أحجـاج ، إما أن تمن بتركه | * | علينا وإمّا أن تقتلنــا معــا |
أحجاج ، لا تفجع به إن قتلته | * | ثماناً وعشراً واثنتين وأربعــا |
أحجاج ، لا تترك عليه بناته | * | وخالاته يندبنه الدهر أجمعــا |
« إن المأساة العظمى هي أنه من بين جميع الأحياء فإن وليد الإنسان يتميز بطول فترة الطفولة. فوليد الحيوانات الأخرى يصل الى مرحلة البلوغ في خلال بضعة أسابيع أو اشهر ، أي أنه يستطيع أن يستغني عن مساعدة الأخرين فيعيش لوحده. فمثلاً على ذلك نجد صغار الكلب أو القط ما إن تمر بضعة أشهر على تولدها تبلغ ، ولا تعود محتاجة الى أبويها والآخرين في إعداد الطعام والمأوى والدفاع عن أنفسها ، وفي حين أن هذه المرحلة عند صغار الإنسان تستغرق عدة سنين ، وقد يبقى البعض منهم طفيلياً على غيره حتى آخر يوم من حياته ». « يعتقد كثير من المفكرين أن النصف الأكثر من الأمراض العصرية يعود إلى أن البشر لم يبلغ حد الرشد ، ولا يملك القدرة على |
الاستقلال في العمل ، أي أنه لا يزال يشعر بالحاجة الى القيّم. إن السبب المباشر لوجود الديكتاتوريات في بعض نقاط العالم هو هذا الأمر. إن نتائج الرشد الناقص تظهر في أن صاحبه ينظر الى الحياة ومسائلها نظرة طفولية ، وينكر أية مسؤولية اجتماعية. هذا الاسلوب من التفكير الطفولي يمكن قراءته بوضوح من بين أسطر الجرائد وأخبارها. إن عبادة نجوم السينما والممثلين ، والحب الجنوني تجاه أبطال الرياضة ، وحوادث الطلاق المستمرة... وما شاكل ذلك ، أمارات تدل على هذا التسيب الخلقي » (1) |
« إن الخلود والفرار من المجتمع ، والمظاهر الاخرى والمشابهة لذلك كالخجل وحب الانزواء... وليدة كون الشخص معرضاً للاهمال والتحقير في دور الطفولة أو البلوغ في الغالب. ولا يمكن أن نجد علة لذلك غير ما ذكر ، بمعنى أن الشخص عندما يتعرض للتحقير من قبل الآخرين ، ويبقى أثر ذلك في مخيلته ، فلا شك في أنه يشعر بالحقارة والتفاهة في نفسه تجاه المجتمع » (1). |
« يعتقد مارك توين أن الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يستحي أو يشعر بأنه في حاجة الى الحياء. يقول الدكتور فلاسن أستاذ جامعة روجستر في تأييد هذه النظرية : إن الحياء علامة السلامة ، وهو متداول ومألوف عند جميع أفراد البشر حتى أولئك الحفاة العراة. ولذلك فإنه يعتقد بأن ما يبعث على تصاعد الدم في وجه الإنسان هو الشعور الناشيء من إخفاء حقيقة ما » (1). |