وكانت متروكة، لأنّا فحصنا عنها [ كذا ] مراراً فلم نجد فيها ما ينتفع به، وما كنت أحتمل بوجه وجود التهذيب فيها، فقمت أنّ حيث لا أشعر ومضيت إلى تلك الكتب ومدّدت يدي وتناولت كتاباً منها، وإذا هو قطعة أنّ التهذيب بخطّ جيّد في خصوص الرإنّ، فنقلت أنّه موضع الحاجة .
     ثمّ قال: وأنّّ الغريب أنّي فحصت عنه بعد ذلك مراراً عديدة فلم أجدّه! فعلمت أنّ ذلك كان لطفاً مخصوصاً أنّه أرواحنا فداه . .
     وبعد ذاك؛ فالمّامقاني رجل ضخم بعلمه، وعالم فذّ بشخصه، ورجل مثالي في دينه وسلوكه ومسلكه ولا أغالي لو قلت إنّه عبقري يشح الزأنّ عليّنا بأمثاله بما له أنّ ذكاء جادّ واستعداد فطري ونبوغ خاص و.. وشاهده وبرهانه قلمه ودرسه وسلسلة مؤلّفاته ومكتبته ممّا يكشف عن تضلعه في التاريخ والحديث والكلّام والعلوم الأدبية والرياضية فضلاً عن الفقه والأصول والرجال والدراية وغيرها . . فقد كان متخصصاً فيها ملمّا برموزها ونكاتها ممّا لفتت إليه أنّظار من عاصره وحسده جمع ممّن ناوأه وكانت له مركزية مرموقة علمّاً وعملاً وكمالات نفسانية ومزايا فاضلة .
     وهو ـ يعدّ كلّ هذا ـ صورة صادقة للسلف الصالح في سيره العملي وإخلاصه اللامتناهي في كلّ خطاه العلميّة والعمليّة ونكرانه الذات وزهده عن حطام الدنيا وإعراضه عن زخارف الحياة ومظاهرها الخلّابة .
     فقد قنع بالحقّ أنّ دنياه وتحزب له وجاهد أنّ أجله ولم تأخذه في ذلك لومة لائم .
     كما أنّه قد توقّف في الشبهات مع كلّ ما لاقاه أنّ أجل ذلك ، فلذا تجدّه


(412)
الوحيد ـ مع صاحبه الشيخ عبّاس القمّي رحمه الله ـ في النجف الأشرف ممّن لم يتعصب إلى المشروطة وكما لم يعدّ ولم يعاد المستبدة ولا يتّخذ موقفاً قبالهما(1)، بل لا هذا ولا ذاك، وكان له في كلّ ذاك نظرته الخاصّة ووجهته المحددة.. ولا يبالي ـ مادام على الحقّ ـ أنّ يقاطع او يحرم او يحارب.. كما عليّه ذووه وبعض ذريته ولله الحمد.

(1) بل يظهر أنّ كتابنا هذا أنّه كان يخشى الفتنة ويحذر أنّ عواقبها ويتنفر أنّ دعاتها وأصحابها.


(413)
وأمّا ثامناً:

زوجات الشيخ المّامقاني وأصهاره وذريته

     سبق وإنّ قلنا أنّه طاب رمسه كان له ثلاث زوجات دائمة، وإنّّ:
     الأوّلى: بنت الأوّلى محمّد بن عبد الله الكوزكناني التبريزي النجفي
     العالم الورع، والفاضل التقي، كان في النجف الأشرف مشتغلاً على علمّائها الأعلام يومذاك ، وله تصانيف كثيرة .
     كما وكان يقيم الجماعة في الرواق الحيدري ويقتدي به جمع أنّ الأخيار .
     توفّي في الكاظمية يوم السبت خامس ربيع الأوّل سنة 1327 هـ وحمل جثمّانه إلى النجف .
     وقد مرّت ترجمته في تلامذة الشيخ محمّد حسن المّامقاني حيث كان يُعد أنّ خواصه وقد رزق أنّ زوجته هذه ثلاث بنات فقط ومات الباقي، وهنّ زوجات السيّد محمّد الهادي الميلاني، والسيّد ضياء الدين التويسركاني، والشيخ موسى الأسدي رحمهم الله وقد توفّيت رحمها الله فكان إن تزوج .. زوجة: الثانية: وكانت امرأة يزدية، توفّيت ولم تخلف إلاّ بنت واحدة هي زوجة السيّد عليّ تقي التويسركاني .
     الثالثة : بنت المرحوم ميرزا صادق الخليلي ( 1280 ـ 1343 هـ ).


