و قال المفجّع البصري في هذه الخصلة من التشابه:
و له من صفات يوشع عندي كان هذا لمّا دعا الناس موسى و عليّ قبل البريّة صلّي كان سبقاً مع النبي يصلّي رُتبٌ لم أكن لهنّ نسيّا سابقاً قادحاً زناداً و ريّا خائفاً حيث لا يعاين ريّا ثاني اثنين ليس يخشي ثويّا(1)
2ـ ردّ الشمس
     ردّت الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام مرتين؛ مرة في حياة النبي صلّى اللّه عليه و آله ، و ذلك حينما تغشى الوحي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فتوسّد فخذ أمير المؤمنين عليه السلام، ففاتته صلاة العصر (2). و مرّة اُخرى في زمان خلافته، لمّا أراد أن يعبر الفرات ببابل حينما عاد من قتال الخوارج، فاشتغل كثير من أصحابه بتعبير دوابّهم ورحالهم، ففاتتهم الصلاة معه عليه السلام، فشكوا ذلك إليه، فسأل اللّه تعالى أن يردّ الشمس، فأجابه اللّه تعالى الى ذلك.(3)
     و رُدّت الشمس ليوشع بن نون وصي موسى عليه السلام حينما فاتته الصلاة في وقتها (4)، و قيل: بل ردّت له حينما خرج لقتال الجبّارين في مدائن الشام، فأدركه

(1) ديوان المفجع: 137 ـ دار الزهراء ـ بيروت ـ 1405 هـ، بحار الأنوار 39 : 63.
(2) راجع: الصواعق المحرقة: 128، ترجمة عليّ عليه السلام من تاريخ دمشق 2: 283، المناقب / ابن المغازلي: 96 ـ 98، المناقب / الخوارزمي : 217، الرياض النضرة 3: 121، البداية و النهاية 6: 86 و 282 ، الارشاد / المفيد: 345، الفقيه 1: 130 / 610، تاج العروس ـ مادة يشع ـ .
(3) الفقيه 1: 130 / 661، الارشاد / المفيد 1: 346، بحار الأنوار 41: 171 / 8 و 174.
(4) الفقيه 1: 130 / 608.



(92)
المساء و قد بقيت منهم بقية ، فدعا اللّه تعالى، فردّ عليه الشمس، وزاد في النهار ساعة حتى استأصلهم و دخل مدينتهم و جمع غنائمهم.(1)
     و ذكر كثير من الشعراء هذه الفضيلة مقارنين بين عليّ و يوشع عليهما السلام ، منهم: السيد الحميري حيث قال:
ردّت عليه الشمس لمّا فاته حىّي تبلّج نورها في وقتها و عليه قد رُدّت ببابل مرّة إلّا ليوشع أو (2) له ولردّها وقت الصلاة و قد دنت للمغربِ للعصر ثم هوت هويّ الكوكبِ اُخرى و ما رُدّت لخلق معربِ و لحبسها تأويل أمر معجبِ(3)
     و قال ابن أبي الحديد:
يامن له رُدّت ذُكاء و لم يَفُز بنظيرها من قبلُ إلّا يوشعُ (4)
3ـ قتال الجبّارين
     عهد موسى عليه السلام الى يوشع بأنه يقاتل الجبارين في بلاد الشام، فقاتلهم في

(1) راجع : الكامل في التاريخ 1: 154 ـ 155، البداية والنهاية 6: 281، قصص الأنبياء (عرائس المجالس)/ الثعلبي: 220 ـ منشورات المكتبة الثقافية ـ بيروت ، قصص الأنبياء / ابن كثير: 441، وفيات الأعيان / ابن خلكان 7: 227 ـ منشورات الشريف الرضي ـ 1364هـ، البدء والتاريخ 3: 96، بحار الأنوار 13: 375 و 58: 256 / 47.
(2) قال السيد المرتضى رحمى اللّه في شرحه لبائية السيد الحميري: معني (أو) هاهنا معني الواو، فكأنّه قال: إلّا ليوشع و له، كما قال اللّه تعالى: (فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) (سورة البقرة: 2/ 74) على أحد التأويلات في الآية. بحار الأنوار 41: 190.
(3) الإرشاد /المفيد 1: 347.
(4) القصائد العلويات / ابن أبي الحديد: 140 ـ مؤسسة الأعلمي ـ بيروت.



(93)
بيت المقدس و أريحا والبلقاء حتى مكّنه اللّه منهم (1)، و عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام بأنه يقاتل المارقين والناكثين والقاسطين (2)، فقاتل الجبّارين و أئمّة الضلال من هذه الأمّة.
     و جاء في الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قرأ هذه الآية في يوم الجمل (وَ إِن نَكَثُوا أَيْمَانَهُم مِن بَعْدْ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ آلْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ)(3) ثمّ قال: « و الذي فلق الحبّة و برأ النسمة واصطفي محمّداً صلّى اللّه عليه و آله بالنبوة إنهم لأصحاب هذه الآية، و ما قوتلوا مذنزلت» (4).
4ـ خروج الصفراء على يوشع ، و الحميراء على عليّ عليه السلام!

