وفاتها :
توفّيت فاطمة الكبرى بنت الإمام الحسين عليه السلام سنة 110هـ بمصر ، ودفنت بالدرب الأحمر ، وقيل خلف الدرب الأحمر ، في زقاق يعرف بزبقاق فاطمة النبويّة ، في مسجد جليل ، ومقامها عظيم وعليه المهابة والجلال . ولم يحدّثنا التأريخ عن سبب هجرتها إلى مصر مع بعض أبنائها ، وتركها لمدينة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

329 فاطمة القزوينيّة
فاطمة بنت السيد حسين ابن السيد الأمير محمّد ابراهيم ابن الأمير محمّد معصوم ابن الأمير محمّد فصيح ابن الأمير أولياء الحسيني القزويني .
ولدت في قزوين حدود سنة 1172هـ ، وتوفّيت بها حدود سنة 1260هـ ودَفنت في مقبرة العائلة الواقعة في الشمال الشرقي لروضة شاه زاده حسين ابن الإمام الرضا عليه السلام .
عالمة ، فاضلة ، مُحدّثة ، حافظة للقرآن الكريم ، عالمة بتفسيره وتأويله . قرأت على أبيها السيد حسين المتوفى سنة 1208هـ ، وعمّها العلاّمة المولى السيد حسن المتوفى سنة 1198هـ . ولمّا بلغت سن الرشد تزوّجت بالشيخ محمّد علي ابن الشيخ عبدالكريم القزويني ، ثم حضرت الفقه والحديث على زوجها حتى نبغت في أكثر العلوم الإسلامية معقولأ ومنقولاً .
كانت رحمها الله من فواضل نساء عصرها ، خطيبة ، متكلّمة ، ترتقي المنبر ، وتملك صوتاً جهورياً ومقدرة على الخطابة والوعظ . وكانت تخطب وتدرّس ، ويفد النساء إلى مجلسها لسماع دروسها وخطاباتها ومحاضراتها ، وهي كثيرة الزهد ، عظيمة الورع .
ذكرها الاستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة (1) ، وحكى عن
____________
1 ـ حكاه عنه السيّد حسن الأمين في مستدركات أعيان الشيعة 3 : 159 .
(598)

والده أنّه ذكرها في الجزء الثاني من كتابه الغرر والدرر .
أنجبت رحمها بنتأ عالمة فاضلة هي آمنة القزوينيّة ، التي تقدّمت ترجمتها سابقأ .

330 فاطمة الفراهاني
فاطمة بنت الميرزا حسين القائم مقام الفراهاني .
ولدت في السادس من رجب سنة 1282هـ ، وفي سنة 1300هـ تزوّجت بابن عمّها الميرزا محمود بن الميرزا أحمد .
كانت من ذوات المهارة في فنون الشعر والأدب والعربية والتأريخ ، ويقال : إنّ شعرها الفارسي بمرتبة شعر الخنساء في العربيّة .
ذكرها الشيخ ذبيح الله المحلاتي في الرياحين ، وذكر بعض أشعارها (1) .

331 فاطمة الرويدشتي
فاطمة بنت حميدة بنت المولى محمّد شريف بن شمس الدين الرويدشتي الأصفهاني .
عالمة ، فاضله ، عابدة ، ورعة . كانت تُرشد نساء عصرها ، وتعلّمهن الأحكام الشرعيّة .
ذكرها معاصرها المولى الأصفهاني في رياض العلماء قائلأ : في الأغلب تكون في بيت سلسلة الوزير المرحوم خليفة سلطان بأصفهان ، والآن هي موجودة في الحياة ، وقد زوّجوها من رجل قروي أسوأ من بدوي ، وكان في الفهاهة (2) كالباقل (3) ، وفي الحماقة كزوج والدتها وهو غير عاقل .
وإنمانُسبت إلى اُمها ولم تُنسب الى أبيها ؛ لأنّه كان جاهلأ غير معروف ، و اُمّها عالمة
____________
1 ـ رياحين الشريعة 5 : 3 .
2 ـ الفَهَّةُ ، العيُّ . الصحاح 6 : 2245 ( فهه ) .
3 ـ باقل : اسم رجل من العرب ، وكان اشترى ظبيّأ بأحد عشر درهمأ فقيل له : بكم اشتريته ؟ ففتح كفّيّه وفرّق أصابعه وأخرج لسانه يشير بذلك إلى أحد عشر