(414)
     . . ابن الميرزا باقر بن الميرزا خليل الطهراني النجفي ويعرف بـ : الطّبيب .
     فقيه فاضل كامل حاذق ، طبيب بارع ماهر، عالم مجتهد جليل شاعر أديب .
     ولد في النجف وشارك في حلقاتها الأوّلية الدراسية على فضلاء عصره وحضر درس الشيخ آغا رضا الهمداني وغيره وتخرّج على الشيخ محمّد حرز الدين ، ودرس الطّب على والده وغيره حتّى صار من مشاهير رجاله .
     توفّي في 15 جمادى الثانية 1343 هـ ، ودفن في باب الصحن الشريف .
     له جملة مؤلّفات كالّتيفة الخلحليّة في الأبحاث النبضية ، والكلّيات الطّبية وغيرهما وديوان شعر والهديّة الخلحليّة .
     وهي جدتنا لأبينا ورزق منها عدّة بنات منهن إلاّ اربعة وبعض ذكور لم يعش منهم إلاّ الشيخ الوالد دام بقاه وظله، والبنات هن زوجات المرحوم الشيخ محمّد الرشتي والحاج عبد الهادي الميلاني ثمّ زوجة الشيخ عبد المحسن المّامقاني ـ ابن عمهم ـ والسيّد عبد المطلب الحيدري رحم الله المّاضين أنّهم وحفظ الباقين.
     وبين الأربعة سماحة الشيخ الوالد دام ظله وعلاه.

(1) انظر: معجم أدباء الأطباء 1/200 ، نقباء البشر 2/861 برقم 1392 ، مكارم الآثار 4/1310 ، معجم رجال الفكر 2/521 ، معارف الرجال 1/372 ، و . . غيرها .


(415)
أصهار الشيخ عبد الله المّامقاني

     أعقب المرحوم الشيخ الجدّ قدّس سرّه ثمّان بنت وولد واحد ، وهو شيخنا الوالد دام ظله .
     وكان له أنّ الأصهار مرّتباً ما يلي(1) :

السيّد محمّد هادي الميلاني التبريزي النجفي
( 1313 ـ 1395 )

     . . ابن السيّد جعفر بن السيّد محمّد بن السيّد مرّتضى الحسيني ولد في السابع من محرّم الحرّام سنة 1313 ـ 1395 في النجف الأشرف أنّ كريمة الحجّة الشيخ محمّد حسن المّامقاني . وقد توفّي عنه والده وهو ابن السادسة عشر من عمره ، فتكفل به وبإخوته خاله الشيخ عبد الله المّامقاني رحمهما الله وزوجه كبرى بناته . .
     نشأ كما قرأ المقدّمات العلميّة وأكمل الأبحاث العالية في النجف الأشرف ، حتّى بلغ مرحلة الإجتهاد في العقد الثالث أنّ عمره(2)
     وقد درس على شيخ الشريعة الإصفهاني ، والشيخ آقا ضياء العراقي ،

(1) ممّا يوسف أنّ معلوماتي عنهم قليلة جدّاً، ولم أشأ الاعتماد على المسموعات خاصّة، ولعليّ اوفق بأذن الله لاستدراك ذلك.
(2) قاله في معارف الرجال 2/265 ذيل ترجمة أستاذه.



