صورة إجازة الشيخ محمد كاظم الشيرازي للعلوية الاصفهانية وفي ذيلها تصديق الشيخ عبدالكريم الحائري



(760)


صورة إجازة السيّد ابراهيم الاصطبهاناتي للعلويّة الأصفهانيّة .



(761)


الصفحة الاُولى من اجازة العلويّة الأصفهانيّة للسيّد المرعشي النجفي



(762)


الصفحة الثانية من اجازة العلويّة الأصفهانيّة للسيّد المرعشي النجفي



(763)


الصفحة الأولى من اجازة العلويّة الأصفهانيّة للسيّد عباس الكاشاني



(764)


الصفحة الثانية من اجازة العلويّة الأصفهانيّة للسيّد عباس الكاشاني



(765)


صورة اجازة العلويّة الاصفهانيّة للسيّدة همايوني



(766)

394 نَضْرة الأزّديّة
تُكنى باُم موسى (1) .
عدّها البرقي من الراويات عن الإمام أمير المؤمنين علي سلام الله عليه (2) .
وقال الشيخ الطوسي في كتاب الرجال : إنّها من أصحاب علي عليه السلام ، رَوَتْ أنّ علياً عليه السلام قال : « ما رمدت عيني مُذ تَفَلَ رسولُ صلى الله عليه وآله وسلم فيها » (3) .

395 نضرة العدويّة
تابعيّة ، راوية للحديث ، روت عن الإمام الحسن بن علي عليهما السلام ، وروى عنها هشام بن حبان (4) .

369 نضيرة
جارية اُم سلمة زوج النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، لها ذكر في الكتب الحديثية ، حيث إنّها كانت من أهل الولاء والمحبة لأهل البيت عليهم السلام ، وقد أخذت ذلك من سيّدتها اُم سلمة ، وقد ترجمنا لاُم سلمة ترجمة مفصّلة في حرف الهاء (5) .

397 نفيسة بنت الحسن
ابن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب سلام الله عليه .
____________
1 ـ مجمع الرجال 7 : 179 ، منهج المقال : 400 ، نقد الرجال : 414 ، جامع الرواة 2 : 459 ، تنقيح المقال 3 : 83 ، معجم رجال الحديث 23 : 180 و 200 ، رياحين الشريعة 5 : 82 .
2 ـ رجال البرقي : 61 .
3 ـ رجال الشيخ الطوسي : 66 .
4 ـ تاج العروس 3 : 571 « نضر » ، وعنه في رياحين الشريعة 5 : 82 .
5 ـ رياحين الشريعة 5 : 82 .

(767)

وهي من ربّات العبادة والصلاح والزهد والورع ، ولدت بمكة سنة 145هـ ونشأت بالمدينة ، ودخلت مصر مع زوجها إسحاق بن جعفر الصادق ، وقيل : مع أبيها الحسن الذي عُيّن والياً على مصر من قبل أبي جعفر المنصور ، فأقام بالولاية خمس سنين ، ثم غضب عليه المنصور فعزله واستصفى كلّ شيء له وحبسه ببغداد ، فلم يزل محبوساً حتى مات المنصور وولي المهدي فأخرجه من حبسه وردّ عليه كل شيء ذهب له .
حفظت نفيسة القرآن الكريم وتفسيره ، ويروى أنّ الشافعي لمّا دخل مصر حضر إليها وسمع عليها الحديث .
كانت كثيرة البكاء ، تديم قيام الليل وصيام النهار ، ولا تأكل إلاّ في كل ثلاث ليال أكلة واحدة ، ولا تأكل من غير زوجها شيئاً . حجّت ثلاثين حجّة ، وكانت تبكي بكاءً شديداً وتتعلّق بأستار الكعبة وتقول : إلهي وسيدي ومولاي متّعني وفرّحني برضاك عنّي .
وقالت زينب بنت يحيى المتوّج : خدمتُ عمتي نفيسة أربعين سنة ، فما رأيتها نامت الليل ولا أفطرت بنهار ، فقلت لها : أما ترفقين بنفسك ؟
فقالت : كيف أرفق بنفسي وقدّامي عقبات لا يقطعها الفائزون .
وكان بشر بن الحارث الحافي يزورها ، فمرض بشر مرّة فعادته نفيسة ، فبينا هي عنده إذ دخل أحمد بن حنبل يعوده كذلك ، فنظر إلى نفيسة فقال لبشر : من هذه ؟
فقال له بشر : هذه نفيسة ، بلغها مرضي فجاءت تعودني .
فقال أحمد بن حنبل : فاسألها تدعو لنا .
فقال لها بشر : ادع لنا الله .
فقالت : اللهم إن بشر بن الحارث وأحمد بن حنبل يستجيران بك من النار فأجرهما يا أرحم الراحمين .
وكانت نفيسة ذات مال وإحسان إلى المرضى والزمنى والجذماء ، ولمّا ظلم أحمد بن طولون قبل أن يعدل ، استغاث الناس من ظلمه وتوجهوا إلى السيّدة نفيسة يشكونه إليها ، فقالت لهم : متى يركب ؟


