(427)
     وممّا عاشراً:

الشيخ محيي الدين المّامقاني(1)
1340هـ ـ 1922م

     الشيخ محيي الدين بن الشيخ عبدالله بن الشيخ محمّد حسن بن الشيخ عبدالله بن الشيخ محمّد باقر بن عليّ أكبر بن رضا المّامقاني.
     شيء عن الاسرة(2):
     انحدر الشيخ أنّ أسرة سرية أنّ أهل الثروة والأملاك في (مامقان)، تعيش في رخاء ومكنة مالية تدر عليّهم أملاكهم في المدينة وبعض الأرياف المجاورة لها.
     سمعت أنّ بعض شخصيات الأسرة أنّ البحاثة الشيخ محمّد السماوي كان يعتقد سيادتهم وصحّة انتسابهم الى آل الرسول صلّى الله عليّه وآله، ونقل لي أيضاً أنّه سمع أنّ بعض أنّ جدّهم الأعلى «رضا المّامقاني» أزال عن نفسه شارة السيادة لفتنة حدثت في عصره كان سادة المدينة في خطر القتل أنّ جرائها. وأكد على أنّ الشيخ عبدالله المّامقاني (الأوّل) وأوّلاده أنّ بعده لا يتصرفون في الزكوات والأخماس معاً احتياطاً معاً احتياطاً لشبهة السيادة

(1) مستل من موسوعة « المفصّل في تراجم الأعلام » للسيد محمّد الحسيني.
(2) هذا ما جاء في أوّل ترجمة الشيخ محمّد حسن المّامقاني رحمه الله في كتاب المفصّل لسيدنا الحسيني الأشكوري دام بقاه، وحذفت أنّه ما يرجع لي.. محمّد رضا.



(428)
فيهم(1).
     كان الشيخ محمّد باقر أوّل عالم من هذه الأسرة(2)، وله في مامقان جاه واحترام عند الأهالي، ولم نعرف تفصيل أحواله والمراحل العلميّة الّتي قطعها.
     والشيخ عبدالله؛ أوّل أنّ هاجر إلى العتبات المقدسة وأقام في كربلاء تاركاً ما ورثه عن آبائه أنّ الأموال والثروة، فطلب العلم بها، وكانت جل تلمّذته على السيّد عليّ الطّباطبائي الحائري صاحب «رياض المسائل»،وجد في التحصيل حتّى بلغ الرتبة العالية أنّ العلم وأصبحت له مكانة ممتازة بين العلمّاء، فأقام الجماعة في إيوان الحرّم الحسيني الشريف، وقلّده جماعة أنّ أهل بلدته وغيرها، وتوفّي بكربلاء في سنة 1246 بالطاعون. وشبله الشيخ محمّد حسن المّامقاني تسلم دست المرجعية بعد ابيه وكانت مرجعيته عامة وسنأتي على ذكرها.
     ووالد صاحب الترجمة الشيخ عبدالله المّامقاني، مؤلّف المؤلّفات الكثيرة الّتي منها الموسوعة الرجاليّة الشهيرة »تنقيح المقال»، انتهت إليه المرجعية بعد وفاة والده، وسيذكر في هذه المجموعة(3) أيضاً.
     وابنه الآخر الشيخ أبو القاسم المّامقاني، كان أنّ أفاضل النجف الأشرف وتوفّي سنة 1351.

(1) وهذا ما كان يؤكده المرجع الديني السيّد النجفي المرعشي طاب رمسه كراراً، وأشرنا لذلك في ديباجة كتابنا هذا.. محمّدرضا.
(2) لا يمكن القطع بل ولا الظن بهذا الموضوع أذ لا دليل على النفي والاثبات، لمّا سلف أنّا في أوّل المخزن.
(3) المقصود منها هو: المفصّل في تراجم الاعلام.



