فأنشدها الأبيات :
فقالت : أخزاك الله يا فاسق ، علمَ الله إنّي ما قلت ممّا قلت حرفاً ، ولكنّك إنسان بهوت .
هذا هو الصحيح ، وإنّما غيّره المغنّون فجعلوا ( سكينة ) مكان سعيدة ، ( وأسكين ) مكان ( أسعيد ) (1) .
( 2 ) قال الاُستاذ عبدالسّلام محمد هارون : ويُفهم من كلام أبي الفرج أنّ الرواية الصحيحة في البيت ( قالت سعيدة ) ، وفي البيت الخامس التالي ( أسعيد ) ، وكلاهما تصغير ترخيم لسعدى ، وهي سعدى بنت عبدالرحمان بن عوف . وللشعر على هذه الرواية قصة في الأغاني ، ثم قال أبو الفرج : وإنما غيّره المغنون (2) .
( 3 ) ذكرت هذه القصيدة بكاملها في ديوان ابن أبي ربيعة لشارحه الاستاذ محمّد علي العناني المصري ، قال : وكانت سعدى بنت عبدالرحمان بن عوف جالسة في المسجد الحرام فرأت عمر يطوف بالبيت فأرسلت إليه : إذا فرغت من طوافك فأتنا ، فأتاها ، فقالت : مالي أراكَ يابن أبي ربيعة سادراً في حرم الله ، ويحكَ أما تخاف الله ، ويحكَ إلى متى هذا السفه .
فقال : اي هذه دعي عنك هذا من القول ، أما سمعت ما قلت فيك ؟
قالت : لا ، فما قلت ؟ فأنشدها قوله :
ردع الفـؤاد بنكرة الأطـراب * وصبا إليكِ ولاتَ حينَ تصابي
إن تبذلي لـي نائلاً يشفى به * سقـم الفؤاد فقد أطلت عذابي
وعصيتُ فيك أقاربـي فتقطّعت * بينـي وبينهم عرى الأسباب
وتـركتني لا بالـوصال ممتّعاً * يـوماً ولا أسعفتني بـثواب
فقعدت كالمهريق فضلة مـائه * من حرّها جرة للسع شـراب
يشفى به منه الصدى فأماتـه * طلب السراب ولات حين طلاب
قالت سعيدة والـدموع ذوارف * منهـا على الخدين والجلباب

____________
1 ـ كتاب الأمالي شرح أحمد بن الأمين الشنقيطي : 106 .
2 ـ أمالي الزّجّاج : 163 .

(510)

ليت المغيري الذي لـم تجزه * فيما أطال تصيّدي وطلابـي
كـانت ترد لنـا المنى أيامنا * إذ لا تلام على هوى وتصابي
خبرت مـا قالت فبتّ كأنّمـا * تـرمي الحشا بنوافذ النشاب
أسعيد ما ماء الفرات وطيبـه * مـني على ظمأ وفقد شراب
بألذ مـنك وإن رأيـت وقلّما * تـرعى النساء أمانـة الغيّاب
فلمّا فرغ من الانشاد قالت له : أخزاكَ الله يا فاسق ، علم الله أنّي ما قلتُ ما قلتَ حرفاً ، ولكنكَ إنسان بهوت (1) .
( 4 ) إنّ أبا الفرج نفسه ذكر في موضع آخر من أغانيه هذا الإجتماع عن الرواة أنفسهم ، وذكر سكينة ، ولكن لم ينسبها إلى الحسين ، كما ذكر شعراً غير الشعر الأوّل (2) .
ثم قال الاُستاذ علي دخيّل : كيف تعقد سكينة مثل هذا الإجتماع والمدينة بأسرها في مأتم على الحسين عليه السلام ؟ ! فالرباب ـ اُم سكينة ـ يقول عنها ابن كثير : ولما قُتل كانت معه فوجدت عليه وجداً شديداً . . . . . وقد خطبها بعده أشراف قريش ، فقالت : ما كنتُ لأتخذ حمواً بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والله لا يؤويني ورجلاً بعد الحسين سقف أبداً ، ولم تزل عليه كمدة حتى ماتت ، ويقال : إنّها عاشت بعده أياماً يسيرة (3) .
و اُم البنين فقد كانت تخرج كلّ يوم ترثيه ـ العباس عليه السلام ـ وتحمل ولده عبيدالله ، فيجتمع لسماع رثائها أهل المدينة ـ فيهم مروان بن الحكم ـ فيبكون لشجى الندبة (4) .
والرواية عن الإمام الصادق عليه السلام : « ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين صلوات الله عليه » (5) .
____________
1 ـ ديوان عمر بن أبي ربيعة : 28 شرح محمّد العناني .
2 ـ الأغاني 1 : 105 .
3 ـ البداية والنهاية 8 : 210 ، تذكرة الخواص : 275 .
4 ـ إبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام : 36 .
5 ـ تنقيح المقال 3 : 203 .

