لك شعاراً ، والحزن دثاراً ، يا بن آدم انك ميت ومبعوث بين يدي الله عز وجل ، ومسؤول فاعد له جواباً .
14 ـ وقال عليه السلام : يغفر الله للمؤمنين كل ذنب ، ويطهر منه في الآخرة ما خلا ذنبين التقية ، وتضييع حقوق الاخوان .
15 ـ وقال عليه السلام : هلك من ليس له حكيم يرشده ، وذل من ليس له سفيه يعضده.
16 ـ وقال عليه السلام : خير مفاتيح الامور الصدق ، وخير خواتيمها الوفاء .
17 ـ وقال عليه السلام : من سعادة المرء أن يكون متجره في بلده ، ويكون خلطاؤه صالحين ويكون لهم ولد يستعين به ، ومن شقاء المرء ان تكون عنده المرأة يعجب بها وهي تخونه في نفسها .
18 ـ وقال عليه السلام : من عمل بما افترض الله فهو من خير
____________
(14) جامع الاخبار لمحمد بن محمد الشعيري.
(15) كشف الغمة للأربلي .
(16) منتهى الآمال ج 2 للقمي ط طهران.
(17) مشكوة الانوار لابي الفضل الطبرسي.
(18) الامالي للصدوق .

( 177 )

الناس ، ومن اجتنب عما حرم الله عليه فهو من أعبد الناس ، ومن أورع الناس ، ومن قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس.
19 ـ وقال عليه السلام : ما من خطوة أحب الى الله من خطوتين : خطوة يشد بها صفاً في سبيل الله ، وخطوة إلى ذي رحم قاطعة ، وما من جرعة أحب الى الله من جرعتين : جرعة غيظ ردها مؤمن بحلمه ، أو جرعة مصيبة ردها مؤمن بصبر ، وما من قطرة أحب إلى الله من قطرتين : قطرة في سبيل الله ، أو قطرة دمعة في سواد الليل لا يريد عبداً إلا الله عز وجل ، ثم ذكر ما هو أرفع من السماء بتمامه.
20 ـ وقال عليه السلام : لولده : أتقوا الكذب الصغير منه والكبير ، في كل جد وهزل فان الرجل اذا كذب بالصغير اجترء على الكبير ، أما علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لا يزال العبد يصدق حتى يكتبه الله عزوجل صادقا ، ولا يزال العبد يكذب حتى يكتبه الله كاذباً .
____________
(19) كتاب الغايات لابن الرازي ط في طهران اخيراً .
(20) ارشاد القلوب ج1 ص 112 ط ايران للديلمي.

( 178 )

21 ـ وقال عليه السلام ان من أخلاق المؤمن الانفاق على قدر الافتار ، والتوسع على قدر التوسع ، وأنصاف الناس من نفسه ، وابتداؤه اياهم بالسلام .
22 ـ وقال عليه السلام : ثلاث منجيات للمرء : كف لسانه على الناس أغتيابهم ، واشغال نفسه لآخرته ودنياه ، وطول البكاء على خطيئته .
23 ـ وقال عليه السلام : نظر المؤمن في وجه أخيه المؤمن للمودة والمحبة له عبادة .
24 ـ وقال عليه السلام : ثلاث من كن فيه كان في كنف الله (*) واظله الله يوم القيامة في ظل عرشه ، وامنه فزع اليوم الأكبر من اعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم لنفسه ، ورجل لم يقدم
____________
(21) البحار ج 17 ص 154 .
(22) البحار ج 17 .
(23) البحار ج 17.
(24) البحار ج 17 .
(*) الكنف بالتحريل الجانبة والناصبة والا كتاب الجوانب والنواحي ومنه الخبر فاضلكم اخاسئكم اخلاقا الموطؤن الا كنافا وفي الدعاء اللهم اجعلني في كنفك اي في حرزك (مجمع البحرين للطريحي).

