( 6 )
باب وجوب الارزاق والاجمال في الطلب

97 ـ عن عبد الله بن سنان ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : ماسد الله على مؤمن رزقا يأتيه من وجه إلا فتح له من وجه آخر فأتاه وإن لم يكن له في حساب 1 .
98 ـ عن جابر قال : قال الحسن بن علي عليهما السلام لرجل : يا هذا لا تجاهد الطلب جهاد العدو ، ولا تتكل على القدر اتكال المستسلم ، فإن إنشاء الفضل من السنة ، والاجمال في الطلب من العفة ، وليست العفة بدافعة رزقا ، ولا الحرص بجالب فضلا ، فإن الرزق مقسوم ، واستعمال الحرص استعمال المآثم 2 .
99 ـ عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : إن من صحة يقين المرء المسلم ألا يرضي الناس بسخط الله ، ولا يحمد هم على ما رزق الله ، و لا يلومهم على ما لم يؤته الله ، فإن رزق الله لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كره كاره ، ولو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لادركه رزقه قبل موته كما يدركه الموت 3 .
100 ـ عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع :
ألا إن الروح الامين نفث في روعي أنه : لا تموت نفس حتى تستكمل
____________
( 1 ) عنه في البحار : 103 / 34 ح 65 .
( 2 ) عنه في البحار : 103 / 35 ح 66 وفي المستدرك 2 / 420 ح 8 عنه وعن البحار : 103 / 27 ح 41 عن أعلام الدين للديلمي ( مخطوط ) : ص 264 عن الحسين ( ع ) ، وأخرجه في البحار : 78 / 106 ح 4 عن تحف العقول : ص 233 مرسلا باختلاف يسير .
( 3 ) عنه في البحار : 103 / 35 ح 67 .

( 53 )

رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بشيء من معصية الله ، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته ، قد قسم الارزاق بين خلقه [ حلالا ، ولم يقسمها حراما ،
فمن اتقى الله عزوجل وصبر آتاه برزقه ( من ) حله ] .
ومن هتك حجاب الستر وعجل فأخذه من غير حله قص به من رزقه الحلال وحوسب عليه يوم القيامة 1 .
101 ـ عن سهل بن زياد ( رفعه ) قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : كم من متعب نفسه ، مقتر عليه ، ومقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير 2 .
102 ـ عن عبد الله بن سليمان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن الله وسع في أرزاق الحمقى ليعتبر العقلاء ، ويعلموا أن الدنيا ليس ينال ما فيها بعمل ولا حيلة 3 .
103 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لو كان العبد في جحر لاتاه رزقه ، فأجملوا في الطلب 4 .
104 ـ عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أبى الله أن يجعل أرزاق المؤمنين إلا من حيث لا يحتسبون 5 .
105 ـ عن علي بن السندي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن الله جعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون ، وذلك أن العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه 6 .
106 ـ عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و
____________
( 1 ) عنه في البحار : 103 / 35 ح 68 والمستدرك : 2 / 418 ح 4 وما بين المعقوفين سقط من نسخة ( ج‍ ) والبحار والمستدرك .
( 2 ) عنه في البحار : 103 / 35 ح 69 .
( 3 ) عنه في البحار : 103 / 35 ح 70 .
( 4 ) عنه في البحار : 103 / 35 ح 71 ، وفي نسخة أ في حجرة .
( 5 ) عنه في البحار : 103 / 35 ح 72 .
( 6 ) عنه في البحار : 103 / 36 ح 73 .

( 54 )

آله : الدنيا دول ، فما كان لك منها أتاك على ضعفك ، وما كان منها عليك لم تدفعه بقوتك ومن انقطع رجاؤه مما فات استراح بدنه ، ومن رضي بما رزقه الله قرت عينه 1 .
107 ـ عن ابن فضال ( رفعه ) عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع ودون طلب الحريص ، الراضي بدنياه ، المطمئن إليها ، وأنزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف المتعفف ، ترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف ، وتكتسب ما لابد للمؤمن منه ، إن الذين اعطوا المال ثم لم يشكروا لا مال لهم 2 .
____________
( 1 ) عنه في البحار : 103 / 36 ح 74 .
( 2 ) عنه في البحار : 103 / 36 ح 75 .

