إلى سواء السبيل ، كما أكدت بعض الأحاديث و الأخبار على تواتر الوصية و اتصالها منذ عهد آدم عليه السلام إلى نبينا الخاتم صلّى اللّه عليه و آله و ذكروا بعض التفاصيل المتعلّقة بأسماء الأوصياء و الأحداث التي واكبت حياتهم.
أولاً: وصايا الأنبياء في كتب الحديث

     نقل المحدّثون روايات مستفيضة عن عدد الأوصياء و استقصاء أخبارهم و محتوى وصاياهم، نشير إلى مضمون بعضها مختصراً محيلين إلى المصادر.
     1ـ عن الإمام الصادق عليه السلام عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في حديث طويل يذكر فيه الأوصياء منذ هبة اللّه وصي آدم عليه السلام إلى الإمام القائم عليه السلام(1).
     2ـ و في حديث عن سلمان رضي الله عنه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يذكر فيه الأوصياء منذ آدم عليه السلام إلى الإمام القائم عليه السلام(2).
     3ـ و عن أم هاني بنت أبي طالب عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله : « إنّ اللّه جعل لكلّ نبي وصياً؛ شيث وصي آدم ، و شمعون وصي عيسى، و علي وصيي، و هو خير الأوصياء في الدنيا و الآخرة...» (3).
     4ـ وفي حديث عن أبي جعفر الباقر عليه السلام ذكر فيه اتصال الوصية منذ هبة اللّه

(1) الفقيه / الشيخ الصدوق 4: 129/ 1ـ دار الكتب الإسلامية ـ طهران ـ 1390هـ، الإمامة و التبصرة: 21 ـ 24، الأمالي / الصدوق: 486 / 661 ـ مؤسسة البعثة ـ قم، إكمال الدين / الصدوق 211 / 1 ـ مؤسسة النشر الإسلامي ـ قم ـ 1405 هـ، أمالي الطوسي: 442/ 991 ـ مؤسسة البعثة ـ قم.
(2) كفاية الأثر / الخزاز : 147 ـ نشر بيدار ـ قم ـ 1401 هـ.
(3) المسترشد / محمّد بن جرير الإمامي : 283 / 94 ـ مؤسسه الثقافة الإسلامية لكوشانبور ـ 1415 هـ.



(22)
وصيّ آدم عليه السلام الى سام بن نوح عليه السلام (1).
     5ـ و في حديث آخر عنه عليه السلام جاء فيه: « فلمّا انقضت نبوة آدم عليه السلام واستكمل أيامه، أوصى اللّه تعالى إليه، أن يا آدم قد قضيت نبوتك، واستكملت أيامك، فاجعل العلم الذي عندك و الايمان و الاسم الأعظم و ميراث العلم و آثار علم النبوة في العقب من ذريتك ، عند هبة اللّه ابنك، فإني لم أقطع العلم و الايمان و الاسم الأعظم و آثار علم النبوة في العقب من ذريتك إلى يوم القيامة، ولن أدع الأرض إلّا و فيها عالم يُعرَف به ديني، و تُعرَف به طاعتي، و يكون نجاةً لمن يولد بينك و بين نوح ...»(2).
     6ـ و في حديث آخر عنه عليه السلام ذكر فيه وصية موسى عليه السلام إلى فتاه يوشع بن نون (3).
     و هناك أحاديث اُخرى وردت في مصادر الحديث تتضمّن ذكر الأوصياء، فقد أفرد ابن بابويه القمي (ت / 329 هـ) في كتابه (الإمامة و التبصرة) باباً تحت عنوان (الوصية من لدن آدم) ذكر فيه الأوصياء من لدن آدم عليه السلام إلى أمير المؤمنين عليه السلام(4).
     و ذكر الطبري صاحب (المسترشد) المعاصر للطبري صاحب التاريخ جملة

(1) تفسير العياشي 2: 28/ 1237 مؤسسة البعثة ـ قم، قصص الأنبياء/ الراوندي: 62/ 43 ـ مشهد 1409 هـ.
(2) تفسيرالعياشي 2: 32/ 1238، روضة الكافي / الكليني 8: 113 / 92، إكمال الدين : 213 / 2.
(3) تفسير العياشي 3: 98 / 2666/ إكمال الدين: 217 / 2.
(4) الإمامة و التبصرة: 21 ـ 24.