(768)

قالوا : في غدٍ ، فكتبت رقعة ووقفت بها في طريقه وقالت : يا أحمد بن طولون ، فلمّا رآها عرفها فترجّل عن فرسه وأخذ منها الرقعة وقرأها فإذا فيها : ملكتم فأسرتم ، وقدرتم فقهرتم ، وخلوتم فعسفتم ، وردّت إليكم الأرزاق فقطعتم ، هذا وقد علمتم أنّ سهام الأسحار نافذة غير مخطئة لا سيما من قلوب أوجعتموها ، وأكباد جوّعتموها ، وأجساد عريتموها ، فحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم ، اعملوا ما شئتم فإنّا صابرون ، وجوروا فإنّا بالله مستجيرون ، وأظلموا فإنّا لله متظلّمون ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، فعدل لوقته .
ومرضت نفيسة بعد أن قامت بمصر سبع سنين ، فكتبت إلى زوجها إسحاق المؤتمن كتاباً ، وحفرت قبرها بيدها في بيتها ، فكانت تنزل فيه وتصلّي كثيراً ، فقرأت فيه مائة وتسعين ختمة ، وما برحت تنزل فيه وتصلّي كثيراً وتقرأ وكثيراً وتبكي بكاءً عظيماً ، حتى احتضرت سنة 208هـ وهي صائمة فألزموها بالإفطار وألحوا وأبرموا ، فقالت : واعجباً منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى ألقه وأنا صائمة أأفطر الآن هذا لا يكون ، ثم قرأت سورة الأنعام وكان الليل قد هدأ ، فلمّا وصلت إلى قوله تعالى : ( لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون ) غشي عليها ثم شهدت شهادة الحق وقُبضت إلى رحمة الله .
ووصل زوجها إلى مصر وأراد نقلها ، إلاّ أنّ أهالي القرية استجاروا بالأمير عند إسحاق ليردّه عما أراد فأبى ، فجمعوا له مالاً جزيلاً حتى وسق بعيره الذي أتى عليه وسألوه أن يدفنها عندهم فأبى ، فباتوا منه في ألم عظيم ، فلمّا أصبحوا اجتمعوا إليه فوجدوا منه غير ما عهدوه بالأمس ، فقالوا له : إن لك لشأناً عظيماً .
قال : نعم رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول لي : رُدّ عليهم أموالهم وادفنها عندهم . فدفنها في المنزل الذي كانت تسكنه في محلة كانت تعرف قديماً بدرب السباع ، وقد بادت هذه المنطقه ولم يبقى سوى قبرها .
ولأهل مصر إعتقاد بها عظيم ، فإنّ الدعاء يستجاب عند قبرها .
ووصف اليافعي مشهدها العظيم فقال : قصدتُ زيارة مشهدها ، فوجدت عنده عالماً من الرجال والنسوان والصحاح والعميان ، ووجدتُ الناظر جالساً على الكرسي ، فقام لي وأنا


(769)

لا أعرفه ، فمضيت للزيارة ولم ألتفت ، ثم بلغني أنه عتب عليّ فأجبته بما معناه : إنّي غير راغب في الميل إلى اُولي الحشمة والمناصب . قاله عمر رضا كحاله في أعلام النساء (1) .

