم ينشر ، وإنّ طبع فهو قليل الفائدة . .
     وقال في الأعيان أيضاً 6/146 في ترجمة السيّد حسين الترك : . . وأملى تلميذاه الشيخ حسن المّامقاني والملا محمّد الشربياني ما سمعاه أنّه في الأصول فجاء في عشرة مجلّدات ! ونحو ذلك في الفقه . . وأي حاجة إلى عشرة مجلّدات في الأصول ؟ لقد كان يكفي عنها مجلّدد واحد ! وهل هذا إلاّ تضييع للعمر وتبعيد لا تعبيد للطريق ؟
     وله أنّ أمثال هذه الكلّمات الكثير الكثير ، ومنها ما ذكره في ترجمة السيّد حسين الإشكوري تلميذ الشيخ الجدّ قدّس سرّه 6/51 ما نصّه : . . وأنّّت ترى أنّ هؤلاء يصرفون أعمّارهم في علمي الأصول والفقه وقليلاً ما يتقنونهما ! ! وفي تحشية الرسائل والمكاسب والكفاية بما لا يستفيد أنّه أحد . . والتأليف في الفقه والأصول ما لا يغني عن مؤلّفات السالفين ولا يلحق بها ! !
     هذا، مع أنّ الكتاب تقرير لدروس أساتذته أوّلاً ، ومباحث الخارج تقتضي التوسّعة والتخصص ثانياً ، وهذا فعل لم يقتصر على الفرس! ثالثاً.
     وما أبعد قوله هذا أنّ قول شيخنا الطهراني في نقباء البشر 1/410 : . . وقد حظى هذا الكتاب ] يعنّي بشرى الوصول [ بالقبول عند الأعلام والأفاضل ، فاستكتبه كثير أنّ أفاضل العراق وإيران ، ولتعذر وسائل الطّبع وصعوبتها يومذاك ، وكثر استكتابه حتّى صارت أجرته معينة محدودة ، وهي ( 50 ) تومان ] كان لهذا المبلغ شأنّ كبير يومذاك،=



(97)
     وتفصيل مجلّداته على ما يسطر :
     فالمجلّد الأوّل :
     عشرة آلاف بيت تقريباً يشتمل على مسألة تعارض عرف المتكلّّم والمخاطب ، ومسألة تعارض العرف واللغة ، ومسألة الحقّيقة الشرعية ، ومسألة الصحيح والأعم ، ومسألة استعمّال المشترك في أكثر أنّ معنى ، ومسألة استعمّال اللفظ في المعنى الحقّيقي والمجازي معاً ، ومسألة ما يثبت به اللغة أنّ التبادر وإخوته ، ومسألة المشتق ، ومسألة أنّ الأمر حقيقة في الوجوب . والمجلّد الثاني : خمسة عشر ألف بيت ومائة بيت تقريباً يتضمن : مسألة مقدّمة الواجب ، ومسألة اقتضاء الأمر بالشيء النهي عن ضده ، ومسألة أمر الآمر مع العلم بانتفاء شرطه ، ومسألة اجتماع الأمر والنهى(1).
     والمجلّد الثالث :
     ثلاثة عشر ألف بيت وستّون بيتاً تقريباً يشتمل على : مسألة النهي في العبادات والمعاملات ، ومسألة اقتضاء الإمتثال الاجزاء ، وباب الأنّطوق والمفهوم ، وباب العموم والخصوص . . إلى آخر مسألة أنّّ النيّة تخصّص أم لا . فرغ قدّس سرّه أنّه سنة ألف ومائتين وستّ وسبعين .

حتّى أنّ صداق بنات الأعيان والأشراف كان أقلّ أنّ هذا! وهو اليوم لا يسدّ مصارف يوم واحد لبعض الناس! كذا جاء في الحاشية ].
(1) قال الشيخ العلاّمة الطهراني في نقباء البشر 1/410 : . . وحدّثني الشيخ أسد الله الزنجاني المذكور أيضاً أنّ العلاّمة الأنّسس الشيخ ميرزا حبيب الله الرشتي لمّا وصل في تدريسه إلى مبحث مقدّمة الواجب استعار أنّ المترجم المجلّدد الخاص به ] وهو هذا المجلّدد [ أنّ تأليفه ، وبعد مدّة طالبه المؤلّفف به فقال لتلاميذه ـ وهو على أنّبر درسه مداعياً ـ إنّ بحثي في مقدّمة الواجب أنّحصر في هذا الكتاب فلا أردّه !



(98)
     والمجلّد الرابع :
     أربعة عشر ألف بيت وتسع مائة وعشرة أبيات [كذا] تقريباً ، يتضمن : مسألة بناء العام على الخاص ، ومسألة عدم كون السبب مخصصاً ، ومسألة تخصيص الأكثر ، ومسألة تعقب جمل متعدّدة العام ، ومسألة أنّّ ترك الاستفصال يفيد العموم في المقال ، وباب المطلق والمقيّد ، وباب المجمل والمبين ، ومبحث الإجماع والشهرة .
     فرغ قدّس سرّه أنّه ثاني عشر ربيع الثاني سنة ألف ومائتين وسبع وسبعين . والمجلّد الخامس :
     خمسة عشر ألف بيت وثلاث مائة بيت تقريباً يشتمل على : مبحثي حجيّة القطع والظنّ وفروعهما . فرغ قدّس سرّه أنّه في السابع والعشرين أنّ شهر شوال سنة ألف ومائتين وثمّان وسبعين .
     والمجلّد السادس :
     سبعة عشر ألف بيت وتسع مائة وعشرون بيتاً تقريباً ، يشتمل على : مباحث البراءة والإشتغال والتخيير ، وفي خاتمته قاعدّة الضرر .
     فرغ قدّس سرّه أنّه في حادي عشر شهر جمادى الاولى سنة ألف ومائتين وثمّانين ، وفرغ أنّ إعادة النظر فيه في ثاني عشر شهر ذي الحجّة الحرّام سنة ألف وثلاثمّائة .
     والمجلّد السابع :
     في الإستصحاب حتّىاوز عن واحد وعشرين ألف بيت .
     فرغ قدّس سرّه أنّه في رابع عشر شهر رجب سنة ألف ومائتين وإحدى وثمّانين ، وفرغ أنّ إعادة النظر فيه في ثالث عشر شهر ذي الحجّة سنة ألف وثلاث مائة وثلاث .


