قال السيّد ابن طاووس في مقتل الحسين : قال الراوي : ثم انّ ابن زياد صعد المنبر فحمد
الله وأثنى عليه ، وقال في بعض كلامه : الحمد لله الذي أظهر الحقّ ونصر أمير المؤمنين
وأشياعه ، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب .
فما زاد على الكلام شيئاً حتى قام إليه عبدالله بن عفيف الأزدي ـ وكان من خيار الشيعة
وزهادها ، وكانت عينه اليسرى ذهبت في يوم الجمل والاُخرى في يوم صفين ، وكان يلازم
المسجد الأعظم يصلّي فيه الليل ـ فقال : يابن زياد الكذّاب ابن الكذّاب أنت وأبوك ومن
أستعملك وأبوه ، يا عدوَّ الله أتقتلون أبناء النبيين وتتكلّمون بهذا الكلام على منابر المؤمنين .
قال الراوي : فغضب ابن زياد وقال : مَنْ هذا المتكلّم ؟
فقال : أنا المتكلم يا عدوَّ الله ، أتقتل الذريّة الطاهرة التي أذهب الله عنها الرجس وتزعم
أنّك على دين الإسلام ، واغوثاه ، أين أولاد المهاجرين والأنصار لينتقموا من طاغيتك
اللعين على لسان رسول ربّ العالمين .
قال الراوي : فازداد غضب ابن زياد حتى انتفخت أوداجه ، وقال : عليّ به . فتبادرت إليه
الجلاوزة من كلّ ناحية ليأخذوه ، فقامت الأشراف من بني عمّه فخلّصوه من أيدي
الجلاوزة ، وأخرجوه من باب المسجد وانطلقوا به إلى منزله .
فقال ابن زياد : اذهبوا إلى هذا الأعمى أعمى الأزد ، أعمى الله قلبه كما أعمى عينه فأتوني
به ، قال : فانطلقوا إليه ، فلمّا بلغ ذلك الأزد اجتمعوا ، واجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا
صاحبهم ، قال : فبلغ ذلك ابن زياد فجمع قبائل مضر وضمّهم إلى محمّد بن الأشعث وأمرهم
بقتال القوم .
قال الراوي : فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى قتل بينهم جماعة من العرب ، قال : ووصل
أصحاب ابن زياد إلى دار عبدالله بن عفيف ، فكسروا الباب واقتحموا عليه ، فصاحت ابنته :
أتاكَ القوم من حيث تحذر .
فقال : لا عليك ، ناوليني سيفي ، فناولته إياه ، فجعل يذب عن نفسه ويقول :
أنا ابنُ ذي الفَضلِ عفيفٌ الطاهرِ * عفيفٌ شيـخي وابـنُ اُم عامرِ
(299)
كَمْ دارعٍ مِنْ جَمْعِكُمَ وحاسِرٍ * وبَـطَلٍ جَــدّلته مــغاورِ
قال : وجعلت ابنته تقول : يا أبت ليتني رجلاً اُخاصم بين يديك اليوم هؤلاء الفجرة قاتلي
العترة البررة .
قال : وجعل القوم يدورون عليه من كلّ جهة وهو يذبّ عن نفسه فلم يقدر عليه أحد ،
وكلما جاءوه من جهة قالت : يا أبت جاؤوك من جهة كذا ، حتى تكاثروا عليه وأحاطوا به ،
فقالت بنته : واذلاه ، يُحاط بأبي وليس له ناصر يستعين به ، فجعل يدير سيفه ويقول :
اُقسُم لَو يُفسحُ لي عَنْ بَصري * ضاقَ عَليكم مصدري وموردي
ثم أخذوه إلى ابن زياد ، وجرت بينهم مشاحة كلامية يذكرها أصحاب التأريخ ، ثم أمر ابن
زياد فقتل ، ثم صلب في السبخة (1) .
150 بنت عزيز الله المجلسي
بنت الشيخ عزيز الله ابن الشيخ محمّد تقي المجلسي ابن مقصود علي المجلسي الأصفهاني .
