فأراد حسّان بهذا أن يتظاهر بالفخر والاعتزاز لبنته؛ لنظم الشعر بنفس القافية التي
استعملها في شعره ، فأجابته مادحة له :
بَراها الذي لا ينطقُ الشعرُ عندَه * ويعجزُ عن أمثالها أنْ يقولها
فأقسم حسّان أن لا ينظم الشعر مادامت بنته ليلى موجودة ، ولكنها تابت بأن لا تقول
الشعر في حضور والدها (1) .
وحسّان بن ثابت شاعر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان موالياً لعلي بن أبي طالب عليه السلام حيث قال في
إحدى قصائده : وكن للذي عادا علياً معادياً ، ولكنّه بعد ذلك انحرف عن الطريق السوي
والصراط المستقيم وأصبح عثمانياً ، لذلك قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان عالماً بمصيره : « لا تزال مؤيداً بروح القدس مادمت ناصرنا » .
368 ليلى الغفاريّة
صحابيّة جليلة ، وراوية للحديث .
روت عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بلا واسطة ، وبواسطة عائشة ، وروى عنها محمّد بن القاسم الطائي .
وهي مجاهدة غازية ، كانت تخرج مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في مغازيه تداوي الجرحى ، وتقوم على
المرضى .
ولما خرج الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه إلى البصرة خرجت معه ، وأتت عائشة
فقالت لها :
هل سمعتِ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضيلة في علي ؟
قالت : نعم ، دخلَ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو معي ، وعليه جرد قطيفة ، فجلس بيننا ، فقلت :
أما وجدتَ مكاناً أوسع من هذا ؟
قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم :
____________
رياحين الشريعة 5 : 60 .
(716)
« يا عائشة دعي لي أخي ، فإنّه أوّل الناس إسلاماً ، وآخر الناس بيّ عهداً ،
وأوّل الناس لي لُقياً يوم القيامة » (1) .
369 ليلى التميميّة
ليلى بنت مسعود بن خالد بن ربيعة التميميّة ، زوجة أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام ، و اُم
ولديه عبدالله الأصغر ومحمّد الأصغر ، اللذين استشهدا في أرض كربلاء يوم عاشوراء مع
سيّدهم ومولاهم أبي عبدالله عليه السلام .
وقيل : إنّ اُمهما ليلى بنت مسعود الدارميّة ، و اُمها عميرة بنت قيس بن عاصم بن سنان ابن
خالد بن منقر سيّد أهل الوبر ، وهي قبيلة معروفة بسيادتها وحكمتها عند العرب .
يقول أحد الشعراء بمدح سلم بن جندل ، وهو أحد أجداد ليلى :
يسودُ بأقـوامٍ وِليسَ بـسادةٍ * بل السيّد الميمون سلم بن جندلِ
وهي إحدى الزوجات الأربع اللواتي بقين بعد استشهاد الإمام علي بن أبي طالب سلام الله
عليه ، وهنّ : اُم البنين ، و اُم امة بنت أبي العاص ، وأسماء بنت عميس ، وليلى التميميّة .
وقد حضرت هذه المرأة أرض كربلاء وشاهدت واقعة الطف وما جرى على آل
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من مصائب ومحن ، وشاركتهم في ذلك كلّه صابرة محتسبة ذلك في سبيل الله ، فرحمها الله وجزاها الثواب الجزيل (2) .
370 المرأة التي شهدت ولادة الإمام المهدي « عج »
روى الشيخ الطوسي في كتاب الغَيبة عن أحمد بن علي الرازي ، عن محمّد بن علي ، عن
حنظلة بن زكريا ، قال : حدّثني أحمد بن بلال بن داود الكاتب ، وكان عاميّاً بمحلّ من النصب
____________
1 الإصابة 4 : 402 ، الاستيعاب ( المطبوع مع الإصابة ) 4 : 204 ، مختصر تأريخ دمشق 17 : 308 ، أعلام النساء
4 : 336 ، رياحين الشريعة 5 : 59 ، أعيان النساء : 555 .
2 رياحين الشريعة 3 : 308 .