398 هاشميّة الحُسينيّة
هاشميّة بنت جواد بن رضا الحُسينيّة .
فاضلة ، من ربّات التُقى والصلاح ، كان يحترمها أفاضل العلماء ، تُوفّيت في حدود سنة 1246هـ (2) .

399 هاشميّة الصائغ
هاشميّة بنت محسن الصائغ ابن هاشم أبي الورد .
أديبة ، فاضلة ، وحكيمة زاهدة . ولدت في مدينة الكاظمية المقدّسة في الرابع والعشرين من جُمادى الاُولى سنة 1299هـ ، وتوفّيت فيها سنة 1375هـ (3) .

400 هداية كُبّة
الحاجّة هداية بنت العلاّمة الكبير الشيخ حسن كُبّة المتوفى سنة 1336هـ ، ووالدة الشاعرة سليمة الملائكة المتوفاة سنة 1373هـ ، وجدّة الشاعرة نازك الملائكة .
____________
1 ـ أعلام النساء 5 : 187 نقلاً عن الحقيقة والمجاز في رحلة بلاد الشام للنابلسي ، ولواقح الأنوار للشعراني ، وتحفة الأحباب للسخاوي ، وحسن المحاضرة للسيوطي ، وعيون التواريخ لابن شاكر ، والكواكب السيارة لابن الزيات ، وخطط المقريزي ، والمستطرف للأبشيهي .
وانظر ترجمتها في : أعيان الشيعة 10 : 227 ، أعيان النساء : 615 ، العِبر للذهبي 1 : 279 ، النجوم الزاهرة 2 : 185 ، تأريخ الطبري 5 : 423 و 7 : 146 ، تهذيب التهذيب 2 : 232 ، رياحين الشريعة 5 : 85 ، عمدة الطالب : 70 ، شذرات الذهب 2 : 21 ، فوات الوفيات 2 : 607 ، مرآة الجنان 2 : 23 ، وفيات الأعيان 5 : 423 .
2 ـ أعلام النساء 5 : 202 عن حسين علي محفوظ .
3 ـ أعلام النساء 5 : 202 ، أعيان النساء : 635 .

(770)

كانت رحمها الله شاعرة ، تنظم الشعر العالي ، وتعيش في بغداد . يقول الخطيب البارع السيد جواد شُبّر في كتابه أدب اطف : وقفتُ على باقة فوّاحة من شعرها (1) .

401 هرينة البادهيّة
راوية من راويات الحديث ، عدّها البرقي من الراويات عن الإمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام (2) .

