
 149 ـ حدثنا احمد بن الحسن القطان قال : حدثنا أحمد بن محمد بن السعيد الهمداني مولى بني هاشم عن جابر بن يزيد عن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في آخر جمعة من شهر رمضان فلما بصر بي قال لي : يا جابر هذا آخر جمعة من شهر رمضان فودعه وقل :
« اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه فان جعلته فاجعلني مرحوما ولا تجعلني محروما » فانه من قال ذلك ظفر باحدى الحسنيين إما ببلوغ شهر رمضان واما بغفران الله ورحمته ثم قال عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى لن يفرض من صيام شهر رمضان فيما مضى إلا على الأنبياء دون أممهم وانما فرض عليكم ما فرض على أنبيائه ورسله قبلي اكراما وتفضيلا والذي بعثني بالحق ما أعطى الله نبيا من أنبيائه فضيلة إلا عطانيها ولقد أعطاني ما لم يعطهم وفضلني على كافتهم وأنا سيدهم وخيرهم وأفضلهم ولا فخر (1) .
(1) أخرج في مستدرك الوسائل ذيله بعين السند الى قوله : وتفضيلا عن كتاب فضائل الأشهر الثلاثة في الحديث 16 من الباب الأول من ابواب احكام شهر رمضان وتقدم نظيره هنا تحت الرقم ـ 131 ـ واخرج صدره بعين السند الى قوله : رحمته في الحديث الرابع من الباب 24 من أبواب أحكام شهر رمضان وأورده في الوسائل صدره إلى قوله : ورحمته عن كتاب الاقبال في الحديث الثاني من الباب 37 من أبواب احكام شهر رمضان .
150 ـ حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد قال : أخبرنا مكي بن عبدان قال : حدثنا محمد بن حمويه الاسفراري (1) قال : حدثنا مسلم ابراهيم قال : حدثنا عمرو بن حرة (2) العبيني قال : حدثنا خلف بن الربيع عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى عليه وآله : لما احضر (3) شهر رمضان سبحان الله ماذا يستقبلكم وماذا تستقبلون ؟ قالها ثلاثا فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله أوحي نزل أو عدو حضر ؟ قال : لا ولكن الله عز وجل يغفر في أول ليلة من رمضان لكل أهل هذه القبلة قال : وفي ناحية القوم رجل يهز رأسه ويقول : بخ بخ فقال له النبي صلى الله عليه وآله : ضاق صدرك بما سمعت قال : لا والله يا رسول الله ولكن ذكرت المنافقين فقال النبي صلى الله عليه وآله : ان المنافق وليس لكافر فيها شيء (4) . 
151 ـ حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد قال : أخبرنا حامد بن محمد الرقا الهروي قال : حدثنا محمد بن يونس قال : حدثنا عبد الله بن رجا قال : حدثنا حريز بن أيوب البجلي عن الشعبي عن نافع بن برده عن إبن مسعود أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ـ وقد أهل رمضان ـ : لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أن يكون رمضان سنة فقال
(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء : الاسفرائني .
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء : عمرو بن حمزة .
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء : لما حضر .
 ( 4 ) أخرجه في مستدرك الوسائل عن كتاب النوادر للسيد فضل الله الراوندي في الحديث 6 من الباب 11 من أبواب أحكام شهر رمضان وفيه لما حضر ، وفيه : كأنك ضاق وفيه : المنافق كافر وليس لكافر في ذا شيء :
 152 ـ حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد قال : أخبرنا مكي بن عبدان قال : حدثنا منصور قال : حدثنا عبد العزيز عن أبي سهل نافع بن مالك عن أبيه عن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى عليه وآله :
(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء ( ره ) : فتنظر وكذلك في المستدرك .
(2) الصحيح : سبعون : 
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء ( ره ) : الآخذ . 
(4) أخرج في المستدرك ما هو قريب منه جدا في الحديث 5 من الباب 11 من أبواب أحكام شهر رمضان .
 153 ـ حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد قال : أخبرنا مكي بن عبدان قال : حدثنا عبد الرحمن بن كثير قال : أخبرنا ابن جريح قال : أخبرني ابن شهاب قال : أخبرني ابن ابي أنيس ( أمين ) عن أبيه أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين (2) .
 154 ـ حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد قال : اخبرنا محمد بن الحسين الزعفراني بواسط قال : حدثنا اسماعيل بن محمد قال : حدثني ابن ابراهيم قال : اخبرنا هشام عن يحيى بن كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه (3) .