( 179 )

يداً ولا رجلا حتى تعلم انه في طاعة الله قدمها أو في معصية الله ، ورجل لم يعب أخاه بعيب حتى يترك ذلك العيب من نفسه ، وكفى بالمرء شغلا لنفسه عن عيوب الناس.
25 ـ وقال عليه السلام : لا حسب لقرشي ولا عربي الا بالتواضع ولا كرم الا بالتقوى ، ولا عمل إلا بالنية ، ولا عبادة إلا بالتفقه ، ألا وان أبغض الناس إلى الله عز وجل من يقتدي بسنة امام ولا يقتدي باعماله .
26 ـ وقال عليه السلام : لا يهلك المؤمن بين ثلاث خصال : شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وشفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وسعة رحمة الله.
27 ـ وقال عليه السلام : شهادة أن لا إله إلا الله هي الفطرة ، وصلاة الفريضة هي الملة ، والطاعة لله هي العصمة.
28 ـ وقال عليه السلام : لولده الباقر عليه السلام : كف الأذى ،
____________
(25) البحار ج17.
(26) البحار ج17.
(27) نزهة الناظر ص 32 للحلواني.
(28) البحار ج17 ص 60.

( 180 )

ورفض البذي * ، واستعن على الكلام بالسكوت ، فان للقول حالات تضر فاحذر الأحمق .
29 ـ وقال عليه السلام : كل عين ساهرة يوم القيامة إلا ثلاث عيون ، عين سهرت في سبيل الله ، وعين غضت عن محارم الله ، وعين فاضت من خشية الله.
30 ـ وقال عليه السلام : الكريم يبتهج بفضله ، واللئيم يفتخر بملكه.
31 ـ وقال عليه السلام : لكل شيء فاكهة ، وفاكهة السمع الكلام الحسن.
32 ـ وقال عليه السلام : من عتب على الزمان ، طالت معتبته.
____________
(*) في الحديث ان الله حرم الجنة على كل فحاش بذي البذي على السفيه من قولهم بذا على القوم يبذو بذا بالفتح والمد سفه عليهم وافحش في منطقه وان كان صادقا فيه ولعلهما في الحديث واحد مفسر بالاخر كما في ( مجمع البحرين ).
(29) البحار ج17 للمجلسي.
(30) البحار ج17.
(31) البحار ج17.
(32) البحار ج17.

( 181 )

33 ـ وقال عليه السلام: خف الله تعالى لقدرته عليك ، واستحي منه لقربه منك ، ولا تعادين أحدا وأن ظنت انه يضرك ، ولا تزهدن في صداقة أحد وأن ظننت انه لا ينفعك ، فانك لا تدري متى ترجو صديقك ، ولا تدرى متى تخاف عدوك ، ولا يعتذر اليك أحد الا قبلت عذره ، وان علمت انه كاذب ، وليقل عيب الناس على لسانك .
34 ـ وقال عليه السلام : سادة الناس في الدنيا الأسخياء ، وسادة الناس في الاخرة الأتقياء.
35ـ وقال عليه السلام : من زوج لله ، ووصل الرحم ، توجه الله بتاج يوم القيامة .
36ـ وقال عليه السلام : أشد ساعات بني آدم ثلاث ساعات ‏: الساعة التي يعاين فيها ملك الموت ، والساعة التي يقوم فيها من
____________
(33) البحار ج 17.
(34) مشكاة الانوار للطبرسي ص 210.
(35) مشكاة الانوار ص 210 ط نجف.
(36) الخصال لآبن بابويه الصدوق ج1 ص159 ط ايران والغايات لابن الرازي ص 96 ط طهران وتفسير البرهان للسيد البحراني ج2 ص 752 ط طهران.