فقيهة ، مُحدّثة ، عالمة ، فاضلة ، مؤلّفة ، بصيرة بالكلام ، من ربّات الفصاحة والبلاغة .
أخذت المقدّمات والعربية وفنون الأدب عن أعلام اُسرتها ، وتخرّجت في الفقه والحديث
على والدها وعمّتها آمنة بيكم وسائر رجال بيتها الجليل .
ذكرها الشيخ محمّد علي المدرّس التبريزي في ريحانة الأدب (2) ، والسيّد مصلح الدين
المهدوي ووصفها في كتابه تذكرة القبور قائلاً : من أرباب الكمال وكانت في مصاف العلماء
المعدودين وأعلام عصرها (3) .
وقال السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة : لم نعرف اسمها ، لها تعاليق على كتاب من لا
____________
1 ـ مقتل الحسين عليه السلام : 69 .
2 ـ رياحنة الأدب 6 : 366 .
3 ـ تذكرة القبور : 117 .
(300)
يحضره الفقيه ، ورسائل في مسائل فقهية (1) .
وذكرها أيضاً السيد حسن الأمين فيما استدركه على أعيان والده (2) ، والمحلاّتي في رياحين
الشريعة (3) .
151 بنت الشيخ علي المنشار
فاضلة ، عالمة ، فقيهة ، قرأت على والدها ، وهي زوجة الشيخ البهائي .
ذكرها المولى الأصفهاني في الرياض قائلاً : وقد سمعنا من بعض المعمّرين الثقات الذي
قد شاهدها في أوان صباه أنّها كانت تُدرِّس الفقه والحديث ونحوهما ، وكانت النسوان يقرأن
عليها . وقد ورثت من أبيها أربعة آلاف مجلَّد من الكتب ، وذكر لنا بعض الأفاضل : أنّها وافرة
العلم كثيرة الفضل ، وقد بقيت بعد وفاة الشيخ البهائي أيضاً (4) .
والدها الشيخ علي المنشار كان من أجلاّء العلماء وفضلائهم وأكابرهم ، وكان من تلامذة
المحقّق الثاني الشيخ علي الكركي المتوفى سنة 940هـ . ونصّبه الشاه طهماسب الصفوي بعد
اُستاذه ، حيث نقل كثيراً من الأعلاق النفيسة والكتب النادرة إلى أصفهان ، والتي تقدّر
بأربعة آلاف كتاب ، وبعد وفاته ورثتها ابنته حيث لا وارث له سواها ، وكانت تلك الكتب من
جملة الكتب التي وقفها الشيخ البهائي ، فلمّا توفي ضاع أكثرها (5) .
152 بنت عمر بن يزيد
راوية من راويات الحديث ، روت عن أبيها ، وروى عنها ابن عمّ لأبيها عمر بن يزيد (6) .
____________
1 ـ أعيان الشيعة 3 : 607 .
2 ـ مستدركات أعيان الشيعة 5 : 95 .
3 ـ رياحين الشريعة 4 : 225 .
4 ـ رياض العلماء 5 : 407 .
5 ـ أعيان الشيعة 3 : 607 و 4 : 225 ، تكملة أمل الآمل : 447 ، رياحين الشريعة 4 : 225 ، أعلام النساء 3 : 332 .
6 ـ معجم رجال الحديث 23 : 182 .
(301)
روى الكليني في الكافي عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن يعقوب بن
يزيد ، عن ابن عمّ لعمر بن يزيد ، عن بنت عمر بن يزيد ، عن أبيها ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
« إذا شرب أحدكم الماء فقال : بسم الله ، ثم شرب ، ثم قطعه فقال : الحمد لله ،
ثم شرب فقال : بسم الله ، ثم قطعه فقال : الحمد لله ، ثم شرب فقال : بسم الله ،
ثم قطعه فقال : الحمد لله ، سبّح ذلك الماء له ما دام في بطنه إلى أن
يخرج » (1) .