155 ـ حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد قال : حدثنا الحسن بن يعقوب قال : حدثنا نجيب بن أبي طالب قال : أخبرنا عبد الوهاب بن عطا قال حدثنا محمد بن عمر عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال
(1) أخرجه المستدرك عن كتاب النوادر للسيد فضل الله الراوندي في الحديث 8 من الباب 11 من ابواب أحكام شهر رمضان وفيه عبد العزيز ابن محمد عن سهيل بن مالك عن أبيه أن أبي هريرة قال . . وفيه : وفتحت أبواب الجنة وفي الباب المذكور وغيره شواهد لذلك .
(2) . . .
(3) ذكر في الوسائل عن المقنعه ما يقارب هذا المضمون في الحديث 7 من الباب 11 من أبواب آداب الصائم :
 156 ـ قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد قال : حدثنا مكي ابن عبدان قال : حدثنا عبد الله بن هاشم قال : حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حسنة يعملها ابن آدم تضاعف عشر الى سبعمأة ضعف يقول الله عز وجل إلا الصيام هو لي وانا أجزى به بترك شهوته من أجلي : فرحتان للصائم فرحة عند فطره وفرحة يوم يلقى ربه وخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، الصوم جنة (2) .
 157 ـ حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد قال : أخبرنا حامد بن محمد قال : حدثنا أبو مسلم قال : حدثنا أبو عاصم عن الحجاج وهو ابن أبي عثمان  عن الحسين عن محمد بن علي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ثلاث دعوات متسجابات دعوة الصائم ودعوة المسافر ودعوة المظلوم (3) .
(2) تقدم كل جزء من متن هذا الحديث في ضمن كل من الأحاديث المرقمة 120 ، 122 ، 126 ، 142 وعلى الجملة مضمونة منتشر في ضمن عدة أحاديث .
(3) نقله بهذه الصورة في الجامع الصغير الجزء 1 طبع مصر ص137 عن العقيلي والبيهقي ولكن المتن من طرقاً ورد بصورة اخرى وهي :
=
158 ـ حدثنا : أبو محمد عبد الله بن حامد قال : أخبرنا ابراهيم ابن محمد بن عبد الله قال : حدثنا حامد بن شعيب البلخي قال : حدثنا يحيى بن أيوب العابد قال : حدثنا اسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو المطلب عن أبى سعيد بن سعيد المقري عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : رب صائم حظه من صيامه الجوع ورب قائم حظه من قيامه السهر (1) :
(1) أخرج في المستدرك عن البحار في الحديث 7 من الباب 9 من أبواب آداب الصائم ما يؤكد هذا المتن فان فيه : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : رب قائم حظه من قيامه السهر ورب صائم حظه من صيامه العطش وهذا المضمون واصل عن أمير المؤمنين عليه السلام نقله المستدرك عن نهج البلاغه في الحديث 5 من الباب المذكور ورواه الشيخ أبو علي ابن شيخ الطائفة الطوسي في أماليه الجزء السادس الحديث 29 بسنده إلى يحيى بن داود قال : حدثنا جعفر بن اسماعيل قال : اخبرنا عمرو بن أبي عمرو عن المقبري عن أبي هريرة وزاد بعد الجوع : والعطش ونقل عنه في الوسائل في الحديث 9 من الباب 12 من أبواب مقدمة العبادات ورواه البحار عن الأمالي في الجزء 20 من الطبعة القديمة ص 74 باب آداب الصائم .

 يقول المفتقر الى رعاية ربه الحي القيوم الديان الشيخ ميرزا غلام الرضا عرفانيان : أيها القراء والكرام هذا هو الختام لهذا هو الختام لهذا الأثر النافع العام لأهله من الخواص والعوام وهو كتاب : فضائل الأشهر الثلاثة . رجب شعبان . رمضان وهو تراث اسلامي يطبع لأول مرة للشيخ الأجل رئيس المحدثين النحرير الأعظم محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الصدوق أبي جعفر المتوفي سنة 318 ه وقد شهد جمع من الأعلام بأن له كتاب بهذا الرسم والاسم وصرح هو ( قدس سره ) بنفسه في مواضع ثلاثة من كتاب من لا يخضره الفقيه وفي كتاب الخصال باسم هذا الكتاب على ما شرحناه في المقدمة ص 3 ـ 5 نسخته أولا بيدي لنفسي عن النسخة التي كتبها الشيخ شير محمد بن صفر علي الهمداني ( ره ) عن نسخة العالم الجليل الحاج السيد أبي القاسم الاصفهاني النجفي إلى قريب من آخرها ثم أتمها من نسخة الشيخ الجليل ميرزا محمد العسكري الطهراني في سنة 1349 ه ثم قابلها بنسخة أخرى كما أني أيضا طبقتها وعرضتها على نسخ عديدة على ما ترى عملية العرض والتطبيق أثناء المرور على هذا المطبوعة .
