قالت : صدقتَ يا أمير المؤمنين ، وأمّا البراجم : فأصابع مجتمعة ، وكفّ ممتنعة .
وأمّا طهية : فقوم هوج (1) ، وقرن لجوج (2) .
وأمّا بنو ربيعة : فصخرة صمّاء ، وحيّة رقشاء ، عزّهم لغيرهم ، ويفخرون بقومهم .
وأمّا بنو يربوع : ففرسان الرماح ، واُسود الصباح ، يعتقون الأقران ، ويقتلون الفرسان .
وأمّا بنو مالك : فجمع غير مفلول ، وعزّ غير مجهول ، ليوث هرّارة (3) ، وخيول كرّارة .
وأمّا بنو دارم ، فكرم لا يُدانى ، وشرف لا يُسامى ، وعزّ لا يُوازى .
قال : أنتِ أعلم الناس بتميم ، فكيف علمك بقيس ؟
قالت : كعلمي بنفسي .
قال : فخبرّيني عنهم .
قالت : أمّا غطفان ، فأكثر سادة ، وأمنع قادة .
وأمّا فزارة ، فبيتها المشهور ، وحسبها المذكور .
وأمّا ذيبان ، فخطباء ، شعراء ، أعزّة أقوياء .
وأمّا عبس : فجمرة لا تُطفأ ، وعقبة لا تُعلى ، وحيّة لا تُرقى .
وأمّا هوازن : فحلم ظاهر ، وعزّ قاهر .
وأمّا سليم : ففرسان الملاحم ، واُسود ضراغم .
وأمّا نمير : فشوكة مسمومة ، وهامة مذمومة ، وراية ملمومة .
وأمّا هلال : فإسم فخر ، وعزّ قوم .
وأمّا بنو كلاب : فعدد كثير ، وفخر أثير .
قال : لله أنتِ ، فما قولك في قريش ؟
قالت : يا أمير المؤمنين هم ذروة السنام ، وسادة الأنام ، والحسب القمقام .
____________
1 ـ هوج ، جمع أهوج : وهو الأحمق . الصحاح 1 : 351 « هوج » .
2 ـ الملاجة : التمادي في الخصومة . الصحاح 1 : 337 « لجج » .
3 ـ الهرير : صوت الرجال في حربهم . الصحاح 2 : 854 « هرر » .

(327)

قال : فما قولكِ في علي ؟
قالت : حاز والله في الشرف حدّاً لا يُوصف ، وغاية لا تُعرف ، وبالله أسأل أمير المؤمنين إعفائي ممّا أتخوّف .
قال : فعلتُ ، وأمر لها بضيعة نفسية غلّتها عشرة آلاف درهم (1) .

179 جسرة العامريّة
جسرة بنت دجاجة العامريّة ، من أهل الكوفة ، محدّثة ، روت عن أبي ذر سماعاً عن عائشة .
ذكرها ابن سعد في الطبقات الكبرى قائلاً :
أخبرنا أحمد بن عبدالله بن يونس ، قال : حدّثنا أبو بكر بن عيّاش ، عن قدامة العامريّة ، عن جسرة بنت دجاجة العامريّة أنّها اعتمرت نحواً من أربعين عمرة ورأت أباذر بالربذة (2) .

180 جلثومة العارضيّة
من عائر بني عارض في الرميثة .
مجاهدة ، شاعرة باللهجة العاميّة العراقيّة ، حضرت بعض وقائع ثورة العشرين ، ونزلت إلى ساحة المعركة مشجّعةً الثوار على قتال الانكليز .
وعندما ذهب زوجها وأولادها الثلاثة مع المجاهدين ، دخلت جلثومة وسط الثوار وصاحت بأعلى صوتها بطريقة الحدي :
وين اخوتي الطيبين * أهـــل الحميّــة
أنطـو تـلف للدين * بـالميّــة ميّـه
من عـادة الطيبين * تنطــي ضحيّــة

____________
1 ـ بلاغات النساء : 73 ، أعيان الشيعة 4 : 70 ، رياحين الشريعة 4 : 122 ، أعيان النساء : 96 .
2 ـ الطبقات الكبرى 8 : 489 ، رياحين الشريعة 4 : 127 .