(599)

فاضلة ، وقد مرَّ ذكر اُمها في حرف الحاء ، وهي عالمة فاضلة عارفة ، معلّمة لنساء عصرها ، بصيرة بعلم الرجال والفقه ، نقيّة الكلام ، تقيّة مِن بين الأنام ، لها حواشٍ وتدقيقات على كتب الحديث كالاستبصار للشيخ الطوسي وغيره ، ولها كتاب في علم الرجال ، ذكره الطهراني في الذريعة باسم « رجال حميدة » .
وتُنسب هذه العائلة إلى روديشت ، وهي ناحية من توابع اصفهان (1) .

332 فاطمة الحَسنيّة
فاطمة بنت عبدالله بن ابراهيم ، قيل : اسمها حبيبة . تُكنّى بـ « اُم خالد البربريّة » ، وبـ « امداود » .
زوجها الحسن المثنى ابن الإمام الحسن السبط ابن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام .
وهي علوية شريفة أرضعت الإمام الصادق عليه السلام ، يُنسب إليها عمل اُم داود المشهور في يوم النصف من رجب ، حيث استجاب الله دعوتها في ولدها ، والذي حبسه أبوجعفر المنصور مع مَن حبسهم من أبناء علي عليهم السلام ، ثم تخلّص من السجن بفضل الدعاء الذي دعت به والدته ، والذي علّمها إياه الإمام الصادق عليه السلام .
قال السيّد ابن طاووس في كتابه « إقبال الأعمال » : فصل فيما نذكره من دعاء النصف من رجب الموصوف بالإجابة ، وما فيه من صفات الإنابة :
إعلم أنّ هذا الدعاء الذي نذكره في هذا الفصل دعاء عظيم الفضل ، معروف بدعاء اُم داود ، وهي جدّتنا الصالحة المعروفة باُم خالد البربريّة ، اُم جدنا داود بن الحسن بن الحسن ابن مولانا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان خليفة ذلك الوقت قد خافه على خلافته ، ثم ظهرت براءة ساحته فأطلقه من دون آل أبي طالب الذين قبض عليهم .
ثم قال : وهي اُم خالد البربريّة ، كمّل الله لها مراضيه الالهيّة ، فإنّه معلوم عند العلماء
____________
1 ـ رياض العلماء 5 : 405 ، أعيان الشيعة 8 : 390 .
(600)

ومتواتر بين الفضلاء ، منهم أبونصر سهل بن عبدالله البخاري النّسابة ، فقال في كتاب « ستر أنساب العلويين » ما هذا لفظه : وأبوسليمان داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، اُمه اُم ولد تدعى اُم خالد البربريّة .
أقول : وكُتب الأنساب وغيرها من الطرق العليّة قد تضمّنت وصف ذلك على الوجوه المرضيّة .
وأمّا حديث أنّ جدتنا هذه اُم داود ، وهي صاحبة دعاء يوم النصف من رجب ، فهو أيضأ من الاُمور المعلومات عند العارفين بالأنساب والروايات ، ولكنّا نذكر منه كلمات عن أفضل علماء الأنساب في زمانه علي بن محمّد العمري تغمّده الله بغفرانه ، فقال في الكتاب المبسوط في الأنساب ما هذا لفظه : وداود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، اُمّه اُمّ ولد ، وكانت امرأة صالحة ، وإليها يُنسب دعاء اُم داود .
قال شيخ الشرف في كتاب « تشجير تهذيب الأنساب » أيضأ ـ ونقلته من خطّه ـ عند ذكر جدّنا داود ما هذا لفظه : لاُمّ ولد إليها يُنسب دعاء اُم داود .
وقال ابن ميمون النسّابة الواسطي في مشجرة إلى ذكر جدّتنا اُم داود : إنّها تُكنّى اُم خالد ، إليها يُعزى دعاء اُم داود .
ثم قال ـ السيّد ابن طاووس في معرض حديثه عن هذا الدعاء ـ : فمن الروايات في ذلك أنّ المنصور لمّا حبس عبدالله بن الحسن وجماعة من آل أبي طالب ، وقتل ولديه محمّد وابراهيم ، أخذ داود بن الحسن بن الحسن ـ وهو ابن داية أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام ؛ لأنّ اُم داود أرضعت الصادق عليه السلام بلبن ولدها داود ـ وحمله مكبّلأ بالحديد .
قالت اُم داود : فغاب عني حينأ بالعراق ولم أسمع له خبرأ ، ولم أزل أدعو وأتضرّع إلى الله جلّ اسمه ، وأسأل اخواني من أهل الديانة والجدّ والإجتهاد أن يدعوا الله تعالى لي ، وأنا في ذلك كلّه لا أرى في دعائي الإجابة ، فدخلتُ على أبي عبدالله جعفر بن محمّد صلوات الله عليه يومأ أعوده من علّة وجدها ، فسألته عن حاله ودعوت له فقال لي : « يا اُم داود ما فعل داود » وكنتُ قد أرضعته بلبنه .