153 بنت ملاّ صدرا
هي بنت الفيلسوف الشهير صدر المتألّهين محمّد بن إبراهيم بن يحيى المعروف بملاّ صدرا ،
المتوفى سنة 1050هـ ، وزوجة الملاّ محسن الفيض الكاشاني و اُم أولاده الثلاثة : محمّد علم
الهدى ، ومحمّد نور الهدى ، وأحمد معين الدين .
عالمة ، فاضلة ، متكلّمة ، جليلة ، فيلسوفة ، عارفة ، عابدة ، زاهدة ، من ربّات الفصاحة
والبلاغة ، توفيّت في صدر نهار يوم الأحد العشرين من جمادى الاُولى سنة 1097هـ .
أخذت العلم عن أخيها الميرزا ابراهيم ، وتخرّجت على والدها وزوجها .
ذكرها باحترام واجلال ، وأثنى عليها كثيراً سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير
السيّد المرعشي النجفي في مقدمة كتاب معادن الحكمة (2) .
154 بنت الملاّ محمّد التبريزي
فاضلة ، مؤلّفة ، لها كتاب فارسي باسم « بحر الهداية » في الحديث ، جاء في أوّله :
تقول الجانية العاصية بنت الملاّ محمّد التبريزي رضي الله عنه : هذه رسالة شريفة ، مشتملة على
____________
1 ـ الكافي 6 : 384 حديث 3 باب القول على شرب الماء .
2 ـ مستدركات أعيان الشيعة 3 : 83 ـ 84 نقلاً عن الاُستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين
الشيعة ، مقدّمة كتاب معادن الحكمة 1 : 9 ـ 10 .
(302)
بعض المواعظ والنصائح ، وبيان دناءة الدنيا ، وبعض الأحاديث والأخبار (1) .
155
بنت السيّد المرتضى
بنت الشريف المرتضى علم الهدى علي بن الحسين .
فاضلة ، جليلة ، محدّثة .
تروي عن عمّها السيّد الرضي كتاب نهج البلاغة ، ويروي عنها الشيخ عبدالرحيم
البغدادي المعروف بابن الاُخوة ، على ما أورده القطب الراوندي في آخر شرحه على نهج
البلاغة (2) .
156 بنت المسعود الورّام
قال الأفندي في رياض العلماء : لم أعلم اسمها ، جدّه ابن ادريس من طرف اُمّه ، كانت
فاضلة عالمة صالحة ، وقد مرّ في ترجمة ابن ادريس أنّ اُم ابن ادريس بنت الشيخ الطوسي ،
و اُمّها بنت المسعود الورّام ، وكانت اُم ابن ادريس فيها الفضل والصلاح ، وقد أجازها واُختها
بعض العلماء ، وحينئذٍ فبنت الشيخ الطوسي كانت فاضلة لابنت المسعود ، فلاحظ (3) .
وذكر السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة نصّ ما ورد في الرياض ، ثم قال : ولا مانع من
أن تكون بنت المسعود فاضلة عالمة صالحة ، وبنت الشيخ الطوسي فيها الفضل
والصلاح (4) .
ونقل كلامهما من دون تفحّص وإمعان المحلاتي في رياحين الشريعة (5) .
____________
1 ـ فهرست كتب خطّى كتابخانه ملّى فارس : 180 .
2 ـ رياض العلماء 5 : 409 . وانظر : الكنى والألقاب 3 : 58 ، أعيان الشيعة 2 : 275 و 607 ، أعلام النساء 2 : 295 .
3 ـ رياض العلماء 5 : 407 .
4 ـ أعيان الشيعة 3 : 48 .
5 ـ رياحين الشريعة 4 : 224 .