402 هند القرشيّة
هند بنت أثاثه بن عبّاد بن عبدالمطلب بن عبدمناف .
شاعرة من شواعر العرب ، أسلمت وبايعت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وحسنَ اسلامها .
شهدت خيبر فأعطاها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولأخيها ثلاثين وسقاً من الطعام .
من شعرها ما أنشدته في غزوة اُحد ، مُجيبةً آكلة الأكباد هند حينما قالت :
نَحْـنُ جَزَيْناكُـم بِيَـومِ بَدْرٍ * والحَرْبُ بَعْدَ الحَربِ ذاتَ سعرِ
فأجابتها :
خَزَيْتِ في بَدْرٍ وَغَيرِ بَـدْرِ * يـا بنْـتَ رَقّاع عَظيمِ الكُفرِ
قَبّحـكِ اللهُ غَـداةَ الفَجْـرِ * بـالهاشِميين طِـوالِ السُمرِ
بِكلِّ قطّاع حُسـامِ يَفْـري * حَمْـزَة لَيْثي وَعَلـيّ صَقْري
إذْ رامَ شبيب وأبوكِ غَدْري * فَـخَضبا منه ضواحي النَحرِ
وقد نُسبت هذه الأبيات إلى أروى بنت الحارث مع اختلاف يسير في الألفاظ ، كما مرّ في ترجمتها (3) .
____________
1 ـ أدب الطف 9 : 9 .
2 ـ رجال البرقي : 62 ، معجم رجال الحديث 23 : 201 .
3 ـ انظر : الاصابة في تمييز الصحابة 4 : 227 ، الطبقات الكبرى 8 : 50 ، رياحين الشريعة 5 : 102 .

(771)

403 هند الأنصاريّة
هند بنت زيد بن مخرمة الأنصاريّة .
شاعرة من شواعر العرب ، مؤمنة موالية لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه .
من شعرها ما رثت به حُجْر بن عَديّ رضوان الله تعالى عليه ، الذي قتله معاوية بن أبي سفيان لعنة الله عليه :
تَـرَفَّــع أيّهـا القَمَـرُ المُنِيـرُ * تَـبَصَّر (1) هَلْ تَرى حُجْراً يَسِيرُ
يَسيـرُ إلـى مُعاويَـةَ بنَ حـربٍ * لِـيَقْتُلَهُ كَـما زَعَـمَ الأميـرُ (2)
تَجَبَّرتِ (3) جط الجَبابرُ بَعْدَ حُجرٍ * وَطـابَ لَهـا الخَـورْنَقُ والسّديرُ
وأَصْبَحَت البلادُ لـه (4) مُحُـولاً * كـأَنْ لـم يُحيهـا مُـزنٌ مَطيـرُ
ألا يـا حُجر حُـجر بَنـي عَـدِيٍّ * تَلَقَتْــكَ السَلامـةُ والسّــرورُ
أخـافُ عَلَيكَ مـا أردى عَدِياً (5) * وَشَيْخـاً فـي دِمـشْقَ لَـهُ زئيرُ
يَـرى قَتْلَ الخِيـارِ عَليـهِ حَقّـاً * لَـهُ مِـنْ شرِّ اُم ّتـهِ وَزيـرُ (6)
فـإنْ تَهْلَك فَـكُلُ زَعِيمِ (7) قَوْمٍ * مِـنَ الدُنيا إلـى هُـلْكٍ يَصيرُ (8)

____________
1 ـ كذا في تأريخ الطبري ، وفي الطبقات الكبرى : ترفّع ، وفي الأغاني : لعلكَ أن ترى .
2 ـ في الأغاني ورد بعد هذا البيت :
ألا يا ليت حُجراً ماتَ مَوْتاً * ولم يُنْحر كَما نُحـرَ البَعير!

3 ـ في الأغاني : ترفّعت .
4 ـ في الأغاني : لها .
5 ـ في الأغاني : أخاف عَليكَ سَطْوةَ آل حربٍ .
6 ـ لم يرد هذا البيت في الطبقات الكبرى وورد في الأغاني ، وجاء بعده :
ألا يا ليتَ حُجراً ماتَ موتاً * ولم يُنحر كمـا نُحر البعير!
7 ـ في الطبقات الكبرى : عميد .
8 ـ انظر : أعيان الشيعة 10 : 272 ، أعيان النساء : 630 ، الأغاني 17 : 261 ، تأريخ الطبري 5 : 280 ، رياحين الشريعة 5 : 101 ، الطبقات الكبرى 6 : 220 .