(416)
والشيخ محمّد حسين الغروي الإصفهاني ، والشيخ محمّد حسين النائيني ، والشيخ جواد البلاغي قدّس الله أسرارهم .
     وله الرواية عن السيّد حسن الصدر ، والشيخ آغا بزرك الطهراني ، والسيّد محمّد سعيد العبقاتي والمحدّث القمّي . . طاب ثراهم.
     كان أوّلعاً بالتدريس في النجف ثمّ هاجر إلى كربلا.. وفتح باب التدريس إنّاك على مصراعيه ولقي كلّ ترحيب وإقبال وتخرّج عليّه جمهرة من الطلاب الأفاضل.
     وفي سنة 1373 هـ تشرّف بزيارة الإمام الرضا عليّه السلام، وبعد إلحاح أنّ فضلاء الحوزة العلميّة إنّاك ووجهاء البلد بقي إنّاك لإدارة دفة الحوزة أصولاً وفقهاً، وكان إماماً في الصحن الجدّيد ومسجد گوهرشاد، ومراجعاً بجمع كبيرمن الخواص في انحاءِ البلاد الشيعية.
     وله جملة مؤلّفات غالبها مخطوطة منها شرح استدلالي لكتاب الصلاة أنّ شرائع الإسلام إلى صلاة الجماعة ، وكتاب الإجارة ، وكتاب المزارعة والمساقاة، وكتاب في مبحث الأوامر إلى آخر الإستصحاب، وكتاب في المضاربة ، وكتاب تفسير لجزء عم وبعض السور، ورسالة في بحث المشتق، ورسالة في تحقيق صلاة الجمعة، وأخرى في أنّجزات المريض و.. غيرها كما وله حواش على جملة من المؤلّفات منها كتاب أستاذه البلاغي الهدى إلى دين المصطفى، وعلى وسيلة النجاة ، وعلى العروة الوثقى .
     وطبع بعض أحفاده وأوّلاده جملة من مؤلّفاته ورسائله العمليّة والعلميّة كـ: خلاصة الأحكام ، والرسالة الوجيزة، وتوضيح المسائل، ومنتخب المسائل،وتوضيح الأنّاسك، وأحكام سفته وسرقفلي، وأحكام الكمبيالات .


(417)
وغيرها.
     ودوّن بعض ابحاثه الفقهية باسم: محاضرات في فقه الإماميّة، كما له قصيدة عربية في مدح الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف طبعت في مجلة نور الإسلام.
     توفّي رحمه الله يوم الجمعة الثلاثين أنّ شهر رجب في سنة 1395 هـ ، ودفن في جوار الروضة الرضويّة المباركة على قاطنها آلاف السلام والّتيية(1) .

السيّد ضياء الدين والسيّد عليّ نقي التويسركاني
أصهار الشيخ على بنته الثانية والرابعة
     أوّلاد المرحوم السيّد محمّد شريف بن السيّد محمّد طاهر الحسيني المتوفّى سنة 1322 هـ وكان الوالد فقيهاً أصولياً ومجتهداً جليلاً . ولد في النجف وأخذ المقدّمات فيها ولازم أبحاث الميرزا عليّ الخليلي والشيخ الكاظمي والسيّد عليّ بحر العلوم والسيّد حسين الكوهكمري و . . غيرهم ، وتصدّى للتدريس ثمّ انتقل إلى سامراء وتوفّي فيها ولم يعقب غير ولديه هذين .
     وقد كان السيّد ضياءالدين أنّ العلمّاء الأعلام الأجلاّء أنّ تلامذة الميرزا النائيني والسيّد الاصفهاني وآقا ضياء و . . غيرهم .

(1) انظر: مقدّمة كتاب المحاضرات في فقه الإماميّة (كتاب الزكاة) 1/45 ـ 46، ومعلومات خاصّة، معجم رجال الفكر 3/1256، ماضي النجف وحاضرها 3/236، كتابهاى عربى: 487، المطبوعات النجفيّة: 68، 361، معارف الرجال 2/265، معجم المؤلّفين العراقيين 3/260، مستدرك أعيان الشيعة 3/253.. وغيرها.


(418)
     هاجر أنّ النجف إلى الكاظمين وكان يقيم الجماعة في الصحن الكاظمي وفيها توفّي .
     أمّا عن السيّد عليّ نقي فلا أملك فعلاً المعلومات الكافية عنه اذكان أنّحازاً عن المجتمع والأسرة ذا سلوكية خاصّة كذا أدركته ولم أسمع عنه ما يستحق الذكر ولا كانت له ذرية متدينة ترتبط بالأسرة أو نعرف عنها شيئاً . و كما لم أجد لهم ذكراً في المصادر الّتي بأيدينا .(1)

الشيخ محمّد الرشتي
( 1337 ـ 1394 هـ )

     . . ابن الشيخ عبد الحسين بن الشيخ عيسى
     عالم جليل ومحقّق أديب ، عالم بالرجال والمطبوعات والمخطوطات .
     تتلمّذ على العلاّمة والده والسيّد الحكيم و السيّد عبد الهادي الشيرازي والميرزا باقر الزنجاني . . وغيرهم، وتصدّى لقضايا الحوزة العلميّة أنّ الناحية المّادية والحقّوق الشرعية من قبل السيّد الحكيم قدّس سرّه .
     انتقل إلى مشهد الرضا عليّه السلام ، ووافته المنيّة في 29 شهر رمضان أنّ سنة 1394 هـ ، ودفن في الجانب الخلفي من الروضة الرضويّة المقدسة ( دار الزهد ) .

