وكان زيد كذلك حتى هاجر الرسول ثم تزوّج بامرأة زيد ، فأنكر ذلك جماعة من جهال الصحابة فخاضوا فيه خوضاً ، فأنزل جلَّ ذكره في ذلك يعلّمهم العلّة في تزويج رسول الله بامرأة زيد ، فقال تعالى : ( ما كان محمّد أبا أحد من رجالكم ) (1) ، ثم قال تعالى : ( وما جعل أدعياءكم أبناءكم ) (2) ، ثم ذكر العلّة في ذلك فقال تعالى : ( فلما قضى زيد منها وطراً ) (3) ، فأخبر الله عزّ وجلّ أنّ الرسول فعل ذلك ليعلّم المسلمين أنّ أزواج أدعيائهم عليهم حلال تزويجهن بعد مفارقتهن ، فإنهن لسن كأزواج الأبناء اللاتي حرمهن الله على الآباء .
وكان عبدشمس بن عبدمناف أخا هاشم بن عبدمناف قد تبنّى عبداً له رومياً يقال له : اُميّة ، فنسبه عبدشمس إلى نفسه ، فنسب اُميّة بن عبدشمس فدرج نسبه كذلك إلى هذه العلّة ، فأصل بني اُميّة من الروم ونسبهم في قريش ، وكذلك أصل الزبير بن العوام بن أسيد بن خويلد ، كان العوام عبداً لأسيد بن خويلد فتبناه ولحق بنسبه .
ولم يكن غرضنا ذكر مثل هذا ، ولكن عرض ذكره في هذا الموضع فذكرنا هذا المقدار منه استشهاداً به على غفلة كثير من الناس عن معرفة الحقيقة في الأنساب وغيرها ، وكان السبب في ذكر هذا كلّه ما أردناه من بيان البنتين المنسوبتين عند العامة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد شرحنا خبرهما ووصفنا حالهما بما فيه كفاية ومقتنع ونهاية (4) .
وقال السيّد محمّد صادق بحرالعلوم محقّق كتاب « تكملة الرجال » في تعليقته على هذا الكتاب ما نصّه : وقد قرأت رأي صاحب الإستغاثة في زينب ورقيّة وأنّهما ليستا ابنتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا خديجة ، وأنّ تزويج النبيّ إياهما عثمان بن عفان بعد عتبة بن أبي لهب و أبي العاص بن الربيع صحيح بلا منازع فيه .
ولكن خالف صاحب الإستغاثة جماعة من أساطين العلماء من الفقهاء والنسابين ، منهم
____________
1 ـ الأحزاب : 40 .
2 ـ الأحزاب : 4 .
3 ـ الأحزاب : 37 .
4 ـ الإستغاثة : 75 .

(418)

العلاّمة الجليل الثقة المشهور الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المتوفى سنة 413هـ ، فإنّه في أجوبة المسائل الحاجبية ، في جواب المسألة المتممة للخمسين ، لما سُئل عن ذلك قال ما نصّه :
إنّ زينب ورقيّة كانتا ابنتي رسول الله ، والمخالف لذلك شاذ بخلافه ، فأمّا تزويجه لهما بكافرين فإن ذلك قبل تحريم مناكحة الكفّار ، وكان له صلى الله عليه وآله وسلم أن يزوّجهما ممّن يراه ، وقد كان لأبي العاص وعتبة نسب برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان لهما محل عظيم إذ ذاك ، ولم يمنع شرع من العقد لهما فيمتنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أجله .
وقال في أجوبة المسائل السروية ، في جواب المسألة العاشرة ما نصّه : قد زوّج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابنتيه قبل البعثة كافرين كانا يعبدان الأصنام : أحدهما عتبة بن أبي لهب ، والآخر أبو العاص بن الربيع ، فلمّا بعث صلى الله عليه وآله وسلم فرّق بينهما وبين ابنتيه ، فمات عتبة على الكفر ، وأسلم أبو العاص بعد إبائه الإسلام ، فردّها عليه بالنكاح الأوّل ، ولم يكن صلى الله عليه وآله وسلم في حال من الأحوال كافراً ولا موالياً لأهل الكفر ، وقد زوّج من تبرّأ من دينه وهو معادٍ له في الله عزّوجلّ .
وهاتان البنتان هما اللتان تزوّجهما عثمان بن عفان بعد هلاك عتبة وموت أبي العاص ، وإنّما زوّجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ظاهر الإسلام ، ثم انّه تغيّر بعد ذلك ، ولم يكن على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم تبعة فيما يحدث في العاقبة ، هذا على قول بعض أصحابنا .
وعلى قول فريق آخر : إنّه زوّجه على الظاهر ، وكان باطنه مستوراً عنه ، ويمكن أن يستر الله عن نبيّه نفاق كثير من المنافقين ، وقد قال الله سبحانه : ( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم ) (1) ، فليكن في أهل مكة كذلك ، والنكاح على الظاهر دون الباطن على ما بيّناه .
ويمكن أن يكون الله تعالى قد أباحه مناكحة من تظاهر بالإسلام وإن علم من باطنه
____________
1 ـ التوبة : 101 .
(419)

