( 4 ) آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي ، قال في الاجازة الكبيرة :
العالمة الجليلة المحدّثة ، المتكلمّة ، الفقيهة ، الاُصوليّة ، والحكيمة (1) .
وقال في كتاب المسلسلات في الإجازات : هذه المرأة الجليلة تُعدُّ من نوابغ عصرنا
وأغاليط الدهر ، ألفيتها عالمة متبحرّة في العقليّات والسمعيات . . . وأمر هذه الشريفة ممّا يقضى
منه العجب في هذا العصر ، فهي فريدة العصور ونادرة الدهور ، حجّة على نساء العصر ، وآية
لبارىَ الدهر . والغريب في أمرها أنّها مع قيامها بأمر الزوجيّة وادارة المنزل وتربية الأطفال ،
نالت هذه المراتب السامية العالية .
وقال أيضاً في موضع آخر : الشريفة الفقيهة ، الاُصولية ، الحكيمة ، المحدّثة الجليلة ، حجّة
الله على النساء ، بل الرجال ، نابغة العصر ، فخر المخدّرات ، زين العلويات ، درّة صدف الطهارة
والأصالة ، يتيمة الزمان العلويّة « أمينة » استجزتُ عنها ـ مع أنّي كنتُ مجازاً من تمام
مشايخها ـ استطرافاً ، حيث إنّها فريدة عصرها في النساء وكان السلف الصالحون منّا يُجيزون
ربّات الحجال ويستجيزون عنهن ، كما هو واضح لمن تتبع معاجم التراجم (2) .
( 5 ) آية الله الفيلسوف الكبير الشيخ محمّد تقي الجعفري قال ما ترجمته :
عند ملاحظة ما لدينا من آثار السيّده أمين العلميّة ، يُقطع بأنها من العلماء البارزين عند
الشيعة ، وأنّ منهجها لا يختلف عن منهجهم ، بل أنّها من نخبة العلماء؛ لحصولها على المقامات
الروحيّة العاليّة ، التي يولد من حظي بها ولادة جديدة في حياتها ، مضافاً إلى ما اُعطي نتيجةً
اكتساب العلم .
( 6 ) آية الله السيّد عباس الكاشاني ، قال :
وصفوة المقال : لعلّنا لا نُغالي لو قلنا : إنّ هذه السيّدة الجليله النبيلة ، والمخدّرة العظيمة
الكريمة ، هي تريكة بيت الوحي والعصمة والرسالة ، فإنّها حسنة من حسنات العصر ، وفخرة
من مفاخر الدّهر ، ومعجزة من معاجز الزمن ، وجوهرة يتيمة ، ودُرّة وحيدة يفتخر التأريخ
____________
1 ـ الإجازة الكبيرة : 245 .
2 ـ المسلسلات في الإجازات 2 : 452 .
(747)
بها . وانّني كنتُ أسمع عن عظمة هذه النابغة الفريدة ، فاشتقتُ إلى زيارتها ، ولمّا شاهدتها
وتشرّفت بالمثول بين يديها ، رأيتها أعظم وأعظم بكثير عمّا كنتُ أسمع عن هذه الفذلكة
العظيمة ، ودارت بيننا محاورات طريفة لطيفة فاستفدتُ منها ومن علمها الجمّ (1) .
( 7 ) آية الله السيّد أحمد الروضاتي ، قال :
العالمة الفاضلة ، الفقيهة ، العارفة ، الكاملة ، الحجة على نساء عصرنا (2) .
( 8 ) السيّدة زينة النساء همايوني ، قالت ما ترجمته :
كانت عالمة عارفة ، صاحبة ذوق ، متواضعة ، حسنة الأخلاق ، ذات وقار وهيبة ، تلازم
التقوى وقلّة الكلام وعدم التجمّل في حياتها الخاصة ، لها ولاء شديد لأهل البيت عليهم السلام ، تكثر
المطالعة والتفكّر ، أمضت سنين طويلة في بيتها مُدرّسة ومُرشدة للنساء تعظهنّ وتعلّمهنّ
المبادىَ الإسلاميّة .
