هم العروة الوثقى وهم معدن التقى | * | وخـير جـبال العالمـين وثيـقها(1) |
وهن المنايا أي واد سلكته | * | عليها طريقي او على طريقها |
فقد آذنتني بانقطاع وفرقة | * | وأومض لي من كل افق بزوقها |
فما عيشة إلا تزيد مرارة | * | ولا ضيقة إلا ويزداد ضيقها |
وترمى قساوات القلوب باسهم | * | وجمـر فراق لا يـبوخ حريقها(1) |
وكمن عاقل أفنت فلم تبك شجوة | * | ولا بد أن تفنى سريعاً لحوقها |
فتلك مغانيهم وهذي قبورهم | * | توارثها اعصارها وقبورها |
وآليت لا تبقى الليالي بشاشة | * | ولا جدة إلا سريعاً خلوقها |
سرى انهم كانوا فبانوا وانني | * | على جدد قصد سريعا لحوقها |
وهل هي إلا لوعة من ورائها | * | جوى قاتل أو حتف نفس يسوقها |
وأن أبكهم أجرص(2) وكيف تجلدي | * | وفي القلب مني لوعة لا أطيقها |
فلو رجعت تلك الليالي كعهدها | * | رأت أهلها في صورة لاتروقها |
حيارى وليل القـوم داج نـجومها | * | طوامس لا تجري بطيء خغوقها(1) |
قد كنت ابكي ما قد فات من زمني | * | واهل ودي جميع غيره اشتات |
واليـوم اذ فرقت بـيني وبـينهم | * | نوى بكيت على اهل المروات |
وما حياة امرء اضحـت مدامـعة | * | مقسومة بين احيـاء وامـوات |
فهم في بطون الارض بعد ظهورها | * | محاسنهم فيـها بـوال دواثر |
خلت دورهم منهم واقوت عراصهم | * | وساقتهم نحو المنايا المقادير |
وخلوا عن الدنـيا ومـا جمعوا لها | * | وضمتهم نحو التراب الحفاير |
وأنـت على الدنـيا مكب منافس | * | لخطابها فيها حريـض مكـاثر |
على خطر تمسى وتصبح لاهيا | * | أتدري بماذا لو عقات تخـاطر |
وان امراً يسعى لدنيـا جاهـدا | * | ويذهل عن اخراه لا شك خاسر |
وفي ذكر هول الموت والقبر والبلى | * | من اللهـو واللذات للمرء زاجر |
أبعد أقتـراب الاربعيـن تربـص | * | وشيب قذال منـذ ذلـك ذاعر |
كـأنـك معنى بـما هـو صائـر | * | لنفسك عمداً او عن الرشد حائر |
واضحوا رميما في التراب واقفرت | * | مجالس منهم عطلت ومقاصر |
وحـلوا بـدار لا تـزاور بينـهم | * | وانى لسكان القبـور التزاور |
فما ان تـرى الا قبورا ثـووا بها | * | مسطحة تسفى عليها الاعاصر |
فما صرفـت كف المنية اذ أتت | * | مبادرة تـهوى اليـه الذخايـر |
ولادفعت أهل الخصون التي بنى | * | وحف بها أنهارها والدساكر(1) |
ولا قارعت أهـل المـنية حيلة | * | ولاطعمت في الذب عنه العساكر |
مـليك عـزيـز لا يـرد قضائه | * | حكيم عليم نافـذ الامـر قاهر |
عني كـل ذي عـز لعزة وجهه | * | فكم منس عزيز للمهيمن صاغر |
لقد خضعت واستسلمت وتضاءلت | * | لعزة ذي العرش الملوك الجبابر |
وفي دون ما عانيت من فجعاتها | * | إلى دفعهـا داع وبالزهـد أمر |
فجد ولا تغفـل وكـن متيقضاً | * | فعما قليل يترك الـدار عـامر |
فشمر ولا تفتر فعمـرك زائـل | * | وأنـت الى دار الاقامـة صائر |
ولا تـطلب الدنيا فـان نعيمها | * | وان نلت منها غبة(1) لك ضائر |
ألا لا ولكنـا نغـر نفـوسـنا | * | وتشغلنا اللـذات عمـا نحاذر |
وكيف يلذ العيش من هو موقن | * | بموقف عدل يوم تبلى السرائر |