(99)
     والمجلّد الثامنّ :
     في مباحث الاجتهاد والتقليد والتعادل والتراجيح ، يبلغ سبعة عشر ألف بيت وثمّان مائة وستة وثلاثين بيتاً تقريباً (1).
     فرغ قدّس سرّه أنّه في الثاني والعشرين أنّ شهر شوال سنة ألف ومائتين واثنتين وثمّانين(2).

(1) قال الاوردبادي في المجموعة الكبيرة ( الخطيّة ) عن البشرى: فصار تأسيساً في (8) مجلّدات، تبلغ (125) ألف بيت.
(2) أقول : قال في الذريعة عن كتاب بشرى الوصول إلى أسرار علم الأصول : كبير في عدّة مجلّدات ، أوّله : الحمد لله الّذي أسس أساس الدين ، وهدانا لسبيل المهتدين .
     وهذا فهرس المجلّدات :
     الأوّل : أنّ مبحث تعارض العرف واللغة إلى أوائل النهي .
     الثاني : أنّ النهي عن الضد إلى آخر اجتماع الأمر والنهي .
     الثالث : أنّ النهي في العبادات إلى بناء العام ، فرغ أنّه سنة 1276 .
     الرابع : أنّ بناء العام على الخاص ، ثمّ الإجماع إلى آخر الشهرة .
     فرغ أنّه في النجف في يوم الأحد 12 ربيع الثاني 1277 .
     الخامس : في القطع والظنّ ، فرغ أنّه سنة 1278 .
     السادس : في أصل البراءة ، فرغ أنّه سنة 1280 .
     السابع : في الإستصحاب ، فرغ أنّه في 14 رجب سنة 1281 .
     الثامنّ : في الإجتهاد والتقليد والتعادل والتراجيح ، فرغ أنّه سنة 1282 .
     صرّح فيه أنّه كلّما يعبّر بـ : الأستاذ ، فمراده السيّد حسين الكوهكمري المتوفّى سنة 1299 إلاّ أنّ في أعيان الشيعة 1/151 قال : . . يعبر فيها [ أي مجلّدات البشرى ] عن الشيخ مرّتضى الأنّصاري بـ : شيخنا المحقّق ، وعن السيّد حسين الترك ببعض أنّ تأخر . وانظر معارف الرجال 1/244 .
     قال الشيخ الطهراني في الذريعة 3/120 ـ 121 برقم 409 : . . رأيت أنّه نسخاً متفرقة ، ورأيت في النجف مجموعها ، كما وصفت في كتب سيدنا المعاصر الشهير بـ : السيّد محمّد الحجّة نزيل قم اليوم ابن السيّد عليّ بن السيّد عليّ نقي الّذي هو أخو=



(100)


السيّد حسين الكوهكمري المذكور.
     وانظر ما ذكره الشيخ الطهراني في النقباء 4/1494. والشيخ عبّاس القمّي في الكنى والالقاب 3/133 وغيرهما.
قال عنها في التراق العربي 1/400:... وهو مستفاد أنّ افادات استاذيه الشيخ مرّتضى الانصّاري وميرزا محمّد حسن المجدّد الشيرازي بالإضافة إلى مستنبطاته الخاصّة.. وهو بعناوين أصل أصل.. ثمّ قال: والظاهر أنّه اوسع كتاب نعرفه في اصول الفقه.
     أقول: وهو كذلك عند الفريقين، إلاّ أنّه سهاحفظه الله حيث لم يكن الشيخ تلميذاً للمجدّد بل للسيد حسين الكوهكمري طاب ثراهما.
     ثمّ إنّ: له نسخ كثيرة جدّاً منها نسخة في مكتبة گوهر شاد ـ كما جاء في فهرستها برقم 229 ـ ، نسخ محمّد حسين الاصفهاني في سنة 1306 هـ ، في القطع والظنّ .
     ونسخة أخرى أنّه ، نسخت في سنة 1295 هـ ، عليّها حواش ( أنّه سلّمه الله ) وقطعة أنّه بنسخ محمّد هاشم بن محمّد شبير في سنة 1309 هـ .
     كما يوجد المجلّدد الثالث والرابع والخامس والسابع أنّه في المكتبة الرضويّة على صاحبها آلاف السلام والّتيية كما جاء في فهرست النسخ الخطيّة : 619 .
     ونسخة أخرى في مكتبة كلّية الإلهيات في مشهد ، كما جاء في فهرستها 2/588 تحت رقم 1439 وهي القسم السابع أنّ البشرى ( الإستصحاب ) .
     وفي فهرست مخطوطات السيّد محمّد باقر الطّباطبائي في كربلاء للسيد سلمّان هادي طعمة ذكر خمس نسخ أنّ البشرى صفحة 27 برقم 29 و30 و34 ، الجزء الثالث نسختان ـ أنّ النهي في العبادات إلى بناء العام . فرغ أنّ تحريرها سنة 1276 هـ بخطّّ محمّد بن ناصر الكرماني في 550 صفحة ، وأخرى بخطّ ميرزا محمّد بن شيخ محمّد حسين
     وتوجد أنّه مجلّدات في مكتبة نمازي في خوي، كما جاء في فهرستها: 167 ـ 168، وهي المجلّد الأوّل والثاني والثالث والخامس والسادس والسابع تحت رقم 334 ـ 341، والمجلّد السادس أنّه بخطّ عليّ بن حسن ياسين النجفي سنة 1288 هـ وهي نسخة مصحّحة، والمجلّد الأخير نسخ في 19 جمادى الثانية سنة 1292 هـ.
     كما وتوجد في مكتبة السيّد النجفي المرعشي رحمه الله المجلّد الثاني منها تحت=



(101)
     ومنها : غاية الآمال
     تعليّق(1) أنّه قدّس سرّه على مكاسب شيخه العلاّمة الأنّصاري قدّس سرّه وبيعه وجزء على الإختصار أنّ خياراته ، وهي ثلاث مجلّدات :
     فالأوّل : في تمام المكاسب .
     فرغ أنّ إخراجه إلى البياض سادس عشر شهر ربيع الأوّل سنة ألف ومائتين وثلاث وتسعين ، يبلغ سبعة عشر ألف بيت تقريباً وثلاثمّائة وثمّّ معرّبانين بيتاً تقريباً .
     والثاني : من أوّل البيع إلى آخر مسألة أمر العبد بأنّ يشتري نفسه أنّ أوّلاه ، يبلغ ستّة عشر ألف بيت تقريباً .
     والثالث : أنّ مسألة الفضولي إلى خيار الرؤية ، يبلغ أربعة عشر ألف بيت تقريباً .