(328)

ثم تنطلق بنفس الروح الثائرة ، فتحفّز الهمم وتُعطي صفات قومها قائلةً :
واحدكم اعله الموت * يـگبـل ولا ايهـاب
لا نفسه تحمل لـوم * لا يگبـل اعتــاب
الفاله والمگــوار * تهجم على اطواب (1)

181 جمانة الفزاريّة
جمانة بنت المسيّب بن نجبة الفزاري ، تزوّجها حذيفة بن اليمان .
من المحدّثات الراويات ، روت عن زوجها حذيفة بن اليمان ، ذكرها ابن سعد في الطبقات الكبرى (2) .
وأبوها المسيب بن نَجَبَة ـ بفتح النون والجيم والباء الموحّدة ـ كان من أصحاب أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه ، ومن أصحاب الإمام الحسن عليه السلام ، وقد خرج ـبعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ـ على ابن زياد مع سليمان بن صرد الخزاعي ، وقتل رضوان الله تعالى عليه في سنة 65 من الهجرة (3) .

182 جوهرة
جارية الإمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام .
عدّها الشيخ الطوسي رحمه الله في رجاله من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، وتبعه في ذلك كل مَن تأخّر عنه (4) .
____________
1 ـ معلومات ومشاهدات في الثورة العراقيّة الكبرى ( شاعرات في ثورة العشرين ) : 360 .
2 ـ طبقات ابن سعد 8 : 482 .
3 ـ رياحين الشريعة 4 : 131 .
4 ـ انظر : رجال ابن داود : 244 ، رجال الشيخ : 342 ، مجمع الرجال 7 : 171 ، منهج المقال : 400 ، جامع الرواة 2 : 456 ، تنقيح المقال 3 : 74 ، رياحين الشريعة 4 : 132 ، أعيان الشيعة 4 : 298 ، معجم رجال الحديث 23 : 182 .

(329)

183 جويرة
راوية من راويات الحديث ، روت عن الإمام الصادق عليه السلام ، وروى عنها بكر بن محمّد .
أورد لها الشيخ الطوسي رحمه الله رواية في التهذيب بسنده عن بكر بن محمّد ، عن جويرة ، قالت :
« مرّ أبو عبدالله عليه السلام وأنا في المسجد أنتظر مولى لنا ، فقال : « يا اُم عثمان ما يُقيمك هاهنا ؟ »
قلتُ : أنتظر مولى لنا .
فقال : « أعتقتموه ؟ » .
قلتُ : لا .
فقال : « أعتقتم أباه ؟ » .
قلتُ : لا ، أعتقنا جدّه .
فقال : « ليس هذا مولاكم ، هذا أخوكم » (1) .









ورواه الشيخ أيضاً في الإستبصار (2) .
وفي الوسائل : بريرة بدل جويرة (3) ، وفي معجم رجال الحديث عنونها باسم كبيرة ، وكثيرة ، وجويرة (4) .

184 جويرة الهاشميّة
امرأة عيسى بن موسى الهاشمي .
____________
1 ـ التهذيب 8 : 253 حديث 918 باب العتق وأحكامه .
2 ـ الإستبصار 4 : 23 حديث 74 .
3 ـ وسائل الشيعة 14 : 561 باب 52 أنّ الأمة إذا كانت زوجة العبد أو الحرّ ثم اُعتقت .
4 ـ معجم رجال الحديث 23 : 198 .

(330)

راوية من راويات الحديث ، عدّها البرقي من الراويات عن الإمام الصادق عليه السلام (1) .
وروى الشيخ الطوسي في التهذيب ، قال : وامّا ما رواه محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن العباس بن معروف ، عن سعدان بن مسلم ، عن علي الواسطي ، قال : دَخَلتْ الجويرية ـ وكانت تحت عيسى بن موسى ـ على أبي عبدالله عليه السلام ـ وكانت صالحة ـ فقالت : إنّي اُطيّب لزوجي ، فنجعل في المشطة التي امتشط بها الخمر وأجعله في رأسي ؟
قال : « لا بأس » (2) .
وليس المقصود من الخمر هنا الخمر المحرّم المتعارف عليه ، بل هو نضوح ، وهو نوع من الطيب ، وقد فسّره الشيخ الطوسي بالحديث الذي بعده حيث قال :
قال محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن موسى بن عمر ، عن عمرو بن سعيد ، عن مصدق بن صدقة ، عن عمار الساباطي ، قال : سألتُ أبا عبدالله عليه السلام عن النضوح ، قال : « يُطبخ التمر حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه ، يمتشطن به » (3) .
وقال الجوهري في الصحاح : النَّضُوحُ : ضرب من الطيب (4) .
ومثله قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط (5) .
وقال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر : النَّضوح بالفتح : ضرب من الطيب تفوح رائحته (6) .