( 182 )

قبره ، والساعة التي يقف فيها بين يدي الله تبار‏ك وتعالى ، فاما الى الجنة ، واما الى النار (ثم قال) : ان نجوت يا ابن آدم فانت أنت ، والا هلكت ، فان نجوت حين يحمل الناس على الصراط فانت أنت ، وال هلكت ، وان نجوت حين يقوم الناس لرب العالمين فانت أنت ، والا هلكت ، ثم قال : (ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون) قال هو القبر وان لهم لمعيشة ضنكا ، والله ان القبر لروضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار ( ثم أقبل على رجل من جلسائه ) فقال له : لقد علم ساكن السماء من ساكن النار ، فاي الرجلين أنت ، وأي الدارين دارك.
( وجاء اليه رجل وقال ‏: انا رجل عاص ولا أصبر على المعصية فعظني بموعظة).
37ـ فقال عليه السلام : أفعل خمسة أشياء واذنب ما شئت ، فالأول : لا تأكل رزق الله واذنب ما شئت ، والثاني : أخرج من ولاية الله وأذنب ما شئت ، والثالث ‏: أطلب موضعا لا يراك الله وأذنب ما شئت ، والرابع : اذا جاء ملك الموت لقبض روحك فادفعه عن نفسك وأذنب ما شئت ، والخامس :
____________
(37) جامع الاخبار لمحمد بن محمد الشعيري .

( 183 )

اذا أدخلك مالك في النار فلا تدخل في النار واذنب ما شئت.
أقول ‏: من خصائص لغة العرب وسننه ‏: هي فعل ظاهره أمر ، وباطنه زجر مثل : اذا لم تستح فافعل وفي الحديث : اذا لم تستح فافعل ما شئت وفي القرآن افعلوا ما شئتم . وأيضا فيه : ومن شاء منكم فليكفر. وكذلك قول الامام عليه السلام افعل خمس أشياء الخ . . . (*).
(وقال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام أوصاني أبي ) .
38ـ فقال عليه السلام : يا بني لا تصحبن خمسة ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق ، فقلت : جعلت فداك يا أبة من هؤلاء الخمسة ؟ قال : لا تصحبن فاسقاً ، فانه يبيعك باكلة فما دونها ، فقلت : وما دونها ؟ قال : يطمع فيها ثم لا ينالها ، قلت : يا أبه ومن الثاني ؟ قال : لا تصحبن بخيلا فانه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت اليه ، قلت : ومن الثالث ؟ قال : لا
____________
(*) راجع فقه اللغة للثعالبي تجد كثيراً من الأمثلة.
(38) الفصول المهمة لابن الصباغ ص 77 والاتحاف ص 50 للشبزواري ط مصر ومطالب السؤال لابن طلحة . وحلية الاولياء ج3 ص 184 ط مصر لابن نعيم وصفوة الصفوة ج2 ص 57.

( 184 )

تصحبن كاذباً ، فانه بمنزلة السراب يبعد منك القريب ، ويقرب منك البعيد ، قال قلت : ومن الرابع ؟ قال : لا تصحبن أحمقاً ، فانه يريد أن ينفعك فيضرك ، قال قلت : ومن الخامس ؟ قال: لا تصحبن قاطع رحم ، فاني وجدته معلوناً في كتاب الله في ثلاثة مواضع.
أقول : والمواضع الثلاثة هذه :
1ـ في سورة محمد اية 22: ( فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى أبصارهم.2ـ في سورة الرعد 35 : (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ، ويقطعون ما أمر الله به ان يوصل ويفسدون في الأرض ، اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار).3ـ في سورة البقرة : ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ، ويقطعون ما أمر الله ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون).
(وجاء رجل الى علي بن الحسين يشكو اليه حاجة) :
39ـ فقال عليه السلام : مسكين ابن آدم ، له في كل يوم ثلاث مصائب ، لا يعتبر بواحدة منهن ، ولو اعتبر لهانت عليه
____________
(39) البحار ج17 ص 160 نقلا عن الاختصاص للمفيد طبع اخيراً .

