( 9 ) عن عائشة : إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشّر خديجة ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه
ولا نصب (1) .
( 10 ) قال صلى الله عليه وآله وسلم :
« خديجة سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله وبمحمّد » (2) .
( 11 ) قال ابن عباس : خطّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الأرض أربعة خطوط ، ثم قال : « أتدرون
ما هذا » ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
« أفضل نساء أهل الجنة أربع : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ،
ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون » (3) .
( 12 ) قال صلى الله عليه وآله وسلم :
« خير نسائها خديجة بنت خويلد ، خير نسائها مريم بنت عمران » (4) .
( 13 ) قال صلى الله عليه وآله وسلم :
« أربع نسوة سيّدات عالمهن : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ،
وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ، وأفضلهن عالماً فاطمة » (5) .
( 14 ) قالت عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها
واستغفار لها ، فذكرها يوماً فحملتني الغيرة ، فقلت : لقد عوّضك الله من كبيرة السن . قالت :
فرأيته غضب غضباً شديداً ، فاُسقط في يدي وقلت في نفسي : اللهم إذا أذهبت غضب رسولك
____________
1 ـ الإصابة 4 : 273 .
2 ـ المستدرك على الصحيحين 3 : 184 .
3 ـ الاستيعاب ( المطبوع مع الاصابة ) 4 : 279 .
4 ـ اُسد الغابة 5 : 538 .
5 ـ ذخائر العقبى : 44 .
(372)
عني لم أعد لذكرها بسوء ، فلمّا رأى النبيّ ما لقيت قال :
« كيف قلتِ ؟ والله لقد آمنت بي إذ كذّبني الناس ، وآوتني إذ رفضني
الناس ، ورزقت منها الولد وحرمتيه مني » .
قالت : فغدا وراح عليّ بها شهراً (1) .
( 15 ) قال صلى الله عليه وآله وسلم :
« كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلاّ مريم بنت عمران ، وآسية
بنت مزاحم أمرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد » (2) .
( 16 ) قالت عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذبح الشاة يقول : « أرسلوا إلى أصدقاء
خديجة » ، فذكرت له يوماً ، فقال : « إنّي لاُحب حبيبها » (3) .
207 خديجة بنت الإمام الجواد عليه السلام
جليلة القدر ، عالمة بالأخبار .
روى الشيخ الطوسي رحمه الله في كتاب الغَيبة عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن محمّد بن جعفر
الأسدي ، قال : حدّثني أحمد بن ابراهيم ، دخلتُ على خديجة بنت محمّد بن علي الرضا عليه السلام سنة
262هـ فكلّمتها من وراء حجاب ، وسألتها عن دينها فسمّت لي من تأتم بهم ، ثم قالت : فلان
بن الحسن ، فسمّته .
فقلت لها : جعلني الله فداك معاينة أو خبراً ؟
فقالت : خبراً عن أبي محمد عليه السلام كتب به إلى اُمّه .
قلت : فأين الولد ؟
قالت : مستور .
____________
1 ـ سير أعلام النبلاء : 2 : 82 .
2 ـ الفصول المهمة : 129 .
3 ـ الإصابة : 4 : 281 .
(373)
فقلت : إلى مَن تفزع الشيعة ؟
قالت : إلى الجدّة اُم أبي محمد عليه السلام .
قلت : أقتدي بمن وصيته إلى امرأة ؟
فقالت : اقتدِ بالحسين بن علي عليهما السلام أوصى إلى اُخته زينب بنت علي عليه السلام في الظاهر ، وكان ما
يخرج من علي بن الحسين عليهما السلام من علم ينسب إلى زينب ستراً على علي بن الحسين عليه السلام .
ثم قالت : إنّكم قوم أصحاب أخبار ، أما رويتم أن التاسع من ولد الحسين عليه السلام يقسّم ميراثه
وهو في الحياة .
وروى هذا الخبر التعلكبري عن الحسن بن محمّد النهاوندي ، عن الحسن بن جعفر بن
مسلم الحنفي ، عن أبي حامد المراغي ، قال : سألت خديجة بنت محمّد اُخت أبي الحسن
العسكري عليه السلام ، وذكر مثله (1) .
208 خديجة بنت عمر
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .
من النساء الفاضلات المحدّثات ، روت عن عمّها محمّد الباقر عليه السلام ، وروى عنها عبدالله ابن
ابراهيم بن محمّد الجعفري (2) .