     حينما قام يوشع بالأمر بعد موسى عليه السلام خرجت عليه صفراء ـ أو صفوراء ـ بنت شعيب، زوجه موسى عليه السلام فقالت: أنا أحقّ منك بالأمر، و تبعها بعض منافقي بني إسرائيل، فقاتلهم يوشع، و ظفر بهم، و قتل مقاتليهم و هزم الباقين، و أسر صفراء و عفا عنها، و أحسن صونها حتى أوصلها مع حرسٍ من النساء الى قومها (5)، و هكذا كان الأمر مع عائشة حينما خرجت على أمير المؤمنين عليّ عليه السلام.

(1) راجع المصادر المتقدّمة في ردّ الشمس ليوشع عليه السلام.
(2) المستدرك / الحاكم 3: 139 ـ 140.
(3) سورة التوبة: 9 / 12.
(4) قرب الاسناد / السيد الحميري: 96/ 327 ـ مؤسسة آل البيت عليهم السلام ـ قم، تفسير العياشي 2: 219 / 1790.
(5) راجع : إكمال الدين : 27: و 154، إثبات الوصية / المسعودي: 52، بحار الأنوار 13: 366 / 8 و 369 / 15.



(94)

     و إذا كانت بنت شعيب الخارجة على إمام زمانها صفراء، فإن بنت أبي بكر التي خرجت على إمام زمانها كانت حمراء، فانظر كيف أصبح اللون علامة لهما، وهو وجه من التشابه العجيب بينهما! و هذا من مصاديق قوله صلّى اللّه عليه و آله: « يكون في هذه الاُمة كل ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و حذو القذّة بالقذّة» (1).
5ـ الفتوّة
     كان يوشع فتى موسى عليه السلام، وقد جاء في الذكر العزيز (وَ إذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ)(2) و جاء أيضاً (فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ)(3) قيل: إن المراد به يوشع بن نون وصي موسى عليه السلام، و به وردت الرواية، و قيل: سمّي فتيً لأنه كان يلازمه سفراً وحضراً، أو لأنه كان يخدمه.(4)
     و هكذا كان أمير المؤمنين عليه السلام فتى محمّد المصطفى صلّى اللّه عليه و آله، و قد جاء في الرواية أن جبرئيل نادى يوم اُحد مراراً:
    
لا سيف إلّا ذو الفقا رو لا فتى إلّا علي
     و ذلك حينما قتل علي عليه السلام أصحاب الألوية يوم فرّ الجمع عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فقال جبرئيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: « إنّ هذه للمواساة» ، فقال صلّى اللّه عليه و آله : « و ما يمنعه وهو منّي و أنا منه» فقال جبرئيل: و أنا منكما.(5)

(1) الفقيه 1: 130/ 609.
(2) سورة الكهف : 18/ 60.
(3) سورة الكهف: 18/ 62.
(4) تفسيرالميزان 13: 338.
(5) شرح ابن أبي الحديد 14: 251، تاريخ الطبري 2: 514، الإرشاد / المفيد 1: 87،



(95)
6ـ السبق في العلم
     ورد في الحديث أن موسى عليه السلام أوصى الى يوشع؛ لأنه كان أعلم اُمّته بعده، و أن النبي صلّى اللّه عليه و آله أوصي الى علي عليه السلام لأنه أعلم اُمته بعده.
     فقد روي الطبراني عن سلمان رضي اللّه عنه قال: قلت يا رسول اللّه، لكل نبي وصيّ، فمن وصيك، فسكت عنّي، فلما كان بعدُ رآني، فقال: « يا سلمان» فأسرعت إليه، قلت: لبيك. قال: « تعلم من وصي موسى؟» قلت: نعم ، يوشع ابن نون. قال: « لِم؟» قلت: لأنه كان أعلمهم. قال: « فإن وصيي و موضع سري و خير من أترك بعدي و ينجز عدتي و يقضي ديني علي بن أبي طالب» (1).
     و قد ثبت أن علياً عليه السلام أعلم الأُمّة و أقضاها بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و لم يسبقه أحد في هذا المضمار، وقد قدّمنا ذلك في المبحث الثالث (مظاهر الاصطفاء).
7ـ أتباعه هُم الفرقة الناجية
     ورد في الحديث عن علي عليه السلام: « افترقت اليهود على احدى و سبعين فرقة، سبعون منها في النار و واحدة ناجية في الجنة، و هي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسى عليه السلام ... و تفترق هذه الأمة علي ثلاث و سبعين فرقة، اثنتان و سبعون فرقة في النار و واحدة في الجنة، و هي التي اتبعت وصي محمّد صلّى اللّه عليه و آله و ضرب بيده على صدره» (2).

الأغاني/ أبو الفرج الأصفهاني 15 : 192 ـ دار إحياء التراث العربي، المناقب/ ابن المغازلي: 197 / 234.
(1) المعجم الكبير/ الطبراني 6: 221 / 6063، أمالي الصدوق: 63 / 25.
(2) كتاب سليم: 175/ 39 مؤسسة البعثة ـ طهران ، أمالي الطوسي: 523 / 1159، الاحتجاج / الطبرسي: 263.