(511)

وأنت سلّمك الله إذا علمت أن سكينة تقول للصحابي الجليل سهل بن سعد الساعدي في الشام : قُل لصاحب هذا الرأس أن يقدّم الرأس أمامنا حتى يشتغل الناس بالنظر إليه ، ولا ينظروا إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
قال سهل : فدنوتُ من صاحب الرأس فقلت له : هل لكَ أن تقضي حاجتي وتأخذ منّي أربعمائة دينار ؟
قال : وما هي ؟
قلت : تُقدّم الرأس أمام الحرم ، ففعل ذلك ، فدفعتُ إليه ما وعدته (1) .
وإذا كان حال هذه السيّدة في الصيانة والحجاب في موضع سلب فيه الإختيار ، فهل يتصوّر مسلم أن تواعد عمر بن أبي ربيعة الصورين ؟ !
ولو قلنا : إنّ اجتماع الصورين تأخّر عن واقعة الطف كثيراً حتى نستها سكينة ، فإن ابن أبي ربيعة تاب عام 62هـ ، فيبطل الاجتماع أيضاً .
ولو صحّ اجتماع الصورين لَذَكَرَهُ كبار مؤرّخي الشيعة ومحدّثيهم ، فقد تميّزوا بالإطلاع والتحقيق ، وعدم المهادنة ، فهذه كتب الشيخ المفيد والسيّد المرتضى والشيخ الطوسي والطبرسي وغيرهم من أعلام الطائفة وهي خالية من الإشارة إلى ذلك ونحوه .
ومَن قرأ مصنّفات هؤلاء الأعلام يجد ما كتبوه عمن شذّ من أولاد الأئمة عليهم السلام ، فهذا جعفر بن الإمام الهادي عليه السلام وقد وصفوه بالكذب وشرب الخمر ومعاونة الظالمين ، كما تناولوا غيره كعلي بن اسماعيل بن الإمام الصادق عليه السلام وغيرهما ، فهم لم يتعصّبوا إلاّ للحقّ ، ولم يكتبوا إلاّ للتأريخ (2) .
وقالت الدكتورة بنت الشاطىء : ربما عرض لنا آخر الأمر أن نسأل : متى ظهرت سكينة في المجتمع طليقة متحرّرة ، وشاركت في التأريخ الأدبي بعصرها ؟
الأخبار التي بين أيدينا تشير إلى أنّها ظهرت لأوّل مرّة في موسم الحج سنة 60هـ حين
____________
1 ـ بحار الأنوار 10 : 223 .
2 ـ سكينة بنت الحسين عليه السلام : 57 .

(512)

صحبت أباها رضي الله عنه في هجرته من المدينة إلى مكة ، وقد كانت إذا ذاك في ربيعها الثاني عشر أو الثالث عشر ، وغير بعيد أن تكون لفتت إليها الأنظار بنضرة صباها وحيويّة مرحها ، وبهاء طلعتها ، ولكن مهابة أبي ها الإمام الحسين كافية وحدها لأن تلجم ألسنة الشعراء عن التغنّي باسمها في قصائد الغزل ، فهل ترى حلّت عقدة لسانهم بعد عودتها إلى المدينة إثر فاجعة كربلاء ؟ !
المؤرّخون يقرّون أنّ المدينة كانت في مأتم عام لسيّد الشهداء ، وأنّ اُمّها الرباب قد أمضت عاماً بأكمله حادة حزينة حتى لحقت بزوجها الشهيد .
وأنّ اُم البنين بنت حزام بن خالد العامريّة ، زوج الإمام علي بن أبي طالب ، كانت تخرج إلى البقيع كلّ يوم فتبكي أبناءها الأربعة ، أعمام سكينة ، الذين استشهدوا مع أخيهم الحسين في كربلاء : عبدالله ، وجعفر ، وعثمان ، والعباس بني علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ، فتلبث نهارها هناك تندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها ، فيجتمع الناس إليها يسمعون منها ، فكان مروان يجىء فيمن يجىء لذلك ، فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي .
فهل ترى كان يحدث هذا وسكينة تعقد مجالس الغناء في دارها ، وتواعد عمر الصورين ذات ليلة ، استجابةً لرغبة نسوة شاقهنّ مجلس ابن أبي ربيعة ؟ !
هل كان مروان بن الحكم يسمع اُم البنين تندب أعمام سكينة فيبكي لها ، وسكينة تبكي بدموع ذوارف على الخدين والجلباب لفراق عمر بن أبي ربيعة ، وتصغي إلى شدو المغنين بقولها على لسانه :
ليتَ المغيري الذي لم أجزه * فيمـا أطال تصيّـدي وطلابـي
كانت تـرد لنا المنى أيامنا * إذ لا نـلام على هوى وتصابي
فهل عمر قال فيها ما قال بعد عودتها من سفرها إلى مصر مع عمّتها زينب عقيلة بني هاشم ؟
الذين أرّخوا للسيّدة زينب ذكروا وفاتها في شهر رجب سنة 62هـ ، وقد ثوت في مرقدها الأخير هناك ، وآبت سكينة من رحلتها مضاعفة اليتم لتشهد بعد ذلك ثورة أهل المدينة على بني اُميّة وخروجهم على يزيد بن معاوية لقلّة دينه ، وهي الثورة التي انتهت بوقعة الحرّة ،