( 185 )

المصائب وأمر الدنيا ، فاما المصيبة الأولى فاليوم الذي ينقص من عمره ، قال وان ناله نقصان في ماله اغتم به ، والدرهم يخلف ، والعمر لا يرده(*) ، والثانية انه يستوفى رزقه ، فان كان حلالا حوسب به وان كان حراماً عوقب عليه قال والثالثة اعظم من ذلك (قيل وما هي) قال : ما من يوم يمسى وقد دنى من الآخرة مرحلة لا يدري على الجنة أم على النار.
40ـ وقال عليه السلام : أكبر ما يكون ابن آدم ، اليوم الذي يلد من أمه ( قالت الحكماء : ما سبقه إلى هذا أحد).
41ـ وقال عليه السلام : الرضا بمكروه القضا أرفع درجات اليقين .
42ـ وقال عليه السلام : من كرمت نفسه هانت عليه الدنيا .
____________
(*) وقد اخذ من هذه الجملة ابو بكر بن عياش الخياط الاسدي من علمان الحديث في القرن الثاني حيث قال : مسكين محب الدنيا يسقط منه درهم فيظل نهاره يقول : انا لله وانا اليه راجعون وينقض عمره ودينه ولا يحزن عليهما . انظر هدية الاحباب للقمي .
(40) البحار ج17 ص 16.
(41) نفس المصدر والجلد والصفحة .
(42) نفس المصدر.

( 186 )

43ـ وقال عليه السلام : لا يقل عمل مع تقوى ، وكيف يقل مع ما يتقبل .
(وقيل له من أعظم الناس خطراً).
44ـ وقال عليه السلام : من لم ير للدنيا خطراً لنفسه .
45ـ وقال عليه السلام : كفى بنصر الله لك أن ترى عدوك يعمل بمعاصي الله فيك.
46ـ وقال عليه السلام : الخير كله صيانة الانسان نفسه.
47ـ وقال عليه السلام : طلب الحوائج في الناس مذلة الحياة. ومذهبة للحياء ، واستخفاف بالوقار ، وهو الفقر الحاضر ، وقلة طلب الحوائج من الناس هو الغنى الحاضر .
48ـ وقال عليه السلام : اجابة دعاء المؤمن ثلاث : اما أن يدخر له ، واما أن يعجل له ، وأما ان يدفع له بلاء يريد .
____________
(43) نفس المصدر ج 17 ص 153.
(44) نفس المصدر.
(45) بحار الانوار ج 17 ص 154.
(46) نفس المصدر.
(47) نفس المصدر .
(48) نفس المصدر.

( 187 )

أن يصيبه.
49ـ وقال عليه السلام : خمس لو دخلتم فيهن لأبعتموهن وما قدرتم على مثلهن : لا يخاف عبد إلا ذنبه ، ولا يرجو إلا ربه ، ولا يستحي الجاهل اإذا سئل عما لا يعلم أن يتعلم ، والصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ، ولا ايمان لمن لا صبر له .
50ـ وقال عليه السلام : كم من مفتون بحسن القول فيه ، وكم من مغرور بحسن الستر عليه وكم من مستدرج (*) بالاحسان اليه .
وعن هشام بن سالم عن ابي عبدالله عليه السلام قال كان علي بن الحسين عليهما السلام . .
____________
(49) نفس المصدر.
(50) نفس المصدر .
(*) استدراج الله العبد كلما جدد خطيئة جدد سبحانه له نعمة وانساه الاستغفار قاله في القاموس وذكر الالوسي في روح المعاني ج9 ص 129 عند قوله تعالى : (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) معناه فتح النعيم عليهم فيانسون بلذات الدنيا وما اعطوا فيها فينسون الموت ويتمادون في الطغيان فياخذهم سبحانه على حين غفلة وغرة . وفي اصول الكافي في باب الاستدراج وحديث في هذا المعنى المجلسي.