185 جويريّة الخزاعيّة
جويريّة بنت الحارث الخزاعيّة المصطلقيّة ، وقيل : اسمها « جويرة » ، وقد رجّح الشيخ
____________
1 ـ رجال البرقي : 62 .
2 ـ التهذيب 9 : 123 حديث 530 باب الذبائح والأطعمة .
3 ـ التهذيب 9 : 123 حديث 531 باب الذبائح والأطعمة .
4 ـ الصحاح 1 : 412 « نضح » .
5 ـ القاموس المحيط 1 : 253 « نضح » .
6 ـ النهاية 5 : 69 « نضح » .

(331)

المامقاني رحمه الله الاسم الأوّل لها ؛ لوروده في كلام ابن عبد البر وابن مندة و أبي نعيم وابن الأثير .
وهي من اُمّهات المؤمنين ، صحابيّة جليلة ، ذكرها الشيخ الطوسى رحمه الله في رجاله من أصحابه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (1) .
كانت من سبايا غزوة بني المصطلق ، التي وقعت في السنة الخامسة الهجريّة ، فأصبحت من ملك ثابت بن قيس بن شماس ، أو ابن عمٍّ له ، فكاتبته على نفسها ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تستعينه على كتابتها ، قالت : يا رسول الله أنا جويريّة بنت الحارث ، سيّد قومه ، فقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك ، فقد كاتبتُ على نفسي ، فأعني على كتابتي .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أوخير من ذلك ؟ ! أودّي عنكِ كتابتكِ وأتزوّجك » .
فقالت : نعم .
ففعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فبلغ الناس أنّه تزوّجها ، فقالوا : أصهار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق ، فلقد اُعتق بها مائة من أهل بيت من بني المصطلق ، فلا تعلم امرأة أعظم بركة على قومها .
ولمّا تزوّجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حجبها وقسّم لها ، وكان اسمها « برّة » فسماها « جويريّة » (2) .

186 حُبّى اُخت ميسر
حُبّى : بضم الحاء المهملة ، وتشديد الباء الموحّدة ، ثم الألف المقصورة .
وميسر : بصيغة اسم الفاعل ، مِنْ يسر .
وهي من العابدات الزاهدات ، المواليات لأهل بيت العصمة عليهم السلام .
روى الكشي ما يدلّ على حسن حالها وصلاحها ، قال : حدّثني أبو محمّد الدمشقي ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه ، عن ميسر ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال :
____________
1 ـ رجال الشيخ الطوسي : 32 .
2 ـ تنقيح المقال 3 : 74 ، معجم رجال الحديث 23 : 183 .

(332)

أقامت حُبّى اُخت ميسر بمكّة ثلاثين سنة أو أكثر ، حتى ذهب أهل بيتها وفنوا أجمعين إلاّ قليلاً ، قال : فقال ميسر لأبي عبدالله عليه السلام .
جُعلت فداك إن اُختي قد أقامت بمكّة حتى ذهب أهلها ، وقرابتها تحزن عليها ، وقد بقي منهم بقيّة يخافون أن يذهبوا كما ذهب مَن مضى ولا يرونها ، فلو قُلتَ لها فإنّها تقبل منك ، قال : « يا ميسر دعها ، فإنّه ما يُدفع عنكم إلاّ بدعائها » .
قال : فألح على أبي عبدالله عليه السلام ، فقال لها عليه السلام : « يا حُبّى ما يمنعك من مصلّى علي عليه السلام الذي كان يصلّي فيه علي عليه السلام » .
قال : فانصرفت .







وقال المامقاني في تنقيح المقال : إنّي اعتبرها من الحسان بل الثقات ، لعدم تعقّل عدم ردّ دعاء غير الثقة (1) .