وقالت أيضاً : أكثر نساء أصفهان المشتغلات بالشؤون الدينيّة والارشاد المذهبي من
تلامذتها المستفيدات من علمها ، المهذّبات بتهذيبها .
انتشرت سمعة عِلمها وتقواها بين النساء الايرانيات حتى تحمّل كثير منهنّ المصاعب
للوصول إليها ، والحضور لديها لأخد العلم واكتساب المعرفة ، بل زارها كثير من النساء من
مختلف البلدان البعيدة والقريبة لحلّ مشاكلهنّ الدينية والعقائديّة (3) .
وقد ذكر الشيخ ناصر باقري بيد هندي في كتابه « بانوى مجتهد ايرانى » عدداً من العلماء
الأعلام المعاصرين الذين مدحوها وأثنوا عليها كثيراً ، فمن شاء فليراجع ذلك الكتاب (4) .
____________
1 ـ بانوى مجتهد ايرانى : 86 ـ 87 .
2 ـ بانوى مجتهد ايرانى : 87 .
3 ـ مقدّمة الترجمة الفارسية للأربعين الهاشمية ، المسلسلات في الإجازات 2 : 452 .
4 ـ بانوى مجتهد ايرانى : 85 ـ 100 .
(748)
وفاتها ومدفنها :
توفّيت رحمها الله عن عمر قارب السبعة والتسعين عاماً ، في ليلة الاثنين الليلة الاُولى من
شهر رمضان المبارك سنة 1403هـ ، وشيّعت تشيعاً كبيراً حضره العلماء والفضلاء ومختلف
الطبقات المؤمنة ، ودفنت في مقبرة اسرتها في تخت فولاذ ، وبُني على قبرها قبة فخمة ،
أصبحت مزاراً يقصده أهل أصفهان وغيرها . ورثاها جمه كبير من شعراء ايران بقصائد
ومقطوعات شعرية ، وأبّنها الخطباء ، وذكرتها الصحف الايرانية الصادرة آنذاك .
نموذج من كلامها :
وممّا يُظهر بلاغتها وفصاحتها وتسلّطها على لغة الضاد من ناحية ، ومن ناحية اُخرى ما
وصلت إليه هذه العلويّة من الدرجات الرفيعة العاليه في الكمالات النفسية ، وما خصها الله
سبحانه من كرامات عديدة ، هو مقدمة كتابها « النفحات الرحمانيّة في الواردات القلبية » ،
حيث قالت فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أضاء قلوب أوليائه بنوره ، فانكشف لهم به أسرار الوجود ، ورشح عليهم
من بحر المعارف والعلوم ، وسقاهم بكأس المحبّة فانشرح به صدورهم ، فخرجوا بما منحهم من
افاضاته من مضيق عالم الطبيعة وظلمات علائق القيود إلى عالم السعة والنور والسرور .
والصلاة والسّلام على نبيّه وصفيّه ومستودع سرّه ، أوّل الموجودات ومصباح الهداة ،
وعلى آله وأهل بيته معادن الاحسان والجود ، ولاسيّما ابن عمّه ووصيّه أمير المؤمنين عليه السلام ،
الذي جعله الله تعالى بمنزلة نفس النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وجعل ولايته ومحبّته ولايته ومحبتّه .
وبعد ، فلمّا ورد في الحديث « إنّ لله في أيام دهركم نفحات ألا فترصّدوا لها » ، ووجدتُ
في نفسي وروعي في بعض الأيام والساعات اشراقات غيبيّة ليست مسبوقة باُمور كسبيّة
فكريّة ، تفطنّتُ أنّها هي النفحات التي اُشير إليها في الحديث ، وهي من رحمة ربي ، فأحببت
(749)
تدوين بعضها الذي بقي في خاطري كي لا أنساها ، ويكون تذكرة لي عسى أن أجدد عندما
أتذكرها شكراً .