( 51 )

51ـ يقول : ويل لمن غلبت أحاده أعشاره ، فقلت له وكيف هذا فقال : أما سمعت الله عز وجل يقول : (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا بمثلها) فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرة ، والسيئة الواحدة كتبت له واحدة.
وفي رواية أخرى (*) قال عليه ياسوأتاه لمن غلبت احاده عشراته فان السيئة بواحدة والحسنة بعشرة .
52ـ وقال عليه السلام : أربع عزهن ذل : البنت ولو مريم والدين ولو درهم ، والغربة ولو ليلة ، والسؤال ولو كيف الطريق.
53ـ وقال عليه السلام : ان المعرفة بكمال دين المسلم . تركه فيما لا يعنيه ، وقلة مرائه وحلمه وصبره ، وحسن خلقه.
____________
(51) مشكلات العلوم ص 25 ط ايران للنراقي.
(*) البحار ج17 قال المجلسي : يريد ان السيئة بواحدة والحسنة بعشرة.
(52) نور الابصار ص 143 ط مصر للشبلنجي والكافي ص 495 والبحار ج17 ص 153.
(53) البحار ج17 ص 153.

( 189 )

54ـ وقال عليه السلام : ما استغنى أحد بالله الا افتقر الناس اليه ، ومن اتكل على حسن اختيار الله عز وجل له ، لم يتمن انه في غير الحال التي اختار الله له .
55ـ وقال عليه السلام لما قال له رجل ما الزهد قال : الزهد عشرة أجزاء ، فاعلى درجاته ادنى درجات الورع ، واعلى درجات الورع ادنى درجات اليقين ، واعلى درجات اليقين ادنى درجات الرضا ، وان الزهد اية في كتاب الله : (لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا على ما اتاكم ).
56ـ وقال عليه السلام : من ضحك ضحكة ، مج من علمه مجة علم .
57ـ وقال عليه السلام : ان الجسد اذا لم يمرض اشر (*) ولا خير في جسد ياشر .
(وقال رجل له ما أشد بغض قريش لأبيك ).
____________
(54) البحار ج 17 ص 155.
(55) البحار ج 17 والكافي للكليني .
(56) البحار ج17 ص 159 وحلية الاولياء ج3 ص 134 باختلاف.
(57) حلية الاولياء ج3 ص 134 لابي نعيم.
(*) اشر : اي بطر ومرح.

( 190 )

58ـ فقال عليه السلام : لأنه أورد أولهم النار ، والزم آخرهم العار ، ( قال : ثم جرى ذكر المعاصي ) فقال : عجبت لمن يحتمي الطعام لمضرته ، ولا يحتمي الذنب لمعرته .
( ورأى عليلا قد برىء)
59ـ فقال عليه السلام : يهنؤك الطهور من الذنوب ان الله قد ذكرك فاذكره واقالك فاشكره.
أقول : وقد روى هذا الحديث عن عمه الامام المجتبى الحسن عليه السلام باختلاف ، لما دخل على عليل فقال (عليه السلام) له : ان الله تعالى قد نالك فاشكره ، وذكرك فاذكره.
60ـ وقال عليه السلام : رب مغرور مفتون يصبح لاهيا ضاحكا ، يأكل ويشرب وهو لا يدري لعله قد سبقت له من الله سخطة يصلى بها نار جنهم.
61ـ وقال عليه السلام : ما من شيء أحب إلي بعد
____________
(58) البحار ج 17 ص 160.
(59) بحار الانوار ج 17.
(60) البحار ج 17.
(61) نفس المصدر والجلد.

( 191 )

معرفته من عفة بطن وفرج ، وما من شيء أحب إلى الله من أن يسئل .
62ـ وقال عليه السلام : لابنه محمد عليه السلام : أفعل الخير إلى كل من طلبه منك ، فان كان له أهل فقد أصبت موضعه ، وان لم يكن بأهل كنت أنت أهله ، وان شتمك رجل عن يمينك ثم تحول إلى يسارك واعتذر اليك فاقبل عذره .
63ـ وقال عليه السلام : مجالسة الصالحين داعية إلى الصلاح ، وأدب العلماء زيادة في العقل وولاية ولاة الأمر تمام العزة ، واستثمار (*) المال تمام المرؤة ، وارشاد المستشير قضاء لحق النعمة ، وكف الأذى من كمال العقل ، وفيه راحة للبدن عاجلا وآجلا.
____________
(62) البحار ج 17.
(63) البحار ج 17.
(*) وفي بعض النسخ واستنماء. واستثمار المال اي استنمائه بالتجارة والمكاسب دليل تمام الانسانية وموجب له ايضاً لانه لا يحتاج إلى غيره ويتمكن من أن يأتي ، بما يليق به كما في (مرأة العقول للمجلسي).

