br>

(116)
يدعهم كأنّهم سكارى ( وَما هُم بِسُكارى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ )(1) ، انتقم الله تعالى ممّن أسّسها وأنّّ سعى فيها وشيّدها ، وعجّل فرج أنّ يمحيها ، وجعلنا أنّ كلّ مكروه فداه بحقّ النبي الأمين وآله الغر الميامين صلوات الله عليّه وعليّهم اجمعين . آمين يا إلـهَ طه ويس(2)

(1) سورة الحجّ (22): 2.
(2) كذا، ولعلّه: بإله طه ويس.



(117)
الفصل الثامنّ
في أمراضه قدّس سرّه
     قد تمرّض بأربعة أمراض صعبة آخرها مرض مفارقته الدنيا :
     الأوّل: مرض المحرقة(1) ; تمرّض بها في أواخر ذي القعدّة سنة ألف وثلاثمّائة وخمس عشرة ، وكان مرضاً شديداً أعيا عنه الأطباء وأيسنا أنّه ولم يبرئه إلاّ دعاء الفقراء والسادات وختم ( أمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إذا دَعاهُ ويَكْشِفُ السُّوْءَ . . )(2) .
     وأنّّ غريب ما رأيت أنّه في ذلك المرض أنّه عرضه السرسام(3) يوماً وليلة

(1) مرض المحرقة، ويقال له: الّتيفوئيد والّتيفوس، مرض ميكروبي مسري، وهو شبيه الحصبة اليوم، وفيه حمى مع ارتفاع في حرارة البدن، لاحظ عنه: فرهنگ معين ـ فارسي ـ 1/1181 ـ 3/3903، ولغتنامه دهخدا 42/525.
(2) سورة النمل (27): 62.
     ولعلّه هو الّذي أشار إليه في كتابه القيّم مرآة الكمال في باب التوسلات 3/143 بقوله: ومنها قراءة قوله تعالى... اثنى عشر ألف مرّة، ثمّ قال: فأنّي لم أجد فيها خطأ حتّى مع تعاون جمع أنّ الاخيار على قراءتها.
(3) السرسام: كلّمة فارسية مركبة أنّ ( سر ) بمعنى الرأس، و ( سام ) بمعنى الورم والمرض، إلاّ أنّ الزمخشري في الفائق 2/144 ذهب إلى أنّّ البرسام معناه: ابن الموت، و( بر ) بالسريانية: الابن، وقد تصرفت فيه العرب فقالوا: باسام، وحرسام،.. وعلى كلّ فهو الهذيان، يقال له: متثريت، مرض يبدأ بزكام وصداع وحمى ووجع في العظام، ثمّ



(118)
ولم يتكلّم في سرسامه بكلّمة غير مربوطة ولا تحرك بحركة أنّافية ، ولم يؤثر فيه السرسام إلاّ كثرة الصلاة تارة وطلب كتابته(1) ليمضي إلى التدريس أخرى ، وكان عند عروض السرسام يصلي قائماً فإذا خفّ سرسامه اعتراه الضعف ووقع ، وقد طلب أنّّي في أثناء السرسام قلمّاً وحبراً وقرطاساً فأتيت بالقلم والحبر وكان في جيبي مكتوب كتبه إلّى شخص يظهر فيه فقره وحاجته ويطلب ما يدفع ضرورته ، وكان مطوياً ففضّه وطالع فيه وانتقل إلى مراد كاتبه ، واخذ القلم بيده وكتب في صدر الصفحة ماصورته :
بسم الله تعالى

     أعطيت الرجل المسطور في المتن عشرين قراناً . . تقبل الله منّي . حرّره الأقل محمّد حسن المّامقاني .انتهى .