أخرج الكليني لها في الكافي حديثاً ، قال : عن بعض أصحابنا ، عن محمّد بن حسّان ، عن
محمّد بن رنجويه ، عن عبدالله بن الحكم الأرميني ، عن عبدالله بن ابراهيم بن محمّد الجعفري ،
قال : أتينا بنت عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام نعزّيها بابن بنتها ، فوجدنا
عندها موسى بن عبدالله بن الحسن ، فإذا هي في ناحية قريبة من النساء ، فعزيناها ثم أقبلنا
عليه فإذا هو يقول لابنة أبي يشكر الراثية قولي ، فقالت :
____________
1 ـ الغيبة : 138 .
2 ـ جامع الرواة 2 : 457 ، تنقيح المقال 3 : 77 ، أعيان الشيعة 6 : 312 ، رياحين الشريعة 4 : 196 ، معجم رجال الحديث 23 : 189 .
(374)
اعدد رسـول الله واعدد بعـده * أسـد الإلـه وثـالثاً عبـاسا
واعدد علي الخير واعدد جعفراً * واعـدد عـقيلاً بعده الرُّوَّاسا
فقال : أحسنتِ زيديني ، فاندفعت تقول :
ومنّـا إمـام المتّقيـن محمّـد * وفـارسه ذاك الإمـام المطهّر
ومنّا علي صهـره وابـن عمّه * وحمـزة منّـا والمهذّب جعفر
فأقمنا عندها حتى كاد الليل أن يجيء ، ثم قالت خديجة : سمعت عمّي محمّد بن علي صلوات
الله عليهما وهو يقول :
« إنما تحتاج المرأة في المأتم إلى النوح لتسيل دمعتها ، ولا ينبغي لها أن تقول
هجراً ، فإذا جاء الليل فلا ينبغي أن تؤذي الملائكة بالنوح » .
ثم خرجنا فغدونا إليها غدوة فتذاكرنا اختزال منزلها من دار أبي عبدالله جعفر بن محمّد ،
قال : فقال : هذه دار تسمّى دار السرقة ، فقالت : هذا ما اصطفى مهديّنا ، تعني محمد بن عبدالله
بن الحسن ، تمازحه بذلك .
ثم حكى أنّ موسى بن عبدالله هذا ذكر له مجيء أبيه إلى الصادق عليه السلام عند خروج ابنه
محمّد ، وما دار بينهما وما أخبره الصادق عليه السلام ، ونهيه إياهم عن الخروج ، وعدم قبولهم منه ،
ووقوع كل ما أخبر به (1) .
خديجة بنت الإمام محمّد الباقر عليه السلام
محدّثة ، من فضليات النساء ، ذات تقوى وإيمان .
عدّها الشيخ الطوسي رحمه الله في رجاله في أصحاب الإمام الباقر محمّد بن علي بن الحسين ابن
علي بن أبي طالب عليهم السلام (2) .
____________
1 ـ الكافي 1 : 358 حديث 17 باب : ما يفرّق به بين دعوى المحق والمبطل .
2 ـ رجال الشيخ : 142 . وانظر : مجمع الرجال 7 : 173 ، منهج المقال : 400 ، نقد الرجال : 413 ، جامع الرواة 2 : 457 ، تنقيح المقال 3 : 77 ، رياحين الشريعة 6 : 313 ، معجم رجال الحديث 23 : 189 .
(375)
210 خديجة القزوينيّة
خديجة بنت الشيخ محمّد صالح ابن الشيخ محمّد الملائكة ابن الشيخ محمّد تقي ابن الشيخ
محمّد جعفر ابن الملا محمّد كاظم البرغاني القزويني .
فقيهة ، مجتهدة ، مُحدّثة ، مؤلّفة ، مُدرّسة للعلوم الإسلامية ، بصيرة بالكلام ، حافظة للقرآن
الكريم ، عالمة بتفسيره ، زاهدة ، عابدة .
أخذت المقدّمات وعلوم العربية وفنون الأدب على اختها قرّة العين وسائر رجالات
اسرتها ، وتخرجّت في الفقه والأصول والتفسير والحديث على والدها الشيخ محمّد صالح
المتوفى سنة 1271هـ وعمّها الشهيد الثالث المستشهد سنة 1263هـ ، وأخذت العرفان عن
عمّها الملاّ علي ، والفلسفة عن الآخوند الملاّ آغا الحكمي القزويني .
ولمّا بلغت سنّ الرشد تزوّجت الميرزا مفيد ابن السيّد الميرزا حسن القزويني ، ورزقت منه
خمسة أولاد ذكور .