( 192 )

64ـ وقال عليه السلام : من قال لا إله إلا الله فلن يلج ملكوت السماء حتى يتم قوله بعمل صالح ، ولا دين لمن دان الله بطاعته ­ ثم قال ­ : وكل القوم الهاهم التكاثر حتى زرتم المقابر.
65ـ وقال عليه السلام : أظهر اليأس من الناس ، فان ذلك من الغنا ، وأقل طلب الحوائج اليهم ، فان ذلك فقر حاضر ، وأياك وما يعتذر منه ، وصل صلاة مودع وان استطعت أن تكون اليوم خيراً من أمس ، وغداً خيراً من اليوم فافعل.
( وقيل له ان الحسن بالبصري قال ليس العجب ممن هلك كيف هلك وانما العجب ممن نجا كيف نجا ).
66ـ فقال عليه السلام : أنا أقول ليس العجب ممن نجا كيف نجا ، انما العجب ممن هلك كيف هلك مع سعة رحمة الله .
ونظر عليه السلام الى سائل يبكي
____________
(64) البحار ج 17.
(65) البحار ج 17.
(66) غرر الفوائد ودرر القلائد المسمى بالامالي ج2 ص 162 ط مصر للشريف المرتضى.

(193)

67ـ فقال عليه السلام : لو أن الدنيا كانت في كف هذا ثم سقطت منه ، ما كان ينبغي له أن يبكي عليها.
(وسئل لم أوتم النبي صلى الله عليه وآله من أبويه ؟ )
68ـ فقال عليه السلام : لئلا يوجب عليه حق المخلوق .
أقول: وروى هذا الحديث عن الامام الصادق عليه السلام باختلاف: سئل عنه لم اوتم النبي صلى الله عليه وآله عن ابويه فقال : لئلا يكون المخلوق أمر عليه (*).
69ـ وقال عليه السلام : لابنه : أياك ومعاداة للرجال ، فانه ان يعدمك مكر حليم ، أو مفاجاة لئيم.
70ـ وقال عليه السلام : من رمى الناس بما فيهم رموه بما ليس فيه ومن لم يعرف دائه أفسد دوائه.
أقول وقريب من الجملة الاولى هذه الجملة لامير المؤمنين عليه السلام
____________
(67) البحار ج17 ص 160.
(68) البحار ج17.
(*) تفسير مقتنيات الدرر للسيد مير علي المفسر ج 12 ط طهران.
(69) البحار ج17.

( 194 )

حيث قال : كما في نهج البلاغة من اسرع بما يكرهون قالوا فيه ما لا تعلمون.
71ـ وقال عليه السلام : أن أحبكم إلى الله أحسنكم عملا ، وأن اعظمكم عند الله عملاً أعظمكم فيما عند الله رغبة ، وأن انجاكم من عذاب الله أشدكم خشية لله ، وأن أقربكم من الله أوسعكم خلقاً ، وان أرضاكم عند الله اسعاكم على عياله وان أكرمكم على الله أتقاكم لله.
72ـ وقال عليه السلام : أن أسرع الخير ثواباً البر ، وأسرع الشر عقاباً البغي ، وكفى بالمرء عيبا أن ينظر في عيوب غيره ، ويعمى عن عيوب نفسه ، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه ، أو ينهي الناس عما لا يستطيع تركه .
73ـ وقال عليه السلام : لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج (*) وخوض اللجج ، أن الله تبارك وتعالى
____________
(71) البحار ج17.
(72) ارشاد القلوب ج1 ص 168 للديلمي.
(73) اصول الكافي ص 24.
(*) المهجة : دم القلب خاصة ، والجمع مهج ، واللجج جمع اللجة وهي معظم الماء.