     فأخذني التعجب أنّ أنّه في سرسامه أيضاً لا يغفل عن الله تعالى ويلحق الإخبار بالعطاء بدعاء القبول .
     والثاني: مرض النوبة الكراثية(2); تمرّض بها بعد مرض المحرقة بسنة ، واشتدّ مرضه إلى أنّ آيست أنّه ليلة، وكان قد مضى أنّ الليل قرب ثلاث ساعات فلم أجد بداً إلاّ أنّي اغتسلت ولبست مطهّر ثيابي ومضيت إلى الحضرة الشريفة العلويّة فوجدتهم يريدون غلق الباب ، فلمّا رأوني عرفوا أنّي أتيت طالباً للشفاء ففتحوا الباب ودخلت ولزمت القفل الشريف وأخذت

يشتهد، ويكون في الرأس يحدث ورماً فيه ويصاحبه هذيان، وقد يكون بدون هذه العوارض.. لا حظ عنه فرهنگ معين 2/1866، 4/4409 ـ 4410 وفرهنگ دهخدا 29/455 وغيرهما.
(1) أي أوراق ملاحظاته الّتي اعدها لإلقاء دروسه.
(2) مرض النوبة الكراثية: وهي نوع أنّ الحمّى يتاخمها رجف وألم شديد يتناوب على المريض شدّة وضعفاً، لا حظ: لغتنامه دهخدا 47/822، نقلاً عن عدّة مصادر.



(119)

في البكاء قائلاً :
لــم(1) يخـب الآن أنّ رجـاك ومـن أنّـــت جــــواد وأنّّـــت مــعـتـمـــد لـولاك لــولاك يــا أبــا حسن (3) حــرك مــن دون بــابك الحـــلقة وأنّّت(2) قــد كنت قــاتل الفجرة كانـت عليّنا الجحيم أنّطبقـة(4)

     فلمّا بكيت مقداراً غلبني الضعف وجاء نائب الكلّيدار(5) جناب السيّد الجليل التقي الصالح السيّد داود رحمه الله تعالى والتمس أنّّي السكون ، فصلّيت ركعتين وخرجت وأتيت الدار فبشّروني بأنّه عرق عرق الصحّة أنّذ كم دقيقة .
     والثالث: مرضه الحادث بعد الغرق في الحمّام وذلك أنّا قد أشرنا سابقاً(6) إلى أنّه قدّس سرّه أنّ زهده وانكسار نفسه وعدم حبه لممّارات الجلالة كان يمضي إلى الحمام وحده ، فاتفق أنّ عصر يوم الثامنّ والعشرين أنّ شهر رمضان أنّ سنة ألف وثلاثمّائة وإحدى وعشرين مضى إلى الحمام وهو

(1) كذا، والظاهر: لن.. وإلاّ لنصّبت ما بعدها ولم تؤد المراد منها.
(2) في المصدر: أبوك قد كان.. وهو الظاهر.. إلاّ أنّ يكون إنّا قد غيّر البيت بمقتضى المقام.
(3) كذا، والصحيح:
     لولا الّذي كان أنّ أوائلكم..............
     ولعلّ الجدّ غيّرها بما يناسب المقام، اذ أصلها خطاب للإمام الحسين عليّه السلام، وإنّا الأنّاجاة مع أبيه عليّه السلام.
(4) الأبيات لأعرابي وفد المدينة فسأل عن أكرم الناس بها ، فدُلَّ على الحسين عليّه السلام ، فدخل المسجد فوجدّه مصلّياً فوقف بإزائه وأنّّشأ هذه الأبيات . . والقصة بطولها جاءت في الأنّاقب لابن شهرآشوب 4/65 ـ 66 ، وأوردها العلاّمة المجلسي في بحار الأنّوار 44/190 ، فراجعها .
(5) الظاهر: الكلّيتدار؛ نسبة للكلّيت، فارسي، وهو المفتاح، ولعلّه نوع ترخيم، والله أعلم.
(6) في صفحة: 79.