(717)
لأهل البيت عليهم السلام ، يُظهر ذلك ولا يكتمه ، وكان صديقاً لي يُظهر مودّةً بما فيه من طبع أهل
العراق ، فيقول ـ كلمّا لقيني ـ لك عندي خبر تفرح به ولا اُخبرك به ، فأتغافل عنه ، إلى أن
جمعني وإياه موضع خلوة فاستقصيت عنه وسألته أن يخبرني به .
فقال : كانت دورنا بسرّ مَن رأى مقابل دار ابن الرضا ـ يعني أبامحمّد الحسن بن علي عليهما السلام
فغبتُ عنها دهراً طويلاً إلى قزوين وغيرها ، ثم قضى لي الرجوع إليها ، فلمّا وافيتها وقد كنتُ
فقدت جميع مَن خلّفته من أهلي وقراباتي ، إلاّ عجوزاً كانت ربّتني ولها بنت معها ، وكانت من
طبع الأوّل مستورة صائنة لا تُحسن الكذب ، وكذلك مواليات لنا بقين في الدار ، فأقمتُ
عندهن أياماً ثم عزمتُ الخروج .
فقالت العجوز : كيف تستعجل الإنصراف وقد غبتَ زماناً ، فأقم عندنا لنفرح بمكانك .
فقلتُ لها على وجه الهزو : اُريد أن أصير إلى كربلاء ، وكان الناس يتهيّأون للخروج في
النصف من شعبان أو ليوم عرفة .
فقالت : يا بنيّ أعيذك بالله أن تستهين بما ذكرت ، أو تقوله على وجه الهزو ، فإنّي اُحدّثك بما
رأيته ـ يعني بعد خروجك من عندنا بسنتين ـ :
كنتُ في هذا البيت نائمة بالقرب من الدهليز ومعي ابنتي ، وأنا بين النائمة واليقظانة إذ دخل
رجل حسن الوجه نظيف الثياب طيّب الرائحة فقال : يا فلانة يجيئك الساعة من يدعوك في
الجيران فلا تمتنعي من الذهاب معه ولا تخافي ، ففزعت فناديتُ ابنتي وقلت لها : هل شعرت
بأحد دخل البيت ؟
فقالت : لا ، فذكرتُ الله وقرأت ونمت .
فجاء الرجل بعينه وقال لي مثل قوله ، ففزعتُ وصحتُ يا بنتي ، فقالت : لم يدخل البيت ،
فاذكري الله ولا تفزعي ، فقرأتُ ونمت .
فلمّا كان في الثالثة جاء الرجل وقال : يا فلانة قد جاءك مَن يدعوك ويقرع الباب فاذهبي
معه ، وسمعتُ دقّ الباب ، فقمت وراء الباب وقلت : مَن هذا ؟
فقال : افتحي ولا تخافي ، فعرفتُ كلامه وفتحتُ الباب ، فإذا خادم معه أزار فقال : يحتاج
(718)
إليك بعض الجيران لحاجة مهمّة ، فادخلي ولفّي رأسك بالملاءة ، وأدخلني الدار وأنا أعرفها ،
فإذا بشقاق مشدودة وسط الدار ، ورجل قاعد بجنب الشقاق ، فرفع الخادم طرفه ودخلت ،
فإذا بامرأة قد أخذها الطلق ، وامرأة قاعدة خلفها كأنّها تقبّلها .
فقالت المرأة : تعينينا فيما نحن فيه ، فعالجتها بما يعالج به مثلها ، فما كان إلاّ قليلاً حتى سقط
غلام ، فأخذتهُ على كفي وصحتُ غلام غلام ، وأخرجتُ رأسي من طرف الشقاق اُبشّر
الرجل القاعد ، فقيل لي : لا تصيحي ، فلمّا رددتُ وجهي إلى الغلام قد كنت فقدته من كفي .
فقالت لي المرأة : لا تصيحي ، وأخذ الخادم بيدي ، ولفّ رأسي بالملائة وأخرجني من
الدار ، وردّني إلى داري وناولني صرّة وقال : لا تخبري بما رأيتِ أحداً ، فدخلتُ الدار ورجعتُ
إلى فراشي في هذا البيت وابنتي نائمة ، فأنبهتها وسألتها هل علمتي بخروجي ورجوعي .