(303)
وهذا يعني أنّ بنت المسعود الورّام هي زوجة الشيخ الطوسي ، وجدة ابن ادريس من
اُمّه ، وجدة السيد ابن طاووس من اُمّه أيضاً ، وفي كلا الكلامين نقاش :
أمّا كون الشيخ الطوسي جد ابن ادريس ، فإنّه في الغرابة بمكان يكاد يلحق بالمحال في
العادة ، فإنّ وفاة الشيخ الطوسي في سنة 460هـ ، وولادة ابن ادريس سنة 543هـ ، فبين الوفاة
والولادة 83 سنة ، ولو كانت اُم ابن ادريس في وقت إجازة والدها لها في حدود 17 سنة مثلاً ،
كانت بنت الشيخ ولدت ابن ادريس في سن مائة سنة تقريباً ، وهذه من الخوارق التي لابدّ أن
تكون في الاشتهار كالشمس في رابعة النهار (1) .
وأمّا كون الشيخ الطوسي جدّ السيّد ابن طاووس مباشرة فخطأ محض ، وفي المسألة
قولان :
الأوّل : أنّ الشيخ الطوسي جدّ اُم السيّد ابن طاووس .
وتوضيح المسألة : أنّ المسعود الورّام قد تزوّج بنت الشيخ الطوسي ، فأنجبت له بنتاً ،
تزوّجها السيّد موسى بن طاووس ، فأنجبت له السيّد علي والسيّد أحمد ، المعروف كلّ منهما
بإبن طاووس .
وإلى ذلك أشار السيّد ابن طاووس في كتابه الأمان قائلاً : ورأيتُ بخط جدّي المسعود
ورّام بن أبي فراس قدّس الله جلّ جلاله روحه ونوّر ضريحه في المعنى الذي ذكرناه ما
لفظه . . . . (2) .
وفي كشف المحجّة قال : وكان لي عدّة كتب في الفقه من كتب جدي ورّام بن أبي فراس
قدّس الله سرّه وزاد في مراضيه ، انتقلت إليّ مِن والدتي رضوان الله تعالى عليها بأسباب
شرعية في حياتها ، وهي بقايا ما تفضّل الله جلّ جلاله به منها (3) .
وقال الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤة البحرين : و اُمّهما ـ أي : السيّد رضي الدين علي ،
____________
1 ـ مستدرك الوسائل 3 : 471 .
2 ـ الأمان : 116 .
3 ـ كشف المحجة : 129 .
(304)
وجمال الدين أحمد ـ على ما ذكره بعض علمائنا بنت الشيخ المسعود الورّام بن أبي الفوارس
ابن فراس بن حمدان ، و اُم اُمّهما بنت الشيخ الطوسي ، وأجاز لها ولاُختها اُم الشيخ محمّد بن
ادريس جميع مصنّفاته ومصنفات الأصحاب (1) .
وذكر الخوانساري في الروضات ما ورد في لؤلؤة البحرين وأضاف قائلاً : ووقع النصّ
على جدّتيهما من جهة الاُم في مواضع كثيرة من مصنّفات نفسه (2) .
القول الثاني : وهو أنّ الشيخ الطوسي جدّ والد السيّد ابن طاووس لاُمّه ، وإلى هذا القول
ذهب المحدّث النوري في المستدرك قائلاً : ولا يخفى أنّ الذي يظهر من مؤلفّات السيّد أنّ اُمّه
بنت الشيخ ورّام الزاهد ، وأنّه ينتهي نسبه من طرف الأب إلى الشيخ أبي جعفر الطوسي رحمه
الله ، ولذا يعبّر عنه بالجد .
وأمّا كيفية الإنتساب إليه فقال السيّد في الإقبال : فمن ذلك ما رويته عن والدي قدّس الله
روحه ونوّر ضريحه فيما قرأته عليه من كتاب المقنعة بروايته عن شيخه الفقيه حسين ابن
رطبة ، عن خال والدي السعيد أبي علي الحسن بن محمّد ، عن والده محمّد بن الحسن الطوسي
جدّ والدي من قبل اُمّه ، عن الشيخ المفيد .