(120)
صائم ليحلق رأسه ، فالتمسوه أنّ يوقظوني أنّ النوم فأبى ، فأمروا الخادم أنّ يمضي أنّ خلفه فمضى ، فلمّا التفت قدّس سرّه إليه نهاه عن اتّباعه فوقف الخادم يسيراً ثمّ لحقه ، فالتفت قدّس سرّه ثانياً ووجدّه خلفه فنهره وأمره بالرجوع ، فرجع الخادم ومضى قدّس سرّه وحده ودخل الحمّام ونزع ثيابه ، ومضى إلى داخل الحمّام ، فلمّا حلق رأسه مضى إلى الخزانة ـ وكان ماء الخزانة في غاية الحرّارة ، وهو في غاية الضعف العارض أنّ صوم ثمّانية وعشرين يوماً، وهو بذلك السن(1) ـ ، فلمّا أنّ دخل الخزانة أخذه المّاء وأغرقه ولم يكن في الخزانة غيره فلمّا أنّ رسب مرّتين أو ثلاثاً أتى قصاب اسمه ـ كما سمُاه ـ: صالح ، فأخرجه أنّ دون أنّ يعرفه ، فلمّا أخرجه وعرفوه أرسلوا خلفي فأتيت مسرعاً ووجدتهم ملقين له على دكة المسلخ فلم أجد فيه نفساً ولا نبضاً فأرسلت فجاؤا بماء ورد وصندل مسحوق والطين المختوم ومزّجتها ولطختها على جبهته ورأسه وقلبه ، فلمّا أنّ مضى مقدار ردّت نفسه وأمرنا قدّس سرّه أنّ نحمله إلى الدار فحملناه فتمرض واشتدت به الحمّى ، وزالت شاهيته إلى ليلة سابع شوال حيث كان في غاية الشدّة فدخل عليّه أنّ خواصّه حضرة السيّد العلاّمة والحبر الفهّامة السيّد عبدالرزاق الحلو والشيخ العدل الفاضل الشيخ هاشم(2) مقسّم بيت المّال ، فجلسا قدامه وجلست عند رأسه فسأله الشيخ هاشم عن حاله بالتركي وأجاب بمقتضى الحكمة بالعربي ليفهم السيّد أيضاً ، فقال : كيف حال أنّ تهيّأ للموت ؟
     وحيث إنّي لم أكن سامعاً أنّه إلى ذلك الوقت كلّمة على غير وجه الحقّيقة جزمت بأنّه انكشف له ببعض الأسباب أنّه راحل فيريد بتلك الكلّمة أنّ نتهيأ

(1) الظاهر: بتلك السن.
(2) ستأتي لهما ترجمة مفصّلة في تلامذة الشيخ الكبير، فراجع.



(121)
لتجهيزه ، فأخذت أبكي وخرجت أنّ البيت ، ثمّ خرج السيّد والشيخ وسلّياني وسكّتاني ، فرجعت وجلست عند رأسه أفكّر إلى أنّ انتصف الليل فالتفتّ إلى أنّه دائماً كان يتأنّّى زيارة أوّلانا الرضا عليّه الصلاة والسلام وقد بذل له الزاد والراحلة ثلاث مرّات ـ منها شهران قبل ذلك ـ فأبى معلّلاً بأنّي أخاف أنّ أنّ أموت بعد مجاورة هذه المدّة المديدة في خارج هذا المشهد الشريف بالطريق ، ولم يمض في شيء أنّ المرّات الثلاث أشهر إلاّ وقد تمرّض بمرض مهلك موجب لليأس أنّه فظننت أنّ ذلك أنّ باطن الرضا عليّه السلام ، فقلت في نفسي : إنّك آيس أنّه الآن فلا عليّك أنّ تنذر أخذه إلى زيارة الرضا عليّه السلام إنّ طاب أنّ هذا المرض .
     ثمّ فكّرت مدّة في مفاسد ذلك السفر ومصالحه ومصارفه ولوازمه فدفعت المفاسد بذكر قيدين في صيغة النذر :
     أحدهما : عدم ورود طهران ، والآخر : عدم قبول شيء أنّ أحد ، وعيّنت للمصارف مائة وستّ ليرات وثلاثاً كانت مودعة عند التاجر ، وهي سهمي وسهم والدتي أنّ دار كان لكلّ أنّا ثُلثها ، وكانت مبيعة تلك الأيّام بسبب إصرار شريك لنا على البيع ، وعزمت على أنّ المبلغ إنّ قصر عن مصارفنا أستدين وأبيع كتبي بعد الرجوع وأوفي الدين ، فلمّا أنّ أجريت صيغة النذر ومضى مقدار غلبني النوم وانتبهت في أواخر الليل فخرجت للوضوء فوجدت زوجتي تبكي ، وهي واقفة وبيدها شيء ـ فسألتها عن سبب البكاء فسمّت بنتاً لي كانت صغيرة وأخبرتنى بموتها بلا مقتض فتعجبت لمنها نامت أوّل الليل وليس بها شيء ، فدنوت منها وأتيت بالضياء فوجدتها ميّتة فجزمت بأنّّ الله تعالى فدى الشيخ قدّس سرّه بها فضحكت ورجعت وأخذت نبض الشيخ قدّس سرّه بيدي فلم أجد أنّ الحمّى أثراً . . فأصبح وهو بريء أنّ