فقالت : لا ، وفتحتُ الصرّة في ذلك الوقت وإذا فيها عشرة دنانير عدداً ، وما أخبرتُ بهذا
أحداً إلاّ في هذا الوقت لمّا تكلمتَ بهذا الكلام على حدّ الهزو ، فحدّثتكَ اشفاقاً عليك ، فإنّ
لهؤلاء القوم عند الله عزّ وجل شأناً ومنزلة ، وكلّ ما يدّعونه حقّ .
قال : فعجبت من قولها وصرفته إلى السخرية والهزو ، ولم أسألها عن الوقت ، غير أنّي أعلم
يقيناً أنّي غبتُ عنهم في سنة نيف وخمسين ومائتين ، ورجعتُ إلى سر مَن رأى في وقت
أخبرتني العجوز بهذا الخبر في سنة إحدى وثمانين ومائتين في وزارة عبدالله بن سليمان لما
قصدته ، قال حنظلة فدعوتُ بأبي الفرج المظفر بن أحمد حتى سمع معي هذا الخبر (1) .
371 ماريّة العبديّة
ماريّة بنت سعيد ـ وقيل : بنت سعد ـ العبديّة ، من بني عبدالقيس ، ويقال لها : سعديّة بنت
منقذ ، كانت تسكن مدينة البصرة في جنوب العراق .
____________
1 ـ الغَيبة : 144 .
(719)
موالية لأهل البيت عليهم السلام ، تقيّة ، شجاعة ، احدى المجاهدات في البصرة ، لها مكانة عالية عند
الشيعة ، حيث يجتمعون في بيتها ويتدارسون الأوضاع السياسية السائدة آنذاك .
قال الطبري وابن الأثير في تأريخهما نقلاً عن أبي مخنف : ذكر أبوالمخارق الراسبي قال :
اجتمع ناس من الشيعة بالبصرة في منزل امرأة من عبدالقيس يقال لها ماريّة ابنة سعد ـ أو
منقذ ـ أياماً وكانت تتشيّع ، وكان منزلها لهم مألفاً يتحدّثون فيه ، وقد بلغ ابن زياد إقبال
الحسين ، فكتب إلى عامله بالبصرة أن يضع المناظر ويأخذ بالطريق .
قال : فأجمع يزيد بن نُبيط الخروج ـ وهو من عبدالقيس ـ إلى الحسين وكان له بنون
عشرة فقال : أيكم يخرج معي ؟
فانتدب معه ابنان له : عبدالله ، وعبيدالله .
فقال لأصحابه في بيت تلك المرأة : إنّي قد أزمعتُ على الخروج ، وأنا خارج .
فقالوا له : إنّا نخاف عليك أصحاب ابن زياد .
فقال : إنّي والله لو قد استوَتْ أخفافهما بالحِدَدَ لهان عليّ طلب من طلبني (1) .
وقال المامقاني في تنقيح المقال : ماريّة بنت منقذ ـ أو سعيد ـ العبديّة ، يستفاد من كونها
إماميّة تقيّة مما روي عن أبي جعفر عليه السلام : من أنّها كانت تتشيّع ، وكانت دارها مألفاً للشيعة
يتحدّثون فيها ، وقد كان ابن زياد بلغه إقبال الحسين عليه السلام وكاتبة أهل العراق له ، فأمر عامله
أن يضع المناظر ويأخذ الطريق . . . الحديث (2) .
وقال المحلاتي في موضع من رياحين الشريعة نقلاً عن إبصار العين للعلاّمة السماوي :
سعديّة بنت منقذ العبديّة ، كانت من شيعة البصرة ، وكانت ثابتة على التشيع ، وكان بيتها مألفاً
للشيعة يجتمعون فيه ويتحدثون (3) .
____________
1 ـ تأريخ الطبري 5 : 353 ، الكامل في التأريخ 4 : 21 .
2 ـ تنقيح المقال : 3 : 83 فصل النساء .