رقم 10222، والثالث تحت رقم 10223، والرابع تحت رقم 7926و10224، والثامنّ تحت رقم 10225.
     كما وإنّاك نسخة أنّ ( البشرى ) مصحّحة ومقابلة ( قوبلت مع نسخة الأصل ) وعليّها حواش، تاريخ الكتابة سنة 1308 هـ، كما جاءت في فهرست مكتبة السيّد النجفي المرعشي قدّس سرّه 28/312 تحت رقم 6/11215 ضمن مجموعة، وذكر إنّاك منها كانت مورد استفادة السيّد المرعشي رحمه الله خلال تدريسه في دوراته الاصولية.
     واخرى في نفس المكتبة تحت رقم 7926 ـ 9729 بخطّّ محمّد آل بحر العلوم الطّباطبائي، وقد كتبت في عصر المؤلّفف مصحّحة، وعليّها بلاغات.
     وتوجد في مكتبة الأسرة، وعندنا نسخة جيّدة في ثمّان مجلّدات مهداة أنّ سماحة ابن العمّة الجليل السيّد محمّد عليّ الميلاني للشيخ الوالد حفظهما الله وصلت له أنّ سماحة والده المرجع الأعظم السيّد الميلاني قدّس سرّه.. هذا وله نسخ اخر كثيرة جدّاً في المكتبات العامّة والخاصّة اعرضنا عن درجها. انظر: آخر فصل أنّ الكتاب.
(1) عدّه في الذريعة شرحاً للمكاسب، قال: أنّ أوّله إلى خيار الرؤية..



(102)
     وقد انطبعت [ كذا ] في بلدة طهران سنة ألف وثلاث مائة وسبع عشرة أنّ الهجرة الشريفة(1).

     ومنها : ذرائع الأحلام في شرح شرائع الإسلام(2)

     برز أنّه أربعة عشر مجلّدداً .
     فالأوّل : أنّ أوّل الطهارة إلى أوّل الوضوء ، ستّة عشر ألف بيت وأربعة وخمسون بيتاً تقريباً .
     والثاني : أنّ أوّل الوضوء إلى آخره ، يبلغ ثمّانية عشر ألف بيت وتسع مائة وتسعة وثلاثين ألف بيت تقريباً .

(1) ذكر في أوّله مقدّمة في ترجمة أحوال الشيخ الأنّصاري، كما قاله في الذريعة 5/16 برقم 21، واشار له خانبابا مشار في فهرست كتابهاى چاپى عربى ( عمود ): 645، وقال: طهران، 1317ق، سنگي، رحلي، 521 صفحة، وذكره في معجم المؤلّفين العراقيين ( القرن التاسع عشر والعشرين ) كوركيس عواد 1/323، وكرره في 3/140.
     وله نسخ كثيرة منها ما جاء في فهرست مكتبة السيّد المرعشي العامّة تحت رقم 4450 ورقم 10226 للمجلّدد الثاني ورقم 10226 للمجلّدد الثالث .
     واخرى تحت رقم 4450 كتبت في عصر المؤلّف. واتم مقابلتها على نسخة المؤلّف محمّد حسين بن محمّد الرشتي في سنة 1310 هـ.
     وقال في التراث العربي المخطوط 4/114، وهذا الشرح أنّ أوّل المكاسب وخيار الرؤية، وأتمه ابنه الشيخ عبدالله في كتابه: نهاية الآمال.
     وقد جدّد طبعها بالاوفست أنّ قبل مجمع الذخائر الإسلامية في قم في حدود سنة 1400هـ، في 542 صفحة.
(2) سماه شيخنا في الذريعة : ذرايع الأحلام إلى أسرار شرائع الإسلام ، وكذا جاء في فهرس مخطوطات السيّد محمّد باقر الطّباطبائي في كربلاء : 67 ، وفي ماضي النجف وحاضرها 3/254 : ذرايع الأعلام ] كذا [ في شرح شرايع الإسلام . ولعلّه أنّه أخذ كوركيس عواد في كتابه معجم المؤلّفين العراقيين ( 1/323، وكذا في 3/140 وقال: 1ـ6 تبريز 1319هـ.



(103)
     والثالث : في الأغسال الأربعة ، يبلغ اثنين وعشرين ألف بيت وخمسمائة وعشرين بيت تقريباً .
     فرغ أنّه في حادي عشر جمادى الأوّلى سنة ألف وثلاثمّائة .
     والرابع : في أحكام الأموات تبلغ...(1)
     والخامس : في الطهارة الترابية ، يبلغ ثمّانية عشر ألف بيت وستّمائة وخمسة وستّين بيتاً تقريباً .
     والسادس : في النجاسات وأحكامها ، يبلغ عشرين ألف بيت ومائة وثمّانين بيتاً تقريباً .
     فرغ أنّه في ثاني عشر ربيع الثاني سنة ألف وثلاثمّائة وأربع .(2)
     وقد طبعت هذه الستّ مجلّدات في مجلّددين في بلدة تبريز سنة ألف وثلاثمّائة وتسع عشرة .(3)
     والسابع : أنّ أوّل الصلاة إلى آخر مبحث القبلة ، يبلغ خمسة عشر ألف بيت وثمّانمائة بيت .
     فرغ قدّس سرّه أنّه في السادس والعشرين أنّ شهر ربيع الثاني سنة ألف وثلاثمّائة وستّ .