فظهر أنّ انتساب السيّد إلى الشيخ من طرف والده أبي ابراهيم موسى ، الذي اُمّه بنت
الشيخ ، لا من طرف اُمّه بنت الشيخ ورّام . وما ذكر من أنّ اُم اُم السيّد زوجة ورّام بنت الشيخ
فباطل من وجوه :
أمّا أولاً : فلأن وفاة ورّام في سنة 606هـ ، ووفاة الشيخ سنة 460 ، فبين الوفاتين 146
سنة ، فكيف يتصوّر كونه صهراً للشيخ على بنته وإن فرضت ولادة هذه بعد وفاة الشيخ ، مع
أنّهم ذكروا أنّ الشيخ أجازها و اُمها .
وأمّا ثانياً : فلأنّه لو كان كذلك لأشار السيّد في موضع من مؤلّفاته ، لشدّة حرصه على
ضبط هذه الاُمور .
____________
1 ـ لؤلؤة البحرين 236 .
2 ـ روضات الجنات 4 : 325 .
(305)
وأمّا ثالثاً : فلعدم تعرّض أحد من أرباب الإجازات وأصحاب التراجم لذلك ، فإنّ
صهريّة الشيخ من المفاخر التي يشيرون إليها ، كما تعرضوا في ترجمة ابن شهريار الخازن
وغيره (1) .
157 بنت وائلة بن الأصقع
راوية للحديث ، روى عنها سلمة بن بشير بن صفي .
ذكرها السيّد محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة نقلاً عن ابن عساكر في تأريخ دمشق (2) .
158 بهو بيگم اُم آصف الدولة
أديبة ، فاضلة ، من أميرات الهند ، صنّف الأقا أحمد ابن أقا محمّد علي بن الوحيد البهبهاني
المتوفى سنة 1235هـ بإلتماسها كتاب « الأيام السعيدة والمنحوسة » (3) .
159 بي بي الأنصاريّة الهراتيّة
ويُقال لها بيدلي ، توفيّت قبل سنة 895هـ .
عالمة ، فاضلة ، أديبة ، شاعرة ، فقيهة ، من مشاهير شواعر الشيعة في أواخر القرن التاسع
الهجري .
أخذت العلم وفنون الأدب والشعر على أفاضل علماء هرات ، ثم نبغت في فنون الشعر ،
ولمّا بلغت سنّ الرشد تزوّجت الشيخ عبدالله المعروف بالديوانه ، ورزقت منه ولد هو الشيخ
زاده الأنصاري من أعلام عصره وكبار الشعراء .
وقد اختلف المؤرّخون في نسبتها ، فذكرها الوزير الإيراني الميرزا محمّد حسن خان
____________
1 ـ مستدرك الوسائل 3 : 471 .
2 ـ أعيان الشيعة 3 : 608 .
3 ـ أعيان الشيعة 3 : 623 ، رياحين الشريعة 4 : 983 .
(306)
اعتماد السلطنة في كتابه خيّرات حسان على أنّها اُخت الشيخ عبدالله ديوانه (1) ، وتبعه في ذلك صاحب كتاب تذكرة الخواتين (2) .
أمّا الوزير الإيراني المعاصر لها الأمير نظام الدين علي شير نوائي فقال : إنّها زوجة الشيخ
عبدالله ديوانه ، ثم أضاف : كان لها ولد باسم الشيخ زاده الأنصاري (3) ، وتبعه في ذلك الشيخ الطهراني في الذريعة (4) .
160 بي بي خواتون الدزفوليّة
العلويّة بي بي خواتون بنت السيّد أسد الله الدزفولي ، وزوجة السيّد صدر الدين
الدزفولي .
عالمة ، فاضلة ، مؤلّفة ، لها كتاب « شفاء الصدور » في المواعظ والأخلاق ، وهو تلخيص
كتاب « عين الحياة » للعلاّمة المجلسي (5) .