3 ـ رياحين الشريعة 4 : 326 . وانظر أعلام النساء 5 : 9 ، أعيان النساء : 590 ، رياحين الشريعة 5 : 63 .
(720)
372 ماه تابان القاجاريّة
ماهتابان بنت الشاه فتح علي القاجاري .
اُمّها السيّدة نوشافرين بنت بدرخان ، أخو علي مرادخان قمر السلطنة .
زوجها الحاج ميرزا حسين خان مشير الدولة .
كانت رحمها الله ذات علم وكمال وأدب ، تجيد نظم الشعر باللغة الفارسيّة ، وتجيد اللغتين
الفرنسية والتركية أيضاً .
لها أوقاف كثيرة وقفتها في خدمة أهل البيت عليهم السلام ، وبَنَتْ مسجداً في مدينة مشهد المقدّسة
مجاوراً لمرقد الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ، وكانت تُقيم العزاء على سيّد الشهداء الإمام
الحسين عليه السلام في دار الخلافة .
من أوقافها منطقة عليآباد ، ونصر آباد ، ونعمتآباد ، وغيرها من المناطق ، يُصرف
نصف محصول هذه المناطق في تنوير الأماكن المقدسة ، والنصف الآخر يصرف على طلبة
العلوم الدينيّة في النجف وكربلاء (1) .
373 ماهشرف القزوينيّة
ماه شرف بنت الشيخ محمّد تقي ابن الشيخ محمّد جعفر ابن الشيخ محمّد كاظم القزويني .
عالمة ، فاضلة ، أديبة ، شاعرة ، خطيبة ، متكلّمة ، عارفة .
قرأت على أخيها الشيخ محمّد البرغاني ، ثم هاجرت إلى أصفهان ، وأخذت من أجلاّء
علمائها ، ومنها نزحت إلى كربلاء والنجف ، ثم استقرّت في قزوين ، فاختارها الشاه القاجاري
فتح علي لمنصب كبير في البلاط الشاهنشاهي . وكان لها خطّ جميل للغاية ، واُسلوب أدبي
رائع في الإنشاء ، وكانت تُراسل عن لسان البلاط علماءَ الإسلام وتجيب عن رسائلهم .
____________
1 ـ رياحين الشريعة 5 : 62 .
(721)
قال الأمير عضد الدولة سلطان أحمد الميرزا في كتابه تأريخ عضدي : ماه شرف ، عمّة
المرحوم الحاج الملا محمّد صالح المجتهد البرغاني ، الملقَّبة بـ ( منشيه ) ـ أي سكرتيرة ـ كان
لها خطّ جميل لا سيّما في خطّ ( الشكسته ) بشكل رائع للغاية ، وكانت مسؤولة عن الرسائل
والانشاء في البلاط الايراني (1) .
وكانت أيضاً مشاورة للشاه القاجاري فتح علي في اُمور ادارة البلاد ، وكان الشاه كثيراً ما
يأخذ برأيها (2) .
374 مرضية القزوينيّة
مرضية بنت الشيخ محمّد صالح ابن الشيخ الملاّ محمّد الملائكة ابن الشيخ محمّد تقي ابن
الشيخ محمّد جعفر ابن الشيخ الملاّ محمّد كاظم البرغاني القزويني الصالحي .
ولدت في قزوين حدود سنة 1233هـ ، وتوفيّت بها حدود سنة 1313هـ .
فقيهة ، مجتهدة ، مُحدّثة ، بصيرة بالكلام ، مفسّرة ، أديبة ، شاعرة ، حافظة للقرآن الكريم ،
مؤلّفة ، مدرّسة للعوم الإسلامية ، من ربّات السياسة .
قرأت المقدّمات وفنون الأدب والعربية والصرف والنحو على اُمّها الفاضلة العالمة آمنة
القزوينية واختها قرّة العين ، وتفقّهت على أبيها الشيخ محمّد صالح البرغاني القزويني وعمّها
الشهيد الثالث ، ودرست العرفان الربّاني على عمّها الشيخ الملاّ علي البرغاني القزويني ،
والفلسفة على الشيخ الملاّ آغا الحكمي القزويني في قسم النساء من المدرسة الصالحية
بقزوين .