لا يقال : لا شكّ في أنّ تزكية النفس قبيحة ، وهذه المندرجات تتضمن ذلك ، أي ذكر هذه
المطالب ـ التي ستأتي إن شاء الله تعالى ـ وتسويدها لا يخلو من تزكية النفس .
لأنّه يقال : أوّلاً : لما كان كلّ كمال وبهاء إنّما يكون في الحقيقة لله تعالى وحده ، والممكن في
نفسه ليس وبه أيس ، أي الممكن من حيث الإمكان ليس إلاّ قوّة صرفة وعدماً محضاً ، وهو في
نفسه فاقد لكلّ كمال ، وكلّ ما يترائى منه من الكمال والبهاء من تجلّيات كمال خالقه وبروز
أنوار عظمته ( العبد وما في يده كان لمولاه ) ، ففي اظهار شيء من الكمالات اظهار كمال وجود
الحقّ وسعة رحمته وعموم قدرته .
وثانياً : إنّما نسلّم ذلك إن لم يتعلّق به غرض عقلائي ، وإنّما الغرض من تسويدها عدّة اُمور ،
كلّ واحد منها كافٍ في تحسينها :
أحدها : امتثال قوله تعالى : ( وأما بنعمة ربك فحدّث ) (1) ، فأردتُ أن أحدّث بعض ما
منحني ربي من السوانح واللوائح والبوارق ، التي وردت عليّ من فضل ربي في أيام دهري .
وثانيها : اعلان مزيد احسانه إليّ؛ طلباً للزيادة ، لقوه تعالى : ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) (2) ،
فإنّ اظهار فضل الله ورحمته نوع من شكره ، فكان من النعم التي أنعم بها عليّ معرفته بطريق لا
يحتمل خطر التلبيس؛ لأنّه سبحانه عرّفني نفسه بالوجدان ، فاستغنيت عن اقامة البرهان .
وثالثها : لمّا رأيتُ أنّ عموم الناس ـ إلاّ مَن شذّ وندر ـ غفلوا عن تحصيل معرفة الله تعالى
والسلوك في طريق مرضاته ، ورقدوا في مراقد الجهالة ، معتذرين بأنّه لا يمكن لنا معرفة الله
تعالى زائداً على القدر الذي أخذناه من الآباء والاُمهات والعُلماء . وإن سئل أحدهم : لمَ لا
تجاهد في تحصيل معرفة الله تعالى ، يعتذر بأنّ الله تعالى لم يكلّفنا زائداً على هذا القدر الذي
____________
1 ـ الضحى : 11 .
2 ـ ابراهيم : 7 .
(750)
آمنّا به ، فإنا نعلم أنّ لهذا العالم إلهاً واحداً أحداً عالماً قادراً حيّاً مريداً مدركاً ، وهذا القدر من
المعارف يكفينا ولا يلزمنا الغور فيها ، بل الغور فيها منهي عنه . فأردتُ اعلان عموم فضله
لكلّ أحدٍ ، كي يعلموا أنّ فيضه مبذول لخلقه ، ورحمته قريب من المحسنين ( ولا تيأسوا من روح
الله إنّه لا ييأس من روح الله إلاّ القوم الكافرون ) (1) .
ورابعها : تنشيط السامعين وترغيبهم في طلب المآرب ، فلمّا رأيتُ كثيراً من الناس كذلك ،
وعلمتُ مِن حالهم أنّهم لا يعرفون من العلوم والمعارف إلاّ اصطلاحات ، ومن العبادات
والطاعات إلاّ هيئآت وعادات ، ورأيتهم قد امتلأت قلوبهم من حبّ الدنيا وزينتها ، وغفلوا
عن الحقّ وطريق معرفته ، أحببتُ أن أكتب بعض الحالات والاشراقات اللتين اشرقتا
أحياناً ، أي في بعض الأقوات على قلبي الكدر الظلماني ، كي ينظر ناظر فيها فلعله يتنبّه أنّ
عرفان الحقّ ممكن لكلّ أحد بقدر وسعه وسعة صدره ( أن ليس للإنسان إلاّ ما سعى ) (2) .