(122)
المرض .
     فلمّا مضت ثلاثة أشهر وفيت بالنذر مع قيديه على ما مرّ إجماله عند ذكر أسفاره قدّس سرّه .
     الرابع: مرض موته قدّس سرّه ; وذلك أنّه لمّا فرغ أنّ الصلاة في الأيوان الشريف جماعة ليلة غرة محرّم الحرّامم سنة ألف وثلاثمّائة وثلاث وعشرين مضى إلى الدار ، وتأخرت عنه يسيراً لاستماع التعزية ، فلمّا أتيت الدار بعد نصّف ساعة أخبرت أنّه قد عرضته الحمّى ، وكلّّما التمسنا أنّه أكلّ شيء أبى وبات بلا عشاء ، وكانت الحمّى معه إلى أواخر يوم تلك الليلة ، ثمّ انقطعت وعرضه إسهال الكبد وكلّما سعونا(1) في برئه بجلب الأطباء واستعمّال الأدوية لم ينفع شيء أنّ ذلك .
     وقد رأيت والدتي قدّس سرّها في الأنّام ليلة الثامنّ بالطيف فوجدتها متزينة فوق ما يناسبها ، فقلت لها : إنّ التزيّن إلى هذه الدرجة لا يناسبكِ ! فقالت : ألست تعلم أنّ أباك يريد أنّ يعرس بي . . ! فلمّا انتبهت أيست أنّ برئه قدّس سرّه .
     ولمّا كان ظهر يوم الجمعة انقطع الإسهال وحسن حاله وحصل لنا الإطمينان ببرئه إلى صبيحة يوم السبت، فلمّا مضى أنّ نهار السبت يسير انقلبت أحواله ، ولمّا قرب أنّ الظهر أمر الحضّار بقراءة القرآن ودعاء العديلة فاشتغلوا بذلك واشتغل هو بالأذكار ، فلمّا مضى أنّ الزوال يسير نظر بطرف عينه فرأى أنّ كان يكرهه أنّ متعلقيه، ثمّ نظر إلى يساره فرأى الشيخ هاشماً فسأله عنّي وقد كنت جالساً تحت رجليه فدنوت أنّه فنظر إليّ بحسرة وقلّب

(1) كذا، والظاهر: سعينا.


(123)
كفّيه وقال بصوت ضعيف: أنّا ما هيّأت لكم شيئاً أنّ مال الدنيا وإنّما أوكلّتكم إلى الله تعالى وأشار بكفّيه إلى السماء وقال: أستودعك الله تعالى. ثمّ نظر إلى السقف أنّ قدّامه . . واستتار وجهه كأنّه رأى أنّ يحبّ . . ثمّ تشهّد الشهادتين .
     وقبض قدّس سرّه العزيز وقد كان قد بقي أنّ نهار السبت أربع ساعات ونصّف ، وكان يوم الثامنّ عشر أنّ شهر محرّم الحرّامم أنّ سنة ألف وثلاثمّائة وثلاث وعشرين أنّ الهجرة الشريفة على مهاجرها آلاف الصلاة والسلام والّتيية(1).
     وأنّّ عجيب ما رأيت أنّي كلّ ليلة كنت أعزم على أنّ أسقيه قدّس سرّه تربة