( 195 )

أوحى إلى دانيال : ان أمقت عبيدي إلى الجاهل المستخف باهل العلم ، التارك للاقتداء بهم ، وأن أحب عبيدي إلى التقي الطالب للثواب الجزيل اللازم للعلماء ، التابع للحكماء القابل .
(وقيل له كيف أصبحت يا ابن رسول الله ؟).
74ـ فقال عليه السلام ، أصبحت وأنا مطلوبا بثمان : الله تعالى يطلبني بالفرائض ، والنبي صلى الله عليه وآله بالسنة ، والعيال بالقوت ، والنفس بالشهوة ، والشيطان بالمعصية ، والحافظان بصدق العمل والملك الموت بالروح ، والقبر بالجسد فانا بين هذه الخصال مظلوم.
(وعن محمد بن حوب قال أوصى علي بن الحسين ولده أبا جعفر محمد)
75ـ فقال عليه السلام : يا بني اصبر للنوائب ، ولا تتعرض للحتوف ، ولا تعط نفسك ما ضره عليك أكثر من نفعه.
أقول وفي رواية أخرى : بدل الجملة الاخيرة هذه العبارة ولا تجب أخاك الى الامر الذي مضرته عليك أكثر من منفعتك له (*).
____________
(74) جامع الاخبار لمحمد بن محمد الشعيري.
(75) الفصول المهمة ص 188 لابن الصباغ المالكي.
(*) حلية الاولياء ج3 ص 138 والبيان والتبيين ج2 ص 59 ط ثاني للجاحظ.

( 196 )

76ـ وقال عليه السلام : متفقة في الدين أشد على الشيطان من عبادة الف عابد .
77ـ وقال عليه السلام : لا يوصف الله بمحكم وجيه ، عظم ربنا عن الصفة وكيف يوصف من لا يحد ، وهو يدرك الأبصار ، وهو اللطيف الخبير.
(وعن أبي جعفر عليه السلام قال كان علي بن الحسين عليهما السلام)
78ـ يقول لولا آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيامة ، فقلت له أية آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيامة ، فقلت له أية آية ؟ قال قول الله : (يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب).
79ـ وقال عليه السلام : ثلاثة لا ينظر الله اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم : المدخل فينا ليس منا ، والمخرج منا من هو منا ، والقائل لهما في الاسلام نصيباً ­ يعني هذين الصنمين ­ .
____________
(76) البحار ج1 ص 90 وبصائر الدرجات للصفار.
(77) البحار ج2 وتفسير العياشي.
(78) البحار ج7 وتفسير العياشي.
(79) اثبات الوصية ص 147 للمسعودي.

( 197 )

80ـ وقال عليه السلام : بئس القوم قوم ختلوا الدنيا بالدين وبئس القوم قوم عملوا باعمال يبطلون بها الدنيا.
81ـ وقال عليه السلام : كلكم سيصير حديثاً ، فمن استطاع أن يكون حديثا حسناً فليفعل .
وهذا المعنى نظمه ابن دريد في المقصورة :

وانما المرء حديث بعده * فكن حديثا حسناً لمن وعى (*)

( وعن ابي مالك قلت لعلي بن الحسين عليه السلام اخبرني بجميع شرائع الدين )
82ـ فقال عليه السلام : قول الحق ، والحكم بالعدل ، والوفاء بالعهد.
____________
(80) تاريخ اليعقوبي ج3 ص 37.
(81) تاريخ اليعقوبي ج3 ص 37 ط نجف.
(*) يقول : النحوي في تخميسه للمقصورة ص 52 ط بغداد :
يقضي الفتى نحبا ويحوي لحده * ويذكر الناس جميعا عهده
ينـشر كـل ذمـه او حـمده * وانما المرء حـديث بعده
(82) روضة الكافي ص 30 للكليني.