الإجازة التي حصلت عليها العلويّة الأصفهانيّة من
الشيخ محمّد كاظم الشيرازي ، وفي ذيلها تصديق
من الشيخ عبدالكريم الحائري .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده وعلى آله وصحبه .
وبعد ، فإنّ شرف العلم لا يخفى ، وفضله لا يحصى ، ولذا اشتاقت إلى تحصيله نفوس ، وممّن
صرفت مدّة مديدة من عمرها ، وبرهة كثيرة من دهرها في طلبه ، السيّدة الجليلة النبيلة ،
الحسيبة العالمة الفاضلة ، غرّة ناصية نساء عصرها ، واُعجوبة دهرها ، الحاجية خانم دامت
تأيداتها ، بنت المرحوم المغفور الحاج سيّد محمّد علي أمين التجار الأصبهاني طاب ثراه ،
____________
1 ـ يوسف : 87 .
2 ـ النجم : 39 .
(751)
ولقد استجازت مني وأرتنا بعض ما صنّفها (1) في المسائل الامتحانيّة من الفقهيّة والاُصولية ،
ومن الشروح على بعض الأخبار ، وبعد ما ثبت بشهادة بعض الأعلام الثقات أنّه منها ، كشف
عن مراتب فضلها وطول يدها في المعقول والمنقول ، وبلوغها مرتبة من مراتب الاجتهاد ، فلها
العمل بما استنبطتها (2) من الأحكام على الطريقة المألوفة بين الأعلام ، ولتحمد الله على هذه
النعمة الجلية والمرتبة العليّة ، وعليها بالاجتهاد وسلوك طريق الاحتياط ، وقد أجزتُ لها أن
تروي عني ما صحّت لي روايته بطرقي المتّصلة إلى الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم
أجمعين ، والسّلام عليها وعلى كافة اخواني وأخواتي من المؤمنين والمؤمنات ورحمة الله
وبركاته . وقد حررت هذه الوجيزة في القبة المتبركة العلويّة على مشرفها الصلاة والسّلام
والتحيّة في السابع من صفر سنة ألف وثلاثمائة وأربع وخمسين من الهجرة النبويّة صلى الله عليه وآله وسلم . الأحقر محمّد كاظم شيرازي .
صح ما رقمه دام تأييده ، والمرجو منها أن لا تنساني
من الدعوات الصالحة في مظانّ الاجابات كما أنّي
لا أنساها منها .
كتبه الأحقر عبدالكريم الحائري .
إجازة السيّد ابراهيم الاصطهباناتي للعلويّة الاصفهانيّة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأكمل التحيات على أشرف الأنبياء والمرسلين ،
وأكمل السفراء والمبلغين محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ، وآله الكهف الحصين وغياث المضطر المسكين ، ولعنة الله
على أعدائهم أبد الآبدين ودهر الداهرين .
____________
1 ـ كذا ، والمراد : ما صنفته .
2 ـ كذا ، والمراد : ما ستنبطته .