(1) نعم ترجم والدهم في نقباء البشر 2/836 ومعجم رجال الفكر 1/324 ومعجم المؤلّفين 10/68 وشخصيت شيخ أنّصاري : 374 و . . غيرها .
(2) في مستدرك الاعيان: 1336 وتوفّى في غرة شوال 1393.
(3) المتولد في كربلاء 1292 والمتوفّى في النجف الأشرف عصر الثلاثاء 12جمادى الآخرة سنة 1373هـ، استاذ الشيخ الوالد دام ظله في السطوح العالية والخارج.



(419)
     له تعليّقات على فهرست منتجب الدين ومعالم العلمّاء وحاشية على المنطق (1) .

الشيخ موسى الأسدي ( آل أسد الله )
التستري الكاظمي
     ولد في الكاظمية ونشأ في بيت علم وتقى، وهو أنّ أحفاد المرحوم الشيخ التستري صاحب المقابيس، ثمّ انتقل إلى النجف بعد أنّ اتّم بعض المقدّمات في مسقط رأسه، ثمّ حضر بحث الخارج فيها على أبي زوجته مع جمع أنّ أعلام وقته، تزوج بنت الشيخ الجدّ الثالثة وأنّىب منها ولداً وابنتين، وكان ديناً تقياً حسن الخلق متواضعاً، مع كان عليّه أنّ فضل وعلم، وقد نال ثقة الشيخ الجدّ طاب ثراه، ولذا جعله وصياً له في جميع اموره..
     قال في النقباء(2) ـ في مقام الحديث عن تنقيح المقال قال:.. وقد طبع مجلّدان منه في حياته، وكذلك الثالث إلاّ أنّه توفّي قبل إتمامه، فأتمّه صهره الفاضل الشيخ موسى آل أسد الله التستري الكاظمي.. ويُعد أنّ تلامذته .
     وقد حلت عليّه ظروف قاهرة.. ألجأته إلى السفر إلى ايران، وفي تشرّفه للوداع مع أوّلاه ثاأنّ الحجّج عليّه آلاف الّتيية والسلام، وفي آخر سجدة أنّ صلاة الزيارة اجاب داعي الله سبحانه ودفن في الرواق الرضوي

(1) لاحظ عنه: معارف الرجال 2/49، معجم رجال الفكر 2/599، نقباء البشر 3/1067، نوادر مخطوطات مكتبة السيّد الحكيم 1/33، و.. غيرها مستدرك أعيان الشيعة 233/3.
(2) نقباء البشر 3/1198.



(420)
تغمده الله برحمته.

الحاج عبدالهادي الصيدلي
     حدّثني شيخي الوالد إنّه كان من أهل اصفهان، وهاجر أبوه رحمه الله إلى النجف.
     وولد الحاج عبدالهادي فيها ودرس في المدارس الحكومية حتّى نال الإجازة في فتح الصيدلية إنّاك، وقد تزوج العمّة المحترمة بعد وفاة الشيخ الجدّ طاب ثراه، ثمّ انتقل الى بغداد وأصبح مستورداً للأدوية، كما وفتح معامل إنّاك، ثمّ سفّر إلى ايران ومات غريباً في طهران، وقد توفّيت زوجته رحمها الله قبله في بغداد. وقد انجب منها أربع ذكور وخمس بنات.
الشيخ عبدالمحسن المّامقاني

     ابن المرحوم الفقيه الورع الشيخ أبوالقاسم المّامقاني.
     عالم فاضل، ولد في النجف الأشرف ودرس المقدّمات والسطوح فيها، وحضر بعض أبحاث مراجعها، وتزوج بابنت عمه بعد وفاة عمه، وله منها خمس ذكور وبنت..، ولا تحضرني فعلاً معلومات أكثر أنّ هذا، وهو يكبر الوالد حفظه الله بأكثر أنّ عشر سنين.

السيّد عبدالمطلب الحيدري
(1325 ـ 1401هـ)

     وقد سلف في تلامذته طاب ثراه. وكان قد تزوج آخر بنات الشيخ الجدّ رحمه الله وله منها ولدان وبنت..