تصدّرت كرسي التدريس في قسم النساء في المدرسة الصالحية بقزوين ، وكانت تفتي في
المسائل الفقهية والعلمية .
لها عدّة مؤلّفات منها : مجموعة المسائل ، رسائل في الفقه ، بعض الرسائل العرفانية .
ومؤلّفاتها موجودة الآن عند أحفادها آل شيخ الإسلام في قزوين .
كانت رحمها الله من ربّات الاحسان والكرم ، وملجأً للارامل واليتامى والمنقطعين ، ومن
آثارها الباقية جامع ضخم ، والمدرسة الدينية المعروفة باسم ولدها الميرزا مسعود شيخ
الإسلام ، حيث ساهمت بقسمٍ من نفقات هذه المدرسة من مالها الخاص .
توفيّت حدود سنة 1321هـ (1) .
____________
1 ـ مستدركات أعيان الشيعة 4 : 104 نقلاً عن الأستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة .
(376)
211 خلب النائحة
نائحة عراقيّة ، مجاهدة ، مؤمنة ، معروفة بجودة النوح على الإمام الحسين عليه السلام ، كانت تنوح
كثيراً بقصيدة الناشىء والتي منها ال أبي ات التالية :
بني أحمـد قلبـي لـكم يتقطّـع * بـمثل مصـابي فـيكم ليس يسمع
عجبتُ لكـم تفنون قتلاً بسيفكـم * ويسطو عليكم مَن لكـم كان يخضع
فما بقعة في الأرض شرقاً ومغرباً * ولـيس لكـم فيهـا قتيل ومصرع
ظُلمتـم وقُتلتـم وقُسّـم فيئُكـم * ويسلمنـي طيـبُ الهجـوع فأهجع
كأنّ رسول الله أوصـى بـقتلكم * فـأجسامكم في كـلّ أرضٍ تـوزع
أظهرت خلب ولاءها لأهل البيت عليهم السلام رغم الظروف السياسيّة الصعبة ، والتعصبات
الطائفية العمياء التي عاشتها في القرن الرابع الهجري ، حيث سيّطر الحنابلة على بغداد آنذاك ،
وحاربوا المذاهب الإسلاميّة كافة ، وفرضوا مذهبهم على الناس ، حتى أنّ الحسن ابن علي ابن
خلف البربهاري رئيس الحنابلة آنذاك أمرَ بقتلها ، فهربت منه ، واختفت في دور بعض
الوجهاء ، ومع ذلك كلّه لم تترك النوح على الإمام الحسين عليه السلام ، وأخذت تعقد المجالس
الحسينية سرّاً (1) .
212 خنساء الأنصاريّة
خنساء بنت خدام الأنصارية الأوسيّة ، من بني عمرو بن عوف .
صحابية معروفـة ، روى عنها : ابنها السائب بن أبي لبابـة ، وعبدالرحمـان ومجمع ابنا
يزيد ابن جاريـة ، وعبـدالله بن أبي يزيد بن وديعـة بن حذام ، وروى محمّـد بن إسحـاق ،
عن حجاج بن السائب بن أبي لبابة ، عن أبيه ، عن جدّته خنساء بنت حذام ، يعني جدّة
____________
1 ـ نشوار المحاضرة 2 : 223 ، ثورة الحسين في الوجدان الشعبي : 259 ، الحسين في موكب الخالدين :
235ـ237 .
(377)
الحجاج .
وهي زوج أبي لبابة بن عبدالمنذر ، وقد أنكحها أبوها وهي كارهة ، فردّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم نكاحها .
وقد اختلف في اسم أبيها قيل : خدام ، وقيل : حذام ، وقيل : حزام (1) .
213 خولة بنت ثامر
وقيل : خولة بنت قيس .
عدّها الشيخ الطوسي رحمه الله في رجاله من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2) .
وقال المامقاني في تنقيح المقال : عدّها الشيخ رحمه الله وابن عبدالبر وابن مندة وأبو نعيم وابن
الأثير من الصحابيات ، ولم أستثبت حالها . قال الشيخ رحمه الله : خولة بنت ثامر ، وقيل : خولة بنت
قيس . انتهى .
وأشار بذلك إلى ما يأتي في خولة بنت قيس إن شاء الله تعالى .
وظاهر القاموس : أوّلاً : اتحاد خولة وخويلة ، حيث عبّر عن المسمّين بخولة بخويلة ،
وثانياً : كون بنت ثامر غير بنت قيس ، قال : والخويلة الظبية ، وبلا لام عشر صحابيات أو
أربع ، منهن خويلة كجهينة بنت حكيم ، وبنت ثامر ، وبنت قيس ، وبنت ثعلبة المجالة انتهى .