( 55 )


( 7 )
باب حسن اختيار الله للمؤمنين ونظره لهم وإن كانوا كارهين

108 ـ عن داود بن فرقد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران : ما خلقت خلقا أحب إلى من عبدي المؤمن ، إني إنما أبتليه لما هو خير له ، وأزوي عنه لما هو خير له ، واعطيه لما هو خير له وأنا أعلم بما يصلح عليه حال عبدي المؤمن ، فليرض بقضائي ، وليشكر نعمائي ، وليصبر على بلائي ، أكتبه في الصديقين إذا عمل برضائي ، وأطاع لامري 1 .
109 ـ عن أبي الحسن عليه السلام قال : المؤمن بعرض 2 كل خير لو قطع أنملة أنملة كان خيرا له ، ولو ولي شرقها وغربها كان خيرا له 3 .
110 ـ عن عيسى بن أبي منصور قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن الله يذود المؤمن عما يشتهيه كما يذود أحدكم الغريب عن إبله ، ليس منها 4 .
111 ـ عن سفيان بن السمط ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الله
____________
( 1 ) عنه في البحار : 71 / 94 ح 49 وأخرجه في الوسائل : 2 / 900 ح 9 والبحار : 72 / 331 ح 14 عن الكافي : 2 / 61 ح 7 وفي البحار : 71 / 139 ح 30 وج 13 / 348 ح 36 عن أمالي ابن الشيخ : 1 / 243 مثله وفي البحار : 67 / 235 ح 52 وج 82 / 130 ح 10 عن أمالي المفيد : ص 63 باختلاف يسير بأسانيدهم عن داود بن فرقد ، والبحار : 71 / 160 ح 77 عن المؤمن : ح 9 مرسلا مثله ، ورواه في التوحيد : ص 405 ح 13 بإسناده عن داود بن فرقد ، وفي عدة الداعي : ص 31 مرسلا مثله ، وفيهم : واعافيه بدل واعطيه .
( 2 ) هكذا في البحار ، ومعناها : بمعرض كل خير ، وفي النسختين ( أ ـ ج‍ ) : يعرض .
( 3 ) عنه في البحار : 67 / 242 ح 79 .
( 4 ) عنه في البحار : 67 / 243 ح 80 وأورد في المؤمن : ح 25 مرسلا مثله ، ونحوه في مشكاة الانوار : ص 289 .

( 56 )

إذا أحب عبدا ابتلاه وتعهده بالبلاء ، كما يتعهد المريض أهله بالطرف ووكل به ملكين فقال لهما : إسقما بدنه وضيقا معيشته وعوقا عليه مطلبه حتى يدعوني فإني أحب صوته ، فإذا دعا قال : اكتبا لعبدي ثواب ما سألني فضاعفاه له حتى يأتيني ، وما عندي خير له .
وإذا أبغض عبدا وكل به ملكين فقال : أصحا بدنه ، ووسعا عليه في رزقه ، وسهلا له مطلبه وأنسياه ذكري فإني أبغض صوته حتى يأتيني وما عندي شيء له 1 .
112 ـ عن الفضيل ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في مرضة له لم يبق منه إلا رأسه : يا فضيل إنني كثيرا ما أقول : ما على من عرفه الله هذا الامر لو كان على قلة الجبل [ حتى يأتيه الموت ، يا فضيل بن يسار ] إن الناس أخذوا يمينا وشمالا وإنا وشيعتنا هدينا الصراط المستقيم ،
يا فضيل : إن المؤمن لو أصبح له ملك ما بين المشرق والمغرب كان ذلك خيرا له ، ولو أصبح وقد قطعت أعضاؤه كان ذلك خيرا له ، إن الله عزوجل لا يصنع بالمؤمن إلا ما هو خير له ،
[ يا فضيل بن يسار : لو عدل الدنيا عند الله جناح بعوضة ما سقى عدوه منها شربة ماء ] ،
يا فضيل : إنه من يكن همه هما واحدا كفاه الله ما أهمه ومن كان همه في كل واد لم يبال الله بأي واد هلك 2 .
113 ـ عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن العبد المؤمن ليطلب الامارة والتجارة ، حتى إذا أشرف من ذلك على ما كان يهوى بعث الله ملكا ، وقال له : عق عبدي وصده عن أمر لو استمكن منه أدخله النار ، فيقبل الملك فيصده بلطف الله فيصبح وهو يقول : لقد دهيت ومن دهاني فعل
____________
( 1 ) عنه في البحار : 93 / 371 ح 13 .
( 2 ) عنه في البحار : 67 / 150 ح 11 وعن الكافي : 2 / 246 ح 5 بإسناده عن الفضيل بن يسار مع اختلاف يسير ،
وما بين المعقوفين زيادة من البحار والكافي وليس في الاصل .