( 198 )

83ـ وقال عليه السلام : ان أفضل الأعمال ما عمل بالسنة وان قل.
84ـ وقال عليه السلام : القول الحسن يثري المال ، وينمي الرزق ، وينسى في الأجل ، ويحبب إلى الأهل ، ويدخل الجنة .
85ـ وقال عليه السلام : اذا نصح العبد لله في سره اطلعه الله على مساويء عمله ، فتشاغل بذنوبه عن معايب الناس .
86ـ وقال عليه السلام : لو اجتمع أهل السماء والأرض أن يصفوا الله بعظمته لم يقدروا .
87ـ وقال عليه السلام : عبادة الاحرار لا تكون إلا شكر لله لا خوفاً ولا رغبة .
88ـ وقال عليه السلام : ما بهت البهائم فلم تبهم عن أربعة :
____________
(83) اصول الكافي ص 30 للكليني.
(84) امالي الصدوق ص 3 مجلس 1 ط ايران.
(85) اسعاف الراغبين ص 220 بهامش نور الابصار ط مصر لابن صبان والفصول المهمة للمالكي.
(86) اصول الكافي للكليني.
(87) اسعاف الراغبين ص 220 لابن صبان.
(88) الخصال ص 126 للصدوق ط ايران والكافي للكليني.

( 199 )

معرفنها بالرب تبارك وتعالى ، ومعرفتها بالموت ومعرفتها بالانثى من الذكر ، ومعرفتها بالمرعى الخصب (*).
89ـ وقال عليه السلام : اني لأكره أن أعبد الله ولا غرض لي إلا ثوابه ، فاكون كالعبد الطمع المطيع ان طمع عمل ، وإلا لم يعمل ، وأكره أن أعبده إلا لخوف عقابه ، فاكون كالعبد السوء ان لم يخف لم يعمل ، وقيل فلم تعبده ، قال : لما هو أهله باياديه على وانعامه.
90ـ وقال عليه السلام : ان لسان ابن آدم يشرف على جميع
____________
(*) قال الصدوق في من لا يحضره الفقيه ج2 ص 188 ط4 بعد هذا الحديث : واما الخبر الذي روي عن الصادق عليه السلام انه قال : لو عرفت البهائم من الموت ما تعرفون ما اكلتم منها سميناً قط ، فليس بخلاف هذا الخبر لانها تعرف الموت لكنها لا تعرف منه ما تعرفون.
(89) تفسير المنسوب للامام العسكري ص 32 ط ايران ومصباح الفلاح ج231 ط طهران للكلبايكاني ، ومجموعة ورام وناسخ التواريخ.
(90) اصول الكافي بهامش مراة العقول ج2 ص 125 ط ايران والخصاب ج1 ص 6 وعقاب الاعمال ص 23 كلاهما للصدوق طبعتا ايران.

( 200 )

جوارحه كل صباح ، فيقول لكيف أصبحتم ؟ فيقولون بخير أن تركتنا ويقولون الله الله فينا ويناشدونه ويقولون انما نثاب ونعاقب بك (*).
اقول وقريب من هذه الرواية ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله كما في تيسير الوصول لابن الديبع ج4 ص 275 : انه قال : اذا اصبح ابن آدم كانت الاعضاء كلها تكفر اللسان وتقول : اتق الله فينا فانما نحن بك ان استقمت استقمنا ، وأن اعوججت اعوججنا.
91ـ وقال عليه السلام : ضمنت على ربي أن لا يسألني أحد من غير حاجة إلا اضطرته المسأله يوماً إلى أن يسأل من حاجة.
92ـ وقال عليه السلام : انما النوبة العمل ، والرجوع عن الأمر ، وليست التوبة بالكلام.
93ـ وقال عليه السلام : من كتم علماً احد ، أو أخذ
____________
(*) هذا من باب الاستعارة والمجاز : الا ان الجوارح لا لسان لها فتتكلم وتقول الجواب وسماه بعض العلماء الكلام بلسان الحال.
(91) من لا يحضره الفقيه للصدوق والوافي للفيض الكاشاني.
(92) كشف الغمة في معرفة الائمة (عليهم السلام) للاربلي.
(93) حلية الاولياء لابي نعيم الاصبهاني ج3 ص 140 ط مصر.