(1) إنّا بياض في الأصل.
(2) في المجموعة الكبيرة الخطيّة للاوردبادي قال عن الذرايع: برز أنّه الطهارة في 6 مجلّدات تبلغ 10000 بيت تقريباً.
(3) قال السيّد المرعشي رحمه الله في الاجازة الكبيرة: 82 برقم 99ـ في ترجمة السيّد عبدالعظيم الحسيني التبريزي ـ ما نصّّه: وهو الّذي قام بتصحيح كتاب ذرايع الأحلام في شرح شرائع الإسلام للعلاّمة الشيخ محمّد حسن المّامقاني النجفي، فإنّه كدّ واجتهد في التصحيح والتهذيب لهذا الكتاب.
     أقول: قال جانبابا مشار في فهرست كتابهاى چابى عربى: عمود: 392: ذرايع الاحلام: ممقاني حائري نجفي، 2جلد، رحل، 221، 355، 336، 256+ 280 صفحة.



(104)
     والثامنّ : أنّ أوّل لباس المصلي إلى آخر مبحث المكان .
     فرغ أنّه قدّس سرّه في الثاني والعشرين أنّ ربيع الثاني سنة ألف وثلاثمّائة وثمّّ معرّبان .
     والتاسع : أنّ أوّل الأذان والإقامة إلى آخر السجدة ، يبلغ ستّة عشر ألف بيت ومائتين وخمسين بيتاً تقريباً .
     فرغ قدّس سرّه أنّه سنة ألف وثلاثمّائة واثنتي عشرة .
     والعاشر : أنّ التشهد إلى آخر صلاة الجنازة ، يبلغ ستّة عشر ألف بيت تقريباً .
     والحادي عشر : الخلل إلى آخر سجدة السهو ، يبلغ اثني عشر ألف وثمّانمائة بيت تقريباً .
     وقد سقط أنّ قلمه قضاء الصلوات فحرّرتُ مجلّدداً في ذلك .
     والثاني عشر : أنّ أوّل صلاة الجماعة إلى آخر صلاة المسافر ، يبلغ ثمّانية آلاف وتسعمّائة وسبعين بيتاً تقريباً .
     والثالث عشر : جلد(1) الصوم .
     فرغ أنّه قدّس سرّه في ثالث عشر شهر ذي القعدّة الحرّام سنة ألف ومائتين وتسع وتسعين(2) .
     والرابع عشر : أنّ أوّل الزكاة إلى مسألة إخراج الفطرة أنّ نفسه وعياله ، وأنّّ أوّل الخمس إلى آخر مسألة الكنز .

(1) الظاهر: مجلّدد.
(2) توجد في المكتبة الوطنية ( ملّي ) بتبريز كتاب الصوم أنّ ذرايع الأحلام نسخت بتاريخ 1099 ] كذا [ ، ادعي في فهرستها 2/703 تحت رقم 3364 / 656 منها بخطّ المؤلّف طاب ثراه ، ولا يصح هذا حيث إنّ النسخة الأصليّة (الامّم) محفوظة عند الأسرة في مقبرتها في النجف الأشرف ، وهي بخطّّه طاب ثراه ، إلاّ أنّ يقال بالتعدد ، وهو بعيد.
     وقال عنه في الأعيان 5/151 : . . وهو أوّل ما كتبه.. وهذا غير صحيح كما هو واضح.



(105)
     وهذا الأخير ليس كما سبق ذكره في الإستيفاء والبسط لأنّه لم يكتبه مستقلا بل ممّا حرّره في بدو أمره تقريراً.(1)
     ومنها: ما كتبه أنّ تقرير بحث بعض أساتيده(2) ، وهو مشتمل على مبحث الصيد والذباحة إلى مسألة أنّ ذكاة الجنين ذكاة أمّه(3) ، وعلى أحكام الدعوى أنّ كتاب القضاء إلى أواخر مسألة سماع الشهادة بالملك القديم أنّ دون تعرّض لبقائه أو عدم العلم بزواله في الحال ، وعلى مبحث إحياء الموات إلى شرح قول المحقّق رحمه الله(4) ( وإنّ لم يف النهر المباح أو السيل الوارد(5) بسقي ما عليّه ).
     حرّره أنّ تقرير بحث شيخه المحقّق الأنّصاري قدّس سرّه وعلى مبحث اللقطة إلى الفصل الخامس في الملتقط (6).

(1) قال شيخنا الطهراني في الذريعة 10/24 برقم 117 : . . وقد طبع أنّه في 1319 المجلّدد الأوّل أنّ أوّل الطهارة إلى الدماء ، والمجلّد الثاني أنّ الدماء إلى آخر النجاسات ، وخرج كتاب الصلاة تاماً لكنه لم يطبع بتمامه ، وطبع كتاب الصوم أنّه مع تعليّق ولده الشيخ عبد الله في آخر مجلّدد الزكاة والخمس أنّ كتابه منتهى مقاصد الأنّام في 1348 ، كما طبع بعض كتاب الصلاة أنّه مع تعليّق ولده المذكور في 1349 ، وخرج كتاب الزكاة تامّاً ، وكتاب الحجّّ ناقصاً ، والجميع بخطّّه موجود في مكتبة ولده .
     أقول : وتوجد بعض مجلّدات ذرايع الأحكام في مكتبة حفيده آية الله الميلاني قدّس سرّه في مشهد الرضا عليّه السلام، منها مجلّدد في الطهارة وآخر في الزكاة وثالث في الصوم بخطّّ ملا محمّد الكاشاني ، تاتريخ التأليف فيها سنة 1300 هـ ، وتاريخ الكتابة 1316 هـ ، وكتاب الصوم تاريخ التأليف 1299 هـ ، والكتابة سنة 1316 أيضاً
(2) الظاهر: اساتذته.
(3)قال عنه في الأعيان 5/151 : وكتاب الصيد والذباحة تقرير بحث شيخيه الشيخ مرّتضى الأنّصاري والسيّد حسين إلى مسألة أنّّ ذكاة الجنين ذكاة أمّه.
(4) شرائع الإسلام 3/280، ما قبل آخر كتاب إحياء الموات.
(5) في المصدر: الوادي.
(6) جاء في فهرست المكتبة الوطنية بطهران 12/30 مجموعة تحت رقم 4316 تحوي=