( 57 )

الله به ، وقال : ما يدري أن الله الناظر له في ذلك ولو ظفر به أدخله النار 1 .
114 ـ عن سعيد به الحسن قال : قال أبو جعفر عليه السلام : ما ابالي أصبحت فقيرا أو مريضا أو غنيا ، لان الله يقول : لا أفعل بالمؤمن إلا ما هو خير له 2 .
115 ـ عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي جفعر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : قال الله عزوجل :
إن من عبادي المؤمنين لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى والسعة والصحة في البدن فأبلوهم بالغنى والسعة وصحة البدن ، فيصلح لهم عليه امور دينهم .
وإن من عبادي المؤمنين لعبادا لا ليصلح أمر دينهم إلا بالفاقة والمسكنة والسقم في أبدانهم فأبلوهم بالفاقة والمسكنة والسقم فيصلح لهم عليه أمر دينهم قال : و قال الله تعالى : وأنا أعلم بما يصلح عليه أمر دين عبادي .
وإن من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي فيقوم من رقاده ولذيذ وساده فيتجهد لي الليالي فيتعب نفسه في عبادتي فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظرا مني له وابقاء عليه فينام حتى يصبح فيقوم وهو ماقت لنفسه زار عليها ، ولو اخلي بينه و بين ما يريد من عبادتي لدخله من ذلك العجب فيصيره العجب إلى الفتنة بأعماله ، فيتأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله ، ورضاه عن نفسه عند حد التقصير حتى يظن أنه فاق العابدين ، وجاز في عبادته حد التقصير ، فيتباعد مني عند ذلك وهو يظن أنه يتقرب إلي ، فلا يتكل العاملون ( المؤمنون / خ ) على أعمالهم التي يعملونها لثوابي ،
فإنهم لو اجتهدوا وأتبعوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي ، والنعيم في جناني ، و لكن برحمتي فليثقوا ولفضلي فليرجوا والى حسن الظن بي فليطمئنوا ، فإن رحمتي عند ذلك تداركهم ، ومني يبلغهم رضواني ، ومغفرتي تلبسهم عفوي ، فإني أنا الله الرحمن الرحيم بذلك تسميت 3 .
____________
( 1 ) عنه في البحار : 67 / 243 ح 81 ورواه في مشكاة الانوار : ص 297 عن الباقر ( ع ) عن علي ابن الحسين ( ع ) عن رسول الله صلى الله عليه وآله مرسلا باختلاف يسير .
( 2 ) عنه في البحار : 71 / 151 ح 52 .
( 3 ) عنه في البحار : 71 / 151 ح 53 .

( 58 )

116 ـ عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : عجبا للمؤمن لا يقضي الله قضاء إلا كان خيرا له ـ سره أو ساءه ـ وان ابتلاه كان كفارة لذنبه ، وإن أعطاه وأكرمه كان قد حباه 1 .
117 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كم من نعمة الله على عبده في غير أمله وكم من مؤمل أملا الخيار 2 في غيره ، وكم من ساع في حتفه وهو مبطئ عن حظه 3 .
118 ـ عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : في قضاء الله كل خير للمؤمن 4 .
119 ـ عن ظريف ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن العبد الولي لله يدعو في الامر ينوبه 5 فيقول الله للملك الموكل بذلك الامر : إقض حاجة عبدي و لا تعجلها ، فإني أشتهي أن أسمع صوته ودعاءه ،
وإن العبد المخالف ليدعو في الامر يريده فيقول الله للملك الموكل بذلك الامر : إقض حاجته وعجلها ، فإني أبغض أن أسمع نداءه وصوته .
قال : فيقول الناس : ما أعطي هذا حاجته وحرم هذا إلا لكرامة هذا على الله ، وهوان هذا عليه 6 .
120 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن العبد المؤمن ليكون له عند الله الدرجة ـ لا يبلغها بعمله ـ فيبتليه الله في جسده ، أو يصاب بماله ، أو يصاب في ولده ، فإن هو صبر بلغه الله إياها 7 .
____________
( 1 ) عنه في البحار : 71 / 152 ح 54 .
( 2 ) خيار الشيء : أفضله .
( 3 ) عنه في البحار : 71 / 152 ح 55 وأخرج في البحار : 78 / 191 ح 4 عن قرب الاسناد : ص 19 وأمالى الشيخ : 1 / 132 بإسنادهما عن بكر بن محمد الازدي مثله .
( 4 ) عنه في البحار : 71 / 152 ح 56 عن أبي عبد الله ( ع ) بدل أبي جعفر ( ع ) .
( 5 ) ينوب إلى الامر : يرجع إليه ، وفي المستدرك : يريده ، وفي الوسائل : ينويه ، وفي هامش الكافي : في بعض النسخ : ينويه .
( 6 ) عنه في البحار : 71 / 152 ذح 56 والمستدرك 1 / 365 ح 5 ، وأخرجه في الوسائل : 4 / 1112 ح 4 عن الكافي : 2 / 490 ح 7 بإسناده عن أبي عبد الله ( ع ) .
( 7 ) عنه في البحار : 17 / 94 ح 50 .