161 بي بي شرف شمس الطباطبائيّة
جدّة سماحة آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي ، وبنت عمّ سماحة آية الله
المفسّر الكبير السيّد محمّد حسين الطباطبائي صاحب تفسير الميزان ، وربيبة صاحب الجواهر
آية الله العظمى الشيخ محمّد حسن النجفي قدّس الله أسرارهم جميعاً .
ذكرها السيّد المرعشي النجفي رحمه الله في الإجازة الكبيرة عند ترجمة والده السيّد محمود ابن
العلاّمة السيّد شرف الدين الحسيني المرعشي ، وقد أثنى عليها قائلاً : كانت فاضلة ، مُحدّثة ،
____________
1 ـ خيّرات حسان 1 : 159 .
2 ـ تذكرة الخواتين : 70 .
3 ـ مجالس النفائس : 102 .
4 ـ الذريعة 9 | 1 : 153 .
5 ـ الذريعة 14 : 204 | 2195 .
(307)
فقيهة (1) .
162 بي بي عالَم الخراسانيّة
بي بي عالَم بنت الحاج الميرزا طاهر الخراساني ، وزوجة الشاعر الإيراني المعروف السيّد
ميرزا حبيب الله الشهيدي الخراساني .
عالمة ، فاضلة ، أديبة ، عابدة ، متهجّدة .
درست مقدّمات العلوم الإسلامية وفنون الأدب الفارسي على والدها ، والفقه والأصول
والحديث والعرفان على زوجها . ثمّ تفرّغت لدراسة التأريخ وسيرة الأنبياء وقصص العرب
وأشعارهم ، واختصّت بدراسة تأريخ الأنبياء وأحوال العلماء والعرفاء (2) .
163 بيجه الكرمانيّة
عالمة ، فاضلة ، أديبة ، شاعرة ، من علماء الفلك والرياضيات في أواخر القرن التاسع
للهجرة .
أخذت فنون الأدب والشعر وعلوم الرياضيات والهيئة والنجوم من أكابر علماء عصرها ،
ونبغت في الشعر والرياضيات وعلم الفلك .
ذكرها الشيخ الطهراني في الذريعة قائلاً : كانت عالمة مُنجّمة ، استخرجت التقويم ، وهي
اُخت علاء الدين الكرماني ، وقد بَنَتْ مسجداً جنب دار الجامي (3) .
وذكرها الاستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة قائلاً : ذكرها
المعاصر لها الوزير الأمير نظام الدين على شير النوائي المتوفى سنة 960هـ في كتابه مجالس
النفائس ما ترجمته : ولها فضائل لا تُعدّ ولا تُحصى ، وكانت تستخرج التقويم وتنظم الشعر
____________
1 ـ الاجازة الكبيرة : 217 .
2 ـ دائرة المعارف تشيّع 3 : 549 .
3 ـ الذريعة 9 | 1 : 151 .
(308)
بأسلوب متين رائع (1) .
164 البيضاء الأنصاريّة
البيضاء بنت النعمان بن بشير الأنصاري ، ويقال لها عمرة ، وأسماء .
زوجة المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، الذي نال شرف الشهادة وبذل دمه في محبّة أهل
البيت عليهم السلام .
أديبة ، متكلّمة ، شاعرة ، عُرفت بالأمانة وحفظ العهد والوفاء ، عفيفة ديّنة متورّعة .
حينما هجم مصعب بن الزبير على المختار وتابعيه وقتلهم جميعاً إلاّ النساء من الجواري
وغيرهنّ ، فأحضرهنّ وطلب منهنَّ البراءة من المختار وإن لم يفعلن فمصيرهن الموت ، فتبرأنّ
جميعاً من المختار باستثناء زوجته البيضاء بنت النعمان فإنّها قالت :
إنّي لن أتبرأ من المختار وإن قتلتموني ، فإنّ الله قد كتب عليّ الشهادة ، وما بعد الشهادة إلاّ
الجنّة والحشر مع الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وعلي المرتضى عليه السلام ، ولن أخرج عن ولاية علي بن أبي
طالب عليه السلام ، ولا أتبّع غيره أبداً .