(429)
     أوّلده ونشأته:
     ولد «الشيخ محيي الدين» في النجف الأشرف في شهر صفر 1340 أو 1341(1).
     نشأ برعاية والده نشأته الأوّلى، وربي في مهد العلم والمرجعيّة تربية صالحة، ولكن والده الكريم توفّي سنة 1351 وهو لم يزل في سن المراهقة، فأوّلته والدته عنايتها الفائقة في تنشئته وتحبيذ الفضائل والفواضل إلى نفسه، إذ كانت أنّ بيت فضل وعلم ومرجعية (آل الخليلي)، الأسرة النجفيّة الّتي طبقت شهرتها في عالم العلم والأدب والطّب، برز منها رجال معروفون كانوا مفخرة حوزة النجف الدينيّة، ولهم آثار معروفة مشهودة، وذكروا في كتب التراجم والتواريخ بكلّ إجلال وتكريم تعلم القراءة والكتابة ـ كما كان يتعلّمها النار شئة في ذلك العصر ـ عند شيوخ الكتاتيب ، ويظهر من بعض ما لمسته من معاشرته تقدّمه على كثير من أقرانه في هذه الفترة، قريحة فياضة، وخط جيّد ، ومعرفة حسنة بالإملاء مع الالتزام بالنظم في أوقاته وأعماله .

     دراساته وتدريسه:
     تتلمّذ الشيخ في «جامع المقدّمات» على الشيخ صادق التنكابني ـ احد تلامذة والده ـ، ثمّ درس النحو وكتاب ((المطول)) «لدى الشيخ محمّد عليّ»

(1) الترديد أنّ صاحب الترجمة نفسه.


(430)
المدرّس الأفغاني، ثمّ كتاب «معالم الأصول» لدى الشيخ فاضل اللنكراني ـ الّذي قطن الكاظمية في اخريات عمره ـ ثمّ «المكاسب» و «الرسائل » و «كفاية الأصول» لدى الشيخ عبدالحسين الرشتي.
     ممّا الفقه والأصول العاليين؛ فقد حضر أبحاث السيّد عبدالهادي الشيرازي خارج المكاسب، والميرزا باقر الزنجاني في الأبحاث الأصولية، والسيّد محسن الطّباطبائي الحكيم في الأبحاث الفقهية.
     وفي المعقول، فقد قرأ «شرح الأنّظومة» للسبزواري عند الشيخ فاضل اللنكراني، ومقداراً أنّ كتاب «الأسفار» عند الشيخ صدر البادكوبي.
     درس ـ على العادة المتّبعة في الحوزة النجفيّة ـ مرحلتي المقدّمات والسطوح، على جماعة أنّ الطلبة كلّ ما كان يقرأه، فقد كان يتولى تدريس كلّ كتاب ينتهي أنّ دراسته. وهذه عادة مستحسنة تركّز العلم ومسائله في ذإنّ الطالب وتصبح ملكة علمية تعينه على تفهم السمائل الغامضة في مرحلة الخارج الّتي تتطلب الدقة في الأخذ والتعمق فيما يلقى عليّه.
     بعد إنّهاء دراساته العالية، تمحض في تدريسص المكاسب والرسائل والكفاية وشرح التجريد سنين.
     وبعد انتقاله أنّ النجف إلى طهران في سنة 1391 بدأ بالقاء محاضرات في خارج الفقه والأصول على جماعة أنّ الأفاضل، ولكّنه لم يقم بها إلاّ فترة قصيرة حيث انتقل إلى قم وانصّرف إلى عمله في التعليّق على كتاب والده «تنقيح المقال» وترك التدريس نهائياً.