(23)
احتجاجات في موضوع الوصية ضمّها عدة أحاديث ، وجاء فيه ذكر الأوصياء من آدم عليه السلام إلى شمعون وصي عيسى عليه السلام(1).
     و عقد الشيخ الصدوق باباً في (الفقيه) تحت عنوان (الوصية من لدن آدم عليه السلام) ذكر فيه عدة أحاديث في هذا المجال، و جعل في (إكمال الدين) باباً تحت عنوان (اتصال الوصية من لدن آدم عليه السلام و أن الأرض لا تخلو من حجة للّه عزّوجلّ على خلقه إلى يوم القيامة).
     و ذكر العلّامة المجلسي عدة أحاديث و أخبار في هذا الخصوص في الباب الثاني من كتاب الإمامة من (بحار الأنوار) و عنوانه (باب في اتصال الوصية و ذكر الأوصياء من لدن آدم عليه السلام إلى آخر الدهر)(2).
ثانياً وصايا الأنبياء في كتب التاريخ و السيرة و التفسير

     فيما يلي نذكر بعض المؤرخين و المفسرين ممن تناول أخبار الأوصياء مرتّبين حسب التسلسل التاريخي:
     1ـ ابن سعد (ت / 230 هـ) ذكر اتصال الوصية من آدم إلى نوح عليه السلام في رواية عن ابن عباس، جاء فيها أولاً ذكر شيث ابن آدم (و هو هبة اللّه) قال : و هو بالعربية شث، و بالسريانية (شاث) ، و بالعبرانية (شيث) و إليه أوصى آدم صلوات اللّه عليه (3)... و ولد شيثُ بن آدم أنوشَ و نفراً كثيراً ، و إليه أوصى شيث، فولد أنوشُ قينانَ و نفراً كثيراً و إليه الوصية، فولد قينانُ مهاليلَ و نفراً

(1) المسترشد: 57 ـ 90 ـ الباب العاشر.
(2) الفقيه 4: 129 باب 72، إكمال الدين : 211 ـ 241 باب 22، بحار الأنوار 23: 57 باب 2 ـ دار الكتب الإسلامية ـ طهران.
(3) الطبقات الكبرى 1: 37 ـ دار صادر ـ بيروت.



(24)
معه و إليه الوصية، فولد مهلاليلُ يرذَ ـ و هو اليارذ ـ و نفراً معه و إليه الوصية ... فولد اليارذُ خنوخَ و هو إدريس النبي عليه السلام و نفراً معه، و هو أول نبي بُعث في الأرض بعد آدم عليه السلام ... فولد خنوخُ متو شلخَ و نفراً معه و إليه الوصية، فولد متوشلخُ لُمكَ و نفراً معه و إليه الوصية، فولد لمكُ نوحاً صلّى اللّه عليه و سلّم(1).
     2ـ اليعقوبي، (ت/ 292هـ)، ذكر أسماء الأوصياء منذ عهد آدم عليه السلام إلى الحواريين أوصياء عيسى عليه السلام، و ترجم لهم بالتفصيل و شرح الأحداث التي وقعت في أيامهم(2).
     3ـ الطبري، العامي (ت /310 هـ) ، ذكر تعاقب الأوصياء منذ آدم إلى نوح عليهما السلام(3).
     و روى بالاسناد عن محمّد بن أسحاق، قال: لما حضرت آدم عليه السلام الوفاة دعا ابنه شيثاً فعهد إليه عهده، و علّمه ساعات الليل و النهار، و أعلمه عبادة الخلق في كل ساعة منهنّ ... و كتب وصيته، فكان شيث وصيّ أبيه آدم عليه السلام، و صارت الرياسة من بعد وفاة آدم لشيث، فأنزل اللّه عليه فيما روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله خمسين صحيفة (4).
     و جاء فيه أيضاً رواية عن ابن إسحاق ذكر فيها وصية عيسى عليه السلام إلى

(1) الطبقات الكبري 1: 39 ـ 40.
(2) تاريخ اليعقوبي 1: 7 ـ 80 ـ دار صادر ـ بيروت ـ و جاء فيه مهائيل ويرد و أخنوخ ومتوشلح بدلاً عما تقدّم في الطبقات.
(3) تاريخ الطبري 1: 164 ـ بيروت ـ تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم.
(4) تاريخ الطبري 1: 152.