ولمّا بلغت سنّ الرشد تزوّجت الشيخ الميرزا محمّد علي الشريف القزويني .
كانت رحمها الله من أعلم نساء عصرها ، وتفنّنت في العلوم العقلية والنقلية والأدب ،
____________
1 ـ تأريخ عضدي : 19 .
2 ـ مستدرك أعيان الشيعة 2 : 222 223 نقلاً عن الاُستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين
الشيعة .
(722)
ودرّست وأفتت في كلّ من كربلاء والكاظمين وبغداد ، ولها مباحثات ومجادلات مع أبي الثناء
الآلوسي ببغداد .
رجعت إلى قزوين وتصدّرت للتدريس والوعظ والارشاد ، وفي سنة 1270هـ توفّي
زوجها ، فتزوّجها ابن خالها الشيخ الميرزا يوسف بن عبدالوهاب الشريف القزويني .
لها عدّة مؤلّفات منها : الحواشي على الكتب الفقهية والفلسفية ، ومجموعة رسائل ،
ورسالة في العرفان ، ومجموعة مكاتيب ، وديوان شعر . وكلّها موجودة في مكتبة أحفادها في
قزوين (1) .
375 مريم بيگم
قال الشيخ ذبيح الله المحلاتي : قال الجابري في تأريخ أصفهان : كانت مريم بيكم من جملة
العلماء والفضلاء في زمن الدولة الصفويّة ، وقد بنت مدرسة معروفة بمدرسة مريم بيكم في
أصفهان في زمن العهد الصفوي (2) .
376 مريم خان زند
مريم بنت الشيخ علي خان زند ، وزوجة الشاه الإيراني فتح علي القاجاري .
أديبة ، شاعرة ، زاهدة ، كانت تتخلّص في شعرها بـ « حاجيه » ، لها شعر فارسي كثير
مذكور في عدّة مصادر (3) .
377 مريم المجلسي
مريم بيكم بنت الشيخ محمّد تقي ابن الشيخ عبدالله ابن الشيخ محمّد تقي ابن الشيخ
____________
1 ـ مستدركات أعيان الشيعة 6 : 319 نقلاً عن الأستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة .
2 ـ رياحين الشريعة 5 : 74 .
3 ـ تذكرة الخواتين : 97 ، حديقة الشعراء 1 | 2143 ، خيّرات حسان 1 | 161 .
(723)
مقصود علي المجلسي الأصفهاني .
زوجها الشيخ محمّد تقي ابن الشيخ محمد كاظم المجلسي الأصفهاني .
عالمة ، فاضلة ، أديبة ، من ربّات الفصاحة والبلاغة ، زاهدة .
قرأت المقدّمات وفنون الأدب والعربية على رجال اُسرتها آل المجلسي ، وعلى اُمّها
العالمة الفاضلة زينب بيكم (1) .
378 مريم الخاتون آباديّة
مريم بنت الحاج الميزا مهدي جويبارهاي الخاتون آبادي ، وزوجة مرتضى أحمد آبادي .
أديبة ، شاعرة ايرانيّة ، تمتلك حافظة قويّة ، نظمت الشعر في وقتٍ مبكّر ، فأوّل قصيدة
نظمتها في السنة الثانية عشر من عمرها .
توفّيت في الخامس عشر من رجب سنة 1308هـ ، ودُفنت في أصفهان (2) .
379 معصومة الصدرائيّة
معصومة بنت الفيلسوف الشهير صدر المتألّهين محمّد بن ابراهيم بن يحيى المعروف بملاّ
صدرا المتوفى سنة 1050هـ ، وزوجة الميرزا قوام الدين التبريزي صاحب التعليقات العامّة
على الأسفار الذي كان من أجلّة تلاميذ والدها .
ولدت في شهر شوال سنة 1033هـ ، توفّيت في شهر شعبان سنة 1093هـ ببلدة شيراز
ودفنت بها .
عالمة ، فاضلة ، مُحدّثة ، من ربّات الفصاحة والبلاغة في عصرها ، ذات دين وصلاح ،
عابدة زاهدة ، حافظة للقرآن الكريم .