187 حبّابة الوالبيّة
حبّابة بنت جعفر الأسديّة الوالبيّة ، تُكنى بـ « اُم الندى » .
مؤمنة ، عُرفت بولائها لأهل بيت العصمة عليهم السلام ، رأت الإمام علي عليه السلام ومَن بعده من الأئمة إلى زمن الإمام الرضا عليه السلام حيث ماتت في أيامه ، وقد كفّنها الإمام الرضا عليه السلام في قميصه .
وهي راوية من راويات الحديث ، روت عن الأئمة سلام الله عليهم ، وروى عنها ثابت الثمالي .
عدّها البرقي رحمه الله في رجاله من الراويات عن أمير المؤمنين و أبي جعفر عليهما السلام ، وعدّها
____________
1 ـ انظر : رجال الكشي : 417 رقم 491 التحرير الطاووسي : 93 مجمع الرجال 7 : 172 ، نقد الرجال : 412 ، جامع الرواة 2 : 455 ، رجال أبو علي : 369 ، تنقيح المقال 3 : 75 ، أعيان الشيعة 4 : 224 و 382 ، رياحين الشريعة 4 : 140 و 195 ، معجم رجال الحديث 23 : 172 و 186 .
(333)

الشيخ الطوسي في رجاله تارة من أصحاب الحسن عليه السلام واُخرى من أصحاب الباقر عليه السلام (1) ، وذكرها ابن داود في القسم الأوّل من كتابه في باب الاسماء من أصحاب الحسن والحسين وعلي بن الحسين والباقر عليهم السلام (2) .
روى الكليني في الكافي بإسناده عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي ، عن حبّابة الوالبية قالت :
رأيتُ أمير المؤمنين عليه السلام في شرطة الخميس ـ إلى أن قالت ـ : فقلت له : يا أمير المؤمنين ما دلالة الإمامة ، يرحمك الله .
قالت : فقال عليه السلام أعطيني تلك الحصاة ، وأشار بيده إلى حصاة ، فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه ، ثم قال لي : « يا حبابة إذا ادّعى مدّع الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنّه إمام مفترض الطاعة ، والإمام لا يعزب عنه شيء يريده » .
قالت : ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين عليه السلام ـ إلى أن قالت ـ ثم أتيتُ علي بن الحسين عليهما السلام وقد بلغ بي الكِبر الى أن أرعشت وأنا أعد يومئذ مائة وثلاث عشرة سنة ، فرأيته راكعاً ساجداً مشغولاً بالعبادة فيئست من الدلالة ، فأومأ إليّ بالسبابة فعاد شبابي .
قالت : فقلتُ : يا سيّدي كم مضى من الدنيا وكم بقى ؟
فقال : « أما ما مضى فنعم ، وأما بقي فلا » .
قالت : ثم قال لي : « هاتي ما معك » ، فأعطيته الحصاة فطبع فيها ، ثم أتيت أباجعفر عليه السلام فطبع لي فيها ، ثم أتيت أبا عبدالله عليه السلام فطبع لي فيها ، ثم أتيت أباالحسن موسى عليه السلام فطبع فيها ، ثم أتيتُ الرضا عليه السلام فطبع لي فيها .















____________
1 ـ رجال الشيخ : 42 و 71 .
2 ـ رجال ابن داود : 69 .

(334)

وعاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر على ما ذكر محمّد بن هشام (1) .


وقال الشيخ الطوسي رحمه الله في كتاب الغيبة : وقصة الرضا عليه السلام مع حبابة الوالبية صاحبة الحصاة التي طبع فيها أمير المؤمنين عليه السلام وقال لها : « مَنْ طبع فيها فهو إمام » ، وبقيت إلى أيام الرضا عليه السلام فطبع فيها ، وقد شهدت مَنْ تقدم من آبائه وطبعوا فيها ، وهو عليه السلام آخر من لقيتهم وماتت بعد لقائها إياه وكفّنها في قميصه (2) .
وروى الكشي عن محمّد بن مسعود قال : حدّثني جعفر بن أحمد قال : حدّثني العمركي ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن عنبسة بن مصعب وعلي بن المغيرة ، عن عمران بن ميثم قال : دخلت أنا وعباية الأسدي على امرأة من بني أسد يقال لها حبّابة الوالبية ، فقال لها عباية : تدرين من هذا الشاب الذي معي ؟
قالت : لا .
قال : مه ابن أخيك ميثم .
قالت : إي والله إي والله ، ثم قالت : ألا اُحدثكم بحديث سمعته من أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام :
قلنا : بلى .
قالت : سمعتُ الحسين بن علي عليه السلام يقول :
« نحن وشيعتنا على الفطرة التي بعث الله عليها محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم ، وسائر الناس منها براء » .