(513)

حيث استشهد من أولاد المهاجرين والأنصار 306 شخصاً ، وعدد من بقيّة الصحابة الأولّين ، وهجر المسجد النبويّ ، فلم تقم فيه صلاة الجماعة لمدى أيام .
والمنقول أنّ عمر تاب توبته المشهورة في ذلك العام ، وشُغل العالم الإسلامي بعد ذلك بقيام حركة التوابين في العراق ، الذين أظهروا الندم على عدم نصرة الإمام الحسين الشهيد ، فلم يَروا كفارة دون القتل في الثأر له ولصحبه ، فهل يا ترى كانت سكينة تصمّ اُذنيها عن هتاف التوابين لترغيم ( ابن سريج ) علىالغناء فيدارها مع عزّة الميلاء وتفتنه عنتوبته عنالغناء (1) .

279 سلطان خانم القزوينيّة
سلطان خانم بنت الشيخ محمّد حسن ابن الشيخ محمّد صالح البرغاني القزويني الحائري .
عالمة ، فاضلة ، مُحدّثة ، حكيمة ، بصيرة بالكلام ، خطيبة بارعةَ ، حافظة للقرآن الكريم ، وعالمة بتفسيره وتأويله .
أخذت المقدّمات وفنون الأدب على أبيها وسائر رجال أسرتهما ، وكانت تمتاز منذ الصغر بذكاء مفرط ونبوغ مبكر . تفقّهت على أخيها الشيخ الميرزا علي نقي الحائري الصالحي ، وحضرت في الحكمة والفلسفة العالية على أخيها الأكبر الشيخ الميرزا العلاّمة الحائري .
ولمّا بلغت سنّ الرشد تزوّجت السيد الميرزا شفيع شيخ الإسلام العاملي الأصل ، القزويني المولد والمنشأ ، ورُزقت منه أربعة أولاد علماء هم : السيد حسين ، والسيد حسن ، والسيد مرتضى ، والسيد بهاء الدين .
تصدّرت سلطان خانم رحمها الله للتدريس في المدرسة الصالحية بقزوين ، وكان يحضر درسها جمع من أفاضل نساء قزوين ، وكانت أيضاً ترتقي المنبر وتملك صوتاً جهورياً ومقدرة كبرى على الوعظ والخطابة والبيان (2) .
____________
1 ـ سكينة بنت الحسين عليه السلام ضمن موسوعة آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم : 941 .
2 ـ مستدركات أعيان الشيعة 6 : 174ـ175 نقلاً عن الاُستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة .

(514)