قرأت على والدها ملاّ صدرا ، وأخذت الأدب عن اختها العالمة الفاضلة زبيدة ،
____________
1 ـ مستدركات أعيان الشيعة 6 : 320 نقلاً عن الاُستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة .
2 ـ تذكره شعراي معاصر أصفهان : 79 .
(724)
وحضرت أيضاً على اُختها العالمة الفاضلة اُم كلثوم ، وقد تقدّمت ترجمتهما .
ذكرها وأثنى عليها المرجع الديني الكبير سماحة آية العظمى السيّد المرعشي النجفي في
مقدّمة كتاب معادن الحكمة (1) .
380 مغيرة
مغيرة مولاة الإمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام
عدّها الشيخ الطوسي؛ في رجاله من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام (2) .
وقال المامقاني رحمه الله في تنقيح المقال : الظاهر كونها إماميّة ، إلاّ أنّي لم أقف على ما يدرجها في
الحسان (3) .
381 ملوك القزوينيّة
ملوك بنت السيّد موسى ابن السيّد جعفر القزويني .
اُمّها أسماء بنت العلاّمة السيّد صالح ابن العلاّمة الفقيه السيّد مهدي القزويني ، التي كانت
عالمة ، فاضلة ، أديبة ، شاعرة ، توفيّت سنة 1342هـ ، وقد مرّت ترجمتها في حرف الألف .
زوجها ابن خالها السيّد باقر ابن السيّد هادي القزويني ، المتوفّى سنة 1333هـ .
كانت رحمها الله أديبة ، فاضلة ، ووجه اجتماعي مُحبّب ، لها مجلس عامر في مدينة الحلّة
الفيحاء مَوئِلاً للقاصدين ، وكانت كثيراً ما تتحدّث عن اُمّها وكيفيّة توسّطها لحلّ النزعات
العائلية ، وتروي شعرها باللغتين الفُصحى والدارجة (4) .
____________
1 ـ مستدركات أعيان الشيعة 3 : 259 نقلاً عن الاُستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة ، مقدّمة كتاب معادن الحكمة 1 : 16 .
2 ـ رجال الشيخ : 341 .
3 ـ تنقيح المقال 3 : 83 . وانظر : مجمع الرجال 7 : 179 ، منهج المقال : 400 ، نقد الرجال : 414 ، جامع الرواة 2 :
459 ، رياحين الشريعة 5 : 75 ، معجم رجال الحديث 23 : 200 .
4 ـ أدب الطف 9 : 86 .
(725)
382 منى الهرمليّة
منى بنت أحمد بن محمّد بن ابراهيم محفوظ الوشاحيّة الأسديّة الهرمليّة .
عالمة ، فاضلة ، أديبة ، صالحة ، كان يحترمها أهل لبنان على اختلاف مللهم ومذاهبهم ،
توفّيت في حدود سنة 1316هـ . ذكرها عمر رضا كحاله في أعلام النساء (1) .
وفي تكملة أمل الآمل قال الحرّ العاملي : الأديبة منى من بنت جبيل ، ذكرها بعض كتّاب
عصرنا المروّجين فقال : كان لها في نقد الشعر خبرة حسنة ، وفي معرفة النجوم ومبادىَ علم
الهيئة حالة مقبولة . وكانت تُجالس الاُدباء وتُساجل الشعراء من وراء حجابها ، وروايتها
الشعر وحفظها الجيد تدلّ على سلامة ذوقها وحسن اختيارها ، أقول : هي من أهل العصر
المتأخر عن الجزار وحميد بيك (2) .
383 منّة
منّة اُخت محمّد بن أبي عمير .
ذكرها البرقي ضمن الراويات عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام (3) .
وعدّها الشيخ الطوسي رحمه الله في رجاله من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام (4) .
وقال المامقاني في تنقيح المقال : والظاهر كونها إماميّة ، وقد سمعتُ من الوحيد رحمه الله استفادة
صلاحها من روايتها (5) .
واختها سعيدة ـ والتي مرّت ترجمتها في حرف السين ـ أيضاً من الراويات عن الإمام
____________
1 ـ أعلام النساء 5 : 115 .