النفاق ، وخصّه بذلك ورخّص له فيه ، كما خصّه في أن يجمع بين أكثر من أربع حرائر في النكاح ، وأباحه في أن ينكح بغير مهر ، ولم يحظر عليه المواصلة في الصيام ، ولا الصلاة بعد قيامه من النوم بغير وضوء ، وأشباه ذلك ممّا خصّ به وحظر على غيره من عامة الناس .
فهذه الأجوبة الثلاثة عن تزويج النبيّ عليه وآله السلام عثمانَ ، كلّ واحدٍ منهما كافٍ بنفسه مستغنى به عمّا ورد .
هذا هو رأي الشيخ المفيد رحمه الله في المسألة ، ووافقه في ذلك تلميذه علم الهدى السيّد الشريف المرتضى رحمه الله في رسالته التي ألّفها في هذه المسألة بعد أن سُئل عن رأيه فيها فراجعها (1) .

237 رقيّة البهبهانيّة
رقيّة بنت محمّد علي البهبهاني ، وزوجة عبدالعلي البهبهاني .
عالمة ، فاضلة ، تُعدُّ من أفاضل النساء في القرن الثالث عشر الهجري (2) .
اختها بلقيس البهبهاني ، أيضاً عالمة فاضلة ، مرَّ ذكرها في حرف الباء .

238 رملة
زوجة سيّد شباب أهل الجنّة الإمام أبي محمّد الحسن بن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليهما ، و اُم ولده القاسم الشهيد يوم عاشوراء بأرض الطف مع عمّه الإمام الحسين عليه السلام .
ويكفي هذه المرأة فخراً وعزّاً أنّها زوجة الإمام الحسن عليه السلام ، والتي أنجبت له ذلك الشاب المجاهد الذي ضحّى بنفسه الزكيّة في سبيل الله يوم عاشوراء ، حينما شاهد عمّه الحسين عليه السلام
____________
1 ـ انظر : قرب الإسناد : 6 ، تكملة الرجال 2 : 733 ، اعيان الشيعة 3 : 486 ، رياحين الشريعة 4 : 34 ، أعيان النساء : 145 ، وغيرها من المصادر .
2 ـ وحيد بهبهاني : 332 .

(420)

وحيداً بلا ناصر ولا معين وقد أحاط به الأعداء من كلّ جانب .
وكانت رملة حاضرة في أرض كربلاء يوم عاشوراء ، شاهدت كلّ ما جرى على أهل البيت سلام الله عليهم وشجّعت ولدها على القتال بين يدي الإمام الحسين عليه السلام ، حتى استشهد دفاعاً عن دينه ، وقد كانت تأمل أن تراه وقد خضّب بحناء الزفاف ، فصَبرتْ واحتَسبتْ ذلك في سبيل الله ، فرحمها الله وجزاها خير جزاء المحسنين ، وحشرها مع زوجها وولدها في جنات النعيم (1) .