(601)

فقلت : يا سيّدي وأين داود ؟ وقد فارقني منذ مدّة طويلة ، وهو محبوس بالعراق .
فقال : وأين أنت عن دعاء الاستفتاح ، وهو الدعاء الذي تُفتح له أبواب السماء ، ويلقى صاحبه الإجابة من ساعته ، وليس لصاحبه عند الله تعالى جزاءً إلاّ الجنة .
فقلت له : كيف ذلك يابن الصادقين .
فقال لي : « يا اُم داود قد دنا الشهر الحرام العظيم رجب ، وهو شهر مسموع فيه الدعاء شهر الله الأصم ، فصومي الثلاثة الأيام البيض ، وهو الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ، واغتسلي في اليوم الخامس عشر وقت الزوال ، وصلّي عند الزوال ثمان ركعات » . وفي إحدى الروايات : « وتحسني قنوتهن وركوعهن وسجودهن ، ثم صلّي الظهر ، وتركعين بعد الظهر وتقولين . . . » .
قالت : وكتبتُ هذا الدعاء وانصرفتُ ، ودخلَ شهر رجب وفعلتُ مثل ما أمرني به ـ يعني الصادق عليه السلام ـ ، ثم رقدتُ تلك الليلة ، فلمّا كان آخر الليل رأيتُ محمّدأ صلى الله عليه وآله وسلم وكلّ من صلّيت عليهم من الملائكة والنبيين يقولون : يا اُم داود أبشري وكلّ مَن ترين اخوانك . وفي رواية اُخرى : من أعوانك واخوانك أخواتك وكلّهم يشفعون لك ، ويبشّرونك بقضاء حاجتك ، وأبشري فإنّ الله تعالى يحفظك ويحفظ ولدك ويردّه عليك .
قالت : فانتبهتُ فما لبثت إلاّ قدر مسافة الطريق من العراق إلى المدينة للراكب المجدّ المسرع العجل ، قِدم عليّ داود ، فسألته عن حاله فقال : إنّي كنتُ محبوسأ في أضيق حبس وأثقل حديد . وفي رواية : وأثقل قيد ، إلى يوم النصف من رجب ، فلمّا كان الليل رأيتُ في منامي كأنّ الأرض قد قبضت لي ، فرأيتك على حصير صلاتك وحولك رجال رؤوسهم في السماء وأرجلهم في الأرض يُسبّحون له تعالى ، فقال لي قائل حسن الوجه نظيف الثوب طيب الرائحة خِلتُ جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أبشر يابن العجوزة الصالحة ، فقد استجاب الله لاُمّك فيكَ دعاءها ، فانتبهت ورسل المنصور على الباب ، فاُدخلتُ عليه في جوف الليل ، فأمر بفك الحديد عني والإحسان إليّ ، وأمر بعشرة آلاف درهم ، وحُملتَ على نجيب ، وسقتُ بأشد السير وأسرعه حتى دخلت المدينة .