280 سلمى الخثعميّة
سلمى بنت عميس بن معد بن تميم بن الحارث بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك بن نسر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن أفتك ، وهو جماع خثعم .
و اُم ها هند ، وهي خولة بنت عوف بن زهير بن الحارث بن قماطة بن جُرَش .
ذكرها ابن سعد في الطبقات قائلاً : أسلمت قديماً مع اُختها أسماء بنت عميس ، وتزوّجها حمزة بن عبدالمطلب بن هاشم ، فولدت له ابنته عمارة .
وهي التي كانت بمكّة ، فأخرجها علي بن أبي طالب في عمرة القضيّة ، فاختصم فيها علي وزيد بن حارثة ، وجعفر بن أبي طالب ، وأراد كلّ واحد أخذها إليه ، فقضى بها رسول الله لجعفر بن أبي طالب ، من أجل أنّ خالتها أسماء بنت عميس كانت عنده ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّ المرأة لا تنح على عمّتها ولا على خالتها » . وقتل حمزة بن عبدالمطلب باُحد شهيداً فتأيمت سلمى بنت عميس ، فتزوّجها شدّاد بن الهاد الليثي ، فولدت له عبدالله بن شداد ، فهو أخو ابنة حمزة لاُمّها (1) .
وقال ابن حجر العسقلاني في الإصابة : وهي إحدى الأخوات اللاتي قال فيهن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : « الأخوات مؤمنات » ، قاله ابن عبدالبر ، وقال : كانت تحت حمزة فولدت له أمة الله بنت حمزة ، ثم خلّف عليها بعد قتل حمزة شدّاد بن الهاد الليثي ، فولدت له عبدالله وعبدالرحمن .
قال : وقد قيل : إنّ التي كانت تحت حمزة أسماء بنت عميس ، فخلّف عليها شداد ، والأصح الأوّل .
قلت : وأخرج ابن مندة من طريق عبدالله بن المبارك ، عن جرير بن حازم ، عن محمّد ابن عبدالله بن أبي يعقوب و أبي خزارة جميعاً ، عن عبدالله بن شدّاد قال : كانت بنت حمزة اُختي
____________
1 ـ الطبقات الكبرى 8 : 285 .
(515)

من اُمي ، وكانت اُم ّنا سلمى بنت عميس (1) .
وقال الصدوق في الخصال : حدّثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول :
« رحم الله الأخوات من أهل الجنّة فسماهنّ : أسماء بنت عميس الخثعميّة وكانت تحت جعفر بن أبي طالب ، وسلمى بنت عميس الخثعميّة وكانت تحت حمزة ، وخمس من بني هلال : ميمونة بنت الحارث وكانت تحت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، و اُم الفضل عند العباس واسمها هند ، والغميصاء اُم خالد بن الوليد ، وعزَّة كانت في ثقيف عند الحجاج بن غلاّط ، وحميدة ولم يكن لها عقب » (2) .






281 سلمى
مولاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
كانت أوّلاً مولاةً لصفيّة بنت عبدالمطلب ، فوهبتها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأعتقها ، فتزوّجها أبو رافع ، فولدت له عبيدالله بن أبي رافع .
وهي قابلة وممرضة ، كانت تُقَبّل اُم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد في ولادتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وتُعدّ قبل ذلك ما تحتاجه .
وهي التي قَبّلت اُم ابراهيم بابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وخرجت إلى زوجها أبي رافع فأعلمته أنّ مارية ولدت غلاماً ، فجاء أبو رافع فبشّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم به ، فوهب له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غلاماً .
وهي التي كانت تُقَبّل فاطمة الزهراء سلام الله عليها في نفاسها وتمرّضها ، وقيل : إنّها
____________
1 ـ الإصابة في تمييز الصحابة : 4 : 332 رقم 566 .
2 ـ الخصال : 363 حديث 5 باب الأخوات من أهل الجنة . وانظر : رياحين الشريعة 4 : 348 ، معجم رجال الحديث 23 : 194 ، اُسد الغابة في معرفة الصحابة 5 : 479 .

(516)

مرّضتها في مرضها الذي توفيّت فيه .
وقال ابن حجر في تهذيب التهديب : وهي التي غسّلت فاطمة الزهراء!
شهدت خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
روت عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وعن فاطمة الزهراء سلام الله عليها .
وروى عنها ابن ابنها عبيدالله بن علي بن أبي رافع .
وقال ابن حجر في الإصابة : وقرأتُ بخطّ أبي يعقوب البحتري في المجموعة الأدبية : إنّ المرأة التي قالت لحمزة لما رجع من الصيد : لو رأيتَ ما فعل أبو جهل بابن أخيك ، حتى غضب حمزة ومضى إلى أبي جهل فضرب رأسه بالقوس ، وانجر ذلك إلى إسلام حمزة : هي سلمى مولاة صفيّة بنت عبدالمطلب .
قال ابن الأثير في اُسد الغابة : ومن حديثها ما أخبرنا به اسماعيل بن علي وابراهيم بن محمّد وغيرهما ، قالوا باسنادهم عن أبي عيسى ، قال : حدّثنا أحمد بن منبع ، حدّثنا حمّاد بن خالد ، أخبرنا مولى لآل أبي رافع ، عن علي بن عبيدالله ، عن جدّته ، وكانت تخدم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قالت : ما كان يكون برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآله قرحة أو نكتة إلاّ أمرني أن أضع عليها الحناء .
أمّا أبو رافع فقد كان قبطيّاً ، اشتراه العباس بن عبدالمطلب ووهبه للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فأعتقه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وقال في حقّه : « إن لكلّ نبي أميناً وأميني أبو رافع » .
وقد شارك في كلّ الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، باستثناء غزوة بدر حيث كان مقيماً في مكّة ، وبعدما توفّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لازم خدمة أمير المؤمنين سلام الله عليه ، وكان من خيار شيعته . وقد سلّمه علي عليه السلام أمر بيت المال ، وشارك في حرب الجمل وصفين . وكان ولديه عبيدالله وعلي كاتبين لأمير المؤمنين سلام الله عليه ، ومن خواص شيعته .
وكان أبو رافع أوّل من جمع الحديث ورتّبه على أبواب ، وله كتب في السنن والأحكام وغيرها (1) .
____________
1 ـ الطبقات الكبرى 8 : 227 ، اُسد الغابة 5 : 478 ، الاستيعاب ( المطبوع مع الاصابة ) 4 : 333 ، الإصابة 4 : 333 ، تهذيب التهذيب 12 : 454 ، أعلام النساء 2 : 254 ، رياحين الشريعة 4 : 332 ، أعيان النساء : 44 .
(517)