(772)

404 هند « اُم سلمة » (1)
اُم المؤمنين هند ، زوج النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، كانت أفضل اُمهات المؤمنين بعد خديجة بنت خويلد .
وهي مهاجرة جليلة ، ذات رأي وعقل وكمال وجمال ، حالها في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنين عليه السلام والحسن والحسين عليهما السلام أشهر من أن يُذكر ، وأجلى من أن يحرز .
ولا يسعنا عبرَ هذه الأسطر القليلة والوريقات المتعددة أن نُحيط بحياة هذه المرأة العظيمة ، ونلمَّ بكلّ ما لديها من صفات حميدة وأخلاق عالية ، شهد الله سبحانه وتعالى بفضلها ، ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم .
إنّما هي لمحات عن سيرة حياتها المباركة ، نعرضها للقرّاء الكرام ، راجين من الله عزّ وجلّ
____________
1 ـ انظر ترجمتها في : اُسد الغابة 5 : 56 و 590 ، إعلام الورى : 197 ، أعلام النساء 5 : 224 ، أعيان الشيعة 10 : 272 و479 ، اُم سلمة لعلي دخيل ، اُم سلمة لمحمد زكي بيضون ، أمالي الصدوق : 311 ، أمالي الطوسي 2 : 174 ، أنساب الأشراف 1 : 586 ، الإحتجاج للطبرسي : 106 ، الإختصاص للشيخ المفيد : 116 ، الإسلام على مفترق الطرق : 12 ، الإصابة 4 : 423 ، و458 ، الأعلام للزِركلي 8 : 97 نقلاً عن عدّة مصادر ، الإمامة والسياسة : 45 ، البداية والنهاية 5 : 291 و6 : 131 و8 : 199 ، : 112 ، الخصال : 419 ، العبِر 1 : 86 ، العقد الفريد 3 : 178 و5 : 7 و65 و89 و32 و7 : 113 ، السمط الثمين : 86 ، السيرة النبوية لابن هشام 5 : 113 و142 ، السيرة النبوية لابن كثير 2 : 215 ، الطبقات الكبرى 8 : 86 ، الكاشف 3 : 436 ، المستدرك على الصحيحين 14 : 16 ، المناقب لابن شهرآشوب 3 : 130 ، بحار الأنوار 22 : 223 ، بشارة المصطفى : 59 ، بصائر الدرجات : 183 ومابعدها ، تأريخ بغداد 3 : 164 ، تذكرة الخواص : 71 و240 ، تقريب التهذيب 1 : 617 و622 ، تكملة الرجال 2 : 705 ، تنقيح المقال 3 : 72 ، تهذيب التهذيب 12 : 483 ، جامع الرواة 2 : 456 ، خصائص أمير المؤمنين عليه السلام : 99 ، رجال أبوعلي الحائري : 368 ، رجال البرقي : 61 ، رجال الشيخ الطوسي : 32 ، سعد السعود : 204 ، سفينة البحار 1 : 258 ، سير أعلام النبلاء 2 : 148 ، شذرات الذهب 1 : 69 ، شرح نهج البلاغة 20 : 22 و79 ، صفوة الصفوة 2 : 21 ، قرب الإسناد : 29 ، الكافي 5 : 391 ، الكنى والألقاب 1 : 142 ، مجمع الرجال 7 : 181 ، مرآة الجنان 1 : 137 ، معاني الأخبار : 106 ، معجم رجال الحديث 23 : 177 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 292 منهج المقال : 400 ، موسوعة آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم : 315 ، نساء لهن في التأريخ الإسلامي نصيب : 38 ، نقد الرجال : 412 ، وسائل الشيعة 20 : 143 ، وغيرها من المصادر المعتبرة عند الخاصة والعامة .
(773)