2 ـ تكملة أمل الآمل : 447 .
3 ـ رجال البرقي : 62 .
4 ـ رجال الشيخ : 342 .
5 ـ تنقيح المقال 3 : 80 .
(726)
الصادق عليه السلام ، روى عنهما الحكم بن مسكين (1) .
روى الكليني في الكافي عن علي بن ابراهيم ، عن محمّد بن سالم ، عن بعض أصحابه ، عن
الحكم بن مسكين قال : حدّثتني سعيدة ومنّة اُختا محمّد بن أبي عمير بياع السابري قالتا :
دخلنا على أبي عبدالله عليه السلام فقلنا :
تعود المرأة أخاها ؟
قال : « نعم » .
قلنا : تصافحه ؟
قال : « من وراء الثوب » .
قالت إحداهما : إنّ اُختي هذه تعود اخوتها .
قال : « إذا عُدتِ اخوتك فلا تلبسي المصبغة » (2) .
384 منفيّة
منفيّة بنت عبدالعباس ، اخت الشاعر منفي ، كانت تسكن منطقة الكفل في العراق .
مجاهدة ، شاعرة باللهجة العاميّة العراقيّة ، قالت تُخاطب جموع الثائرين بعد واقعة
الرارنجيّة عندما سمعت بأنّ « ولسن » هو الحاكم السياسي على العراق :
عجب ما ظلت النّه احلوگ ولسن * ولا ارجال او علينه يحكم ولسن
تـشع اسيوفكـم نيـران ولسن * سنـا برق الحتف بالرستميّة (3)
____________
1 ـ انظر : مجمع الرجال 7 : 175 ، منهج المقال : 400 ، نقد الرجال : 413 ، جامع الرواة 2 : 458 ، رجال أبوعلي : 370 ، أعيان الشيعة 7 : 262 ، رياحين الشريعة 5 : 75 ، معجم رجال الحديث 23 : 193 .
2 ـ الكافي 5 : 526 حديث 3 باب مصافحة النساء .
3 ـ معلومات ومشاهدات في الثورة العراقيّة الكبرى ( شاعرات في ثورة العشرين ) : 367 .
(727)
385 ميمونة الهلاليّة
ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبدالله بن هلال بن عامر ابن
صعصعة .
اُمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حَماطة بن جرش ، ويقال : ابن جريش .
تزوّجها مسعود بن عمير الثقفي في الجاهلية ، ثم فارقها فتزوّجها أبورهم بن عبدالعزّى
ابن أبي قيس ، من بني مالك بن مسل بن عامر بن لؤي ، فتوفّي عنها ، فتزوّجها رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، زوّجه إياها العباس بن عبدالمطلب ، وكان يلي أمرها ، وهي اُخت اُم ولده اُم الفضل
بنت الحارث الهلاليّة لأبيها و اُمها .
وتزوّجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسرف على عشرة أميال من مكّة ، وكانت آخر امرأة تزوّجها
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وذلك سنة سبع في عمرة القضية (1) .
روى الصدوق رحمه الله عن محمّد بن ابراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه ، قال : حدّثنا الحسين ابن
علي بن الحسين السكري ، قال : حدّثنا محمّد بن زكريا الجوهري ، عن جعفر بن محمّد بن
عمارة ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام قال :
« تزوّج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخمس عشرة امرأة ، ودخل بثلاث عشرة منهن ،
وقبض عن تسع .
فأمّا اللتان لم يدخل بهما فعمرة ، والسَّنى .
وأمّا الثلاث عشرة اللاتي دخل بهن فأوّلهن خديجة بنت خويلد ، ثم سَودة
بنت زمعة ، ثم اُم سلمة واسمها هند بنت أبي اُميّة ، ثم اُم عبدالله عائشة بنت
أبي بكر ، ثم حفصة بنت عمر ، ثم زينب بنت خزيمة بن الحارث اُم
المساكين ، ثم زينب بنت جحش ، ثم اُم حبيبة رملة بنت أبي سفيان ، ثم
____________
1 ـ الطبقات الكبرى 8 : 132 .