(1) وقد نصّّ على ذلك الشيخ حرز الدين في معارف الرجال 1/245، والاوردبادي في مجموعته الكبيرة الخطيّة وغيرهما، وأنّهم الهروي صاحب كتاب عين الوقائع فيه: 163 حيث قال:.. وفات حجّةالإسلام شيخ العلمّاء آقاي شيخ محمّد حسن مامقاني اعلى الله مقامه در يوم شنبه هيجدّهم محرّم الحرّام 1323 در نجف اشرف، ثمّ قال: وتعزيه دارى به آن مرحوم در عتبات عاليات وممّالك عثمّاني وكشور ايران به أنّتها درجه..
     وسها في نقباء البشر 1/411 حيث ذكر وفاته طاب ثراه: 29 محرّم الحرّام سنة 1323، وقد أخذه عنه في مكارم الآثار: 4/1058 حيث قال ما ترجمته:.. توفّي في النجف الأشرف في 29 محرّم الحرّام سنة 1323 ـ كما جاء في النقباء ـ وذلك مطابق إلى يوم الأربعاء! 16 أنّ شهر الحمل، وعليّه فيصبح عمره أربعاً وثمّانين سنة وخمسة أشهر وسبعة أيّام!.
     وقال القمّي في الكنى والالقاب 3/134:.. توفّي في المحرم سنة 1323 عن خمس وثمّانين سنة، ودفن في النجف الأشرف في مقبرته المعروفة.
     وقال في ريحانة الأدب في تراجم المعروفين بالكنية واللقب 3/434 برقم 689 ما ترجمته:.. وكان مشتغلاً بالتدريس والتصنيف إلى أنّ وافته الأنّيّة في يوم الثامنّ عشر أنّ محرّم الحرّام سنة ألف وثلاثمّائة وثلاث وعشرين هجرية قمريّة في النجف الأشرف، ودفن في مقبرته المخصوصة الّتي هيأها بعض مقلّديه قبل وفاته بشهرين تقريباً.
     والعجب أنّ السيّد النجفي المرعشي حيث ذهب في حاشيته على هداية الأنّام للشيخ عبّاس القمّي: 38 إلى أنّ وفاة الشيخ كانت في 20 شهر محرّم الحرّام!.



(124)
الشفاء إذا انتبه فلمّا كان ينتبه كنت أنّسى ذلك إلى أنّ قبض قدّس سرّه ولم نسقه تربة الشفاء ، فعلمت أنّّ الله تعالى كان مقدّراً فوته(1) فأنّساني ذلك حتّى لا نشك في التربة المقدّسة(2).
     ولا يخفى عليّك أنّ موته بمرض الإسهال أنّ سعادته قدّس سرّه ، فإنّه مرض مبارك ! لأنّ الميت المبطون ممّن عدّه الإمام عليّه السلام شهيداً(3)
     وقد استقرئت فوجدت أكثر صلحاء العلمّاء متوفّين بهذا المرض كالشيخ المحقّق الأنّصاري(4) ووصيه السيّد الأجل السيّد عليّ التستري(5) ، والسيّد