(752)
وبعد ، فإنّ السيّدة الجليلة النبيلة الحسيبة النسيبة ، العالمة العاملة ، الجامعة للمعقول
والمنقول ، فريدة الدهر ، وحجة نساء العصر ، الحاجة خانم دامت تأييداتها ، بنت المرحوم
المبرور الحاج السيّد محمّد علي أمين التجار الأصبهاني طاب ثراه ، ممّن صرفت مدّة وافية من
عمرها الشريف ، وبرهة كافية من دهرها المنيف ، في تحصيل العلوم الشرعيّة ، والمعارف
الدينيّة ، وتكميل مكارم الأخلاق السنيّة ، وتنقيح القواعد الاُصوليّة والفقهيّة ، حتى فازت
بالمراتب العالية من العلم والفضل العيان ، وصارت ممّن يشار إليها بالبنان ، وقد استجازت من
الأحقر ، فاختبرتها في مسائل اُصوليّة وفقهيّة ، فأرسلت إليّ بأجوبتها ، وهي ـ على ما صحّ
وثبت عندي بشهادة بعض الثقات الأجلاء من أنّها منها ـ كاشفة عن طول باعها ، ووفور
اطّلاعها ، وواجدتها (1) لقوّة الاستنباط ، وبلوغها إلى درجة من الاجتهاد ، فلها العمل بما
استنبطته من الأحكام على النهج المألوف بين الأعلام ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من
الرجال والنساء ، ولنعم ما قال :
فلو كـنَّ النساء كمثل هـذي * لفضّلت النساء علـى الرجـال
فلا التأنيث لاسم الشمس عار * ولا التـذكيـر فخـر للـهلال
فلتحمد الله على ما أعطاها من الفضل والأنعام ، وأولاها من النِعم الجِسام ، وقد أجزتُ لها
أن تروي عنّي كلّ ما صحّت لي روايته وجازت لي اجازته بطرقي المنتهية إلى المشايخ الفخام ،
وأرباب الجوامع العظام ، أعلى الله تعالى مقامهم في دار السّلام ، سيّما المودعة في الأربعة المتقدّمة
التي عليها المدار في الأعصار والأمصار ، والمتأخرة المشهورة غاية الاشتهار ، وأوصيها بأن لا
تدع جانب الاحتياط في موارد الشبهات فإنّه الواقي الصراط (2) ، وأرجو أن لا تنساني من
صالح الدعاء . الأحقر ابراهيم الحسيني الشيرازي الاصطهباناتي . في شهر صفر الخير سنة
1354 .
____________
1 ـ كذا ، والمراد : ووجدانها .
2 ـ كذا ، ولعل المراد : الصراط الواقي .
(753)
إجازة الشيخ محمّد رضا النجفي الأصفهاني للعلويّة
الأصفهانيّة
بسم الله الرحمن الرحيم
أما الروض إذا طاب شميمه ، وتدبّج أديمه ، وصح هواؤه فاعتل نسيمه ، تسلسلت في خلال
جداول ، وحدثت بحديث قدرة القديم تعالى عناد له ، بأذكى وأزكى وأحسن وأبهى من حمد
الله ، الذي كتب على صفحات الامكان حديث وجوب وجوده ، ورَوَت البحار بلسان
أمواجها أخبار كرمه وجوده ، ونحمده ونثني عليه ، ولا نطيق أداء واجب حمده وثنائه .
ونشكره على متواتر نعمائه ومستفيض آلائه ، ونصلّي ونسلم على جميع رسله وأنبيائه ومبلّغي
وحيه وأنبائه ، لا سيّما على واسطة عقدهم المفصّل والآخر في الرسالة ، والمخلوق في الطراز
الأوّل أبي القاسم محمّد ، وآله الذين رووا عنه آثار الشرف والسّداد مسلسلاً بالآباء
والأجداد ، الذين مرفوع الطاعات موقوف على ولايتهم ، ومقبول العبادات منوط بمعرفتهم ،
ورحمة الله ورضوانه على أسلافنا الماضين ومشايخنا الصالحين ، الذين اقتفوا آثارهم وأدّوا
إلينا علومهم وآثارهم .
وبعد ، فإنّ السيّدة الشريفة العالية ، والدرة المكنونة الغالية ، ثمرة الشجرة التي أصلها ثابت
وفرعها في السماء ، وزهرة روضة بني الزهراء ، ربّة المفاخر والمناقب ، وعقيلة آل أبي طالب ،
المقتفية آثار آبائها وأجدادها ، والجامعة بين طريف المكارم وتلادها ، والآخذه بطرفي المجد
من الحسب والنسب ، والبالغة منه بأعلى الرتب العالية ، الفاضلة الفقيهة الحكيمة العارفة
الكاملة ، ذات الشرف الباذخ ، اُم الفضل ، ست المشايخ ، كريمة الواصل إلى رحمة الرحمن ،
والمتبوع في جوار جده غرف الجنان ، قدس الله روحه ، وجعل من الرحيق المختوم غيوقه ،
وصبوحه ، أهدَتْ إليّ كتابها الكريم الذي سمّته بالأربعين الهاشمية ، ولو كان أمر التسمية إليّ
لسيمّيته الفاطميّة ، فوجدتُه عقداً منظماً من غوالي الفرائد ، وسرحتُ طرفي في سرج تجني منه
ثمار الفوائد ، وهو مصنّف يشهد كلّ منصف أنّه حاوٍ لأصناف العلوم ، ومجدّد من الآثار المعاهد
والرسوم .
