مرحلة البلوغ على أثر نشاط هورمون جديد يفرز الهيبوفيز ، ويفضل الهورمونات التناسلية من قبيل التستوسترون التي تفرز من الخصيتين ، والفوليكولين التي تفرز من المبيض » (1).
|
« مهما كان عمل الهورمونات مهماً فإنها لا تستطيع أن توضح بوحدها جميع جوانب الطفرة البدنية ، فعندما تندثر الهورمونات أو تفرز اكثر من المقدار الإعتيادي يحصل اضطراب في عمل النمو. فوجودها إذن ضروري ولكن العمل المحرك لها يحتاج الى ظروف مساعدة ، وأهمها استكمال الأعضاء والأنسجة نحوها بالمقدار اللازم حتى تستطيع اعضاء الجسم مواصلة نموها بصورة مطردة وبعبارة اخرى فإنه لا بد من انسجام خاص بين عمل الهورمونات والظروف التي تستفيد فيها الأعضاء والأنسجة من تلك الهورمونات » (2). |
« يتقدم سن البلوغ في النضج الجنسي السابق لأوانه عن العمر الاعتيادي ( وهو الذي يتراوح بين 12 و17 سنة ) أي أن الغدد الجنسية تبدأ بالعمل قبل السنة العاشرة ، وبذلك يتقدم النمو الطولي... هؤلاء المرضى يتقدمون على أقرانهم من حيث النمو لمدة وجيزة ، ولكن لما كانت الطبقة الغضروفية تزول بعد فترة النمو الطولي السريع مباشرة فإن فترة نمو هؤلاء المرضى قصيرة ، إذ لا يلبثون أن يتأخروا عن أقرانهم فيما بعد » (1). |
« تختلف سن اليأس عند النساء بحسب الظروف المختلفة. والدورة الشهرية تبدأ في المناطق الحارة أسرع منها في المناطق الباردة. فمثلاً نجد في ( لابوني ) أنها تبدأ في الثامنة عشرة ، في حين أنها تبدأ في ( الحبشة ) في التاسعة أوالعاشرة. لقد أثبتت التجارب الجديدة أنه كلما كان المناخ متغيراً كان هذا العمل أسرع وقوعاً » (2). |
« يقول موريس دبس : إن العوامل الروحية من قبيل مطالعة القضايا المثيرة أو مشاهدة المناظر المهيجة تبكر في ظهور بوادر اليأس عند النساء » (2). |
« عندما تستيقظ غريزة الالتذاذ في مرحلة البلوغ بعد أن كانت راقدة ، وتتجه الى العالم الخارجي تجاول أن تتشبث بشيء حتى تجد به منفذاً لقدرتها الباطنية. في هذه اللحظة الحاسمة تعمل الإرادة الواعية الطبيعية على إرشاد هذه الغريزة الى طريق سليم هو التكاثر والتناسل. ومن علائم إرشاد الطبيعة أن الرجل والمرأة يشعران بتغير محسوس في أعظائهما التناسلية. إن الطبيعة تريد بهذه العلائم أن تفهم الطرفين بضرورة سلوك الطريق الفطري السليم الذي هو عبارة عن التناسل ». « فإذا أدرك الشخص هذا القنون وانقاد إليه ، أي أن الرجل اقترب من المرأة ، والمرأة اتجهت نحو الرجل حتى يبادر الى عملهما الفطري والمنتج ، فإنه يمكن القول بأن النمو الشهواني قد سار في طريق مستقيم ومنظم ، وصرفت القدرة الغريزية في طريق طبيعي واعتيادي ، إن ملايين الاشخاص يسلكون هذا الخط المنظم والطبيعي ، والذي يسميه فرويد بالانسجام المزدوج » (1). |
« إن الإنحراف ، والفشل في الزواج الطبيعي بالنتيجة ، وليد نوع من أنواع الشعور بالحقارة. ومهما كان هؤلاء الأفراد ذوي افكار وروحيات عالية في الظاهر ، فإنهم يتألمون من الشعور بالحقارة. ولو كان الأمر غير هذا لكانوا يقومون باحتياجاتهم الطبيعية بأنفسهم ، ويجدّون بكل شجاعة وبسالة لبقاء النسل واستمرار التكاثر » (1). |
