« لقد أمضيت إجازتي قبل بضعة أعوام في ولاية تكساس بصحبة الدكتور ( آ. كوبر ) رئيس مصحات السكك الحديدية في ( سانتافيا ). وفي يوم من الأيام كنا نتحدث عن القلق فقال صديقي : إن 70% من المرضى الذين يراجعون الأطباء لو استطاعوا أن ينقذوا أنفسهم من قبضة الخوف والقلق فإنهم يستطيعون معالجة أنفسهم بأنفسهم. فمثلاً على ذلك يمكن علاج بعض أنواع القرحة المعدية ، وعسر الهضم العصبي ، والإضطرابات القلبية ، والأرق ، وبعض أنواع الصداع بتهدئة الوضع الروحي للمريض ». « يقول الدكتور ( جوزيف مونتاكو ) مؤلف كتاب ( الاختلالات العصبية للمعدة ) : ليس ما تأكلونه سبباً في ظهور قرحة المعدة ، بل إن ما يأكلكم ـ وهو القلق ـ هو الذي يؤدي إلى نشوء هذه القرحة ». |
« يقول الدكتور ( د. ألفاريز ) : إن شدة أو ضعف القرحات المعدية تتصل اتصالاً مباشراً في الغالب بشدة أو ضعف الإضطرابات الداخلية. إن هذا الكلام يستند إلى تجربة أجريت على خمسة عشر ألف مريض راجعوا المستشفى الذي أشرف عليه فوجدت أن أربعة أخماس أولئك المرضى كانوا لا يملكون أساساً طبياً لعلاج معدهم إن الخوف القلق والحسد والأنانية وعدم القدرة على الإنسجام مع البيئة عوامل مؤثرة في أمراض المعدة والقرحة فيها. إن قرحة المعدة تؤدي إلى الموت ، وكما ذكرت مجلة لايف فإنها تقع في الدرجة العاشرة بين الأمراض المهمة والخطيرة ». « لقد ذكر المشرفون على ( مستشفى مايو ) الذائع الصيت في الولايات المتحدة أن النصف الأكبر من الأسرة في المستشقى يشغلها المصابون بالأمراض العصبية إنهم لا يشكون من فساد أو اختلال الجهاز العصبي... بل يؤلمهم الحرمان ، والقلق ، والخوف ، والفشل ، واليأس ». |
« إن الخسائر الناشئة من الأمراض تتزايد يوماً بعد يوم إن التقارير الطبية تحكي عن أن كل عشرين مواطناً في أمريكاً يوجد بينهم مواطن واحد سيقضي شطراً كبيراً من عمره في مستشفيات الأمراض الروحية. وأن سدس الشبان الذين دُعوا الخدمة العلم في الحرب العالمية الثانية كانوا قد أعفوا من ذلك بسبب النقائض الفكرية والروحية. « ما هي علة الجنون ؟ « لا يوجد أحد يعرف ذلك تماماً. ولكن ما لا ريب فيه أن القلق والخوف عاملان كبيران في جنون صاحبهما ». « ذكر الدكتور ( ويليام ماك كوليكل ) في مؤتمر أطباء الأسنان |
الامريكان : إن القلق يؤدي إلى تسوس الأسنان... ثم يستمر فيقول : إن الإضطرابات التي تؤدي إلى القلق تسبب اختلال مقادير الكالسيوم في الجسم ، وهذا بدوره يعمل على تسوس الأسنان وفسادها ». « لا أعلم هل رأيتم في حياتكم شخصاً أنتفخت غدته الدرقية أكثر من المعتاد ، لقد رأيت شخصاً كهذا... إن المصاب بذلك يرتعد دائماً وكأنه ميت خارج من قبره. تتناسب شدة المرض وضعفه مع كثرة الإفراز وقلته ، تزداد سرعة نبضه ، وربما انتهى به الأمر الى الموت ». « لقد ذهبنا قبل أيام بصحبة صديق كان مصاباً بهذا المرض إلى ( فلادلفيا ) لإستشاره طبيب معروف بمعالجة هذه الأمراض. وما أن دخلنا عليه حتى وجه إلى المريض هذا السؤال : ما هو الإضطراب الفكري الذي تشكو منه ونبّه صديقي إلى ضرورة إبعاد القلق عن نفسه وإلا أصيب بأمراض خطرة أخرى كمرض السكّر ، والنوبة القلبية ، وقرحة المعدة » (1). |