(602)

قالت اُم داود : فمضيتُ به إلى أبي جعفر ، فقال : « إنّ المنصور رأى أمير المؤمنين عليه السلام في المنام يقول له : أطلق ولدي وإلاّ ألقيتك في النار ، ورأى كأنّ تحت قدميه النار ، فاستيقظ وقد سُقط في يديه ، فأطلقكَ يا داود » .
قالت اُم داود : فقلتُ لأبي عبدالله عليه السلام : يا سيّدي أيدعى بهذا الدعاء في غير رجب ؟
قال : « نعم ، يوم عرفة وإن وافق ذلك يوم الجمعة ، ولم يفرغ صاحبه منه حتى يغفر الله له » .
ثم قال السيّد ابن طاووس : ومن العنايات بها أنّ الله جلَّ جلاله جَعلَ جدّتنا اُم داود أهلأ أن يظهر آياته على يديها ، وينسب معجزات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليها (1) .

333 فاطمة المحض
فاطمة بنت عبدالله المحض .
نقل الشيخ ذبيح الله المحلاتي في رياحين الشريعة عن العلاّمة الشهير الحاج ملاّ باقر الكجوري الطهراني قوله في ص 72 من كتاب « جنّة النعيم في أحوال الشاهزادة عبدالعظيم » : عندما تصاعدت موجة سفك دماء أبناء فاطمة عليها السلام في زمن المنصور الدوانيقي ، وكان عبدالله المحض محبوسأ من قبل المنصور ، وقفت فاطمة بنت عبدالله المحض أمام المنصور ، وكانت حينذاك صغيرة السنّ وقالت :
إرحمْ كَبيـراً سنّـه منهـدّة * في السجنِ بينَ سلاسلٍ وقُيودِ
إن جدتَ بالرحمِ القريبة بيننا * مـا جدّنا مـن جـدّكم ببعيدِ
فعندما سمع المنصور مقالتها رقّ قلبه لكلامها ، لكنه لم يرتّب أثرأ لذلك (2) .
____________
1 ـ انظر : عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب : 101 و189 ، إقبال الأعمال : 658 وما بعدها ، أعيان الشيعة 3 : 476 و477 ، 8 : 388 ، رياحين الشريعة 3 : 389 .
2 ـ رياحين الشريعة 5 : 24 .

(603)

334 فاطمة العقيليّة
المعروفة بـ « بنت الهريش » ، من بني جعفر ، من ذريّة عبدالله بن مسلم بن عبدالله بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب .
شاعرة ، ونائحة معروفة ، سكنت مدينة الحلّة في العراق .
قال النسّابة الشهير السيّد جمال الدين أحمد بن علي الحسيني ، المعروف بابن عنبة في « عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب » : رآها شيخي النقيب تاج الدين أبو عبدالله محمد بن معيّة الحسيني النسابة (1) .

335 فاطمة الهاشميّة
فاطمة بنت أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف ، اُمّها اُم ولد .
راوية من راويات الحديث ، عدّها البرقي في رجاله من الراويات عن أخيها الإمام الحسن عليه السلام فقط (2) .
روت عن أبيها عليه السلام ، وعن أخويها الإمام الحسن عليه السلام ومحمّد بن الحنفيّة ، وعن امامة بنت أبي العاص بن الربيع ، وأسماء بنت عميس .
وروى عنها أبوبصير ، والحارث بن كعب الكوفي ، والحكم بن عبدالرحمن بن أبي نعم ، ورزين بيّاع الأنماط ، وعروة بن عبدالله بن قشير ، وعيسى بن عثمان ، وموسى الجهني ، ونافع بن أبي نعيم القارىَ (3) .
وقال ابن حجر العقسلاني في تهذيب التهذيب : روت عن أبيها ، وقيل : لم تسمع منه . ثم
____________
1 ـ عمدة الطالب : 34 ، أعيان الشيعة 8 : 387 .
2 ـ رجال البرقي : 60 .
3 ـ معجم رجال الحديث 23 : 197 رقم 15659 ، تهذيب التهذيب 12 : 470 .

(604)

قال : قال موسى الجهني : دخلتُ على فاطمة بنت علي ، وهي ابنة ست وثماني سنة ، فقلت لها : أتحفظين عن أبيكِ شيئأ ؟ قالت : لا . قال ابن جرير : توفّيت سنة سبع عشرة ومائة (1) .
وأخرج لها ابن سعد في الطبقات الكبرى حديثأ حيث قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، حدّثنا الحكم بن عبدالرحمن بن أبي نعم ، قال : حدّثتني فاطمة بنت علي بن أبي طالب ، قالت : قال أبي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
« مَن أعتق نسمة مسلمة أو مؤمنة وقى الله بكلّ عضوٍ منه عضوأ من النار » .