282 الشهيدة سلوى البحراني
إحدى المجاهدات الإسلاميّات ، والثائرات الساخطات على نظام البعث في العراق ، اللواتي تحدّين أجهزة القمع والإرهاب العفلقيّة ، وأعلنَّ عن عقيدتهنّ الإسلاميّة .
لا نعرف عنها شيئاً كثيراً ، وما نعرفه لا يمكن لنا أن نفصح عنه؛ لأنّا نكتب هذه الأسطر والبعث الكافر يسيطر على عراقنا الحبيب ، ولا زالت الحرب مستمرة بين الدولة الاسلاميّة والنظام العفلقي الكافر .
وسيبقى عدد الشهيدات والمسجونات في العراق مجهولاً وبلا معلومات إلى أن يأذن الله بالنصر القريب العاجل إن شاء الله تعالى ، والعودة إلى أهلنا وأحبائنا .

283 سمانة المغربيّة
اُم الإمام علي الهادي سلام الله عليه ، تعرف بالسيّدة ، وتُكنّى باُم الفضل .
كانت من خيرة نساء عصرها بل أفضلهنّ ، ولم يكن أحد مثلها في الزهد والتقوى ، وكانت تقضي أكثر أيامها صائمة . وقد شرّفها الله تعالى بأن جعلها وعاءً لسرّه المكنون ، اُم ّاً لأحد البدور الإثني عشر .
روى السيّد هاشم البحراني في مدينة المعاجز نقلاً عن أبي جعفر الطبري قال : حدّثني أبو المفضّل محمّد بن عبدالله ، قال : حدّثني أبو النجم بدر بن عمار الطبرستاني ، قال : حدّثني أبو جعفر محمّد بن علي ، قال : روى محمّد بن الفرج بن عبدالله بن جعفر ، قال :
دعاني أبو جعفر محمّد بن علي بن موسى عليهم السلام ، فأعلمني أنّ قافلة قدمت فيها نخّاس معه جواري ، ودفع لي سبعين ديناراً وأمرني بإبتياع جارية وصفها لي ، فمضيتُ فعملتُ بما أمرني ، فكانت تلك الجارية اُم أبي الحسن عليه السلام . وروى أنّ اسمها سمانة ، وأنّها مولّدة .
ثم قال أبو جعفر الطبري : وروى محمّد بن الفرج وعلي بن مهزيار ، عن السيّد عليه السلام أنّه قال : « أمة عارفة بحقّي ، وهي من أهل الجنّة ، لا يقربها شيطان مارد ، ولا ينالها كيد جبار


(518)

عنيد ، وهي كانت بعين الله التي لا تنام ، ولا تختلف عن اُمهات الصديقين والصالحين » (1) .