وغرضه بذلك أنّ المسمّيات بخولة من الصحابيات عشر أو أربع ، منهن أسمائهن خويلة
مصغرة ، وأسماء الباقيات خولة مكبّر ، ولكن الموجود في كلمات علماء الرجال تسمية كلّهن
بخولة ، ولم يسمّوا بخويلة إلاّ خولة بنت ثعلبة ، وخولة بنت حكيم ، وخولة بنت دليج فإنّهم
ذكروا بعد تسميتها بخولة انّه قيل إنّها خويلة .
____________
1 ـ انظر : رجال الشيخ : 34 ، مجمع الرجال 7 : 73 منهج المقال : 400 ، نقد الرجال : 413 ، جامع الرواة 2 : 447 ،
تنقيح المقال 3 : 77 ، معجم رجال الحديث 23 : 189 ، اُسد الغابة 5 : 440 ، الإصابة 5 : 286 ، تقريب التهذيب
12 : 442 رقم 2775 و 2 : 596 .
2 ـ رجال الشيخ : 34 .
(378)
وعلى كلّ حال فالمسمّيات بخولة من الصحابيات جماعة منهن : خولة بنت الأسود المكناة
باُم حرملة الخزاعيّة ، وخولة بنت ثامر الأنصارية ، وخولة بنت ثعلبة التي نزلت فيها آية
المجادلة ، وخولة بنت حكيم الأنصارية ، وقيل خويلة بنت حكيم السلمية ، وخولة بنت دليج
وقيل خويلة ، وخولة خادمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وخولة بنت الصامت ، وخولة بنت عاصم زوجة
هلال بن اُميّة التي لاعنها ففرّق النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بينهما ، وخولة بنت عبدالله الأنصاري ، وخولة بنت
عقبة بن رافع الأشهليّة ، وخولة بنت عمرو ، وخولة بنت قيس النجاريّة الآتية ، وخولة بنت
قيس الجهنيّة ، وخولة بنت مالك بن بشر الزرقيّة ، وخولة بنت المنذر بن زيد ، وخولة بنت
الهذيل الآتية ، وخولة بنت يسار ، وخولة بنت اليمان الآتية (1)
214 خولة السلميّة
خولة بنت حكيم السلميّة .
عدّها الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2) .
وقال المامقاني في تنقيح المقال : عدّها الشيخ في رجاله وابن عبدالبر وابن مندة وأبو نعيم
من الصحابيات ، والظاهر أنّه أراد بها خولة بنت حكيم بن اُميّة السلميّة ، زوجة عثمان بن
مظعون ، التي كانت امرأة صالحة وهبت نفسها للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بعد عثمان ، ونزل فيها قوله سبحانه :
( وَامْرأةً مُؤْمِنَةً إنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إنْ أرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ
المُؤْمِنِينَ ) (3) (4) .
وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى : خولة بنت حكيم بن اُميّة بن الحارث بن الأوقص ابن
____________
1 ـ تنقيح المقال 3 : 77 . وانظر : مجمع الرجال 7 : 174 ، منهج المقال : 400 ، نقد الرجال : 413 ، جامع الرواة
2 : 457 ، معجم رجال الحديث 23 : 189 .
2 ـ رجال الشيخ الطوسي : 34 .
3 ـ الأحزاب : 50 .
4 ـ تنقيح المقال 3 : 78 .
(379)
مرة بن هلال بن فالج بن ثعلبة بن ذكوان بن امرىء القيس بن بهتة بن سليم ، و اُمّها ضعيفة بنت
العاص بن اُميّة بن عبدشمس . وكان مرّة بن هلال قدم مكة فحالف عبدمناف ابن قصي نفسه ،
وتزوّج عبدمناف ابنته عاتكة بنت مرّة ، فهي اُم هاشم وعبدشمس والمطلب بني عبدمناف .
وقال أيضاً : أخبرنا هشام بن محمّد ، عن أبيه قال : كانت خولة بنت حكيم من اللاتي وهبْنَ
أنفسهنَّ للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فأرجأها ، وكانت تخدم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وتزوّجها عثمان بن مظعون فمات عنها .
وقال أيضاً : أخبرنا محمّد بن عمر ، حدّثنا ابن أبي الزناد وأبو الخصيب ، عن هشام بن
عروةَ عن أبيه . وحدّثنا اُسامة بن زيد ، عن الزهري ، عن عروة قال : خولة بنت حكيم ممن
وهبت نفسها للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم .
وقال أيضاً : أخبرنا وكيع بن الجراح ، عن سفيان ، عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد
بن المسيّب ، عن خولة بنت حكيم أنّها سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن المرأة ترى في المنام ما يرى
الرجل ، فذكر الحديث (1) .
215 خولة الحمدانيّة
خولة بنت عبدالله بن حمدان ، اُخت سيف الدولة الحمداني .
كانت من فاضلات نساء زمانها ، توفيّت بميافارقين سنة 352هـ ، ورثاها المتنبي بقصيدة
يقول فيها :
يا اُختَ خيرِ أخِ يا بنتَ خيرِ أبٍ * كناية بهما عـن واضـحِ النسبِ
أجلّ قدركِ أن تسمـي مؤبنـة * ومـنْ كنّـاك فقـد سمّاك للعربِ
كأنّ خولـة لـمْ تملأ مواكبَها * ديـار بكـرٍ ولـمْ تخلعْ ولمْ تهبِ
____________
1 ـ الطبقات الكبرى 8 : 113 و 158 . وانظر : مجمع الرجال 7 : 174 ، منهج المقال : 400 ، نقد الرجال : 413 ،
جامع الرواة 2 : 457 ، رجال أبو علي : 369 ، رياحين الشريعة 4 : 209 ، معجم رجال الحديث 23 : 189 ، اُسد
الغابة 5 : 444 ، الإصابة 4 : 291 ، تقريب التهذيب 2 : 596 .
(380)
فإن تكن خلقتْ اُنثى لقـد خـلقتْ * كـريمة غيـرِ انثى العقل والحسبِ
وإن تكنْ تغلب الغلباء عُنْصرهـا * فإنْ في الخمرِ معنى ليس في العنبِ
فـليت طـالعةَ الشمسين غائبـة * وليتَ غائبةَ الشمسين لم تغبِ (1) .
216 خير النساء الاستراباديّة
خير النساء بنت الشيخ محمّد جعفر ابن الشيخ سيف الدين الاسترابادي الطهراني .
ولدت في كربلاء حدود سنة 1240هـ ، وتوفيّت في طهران سنة 1325هـ .
عالمة ، فاضلة ، خطيبة ، واعظة ، ترتقي المنبر ، مدرّسة للعلوم الإسلامية .
أخذت المقدّمات والعربية وفنون الأدب على أبيها الشيخ محمّد الاسترابادي المعروف
بشريعتمدار المتوفّى سنة 1263هـ ، وأخيها الشيخ علي آل شريعتمدار المتوفّى سنة 1315هـ .
ولمّا بلغت سنّ الرشد تزوّجت الشيخ محمّد تقي الكاشاني الطهراني المتوفى سنة 1321هـ
ورُزقت منه ثلاثة بنين هم : الشيخ محمّد صادق ، والشيخ محمّد رضا ، والشيخ محمّد علي ،
وكلّهم من العلماء الأفاضل الذي كانت لهم الصدارة في طهران بعد وفاة والدهم .
هاجرت من كربلاء إلى قزوين بصحبة زوجها ، والتحقت بالمدرسة الصالحية فيها ،
وأخذت تتلّمذ على يد قرة العين آنذاك ، ثم عادت إلى كربلاء بصحبة زوجها أيضاً ، ثم
هاجرت إلى مدينة النجف الأشرف ، ثم إلى مدينة طهران حيث مستقرّها الأخير (2) .
217 خيزران
والدة الإمام محمّد الجواد عليه السلام ، وهي اُم ولد من بيت ماريّة القبطية اُم ابراهيم بن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويقال لها أيضاً : سبيكة ، ومريسية ، وريحانة ، ودرَّة ، كما هي العادة الجارية في تغير
____________
1 ـ أعيان الشيعة 6 : 360 ، رياحين الشريعة 4 : 208 .
2 ـ مستدركات أعيان الشيعة 6 : 162 نقلاً عن الاستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة .
(381)
أسماء الجواري عند شرائهن ، تكنّى باُم الحسن .
وهي من أفضل نساء عصرها ، وأكثرهن ورعاً وتقوى .