وقال أيضأ : أخبرنا أحمد بن عبدالله بن يونس ، حدثنا زهير ، حدّثنا عروة بن عبدالله بن قشير انّه دخل على فاطمة بنت علي بن أبي طالب ، قال : فرأيت في يديها مسكأ غلاظأ في كلّ يد اثنين اثنين . قال : ورأيتُ في يدها خاتمأ ، وفي عنقها خيطأ فيه خرز ، فسألتها عنه فقالت : إنّ المرأة لا تشبّه بالرجال (2) .
وفي أعيان الشيعة نقلأ عن خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام للنسائي : أخبرنا عمر بن علي ، حدّثنا يحيى بن سعيد ، حدّثنا موسى الجهني ، قال : حدّثتني أسماء بنت عميس أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي » .
وقال : أخبرنا أحمد بن سليمان ، حدّثنا جعفر بن عون ، عن موسى الجهني ، قال : أدركتُ فاطمة بنت علي وهي بنت ثمانين سنة ، فقلت لها : أتحفظين عن أبيك شيئأ ؟ قالت : لا ، ولكني سمعتُ أسماء بنت عميس أنها سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :
« يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه ليس من بعدي نبي » .


وقال : حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيم ، حدّثنا أبونعيم ، حدّثنا حسن وهو ابن صالح ، عن موسى الجهني عن فاطمة بنت علي ، عن أسماء بنت عميس : أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :
____________
1 ـ تهذيب التهذيب 12 : 470 .
2 ـ الطبقات الكبرى 8 : 465 .

(605)

« يا علي إنّك مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي » (1) .


وقال عمر رضا كحالة في أعلام النساء : إنّها كانت ضمن عيال الحسين عليه السلام الذين قدموا إلى دمشق من الكوفة (2) .
وقال ابن سعد في أزواجها : تزوّجها محمّد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب فولدت له حميدة بنت محمد .
ثم خلف عليها سعيد بن الأسود بن أبي البحتري بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبدالعزى بن قصي ، فولدت له برزة وخالدأ ابني سعيد .
ثم خلف عليها المنذر بن عُبيدة بن الزبير بن العوّام ، فولدت له عثمان وكبرة ابني المنذر (3) .

336 فاطمة بنت الإمام الرضا عليه السلام
محدّثة ، روت عن أبيها ، وروى عنها أبوالحسن بكر بن أحمد بن محمّد بن ابراهيم بن زياد ابن موسى بن مالك الأشج العصري .
أخرج لها الشيخ الصدوق في كتابه « عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام » حديثين ، قال :
حدثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي ، قال : حدّثنا علي بن محمّد بن عيينة ، قال : حدثني أبوالحسن بكر بن أحمد بن محمّد بن ابراهيم بن زياد بن موسى بن مالك الأشج العصري ، قال : حدّثتنا فاطمة بنت علي بن موسى عليه السلام ، قالت : سمعتُ أبي عليّأ يحدّث عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه وعمّه زيد ، عن أبيهما علي بن الحسين ، عن أبيه وعمّه ،
____________
1 ـ أعيان الشيعة 8 : 390 .
2 ـ أعلام النساء 4 : 124 نقلأ عن تأريخ الطبري ، والتذهيب للذهبي ، وتأريخ ابن عساكر ، وتأريخ الإسلام للذهبي ، وجامع التحصيل في أحكام المراسيل للعلائي ، والكامل في معرفة الرجال لعبدالغني المقدسي ، والسمط الثمين للمحبّ الطبري .
3 ـ الطبقات الكبرى 8 : 465 .

(606)

عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال :
« لا يحلّ لمسلمٍ أن يُروّع مُسلمأ » (1) .


وقال : وبهذا الاسناد عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال :
« مَن كفّ غضبه كفّ الله عنه عذابه ، ومَن حسّن خلقه بلّغه الله درجة الصائم القائم » (2) .