284 سُميّة بنت خُبّاط
سُميّة بنت خُبّاط مولاة أبي حذيفة بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، وهي اُم عمّار بن ياسر .
أسلمت قديماً بمكّة ، وكانت ممّن يُعذّب في الله لترجع عن دينها ، فلم تفعل ، وصبرت حتى مرّ بها أبوجهل يوماً فطعنها بحربة في قُبُلها فماتت رحمها الله ، وهي أوّل شهيدة في الإسلام ، وكانت عجوزاً كبيرة ضعيفة ، فلمّا قتل أبو جهل يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعمّار بن ياسر : « قد قتلَ الله قاتل اُمك » .
قال ابن سعد في الطبقات : أخبرنا اسماعيل بن عمر أبو المنذر ، حدّثنا سفيان الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : أوّل شهيد استشهد في الإسلام سُميّة اُم عمار بن ياسر ، أتاها أبو جهل فطعنها بحربة في قُبُلها (2) .
وفي أعيان الشيعة قال السيّد محسن الأمين : كانت سُميّة اُم عمار بن ياسر وأبوه ياسر مِمّن عُذّب في الله تعالى فصبرا ، وأرادتهما قريش على أن يرجعا عن الإسلام إلى الكفر فأبيا ، فضرب أبو جهل سُميّة بحربة في قلبها فماتت ، وقُتل أبوه . روى نصر في كتاب صفين : أنّهما أوّل قتيلين قتلا من المسلمين ، وذلك بعدما خرج النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من مكّة إلى المدينة (3) .
وقال ابن حجر العسقلاني في الإصابة : سُميّة بنت خباط بمعجمة مضمومة ، وموحّدة ثقيلة ، ويقال : بمثناة تحتانية ، وعند الفاكهي : سُميّة بنت خَبط : بفتح أوله بغير ألف ، مولاة أبي حذيفة بن المغيرة بن عباد الله بن عمرو بن مخزوم ، والدة عمار بن ياسر ، كانت سابعة سبعة في
____________
1 ـ انظر : الكافي للشيخ الكليني 1 : 416 ، الإرشاد للشيخ المفيد : 327 ، إعلام الورى : 339 ، أعيان الشيعة 2 : 36 ، مدينة المعاجز : 538 ، أعيان النساء : 231 .
2 ـ الطبقات الكبير 8 : 264 .
3 ـ أعيان الشيعة 7 : 319 ، كتاب صفين : 224 .

(519)

الإسلام ، عذّبها أبو جهل وطعنها في قلبها فماتت ، فكانت أوّل شهيدة في الإسلام ، وكان ياسر حليفاً لأبي حذيفة فزوّجه سُميّة فولدت له عمّاراً فأعتقه .
وكان ياسر وزوجته وولده منها ممّن سبق إلى الإسلام ، قال ابن إسحاق في المغازي : حدّثني رجل من آل عمّار بن ياسر : إنّ سُميّة اُم عمار عذّبها آل بني المغيرة على الإسلام وهي تأبى غيره حتى قتلوها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمر بعمار و اُمّه و أبيه وهم يُعذبون بالأبطح في رمضاء مكة فيقول : « صبراً يا آل ياسر موعدكم الجنة » .
وقال مجاهد : أوّل من أظهر الإسلام بمكة سبعة : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأبو بكر ، وبلال ، وصهيب ، وعمّار ، وسميّة . فأمّا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر فمنعهما قومهما ، وأما الآخرون فاُلبسوا أدراع الحديد ثم صهروا في الشمس ، وجاء أبو جهل إلى سُميّة فطعنها بحربة فقتلها . أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة ، عن جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، وهو مرسل صحيح السند .
وقال أبو عمر : قال ابن قُتيبة : خلّف على سُميّة بعد ياسر الأزرق غلام الحارث بن كلدة ، وكان رومياً ، فولدت له سلمة فهو أخو عمّار لاُمّه ، كذا قال ، وهو وهم فاحش فإنّ الأزرق إنّما خلّف على سُميّة والدة زياد ، فسلمة بن الأزرق أخو سُميّة لاُمّه ، فاشتبه على ابن قتيبة (1) .
وقال الزركلي في الأعلام : استشهدت سُميّة نحو 7ق . هـ نحو 615م (2) .

285 سودة بنت زمعة
صحابية جليلة ، عدّها الشيخ الطوسي؛ في رجاله من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (3) ، ونقل ذلك عنه ابن داود في رجاله (4) ، والأردبيلي في جامع الرواة (5) ، والسيّد الخوئي رحمه الله في
____________
1 ـ الإصابة 4 : 334 رقم 585 . وانظر : اُسد الغابة 5 : 481 ، الإستيعاب ( المطبوع مع الإصابة ) 4 : 330 ، رياحين الشريعة 4 : 353 .
2 ـ الأعلام للزركلي 3 : 140 نقلاً عن الروض الانف 1 : 203 .
3 ـ رجال الشيخ الطوسي : 32 .
4 ـ رجال ابن داود : 223 .
5 ـ جامع الرواة 2 : 458 .

(520)

معجمه (1) .