ثم إني لأجل العرض على الرقابة استكتبت قرة عيني ابني الاكبر الحاج محسن عرفانيان حفظه الله وجعله من خدمة شرعه وحفظته ، فكتب بخطه معه الدقة والمقابلة نسخة أخرى عن تلك النسخة التي إتفق لي الفراغ من استنساخها نهار يوم الاثنين المصادف للخامس والعشرين من شهر صفر سنة 1389 ه فجاء تمام طبعها بالاهتمام البالغ بتاريخ 10 | 12 | 1396هـ :
 بقي شيء وهو أنه قد يقال : إن جملة من روايات هذا الكتاب
أقول : صاحب هذا المقال في غفلة عن حقيقة الحال الواردة في كتاب الحق المتعال الذي أرسله الى سيد العالمين البشير النذير محمد صلى الله عليه وآله فقد جاء فيه ذكر إعطاء الجنة ونعيمها بازاء تقوى قليل وعمل صالح ضئيل في أكثر من مأتين وستين آية مضافا الى ما ورد فيه من موارد 
كثيرة التي فيها ذكر الخلود في الجنة ونعيمها التي لا حدلها في لسان بعض الاطلاقات القرآنية للمتقين والصالحين :
 انظروا الى بعضها : « وجوه يومئذ ناعمة . لسعيها راضية . في جنة عالية . لا تسمع فيها لاغية . فيها عين جارية . فيها سرر مرفوعة . واكواب موضوعة . ونمارق مصفوفة . وزرابي مبثوثة » ( الغاشية ي 8 ـ 16 ) .
 « ان الأبرار لفي نعيم . على الأرائك ينظرون . تعرف في وجوههم نضرة النعيم . يسقون من رحيق مختوم . ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون . ومزاجه من تسنيم . عينا يشرب بها المقربون . إن الذين اجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون . . . فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون . على الأرائك ينظرون » ( المطففين ، ي 22 - 35 ) .
« إن للمتقين مفازا . حدائق وأعنابا . وكواعب أترابا . وكأسا دهاقا . لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا . جزاء من ربك عطاءاً حسابا » .
( النبأ : ى 31 ـ 36 )
 
« ان الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا . عينا يشرب بها عباد الله . يفجرونها تفجيرا . . . فوقيهم الله شر ذلك اليوم ولقيهم نضرة وسرورا . وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا . متكئين فيها على
 ومد البصر إلى سورة الواقعة من الآية 10 إلى الآية 37 والى آيات في سورة الرحمن « ولمن خاف مقام ربه جنتان . ذواتا أفنان . . . فيها عينان تجريان . . . فيهما من كل فاكهة زوجان . . . متكئين على فرش بطائنها من استبرق وجنا الجنتين دان . . فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان . . . كأنهن الياقوت والمرجان . . . ومن دونهما جنتان . . . مدهامتان . . . فيهما عينان نضاختان . . . فيها فاكهة ونخل ورمان . . . فيهن خيرات حسان . . . حور مقصورات في الخيام متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان » :
وانظر الى آيات في سورة الزخرف « أدخلو الجنة أنتم وأزواجكم 
تحبرون يطاف عليهم بصاحف من ذهب واكواب وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون . تلك الجنة
 التي أورثتموها بما كنتم تعملون . لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون    »
  ( ي 70 ـ 73 ) .
 والى آيتين في سورة الزمر « لكن الذين اتقو ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار . . . وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا حتى إذا جاؤها وفتحت ابوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين » ( ي 20 و 73 ) .
والى آية في سورة محمد صلى الله عليه وآله : « مثل الجنة التي وعد المتقون . فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات »
( ي 15 )
الى غيرها من العدات والبشارات في الآيات وهكذا الروايات من الطريقين الخاصة والعامة الصحيحة أو القريبة من التواتر بل كل كتاب إلهي من الأديان الماضية فان فيها جميعا بشارات ومواعيد للمتقين بالجنات والنهر والنعيم والسرر المصفوفة والقصور وحور العين والخلود فيها .
وان شئت أيها القارئ المؤمن بالغيب إقرأ حديثا واحدا معتبرا من تلك الأحاديث وهو حديث الجنان والنوق المرقم 69 في روضة الكافي ص 95 ـ 100 من الطبعة الحديثة لكي لا يبقى فيك عجب من هذا القبيل من روايات هذا الكتاب والحمد لله معطي الكثير باليسير والجزيل بالقليل . وهو أكرم الأكرمين .

 حسب رغبة السيد الشريف الطيب العطر المنيف الفهام حجة الاسلام السيد أبي جواد عز الدين عبد العزيز ابن الزاهد العالم حجة الاسلام والمسلمين المرحوم السيد جواد الطباطبائي دام عزه وعلاه وطلبه إلي أكتب له ترجمتي وحياتي الدراسية وتأليفاتي من بلده أمري الى هذا التاريخ وهو يوم الأحد الخامس والعشرون من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1395هـ وأنا بحمد الله تعالى في النجف الأشرف ولي غرفة للمطالعة والتدريس في المدرسة الكبرى لآية الله العظمى السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي ( قده ) ونور ضريحه .