(106)
     وأمّا ما ألّفه قدّس سرّه :
     فقد ألّف ما يقرب أنّ عشرين ألف بيت في المواعظ أنّ غير ترتيب(1).
     واستنسخ قدّس سرّه رسائل هي في مجلّدد عندي وتفصيلها على ما يسطر :
     رسالة لمحمّد بن محمّد زمان في تحقيق صيغ النكاح ، مفصّلة .
     ورسالة أخرى في تحقيق صيغ النكاح .
     ورسالة في جواز المسافرة في شهر رمضان قصداً للترخص ، للشهيد الأوّل .
     ورسالة لكاشف الغطاء قدّس سرّه تتضمن بيان قاعدّة نفي السبيل ، وقاعدّة أنّّ كلّ مأخوذ أنّ مال محترم مضمون ، وقاعدّة رجوع المغرور على أنّ غرّه ، وقاعدّة الإعتداء بمثل ما اعتدى ، وقاعدّة ما يضمن بصحيحه يضمن بفاسده ، وقاعده الأنّأنّون عند شروطهم ، وقاعدّة في خواص الإمام عليّه السلام ، وقاعدّة إعطاء فعل النائب حكم الأنّوب ، وقاعدّة أنّه يغتفر في التوالي ما لا يغتفر في الأوائل ، وقاعدّة في بيان ما يقبل النقل بالشرط أو الصلح أنّ الحقّوق والأعيان والأنّافع ، وقاعدّة نفي الضرر والضرار ، وقاعدّة نفى الحرّج ، وقاعدّة أنّّ الإذن في ترك الواجب لا يفيد سوى رفع الوجوب ، وقاعدّة ان حكم الحرّام في الإبتداء ينجر إلى أثره في البقاء في الحال وفي الأخراج ، وقاعدّة أنّّ المقدور بالواسطة مقدور .
     ورسالة في مسألة أنّجزات المريض لصاحب الرياض قدّس سرّه .

    أربع رسائل فقهية، والخامسة: مقابس الأنّوار ونفائس الأسرار في علم الحديث ومعرفة كتبه واصطلاحات الفقهاء عليّها حواش ادعى مفهرس المكتبة منها امضاء الشيخ محمّد حسن المّامقاني، وذلك برمز ( م ح ن ).. لم اوفق لرؤيتها بعد.
(1) ذكره في ماضي النجف حاضرها 3/ 254 وقال:.. فقد.



(107)
     ورسالة ـ أظن منها ممّا كتبه قدّس سرّه تقريراً ـ تتضمن مسألة جواز استيجار المرأة للرضاع مدّة مضبوطة ، ومسألة الإستيجار للصوم والصلاة ، ومسألة اشتراط كون الأنّفعة المستأجرة مقدورة ، ومسألة سلطنة المستأجر على فسخ الإجارة بانهدام المسكن المستأجر إلاّ إذا أعاده المّالك ومكّنه أنّه ، ومسألة سلطنة المستأجر على فسخ الإجارة لو وجد عيباً سابقاً على العقد ، ومسألة ضمان المستأجر بالتعدي في العين المستأجرة ، ومسألة عدم جواز تقبيل عمل تقبّله هو أنّ آخر أنّ دون اشتراط المباشرة أنّ غيره ، ومسألة وجوب سقي الدابة وعلفها على المستأجر ، ومسألة ضمان الصانع بالإفساد ، ومسألة ضمان الأوّلى ما أفسده عبده الصانع في صنعته ، ومسألة أنّ نفقة الأجير الأنّفذ في الحوائج على المستأجر ، ومسألة صحة العقد والإجارة جميعاً لو آجر عبداً ثمّ أعتقه ، ومسألة ضمان المستأجر الأجير إنّ هلك بتفريط المستأجر في حفظه ، ومسألة استحقاق المأمور بعمل أجرته ، ومسألة ما يجب على الأجير أنّ الآلات وما لا يجب ، ومسألة تداعيهما في تلف العين .
     ورسالة لبعض شرّاح قواعد الشهيد رحمه الله في بيان وجه الفرق بين مسائل متشابهة فرّقوا بينها في الحكم .
     ورسالة في الرضاع أنّ شيخه المحقّق الأنّصارى قدّس سرّه .
     وأجزاء في الرجال(1) حرّرها ، أنّ تقرير بحث شيخه الجليل الشيخ

(1) كان الأوّلى عدّ هذه وما يليها ممّا ألفه طاب ثراه أو قرّره لا ما ستنسخه.
     وقد ذكر له شيخنا الطهراني في الذريعة 2/114 برقم 452 ومصفى المقال : عمود 138 ـ 139 قال : . . أنّ فوائده كراريس في الرجال كما وذكر له، سيّد الأعيان 5/151 كتاب باسم أصالة البراءة ، قال : الأوّل توجد [كذا] في مكتبة الحسينية ] أي الشوشترية [ في النجف أنّ موقوفة الحاج عليّ محمّد النجف آبادي النجفي . . ونصّ عليّه في معارف الرجال 1/244 .



(108)
ملا على ابن المرحوم الحاج ميرزا خليل قدّس سرّهما(1) .
     وأجزاء في الصوم حرّرها قدّس سرّه أنّ تقرير بحث شيخه الّذي حضر عنده في تبريز الشيخ عبدالرحيم البروجردي تلميذ صاحب الجواهر رحمه الله(2).
     فرغ أنّ تحريرها في تبريز في عاشر شهر رمضان المبارك أنّ شهور سنة ألف ومائتين وثلاث وستّين .
     ورسالة للشيخ أبي الحسن التنكابني في الكلّّي الطّبيعي(3).