علمأ بأنّ هنالك من علمائنا مَن يذهب إلى أنّ الإمام الرضا عليه السلام لم يخلّف إلاّ ولدأ واحدأ وهو الامام الجواد عليه السلام ، ومنهم من يذهب إلى أنّه عليه السلام خلّف خمسة ذكور وبنتأ واحدةً (3) .

337 فاطمة الطاووسيّة
فاطمة بنت السيّد الجليل والعالم الكبير السيّد علي بن طاووس .
عالمة ، فاضلة ، مُحدّثة ، صالحة ، حافظة للقرآن الكريم .
أجازها ـ مع اختها شرف الأشراف وأخويها محمّد وعلي ـ أبوها بكتاب الأمالي للشيخ الطوسي .
وقد أوقف لها والدها مصحفأ كاملأ ، حيث قال في كتابه سعد السعود : وقفتُ مصحفأ تامّأ أربعة أجزاء على ابنتي الحافظة للقرآن الكريم فاطمة سلّمها الله ، حفظته وعمرها دون التسع سنين (4) .
و اُمّها زهراء خاتون بنت الوزير ناصر بن مهدي ، كما ذكره والدها في كتابه كشف المحجّة لثمرة المهجة (5) .
____________
1 ـ عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام 2 : 70 ـ 71 | 327 .
2 ـ عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام 2 : 71 | 328 .
3 ـ انظر أعيان الشيعة 2 : 390 ، رياحين الشريعة 5 : 30 .
4 ـ سعد السعود : 27 .
5 ـ كشف المحجّة لثمرة المهجة : 111 .

(607)

واختها العالمة الفاضلة الجليلة شرف الأشراف ، التي مرّت ترجمتها في حرف الشين (1) .

338 فاطمة اللرستاني
فاطمة بنت السيّد علي اللرستاني ، نسبة إلى « لرستان » : منطقة تقع في غرب ايران تقريبأ .
فاضلة ، تقيّة ، مبلّغة ، خطيبة ترتقي المنبر الحسيني ، تجيد اللغتين العربية والفارسيّة .
ذهبت إلى دولة الكويت بصحبة والدها ، عندما طلبه أهلها لكي يصبح مُرشدأ لهم ، ويتولّى اُمورهم الدينيّة ، حيث أعدّوا له حسينيّة خاصة به ، فقام بأداء واجبه الديني المتمثّل باقامة الصلاة جماعة ، وتبليغ الأحكام الشرعيّة .
وكان لبنته هذه دور فعّال في نشر الأحكام الإسلاميّة ، خصوصأ ما يتعلّق منها بالنساء ، حيث كانت ترتقي المنبر ، وتتحدّث لهم بنصائح شافية ومواعظ كافية ، وبالأخص في شهري محرّم وصفر ، حيث يُعقد لها مجلس عصر كلّ يوم . وكانت النساء في الكويت يحترمنها كثيرأ ، ويرجعن إليها في المسائل الشرعيّة ، ويتبرّكن بها ويطلبن منها الدعاء .
ذكرها الشيخ المحلاتي قائلأ : زرتُ الكويت والتقيتُ بوالدها ، وسألتها عن طريقه عدّة أسئلة ، خصوصأ ما يتعلّق بكشف آيات القرآن فأجابتني .
تزوّجت من ابن عمّها السيّد مرتضى وأنجبت له بنتين ، فمرضت احداهن وتوفّيت ، فجزعت عليها جزعأ شديدأ حتى توفّيت بعد مضي سنة من وفاة بنتها ، ونُقل جثمانها الطاهر إلى مدينة النجف الأشرف حيث دفن هناك (2) .
____________
1 ـ انظر : رياض العلماء 5 : 408 ، أعيان الشيعة 7 : 336 و8 : 390 ، أعيان النساء : 283 ، رياحين الشريعة 4 : 361 .
2 ـ رياحين الشريعة 5 : 22 .