أما مولدي وحياتي الدراسية :
 فاني لما فتحت عيني وعرفت يمناي من يسراي وجدتني تحت تربية والدي المرحوم المبرور العلامة المقدس الشيخ عبد النبي الخراساني وربما كان يسمي : الشيخ نبي أو الشيخ غلام نبي .
ولقد كان رحمه الله تعالى محتاطا ورعا مجتنبا عن الشبهات وعالما عاملا وكان يحدث أنه من كثرة احتياطاته ربما نسب الى الاخبارية كما كان يحدث أنه تلمذ على يد الآية الكبرى والحجة العظمى الحاج السيد آقا حسين القمي ( ره ) حين اقامته في المشهد الرضوي وعلى ابن الآخوند الشيخ محمد
والذي أتذكر أني في الصغر تعلمت القرآن الكريم في البيت وهكذا تعلمت الفارسية والكتابة وفيه وبعد ذلك كان والدي قدس سره يدرسني الصرف ومبادئ علم النحو وكان يذاكرني فيهما من البيت الى غرفته في المدرسة وهي المدرسة السعدية المشهورة في ذاك الوقت بمدرسة بائين با التي هدمت وبني مكانها المتحف والمكتبة للامام الرضا عليه السلام ( موزه 
وكتابخانه ي آستان قدس رضوي ) وكان ( قدس سره مهتما بأمر دراستي وكثيرا ما كان يرفع يده للدعاء ويطلب من الله سبحانه أن يجعلني مروجا من مروجي دينه وشرعه . . . وهكذا الشأن الى اصابة رزء كبير من سياسة وحدة الشكل في الوقت فبعد تحملها واختفائه مدة اضطر إلى الانتقال من داره الواقعة في جهة دروازة مير علي آمون وحيطة ميدان كهنه المعدودة من محلة النوقان الى السكنى في بعض القرى من شرقي مشهد مصطحبا معه عائلته واشتغل هناك سنوات بتعليم الأهالي وأولادهم المسائل الشرعية والأحكام الدينية وكان يلقى إليهم القضايا الأخلاقية ويفصل بينهم مشاكلهم العرفية الاجتماعية الى وقوع واقعة 26 من شهريور 20 أعني دخول الحلفاء الى ايران في انتهاء الحرب العالمية الثانية فافتتحت المدارس الدينية فرجعت أنا إليها لتكميل الدراسات المقدماتية الاعدادية واخترت منها مدرسة الحاج حسن خان وصرت لدى نظارة الحجة حجة الاسلام والمسلمين الحاج الشيخ ميرزا محمود الكلباسي قدس سره المتولي للمدرسة فكان رحمه الله تعالى يقربني إليه ويراقبني في دروسي ويرشدني الى ما هو الأصلح لي منها فحضرت عند أساتذة جمة لتكميل تعلم الصرف والنحو ولأخذ المنطق والمعاني
وفي أثناء هذه الآونة ألفت كتيبا فارسيا في أسرار غيبة الامام ولي العصر الحجة ابن الحسن المهدي عليهما السلام وعجل الله تعالى فرجه وطبعته في الخراسان إلى أن مضت أعوام وفي تلك المدة كانت والدتي العلوية الحسينية فاطمة بكم اليزدية المهريزية عرفانيان ـ التي في هذه الأوان أوان كتابتي لهذه الترجمة أيضا افتخر واعتز بقيئ حياتها ـ تعطف بي وتحن علي حنين الأدم المتفادية في سبيل ولدها حيث كانت تطبخ لي طعامي وتغسل ملابسي وتخيطها وهو عند أمها في دار خالي المرحوم السيد علي ( الواقعة
وفي خلال هذه الفترات كنت اواكب أهل المنبر والخطابة في مهنتهم العظيمة فسافرت لأجل أداء هذه الرسالة الى بلاد شتى في ايران منها سرخس ونيشابور وجرجان ( استراباد ) ونواحي أخرى من خراسان وأخيرا سافرت الى مدينة يزد فقصدت بلدة والدتي ومولد آبائها وموطنهم : مهريز فقمت هناك بمهمة الوعظ والارشاد طيلة شهر رمضان ثم رجعت الى وطني ( مشهد ) وبعد مدة قليلة عزمت الرحلة الى العراق لتلقي الابحاث العالية الأصولية والفقهية فوصلها في نهاية الشهر الثامن من شهور العام 1335 الشمسي الموافق ليوم 21 من الشهر 11 من العام الميلادي 1956 فاسرعت