(754)
من بحر المتقارب :
تُزَيِّنُ مَعـانِيَه ألْفاظُـه * وألفاظُه زايِناتِ المعاني
فكم كنز خفيّ من الأسرار أظهرته ، ومشكل من الأخبار فسرّته ، ومعضل أراجت عنه
الأعضال ، وأصابت الصواب إذا اختلفت الأقوال ، فلا غرو فأهل البيت أدرى بما فيه ،
وأعرف بظاهره وخافيه ، توأم الكتاب ، انّها اُم الكتاب الذي لو صدر من رحلة يخترق
الآفاق ، ويجوب البلاد من الشام والعراق ، ويختلف إلى مدارس العلم ومجالس العلماء لحقّ له
التقريض والاطراء ، فكيف بمن أرخت سترها ولم تبارح خدرها ، فيحقّ أن يفتخر بها ربات
الخدر والحجال على لابس العمائم من الرجال .
وبعد أن ذكر الأسانيد قال : وأجزتُ لها أن تروي عنّي بهذه الطرق جميع كتب أصحابنا
ورواياتهم ، ممّا صحت لي روايتها بهذه الطرق وبسائر طرقي التي لم أذكرها ، وأكثرها مذكور في
خاتمة مستدرك الوسائل لشيخي العلامة النوري .
إجازة منحتها العلوية الأصفهانية للسيّد المرعشي
النجفي رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على مَن لا نبيّ بعده ، وعلى آله وصحبه الناهجين
نهجه .
وبعد ، فإنّ جناب السيّد العالم العلاّم والفاضل المؤيد الهمام ، عمدة العلماء العالمين ، السيّد
السند ، السعيد شهاب الدين الحسني الحسيني الغروي ، النسّابة ، المكنى بأبي المعالي ، والمشتهر
بآقا نجفي دامت افاضاته ، قد استجاز من الحقيرة ، فاستخرتُ الله تعالى في اجازته ، وأجزت له
أن يروي عني جميع ما صحّت لي روايته من كتب التفسير والأدعية والحديث والفقه ، وغير
ذلك من مصنّفات أصحابنا ، وما رووه عن غيرنا ، بجميع طرقي المعلومة المضبوطة في محالّها
عن مشايخي الكرام منها ما أخبرني به اجازة حجّة الاسلام الشيخ محمد الرضا النجفي
(755)
الأصفهاني دامت بركاته ، عن السيّد حسن الصدر العاملي ، عن الشيخ العالم الحاج مولى علي
ابن المرحوم ميرزا خليل ، عن الشيخ عبدالعلى الرشتي ، عن كاشف الغطاء والسيّد علي
صاحب الرياض ، كلاهما عن المولى محمّد باقر البهبهاني ، عن والده الماجد محمّد أكمل ، عن
العلاّمة السيرواني والمولى جمال الدين الخونساري والشيخ جعفر القاضي والمولى محمّد باقر
المجلسي ، جميعاً عن المولى محمّد تقي المجلسي ، عن الشيخ بهاء الدين العاملي قدّس الله تعالى
أسرارهم ، بطرقه المسطورة في أوّل كتاب أربعينيّة .