(608)

339 فاطمة اليَمني
العلوية فاطمة بنت السيّد علي ابن السيّد محمّد الـيَميني ، التجأت في صحبة أبيها وجدها ـ للخوف من ملك الروم ـ من الَيمن إلى قزوين عند الشاه طهماسب الصفوي ، فأكرمهم وأنزلهم منزلأ مُباركأ .
وبعد وفاة جدّها السيّد محمّد ، أرسلهم الشاه طهماسب إلى لاهيجان حيث نزلوا في ( اشكور ) بمنزل پيله فقيه ، فخطب پيله فقيه فاطمة لولده عبدالوهاب ، فتزوّجته وأنجبت له السيّد علي الشريف والد قطب الدين الأشكوري مؤلّف كتاب ( محبوب القلوب ) .
دَرَسَتْ العلوية فاطمة النحو والصرف ، والفقه ، وعلم الرمل . وسألت والدها أن يُعلّمها سائر العلوم الغريبة التي تَعَلّمها في بلاد الروم عن العارفين بها ، فاعتذر بأنّ العلوم الغريبة أسرار لا تُلقى إلاّ على محلّ الكتمان ، والنساء ناقصات العقول ، فتضيق صدورهن عن الكتمان!!!
وبعد الالحاح الشديد منها علّمها عمل التسخير ، فبادرت بالعمل به قبل الأوان ، فَغُشيَ عليها ، فجاء والدها وعالج غَشوتها (1) .

340 فاطمة البغداديّة
العلوية فاطمة بنت أبي محمّد الشريف قريش البغدادي ، ينتهي نسبها إلى الإمام الحسين عليه السلام .
عالمة ، فاضلة ، مُحدّثة ، فقيهة ، من ربّات الفصاحة والبلاغة ، وفواضل النساء المؤمنات في مطلع القرن السابع للهجرة ببغداد .
أخذت العلم عن أبيها الشريف قريش البغدادي المتوفّى سنة 620هـ ، ثم حَضَرَتْ على
____________
1 ـ طبقات أعلام الشيعة ( احياء الداثر من القرن العاشر ) : 174 .
(609)

الشيخ أبي طالب المبارك بن علي الصيرفي البغدادي ، وقرأتْ عليه كتاب فضل الكوفة تأليف أبي عبدالله محمّد بن علي الحسيني الشجري المتوفّى سنة 455هـ .
وقد قرأت معها هذا الكتاب اُمّها شرف النساء ، واُختها فاطمة ـ اللّتان تقدّمت ترجمتهما ـ وأخوها محمّد . وكتبَ أبوهم في آخره بلاغ القراءة بتأريخ 560هـ ، وتوجد هذه النسخة النفيسة من هذا الكتاب في المكتبة الظاهرية بدمشق ، وعنها مصورّة في مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام في مدينة النجف الأشرف (1) .

341 فاطمة الزهراء عليها السلام
بنت خير الكائنات ، وسيّد الأنبياء والرُسل محمّد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم .
اُمّها اُم المؤمنين خديجة الكبرى بنت خويلد .
وهي سيّدة نساء العالمين ، عديلة مريم بنت عمران ، من ناسكات الأصفياء ، وصفيات الأتقياء ، السيّدة البتول ، والبضعة الشبيهة بالرسول ، أحبّ أولاده لقلبه ، وأوّلهم لحوقأ به .
وهي التي يرضى الله لرضاها ، ويغضب لغضبها ، ثالثة الشمس والقمر ، الطاهرة الميلاد ، السيّدة بإجماع أهل السداد . اُم أبيها ، أصدق الناس لهجة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وما عسى الكاتب أن يكتب عن هذه البضعة الطاهرة ، والسيّدة المعصومة ، وأي قلم يرقى لها ليكتب عنها ، بل أي بنان يستطيع أن يُحيط بكنه وجودها ، وسرّ تكوينها .
وما عسانا أن نكتب عن بنت خير الكائنات محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ، وربيبة الوحي ، وزوجة سيّد الموحّدين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه ، و اُم سيّدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام ، والتسعة المعصومين من ذريّة الحسين عليهم السلام .
إنّ كلماتنا هذه لا تتعدّى أن تكون مرآةً تعكس جزءأ ضئيلأ ممّا هي عليه .
إنّ الفقرات التي تمرّ عليكَ ـ عزيزي القارىَ ـ ما هي إلاّ لمحة مختصرة عن شخصيّة
____________
1 ـ الثقات العيون في سادس القرون : 237 ـ 238 ، الأنوار الساطعة في المائة السابعة : 136 ـ 137 ، مستدركات أعيان الشيعة 3 : 159 نقلأ عن الاُستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة .
(610)

الزهراء عليها السلام ، ومرورأ سريعأ على بعض جوانب حياتها المباركة .