(25)
الحواريين، و بثّه إياهم في الأرض دعاةً إلى اللّه تعالى.(1)
     4ـ المسعودي (ت / 346 هـ) ، ذكر أسماء الأوصياء من شيث (هبة اللّه) وصي آدم عليه السلام إلى سام وصي نوح عليه السلام (2).
     و أفراد كتاباً في هذا الموضوع بعنوان (إثبات الوصية) أثبت فيه إتصال الوصية منذ آدم عليه السلام إلى النبي المصطفى الخاتم صلّى اللّه عليه و آله ثمّ إلى الأوصياء من بعده وصولاً إلى الإمام المنتظر القائم (صلوات اللّه عليه) و استخلص ذلك من عدة روايات و أخبار من الحديث و التاريخ.(3)
     5ـ الثعلبي (ت / 427 هـ) أورد عن سالم بن أبي الجعد، قال: لما مضى من عمر آدم عليه السلام مائة و ثلاثون سنة، وذلك بعد ما قتل قابيل هابيل بخمس سنين ولد له شيث ، وتفسيره هبة اللّه، يعني أنه خَلَف اللّه من هابيل، و علّمه اللّه ساعات الليل والنهار و عبادة الخلق في كل ساعة منها ، و أنزل اللّه عليه خمسين صحيفة، و كان وصيّ آدم و ولي عهده (4).
     و قال: ذكر أهل التاريخ و أصحاب الأخبار أن آدم عليه السلام مرض قبل موته أحد عشر يوماً ، وأوصى إلى ابنه شيث، و كتب وصيته و دفعها إلى شيث، و أمره أن يخفي ذلك عن ولد قابيل(5).
     و ذكر وصية عيسى عليه السلام إلى الحواريين، و قال: كانوا أصفياء عيسى بن

(1) تاريخ الطبري 1: 602 ـ 603.
(2) أخبار الزمان / المسعودي: ص 75 ـ 102 ـ بيروت.
(3) راجع: إثبات الوصية/ المسعودي: ص 13 ـ 77 ـ المطبعة الحيدرية ـ النجف.
(4) عرائس المجالس / الثعلبي: ص 40 ـ المكتبة الثقافية ـ بيروت.
(5) عرائس المجالس: ص 41.



(26)
مريم عليه السلام و أولياءه و أرضياءه و أنصاره و وزراءه، و كانوا اثني عشر رجلاً.(1)
     6ـ ابن عبدالبرّ المالكي (ت / 463 هـ)، ذكر وصية آدم عليه السلام إلى ابنه شيث (هبة اللّه)(2).
     7ـ المقدسي (ت/ 507 هـ، ذكر وصي آدم عليه السلام و قال: كان شيث وصي آدم و ولي عهده و خليفته من بعده(3).
     و قال عن يوشع بن نون: كان خليفة موسى و ولي عهده، و لما مات يوشع ابن نون استخلف كالب بن يوفنا(4).
     8ـ البغويّ (ت / 516 هـ)، ذكر في تفسيره الآية (31) من سورة المائدة وصية آدم عليه السلام إلى ابنه شيث، قال: فلمّا مضى من عمر آدم عليه السلام مائة و ثلاثون سنة ـ و ذلك بعد قتل هابيل بخمس سنين ـ ولدت له حواء شيثاً، واسمه عبداللّه ، يعني أنه من خَلف هابيل، و علّمه اللّه سبحانه و تعالى ساعات الليل و النهار، و علّمه عبادة الخلق في كلّ ساعته منها، و أنزل عليه خمسين صحيفة، فصار وصيّ آدم و وليّ عهده(5).
     9ـ الشهرستاني (ت/ 548 هـ)، ذكر قول اليهود في وصية موسى عليه السلام وقال: قالوا: كان موسى عليه السلام قد أفضى بأسرار التوراة و الألواح إلى يوشع بن نون وصيه و فتاه والقائم بالأمر من بعده، ليفضي بها إلى أولاد هارون؛ لأن الأمر

(1) عرائس المجالس: ص 351.
(2) التمهيد/ ابن عبد البرّ 10: 32 ـ وزارة الأوقاف ـ المغرب.
(3) البدء و التاريخ / المقدسي 3: 11 ـ مكتبة الثقافة الدينية.
(4) البدء و التاريخ 3: 96 ـ 97.
(5) معالم التنزيل / البغوي 2 : 243 ـ دار الفكر ـ بيروت ـ 1405 هـ.