(728)
ميمونة بنت الحارث ، ثم زينب بنت عميس ، ثم جويريّة بنت الحارث ، ثم
صفيّة بنت حُيَيّ ابن أخطب .
والتي وهبت نفسها للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم خولة بنت حكيم السلمي .
وكان له سريّتان يقسّم لهما مع أزواجه : ماريّة ، وريحانة الخندقيّة .
والتسع اللاتي قبض عنهن : عائشة ، وحفصة ، و اُم سلمة ، وزينب بنت
جحش ، وميمونة بنت الحارث ، و اُم حبيبة بنت أبي سفيان ، وصفيّة بنت
حُيَيّ بن أخطب ، وجويرية بنت الحارث ، وسودة بنت زمعة . وأفضلهن
خديجة بنت خويلد ، ثم اُم سلمة بنت الحارث » (1) .
وكان اسم ميمونة برّة ، فسمّاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ميمونة بعد أن تزوّجها .
روى الحاكم النيساوري في المستدرك على الصحيحين عن اسرائيل ، عن محمّد بن
عبدالرحمن ، عن كريب ، عن ابن عباس قال : كان اسم خالتي ميمونة برّة ، فسماها رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ميمونة (2) .
وهي من راويات الحديث ، عدّها الشيخ الطوسي رحمه الله في رجاله ، وابن عبدالبر وأبونعيم
وابن مندة من الصحابيات ، روت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وروى عنها ابن اختها عبدالله بن
العباس وغيره (3) ِ .
وذكر لها الشيخ الصدوق رحمه الله رواية في الفقيه عن عبيدالله بن علي الحلبي ، عن الصادق ، عن
أبيه عليهما السلام :
« أنّ ميمونة كانت تقول : إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمرني إن كنت حائضاً أن أتّزر
بثوب ثم اضطجع معه في الفراش » (4) .
____________
1 ـ الخصال : 419 باب قبض النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عن تسع نسوة .
2 ـ مستدرك الحاكم 4 : 30 .
3 ـ رجال الشيخ : 32 .
4 ـ مَن لا يحضره الفقيه 1 : 54 حديث 205 .
(729)
وكانت ميمونة رحمها الله من المواليات لأمير المؤمنين سلام الله عليه ومحبّة له ومدافعة
عنه .
قال المامقاني في تنقيح المقال : وقال السيّد صدر الدين في حواشيه على منتهى المقال ما
لفظه : وجدتُ في كتاب جابر بن يزيد الجعفي علي أبي جعفر عليه السلام :
« أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال : لا ينجو من النار وشدّة نفيضها وزفيرها وحميمها مَن
عادى عليّاً وترك ولايته وأحب من عاداه .
فقالت ميمونة زوجة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : ما أعرف من أصحابك يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مَن يحب عليّاً إلاّ قليلاً منهم .
قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : القليل من المؤمنين كثير ، ومن تعرفين منهم ؟
قالت : أعرف أباذر ، وسلمان ، وقد تعلم أني أحبّ علياً عليه السلام بحبّك إيّاه
ونصحه لكَ ، فقال : صدقتِ إنّك امتحن الله قلبك للإيمان » .
وأقول : هذا منه صلى الله عليه وآله وسلم توثيق لها؛ لأنّ مَن امتحن الله قلبه للإيمان لا يكون إلاّ ثقة ، عدلاً كما لا
يخفى (1) .
وروى الحاكم النيسابوري في المستدرك بسنده عن جري بن كليب العامري قال : لمّا سار
علي عليه السلام إلى صفين كرهتُ القتال ، فأتيتُ المدينة فدخلتُ على ميمونة بنت الحارث ، فقالت :
ممّن أنتَ ؟
قلت : من أهل الكوفة .
قالت : من أيهم ؟
قلت : من بني عامر .
فقالت : رحباً على رحب ، وقرباً على قرب ، ما جاء بكَ ؟
قال : قلتُ : سار علي إلى صفين وكرهتُ القتال ، فجئنا إلى هاهنا .
____________
1 ـ تنقيح المقال 3 : 83 .