239 زايري الأصفهانيّة
إحدى الشاعرات الإيرانيات المعروفات في مدينة أصفهان ، لها ديوان شعر معروف بإسم « ديوان زايري أصفهاني » ، ذكرتها عدّة كتب أدبيّة فارسيّة ، وذكرتْ شعرها مع المدح والإطراء لها (2) .

240 زبراء
جارية أميرالمؤمنين الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه ، وراوية عنه أحاديث كثيرة .
ذكرها الشيخ الحائري في تراجم أعلام النساء نقلاً عن المحلاتي في رياحين الشريعة (3) .

241 زبيدة القاجاريّة
زبيدة بنت الشاه فتح علي القاجاري .
فاضلة ، أديبة ، شاعرة ، كثيرة الطاعات والأوقاف والخيرات .
____________
1 ـ تأريخ الطبري 5 : 468 ، رياحين الشريعة 3 : 299 .
2 ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة 9 | 2 : 400 رقم 2336 .
3 ـ تراجم أعلام النساء 2 : 116 ، رياحين الشريعة 6 : 207 .

(421)

قرأتْ على صاحب ( مفتاح النبوّة الخاصة ) الشيخ الأجلّ المولى محمّدرضا ابن محمّد أمين الهمداني جدّ الميرزا محمّدرضا الهمداني الطهراني الواعظ ، ولها معه مجموعة مكاتبات .
ذكر الشيخ الطهراني مكاتباتها في الذريعة قائلاً : ( مجموعة مكاتبات ) للأديبة زبيدة بنت فتح علي شاه القاجاري مع شيخها صاحب مفتاح النبوّة (1) .
ولها ديوان شعر مطبوع بإسم « ديوان زبيدة » ، ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة أيضاً (2) .

242 زبيدة الصدرائيّة
زبيدة بنت الفيلسوف الشهير صدرالمتألّهين محمّد بن ابراهيم بن يحيى المعروف بملاّصدرا ، المتوفى سنة 1050هـ ، وزوجة العالم الربّاني معين الدين محمّد الفسوي ، و اُم ولده الميرزا كمال الدّين محمّد صهر المجلسي الأوّل .
ولدت في ذي القعدة سنة 1024هـ ، وتوفّيت سنة 1092هـ .
عالمة ، فاضلة ، أديبة ، مُحدّثة ، مؤلّفة ، حافظة للقرآن الكريم ، عالمة بتفسيره .
قرأت على أبيها ، واختها العالمة الفاضلة اُم كلثوم التي تقدّمت ترجمتها ، وقرأ عليها وتخرّج بها ولدها حيث أخذ الأدب والبلاغة منها .
من مؤلّفاتها شرح الشافية في علم الصرف ، هو شرح مزجي مبسوط .
ترجمَ لها ومدحها وأثنى عليها العالم الكبير سماحة آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي في مقدّمة كتاب معادن الحكمة قائلاً : صاحبة كتاب شرح الشافية في علم الصرف ، وعندنا منه نسخة في المكتبة العامة الموقوفة (3) .
____________
1 ـ الكنى والألقاب : 2 : 259 ، أعيان الشيعة 7 : 43 ، الذريعة 20 : 106 رقم 2138 ، رياحين الشريعة 4 : 266 .
2 ـ الذريعة 9 | 2 : 400 .
3 ـ مستدركات أعيان الشيعة 3 : 83 نقلاً عن الاُستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة ، مقدّمة كتاب معادن الحكمة 1 : 16 .