286 سَوْدَة الهمدانيّة
سَودَة بنت عمارة بن الأشتر الهمدانيّة .
شاعرة من شواعر العرب ، ذات فصاحة وبيان ، وهي من شيعة علي عليه السلام ، جاهدت بلسانها ، وقالت كلمة الحقّ أمام السلطان الجائر معاوية بن أبي سفيان .
قال ابن طيفور في بلاغات النساء : قال أبو موسى بن مهران : حدّثني محمّد بن عبيدالله الخزامي ، يذكره عن الشعبي . ورواه العباس بن بكار ، عن محمّد بن عبيدالله ، قال : استأذنت سَوْدَة بنت عمارة بن الأسك الهمدانيّة على معاوية فأذن لها ، فلمّا دخلتْ عليه قال : هِيه يا بنت الأسك ، ألستِ القائلة يوم صفين :
شَمِّر كَفعْلِ أبي كَ يابنَ عُمـارةٍ * يـومَ الطعانِ وَمُلتَقـى الأقرانِ
واُنصرْ علياً والحسينَ ورهطَهُ * وأقصـدْ لهندٍ وابْنهـا بهـوانِ
إنّ الإمـامَ أخـا النَبيّ محمّدٍ * عـلمُ الهـدى ومنـارةُ الإيمانِ
فَقُدِ الجيوشَ وَسِرْ أمامَ لِوائِه * قُدمـاً بأبيضِ صـارمٍ وَسِنـان
قالت : إي والله ، ما مثلي من رغبَ عن الحقّ ، أو اعتذر بالكذب .
قال لها : فما حملكِ على ذلك ؟
قالت : حبّ علي عليه السلام ، واتّباع الحقّ .
قال : فوالله لا أرى عليك من أثر علي شيئاً .
قالت : اُنشد الله يا أمير المؤمنين وإعادة ما مضى ، وتذكار ما قد نسي .
قال : هيهات ، ما مثل مقام أخيك يُنسى ، وما لقِيتُ من أحدٍ ما لقيتُ من قومكِ وأخيكِ .
قالت : صدق قولكَ ، لم يكن أخي ذميم المقام ولا خفي المكان ، كان والله كقول الخنساء :
____________
1 ـ معجم رجال الحديث 23 : 194 .
(521)

وإنّ صَخراً لتأتمُ الهداةُ بهِ * كأنّهُ علمٌ فـي رأسـهِ نارُ
قال : صدقِت ، لقد كان كذلك .
فقالت : مات الرأس وبتر الذنب ، وبالله أسأل أمير المؤمنين إعفائي مما استعفيتُ منه .
قال : قد فعلت ، فما حاجتك ؟
قالت : إنّك أصبحت للناس سيّداً ولأمرهم متقلّداً ، والله سائلكَ من أمرنا وما افترض عليكَ من حقّنا ، ولا تزال تُقدم علينا من ينوء بعزّك ويبطش بسلطانك ، فيحصدنا حصد السنبل ، ويدوسنا دوس البقر ، ويسومنا الخسيسة ، ويسلبنا الجليلة . هذا بُسر بن أرطأة قدم علينا من قبلك ، فقتل رجالي وأخذ مالي ، ولولا الطاعة لكان فينا عزّ ومنعة ، فإمّا عزلته عنا فشكرناك ، وإمّا لا فعرّفناك .
قال معاوية : أتهدّديني بقومِك ، لقد هممتُ أن أحملك على قتب (1) أشرس ، فأردّكِ إليه ينفذ حكمه فيك .
فأطرقت تبكي ، ثم أنشأت تقول :
صلّى الإلهُ على جسمٍ (2) تَضَمّنهُ * قبـرٌ فـأصبَحَ فيـهِ العدلُ مَدفونا
قدْ حالفَ الحقَ لا يَبغي بـهِ ثمناً * فصـارَ بـالحـقِ والإيمانِ مقرونا
قال لها معاوية : ومَن ذلك ؟
قالت : علي بن أبي طالب .
قال : وما صنع بكِ حتى صار عندك كذلك ؟
قالت : قدمتُ عليه في رجل ولاه صدقتنا ، فكان بيني وبينه ما بين الغَث (3) والسمين ، فأتيتُ عليّاً عليه السلام لأشكو إليه ما صنع بنا ، فوجدته قائماً يصلّي ، فلمّا نظر إليّ انفتل في صلاته ، ثم قال لي برأفة وتعطّف : « ألكِ حاجة » ؟
____________
1 ـ القتب : الرحل الصغير على قدر السّنام . لسان العرب 2 : 661 « قتب » .
2 ـ في العقد الفريد : روح .
3 ـ الغث : الرديء من كلّ شيء . لسان العرب 3 : 171 « غثث » .