« تعني التربية الفاسدة ترك الطفل لوحده دون تخطيط منهج لسلوكه وتقسيم لأوقاته. في هذه الحالة يستطيع من الطفل أن يصل إلى ما يريد دون جهد أو صعوبة ، خصوصاً إذا كان معتقداً بأنه لا يجازي على أفعاله. إن طفلاً كهذا تكون تربيته فاسدة إذا تلقى تشجيعاً زائداً على المعتاد ، أو قوبل بالدلال لغير سبب ، أو تربى في أسرة من دون وجود مشرف عليها ، أو كان المشرف متسامحاً على الأقل ، أو سمح له بإيذاء من حوله أو الإستهزاء من الآخرين من دون مبرر ، أو لا يطرق سمعه حديث عن النشاط والعمل ، أو ينشأ في أسرة خاملة وحقيرة ، أو تسير حياته على عدم الإيمان وحب الكمال ، أو يسير من دون هدف ومرشد » (1). |
« إن شخصية رجل كهذا مركبة من عدم الثبات ، وفقدان الإعتماد على النفس ، والحيرة والتردد ، ثم الفرار من |
الواقع والإلتجاء الى الأحلام والخيالات ، والمخدرات ». « ومن جهة أخرى فإن هذا الفرد يصبح فوضوياً وعابثاً ولكي يستر الشعور بالحقارة في نفسه ، يمتهن قول الزور ويشعر بالإستعلاء ، ويتخذ المبالغة والإفراط في كل شيء قدوة له في سلوكه » (1). |
« عندما يشعر فرد سالم وقوي تماماً بالضعف والكسل في نفسه من دون سبب فمعنى ذلك أن روحه غير سليمة إنه يعاني صراعاً ورحياً في باطنه ، بحيث تثير أعصابه بصورة خطيرة وتتعبه كثيراً. إن أفضل مقال حي لإنسان كهذا أن نتصور سيارة ضغط السائق فيها على جهاز الإيقاف ( البريك ) ولكنه يحاول في نفس الوقت أن يدفعها للسير بأقصى سرعة ، إن العمل مضافاً الى انه يورد ضغطاً لا مبرر له على الاطارات ، يتسبب في فساد المحرك وعطبه بسرعة. فالسيارة التي كان بالإمكان أن تعمل لعدة سنوات بصورة طبيعية. |
نجدها قد عطبت وسقطت عن الإستفادة في قترة وجيزة كذلك الدماغ الذي يلاقي إرهاقاً من أثر القلق الروحي فإنه يشبه كابوساً على روح الإنسان ومخه ، ويتلف الأعصاب قبل موعد تلفها » (1). |
« أتذكر فتاة دعيت إلى حلفة كبيرة ، فظلت تستعد لملابسها عدة أيام ، ولكنه تنبهت قبل ذهابها الى الحفلة بساعتين أو ثلاث إلى أن أمها مصابة بمرض ولذلك يجب عليها أن تتخلى عن الذهاب ». « مهما أحلوا عليها وأصرّت الأم نفسها عليها بالذهاب لم يجد ذلك نفعاً وأخيراً أجهشت بالبكاء. كانت تقول كيف أستطيع أن أترك أمي على هذه الحالة وحيدة وأذهب للترفيه عن نفسي ؟ في حين أن مرض أمها لم يكن جديداً ولم تكن هناك حاجة لبقائها. لقد ذكرت الأم فيما بعد أن هذه الفتاة كانت مضطربة منذ ليالٍ وكانت لا تنام بإستقرار ، ولقد أدركت جيداً أنها كانت تخشى من الذهاب الى تلك الحفلة كثيراً ، لأنها كانت تتصور أنها لا تستطيع مضاهاة الفتيات هناك بملابسها. ولكنها ما أن تذرعت بمرضي وشكرتها على حنانها هدأت واعتقدت أنها تملك مبرراً معقولاً لعدم الذهاب الى الحفلة. ولذلك فقد نامت تلك الليلة ـ على عكس الليالي السابقة ـ على أتم الراحة والإستقرار. ولكن كان يظهر من خلال كلماتها في الأيام للاحقة أنها كانت متألمة في باطنها من عدم الذهاب الى الحفلة » (1). |