( 59 )


( 8 )
باب مدح الصبر وترك الشكوى واليقين والرضى بالبلوى

121 ـ عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما من مؤمن إلا وهو مبتلى ببلاء ، منتظر به ما هو أشد منه ، فإن صبر على البلية التي هو فيها عافاه الله من البلاء الذي ينتظر به ، وإن لم يصبر وجزع نزل من البلاء المنتظر أبدا حتى يحسن صبره وعزاؤه 1 .
122 ـ عن محمد بن سنان ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : من اغتم 2 كان للغم أهلا ، فينبغي للمؤمن أن يكون بالله وبما صنع راضيا 3 .
123 ـ عن أبي خليفة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما قضى الله لمؤمن قضاء ، فرضي به إلا جعل الله له الخيرة فيما يقضي 4 .
124 ـ عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الله ـ بعدله وحكمته وعلمه ـ جعل الروح والفرح في اليقين والرضا عن الله وجعل الهم والحزن في الشك والسخط فارضوا عن الله ، وسلموا لامره 5 .
125 ـ عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من ابتلي من شيعتنا فصبر عليه كان له أجر ألف شهيد 6 .
____________
( 1 ) عنه في البحار : 71 / 94 ح 51 والمستدرك : 1 / 139 ح 12 .
( 2 ) ( من غم ، ما أغم / خ ) .
( 3 ) عنه في البحار : 71 / 152 ح 57 والمستدرك : 1 / 138 ح 15 .
( 4 ) عنه في البحار : 71 / 152 ح 58 وص 158 عن المؤمن : ح 24 عن يزيد بن خليفة مع اختلاف يسير ، وروى في مشكاة الانوار : ص 33 مرسلا مثله .
( 5 ) ( فأسلموا / خ ) ، عنه في البحار : 71 / 152 ح 59 .
( 6 ) عنه في البحار : 71 / 94 ح 52 وأخرجه في الوسائل 2 / 902 ح 1 والبحار : 71 / 78 ح 14

( 60 )

