« هناك كثير من الأفراد يعارضون التمدن بسبب من أن ذلك يؤدي الى تقييد حرياتهم في الإستجابة لغرائزهم يجب أن نتنبه في خصوص هذه المعارضة بأنها غير منطقية ابداً. إذ يمكن القول بضرورة تحديد الغرائز من الناحية الفنية في سبيل تحقيق التمدن لمقاصده واهدافه. « إن الحصول على الأمن والهدوء الناشئين من المدنيّة ، من دون الإنصراف عن فكرة الحرية المطلقة ، نوع من الأنانية والاثرة فعلى الإنسان أن يتخلى عن حريته الطبيعية التي كان يمتاز بها قبل نشوء المدنية ـ من الناحية النظرية ـ حتى يستطيع الدخول في الحياة الإجتماعية ». « إن هذه الرغبة في الحرية ناشئة في الحقيقة من أن كل فرد يريد إرضاء رغباته النفسية بطريق خفي ، من دون الاعتناء برغبات الآخرين ، على الرغم من أنه يستفيد من القوي والوسائل الإجتماعية في سبيل الوصول الى غاياته ». « إن الرغبة في الرجوع الى الحالة الطبيعية للحصول على مقدرة إرضاء الغرائز بصورة حرة خطأ فاحش. ولكن الرغبة في العيش في المجتمع المتمدن الى جانب امتلاك الحرية الكاملة ، نفاق ممقوت ، وأنانية مذمومة... لأنها تؤدي الى الإضرار بحريات الآخرين » (1) . |
« يجري كل فرد في حياته حسب ذوقه الخاص. إن هذا الميل |
فطري في الإنسان ، ولكنه في الدول الديمقراطية قد بلغ أشد ما يمكن حتى أدى إلى نشوء أضرار كثيرة. إن فلاسفة عصر النور هم الذين وضعوا أساس هذه الحرية المطلقة في أوروبا وأمريكا ، وسخروا من المنطق وأصوله بإسم المنطق وأعتبروا كل إلزام أو تقييد أمر غير معقول. ومن هنا بدأت المرحلة الأخيرة من الحرب ضد القواعد والأسس التي كان يجري عليها أسلافنا في حياتهم ، والتي كان يلزم بها الأفراد جميعاً طيلة آلاف الأعوام حسبما توصلوا إليه من تجاربهم وعلى ضوء الأخلاق والآداب الدينية » (1). « تلك الحرية التي يتمتع بها أكثر الأفراد ليست اقتصادية أو فكرية أو أخلاقية. إن الأشخاص الذين لا يوجد ما ينغص عليهم حياتهم هم المتمتعون بهذه الحرية ولذلك نجدهم يتنقلوان من كوخ إلى آخر ، ومن محل كوّاز إلى محل كواز غيره ، ويقرأون الأكاذيب التي ملئت بها المجلات والصحف ، ويستمعون إلى الدعايات المنتناقضة التي تنقلها لهم الإذاعة » (2). |
« يونايتد برس | دلت الإحصاءات التي أجريت على حقائب |
طالبات المدارس المتوسطة في بريطانيا أن 80% منهم كن يحملن الأقراص المانعة من الحمل. لقد كتب أحد المحققين الإجتماعيين في الرسالة التي بعث بها الى صحيفة ( تايمز ) اللندنية أن الإحصاءات التي حصل عليها مضبوطة تماماً. إنه يقول : إن بعض الطالبات كن قد سألن مدرساتهن عن النوع المفضل لأقراص منع الحمل ». « يقول هذا المحقق الإجتماعي في نهاية رسالته : ان هذه الحقيقة المرة والمأساة المخيفة ناتجة من الحرية المفرطة الممنوحة للفتيات الإنكليزيات » (1). « آسوشيتدبرس | يقول الدكتور مولنز : إن من بين كل خمس فتيات انكليزيات يذهبن لعقد الزواج فتاة واحدة حامل. يقول هذا الدكتور وهو يشتغل بالطب في المنطقة الجنوبية من مدينة لندن ، في مقال خاص بهذا الموضوع : يحدث في لندن كل عام خمسون الف حادثة إجهاض جنائية. ويوجد من بين كل عشرين طفلاً متولداً ، طفل واحد غير شرعي ، وبالرغم من أن الظروف المعيشية تتحسن كل عام ، فإن عدد هؤلاء الأطفال يزداد باطراد. يعتقد الدكتور مولنز أن الأطفال غير الشرعيين غالباً ما يولدون في الأسر الموسرة وإن الفتيات اللاتي نشأن في الأسر الثرية يلدن أولاداً غير قانونيين اكثر من غيرهن » (2). |