روى ابن شهر آشوب في المناقب عن حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قالت :
لمّا حضرت ولادة الخيزران اُم أبي جعفر عليه السلام دعاني الرضا فقال لي : « يا حكيمة احضري
ولادتها وادخلي وإياها والقابلة بيتاً » ، ووضع لنا مصباحاً وأغلق الباب علينا ، فلمّا أخذها
الطلق طفّى المصباح وبين يديها طست ، فاغتمّمت بطفي المصباح ، فبينا نحن كذلك إذ بدر أبو
جعفر عليه السلام في الطست ، وإذا عليه شيء رقيق كهيئة الثوب يسطح نوره حتى أضاء البيت ،
فأبصرناه فأخذته فوضعته في حجري ونزعت عنه ذلك الغشاء ، فجاء الرضا عليه السلام ففتح الباب
وقد فرغنا من أمره ، فأخذه فوضعه في المهد وقال لي : « يا حكيمة ألزمي مهده » .
قالت : فلمّا كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء ثم نظر يمينه ويساره ثم قال : « أشهد
أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمداً رسول الله » ، فقمت ذعرة فزعة ، فأتيتُ أبا الحسن عليه السلام فقلت
له : لقد سمعُت من هذا الصبي عجباً .
فقال : « وما ذاك » ؟ .
فأخبرته الخبر فقال : « يا حكيمة ما ترون من عجائبه أكثر » (1) .
218 دارمية الحَجُونيّة الكنانيّة
كانت من فضليات النساء ، راجحة العقل ، فصيحة اللسان ، قويّة الحجّة ، صادقة الولاء
لأميرالمؤمنين وسيّد الأوصياء عليه أفضل الصلاة والسّلام .
لها حكاية مع معاوية بن أبي سفيان ظهرت بها فصاحتها ، وقوّة حجّتها ، ورجاحة عقلها ،
وصدق ولائها ، واشراق ثنائها .
____________
1 ـ انظر : الكافي 1 : 411 ، الإرشاد للشيخ المفيد : 316 ، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 4 : 394 ، إعلام الورى : 329 ، أعيان الشيعة 2 : 32 ، رياحين الشريعة 3 : 22 ، أعيان النساء : 110 .
(382)
روى ابن عبدربّه في العقد الفريد عن سهل بن أبي سهل التميمي ، عن أبيه ، قال : حجّ
معاوية فسأل عن امرأة من بني كنانة كانت تنزل بالحَجُون يقال لها دارمِيّة الحجُونية ، وكانت
سوداء كثيرة اللحم ، فأخبر بسلامتها ، فبعث إليها فجيء بها ، فقال : ما حالكِ يا بنةَ حام ؟
فقالت : لستُ لحام إن عبتني ، أنا امرأة من بني كنانة .
قال : صدقتِ ، أتدرين لم بعثتُ إليكِ ؟
قالت : لا يعلم الغيب إلاّ الله .
قال : بعثتُ إليكِ لأسألكِ : علامَ أحببتِ علياً وأبغضتِني ، وواليتِهِ وعاديتني .
قالت : أوتعفني ؟
قال : لا أعفيك .
قالت : أما إذ أبيت ، فإنّي أحببتُ علياً على عدله في الرعيّة ، وقسمه بالسويّة . وأبغضتك
على قتالك مَن هو أولى منك بالأمر ، وطلبتك ما ليس لك بحقّ . وواليت علياً على ما عقد له
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الولاء ، وحبّه للمساكين ، واعظامه لأهل الدين . وعاديتك على سفكك
الدماء ، وجورك في القضاء ، وحكمك بالهوى .
قال : فلذلك انتفخ بطنك ، وعظم ثدياك ، ورَبَتْ عجيزتك .
قالت : يا هذا بهند والله كان يُضرب المثل في ذلك لابيّ .
قال معاوية : يا هذه أربعي (1) ، فإنّا لم نقل إلاّ خيراً ، إنَّه إذا انتفخ بطن المرأة تم خلق ولدها ،
وإذا عظم ثدياها تروّى رضيعها ، وإذا عظمت عجيزتها رَزُنَ مجلسها . فرجعت وسكنت .
قال لها : ويا هذه هل رأيتِ علياً ؟
قالت : إي والله .
قال : كيف رأيته .
____________
1 ـ أربع على نفسك : أرفق بنفسك وكفَّ . الصحاح 3 : 1212 ( ربع ) .
(383)
قالت : رأيته والله لم يفتنه الملك الذي فتنك ، ولم تشغله النعمة التي شغلتك .
قال : فهل سمعتِ كلامه ؟
قالت : نعم والله ، فكان يجلو القلوب من العمى ، كما يجلو الزيتُ صدأ الطست .