في القرآن الكريم :
كثيرة هي الآيات التي نزلت بحقّ الزهراء عليها السلام ، وبحقّ أهل البيت عليهم السلام ، حتى أنّ الإمام علي سلام الله عليه قال :
« نزل القرآن أرباعأ : فربع فينا ، وربع في عدوّنا ، وربع سير وأمثال ، وربع فرائض وأحكام ، ولنا كرائم القرآن » (1) .



ونحن نذكر هنا بعض ما نزل بحقّ الزهراء عليها السلام :
( 1 ) قوله تعالى :
( فَمَنْ حاجَّكَ فِيه مِن بَعْدِما جاءَكَ مِنْ العِلْمِ فَقُلْ تَعالوا نَدْعُ أبناءَنا وأبناءَكُم وَنساءَنا ونساءَكُم وأنْفُسَنا وأنفُسكُم ثُمَّ نَبْتَهِل فَنَجْعَلُ لَعْنَة الله على الكاذِبينَ ) (2) .



أجمع أهل القبلة حتى الخوارج على أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لم يدعُ للمباهلة من النساء سوى ابنته فاطمة .
روى مسلم والترمذي : أنّ معاوية قال لسعد بن أبي وقاص : ما منعكَ أن تسبَ أباتراب ؟!
فقال سعد : أمّا ما ذكرت فلثلاث قالهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلن أسبّه ، ولئن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم :
سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول وقد خلّفه في بعض مغازيه ، فقال علي : « خلّفتني مع النّساء والصبيان » ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ؟ » .
وسمعته صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم خيبر : « لأعطينّ الراية غدأ رجلأ يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله » ، فتطاولنا إليها ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « ادعوا عليّأ » ، فاُتي به أرمد ، فبصق في عينيه فبرأ ،
____________
1 ـ ينابيع المودّة : 148 .
2 ـ آل عمران : 61 .

(611)

ودفع إلية الراية ففتح الله على يديه .
ولما نزلت هذه الآية : ( قُلْ تَعالَوا نَدْعُ أبناءَنا وأبناءكُم ونساءَنا ونساءكُم وأنفُسنا وأنفُسكم ) ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليّأ وفاطمة وحسنأ وحسينأ ، وقال : « اللَّهمَّ هؤلاء أهلي » (1) .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عنه : لمّا نزلت هذه الآيةلا ( قُلْ تعالَوا ندعُ أبناءَنا وأبناءكُم ) ، دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليّأ وفاطمة وحسنأ وحسينأ ، وقال : « هؤلاء أهلي » (2) .
وعن عامر بن سعد عن أبيه ، قال : لمّا نزلت هذه الآية : ( ندعُ أبناءَنا وأبناءَكُم ونَساءَنا ونساءَكُم وأنفُسنا وأنفسكُم ) ، دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفاطمة وحسناً وحسينأ رضي الله عنهم ، فقال : « اللَّهمَّ هؤلاء أهلي » (3) .
( 2 ) قوله تعالى : ( إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذهبَ عنكمُ الرجسَ أهلَ البيتِ ويُطهّركم تطهيرأ ) (4) .
روى أحمد والطبراني عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
« اُنزلت هذه الآية في خمسة : فيّ ، وفي عليّ ، وحسن ، وحسين ، وفاطمة » .
وروى ابن أبي شيبة والترمذي ، وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم : أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يمرّ ببيت فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول :
« الصلاة أهل البيت ( إنّما يُريدُ الله ليُذهبَ عنكم الرجسَ أهلَ البيتِ ويطهّركم تطهيراً ) » .
وفي رواية ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري : أنه صلى الله عليه وآله وسلم جاء أربعين صباحأ إلى باب فاطمة يقول : « السّلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، يرحمكم الله ( إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذهبَ عنكمْ الرجسَ أهلَ البيتِ ويطهّركم تطهيراً ) » .
____________
1 ـ الفصول المهمّة : 109 .
2 ـ ذخائر العقبى : 25 .
3 ـ المستدرك على الصحيحين 3 : 150 .
4 ـ الأحزاب : 33 .