126 ـ عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لا تعدن مصيبة اعطيت عليها الصبر واستوجبت عليها من الله ثوابا بمصيبة ، إنما المصيبة التي يحرم صاحبها أجرها وثوابها إذا لم يصبر عند نزولها 1 .
127 ـ روى أحمد بن محمد البرقي في كتابه الكبير ، عن أبي عبد لله عليه السلام قال : قد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا ، ولكل نعمة شكرا ، ولكل عسر يسرا ، أصبر نفسك عند كل بلية ورزية ـ في ولد أوفي مال ـ فإن الله إنما يفيض جاريته ( يقيض عاريته / خ ) وهبته ليبلو شكرك وصبرك 2 .
128 ـ عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الله أنعم على قوم فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا ، وابتلى قوما بالمصائب فصبروا ، فصارت عليهم نعمة 3 .
129 ـ وعنه عليه السلام أنه قال : لم يستزد في محبوب بمثل الشكر ولم يستنقص من مكروه بمثل بالصبر 4 .
130 ـ عن ابن مسكان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله 5 .
131 ـ وقال علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام : الرضا بمكروه القضاء من أعلى درجات اليقين 6 .
132 ـ وقال عليه السلام : من صبر ورضي الله فيما قضى عليه فيما
____________
عن الكافي : 2 / 92 ح 17 بإسناده عن أبي حمزة الثمالي ، وفي البحار : 71 / 93 عن جامع الاخبار : ص 26 مرسلا عن النبي صلى الله عليه وآله مثله ، وفيها : المؤمنين بدل شيعتنا ، وفيها : مثل أجر ألف شهيد .
( 1 ) عنه في البحار : 71 / 94 ح 53 والمستدرك : 1 / 139 ح 13 .
( 2 ) عنه في البحار : 71 / 94 ح 54 والمستدرك : 1 / 139 ح 14 .
( 3 ) عنه في البحار : 71 / 94 ح 55 وص 41 ح 31 عن أمالي الصدوق : ص 249 ح 4 ، وص 81 ح 18 والوسائل : 2 / 905 ح 18 عن الكافي : 2 / 92 ح 18 بإسنادهما عن سماعة عنه ( ع ) ، وأورد في روضة الواعظين : ص 545 ومشكاة الانوار : ص 26 مرسلا مثله .
( 4 ) عنه في البحار : 71 / 94 ذ ح 55 .
( 5 ) أخرج في البحار : 71 / 158 عن مشكاة الانوار : ص 33 مرسلا مثله .
( 6 ) عنه في البحار : 71 / 152 ح 60 ، وفيه عن ابن مسكان عن أبي عبد الله ( ع ) والظاهر أنه اشتباه نتج عن سقط في نسخة المجلسي ( ره ) المتن ح 130 وسند ح 131 .

( 61 )

أحب وكره ، لم يقض الله عليه فيما أحب أو كره إلا ما هو خير له 1 .
133 ـ عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما من شيء إلا وله حد 2 ، قلت : فما حد اليقين ؟ قال : ألا يخاف شيئا 3 .
134 ـ عن يونس بن عمار قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : أيما مؤمن شكا حاجته وضره إلى كافر أو [ إلى من ] 4 يخافه على دينه فإنما شكا ( الله / خ ) إلى عدو من أعداء الله ، وأيما مؤمن شكا حاجته وضره وحاله إلى مؤمن مثله وكانت شكواه إلى الله عزوجل 5 .
135 ـ عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : كفى باليقين غنى ، وبالعبادة شغلا 6 .
136 ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام ، أنه قال : أيها الناس سلو الله اليقين وارغبوا إليه في العافية ، فإن أجل النعم العافية ، وخير مادام في القلب اليقين ، و المغبون من غبن دينه ، والمغبوط من حسن يقينه 7 .
137 ـ عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن أبي الحسن الرضا ، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام أنه قال : رفع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قوم في بعض غزواته فقال : من القوم ؟ قالوا : مؤمنون يا رسول الله ، قال : ما بلغ من إيمانكم ؟ قالوا : الصبر عند البلاء ، والشكر عند الرخاء والرضا بالقضاء .
فقال ( رسول الله صلى الله عليه وآله ) 8 : حلماء ، علماء ، كادوا من الفقه أن
____________
( 1 ) عنه في البحار : 71 / 153 ذح 60 .
( 2 ) هنا في الكافي : قال : قلت : جعلت فداك فما حد التوكل ؟ قال : اليقين . . .
( 3 ) عنه في البحار : 70 / 180 ح 46 وفي ص 182 عن مشكاة الانوار : ص 13 مرسلا وأخرج في الوسائل : 11 / 158 ح 4 والبحار : 70 / 142 ح 6 عن الكافي : 2 / 57 ح 1 بإسناده عن أبي بصير ، نحوه ، وفيه : ألا تخاف مع الله شيئا .
( 4 ) ليس في النسخة ـ أ ـ .
( 5 ) عنه في البحار : 72 / 327 ح 10 والمستدرك : 1 / 82 ح 2 .
( 6 ) عنه في البحار : 70 / 176 ح 32 وعن المحاسن : 1 / 247 ح 251 وأخرج في المستدرك : 2 / 284 ح 1 عن المحاسن بإسناده عن عبد الله بن سنان مثله .
( 7 ) عنه في البحار : 70 / 176 ح 33 وعن المحاسن : 1 / 248 ح 254 عن أبيه مرفوعا ، وأخرج في المستدرك : 2 / 284 ح 2 عن المحاسن مثله ، وفيه : غبط يقينه بدل حسن يقينه .
( 8 ) ( ويقول الله / خ ) .