« إن الميل الجنسي عند الأطفال يشترك مع الميل الجنسي عند البالغين ، وفي أن هناك طاقة محركة واحدة تغذي الميلين ، ويكفي مع اشتراك الطاقة المحركة هذا لأن نفسر بعض حركات الطفل وأفعاله بتفسير جنسي بحت ». « يميز فرويد في التطور بين مراحل مختلفة ، بمعنى أن الميل الجنسي يظهر في البداية على الفم ويتمثل في الإمتصاص ثم ينتقل إلى الأسنان ويظهر في صورة المضغ » (1). |
« يقول موريس وبز أستاذ جامعة استراسبورغ : إذا حاولنا الإيمان بجميع النظريات التي أوردها فرويد حول القضايا الجنسية فقد ارتكبنا شططاً ما بعده شطط. إنها بحاجة الى تصفية ضرورية ، وقد بدىء بها في الآونة الأخيرة ، ولكن يشترط في صحتها أن لا نخلط بين المسائل الجنسية ومسائل التناسل , إن ما لا يقبل الإنكار هو أن الطفل ـ خصوصاً في المرحلة الثانية من حياته ـ أي ما بين 3 الى 6 سنوات يشتمل على بعض المبادىء الجنسية وليس هذا خاصاً بالإنسان ، فالجميع يعلمون أن القرد أيضاً يملك في الأعوام السابقة على بلوغه بعض التطلعات الجنسية » (2). |
« لقد بات من الأمور المتسالم عليها في الآونة الأخيرة أن النشاط الجنسي عند الأطفال يظل جامداً بين السادسة والثانية عشرة من أعمارهم ، وكما يقول علماء التحليل النفسي فإن هذه الفترة هي فترة ضمور. في هذه الفترة تحصل علاقات بين الأولاد والبنات أو بين الأطفال من جنس واحد ، قائمة على الحب ولكنها بعيدة كل البعد عن الشهوة. أما القوة الجنسية المحركة فإنها تستيقظ في مرحلة البلوغ بأقوى ما يمكن. وقيل هذه المرحلة فإن هذه النار بالرغم من وجودها ، مختفية تحت الرماد ، لكنها منذ هذه المرحلة تأخذ بالاندلاع وإبداء مظاهرها المختلفة » (1). |
« في كل لحظة من حياة الإنسان تتكون خلايا جديدة في جسمه وتندثر الخلايا المرهقة ، ولما كان هذان العملان يحدثان معاً فإن إزدياد الخلايا الجديدة على الخلايا المندثرة يعني نمو الجسم. ينمو الجسم منذ بداية حياته حتى بداية العقد الثالث بسبب من ازدياد الخلايا ، ولكن منذ العقد الثاني تبدأ الخلايا الحادثة بالتساوي مع الخلايا المندثرة ولهذا فإن النمو يتوقف تقريباً. أما عندما يبدأ دور الشيخوخة فإن عدد الخلايا الحادثة يأخذ بالهبوط ، في حين يبقى عدد الخلايا المندثرة ثابتاً ، ولذلك فإن الخلايا تأخذ بالتناقص في أجسام الشيوخ أي أن أجسامهم تأخذ بالتقهقر والإنحطاط. إن الجسم يحتاج الى المواد الأولية في بناء الخلايا ، والمواد الأولية عبارة عن السكر ، والدسم ، والبروتين الذي يدخل الجسم بصورة |
غذاء ويصبح بعد تغييرات كثيرة بشكل ذرات صغيرة تُمتص وتقع في متناول الخلايا » (1) . |
