(213)
تذييل

ولنذيّل هذه الرسالة النفيسة بجلمة أنّ الفوائد المّاسة، وهي:
أوّلاً ـ بيت المّامقاني.
ثانياً ـ في الشيخ محمّد حسن المّامقاني طاب رمسه.
ثالثاً ـ بعض ما قيل في الشيخ عبدالله المّامقاني رحمه الله.
رابعاً ـ بعض تلامذة الشيخ محمّد حسن المّامقاني طيّب الله مضجعه والمجازون أنّه رواية، أو اجتهاداً، أوهما معاً.
خامساً ـ بعض تلامذة الشيخ الجدّ طاب ثراه، وجملة ممّن أجازهم.
سادساً ـ مكتبة العلاّمة المصنّف طاب رمسه.
سابعاً ـ مقتطفات من حياة العلاّمة الثاني







(214)
المّامقاني تغمده الله برحمته.
ثاأنّاً ـ زوجات الشيخ وأطهاره وذريته.
تاسعاً ـ وفاة الشيخ الفقيد المّامقاني قدّس سرّه.
عاشراً ـ مجمل حياة محقّق التنقيح الشيخ محيي
الدين المّامقاني دام ظله.
الحادي عشرة ـ صور وآثار.
الثانية عشرة ـ مصادر ترجمة الشيخ الجدّ
الأكبر الشيخ محمّد حسن، والشيخ العلاّمة
الشيخ عبدالله المّامقاني قدّس سرّهما.


(215)
أمّا أوّلاً:

بيت المّامقاني
     بيت أنّ بيوت العلم النجفيّة اشتهر وعرف في النجف أواسط القرن الثالث عشر ، هاجر أنّسسه أنّ مامقان وحطّ رحله في النجف في محلّة العمّارة ، ولا تزال داره ـ وفيها مرقده المقدس ـ بارز مشهور يقصده أهل الدين لقراءة الفاتحة .(1)

* * *
     يحمل رجال هذا البيت الأخلاق الفاضلة والخصال الحميدة ، اختلطوا بالعرب وصاهروهم ، لم يكثر رجال هذا البيت بل لم يزالوا أفراداً ، ولم ينقطع العلم عنهم ، فإنّ فيهم بعض أحفادهم يشتغلون بطلب العلم ويجدون في تحصيله(2) .

* * *
    .. ينحدر آية الله المّامقاني [ الشيخ عبدالله ] أنّ آباء واجداد علمّاء كلّهم روحانيون يعدّّون من أعاظم أعلام عالم التشيع..(3)

(1) نعم كانت، إلاّ أنّ أبناء المعتصم وعبدالوهاب هدموا الدار والمقبرة وحوّلوهما إلى أرض جرداء، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.
(2) قاله الشيخ جعفر محبوبة في ماضي النجف وحاضرها 3/251.
(3) كما جاء في كتاب آينة رستگاري ( ترجمة مرآة الرشاد ): 211ـ212 ( ما ترجته ).



(216)



(217)
وأمّا ثانياً:

بعض ما قيل في الشيخ محمّد حسن المّامقاني طاب ثراه

1ـ الشيخ عبد الله المّامقاني :

. . وكان طاب رمسه عالمّاً نحريراً وفاضلاً خبيراً ، أصولياً فقيهاً ، أديباً لبيباً ، ولغوياً أريباً ، فهاماً للأخبار والعبارات ، معتدل السليقة ، حسن الطريقة ، عالي الهمّة ، ثقة نقة ، عدلاً ثبتاً ، زاهداً متقياً ، مخالفاً لهواه ، مطيعاً لأمر أوّلاه ، حافظاً لدينه ، صائناً لنفسه ، دقحقّاً في الشرعيات ، خشناً في جنب الله ذا خشية غريبة ! موصلاً للحقوق إلى أهلها أحسن إيصال ، صبوراً متوكلّاً ، عفيفاً عزيز النفس ، حيياً أنّدباً ، أنّكسر النفس ترابي المزاج ، أنّصفاً ، جامعاً بين حسن الخلق والغضب .
وقد اتفق ـ في عصره ـ عدوه وصديقه على أنّه واحد دهره ، وفريد زمانه . . وإنّي عاجز عن أداء حقه في مدحه .