الأجر والثواب ، ومن نساء هذه الاُمة المرحومة الإقتداء بهذه المرأة ، واقتباس الدروس والعِبر من حياة امرأة قضّت عمرها الشريف مهاجرة ، مدافعة عن عقيدتها ومبدئها .
نراها تُقرّ في بيت زوجها الأوّل أبي سلمة محبةً له ، لا تخالف له أمراً .
وبعد وفاته رحمه الله تتزوّج بخير الكائنات رسول البشريّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ، فتنال بذلك الشرف كلّ الشرف ، فتروي عنه الحديث ، وتعلّم الناس ما تعلّمته من أخلاقه الكريمة وطبائعه الحميدة ، حاكية ً لهم كلّ ما رأته منه صلى الله عليه وآله وسلم .
وبعد أن انتقل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى نراها تقف إلى جنب وصيّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وتدافع عن سيّدتها ومولاتها سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين البتول فاطمة الزهراء عليها السلام ، وتصبح المؤتمنة عند ولديها الحسن والحسين سلام الله عليهما .
ولا تترك نصيحة إلاّ وقد أبدتها لاُولئك الذين اغتصبوا الولاية من أهلها ، وجاروا على أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فهلّم معي أخي القارىَ واُختي القارئة لنتعرّف على حياة هذه العالمة الفاضلة المجاهدة :

عائلتها :
هي هند بنت أبي اُميّة سهيل زاد الراكب ابن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم .
اُمّها : عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن جذيمة بن علقة جدل الطعن بن فراس بن غنم بن مالك بن كنانة .
زوجها الأوّل : أبوسلمة عبدالله بن عبدالأسد المخزومي ، أنجبت له : سلمة وعمر ودرّة وزينب ، ثم تزوّجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

في القرآن الكريم :
( 1 ) لقد أمر الله سبحانه وتعالى بشكر المحسنين ومكافأة الجميل ، فقال تعالى : ( هل جزاء


(774)

الإحسان إلاّ الإحسان ) (1) ، فمضافاً لمكافأته سبحانه وتعالى عبيده بالجنة إذا أحسنوا واتّقوا ، هناك منح وعطايا منه تعالى يخصّ بها بعض عباده ، عِلماً منه بخلوص نيّاتهم وطيب سرائرهم ، منها تخليدهم في القرآن الكريم ، فقد جاءت آيات وسور في رجال ونساء من المسلمين ، بل حتى في بعض أبناء الاُمم الغابرة كأصحاب الكهف ، ومؤمن آل فرعون ، ومؤمن آل ياسين ، وإمرأة فرعون وغيره .
ومن هؤلاء الذين خصّهم سبحانه وتعالى بهذا الإكرام اُم سلمة رضوان الله عليها ، فقد قُرأت الآية السابقه فيها .
( 2 ) قوله تعالى :
( فاستجاب لهم ربّهم أني لا اُضيع عمل عامل منكم من ذكر أو اُنثى ) (2) .
قال الشيخ الطبرسي رحمه الله : روي أنّ اُم سلمة قالت : يا رسول الله ما بال الرجال يذكرون في الهجرة دون النساء ؟ فأنزل الله هذه الآية (3) .
( 3 ) قوله تعالى :
( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهنّ ) (4) .
نزلت في نساء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقد سخرن من اُم سلمة ، وذلك أنّها ربطت حقويها بسيبة وهي ثوب أبيض ، وسدلت طرفيها خلفها فكانت تجرّه ، فقالت عائشة لحفصة : اُنظري ماذا تجر خلفها ، كأنّه لسان كلب ، فهذه كانت سخريتهما .
وقيل : إنّها عيّرتها بالقصر ، وأشارت بيدها أنها قصيرة (5) .
____________
1 ـ الرحمن : 60 .
2 ـ آل عمران : 195 .
3 ـ مجمع البيان 1 : 559 .
4 ـ الحجرات : 11 .
5 ـ مجمع البيان 9 : 135 .