وكانت قد أدركت أمير المؤمنين عليه السلام ، وعاشت إلى زمن الرضا عليه السلام على ما بلغني والله أعلم (3) .
وروى أيضاً عن حمدويه ، عن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي نجران ، عن إسحاق بن سويد
____________
1 ـ الكافي 1 : 346 حديث 1 باب ما يفصل به دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة .
2 ـ الغَيبة : 50 حديث 9 في الكلام على الواقفة في ذيل الروايات الرادة عليهم .
3 ـ رجال الكشي : 114 رقم 182 .

(335)

الفرّاء ، عن إسحاق بن عمّار ، عن صالح بن ميثم قال : دخلتُ أنا وعباية الأسدي على حبّابة الوالبية فقال لها : هذا ابن أخيك ميثم .
قالت : ابن أخي والله حقّاً ، ألا اُحدثكم بحديث عن الحسين بن علي عليهما السلام ؟
فقلنا : بلى قالت :
دخلتُ عليه عليه السلام وسلّمت فردّ السلام ورحّب ثم قال : « ما أبطأك عن زيارتنا والتسليم علينا يا حبابة ؟ » .
قلت : ما أبطأني عنك إلاّ علّة عرضت .
قال : « وما هي » .
فكشفت خماري عن برص .
قالت : فوضع يده على البرص ودعا ، فلم يزل يدعو حتى رفع يده وقد كشف الله ذلك البرص ، ثم قال : « يا حبابة ليس أحد على ملّة ابراهيم في هذه الاُم ة غيرنا وغير شيعتنا ومن سواهم منها براء » (1) .









وأخرج لها الصدوق في الفقيه رواية فقال : روى المفضّل بن عمر ، عن ثابت الثمالي ، عن حبّابة الوالبية رضي الله عنها قالت :
سمعتُ مولاي أمير المؤمنين عليه السلام يقول : « إنّا أهل بيت لا نشرب المسكر ، ولا نأكل الجري ، ولا نمسح على الخفين ، فمن كان من شيعتنا فليقتد بنا وليستن بسنتنا » (2) .



____________
1 ـ رجال الكشي : 114 رقم 183 .
2 ـ من لا يحضره الفقيه 4 : 289 حديث 898 . وانظر إضافة لما مرّ من المصادر : الكافي 1 : 346 و347 ، الخرائج والجرائح : 241 ، بصائر الدرجات : 75 ، التحرير الطاووسي : 92 ، مجمع الرجال 7 : 17 ، منهج المقال : 400 ، إعلام الورى : 208 ، نقد الرجال : 413 ، جامع الرواة 2 : 456 ، رجال أبو علي : 369 ، تكملة الرجال 2 : 722 ، تنقيح المقال 3 : 74 ، أعيان الشيعة 4 : 383 ، رياحين الشريعة 4 : 137 ، معجم رجال الحديث 23 : 184 .

(336)

188 حبيبة الأنصاريّة
حبيبة بنت شريق بن أبي خثمة الأنصاريّة ، وقيل الهذليّة ، والدة مسعود بن الحكم .
راوية من راويات الحديث ، روت عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وعن بديل بن ورقاء .
وروى عنها عيسى بن مسعود بن الحكم ، ومسعود بن الحكم .
ذكرها أبو نعيم في الصحابة ، وذكرها ابن حبّان في ثقات التابعين (1) .

189 حجابي استرابادي
حجابي بنت الخواجة هادي الاسترابادي ، إحدى الشاعرات الإيرانيات المعروفات بجودة الشعر ولطافته ، أوردَ شعرها وأطراه في مرآة الخيال ص 337 ، وسمّى والدها « هلال استرابادي » (2) .

190 حرَّة السعديّة
حرَّة بنت حليمة السعديّة ، إحدى المؤمنات المواليات لعلي بن أبي طالب سلام الله عليه ، وإحدى المجاهدات باللسان ، التي قالت كلمة حقّ عند سلطان جائر .
روى أبو الفضل سديد الدين شاذان بن جبرائيل بن أبي طالب القمي في الفضائل ، عن جماعة ثقات : إنّه لما وردت حرَّة بنت حليمة السعدية على الحجّاج بن يوسف الثقفي فمثلت بين يديه قال لها : أنتِ حرّة بنت حليمة السعدية ؟
قالت له : فراسة من غير مؤمن!
فقال لها : الله جاءَ بكِ ، فقد قيلَ عنكَ أنّك تفضّلين عليّاً على أبي بكر وعمر وعثمان .
____________
1 ـ انظر : الإصابة 4 : 271 ، تهذيب التهذيب 13 : 437 ، تقريب التهذيب 2 : 594 ، أعلام النساء 1 : 240 .
2 ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة 9 | 2 : 232 رقم 1412 .