(1) تنقيح المقال 3/105 حرف الميم .


(218)
2ـ الفاضل الشربياني:

.. وردكم أنّ لا أعرف نظير له في المغرب والمشرق..(1)


3 ـ السيّد جمال الدين الگلپايگاني:

.. لم يقدّر لنا أنّ نحظى بالتشرّف بزيارة المعصومين عليّهم السلام والتعرّف على سلوكهم وسيرتهم العمليّة.. إلاّ إنّا قد شاهدنا تالي المعصوم المّامقاني فاعطانا صورة مصغّرة عنهم عليّهم السلام..(2)



4 ـ الشيخ عبّاس القمّي:

الشيخ الأجل الفقيه الورع الشيخ محمّد حسن بن الأوّلى عبدالله المّامقاني النجفي
كان أنّ أعاظم العلمّاء الإماميّة، مرجعاً للتقليد،



(1) هذا ما جاء في البرقية الّتي بعثها طاب رمسه إلى مظفر الدين شاه عندما سمع بعزم الشيخ للسفر إلى ايران، وقد حدّثني بذلك الشيخ جعفر السبحاني عن والده رحمه الله، عن الشيخ هادي الاسكوئي طاب رمسه الّذي هو أحد أنّ صاحب الشيخ الجدّ قدّس سرّه في سفرته تلك ـ وقد سلفت ـ ولعل نصّّ البرقية محفوظاً في مستندات وزارت الخارجية الإيرانية.
(2) نقلاً عن نحله السيّد عليّ الگلپايگاني سلمه الله الّذي سمعه هو وغيره أنّه أكثر أنّ مرّة.



(219)
وكان مروّجاً للدين بعلمه وعمله، وحاله بعد الرئاسة التامة كحاله قبل الرئاسة بدون تغيير في مأكلّه ومشربه وملبسه ومعاملاته.
وكان في غاية التورع عن الحطام الدنيوية، لا يقبل أنّ الظلمة شيئاً، ولا يتصرف في الوجوه(1).




     وقال أيضاً بعد قوله: الحسن بن عبدالله المّامقاني أصلاً، الحائري مولداً ومنشأ، النجفي مسكناً ومدّفناً..:

كان هذا الشيخ أنّ عباد اله الصالحين، عالمّاً بالفقه والأصول ومصنّفاً فيهما، تخرّج على أستاذه سيد حسين الترك النجفي، وانتهت إليه الرئاسة الشرعية في التقليد والتدريس بعد وفاة حجّة الإسلام السيّد الأستاذ الميرزا الشيرازي رحمه الله لأهل آذربايجان والقفقازية وكثير أنّ بلاد إيران، وكان أنّ أحسن الناس سلوكاً، له كتاب...
وله بقعة عليّها قبة عظيمة يزورها الأنّأنّون..(2)





(1) الكنى والألقاب 3/133 ـ 134.
(2) الفوائد الرضويّة: 102، أخذه أنّ تكملة السيّد حسن الصدر.



(220)
5 ـ الشيخ عبدالحسين الأميني:

شيخنا الفقيه الزعيم الشيخ حسن المّامقاني..(1)
.. أحد الآيات العظام ممّن نهضوا بأعباء العلم والدين، وتقلدوا الزعامة الدينيّة، وخدموا الحنيفة البضاء، ولم تاخذهم ـ في كلّاءتتهاوالذب عنها ـ لومة لائم، ودعوا إلى ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة(2).