(27)
كان مشتركاً بينه و بين أخيه هارون عليه السلام، إذ قال تعالى حكاية عن موسى عليه السلام في دعائه حين أُوحي إليه أولاً: (وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)(1) و كان هو الوصي، فلما مات هارون في حال حياة موسى انتقلت الوصية إلى يوشع بن نون وديعةً ليوصلها إلى شبير و شبر ابني هارون قراراً، و ذلك أن الوصية و الإمامة بعضها مستقرّ و بعضها مستودع.(2)
     10ـ ابن الجوزي (ت/ 597 هـ)، ذكر أسماء الأوصياء منذ عهد آدم عليه السلام إلى متوشلخ وصيّ إدريس عليه السلام(3) و أخرج رواية محمّد بن أسحاق التي قدمناها عن الطبري ، و فيها وصية آدم عليه السلام إلى ولده شيث (هبة اللّه)(4).
     و نقل عن علماء السير أن موسى عليه السلام توفي بعد هارون بثلاث سنين، و أوصى إلى يوشع عليه السلام (5).
     و عن الزهري أنه قال: لما حضرت يوشع الوفاة استخلف كالب بن يوفنّا ، و عن القرظي، قال: فوليهم كالب زماناً يقيم فيهم من طاعة اللّه ما كان يقيم يوشع حتى قبضه اللّه عزّوجلّ علي منهاج يوشع(6).
     و نقل في تفسير الآية (14) من سورة يس قوله تعالى: (فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ) عن مقاتل أنه قال: و اسم هذا الثالث شمعون، وكان من الحواريين ، و هو وصي

(1) سورة طه: 20/ 32.
(2) الملل و النحل / الشهرستاني 1: 192 ـ مكتبة الانجلو المصرية ـ القاهرة.
(3) المنتظم / ابن الجوزي 1: 230 و 235 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ 1412هـ.
(4) المنتظم 1: 226 ـ 227.
(5) المنتظم 1: 376.
(6) المصدر السابق نفسه 1: 379.



(28)
عيسي عليه السلام(1).
     11ـ الرازي (ت / 606 هـ) ، أشار في تفسير الآيتين (25 و 26) من سورة المائدة إلى كون يوشع بن نون وصي موسى عليه السلام و قال: قال قوم: إنّ هارون مات في التيه، ثم مات موسى بعده بسنة ، و بقي يوشع بن نون، و كان ابن اخت موسى و وصيه بعد موته ، و هو الذي فتح الأرض المقدسة.(2)
     12ـ ابن الأثير الجزري (ت / 630 هـ) ، ذكر تفاصيل وصية آدم عليه السلام إلى ولده شيث، و ذكر الأوصياء من عهد آدم الىإدريس عليه السلام ، و توسّع في تفاصيل الأحداث التي كانت في عهدهم، ثمّ ذكر الأوصياء من بعد إدريس إلى نوح عليهما السلام و بين وصية نوح إلى ولده سام(3) و وصية عيسى إلى الحواريين و انه بثهم في الأرض رسلاً من اللّه و أمرهم أن يبلغوا عنه ما أمره اللّه به، فتفرقوا حيث أمرهم(4).
     13ـ ابن كثير (ت / 774 هـ)، ذكر وفاة آدم عليه السلام و وصيته إلى ابنه شيث وقال: و معنى شيث هبة اللّه ، وسمّاه بذلك لأنهما رزقاه بعد أن قتل هابيل.
     و عن محمّد بن إسحاق قال: لما حضرت آدم الوفاة عهد إلى ابنه شيث، و علّمه ساعات الليل و النهار، وعلّمه عبادات تلك الساعات ، و أعلمه بوقوع الطوفان بعد ذلك.