(422)

243 الزرقاء الهمدانيّة
الزرقاء بنت عدي بن غالب بن قيس الهمدانيّة .
من ربّات الفصاحة والبلاغة ، ومن المواليات لأميرالمؤمنين الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه ، حضرت معه حرب صفين وخطبت خطباً بليغة ، شجّعت الرجال على القتال .
وبعد أن استشهد الإمام علي عليه السلام ، واغتصب معاوية الخلافة بعث وراء الزرقاء فحاورها فأسمعته كلاماً حادّاً وأظهرت ولاءها للامام علي عليه السلام .
روى ابن عبدربّه في العقد الفريد عن عبيدالله بن عمرو الغسّاني ، عن الشعبي قال : حدّثني جماعة من بني اُميّة ممّن كان يسمر مع معاوية ، قالوا : بينما معاوية ذات ليلة مع عمرو وسعيد وعُتبة والوليد ، إذ ذكروا الزرقاء ابنة عدي بن غالب بن قيس الهمدانيّة ، وكانت شهدت مع قومها صفين .
قال : أيكم يحفظ كلامها ؟
قال بعضهم : نحن نحفظه يا أميرالمؤمنين .
قال : فأشيروا عليّ في أمرها .
فقال بعضهم : نشير عليك بقتلها .
قال : بئس الرأي أشرتم به عليّ ، أيحسن بمثلي أن يُتحدّث عنه أنّه قتل امرأة بعدما ظفر بها ؟ !
فكتب إلى عامله بالكوفة أن يوفدها إليه مع ثقة من ذوي محارمها ، وعدّة من فرسان قومها ، وأن يُمهّد لها وطاءً ليّناً ، ويسترها بستر خصيف (1) ، ويوسّع لها في النفقة .
فأرسل إليها عامله فأقرأها الكتاب ، فقالت : إن كان أميرالمؤمنين جعل الخيار ليّ فإنّي لا
____________
1 ـ الخصيف : الغليظ . مجمع البحرين 5 : 46 ( خصف ) .
(423)

آتيه ، وإن كان حتم فالطاعة أولى .
فحملها وأحسن جهازها على ما أمرَ به ، فلمّا دخلت على معاوية قال : مرحباً وأهلاً ، قدمت خير مقدم قدمه وافد ، كيف حالكِ ؟
قالت : بخير يا أميرالمؤمنين ، أدام الله لك النعمة .
قال : كيف كُنتِ في مسيرك ؟
قالت : ربيبة بيت أو طفلاً ممهّداً .
قال : بذلك أمرناهم ، أتدرين فيمَ بعثتُ إليكِ ؟
قالت : أنّى لي بعلم ما لم أعلم .
قال : ألستِ الراكبة الجمل الأحمر ، والواقفة بين الصَفين يوم صِفين تحضّين على القتال وتوقدين الحرب ، فما حملكِ على ذلك ؟
قالت : يا أميرالمؤمنين ، مات الرأس وبتر الذنب ولم يَعد ما ذهب ، والدهر ذو غير ، ومَن تفكّر أبصر ، والأمر يَحدُث بعده الأمر .
قال معاوية : صدقتِ ، أتحفظينَ كلامكِ يومئذٍ ؟
قالت : لا والله لا أحفظه ، ولقد أنسيته .
قال : لكني أحفظه ، لله أبوك حين تقولين :
أيّها الناس ارعَووا وارجعوا ، إنّكم قد أصبحتم في فتنة غشتكم جلابيب الظلم ، وجارت بكم عن قصد المحجّة ، فيالها فتنة عمياء صمّاء بكماء ، لا تسمع لناعقها ، ولا تنساق لقائدها . إنّ المصباح لا يُضيء في الشمس ، ولا تنير الكواكب مع القمر ، ولا يقطع الحديد إلاّ الحديد . ألا مَن استرشدنا أرشدناه ، ومَن سألنا أخبرناه .
أيها الناس إنّ الحقّ كان يطلب ضالته فأصابها ، فصبراً يا معاشر المهاجرين والأنصار على الغصص ، فكأن قد اندمل شعب الشتات ، والتأمت كلمة العدل ، ودمغ الحقّ باطله . فلا يجهلنّ أحد فيقول : كيف









(424)

العدل وأنّى ؟ ( ليقضِ الله أمراً كان مفعولاً ) (1) ألا وإنّ خضاب النساء الحنّاء ، وخضاب الرجال الدِماء ، ولهذا اليوم ما بعده .
والصبر خيرٌ في الاُمور عواقبا
إيهاً في الحرب قُدماً غير ناكصين (2) ولا متشاكسين (3) .