( 62 )

يكونوا أنبياء ، إن كنتم كما تقولون فلا تبنوا ما لا تسكنون ، ولا تجمعوا مالا تأكلون و اتقوا الله الذي إليه ترجعون 1 .
138 ـ عن جابر الجعفي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، أنه قال : يا أخا جعفي ، إن اليقين أفضل من الايمان ، وما من شيء أعز من اليقين 2 .
139 ـ وعن أمير المؤمنين عليه السلام ، أنه قال : لا يجد رجل طعم الايمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه 3 .
140 ـ عن علي بن سويد ، عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) 4 ،
فقال : التوكل على الله درجات ، فمنها أن تثق به في امورك كلها ، فما فعل بك كنت عنه راضيا ، تعلم أنه لم يؤتك إلا خيرا وفضلا ، وتعلم أن الحكم في ذلك له ، فتوكلت على الله بتفويض ذلك إليه ، ووثقت به فيها وفي غيرها 5 .
141 ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال : أحق من خلق الله بالتسليم 6 لما قضى الله من عرف الله ، ومن رضي بالقضاء أتي عليه القضاء وعظم عليه أجره ومن سخط القضاء مضى عليه القضاء وأحبط الله أجره 7 .
142 ـ عن صفوان الجمال ، عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال :
____________
( 1 ) عنه في البحار : 71 / 153 ح 61 وج 22 / 144 ح 132 وأخرج في البحار : 67 / 286 ح 8 عن الكافي : 2 / 52 ح 1 والتوحيد : ص 371 ح 12 ومعاني الاخبار : ص 187 ح 6 والخصال : 1 / 146 ح 175 وعن مشكاة الانوار : ص 19 نقلا عن المحاسن : 1 / 226 ح 151 بأسانيدهم عن محمد بن عذافر نحوه .
( 2 ) عنه في المستدرك : 2 / 284 ح 11 .
( 3 ) عنه في البحار : 70 / 180 ح 47 عن جابر الجعفي عن أبي عبد الله ( ع ) ، والظاهر أنه اشتباه نتج عن سقط في نسخة المجلسي ـ ره ـ لمتن ح 138 وسند ح 139 وعن مشكاة الانوار ص 12 مرسلا عن أبي جعفر ( ع ) عن علي ( ع ) مثله ، وأخرج في البحار : 70 / 147 ح 9 عن الكافي : 2 / 57 ح 4 مثله وص 154 ح 12 والوسائل : 11 / 157 ح 1 عن الكافي : 2 / 58 ح 7 مثله مع زيادة وفيهما عن أبي عبد الله ( ع ) عن أمير المؤمنين ( ع ) .
( 4 ) سورة الطلاق : آية 3 .
( 5 ) عنه في البحار : 71 / 153 ح 62 وأخرج في الوسائل : 11 / 166 ح 3 والبحار : 71 / 129 ح 5 عن الكافي : 2 / 65 ح 5 بإسناده عن علي بن سويد نحوه ، وفي البحار : 78 / 336 ح 18 عن تحف العقول : ص 443 مرسلا نحوه زيادة ، وأورد في مشكاة الانوار : ص 16 مرسلا نحوه .
( 6 ) ( للتسليم / خ ) .
( 7 ) عنه في البحار : 71 / 153 ح 63 ، وعن مشكاة الانوار : ص 17 مثله .

( 63 )

ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه في رزقه ، ولا يتهمه في قضائه 1 .
143 ـ عن جابر قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : ما الصبر الجميل ؟ قال : ذلك صبر ليس فيه شكوى إلى أحد من الناس .
إن إبراهيم بعث يعقوب إلى راهب من الرهبان ، عابد من العباد في حاجة ، فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم فوثب إليه فاعتنقه ، ثم قال له : مرحبا بخليل الرحمن ، فقال له يعقوب : إني لست بخليل الرحمن ، ولكن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، قال له الراهب : فما الذي بلغ بك ما أرى من الكبر ؟ قال : الهم والحزن والسقم ، قال : فما جاز عتبه الباب حى أوحى الله إليه : يا يعقوب شكوتني إلى العباد ؟ ! فخر ساجدا عند عتبه الباب يقول :
رب لا أعود ، فأوحى الله إليه : إني قد غفرت لك فلا تعد إلى مثلها ، فما شكا شيئا مما أصابه من نوائب الدنيا إلا أنه قال يوما : « إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون » 2 .
144 ـ عن ربعي بن عبد الله ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الصبر والبلاء ليستبقان إلى المؤمن فيأتيه البلاء وهو صبور ، وإن الجزع والبلاء ليستبقان إلى الكافر فيأتيه البلاء وهو جزوع 3 .
145 ـ عن يونس قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الايمان والاسلام ، فقال : قال أبو جعفر : إنما هو الاسلام والايمان فوقه بدرجة ، والتقوي فوق الايمان بدرجة ، واليقين فوق التقوى بدرجة ، ولم يقسم بين الناس شيء أقل من اليقين ، قال : قلت : فأي شيء اليقين ؟ قال : التوكل على الله والتسليم لله ، والرضى بقضاء الله ، والتفويض إلى الله ، قلت : ما تفسير ذلك ؟ قال : هكذا قال أبو جعفر
____________
( 1 ) عنه في البحار : 71 / 154 ح 64 .
( 2 ) سورة يوسف : آية 86 ، عنه في البحار : 71 / 93 ح 47 وعن سعد السعود : ص 120 عن تفسير ابن عقدة عن عثمان بن عيسى عن المفضل عن جابر مع اختلاف يسير ، وأخرجه في البحار : 12 / 310 ح 123 عن العياشي : 2 / 188 ح 57 عن جابر مع اختلاف يسير ، وفي البحار : 71 / 93 ح 47 عن سعد السعود : ص 20 بإسناده عن جابر عن أبي عبد الله ( ع ) باختلاف يسير .
( 3 ) عنه في البحار : 71 / 95 ح 56 .

( 64 )

عليه السلام 1 .
146 ـ عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : الايمان في القلب : واليقين خطرات 2 .
147 ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام : إن للنكبات غايات لابد أن تنتهي إليها ، فإذا احكم على أحدكم لها فليطأطئ لها 3 ويصبر حتى تجوز ، فإن إعمال الحيلة فيها عند إقبالها زائد في مكروهها 4 .
148 ـ وكان يقول : الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ، فمن لا صبر له لا إيمان له 5 .
149 ـ وكان يقول : الصبر ثلاثة : الصبر على المصيبة ، والصبر على الطاعة ، والصبر على المعصية 6 .
150 ـ وقال أبو عبد الله عليه السلام : الصبر صبران : الصبر على البلاء حسن جميل ، وأفضل منه الصبر على المحارم 7 .
151 ـ عن سيف بن عميرة ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : اتقوا الله و اصبروا ، فإنه من لم يصبر أهلكه الجزع ، وإنما ( أما / خ ) هلاكه في الجزع أنه إذا جزع لم يؤجر 8 .
____________
( 1 ) عنه في البحار : 70 / 180 ح 48 وأخرج في البحار : 70 / 138 ح 4 عن الكافي : 2 / 52 ح 5 بإسناده عن يونس مثله وروى في مشكاة الانوار : ص 11 عن يونس بن عبد الرحمن مثله .
( 2 ) عنه في البحار : 70 / 180 ح 49 وأخرج في البحار : 70 / 178 ح 38 عن المحاسن : 1 / 249 ح 260 بإسناده عن عبد الله بن سنان مثله .
( 3 ) في البحار : فإذا حكم على أحدكم بها فليتطأطأ لها . وفي النسخة ـ أ ـ فليطأ حالها .
( 4 ) عنه في البحار : 71 / 95 ح 57 .
( 5 ) عنه في البحار : 71 / 95 ذح 57 .
( 6 ) ( عن المعصية / خ ) ، عنه في البحار : 71 / 95 ذح 57 وأخرجه في الوسائل : 11 / 187 صدر ح 6 والبحار : 71 / 77 ح 12 عن الكافي : 2 / 91 ح 15 بإسناده عن عمرو بن شمر اليماني مرفوعا عن علي ( ع ) وفي البحار : 71 / 92 عن جامع الاخبار : ص 135 مرسلا عن أمير المؤمنين ( ع ) عن النبي صلى الله عليه وآله مثله .
( 7 ) عنه في البحار : 71 / 95 ذح 57 .
( 8 ) عنه في البحار : 71 / 95 ح 58 .

( 65 )

152 ـ عن ميمون القداح ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قال علي صلوات الله عليه : ما احب أن لي بالرضا في موضع القضاء حمر النعم 1 .
____________
( 1 ) عنه في البحار : 71 / 154 ح 65 .