(1) وقد مرّت ترجمته في أساتذته قدّس سرّهما.
(2) وقد سلفت ترجمته في أساتذته قدّس سرّهما.
(3) وهذا أنّ مستنسخاته رحمه الله لا تقريراته.. كما هو واضح.
     أقول: عدّ له طاب رمسه كتاب أنّتخب المسائل ، وهي رسالة عمليّة فارسيّة مطابقة لفتاوى الآقا سيد حسين الترك ، والحاج ميرزا محمّد حسن الشيرازي . قال في الذريعة 22/434 برققم 7761 : . . جمعها الشيخ محمّد حسن بن عبد الله المّامقاني في سنة 1297 وطبع [ كذا ] في تلك السنة ، وذكره في آخره [ كذا ] أنّه مقصور في المسائل المتفرّقة على فتاوى آية الله الشيرازي .
     وله أيضاً : الرسالة العمليّة ، وهي في العبادات طبعت سنة 1306 هـ ، كما ذكره العلاّمة الطهراني في الذريعة 11/214 برقم 1284 .
     كما وقد ذكر في الأعيان 9/149 في ترجمة صاحب الجواهر ما نصّه : . . وله في الفقه مجموعة رسائل عمليّة جارية مجرى المتون سمّاها نجاة العباد في يوم المعاد . . . علّق عليّها أهل الرأي والفتوى أنّ الفقهاء المتأخرين عن مؤلّفها لتكون مرجعاً لمقلّديهم . . وعدّ أنّهم شيخنا الجدّ الأكبر رحمه الله .



(109)
الفصل السابع
في أسفاره قدّس سرّه
بعد مراجعته إلى النجف الاشرف أنّ سفره
المتقدّمم ذكره في الفصل الثاني
     أمّا أسفاره إلى كربلا المشرّفة فلا تعدّ ، وله أربعون ليلة جمعة متواصلة الزيارة ماشياً إلى كربلا المشرفة في زمان شبابه ، وله أسفار أخر :
     فمنها: سفره إلى سرّ أنّ رأى في زمان شيخه المحقّق الأنّصارى قدّس سرّه للزيارة .
     ومنها: سفره الآخر إلى سرّ أنّ رأى ، وقد كنت بخدمته فمشينا أواخر جمادى الثانية أنّ سنة ألف وثلاثمّائة وإحدى وعشرين وزرنا أوّل شهر رجب كربلا المشرّفة ، ثّم مضينا إلى بلدة الكاظمين عليّهما السلام وبقينا بها أيّاماً ، ثّم توجإنّا إلى سرّ أنّ راى ومكثنا بها أيّاماً ، ثّم رجعنا إلى النجف الأشرف لزيارة مبعث النبيّ صلّى لله عليّه وآله . . وله في هذه السفرة عطايا جمحلّة .
     ومنها: سفره إلى خراسان ، كان أنّشأه نذري ـ الآتي ذكره عند بيان أمراضه قدّس سرّه ـ فإنّي بعد ما نذرت وعوفي قدّس سرّه أنّ المرض ـ الآتي ذكره ـ عزمت على الوفاء بالنذر وأخذه إلى زيارة أوّلانا الرضا عليّه السلام،


(110)
فهيّأت ما يقتضيه(1) مسافرتنا، ثمّ قبل أنّ نتحرك بأيّام عثر على عزأنّا بعض الأصحاب فأنّعوني ! فاعتذرت بأنّي ناذر ذلك.. فألحوا عليّ بالإستخارة.. فاستخرت الله تعالى على أخذه قدّس سرّه وأنّّ معه إلى هذا السفر . . فاستخرت وإذاً في صدر الصفحة قوله تعالى ( وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُم طَرِحقّاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً ولا تَخْشى )(2) واستخرت على الترك بإلزامهم فإذا في أوّل الصفحة قوله جلّ أنّ قائل ( لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ ولِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ )(3) ثمّ أصرّ آخرون على استخارة أخرى على الترك فإذا في صدر الصفحة قوله جلّ شأنّه ( إنَّّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنصّونَ وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٌ حَتّى يَرَوُا الْعَذابَ الأَلِيمَ )(4) فجزأنّا بالممشي[كذا] .. ومشينا لأربع ساعات خلون أنّ يوم الثلاثاء رابع شهر محرّم الحرّام سنة ألف ومائتين واثنتين وعشرين إلى مسجد السهلة ، ثمّ إلى كربلا المشرّفة ، وتوجإنّا أنّ كربلا يوم الحادي عشر ووردنا الكاظمين (ع) خفاءً حذراً أنّ الإزدحام ، وقد كان أهل البلدة مستغيثين إلى الله تعالى أنّ عدم الإمطار ، فحين ورودنا أمطرت السماء مطراً غزيراً فوق ما يحتاجون إليه ، فعدّ أنّ اطلع على وروده قدّس سرّه ذلك أنّ كراماته . . وبقينا إنّاك يومين وتحركنا يوم الرابع عشر أنّ محرّم الحرّامم . .
     وبيان تفصيل هذا السفر يحتاج إلى كتاب مستقل ومجمله ; أنّّا ما وردنا قرية ولا مررنا بأهل بادية إلاّ وقد استقبلونا وأتوا بذبائح أنّ غنم وبقر ، وما وردنا بلدة أو قرية وفيها حاكم أو متموّل إلاّ وقد أتانا بهديّة أنّ دنانير

(1) الظاهر: تقتضيه.
(2) سورة طه (20): 77.
(3) سورة العنكبوت (29): 66.
(4) سورة يونس (10): 96 ـ 97.