ثم قال لها : والله يا زرقاء لقد شركت عليّاً في كلّ دم سفكه .
قالت : نعم والله لقد سررتُ بالخبر فأنّى لي بتصديق الفعل .
فضحكَ معاوية وقال : والله لَوفَاؤكم له بعد موته أعجب من حبكم له في حياته ، اُذكري حاجتك .
قالت : يا أميرالمؤمنين آليت على نفسي ألا أسأل أميراً أعنت عليه أبداً ، ومثلك أعطى من غير مسألة ، وجاد عن غير طلبة .
قال : صدقتِ ، وأمر لها وللّذين جاءوا معها بجوائز وكُساً .
وقال الزِرِكلي : توفيت حدود سنة 60هـ (4) .

244 زكيّة المازندرانيّة
زكيّة بنت الشيخ محمّد صالح بن أحمد المازندراني .
عالمة ، فاضلة ، فقيهة ، كاتبة .
ولدت في اصفهان ، وأخذت المقدّمات والعلوم العربيّة وفنون الأدب على اُمّها العالمة الفاضلة آمنة بيكم بنت الشيخ محمّد تقي المجلسي ، ثم تخرّجت في الفقه والاُصول على والدها الشيخ محمّد صالح المازندراني المتوفى سنة 1080هـ صاحب شرح الكافي .
____________
1 ـ الأنفال : 42 .
2 ـ ناكصين : راجعين . الصحاح 3 : 1060 ( نكص ) .
3 ـ متشاكسين : مختلفين . القاموس المحيط 2 : 223 ( شكس ) .
4 ـ العقد الفريد 1 : 347 ، الأعلام للزِرِكلي 3 : 44 نقلاً عن : عصر المأمون 2 : 17 ، نظام الحكم 1 : 60 ، بلاغات النساء ، نهاية الارب للنويري ، تأريخ ابن عساكر ، صبح الأعشى للقلقشندي ، المستطرف للأبهشي .

(425)

ولمّا بلغت سنّ الرشد تزوّجت السيّد محمّد باقر ابن السيّد محمّد صادق الموسوي اليزدي الأصفهاني المتوفى سنة 1111هـ ، ورُزقت منه ولداً ذكراً هو السيّد أبو القاسم .
كَتَبَتْ بخطّها شرح الكافي لوالدها ، ويوجد منه مجلّد يحتوي على كتابي العقل والعلم في مكتبة المدرسة الفيضية بمدينة قم المقدّسة تحت رقم 614 وفي آخره : كتبتهُ الأمة الفقيرة الحقيرة المحتاجة إلى الله الغني زكيّة بنت مولانا محمّد صالح مازندراني غفر الله له (1) .
ويقال : إنّ لها بعض الحواشي والتعليقات على الكتب الفقهية (2) .

245 زهراء البغداديّة
زهراء اُم أحمد بن الحسين البغدادي .
عدّها الشيخ الطوسي رحمه الله في رجاله من أصحاب الإمام الجواد عليه السلام ، من دون أي وصف لها (3) .
وللشيخ المامقاني رحمه الله ملاحظة لطيفة في هذا العنوان ، حيث إنّه يفصل بين زهراء وبين اُم أحمد بن الحسين ، ويذهب إلى أنّ زهراء ليست اُم أحمد بن الحسين ، بل هي امرأة اُخرى . ويردّ بذلك على الميرزا محمّد الاسترابادي بقوله : وزعمَ الميرزا كون مَن بعدها من العنوان ، وهي اُم أحمد بن الحسين ـ وهو أحمد بن دود البغدادي ـ جزء هذا العنوان ووصفاً لزهراء ، وهو اشتباه ، وعلى كلّ حال فظاهر الشيخ رحمه الله كونها إمامية إلاّ أنّ حالها مجهول (4) .
ومن الملاحظ أنّ الشيخ المامقاني انفرد بهذا الرأي ، وكلّ مَن ذكرها أوردَ اسمها كما ذكرناه ، وجعل العنوان امرأةً واحدة لا اُمرأتين (5) .
____________
1 ـ فهرست نسخههاى خطى كتابخانه مدرسه فيضيه 1 : 155 ـ 156 .
2 ـ مستدركات أعيان الشيعة 5 : 218 نقلاً عن الاُستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة .
3 ـ رجال الشيخ : 409 .
4 ـ تنقيح المقال 3 : 78 ، منهج المقال : 400 .
5 ـ انظر : مجمع الرجال 7 : 174 ، نقد الرجال : 413 ، جامع الرواة 2 : 457 ، أعيان الشيعة 3 : 475 و 7 : 69 ، رياحين الشريعة 4 : 266 ، معجم رجال الحديث 23 : 190 .