(1) زاد المسير في علم التفسير / ابن الجوزي 6: 276 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.
(2) تفسير الرازي 11: 206 ـ دار الفكر ـ بيروت.
(3) الكامل في التاريخ / ابن الأثير 1: 43 ـ 58 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.
(4) الكامل في التاريخ 1: 245.



(29)

     قال: و لما توفي آدم عليه السلام و كان ذلك يوم الجمعة، جاءته الملائكة بحنوط و كفن من عند اللّه عزّوجلّ و من الجنة، و عزّوا ابنه و وصيه شيثاً عليه السلام(1).
     ثمّ قال: فلما مات آدم عليه السلام قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليه السلام ... فلما حانت وفاته أوصى إلى ابنه أنوش فقام بالأمر بعده، ثمّ بعده ولده قينن (2)، ثمّ من بعده ابنه مهلاييل... فلمّا مات قام بالأمر بعده ولده يرد، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ولده خنوخ و هو إدريس علي المشهور(3).
     14ـ السيوطي (ت/ 911 هـ) قال: ذكر أئمة التاريخ أن آدم عليه الصلاة و السلام أوصى لابنه شيث، و كان فيه و في بنيه النبوة و الدين ، و اُنزل عليه تسع و عشرون صحيفة، و أنه جاء إلى أرض مصر، و كانت تُدعى بايلون فنزلها هو و أولاد أخيه، فسكن شيث فوق الجبل ، و سكن أولاد قابيل أسفل الوادي، و استخلف شيث ابنه أنوش، و استخلف أنوش ابنه قونان، واستخلف قونان ابنه مهلائيل، واستخلف مهلائيل ابنه يرد، و دفع الوصية إليه، و علّمه جميع العلوم، و أخبره بما يحدث في العالم... إلى أن قال: و ولد ليرد أخنوخ، و هو إدريس عليه الصلاة و السلام... و دفع إليه أبوه وصية جده والعلوم التي عنده...(4).

(1) قصص الأنبياء / ابن كثير: ص 60 ـ دار القلم ـ بيروت ـ 1407 هـ ، البداية و النهاية / ابن كثير 1: 98 مكتبة المعارف ـ بيروت.
(2) تقدّم عن أغلب المصادر: قينان.
(3) قصص الأنبياء : 62 ، البداية و النهاية 1: 99.
(4) روح المعاني / الآلوسي 6: 201 ـ دار إحياء التراث العربي 1405 هـ عن (حسن المحاضرة).



(30)
2ـ تشريع الوصية في الإسلام
     1ـ القرآن الكريم
     جاء ذكر الوصية في العديد من آيات القرآن الكريم، منها قوله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ آلْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً آلْوَصِيَّةُ)(1).
     و قوله: (وَ آلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَ يَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ)(2).
    
و قوله: (فَلأُمِّهِ آلسُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِيِ بِهَا)(3)
    
و قوله: (شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ آلْمَوْتُ حِينَ آلْوَصِيَّةِ آثْنَانِ)(4) و غيرها.
     و المشهور بين العلماء أنّ الآية الاُولى تدلّ على وجوب الوصية، و أنّ لسان الآية لسان الوجوب، ثم قالوا: انها منسوخة بآية المواريث، وهي قوله تعالى:
(يُوصِيكُمُ آللّهُ فِي أَوْلَادِكُم لِلْذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ آلْأُنْثَيَيْنِ)(5) فانّ الأخيرة نزلت بعد الأولى، و بالسُّنّة فقد ورد في الحديث:« لا وصية لوارث» (6).
     و ذكر بعضهم أنها لو كانت منسوخة فالمنسوخ إنّما هو الفرض دون الندب

(1) سورة البقرة : 2 / 180.
(2) سورة البقرة : 2 / 240.
(3) سورة النساء : 4 / 11.
(4) سورة المائدة : 5 / 106.
(5) سورة النساء : 4 / 11.
(6) راجع : تفسير القرطبي 2: 254 ـ 262 ـ دار الكتاب العربي ـ 1422 هـ، تفسير الرازي 5: 64 ـ دار الفكر ـ بيروت ـ 1415 هـ، تفسير ابن كثير 1: 223 ـ دار إحيا التراث العربي ـ 1420 هـ.



(31)