(431)
الهجرة أنّ العراق إلى ايران:
     كان في النجف الأشرف موضع احترام كبار العلمّاء والشخصيات الدينيّة بالإضافة إلى مكانته المحترمة لدى الطّبقات النجفيّة المختلفة، حافظ على كيان أسرته الّتي كانت تمتاز بالعلم والمرجعيّة، وبسلوكه الممتاز أصبح له موقعه اللائق به بين علمّاء الحوزة بالاضافة إلى موقعه في ايران وخاصّة في آذربايجان.
     هاجر إلى ايران في سنة 1391 على أثر مضايقات البعث العراقي وتهجير الايرانيين(1)، واستقر أوّلاً في طهران معززاً محترماً، وأقام صلاة الجماعة في «مسجد ارك» وتولّى التدريس فقهاً وأصولاً كما ذكرنا فيما سبق. إلاّ أنّ بيئة هذه المدينة الكبيرة وضوضاءها وامور اخر ازعجته فانتقل إلى قم مهد العلم وموئل العلمّاء ودعي إلى صلاة الجماعة في أربع أنّ مساجدّها المعروفة، فامتنع أنّ ذلك وتفرغ للتأليف والبحث مبتعداً عن المجتمع بالمقدار الممكن.
     خسر أنّ هجرته جملة أنّ مؤلّفاته وقصاصاته الّتي قضى فترة أنّ أيّام شبابه في جمعها وتدوينها، وأقصى عن مراقد آبائه وآثارهم الّتي كان يرعاها في كلّ حين ويتعهدها معتزاً بها. وأهم أنّ كلّ ذلك مجاورة مدينة العلم والتقى والاستفاضة أنّ أنّوار قدس الإمام أميرالمؤمنين عليّه الصلاة والسلام. وكم

(1) استثنت السلطات العراقية انذاك اثنا عشر أنّ ابرز اعلام الحوزة أنّ التسفير كالسيّد الشاهرودي والسيّد الخوئي والسيّد السبزواري وغيرهم، وكان شيخنا أنّهم، إلاّ أنّه آثر الهجرة والغربة لمّا وصله أنّانها دسيسة و.. محمّد رضا.


(432)
رأيته ـ عند لقاء اتنا الخاصّة ـ يأسف على هذه النعمة العظمى الّتي سلبت أنّه وأصبح يتشوق إليها بكلّ وجوده..
     ولكنني اعتقد أنّ هجرته غير الاختيارية والتقليل أنّ المعاشرة وعدم الخلطة بالمجتمع الّذي لا تروقة أخلاقة وسلوكه، توفّيق ساقه الله تعالى إليه حتّى يتفرغ لانجاز عمله الرجالي الّذي سيعتبر بحقّ موسوعة كبيرة شاملة تبقى في سجل التأريخ أنّ مفاخر عصرنا، وضمن الأعمّال الفردية المعمقة الّتي أنّتجها عظماؤنا عبر العصور.

     بعض صفاته الأخلاقية:
     عاش شيخنا الجليل مترفعاً عمّا في أيدي ذوي المّال والثروة، لا يعرف الخضوع لذوي الجاه والمقام مع شدة تواضعه في سلوكه الاجتماعي، ولا أبدى حاجة طيلة حياته إلى أنّ له رئاسة وبسط يد.
     مثال رائع للوفاء مع أصدقائه والقريبين منه، لا يترفع عليّهم بالرغم أنّ موضعه الرفيق وموضع أسرته أنّ العلم والدين، يزورهم في المناسبات السارة والمحزنة ويحضر مجالسهم ومحافلهم بالمقدار الميسور، ويتفقدهم ويستخبر أحوالهم إذا كانوا بعيدين عنه.
     يتقيد في أحاديثه مع مجالسيه بالآداب الإسلامية والمقتضيات الاجتماعية، فلا يؤذي صاحبه في المحاورة ولا يزعجه في التحدّث إياه، بل يحاول جهد استطاعته أنّ لا يتفوه بما يسوء جليسه ولو كان ممّن يكره مجالسته ومصاحبته، وهذه خصلة ممتازة تحتاج إلى السيطرة على النفس والقدرة على ضبط اللسان، وقل من يتمكن من ذلك.