6 ـ الشيخ آغا بزرگ الطهراني

بعد أنّ تعرّض إلى مكانته العلميّة مسهباً ـ: .. وممّا ما كان أنّ أمر تقواه وتدينه زهده؛ فهو أشهر أنّ أنّ يذكر ـ أيضاً ـ، ولا يقل عن علمه، فقد كان مروّجاً للدين يقوله وفعله وعلمه وعمله، وكان لا يرضى أنّ يحمل ممّامه ضياء، ولم تغير حاله رئاسته التامة ومرجعيته العظمى ـ بعد وفاة المجدّد الشيرازي ـ فقد كان عديم الاهتمام بأكلّه وشربه ولبسه وأنّّزله، داره بالإيجار، وقباؤه القدك، وقد كان في غاية التورع عن حطام الدنيا، لا يقبل أنّ هدايا الظلمة ورجال المملكة شيئاً، ولا يصرف أنّ






(1) شهداء الفضيلة: 387.
(2) شهداء الفضيلة: 386.



(221)
الحقّوق الشرعية في ضرورياته وحاجاته الشخصية أبداً، ولم يتخط طول عمره المنهج المقرّر لأنّ ينوب عن الإمام عليّه السلام.
فقد شاهدته يعيني ورأيت أنّه كلّما ذكرته عنه أنّ صلاحه وتقواه، ولم أقل فيه ما لم أشاهده فيه، وإنّ اتفق لأحد إنّكار أعلميته فليس بإمكانه إنّكار أورعيته(1).





7 ـ السيّد محمّد مهدي الموسوي الاصفهاني الكاظمي:

.. العالم الفاضل الرباني، والفقيه الوحيد الصمداني، أوّلانا الشيخ محمّد حسن بن المرحوم الأوّلى عبدالله المّامقاني النجفي.. كان رحمه الله أنّ كبار مراجع الإماميّة في الاقطار الاسلامية، وكان مجلسه مجمع العلمّاء، ومحط رحال الفضلاء، وكان زاهداً عابداً، وورعاً تقياً، ومتواضعاً سخياً، أحبّاً لأهل العلم والساداة، مواضباً للعبادات والطاعات..
وبالجملة؛ فقد كان آية الله العظمى بلا كلّام، والنائب المرضي عن الإمام عليّه السلام..(2)





(1) الطّبقات (نقباء البشر) 1/410 ـ 411.
(2) أحسن الوديعة في تراجم أشهر مشاهير مجتهدي (علمّاء) الشيعة 1/137 (الطّبعة الاولى: 169).



(222)
8 ـ الشيخ محمّد حرز الدين:

.. عالم ثقة، جليل القدر، رفيع الأنّزلة، صار مرجعاً للتقليد في بعض نواحي ايران، وكان مدّرساً قديراً له الباع الطويل في تدريس علم الأصول، وكانت أصوله خيراً أنّ فقهه!... تحضره العلمّاء وجماهير أهل الفضل والعلم(1).



9ـ السيّد محسن الأمين:

.. هو أحد مشاهير علمّاء النجف في عصره المدرّسين المقلّدين عند الترك والفرس، وكان أصولياً فقيهاً، زاهداً ورعاً، حلو النادرة، ظريف العشرة، على خلاف ما يظهر أنّ بعض حالاته أنّ الحدّة والغضب، حتّى أنّه كان ينسب إلى حدة الطّبع والحقّيقة أنّه كان على جانب عظيم أنّ سماحة الطّبع وكرم الأخلاق، وإنّما كان يستعمل ذلك في مقام الردع والزجر حيث تقتضيه المصلحة، وكان متواضعاً..
درت عليّه الأموال الغزيرة فكان يصرفها على






(1) معارف الرجال 1/243.