قال : صدقتِ ، فهل لك من حاجة ؟
قالت : أوتفعل إذا سألتك ؟
قال : نعم .
قالت : تعطيني مائة ناقة حمراء فيها فحلها وراعيها .
قال : ماذا تصنعين بها ؟
قالت : أغذوا بألبانها الصغار ، واستحيي بها الكبار ، واكتسب بها المكارم ، وأصلح بها بين
العشائر .
قال : فإن أعطيتك ذلك فهل أحلُّ عندك محلّ عليّ بن أبي طالب ؟
قالت : ماء ولا كَصَدَّاء (1) ، ومرعى ولا كسعْدان (2) ، وفتىً ولا كمالك ، يا سبحان الله أو
دونه .
فأنشأ معاوية يقول :
إذا لـمْ أعدْ بالحلمِ منّـي عليكُمُ * فَمَنْ ذا الذي بَعدي يُؤمّلُ للحلمِ
خُذيها هنيئاً واُذكري فِعلَ ماجدٍ * جزاكِ على حربِ العداوةِ بالسلمِ
ثم قال : أما والله لو كان عليّ حيّاً ما أعطاكِ منها شيئاً .
قالت : لا والله ، ولا وبرة واحدة من مال المسلمين (3) .
____________
1 ـ صَدَّاء : عين ما عندهم أعذب منها ، ومنه : ماء ولا كَصَدَّاء . القاموس المحيط 1 : 20 ( صدأ )
2 ـ السعْدان : نبت من أفضل مراعي الإبل ، ومنه : مرعى ولا كسعْدان . القاموس المحيط 1 : 302 ( سعد ) .
3 ـ العقد الفريد 1 : 352 .
(384)
وروى ذلك أيضاً ابن طيفور في بلاغات النساء عن أبي إسحاق المقدمي (1) ، وذكره السيّد
محسن الأمين في أعيان الشيعة (2) .
219 درّة المخزوميّة
درّة بنت أبي سلمة بن عبدالأسد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم المخزوميّة ، اُمّها اُم سلمة
زوجة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم .
ورثت من اُمّها العلم والفضل ، حتى قيل : إنّها كانت أفقه نساء عصرها ، وقد روت الكثير
من الأخبار والسِير ، حيث كانت مشهورة بمعرفتها للأخبار والسِير .
قيل للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : تحدّثنا أنّك ناكح درّة بنت أبي سلمة .
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّها لو لم تكن ربيت في حجري ما حلّت لي ؛ لأنّها ابنة أخي من الرضاعة » .
وفي الإصابة لابن حجر : وردت تسميتها في بعض طرق الحديث المذكور عند البخاري
من طريق الليث ، عن يزيد بن حبيب ، عن عراك بن مالك ، عن زينب بنت أبي سلمة : أنّ
اُم حبيبة قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : تحدّثنا أنك ناكح درّة . . . . . . وذكرها الزبير بن بكار في كتاب
النسب في أولاد أبي سلمة بن عبدالأسد (3) .
220 درّة الصدف
بنت عبدالله بن عمر الأنصاري ، الشهيدة في سبيل رأس الإمام الحسين بن علي عليهما السلام .
في سِير أعلام النساء نقلاً عن الدربندي في أسرار الشهادة ، عن أبي مخنف أنّه قال :
____________
1 ـ بلاغات النساء : 72 .
2 ـ أعيان الشيعة 6 : 364 .
3 ـ انظر : اُسدالغابة 5 : 499 ، الإصابة 4 : 297 ، الاستيعاب ( المطبوع بهامش الإصابة ) 4 : 298 ، رياحين الشريعة 4 : 242 .
(385)
لما جرّد بالموصل ثلاثون سيفاً تحالفوا على قتل خولي لعنه الله ومن معه ، فبلغه ذلك ، فلم
يدخل البلد وأخذ على تل عفراء ثم على عين الوردة ، وكتبوا إلى صاحب حلب أن تلقانا فإنّ
معنا رأس الحسين الخارجي ، فلمّا وصل الكتاب إليه علم به عبدالله بن عمر الأنصاري ، فعظم
ذلك عليه وكثر بكاؤه وتجدّدت أحزانه رحمه الله لأنّه كان في زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
فلمّا بلغه سم الحسن عليه السلام وموته ، مثّل في منزله قبراً وجلّله بالحرير والديباج ، وكان يندب
الحسن ويرثيه ويبكي عليه صباحاً ومساءً .