واُوصيه دامت افاضاته بما أوصى به جدي أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آله
الطاهرين إلى ابنه الحسن عليه السلام فيما كتب إليه عند انصرافه من صفين وهو قوله عليه السلام :
فأوصيك بتقوى الله تعالى يا بني ، ولزوم أمره ، وعمارة قلبك بذكره ،
والاعتصام بحبله ، وأي سبب أوثق من سبب بينكَ وبين الله جل جلاله إن
أخذت به ، فأحي قلبك بالموعظة ، وأمِتْهُ بالزهد ، وقَوِّه باليقين ، وذَلِّله
بذكرِ الموت ، وقرّره بالفناء ، وأسكته بالخشية ، وأشعره بالصبر ، وبصّرهُ
فجائع الدنيا ، وحذّره صولة الدهر وفحش تقلّبه وتقلّب الليالي والأيام ،
وأعرض عليه أخبار الماضين ، وذكّره بما أصاب مَن كان قبلك من الأولين ،
وسر في ديارهم ، واعتبر آثارهم ، وانظر فيما فعلوا وأين حلّوا ونزلوا
وعمن انتقلوا (1) ، فإنّك تجدهم قد انتقلوا عن الأحبّة وحلّوا دار الغربة ،
وكأنّك عن قليل (2) قد صرتَ كأحدهم ، فأصلح مثواك ، ولا تبع آخرتك
بدنياك .
واُوصيه أن يكثر التدبّر فيما تضمّنته هذه الوصية المباركة ، والتفكّر فيما أورده في النهج من
كلامه عليه السلام بعد قوله ( الهيكم التكاثر ) (3) . فما من أحد جعله نصب عينيه إلاّ وقد صارت
____________
1 ـ انقلبوا « خ ل » .
2 ـ قريب « خ ل » .
3 ـ التكاثر : 1 .
(756)
الدنيا بجميع ما فيها عنده كجناح بعوضة . وأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لذلك ، وأن لا
يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين بالنبي وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ، والسّلام عليه
وعلى جميع اخواننا المؤمنين ورحمة الله وبركاته .
حررته في غرة شهر محرم الحرام سنة 1358 ، وأنا الحقيرة الفقيرة إلى رحمة ربها الغني
العلوية الأمينية بنت الحاج محمد علي الملقّب بأمين التجار الأصفهاني .
إجازة العلويّة الأصفهانيّة للسيّد
عباس الكاشاني رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسّلام على مَن لا نبيّ بعده ، وعلى آله وصحبه الناهجين
نهجه .
وبعد ، فإنّ جناب السيّد العالم ، والفاضل المؤيّد الهمام ، عمدة العلماء ، السيّد السند ، السيّد
عباس الحسيني الكاشاني ، نجل المرحوم المقدّس العلاّمة المجاهد الحاج السيّد علي أكبر
الحسيني الكاشاني ، دامت افاضاته قد استجاز من الحقيرة ، فاستخرتُ الله تعالى في إجازته ،
وأجزتُ له أن يروي عنّي جميع ما صحّت لي روايته من كتب التفسير والأدعية والحديث
والفقه ، وغير ذلك من مصنّفات أصحابنا ، وما رووه عن غيرنا ، بجميع طرقي المعلومة
المضبوطة في محالّها عن مشايخي الكرام ، منها ما أخبرني به إجازة حجّة الإسلام المرحوم
الشيخ محمّد رضا النجفي الأصفهاني قدّس سرّه ، عن السيّد حسن الصدر العاملي ، عن الشيخ
العالم الحاج مولى علي ابن المرحوم ميرزا خليل ، عن الشيخ عبدالعلى الرشتي ، عن كاشف
الغطاء والسيّد علي صاحب الرياض ، كلاهما عن المولى محمّد باقر البهبهاني ، عن والده محمّد
أكمل ، عن العلاّمة الشيرواني والمولى جمال الدين الخونساري والشيخ جعفر القاضي والمولى
محمّد باقر المجلسي ، جميعاً عن المولى محمّد تقي المجلسي عن الشيخ بهاء الدين العاملي قدّس الله
أسرارهم ، بطرقه المسطورة في أوّل كتاب أربعينه .