(426)

246 زهراء التسويجي
زهراء بنت الميرزا أحمد ابن الشيخ محمّد قلي التسويجي ، المعروف بأقا المولوي .
زوجها الشيخ الميرزا أبو القاسم ابن الميرزا محمود السلماسي التبريزي النجفي .
أديبة ، فاضلة ، معلّمة ، شاعرة باللغة الفارسيّة ، كانت على درجة عالية من العفّة والورع والدين .
وُلدت في مدينة النجف الأشرف سنة 1303هـ ، وأخذت علومها من رجال اسرتها ، وسافرت إلى الهند سنة 1343هـ ، وعملت هناك معلّمة ومرشدة ومربيّة للنساء ، ثم عادت إلى العراق ، واستوطنت مدينة الكاظميّة ، ولازمت بيتها ، وتفرّغت للعبادة ومدح ورثاء العترة الطاهرة ، إلى أن توفّيت سنة 1390هـ .
جمعت شعرها في ديوان سمّته « شكوفه غم » أو « ديوان مخلص » ، طبع المجلّد الأوّل منه في مدينة النجف الأشرف سنة 1354هـ ، والمجلّد الثاني في الهند سنة 1358هـ ، والمجلّد الثالث في النجف الأشرف سنة 1385هـ (1) .

247 زهراء القزوينيّة
زهراء بنت الشيخ محمّد صالح ابن الشيخ الملاّ محمّد الملائكة ابن الشيخ محمّد تقي ابن الشيخ محمّد جعفر ابن الشيخ محمّد كاظم البرغاني القزويني .
ولدت في قزوين حدود سنة 1240هـ ، وتوفيت حدود سنة 1320هـ .
فقيهة ، مجتهدة ، مفسّرة ، واعظة ، حافظة للقرآن الكريم ، من العابدات الناسكات .
أخذت المقدّمات والصرف والنحو والعلوم العربية وفنون الأدب عن اختها قرّة العين ، ثم تخرّجت في الفقـه والأصول والحديث والتفسير على والدهـا الشيخ محمّـد صالح البرغاني
____________
1 ـ الذريعة 9 : 1020 | 6637 و 14 : 216 | 2257 ، فهرست كتابهاى چاپىفارسى 3 : 3292 ، معجم المطبوعات النجفيّة ، 224 ، معجم رجال الفكر والأدب في النجف الأشرف 1 : 310 .
(427)

الحائري المتوفى سنة 1271هـ وعمّها الشهيد الثالث المستشهد سنة 1263هـ .
وأخذت العرفان عن عمّها الثاني الشيخ الملاّ علي البرغاني ، والفلسفة عن الشيخ الملاّ آغا الحكمي القزويني وأخيها الشيخ الميرزا عبدالوهاب البرغاني .
ولمّا بلغت سنّ الرشد تزوّجت ابن عمها الشيخ الميرزا أبو القاسم ابن الشهيد الثالث ، ورُزقت منه الشيخ الميرزا مهدي والشيخ أبو تراب الشهيدي القزويني .
وبعد زواجها بدأت تدرس على يد زوجها ، فأخذت عنه الفقه والاُصول ، وكانت تستنبط الأحكام الشرعية ، وتتباحث مع زوجها في المسائل العلمية ، وتتولّى التدريس في قزوين لفواضل نساء عصرها (1) .