ثم قالت : اللّهم اشهد انّي من تابعي رسولك وأهل بيته عليهم السلام . فقُتلت ونالت شرف الشهادة
على أيديهم .
وقال الشاعر عمر بن أبي ربيعة في حقّها :
إنّ مِنْ أعْجَبِ العَجائِبِ عِنـدي * قَتـلَ بَيْضـاء حُـرَّةٍ عُطْبـولِ
قتلوها ظُلماً على غَيـرِ جُـرمٍ * إنّ لله دَرَّهــا مِــن قَتيــلِ
كُـتِبَ القَتْـلُ وَالقِتـالُ علينـا * وعلى الُمحْصناتِ جَرُّ الذُّيولِ (2)
____________
1 ـ مستدركات أعيان الشيعة 5 : 96 ، جواهر العجائب : 130 ، حديقة الشعراء 3 : 2198 ، رياحين الشريعة 4 : 187 .
2 ـ تأريخ الطبري 6 : 112 ، رياحين الشريعة 4 : 83 ، المرأة في ظلّ الإسلام 1 : 351 نقلاً عن العقد الفريد لابن عبدربّه الأندلسي .
(309)
وقال الشاعر سعيد بن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري في ذلك من قصيدة له :
أتاني بـأنَّ المُلحديـنَ تَـوافقـوا * علـى قَتْلِها لا جُنّبوا القَتلَ والسّلب
فـلا هنّأت آل الـزبيـر مـعيشة * وذاقوا لباسَ الذُلّ والخوف والحرب
كـأنّهم إذا أبـروزهـا وقُـطّعت * بـأسيافهم فـازوا بـمملكةِ العرب
ألـم تعجب الأقوام مـن قتلِ حُرةٍ * من المحصنات الدين محمودة الأدب
مـن الغـافلات المؤمنات بـريئة * مـن الذمّ والبهتان والشك والكـذب
ومن شعرها قولها تُخاطب أخاها أبان بن النعمان :
أطالَ الله شأوك من غلام * مـتى كانت مناكحنا جـذام
أترضى بالأكارع والذنابى * وقـد كُنا يقرّبنا السنام (1)
165 بيگي سلطان الخراسانيّة
عالمة ، فاضلة ، مُحدّثة ، شاعرة مُجيدة .
أخذت المقدّمات وفنون الأدب والفقه والحديث على أفاضل علماء خراسان ، فنشأت
على حبّ الأدب ، وطبعت نفسها على الشعر ، وأجادت في النظم ، وهي اُخت الدرويش پنج
المدّاح .
لها ديوان شعر ، ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة قائلاً : يوجد شعرها بخطّها في كتاب « كنز
السالكين » ، كتبته في مشهد خراسان في يوم تاسوعاء عام 907هـ (2) .
وذكرها السيّد حسن الأمين فيما استدركه على أعيان والده باسم « بيبي سلطان » ، وادّعى
أنّ الشيخ الطهراني ذكرها في الذريعة بهذا الاسم أيضاً (3) ، لكنّ الموجود في الذريعة هو
« بيگي » .
____________
1 ـ مستدركات أعيان الشيعة 6 : 199 نقلاً عن الأستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة .
2 ـ الذريعة 9 | 1 : 155 .
3 ـ مستدركات أعيان الشيعة 6 : 75 نقلاً عن الأستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة .
(310)
166 بيگم جان القاجاريّة
بيگم جان بنت السلطان فتح علي شاه القاجاري .
عالمة ، فاضلة ، عارفة ، من أهل الجود والكرم ، وصاحبة الخيرات والمبّرات والإحسان .
ولدت وترعرعت في بلاط أبي ها ، وأخذت العلم وفنون الأدب على أفاضل علماء طهران ،
حتى حصلت على درجة عالية من العلم والفضل (1) .