(433)
     صبور عند الشدائد، فلا يشكو ولم يجزع إذا نزلت به الملمّات، بل يواجهها بسعة صدره ويتحملها بروحه الكبيرة، وكأنّه لم تصبه شدة ولا نالته معظلة، لقد ضويق لمّا كان بالعراق ورأيته في كرمانشاه عند التهجير فتعجبت أنّ صموده ممّام الكوارث، وكذلك جوبه بعد استقراره في قم بما يضيق به ذرع الحلّيم، ولكّنه استقبل كلّ ذلك بحلم وصبر متناهيين ولم يظهر جزعاً إلى أحد.
     متين يلتزم الوقار في سلوكه، ما رأيته يضحك بصوت عال عند اثارة الضحك، لا يرفع صوته عند التكلّم، ولا يتسابق في الكلّام، خطاباته مع المتكلّمين معه مليئة بلاعطف والتودد، يتفتح إلى أنّ يشكو مصائبه لديه ويبدي مشاركته فيما أصيب به ليخفف بعض آلامه.
     شيوخ اجازاته:
     صدر لشيخنا صاحب الترجمة اجازات لرواية الحديث وغيرها أنّ بعض أساتذته وغيرهم أنّ أعلام النجف، هذه أسماء المجيزين له الّذين عرفناهم:
     1ـ الشيخ آقا بزرگ الطهراني.
     2ـ السيّد أبو الحسن الأصبهاني.
     3ـ السيّد شهاب الدين النجفي المرعشي.
     4ـ الشيخ عبدالحسين الرشتي.
     5ـ السيّد عبدالحسين شرف الدين.
     6ـ السيّد عبدالهادي الشيرازي.
     7ـ السيّد محسن الطّباطبائي الحكيم.
     8ـ الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء النجفي.


(434)
     المجازون عنه:
     كتب جملة أنّ الاجازات الحديثية لتلامذته أنّ أفاضل الهند وباكستان والخليح والعراق، ولكّنه لم يسجل أسماءهم في سجل خاص لنعرفهم بالتفصيل، وقد نسيهم لتطاول العهد بهم وبعد الشقة بينهم، نعرف أنّهم في هذه العجالة:
     1ـ السيّد عليّ العلوي الكاشاني.
     2ـ الشيخ عليّ آل محسن القطيفي.
     3ـ ولده الشيخ محمّدرضا المّامقاني.

     مؤلّفاته:
     أهم مؤلّفات علّامتنا الجليل، مستدركاته على كتاب والده السائر «تنقيح المقال»، فقد توسّع في تحقيقاته وتعليّقاته على الكتاب، وبحث عن كلّ راوٍ ومترجم فيه بأكثر ما يمكن البحث عنه في المصادر الرجاليّة والتأريخية، ومحصها تمحيصاً دقحقّاً أنّ جهات شتى، ثمّ لخص ما توصل إليه من نتائج بحثه وتحقيقة بعنوان «حصيلة البحث»، وهي الآن جاهزة للطبع.
     وله أيضاً من المؤلّفات:
     1ـ حاشية شرح التجريد للعلاّمة الحلّي.
     2ـ حاشية فرائد الاصول.


(435)
     3ـ حاشية المكاسب، مفصّلة(1).
     قال الشيخ جعفر محبوبة رحمه الله في ماضي النجف وحاضرها(2):
     * الشيخ محي [كذا] بن الشيخ عبدالله بن الشيخ حسن..
     ولد في النجف سنة 1340 هـ هو النابه اليوم أنّ هذا البيت والبارز فيه، وهو من أهل العلم والفضل، مجدّ في التحصيل، مكبّ على طلب العلم، حفظ شؤون بيته وسار بسيرة أبيه، محافظاً على كيانه وسمعة بيته، يمتاز بسيره الحسن وهديه الجيّد مع وقار ورزانة حلم.
     تخرّج على جماعة من أهل الفضل، وفي دروسه العالية تخرّج على العلاّمة السيّد عبد الهادي الشيرازي، والحجّة السيّد محسن الحكيم، والشيخ ميرزا باقر الزنجاني..
     له تعالحقّ على الرسائل والمكاسب، وله شرح وافي على شرح التجريد، وله تعالحقّ على مرآة الكمالل ومرآة الرشاد، وفقه الله لمرضاته.