(775)

مع السنّة النبوية :
تُعدّ اُم سلمة راوية من راويات الحديث ، عدّها البرقي والشيخ الطوسي رحمهما الله في كتابيهما من الراويات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذا ابن عبدالبر وابن منذه وأبونعيم ، وكلّ مَن ترجم لها (1) .
روت عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وعن فاطمة الزهراء سلام الله عليها ، وعن أبي سلمة .
وروى عنها جماعة من الصحابة والتابعين منهم : ابناها عمر وزينب ، ومكاتبها نبهان ، وأخوها عامر بن أبي اُميّة ، وابن أخيها مصعب بن عبدالله بن اُميّة ، وعبدالله بن رافع ، ونافع ، وسفينة ، وأبوكثير ، وابن سفينة ، وخيّرة اُم الحسن البصري ، وسليمان بن يسار ، واُسامة بن زيد بن حارثة ، وهند بنت الحارث الفراسيّة ، وصفيّة بنت شيبة ، وأبوعثمان النهدي ، وحميد وأبواُسامة ابنا عبدالرحمان بن عوف بن أبي بكر ، وعبدالرحمان بن الحارث بن هشام ، وابناه عكرمة وأبوبكر ، وعثمان بن عبدالله بن موهب ، وعروة بن الزبير ، وكريب مولى ابن عباس ، وقبيصة بن ذويب ، ونافع مولى ابن عمر ، ويعلى بن مملك ، وعبدالله بن عباس ، وعائشة ، وأبوسعيد الخدري ، وسعيد بن المسيّب ، وأبووائل ، وصفيّة بنت محض ، والشعبي ، وآخرون (2) .
ويبلغ مسندها 378 حديثاً ، أخرج لها منها في الصحيحين 29 حديثاً والمتفق عليها منها 13 حديثاً ، وانفرد البخاري بثلاثة ، ومسلم بثلاثة عشر (3) . وهذه فضيلة من فضائلها الكثيرة ، ومنقبة من مناقبها العظيمة التي امتازت بها من بين سائر زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
وهي من رواة قول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : « مَن كنتُ مولاه فعلي مولاه » (4) .
____________
1 ـ رجال البرقي : 61 ، رجال الشيخ الطوسي : 32 .
2 ـ تهذيب التهذيب 12 : 456 .
3 ـ سير أعلام النبلاء 2 : 148 .
4 ـ رواه عنها ابن عقدة في حديث الولاية وأخرجه عنه الأمر تسري في أرجح المطالب : 338 و389 والحضرمي في وسيلة المآل : 118 ، ورواه عنها أيضاً الشيخ الطوسي في اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) 66 | 119 وعنه بحار الأنوار 37 : 233 حديث 103 ، وأخرجه القندوزي في ينابيع المودة : 40 عن جواهر العقدين للسمهودي ، ورواه أيضا الجعابي في نخب المناقب .

=


(776)

وروى عنها الصدوق مرسلاً في الفقيه قال : وجاءت اُم سلمة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت : يا رسول الله يحضر الأضحى وليس عندي ثمن الاُضحية فأستقرض واُضحّي ؟
فقال : « استقرضي وضحّي فإنه دين مقضي » (1) .
وهي من رواة حديث آية التطهير ، أخرجه الشيخ الطوسي في الأمالي (2) .
وهي من رواة حديث الثقلين ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
« كأني دُعيت فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله عزّ وجلّ حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (3) .



ولها روايات اُخرى تمر عليك في أثناء ترجمتها .