167 بيگم الأصفهانيّة
بيكم بنت الشاعر المعروف هاتف الأصفهاني ، وزوجة الشاعر علي أكبر المتخلّص
بـ ( نظيري ) ، ولدها الشاعر أحمد المتخلّص بـ ( كشته ) .
وهي شاعرة معروفة ، لها ديوان شعر باسم « ديوان رشحة أصفهاني » ، يقع في ثلاثة آلاف
بيت ، ترجمها الميرزا محمود قاجار في ( نقل مجلس ) ، وقد طبعت ستّ صفحات من ديوانها في
آخر ديوان والدها بطهران (2) .
168 پروين اعتصامي
پروين بنت الكاتب الإيراني المعروف يوسف اعتصامي الأشتياني ، الملقّب بـ ( اعتصام
الملك ) ، المتوفى سنة 1356هـ .
ولدت بمدينة تبريز سنة 1906م ، ونشأت وترعرعت في أسرة كريمة . كانت تميل منذ
طفولتها إلى الأدب والشعر الفارسي والعربي ، وتتلّمذت في تعلّم هاتين اللغتين على يد
____________
1 ـ مستدركات أعيان الشيعة 5 : 98 ـ 99 نقلاً عن الاُستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين
الشيعة ، تذكرة الخواتون : 69 ، خيّرات حسان 1 : 81 ، دائرة المعارف تشيع 3 : 587 ـ 588 .
2 ـ الذريعة 9 | 2 : 359 | 2121 .
(311)
أساتذة خصوصيين في دار أبيها ، ثم درست اللغة الانكليزية في مدرسة البنات الأميريكية في
طهران ، وتقدّمت في تعلّمها تقدّماً سريعاً محسوساً ، وبعد اكمالها للدراسة اشتغلت في هذه
المدرسة كمعلمة تُدّرس الأدب .
اتّصفت بحلاوة الحديث ، وصفاء النفس . ومَن أمعنَ النظر في شعرها يجد خلاله انسانةً
مُرهفة الشعور ، نيّرة القلب ، تحمل بين جنبيها قلباً رقيقاً عاطفياً حسّاساً تُثيره أدّق الشجون .
إنّ أبواب الشعر التي تطرّقت إليها الشاعرة پروين اعتصامي كانت لها أهمية كبيرة ،
ويقال : لم تظهر امرأة في تأريخ الشعر والأدب الفارسيين أعظم منها . عرضت في شعرها
أحاسيس المحرومين وآلامهم وآمالهم في الحياة ، وديوانها المطبوع خير شاهد على ذلك ، فهو
يحمل بين دفّتيه مجموعة شعرية رقيقة عاطفية ، تصوّر لنا فيه شتى الحالات النفسية .
توفيّت هذه الشاعرة في سنة 1360هـ في مدينة طهران بمرضٍ دام ثلاثة عشر يوماً فقط ،
وكان عمرها آنذاك خمسة وثلاثين سنة ، ودفنت إلى جوار قبر أبيها في مدينة قم المقدّسة . وقد
رثاها وأبّنها جمع من الشعراء والأدباء ، منهم السيّد محمّد جمال الهاشمي حيث قال :
رفرفي في الخلود بين طيـوره * واشربي من ندى الجمال ونوره
حِرتُ في فكركِ الخصيب وما جا * ء بـه للعقول فـي تصويـره
امعانـي الحيـاة وهـي محيط * غـرق الكـون ظامئاً في نميره
كـيف صـوّرت كنههـا بنشيد * ساحـر فـي أوزانـه وبحوره
زهرة الفرس ليت شعري أيبكي * روض ايـران أزكـى زهـوره
قـد تمشي الذبـول فيك وأيـا * رطري فـي حسنـه وعبيـره
وصَحونا علـى نعيك نستمطـر * أجفـاننــا بشـؤم نـذيـره
فوداعـاً قيثارة الشعر فالأنغام * تبقى في الدهر طي عصوره (1)
____________
1 ـ مستدركات أعيان الشيعة 3 : 45 .