« إن العلة الأخرى لظهور عقدة الحقارة هي السلوك المتزمّت والشديد الذي يلاحظ تجاه بعض الأطفال ، أي الذين يُنظر إليهم نظرة السخرية والتحقير. وأشّد من ذلك موضوع العقوبات البدنية التي تؤلم جسد الطفل وروحه معاً. إن الأطفال الأبرياء الذين يواجهون هذا المشاكل يصبحون بلا شك أخطر أعداء المجتمع. وكما أن الحب والحنان أساس التنظيم الإجمتاعي ويؤدي إلى تجمع الأفراد وتمركزهم فإن |
الحقد والبغضاء عامل أساسي في التفرقة والتشتيت. وهكذا فالطفل الذي شعر بأن جو الأسرة وحجر الوالدين ليسا إلا مقراً للكراهية والحقد ، ولا يستطيع أن يتصور بأن جميع الناس ينظرون إليه بغير نظرة الكراهية والإحتقار... ولذلك فإنه يثأر ، وينتقم ، ولا يوجد في قلبه محل للحب واللين ، عند ذاك يصبح في عداد الناقمين على المجتمع ساخطين على جميع الأفراد. إن كل ما يصيب الفرد من شر أو انحراف في صغره يسبب رد فعل مشابه له من جانبه » (1). |
يقول الدكتور آلاندي : « يجب أن نمتنع عن كل ظلم تجاه الطفل حتى لا ينشأ على السرقة. إن كل طفل يصبح سارقاً |
لا بد وأنه قد غُبن حقه في يوم من الأيام وقوبل بالتجاوز والظلم. ليس من الضروري أن يكون هذا التجاوز حقيقياً ، بل من الممكن أيضاً أن يتخذ صورة مجازية وتصورية... وقد يكون تصوراً طفولياً إلى درجة أن الكبار لا ينتبهون لذلك أبداً ، ولكن هذا كله لا يمنع من أن يترك آثاره العميقة والمؤلمة على روح الطفل ». « إذا حاولنا أن نعمل على اقتلاع جذور السرقة ، فيجب أن نحيي في الطفل منذ البداية ذلك الشعور بالحقد والإنتقام الناشيء من حرمان سابق ، ثم نعمل على تدارك الحرمان وعلاجه ». « هناك بعض الأطفال يصرفون النقود التي سرقوها على أصدقائهم بكل سخاء ، وهذا يدلنا على أنهم يرغبون في الإنتقام من التحقير الذي كانوا يقابلون به ، فيشعرون عند ذاك بأنهم ذوي مكنة مادية عالية ، يستطيعون جلب قلوب الناس نحوهم بها ». « لقد وجدت بنفسي طفلاً في الثانية عشرة من عمره يسرق نقود الآخرين ولكنه يشتري لأطفالهم الذين كانوا أصغر منه سناً بعض اللُعب والدُمى. وتبين بعد ذلك أن أبوي هذا الطفل كان لا يشتريان له وسائل اللعب في الصغر ، وهو الآن يريد تدارك الحرمان الذي كان يلاقيه والظلم الذي كان يتجرعه بهذا الصورة » (1). |
« إن التلميذ المتخلف في دروسه بسبب من إهماله أو قلة ذكائه ، ينتقم من الآخرين بالإستهزاء منهم ورميهم بالنكات المشوبة بالسخرية. الكل يضحكون ويلتفون حوله ، وهو يزداد مهارة وشهرة في المزاح ويتلذذ بالانتقام اكثر ، فيتصور ـ خطأ ـ أن هذا اللذة التافهة تستطيع أن تحل محل أبسط نجاح ». « من البديهي أن هذا الفرد لا يلتفت الى الدافع الى سلوكه هذا ، أي أنه لما كان يعجز عن إحراز النجاح في أي فرع أو مهنة فهو يسخر من زملائه من حيث لا يشعر ، ويرضي ضميره بذلك ، ولكنه لا يحصل على نتيجة سوى تحقير نفسه والحط من منزلته في أنظار الآخرين. إن مما يؤسف له أن هذه النماذج ليست مقتصرة على الأطفال بل توجد في الأشخاص الكبار أيضاً » (1). |