(522)

فأخبرته الخبر ، فبكى ثم قال : « اللهم أنتَ الشاهد عليّ وعليهم إنّي لم آمرهم بظلم خلقك ولا بترك حقّك » ، ثم أخرج من جيبه قطعة جلد كهيئة طرف الجراب فكتب فيها :
( بسم الله الرحمن الرحيم قد جاءتكم بيّنة من ربّكم فأوفوا الكيل والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ، بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ ) (1) إذا قرأتَ كتابي فاحتفظ بما في يديك من عملنا حتى يقدم عليك مَن يقبضه منك والسّلام » .




فأخذته منه ، والله ما ختمه بطين ولا خزمه (2) بخزام ، فقرأته .
فقال لها معاوية : لقد لمّظكم (3) ابن أبي طالب على السلطان فبطيئاً ما تُفطمون ، ثم قال : اُكتبوا لها بردّ مالها والعدل عليها .
قالت : ألي خاصّة ، أم لقومي عامّة ؟
قال : وما أنتِ وقومكِ .
قالت : هي والله إذاً الفحشاء واللؤم إن لم يكن عدلاً شاملاً ، وإلاّ فأنا كسائر قومي .
قال : اكتبوا لها ولقومها (4) .
روى ذلك أيضاً ابن عبد ربّه ـ في العقد الفريد ضمن الوافدات على معاوية ـ عن عامر الشعبي ، وفيه : فقال معاوية : اكتبوا لها بالإنصاف لها والعدل عليها .
فقالت : ألي خاصّة أم لقومي عامّة ؟
قال : وما أنتِ وغيركِ .
قالت : هي والله الفحشاء واللؤم ، إن لم يكن عدلاً شاملاً وإلاّ يسعني ما يسع قومي .
قال : هيهات! لمّظكم ابن أبي طالب الجرأة على السلطان ، فبطيئاً ما تفطمون ، وغرّكم
____________
1 ـ هود : 85 .
2 ـ خزمه : شكّه وثقبه ، أي : أقفله . انظر لسان العرب 12 : 174 « خزم » .
3 ـ لمّظكم : عوّدكم وعلّمكم . لسان العرب 7 : 462 « لمظ » .
4 ـ بلاغات النساء : 30 .

(523)

قوله :
فَلَو كنتُ بَواباً على بابِ جَنَّةٍ * لَقُلتُ لِهَمدانَ اُدخلـوا بسلامِ
وقوله :
نـادَيتُ هَمـدانَ والأبواب مُغلقة * وَمِثل همدانَ سَنَّى (1) فَتحةَ الباب
كالهندواني (2) لمْ تُفلل مَضارِبُـه * وجهٌ جميلٌ وقلبٌ غير وجَّاب (3)
اكتبوا لها بحاجتها (4) .

287 سوسن
زوجة الإمام علي الهادي عليه السلام ، ووالدة الإمام الحسن العسكري عليه السلام .
يقال لها حديثة ، وسليل ، وشكل ، وحربيّة . وقد جرت العادة في ذلك الزمن على تغيير اسم الجواري عند شرائها .
كانت في نهاية العفّة والصلاح ، والورع والتقوى ، ومن العارفات الصالحات ، وأحد الوسائط والأبواب بين الإمام الحجّة القائم عجلّ الله تعالى فرجه الشريف وبين شيعته .
قال المسعودي في إثبات الوصيّة : وروي عن العالم عليه السلام أنّه قال : « لمّا اُدخلت سليل اُم أبي محمّد عليه السلام علي أبي الحسن عليه السلام انّه قال : سليل مسلول من الآفات والعاهات والأرجاس والأنجاس ، ثم قال لها : سيهب الله حجّته على خلقه يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً » (5) .
وفي إكمال الدين : أنّ الإمام الحسن العسكري عليه السلام كان قد أوصى إليها ، وثبتت وصيته لها عند القاضي ، فقسّم ميراثه بين اُمه وأخيه جعفر (6) .
____________
1 ـ سنّ : سهّل . لسان العرب 14 : 404 « سنا » .
2 ـ الهندواني : السيف اذا عُمِل ببلاد الهند واُحكم عملُه . لسان العرب 3 : 438 « هند » .
3 ـ وجَّاب : خائف متهيّب . انظر : القاموس المحيط 1 : 136 ، مجمع البحرين 2 : 179 « وجب » .
4 ـ العقد الفريد 1 : 344 . وانظر : أعلام النساء 2 : 270 ، رياحين الشريعة 4 : 351 ، أعيان النساء : 245 .
5 ـ إثبات الوصية : 207 .
6 ـ إكمال الدين : 43 .