248 زهرة الفتلاويّة
زهرة آل حمش ، من البو انصيري ، من عشائر آل فتلة .
مجاهدة ، شاعرة باللهجة العاميّة العراقيّة ، قالت تخاطب الجموع التي تهيّأت إلى معركة « الرارنجية » :
تنادت وابو راهي لفاهـا * امحـزّم امعـدّل تعنّاهـا
وبجموع فتله حين اجاها * تـاهت اجيـوش التلگاها
اتفرهدت ، محمّد حماها * بـالرستميّـة اوتـولاّهـا
شِرنين من صوّل دعاها * تنادي ولا يـسمع انـداها
اهوّه العشگها اوتمنّاها * عـگب عساچرها اوسباها
اوتشابچ اوياها اولواها * ومـن التفك غيّر سمـاها
واستمرت بخطابها إلى الشيخ عبدالواحد سكر ، فقالت :
نحاچي وابوراهي تعنّه * للمعـركة اوجـاها المچنه

____________
1 ـ مستدركات أعيان الشيعة 5 : 218 ـ 219 نقلاً عن الاستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة .
(428)

خلّه التفگ بـالبيد رنّـه * ومنه الخصم يجذب الونّه
واجسادهـا بـالدم تحنّه * عفيه من ابوراهي وأهلنه
يودنـان يـمفصم العنـه * يجـول اويجنـدل للتدنّه
اوردّ الجيـوش الگابلنـه * اوخلّه التفگ بالچول حنّه
والحظوظ كـلهن رافگنه * لجيوشها ابعزمه تبنّه (1)

249 زوجة السيّد أولاد حسين اللكهنوي
عالمة ، فاضلة ، مؤلّفة .
لها كتاب بلغة الأردو ، سمته ( تأريخ العصابات في تراجم النساء من الصحابة ) ، طبع في الهند (2) .

250 زوجة شعبان المهدي
مجاهدة عراقيّة ، من أهالي مدينة الديوانيّة ، نالت شرف الشهادة دفاعاً عن دينها وعقيدتها .
حضرت بعض وقائع ثورة العشرين المباركة ، التي قادها علماء الدين في مدينة النجف الأشرف ، وكان لهذه المرأة البطلة دور كبير في تشجيع الرجال ، وشحذ الهمم في نفوس الثوار الأبطال ، حيث كانت تصرخ بوجوه الغزاة ، وتستغيث برجال قومها .
وفي المعركة التي دارت في مدينة الديوانيّة قرب سكة الحديد التي يمرّ عليها قطار جيش الغزاة ، والتي انكسر المسلمون العراقيون فيها ، وغلب الإنگليز بفعل الإمداد العسكري المحمول بالقطار ، فما كان من هذه المرأة البطلة إلاّ أن هتفت بالرجال ، ثم هجمت بسلاحها « الفأس » ، فانهال الرجال على الغزاة باشتباك دموي شديد ، وانتقم الانگليز من تلك المرأة
____________
1 ـ معلومات ومشاهدات في الثورة العراقيّة الكبرى ( شاعرات في ثورة العشرين ) : 365 .
2 ـ أعيان الشيعة 7 : 73 .

(429)

الشجاعة بقذيفة مدفعهم ، لتخرق جسدها في أثناء المعركة المحتدمة (1) .

251 زوجة الهيثم بن الأسود
مجاهدة ، مؤمنة ، كانت عيناً لأميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام في جيش معاوية .
فلمّا خرج زوجها أبو العريان الهيثم بن الأسود مع معاوية بن أبي سفيان في واقعة صفّين ، خرجت معه ، وأخذت تكتب بأخبار معاوية في أعنّة الخيل ، وتدفعها إلى عسكر الإمام علي عليه السلام ، فيدفعونها إليه (2) .