(337)

فقالت : لقد كذبَ الذي قال إنّي اُفضّله على هؤلاء خاصة .
قال : وعلى مَن غير هؤلاء ؟ !
قالت : اُفضَله على آدم ، ونوح ، ولوط ، وابراهيم ، وداود ، وسليمان ، وعيسى بن مريم عليهم السلام .
فقال لها : ويلكَ إنّك تفضّليه على الصحابة ، وتزيدين عليهم سبعة من الأنبياء من اُولي العزم من الرسل ؟ إن لم تأتيني ببيان ما قُلتِ ضربتُ عنقكِ .
فقالت : ما أنا مفضّلته على هؤلاء الأنبياء ، لكن الله عزّ وجلّ فضّله عليهم في القرآن بقوله عزّ وجلّ في حقّ آدم : ( وعصى آدم ربّه فغوى ) (1) ، وقال في حقّ عليّ : ( وكان سعيكم مشكوراً ) (2) .
فقال : أحسنتِ يا حرّة ، فبما تفضّلينه على نوح ولوط ؟
فقالت : الله عزّ وجلّ فضّله عليهما بقوله : ( ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل اُدخلا النار مع الداخلين ) (3) ، وعليّ ابن أبي طالب كان ملاكه تحت سدرة المنتهى ، زوجته بنت محمّد فاطمة الزهراء ، التي يرضى الله لرضاها ويسخط لسخطها .
فقال الحجّاج : أحسنتِ يا حرّة ، فبما تفضلينه على أبي الأنبياء إبراهيم خليل الله ؟
فقالت : الله عزّ وجلّ فضله بقوله : ( وإذ قال إبراهيم ربّ أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال : بلى ولكن ليطمئن قلبي ) (4) ، ومولاي أمير المؤمنين قال قولاً لا يختلف فيه أحد من المسلمين : « لو كُشف الغطاء ما ازددت يقيناً » ، وهذه كلمة ما قالها أحد قبله ولا بعده .
فقال : أحسنتِ يا حرّة ، فبما تفضلينه على موسى كليم الله ؟
____________
1 ـ طه : 121 .
2 ـ الإنسان : 22 .
3 ـ التحريم : 10 .
4 ـ البقرة : 260 .

(338)

قالت : يقول الله عزّ وجلّ : ( فخرج منها خائفاً يترقّب ) (1) ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام بات على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يخف ، حتى أنزل الله تعالى في حقّه : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) (2) .
قال الحجّاج : أحسنتِ يا حرّة ، فبما تفضلينه على داود وسليمان عليهما السلام )
قالت : الله تعالى فضّله عليهما بقوله عزّ وجلّ : ( إنّا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحقّ ولا تتبّع الهوى فيضلّك عن سبيل الله ) (3) .
قال لها : في أيّ شيء كانت حكومته ؟
قالت : في رجلين ، رجل كان له كرم ، والآخر له غنم ، فنفشت الغنم بالكرم فرعته ، فاحتكما إلى داود عليه السلام ، فقال : تباع الغنم وينفق ثمنها على الكرم حتى يعود إلى ما كان عليه ، فقال له ولده : لا يا أبة ، بل يؤخذ من لبنها ، وهو قول الله تعالى : ( ففهمناها سليمان ) (4) . وإنّ مولانا أمير المؤمنين علياً عليه السلام قال : « سلوني عن ما فوق العرش ، سلوني عن ما تحت العرش ، سلوني قبل أن تفقدوني » ، وانّه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم فتح خيبر فقال صلى الله عليه وآله وسلم للحاضرين : « أفضلكم وأعلمكم وأقضاكم عليّ » .
فقال لها : أحسنت يا حرّة ، فبما تفضلينه على سليمان ؟
فقالت : الله تعالى فضّله عليه بقوله تعالى : ( ربّ هب لي مُلكاً لا ينبغي لأحد من بعدي ) (5) ، ومولانا أمير المؤمنين عليه السلام قال : « طلّقتك يا دنيا ثلاثاً لا حاجة لي فيكِ » ، فعند ذلك أنزل الله تعالى فيه : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون عُلوّاً في الأرض ولا فساداً ) (6) .
____________
1 ـ القصاص : 18 .
2 ـ البقرة : 207 .
3 ـ ص : 26 .
4 ـ الأنبياء : 79 .
5 ـ ص : 35 .
6 ـ القصص : 83 .