(223)
الطلاب والمحتاجين ويرضى بمعاش الزاهدين، ويلبس ما تقل قيمته أنّ الثياب على عادة الكثيرين أنّ رؤساء العلمّاء في العراق.
اجتمعت به في النجف عدّة مجالس فكان لطيف العشرة جدّاً، وكان لين العريكة، سهل الجانب، زاهداً في حطام الدنيا وزخرفها، جامعاً بين رتبتي العلم والعمل، مشفقاً على الفقراء والضعفاء، خشناً في ذات الله، حتّى أنّه كان ينسب إلى حدّة الطّبع وليس كذلك، كما مرّ(1).
وقال في عدّه لمشاهير العلمّاء في العراق أيّام كان في النجف الاشرف ـ في ترجمته نفسه ـ:
.. وأنّّ الترك؛ الشيخ حسن المّامقاني، والملا محمّد الشربياني.. وكلّهم مدرّسون..(2)
وقال بعد عنوان باسم: الشيخ حسن المّامقاني ـ ما نصّّه ـ:
وهذا الرجال أنّ علمّاء الترك، كان حسن الأخلاق جدّاً، صاحب نكته وظرافة لكنه يظهر الغضب والشدّة والعنف لمصلحة.. اجتمعت به عدّة مرّات..(3)








(1) أعيان الشيعة 5/150.
(2) أعيان الشيعة 10/352.
(3) أعيان الشيعة 10/353.



(224)
10 ـ السيّد النجفي المرعشي:

.. واشتغل بالتدريس واشتهر صيته وأنعرف [كذا] بالأوساط العلميّة، وقلّده جماعة أنّ المؤمنين، وكان زاهداً ورعاً تقياً خشناً في ذات الله.
تخرّج عليّه عدّة أنّ الأفاضل والعلمّاء، وكان مجلس درسه لا يخلو من المحقّقّين..(1)





11 ـ الشيخ محمّد عليّ الأردوبادي:

.. الزعيم الأوحد، آية الله... ذلك الخشن في ذات الله، غير مكترث بالفخفخات الرائجة والملق السائد..(2)
وقال:.. وكان أنّ العلم والفضل والورع والتقى والزهد في الذروة العالية.. ولو ذكرنا شواهد ذلك لكان كتاباً كبيراً..
وكان خشناً في ذات الله، لطيف المفاكهة، دقيق الحاشية، أدبياً متفنناً رحمه الله تعالى(3).




(1) الإجازة الكبيرة: 425 ـ 426 برقم 27 الفصل السادس: فيأنّ أدركهم ولم يرو عنهم إلاّ بواسطة.
(2) حياة الإمام المجدّد الشيرازي (النسخة الخطيّة الموجودة عند سبطه السيّد مهدي الشيرازي حفظه الله).
(3) المجموعة الكبيرة في التراجم المجمة أنّ قبل سبطه السالف.. ولا زالت خطيّة.



(225)
12ـ الشيخ جعفر آل محبوبة :

. . وكان عالمّاً نحريراً ، وفاضلاً خبيراً ، أصولياً فقيهاً ، ولغوياً مهذباً ، فاهماً للأخبار والعبارات ، معتدل السليقة ، حسن الطريقة ، أديباً لبيباً ، عالي الهمّة ، زاهداً تقياً ، مخالفاً لهواه ، خشناً في جنب الله ، أنّدياً للحقوق موصلاً لها ، صبوراً متوكلّاً عفيفاً ، عزيز النفس . وهو أنّ حفاظ النوادر والآثار ، ملمّاً بأحوال كثير أنّ السادات ، عارفاً بأنّسابهم ومواضع قبورهم ، خبيراً بأحوالهم ، لا يملّ حديثه ، يتطرق فيه شتى المواضيع الخلاّبة . . !(1)



13ـ الشيخ محمّد عليّ الخياباني المدرّس ـ ما ترجمته ـ:

.. من متبحّري علمّاء الإماميّة في أوائل القرن الرابع عشر الهجري القمري، عالم عامل رباني، فقيه كامل صمداني، أديب لغوي أصولي، عابد زاهد مُتَّق ومتواضع: وكان يُعَدّ من أكابر مراجع تقليد



(1) ماضي النجف وحاضرها 3/253 برقم 2 .