في بيت أبي سلمة :
قَلَّ أن توجد عائلة كعائلة أبي سلمة في وئامها ووفائها ، يسودها الحبّ والحبور ، ويطغى عليها المرح والسرور ، فهما أبناء عمّ قبل أن يكونا زوجين ، فلا يجد أحدهما على الآخرة
____________
=zb 1 ـ من لا يحضره الفقيه 2 : 138 حديث 591 باب فضائل الحج ، 292 حديث 1447 باب الأضاحي .
2 ـ الأمالي 2 : 174 . وانظر : سنن الترمذي 5 : 31 حديث 3258 و328 حديث 3875 و361 حديث 3963 ، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي 1 : 124 حديث حديث 172 و2 : 16 ، صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فائل علي بن أبي طالب 15 : 176 ط مصر بشرح النووي و2 : 360 ط عيسى الحلبي ، المستدرك على الصحيحن للحاكم 2 : 150 و152 و416 وج 3 : 108 و146 و147 و150 و158 ، تفسير الطبري 22 : 6 و7 و8 ، تفسير ابن كثير 3 : 483 و484 ، مسند أحمد بن حنبل 1 : 185 و3 : 259 و285 و6 : 298 .
3 ـ رواه عنها الشيخ الطوسي في أماليه 2 : 92 وعنه في بحار الأنوار 38 : 118 حديث 61 و92 : 80 حديث 61 و92 : 80 حديث 5 ، وأورده الأربلي في كشف الغمة 2 : 34 وعنه بحار الأنوار 22 : 476 حديث 26 ، وأخرجه الأمر تسري في أرجح المطالب : 338 من طريق ابن عقدة .

(777)

فضلاً ، فيتكبّر على شريكه في الحياة ، فيثأر الآخر لكرامته ، فتسوء العلاقة بينهما ويفسد نظام البيت .
وحين بعث الله عزّ وجلّ رسوله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الناس كافة ، وقابلته قريش بأشدّ ما تقدر عليه من الأذى حتى قال صلى الله عليه وآله وسلم : « ما اُوذي نبي بمثل ما اُوذيت » ، ومن بين هذا الجمع الهائل من قريش يسرع أبوسلمة ملبيّاً نداء السماء ، وتستجيب زوجته كذلك ، فتطفوا على بيتهم آنذاك قدسيّة الإسلام ، فيكون بيت أبي سلمة من أوّل البيوت إسلاماً .
وتستمر قريش في أذاها للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، ويزداد الضغط على المسلمين ، فيأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالهجرة إلى الحبشة ، فكان أبوسلمة وزوجته في الرعيل الأوّل من المهاجرين ، تاركين وطنهم ، فارين بدينهم ، ولا هدف لهم من هذه الهجرة إلاّ التخلّص من بطش قريش والحريّة في ممارسة الشعائر الإلهية .
وفي الحبشة ، وتحت ظلّ ملكها العادل ، يحصل أبوسلمة وزوجته وبقيّة المسلمين على هذه الاُمنية ، ويسعدوا بأداء الواجبات بأمن وسلام ، وتقرّ عيونهم بمولود تضعه اُم سلمة في دار الهجرة وفي بلد الغربة .
وفي الحبشة توافيهم أنباء مفرحة ، بأنّ قريشاً تغيّر موقفها من الإسلام ، وتركت ما كانت تعمله بالمسلمين من الأذى ، ويسرع أبوسلمة وزوجته إلى مكة ليكونا بالقرب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكنّه يفاجأ بالأمر معكوساً ، فقريش قد ازدادت في طغواها وتفننت في عتوّها وتجبرّها ، فهي تخرج المستضعفين من المسلمين إلى الرمضاء ، وبعد أن تجردّهم من ثيابهم تلقيهم على الأرض ، محمّلة لهم قلل الصخر وصلب الحجارة ، وقد تغطس البعض في الماء حتى يكاد يخنق .
وكاد أبوسلمة وزوجته أن يقع في هذا الفخ ، لولا أنّه استجار بخاله أبي طالب شيخ البطحاء وابن شيخها فأجاره وزوجته ، وهبّت قريش في وجه أبي طالب تطلب منه النزول عن هذا الجوار ، فهو يدافع عن محمّد صلى الله عليه وآله وسلم بالأمس ، واليوم يجير أبا سلمة ، فأجابهم أبوطالب : إنه استجار بي وأنا إن لم أمنع ابن اُختي لم أمنع ابن أخي .