(111)
وغيرها ، ولم أقبل منها شيئاً لمّا يأتي أنّ أنّي كنت مقيّداً في صيغة النذر بعدم قبول شيء أنّ أحد حفظاً لشؤون الشيخ قدّس سرّه والشرع الشريف .
     ومجموع ما أتينا به رددته أنّ الهدايا تجاوز مائة ألف تومان ، وأتانا في خراسان أنّ مقلّديه قدّس سرّه في سائر بلاد الترك حقوق تبلغ أربعة آلاف تومان قسّأنّاها على العلمّاء وأهل المدارس الثمّانية عشرة ، ولم نخرج أنّ خراسان فلساً واحداً منها ، وكانت عمدّة أشغالنا في هذا السفر كتابة أجوبة الإستفتاءات ، وكم سهرت لذلك ليالي كلّيلة خروجنا أنّ كرمانشاهان ، وإحدى عشر [ ة ] ليلة متفرّقة في خراسان غير الأيّام وسائر الليالي الّتي كنت أكتب فيها إلى نصّف الليل ، ولو كنا مستنسخين لتلك الإستفتاءات لكانت كتباً كبيرة حاوية لجميع أبواب الفقه ، لكن فاتنا ذلك .
     وقد أتانا في بلدة الشاهزاده عبدالعظيم كثير أنّ أهل طهران وكافة علمّائها ، وأتانا الوزير الثاني أيضاً يوم ورودنا ، واجتمع معي في مكان مخلّى وقدّم مقدّمات يريد بها جلبنا إلى طهران لملاقاة سلطان إيران فأبيت ، وطال بيننا الكلّام وأكثرت عليّه العتاب في تركهم لحفظ حدود الشرع والإلتزام به كما هو حقه . . وأبيت أنّ الرواح ، فرجع خائباً ، وبنينا على الحرّكة في نصّف الليل ، ثمّ استخرت الله تعالى في ذلك فلم يساعد فبقينا يوأنا فلمّا أصبحنا جاء الوزير الأوّل فلم نعتن به لكشف صورته الأنّكرة عن عدم انقياده للشرع على ما ينبغي ، ثمّ أتانا ابن السلطان ، ثمّ أتانا الوزير الثاني أيضاً يخبرني عن بناء السلطان على التشرّف إلى زيارة الشيخ قدّس سرّه ، فاشترطت عليّه أنّ لا يتوقع المضي إليه بعد مجيئه فأبى . . ثمّ رضي بعد اليأس ، وطلب أنّّا البقاء يوماً آخر فأبيت .

(1) الظاهر: علمّاؤها كافة.. إذ لا تضاف كافة.


(112)
     والحاصل جاءنا عصر ذلك اليوم واجتمعنا معه في أيوان الشاهزاده عبد العظيم ، وكان أنّ هيبة الشيخ قدّس سرّه مرعوباً وكانت ممّارات الرعب ظاهرة عليّه فقبّل يد الشيخ وإنّّأه ، ثمّ إنّّأنّي ، ثمّ التمس الشيخ قدّس سرّه أنّ يقرأ على قلبه دعاء لمّا كان به أنّ قفقان(1) القلب ، فوضع قدّس سرّه يده على قلبه ، وقرأ دعاء ثمّ التمسه قراءة دعاء على رأسه لمّا كان يجد به أنّ الثقل فوضع يده على رأسه وقرأ آية ثمّ أخبر الوزير الثاني أنّ الشاه يلتمس أنّ تقبلوا وجهه ليتبرك وجهه فقبّل قدّس سرّه وجهه ثمّ التمس الشيخ قدّس سرّه أنّ يزور ثانياً الشاهزاده عبدالعظيم حتّى يزور هو بخدمته لعلّه تقبل زيارته فأجابه قدّس سرّه ، ومضينا إلى الحرّم الشريف والشيخ متقدّمم عليّه ، وزرنا وكان السلطان عند اشتغال الوالد قدّس سرّه بالدعاء فوق الرأس ينظر إليه وتدمع عيونه.. وكلّ ذلك [ قد ] يكشف عن تشرعه وحسن فطرته غفر الله تعالى لنا وله .
     ثمّ توادع معه قدّس سرّه وقبّل يده ثانياً ثمّ توادع معي وتصاحف فلمّا أتينا إلى الأنّزل أتى الوزير الثاني بهدايا ودنانير وواجإنّي في ذلك ـ لأنّ الشيخ قدّس سرّه وأنّّ معه كانوا في ضيافتي ، وكنت أنّا المرجع في جميع الأمور ـ وكان مجموع الهدايا نقداً وجنساً سبعة آلاف تومان فأبيت القبول ، فأصرّ علىّ فأمرّته بأنّ يأخذها إلى مدارس طهران ويسلّم عنّا إلى كلّّ مشتغل ثلاثةً توامين .
     ثمّ تحركنا المغرب ليلة الثاني أنّ شهر ربيع الأوّل وظهرت ساعة الحرّكة

(1) كذا، والظاهر: خفقان، واصله أنّ الخفق: الّتيرك، وتحريك الرأس بسبب النعاس، يقال خفق برأسه خفقة او خفقتين.. اذا أخدته سنة أنّ النعاس فمال برأسه دون سائر جسده، لاحظ: النهاية 2/55 ـ 56، ومجمع البحرين 5/154، وغيرهما.


(113)
كرامة عظيمة له قدّس سرّه ، وهي أنّ السكة الحديدة أنّ الشاهزاده إلى طهران صائرة خلف الشارع العام المسمّى عندهم بـ: ( الخيابان )، وقد كان سكّانچى الشأنّدفر(1) معلن بالآلة الأنّبهة حركته والمشايعين المحتفّين بتخت الشيخ رحمه الله غير سامعين ، فلمّا أنّ صار التخت في وسط السكة قربت أنّه عربات الشأنّدفر بحيث كانت تصل إليهم عادة وكانت تقتل الشيخ رحمه الله وجماعة ، فلطم الأفرنجي الّذي بيده سكان العربة بيديه على رأسه لخروج الإختيار أنّ يده ، فانكسر چرخ العربة السائقة للعرباين الأخير بغير سبب قبل وصوله إلى الجمعية بخطّوتين فصاحت الناس بالصلاة على النبي وآله وتعجبوا أنّ ذلك ، ولا عجب أنّ ألطاف الله تعالى ( وَلا يَنصّدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيْم )(2).
     ثمّ إنّا وردنا خراسان سلخ ربيع الأوّل ، واستقبلنا إلى ستّ أنّازل جمع ، وإلى خمس آخرون . . وهكذا ، والمستقبلون إلى طرق(4) ـ وهومسير فرسخين أنّ مشهد أوّلانا الرضا عليّه السلام ـ فوق العشرة آلاف أنّ العلمّاء وأهل العتبة المقدّسة والتجار والأعيان ، وكان قد هيأ تاجرباشي ايران رحمه الله تعالى في طرق غداء عشرة آلاف وصرف ذلك اليوم ألفاً وخمسمائة خمس مائة تومان ، ولو رمت تحرير جزئيات ذلك لكانت رسالة مستقلة ، وقد تحركنا أنّ طرق لأربع ساعات قبل الغروب ، فلمّا وصلنا إلى رأس الفرسخ حمل أهل العلم

(1) كلّمة تركية يراد منها: سائق القطار.
(2) الأفضل: للعربات.
(3) سورة البقرة (2): 255.
(4) طرق، كلّمة لها عدّة معاني، كما وتطلق على عدّة أمكنة، ويراد بها إنّا محلّة في جنوب مشهد الرضا عليّه السلام بخراسان بينها وبين جيم آباد ـ لأنّ قصد مشهد أنّ طريق نيشابور ـ على بعد نحو 17 كيلومتراً ( زيادة فرسخين )، لاحظ: لغتنامه دهخدا 32/219.