فلمّا بلغه حينئذٍ قتل الحسين عليه السلام وحمل رأسه إلى يزيد ووصوله إلى حلب ، دخل منزله
وهو يرعد ويبكي ، فلقته ابنته درّة الصدف فقالت : ما بكَ يا أبتاه ، لا بكى بك الدهر ولا نزل
بقومك القهر ، أخبرني عن حالك ؟
فقال لها : يا بنيّة إنّ أهل الشقاق والنفاق قتلوا حسيناً وسبوا حريمه ، والقوم سائرون بهم
إلى اللعين يزيد ، وزاد نحيبه وبكاؤه ، وجعل يقول :
قلّ العـزاء وفـاضـت العينـان * وبـليتُ بـالأرزاء والأشجــان
قتلوا الحسين وسيّـروا نسـاءه * حـرم الـرسـول بسائر البلدان
منعوه من ماء الفـرات بكـربلا * وعـدت عليـه عصابة الشيطان
سلبوا العمامة والقميص ورأسه * قـسراً يـعلّـى فوق رأس سنان
فقالت له ابنته : يا أبتاه لا خير في الحياة بعد قتل الهداة ، فوالله لاُحرّضنّ في خلاص الرأس
والأسارى ، وآخذ الرأس وأدفنه عندي في داري ، وأفتخر به على أهل الأرض إن ساعدني
الإمكان .
وخرجت درّة وهي تنادي في أطراف حلب وأزقتها : قُتل يا ويلكم الإسلام ، ثم دخلت
منزلها ولبست درعاً وتأزّرت بالسواد ، وخرجت معها من بنات الأنصار وحمير سبعون فتاة
بالدروع والمغافر ، فتقدّمتهن فتاة يقال لها نائلة بنت بكير بن سعد الأنصاري ، وسرن من
ليلتهن حتى إذا كان عند طلوع الشمس إذ لاحت لهنّ الغبرة من البعد ولاحت الأعلام
وضربت البوقات أمام الرأس ، فكمنت درة الصدف ومن معها حتى قرب القوم منهنّ فسمعن
(386)
بكاء الصبيان ونوح النساء ، فبكت درّة الصدف ومن معها بكاءً شديداً وقالت : ما رأيكنّ ؟
قلنَ الرأي أن نصبر حتى يقربوا منّا وننظر عدّة القوم ، حتى إذا طلعت الرايات وإذا تحتها
رجال قد تلثّموا بالعمائم وجردوا السيوف وشرعوا الرماح ، والبيض تلمع ، والدروع تسمع ،
وكل منهم يرتجز .
فأقبلت درة الصدف عليهن وقالت : الرأي أن نستنجد ببعض قبائل العرب ونلتقي القوم ،
وتوجّه جيش يزيد إلى حلب ودخلوا من باب الأربعين .
وقال : قالت درّة الصدف مالنا ألاّ نكتب أهل حلب فينجدنا عسكرهم ، فأرسلت إليهم ،
فجاء ستة آلاف فارس وراجلٌ فتواصلت الجيوش من كلّ مكان ، وأقام كلّ منهم القتال أياماً
فتكاثرت الجيوش على درّة الصدف ومن معها فقالوا : جاءنا مالا طاقة لنا به ، ولم يزل
يقاتلون القوم إلى أن قتلت درة الصدف ، وقتل من أهل المدينة ستة رجال واثنتا عشرة
امرأة (1) .
221 درّة العلماء
هي العالمة الفاضلة ، الكاملة الواعظة ، القارئة العابدة الزاهدة ، ذات الأخلاق الملكيّة ،
والصفات القدسيّة ، الشهيرة بـ « خانم قرائت » ، والملقبة بالحزينة .
ولدت في شيراز ، وتتلمذت عند الميرزا ابراهيم المحلاّتي ، والميرزا هداية الله الشيرازي . ثم
هاجرت إلى كربلاء المقدّسة ، وكانت تُدرّس الكتب الأربعة للنساء .
تروي عن عدّة منهم المحلاتي والشيرازي ، ويروي عنها سماحة آية الله العظمى السيّد
شهابالدين المرعشي النجفي ، حيث قال في الإجازة الكبيرة : اعلم أيّدك الله تعالى بأنني
أروي عن نساء عالمات فاضلات منهنّ خانم قرائت الشيرازيّة ، توفّيت في مدينة كربلاء
المقدسة سنة 1341هـ ، ودفنت فيها (2) .
____________
1 ـ سير أعلام النساء 2 : 70 نقلاً عن أسرار الشهادة للدربندي : 498 .
2 ـ الإجازة الكبيرة : 246 .