« عندما تتوفر جميع الوسائل اللازمة ، فإن كل خلية تصنع المقدار الكافي من المواد الضرورية في داخلها ، وعندما تصبح هذه المواد كافية لإنعاش خليتين تنقسم الخلية الواحدة الى شطرين ، وبهذا تتولد خلية جديدة ». « إن الجهاز الوحيد الذي يستثنى من هذا القانون ، هو الجهاز العصبي. ذلك لأن الطفل يتولد مع الجموعة الكاملة للخلايا العصبية ولا يصنع في جميع أدوار حياته حتى خلية عصبية أو مخية واحدة... ولذلك فإن اندثار هذه الخلايا على أثر مرض أو صدمة لا يمكن أن يتدارك. بالرغم من ذلك كله فإن دماغ الطفل ينمو من دون إزدياد في عدد الخلايا ، وإن هذا العمل يحدث بسرعة فائقة جداً في الأعوام الثلاثة الأولى من حياته بحيث يمكن القول بأن 95/ من النمو الدماغي للانسان يحصل في السنة الثالثة من عمره » (1). |
« ينمو الطفل في البداية بسرعة كبيرة. فإن طوله في الفترة بين ولادته وبلوغه الخمس سنين يزداد بمقدار الضعف. وبعد ذلك تأخذ سرعة النمو بالتناقص حسب الخطوط البيانية التي توضح ذلك حيث تبلغ الحد الأدنى في السنة العاشرة تقريباً. ثم يبدأ النمو من جديد حيث يبدأ الأولاد في السنة الثانية عشرة والبنات قبل ذلك بعام واحد. إن طول الشخص يزداد في مرحلة البلوغ من عشرين الى خمس وعشرين سنتمتراً ، وهذا المقدار ليس كثيراً بالنسبة الى مجموع نمو الإنسان ، لكنه لما كان يحدث بسرعة وربما كان ذلك فجأة فإنه يبعث على الإستغراب والتعجب » (1). « إن الأعضاء الداخلية للجسم تنمو بهذه الصورة أيضاً ، ويبلغ اكثرها الحد الأعلى من الزيادة في الوزن في مرحلة البلوغ. إن حصة القلب من هذا النمو كبيرة نسبياً ، إذ أن حجمه يزداد بنسبة الضعف بين الثانية عشرة والسادسة عشرة ، هذا الازدياد في الحجم يتناسب طردياً ومرونة الأوردة والشرايين ». « تتغير المظاهر المهمة الأخرى للحياة أيضاً ، ولكن التغير الحاصل فيها يكون أبطأ ، فمثلاً تكون دقات القلب في مرحلة الطفولة 135 في الدقيقة الواحدة ، وفي دور المراهقة تتناقض إلى 90 في الدقيقة ، ثم تتناقص إلى 75 عند الذكور و80 عند الإناث. ولهذا فإن تنفس البالغين أهدأ من تنفس |
الأطفال ، في حين أن حجم التنفس الذي يقاس بواسطة جهاز خاص لذلك والذي يعدّ من العلائم المهمة للنشاط الحيوي ، يزداد بنسبة كبيرة فيما بين الرابعة عشرة والسادسة عشرة » (1). |
« لقد أثبتت البحوث الجديدة لعلماء الأحياء أن الغدد الداخلية تلعب دولاً مهماً في نمو أعضاء الجسم بواسطة الهورومونات التي تفرزها ، وإن تأثيرها كبير الى درجة أن ( باند ) قد صنف الأشخاص في دور البلوغ حسب علم معرفة الغدد. وأهم هذه الغدد هي غدة الهيبوفير والثايروئيد والغدد التناسلية ، والغدد فوق الكلوية ». « تؤثر بعض الهورمونات في نمو الجسم ، ويؤثر البعض الآخر في نمو الجهاد التناسلي. وإذا صح لنا تسمية المواد الكيمياوية المختلفة التي توجد في الجسم بمقادير ضئيلة بإسم التيار ، فيجب أن نقول أن هذه الهورمونات تعمل في تيارين مختلفين ولكنهما يلتقيان في النهاية ، خصوصاً بالنسبة اإلى مسألة إزدياد طول الجسم فإنها حصيل تأثير غدد الثايروئيد والهيبوفيز ، عند ذاك تأخذ عملية النمو في الجسم بالتباطؤ بالتدريج ، وتبدأ |