252 زوجة وهب الكلبي
زوجة وهب بن حبّاب الكلبي .
مجاهدة ، حضرت واقعة الطف مع زوجها ، ونزلت إلى ساحة المعركة حاملة عموداً بيدها ، تدافع عن دينها وعقيدتها ، فأرجعها الإمام الحسين عليه السلام ، ودعا لها .
فحينما عزم وهب على القتال ونُصرة سيّد شباب أهل الجنّة الإمام الحسين عليه السلام ، منعته زوجته وقالت له : بالله عليك لا تفجعني بنفسك . إلاّ أنّها سرعان ما رجعت عن قولها هذا وتغيّر رأيها ، فحينما رأت وحدة الحسين عليه السلام وغربته ، واجتماع أهل الكوفة على قتاله ، أخذت عموداً وبرزت لتقاتل بين يدي الحسين عليه السلام .
قال السيّد ابن طاووس في مقتل الحسين ( اللهوف في قتلى الطفوف ) : وخرج وهب بن حبّاب الكلبي فأحسن في الجلاد وبالغ في الجهاد ، وكان معه امرأته ووالدته ، فرجع اليهما وقال : يا اُماه أرضيتِ أم لا ؟
فقالت الاُم : ما رضيتُ حتى تُقتل بين يدي الحسين عليه السلام .
وقالت امرأته : بالله عليك لا تفجعني بنفسك .
____________
1 ـ عذراء العقيدة والمبدأ : 16 .
2 ـ شرح نهج البلاغة 4 : 92 .

(430)

فقالت له اُمّه : يا بني أعزب عن قولها ، وارجع فقاتل بين يدي ابن بنت نبيّك تَنل شفاعة جدّه يوم القيامة .
فرجع ، فلم يزل يقاتل حتى قُطعت يداه ، فأخذت امرأته عموداً فأقبلت نحوه وهي تقول : فداكَ أبي و اُمّي قاتل دون الطيّبين حَرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأقبل كي يردّها إلى النساء ، فأخذت بجانب ثوبه وقالت : لن أعود دون أن أموت معكَ ، فقال الحسين عليه السلام : « جُزيتم من أهل بيتٍ خيراً ، إرجعي إلى النساء رحمك الله » ، فانصرفت إليهنّ ، ولم يزل الكلبي يقاتل حتى قُتل رضوان الله عليه (1) .
وفي مقتل الحسين عليه السلام للمقرّم : ولم يزل يقاتل حتى قطعت يمينه ، فلم يبالِ وجعل يقاتل حتى قطعت شماله ، ثم قتل . فجاءت إليه اُمّه تمسح الدم عن وجهه ، فأبصرها شمر بن ذي الجوشن فأمر غلاماً فضربها بالعمود على شدقها وقتلها ، فهي أوّل امرأة قُتلت في حرب الحسين عليه السلام .
وذكر مجد الأئمة السرخسكي عن أبي عبدالله الحدّاد : إنّ وهب هذا كان نصرانيّاً فأسلم هو و اُمّه على يد الحسين عليه السلام ، وانّه قَتلَ في المبارزة أربعة وعشرين راجلاً واثني عشر فارساً ، فاُخذ أسيراً واُتي به إلى عمر بن سعد فقال له : ما أشد صولتك ! ثم أمر فضرب عنقه ورمي برأسه إلى عسكر الحسين ، فأخذت اُمّه الرأس فقبّلته ثم شدّت بعمود الفسطاط فقتلت به رجلين ، فقال لها الحسين : « ارجعي اُم وهب ، فإن الجهاد مرفوع عن النساء » ، فرجعت وهي تقول : إلهي لا تقطع رجائي .
فقال لها الحسين : « لا يقطع الله رجاءك يا اُم وهب ، أنت وولدك مع رسول الله وذريته في الجنة » (2) .
فيالها من بشارة عظيمة يبشّر بها سيّد شباب أهل الجنّة ، ووعد كريم يعدها ، نعم يبشّرها بالجنة ، ولم لا وقد قدّمت فلذة كبدها في سبيل نُصرة الحسين عليه السلام والذبّ عن عياله .
____________
1 ـ اللهوف في قتلى الطفوف : 44 .
2 ـ مقتل الحسين عليه السلام 2 : 13 .