(339)

فقال : أحسنتِ يا حرّة ، فبما تفضلينه على عيسى بن مريم عليه السلام ؟
قالت : الله تعالى فضّله بقوله تعالى : ( إذ قال يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني و اُمّي إلهين من دون الله ؟ قال : سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحقّ إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنّك علاّم الغيوب ما قلت لهم إلاّ ما أمرتني به ) (1) ، فأخّر الحكومة إلى يوم القيامة . وعلي بن أبي طالب لمّا ادّعوا النصيرية فيه ما ادّعوه قتلهم ولم يؤخّر حكومتهم ، فهذه كانت فضائله لم تُعدّ بفضائل غيره .
قال : أحسنتِ يا حرّة ، خرجتِ من جوابك ، ولولا ذلك لكان ذلك ، ثم أجازها وأعطاها وسرّحها سراحاً حسناً رحمة الله عليها (2) .
والنصيريّة : طائفة من الغُلاة السَبأيّة ، وملخّص مقالتهم في الأئمة من أهل البيت عليهم السلام : أنّهم روح اللاهوت ، وقد نقل ابن حزم الظاهري في الفصل (3) ، والشهرستاني في الملل والنحل (4) ، وغيرهما تفصيل مقالتهم .

191 حزامة بنت وهب
صحابيّة جليلة ، عدّها الشيخ الطوسي رحمه الله في رجاله من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (5) .
واختلف في اسمها .
ففي رجال الشيخ : حرامة .
وفي منهج المقال : خدامة (6) .
____________
1 ـ المائدة : 116 .
2 ـ الفضائل : 137 . وعنه في بحار الأنوار 46 : 134 ، ورياحين الشريعة 4 : 144 .
3 ـ الفِصل 2 : 318 .
4 ـ الملل والنحل المطبوع بهامش الفصل 2 : 22 . 4 : 142 .
5 ـ رجال الشيخ : 34 .
6 ـ منهج المقال : 400 .

(340)

وفي نقد الرجال : خرامة (1) .
وفي مجمع الرجال وتنقيح المقال : حزامة (2) .
قال المامقاني : حزامة بنت وهب ، عدّها الشيخ رحمه الله من الصحابيات ، وهي بالحاء المهملة والزاي المعجمة ، والألف والميم والهاء ، وفي بعض النسخ ابدالها بخدامة بالخاء المعجمة والدال ، ولم أقف على حالها ، وليس لها على النسختين ذكر في اُسد الغابة وغيره مما هو موضوع لاستقصاء الصحابة .

192 حسرة الأنصارية
مؤمنة موالية لأهل البيت عليهم السلام ، لها ذِكرٌ حسن في قرب الإسناد يدلّ على إخلاصها لأهل البيت عليهم السلام ومحبّتها لهم .
قال : عن السندي بن محمّد ، عن صفوان الجمّال ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « كانت امرأة من الأنصار تُدعى حسرة ، تغشى آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وتحنُّ إليهم ، وإن زفر وحبتر لقياها ذات يوم فقالا : أين تذهبين يا حسرة ؟
فقالت : أذهب إلى آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ، فأقضي من حقّهم ، وأحدث بهم عهداً .
فقالا : ويلكَ إنّه ليس لهم حقّ ، إنّما كان هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فانصرفت حسرة ولبثت أياماً ثم جاءت ، فقالت لها اُم سلمة زوجة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : ما أبطأ بك يا حسرة ؟
فقالت : استقبلني زفر وحبتر فقالا : أين تذهبين يا حسرة ؟
فقلت : أذهب إلى آل محمّد فأقضي من حقّهم الواجب .
فقالا : إنّهم ليس لهم حقّ ، إنّما كان هذا على عهد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم .
____________
1 ـ نقد الرجال : 413 .
2 ـ مجمع الرجال 7 : 173 ، تنقيح المقال 3 : 76 .