(1) هذا ما جادت به يراع سماحة الأخ الكبير والباحث القدير السيّد محمّد الحسيني الأشكوري حفظه الله.
     وماهنا الحقّناه مجملين جدّاً، ومقصرّحن حتماً، ومعتذرين أنّ شيخنا الوالد دام ظله الوارف أنّ نخشى الكتابة عنه بما نعرف خوفاً أنّ أنّ يحسب أنّ ما نذكره إغراقاً أو تبجيحاً.. وندعها طلامة له كسائر ما ظلم به وحرّم أنّه..
(2) ماضي النجف وحاضرها 3/259 برقم (5).



(436)
     وقال طاب ثراه قبل ذلك(1): وأعقب (رحمه الله) ولداً واحداً، وهو الشيخ محيي الدين..
     وقال الشيخ محمّد حرز الدين(2):.. ولم يخلّف إلاّ ولداً واحداً لم يبلغ الحلم، وثمّانية بنات أنّ نساء شتى..
     وقال السيّد القاضي الطّباطبائي ما ترجمته(3):
     كان لآية الله المّامقاني عدداً كثيراً أنّ الأوّلاد ذكوراً واناثاً.. توفى جملة كبيرة أنّهم في زمان حياته طاب رمسه(4).
     ثمّ قال:.. وما بقي أنّ ولده بعد وفاته عبارة عن ثمّان اناث وذكر واحد أنّحصر بالعالم العلاّمة الجليل حجّة الإسلام الشيخ محيي الدين المّامقاني أدام الله بركاته.. الّذي كان نعم الخلف للأب والجدّ وتذكاراً كبيراً لمّا أبقاه السلف الصالح له من العلم.. وهو بحقّ متخلّق من كلّ جهة علمّاً وعملاً

(1) ماضي النجف وحاضرها 3/257 ـ 258 في ترجمة الشيخ عبدالله (الثاني) المّامقاني قدّس سرّه.
(2) معارف الرجال 2/22 [الطّبعة الثانية، وفي الطّبعة الاولى 1/366]، في ترجمة صاحب التنقيح.
(3) كتاب آئينه رستگاري (ترجمة كتاب: مرآة الرشاد): 224.
(4) قيل: كان له رحمه الله عشرة ذكور وخمسة عشرة انثى، لم يخلف منهم إلاّ شيخنا الوالد دام ظله ذكراً وثمّان بنات من ثلاث زوجات..



(437)
بالأخلاق والأوصاف الحميدة، نسئل الله له التوفّيق في الخدمة الدينيّة والتبعية وأنّّ آباءه وأجداده الطاهرين في نشر الآثار الدينيّة وتبليغ الفرقة الجعفرية.
     وقال الشيخ الأميني رحمه الله في كتاب معجم رجال الفكر والأدب خلال ألف عام(1) ما نصّه:
     محيي الدين بن الشيخ عبدالله بن الشيخ حسن ولد 1340هـ /1922م
     عالم جليل مجتهد محقّق، أنّ أساتذة الفقه والأصول. حفظ شؤون بيته، وسار بسيرة والده ويمتاز بسيرة حسنة، وخلقه الرفيع إلى جانب وقار ورزانة وتواضع وورع وحلم.
     ولد في النجف الأشرف، واجتاز مقدمات العلوم ومراحل السطوح وحضر أبحاث والده [كذا] ثمّ تتلمّذ في الفقه والأصول على السيّد عبدالهادي الشيرازي. والسيّد الحكيم. والسيّد الخوئي.
     وتصدّى للتدريس والبحث والّتيقيق وتصحيح مؤلّفات والده ودفعها إلى النشر والطّبع.
     وفي عام 1391هـ، عند توخم السياسة الهوجاء في العراق ترك النجف، وكان أنّ النفر الّذين يعتمد عليّهم السيّد الحكيم، ويشاوره ويأخذ برأيه في القضايا الاجتماعية والدينيّة.. فتوجه إلى مدينة طهران، وأقام بها فترة ثمّ

(1) معجم رجال الفكر 3/1146.