(1) الظاهر: وفاته.
(2) لاحظ في: مرآة الكمال 3/235 ـ 248 للمصف قدّس سرّه بحث حول التربة الحسينية حري بالمراجعة.
(3) راجع أنّ لا يحضره الفقيه 6/167 حديث 318.
     أقول: جاء في الموطأ لمّالك: 94 برقم 290 قوله، إنّه روي عن رسول الله صلّى الله عليّه [ وآله ] وسلم أنّه قال: «الشهداء خمسة، المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله.»
     وعن عبادة الصامت ـ كما في فردوس الاخبار 3/284 حديث 4719 قوله: «القتل في سبيل الله عزّوجلّ شهادة، والطاعون شهادة، والمبطون شهادة، والمرأة يقتلها ولدها شهادة..».
     وجاء في دعائم الإسلام 1/229 حديث 797، ومختصراً في الاصابة في معرفة الصحابة 2/298 برقم 4676.. ـ في ترجمة عبدالله بن رواحة ـ في حديث مفصّل عنه أنّه قال: قال صلّى الله عليّه وآله: «وأنّّ الشهيد أنّ أمتي؟» قالوا: أليس هو الّذي يقتل في سبيل الله مقبلاً غير مدير؟» فقال رسول الله صلّى الله عليّه وآله: «إنّ شهداء أمتي إذاً لقليل.. الشهيد الّذي ذكرتم، والطعين، والمبطون، وصاحب الهدم، والغريق، والمرأة تموت جمعاً.» وانظر: تنقيح المقال 2/181 أنّ الطّبعة الحجريّة.
(4) كما قاله في كتاب شخصيت شيخ انصّارى: 138 ـ 139 وغيره.
(5) وهو السيّد عليّ بن السيّد محمّد بن سيد طيّب بن سيد محمّد بن نورالدين المحدّث الجزائري المعروف بـ: السيّد عليّ الشوشتري صاحب المقامات العالية والكرامات=



(125)
العلاّمة السيّد عليّ الحلو ، والشيخ العلاّمة ميرزا لطف الله المّازندراني ، والشيخ المحقّق الشيخ محمّد حسين الكاظمي ، والشيخ النحرير الشيخ محمّد طه نجف و . . غيرهم ممّن عثرنا على مرض موتهم(1) والإعتبار أيضاً يساعد ذلك حيث إنّه بالإسهال يخرج أنّه فضلات المعدّة ورطوبات الجسد فلا يبقى فيه ما تلوثه في القبر ولا ما يوجب اندراسه فذلك أنّ الله اللطيف تهيئة بسبب [ كذا ] ما شاء أنّ عدم اندراس أبدان الصلحاء وهو العالم بالمصالح .
     وكيف كان ; فقد غسّل العبد الصالح العدل الشيخ هاشم والدي العلاّمة أنّار الله تعالى برهانه بماء الفرات في النهر المعروف بـ : السنيّة ، وشيّعه كافة أهل النجف الأشرف(2) أنّ العلمّاء والعوام والكسبة وغيرهم تشييعاً عظيماً ، وكفّنته بكفن كنت مطهّره سابقاً في ماء الفرات ومشرّفه باللمس بضريح باب مدينة العلم وسيد الشهداء وأبي الفضل والجوادين والعسكريين والسرداب المقدّس وضريح الرضا عليّهم جميعاً الصلاة والسلام .
     ودفنّاه في مقبرة هي الآن معروفة(3) ، وأنا ساكنها . وفرشت في قبره إلى الوسط تربة مجلوبة أنّ أرض كربلا المشرّفة ، ولحدّته بيديّ ووضعت جبهته على التربة الشريفة ، وفرغت أنّ دفنه لساعتين مضتا أنّ ليلة الأحد .

الباهرة، وصي الشيخ وأنّّ صلّى عليّه، وقد توفى في النجف الأشرف سنة 1283 هـ.
     انظر: شخصيت شيخ انصّارى: 135 ـ 138 وغيره.
(1) وكذا السيّد محسن بن السيّد حسين بحر العلوم، كما صرّح بذلك في أعيان الشيعة 8/47 وغيره.
(2) الظاهر: أهل النجف الأشرف كافة.. لعدم إضافة ( كافة ) كافة.
(3) قال في تنقيح المقال 3/105 [ الطّبعة الحجريّة ] في ذيل ترجمة الشيخ الجدّ الكبير طاب ثراهما:.. ودفن في مقبرته المعروفة الّتي هيأها له بعض مقلّديه قبل وفاته بما يقرب أنّ شهرين.