واُوصيه دامت افاضاته بما أوصى به جدّي أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آله
(757)
الطاهرين إلى ابنه الحسن عليه السلام ، فيما كتب إليه عند انصرافه من صفّين وهو قوله عليه السلام :
فأوصيك بتقوى الله يا بني ، ولزوم أمره ، وعمارة قلبك بذكره ، والاعتصام
بحبله ، وأي سبب أوثق من سبب بينكَ وبين الله جلّ جلاله إن أخذت به ،
فأحي قلبك بالموعظة ، وأمِتْهُ بالزهد ، وقَوِّه باليقين ، وذَلِّله بذكرِ الموت ،
وقرّره بالفناء ، وأسكته بالخشية ، وأشعره بالصبر ، وبصّرهُ فجائع الدنيا ،
وحذّره صولة الدهر وفحش تقلّبه ، وتقلّب الليالي والأيام ، وأعرض عليه
أخبار الماضين ، وذكّره بما أصاب مَن كان قبلك من الأولين ، وسر في
ديارهم ، واعتبر آثارهم ، وانظر فيما فعلوا وأين حلّوا ونزلوا وعمن
انتقلوا (1) ، فإنّك تجدهم قد انتقلوا عن الأحبّة وحلّوا دار الغربة ، وكأنّك
عن قليل (2) قد صرتَ كأحدهم ، فأصلح مثواك ، ولا تبع آخرتك بدنياك .
واُوصيه أن يكثر التدبّر فيما تضمّنته هذه الوصية المباركة ، والتفكّر فيما أورده في النهج من
كلامه عليه السلام بعد قوله ( الهيكم التكاثر ) (3) . فما من أحد جعله نصب عينيه إلاّ وصارت الدنيا
بجميع ما فيها عنده كجناح بعوضة . وأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لذلك ، وأن لا يكلنا إلى
أنفسنا طرفة عين بالنبيّ وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ، والسّلام عليه وعلى جميع
اخواننا المؤمنين ورحمة الله وبركاته .
حررته في غرة شهر جمادى الاُخرى 1381 هلالي ، وأنا الحقيرة الفقيرة إلى رحمة ربّي
الغني ، العلويّة بنت حاج سيّد محمّد علي الحسيني ملقب بأمين التجار اصفهاني .
____________
1 ـ انقلبوا « خ ل » .
2 ـ قريب « خ ل » .
3 ـ التكاثر : 1 .
(758)
إجازة العلويّة الأصفهانيّة للسيّدة همايوني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسّلام على مَن لا نبيّ بعده ، وعلى آله وصحبه الناهجين
نهجه .
وبعد ، فإن السيّدة الجليلة العالمة الفاضلة ، زينت السادات همايوني بنت مرحوم سيد
رحيم ، قد استجازت من الحقيرة ، فاستخرتُ الله في اجازتها ، وأجزتُ لها أن تروي عنّي جميع
ما صحّت لي روايته من كتب التفسير والأدعية والحديث ، والفقه ، وغير ذلك من مصنّفات
أصحابنا ، وما رووه عن غيرنا ، بجميع طرقي المعلومة المضبوطة في محلّها عن مشايخي الكرام ،
منها ما أخبرني به إجازة مرحوم حجّة الإسلام الشيخ محمّد رضا النجفي الأصفهاني ، عن
السيّد العاملي وعن غيرهم .
ومنها حجة الإسلام مرحوم شيخ ابراهيم الحسيني النجفي الاصطهباني .
ومنها حجّة الاسلام مرحوم شيخ محمّد كاظم يزدي ، وغيرهم من المشايخ الكرام .
والمرجو منها أن لا تنساني من الدعوات في مظانّ الاجابات .
وقد حرّرت هذه الوجيزة في السابع من شهر رمضان المبارك في سنة هزار وسيصد
وپنجاه وپنج شمسي من هجرة النبي والصلاة والسّلام عليه وعلى آله المعصومين الكرام .
وأنا الفقيرة الحقيرة بنت سيّد محمّد علي ملقب بأمين التجار الأصفهاني ، الاُمة الجانية على
نفسها ، الموسومة بنصرت أمين ، المشهورة بيك بانوي ايراني أصفهاني .