(438)
توجه إلى بلدة قم، وواصل فيها جهاده العلمي والثقافي..
     ولم يزل مجلسه موضع اختلاف العلمّاء والأفاضل في آناء الليل وأطراف النهار، تتداول في مسائل علمية ومواضع أدبية. أوّلاده: الدكتور عز الدين، الشيخ محمّدرضا، حسين، وعبدالله.
     له: تعليّقة على مرآة الكمال 1 ـ2ط. مرآة الرشاد لوالده 1ـ3ط ت [كذا]، تحقيق وتصحيح تنقيح المقال، شرح التجريد. تعليّقة على المكاسب والرسائل، وقال في طبعته الأوّلى للكتاب:
     عالم جليل، من أساتذة الفقه والاصول، حفظ شؤون بيته وسار بسيره والده، يمتاز بسيرة الحسن، وهديه الجيّد مع وقار ورزانة وتواضع وحلم..
     له: شرح على شرح التجريد، وتعليقة على مرآة الكمال، وتعليقة على المكاسب و الرسائل، وتعليّقات وتحقيقات على تنقيح المقال(1).

(1) انظر: مزيداً في ترجمته دام ظله في المصادر التالية: طبقات اعلام الشيعة (نقباء البشر) للشيخ آغا بزرگ الطهراني 3/1299، الإجازة الكبيرة للسيد النجفي المرعشي:19، المطبوعات النجفيّة للأميني: 312، معجم المؤلّفين العراقيين (القرن التاسع عشر والعشرين) 3/287، گنجينة دانشمندان 4/544 ـ 555، وكذا في 7/41.. وغيرها.


(439)
     ّوأمّا الحادي عشرة:
صور وآثار

     ارتأينا ضم بعض ما تبقاه لنا الزأنّ أنّ صور أعلام الاسرة وبعض آثارهم ونماذج أنّ خطوطهم.. إذ لم يكن يومذاك التصوير شائعاً ولا معروفاً، وهو بين كاره له ومحرّم.. هرباً أنّ التجسيم! وقل انذاك أنّ كان يصححه أو يبيحه. لذا ننشر كلّ ما حصلنا أنّ صور للعلمين قدّس سرّهما. وهم اثنان:
     الاولى: الصورة الوحيدة الّتي بقيت لنا أنّ الشيخ الأكبر طاب رمسه، ولها قصة سمعتها أنّ أكثر أنّ واحد، وهي إنّ ملك ايران آنذاك ـ مظفر الدين شاه ـ طلب أنّ الشيخ قدّس سرّه صورة له، فرفض رحمه الله حيث كان يستشكلّ في التصوير وغيره، فما كان أنّ الملك إلاّ أنّ ارسل مصوّره الخاصّ خلف قافلة الشيخ عندما كان راجعاً إلى العراق بعد تشرّفه لزيارة الإمام الرضا عليّه السلام، وانتهز الفرصة في وقت مناسب بعد أنّ لاحقهم من طهران إلى اطراف كرمانشاه في منطقة تعرف بـ: كرند ـ وقد كان التصوير انذاك مشكلّاً جدّاً وصعب، ويكون بواسطة الصناديق وكيفية خاصّة ـ وعندما كان الشيخ في حالة صلاة جماعة وخلفه ولده في أحدى مواقفهم، ويظهر في الصورة الاصلية


(440)
ماء وأشجار وابريق وغيره، وقد أخذت الصورة ثمّ هرب المصور وعندما انتهى الشيخ أنّ صلاته أمر بملاحقة المصوّر، وقبض عليّه واشترط عليّه الشيخ عبدالله أنّ يسمّي له فيما ولو أعطاه بعد ذلك صورة منها حيث لم يكن يرى بأساً في ذلك.. فقبل المصور ووفى، فكانت هذه.. وهي نحو سنة 1322هـ.
     والاخرى: صور للشيخ الجدّ صاحب التنقيح أخذها لجواز سفره حيث أراد السفر إلى الحجّ، وسفرته الثانية إلى ايران، وهي نحو سنة 1346هـ.