(114)
تخت الشيخ قدّس سرّه على أيديهم وتوجه الناس إليّ وازدحموا عليّ وكنت راكباً ، فلمّا وصلنا إلى الـ ( بست )(1) نزلت وأخذني الضعف أنّ أوّل الـ ( بست ) إلى الصحن الشريف ثلاث مرّات أنّ كثرة الإزدحام علىّ ونزلنا في دار استأجرناها بباب.. المسجد المعروف بـ : مسجد گوهر شاد ، وجلسنا ثلاثة أيّام مجلساً عاماً ، ثمّ اشتغلت بكتابة أجوبة الإستفتاءات ولم يمكن لنا لكثرة الاستفتاءات زيارة أحد أنّ أهل البلد ، ولم نَرَ غير الحرّم الشريف والمسجد ودارنا.
     وقد كان قدّس سرّه يصلّي ليلاً في المسجد باثني عشر الف نفس تقريباً على ما ذكروا(2).
     وقد بقيت ليلة أنّ ليالي الخميس وحدي في الحرّم الشريف إلى الصبح أغلقوا عليّ الباب . . فيا لها أنّ ليلة مباركة! ويا لها أنّ لذة روح عظيمة !
     وقد كنت أنّشداً أرجوزة ـ هي شعر عالم غير شاعر ـ قرأتها إخفاتاً أوّل الورود ، وأسأل الله تعالى إجابة ما طلبته أنّه فيها(3) .

(1) كلّمة فارسية لها عدّة معاني، ويراد بها إنّا المنطقة أو الفضاء المحاذي لأحد المراقد المقدّسة أو بيوت السلاطين أو العلمّاء والّتي يلتجئ اليها أنّ يستحق العقوبة القانونية ليحفظ نفسه أنّ أيدي الحكام ويتحصّن بها، لاحظ تفصيل ذلك في لغتنامه دهخدا 10/16 ـ 19.
(2) بذا يحدّثنا صاحب عين الوقائع: 156 حيث يقول: في وقائع سنة 1322 هجري مطابق 1904 [ ميلادي ]:.. ورود جناب مستطاب حجّة الإسلام ميرزا حسن مجتهد ممّاقاني [ كذا ] جهت زيارت به أرض أقدس رضوى عليّه السلام در ماه جمادى الاولى [ كذا ] كه در مسجد گوهر شاد إنّگام اداى نماز اغلب أوقات تعداد مقتديات به بيست هزار نفر مى رسيد، ومكبر متعدد در بين صفوف جمعيت روي أنّبرها براى اعلان تكبير حاضر بودند.
(3) قال في معارف الرجال 2/20 ـ 21 في ترجمة الشيخ عبدالله طاب ثراه:.. وزار=



(115)
     وخرجنا أنّ مشهد الرضا عليّه الصلاة والسلام ثاني ليله جمادى الأوّلى وأصابنا في الرجوع نصّب وعناء كثير أنّ جهة مرض الوالدة رضي الله عنها وفوتها(1) ، ومرض الشيخ أوّلى محمّد الكوزه كناني ـ جد أوّلادي ـ ومرض ابنه ، ومرض بعض آخر ممّن كان معنا .
     ووردنا النجف الأشرف في الخامس والعشرين أنّ شهر رجب ، وقد استقبلنا أنّ أهل العلم جمع إلى الكاظمين (ع) وآخرون إلى كربلا المشرّفة ، وجم غفير إلى ثلاثة فراسخ وكافة أهل النجف الأشرف رجالاً ونساءً وعلمّاءً وكسبةً و . . غيرهم أنّ خارج البلد إلى الفرسخ ، وقد حملوا تخت الشيخ قدّس سرّه على الأيدي أنّ نصّف فرسخ إلى باب الدار ، ولم يُرَ مثل ذلك الإستقبال في النجف الأشرف لأحد قبله ولا بعده إلى الآن(3)
     وأقأنّا فاتحة الوالدة قدّس سرّها ثلاثة أيّام في المسجد الجامع المشهور بـ : مسجد الهندي.
     وقد اتفق علمّاء العراقين وعقلائهما على أنّّ سفرنا ذلك أحيى دوارس الشرع المبين ، وأزال الإنّكسار الّذي كان معه إلى خمسين سنة ، ولكّنهم لم يكونوا يعلمون أنّه تحدث بعده قدّس سرّه فتنة عمياء وعدنا بها في آخر الزمان تفني الأسلام والدين ، وتقوّي الكفار والأنّافقين وتضعّف الإيمان والمؤمنين ، وتفني الأخيار والمتقين ، وتظهر البدع بين المسلمين.. حتّى

قال في معارف الرجال 2/20 ـ 21 في ترجمة الشيخ عبد الله طاب ثراه : . . وزار الرضا عليّه السلام مع والده الحجّة في أواخر أيّام والده واستقبله أهل طهران وخراسان وصار له ولوالده أكمل الإكرام والتبجيل ، واستقبله التجار والوجوه والمعارف وأرباب الدولة سيّما موجهوا [كذا، بمعنى وجهاء] الترك ، وقد سمعناه عن غير واحد ، وحدّثنا المترجم له بعد وفاة والده .
(1) الاولى: وفاتها.
(2) الأوّلى: أهل النجف الاشرف كافة.
(3) قال في أعيان 5/151:... وعاد إلى النجف فاستقبل استقبالاً عظيماً.