(96)
8ـ ليلة الشهادة و أحداثها
     قال الحسن عليه السلام خطيباً في الليلة التي قتل بها أمير المؤمنين عليه السلام، فكان مما قال: « لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون و لا يدركه الآخرون، ولقد توفي في الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم ، و التي توفي فيها يوشع ابن نون..» (1) .
     و من حوادث ليلة الشهادة ما رواه ابو بصير عن أبي عبداللّه عن أبيه الباقر عليهما السلام، قال: « لما كانت الليلة التي قتل فيها علي عليه السلام لم يرفع عن وجه الأرض حجر إلّا وجد تحته دم عبيط حتى طلع الفجر، و كذلك كانت الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون» (2).
     و روي ابن شهاب عن عبدالملك: أنه لم يرفع حجر من بيت المقدس إلّا وجد تحته دم ، و ذلك في الصبيحة التي قُتِل فيها علي عليه السلام(3).
9ـ مدّة بقائه بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله
     روي الشيخ الصدوق بالاسناد عن عبداللّه بن مسعود، قال: قلت للنبي صلّى اللّه عليه و آله: يا رسول اللّه، من يغسّلك إذا متّ؟ قال: « يغسّل كل نبي وصيه» قلت: فمن وصيك يا رسول اللّه؟ قال: « علي بن أبي طالب» قلت: كم يعيش بعدك يا رسول اللّه؟ قال: « ثلاثين سنة، فإن يوشع بن نون وصي موسى عاش بعد موسى ثلاثين سنة ...» (4).

(1) شرح ابن أبي الحديد 13: 225 و 16: 30، البداية و النهاية 7: 333، الذرية الطاهرة: الدولابي: 115 / 124ـ جماعة المدرسين ـ قم ـ 1407 هـ، الكامل في التاريخ 3: 265.
(2) بحار الأنوار 13: 368/ 12 و 42: 302 / 2.
(3) المستدرك / الحاكم 3: 113.
(4) إكمال الدين: 27، بحارالأنوار 13: 367/ 10 و 22: 512 / 12و 32: 280 / 227.



(97)
10ـ عدد الأئمة بعده
     روى الشيخ الصدوق بالاسناد عن الامام الصادق عليه السلام ـ في حديث ـ قال: « استتر الأئمة بعد يوشع بن نون الى زمان داود عليه السلام أربعمائة سنة، و كانوا أحد عشر، و كان قوم كلّ واحد منهم يختلفون إليه في وقته، و يأخذون عنه معالم دينهم حتى انتهى الأمر الى آخرهم، فغاب عنهم، ثم ظهر لهم فبشّر هم بداود عليه السلام، و أخبرهم أن داود عليه السلام و الذي يطهّر الأرض من جالوت و جنوده، ويكون فرجهم في ظهوره» (1).
     و كذلك كان عدد الأئمة بعد أمير المؤمنين عليه السلام أحد عشر إماماً، و قد مارست الاُمّة في شأنهم شتى أنواع التغييب القسري عن ممارسة دورهم القيادي الذي جعله اللّه لهم ، فكان نصيبهم السجن أو القتل أو السمّ، لكن مع ذلك فرضوا مرجيتهم الفكرية حتى علي فقهاء البلاطات في كثير من الحالات المدونة في مصادر الحديث و التاريخ، و تربّى على أيديهم أجبالاً من أصحابهم المتقين الذين كانوا يختلفون إليهم. و يأخذون عنهم معالم دينهم حتى انتهي الأمر الىآخر هم، وهو الإمام الحجة بن الحسن عليه السلام. المنتظر لإقامة دولة الحق و العدل والسلام، و محق أسس الجور والظلم و لباطل، و (لِلّهِ آلْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ آلْمُؤْمِنُونَ)(2).
11ـ مظاهر اُخري من التشابه بينهما عليهما السلام
     جاء في الرواية عن الصادق عليه السلام أن يوشع بن نون اُتي بقوم بعد وفاة موسى عليه السلام، شهدوا أن لا إله إلّا اللّه و لم يقرّوا أن موسى رسول اللّه، فجعلهم في

(1) إكمال الدين: 154 / 17، بحار الأنوار 13: 445 / 10.
(2) سورة الروم: 30/ 4.



(98)
حفيرة و أوقد لهم في حفيرة ثانية، ثم استتابهم مرّة بعد اُخرى ، فلم يتوبوا فقتلهم بالدخان، و هكذا فعل بمثلهم أمير المؤمنين عليه السلام في الكوفة.(1)
     فهذه بعض أوجه التشابه بين يوشع و أمير المؤمنين عليهما السلام، و يستطيع المتتبّع أن يجد المزيد، ولو لم يكن ثمة دليل آخر على الوصية لأمير المؤمنين عليه السلام غير هذه الأوجه التي ذكرناها لكانت كافية في إثبات المراد.
     (إِنَّ فِي ذلِكَ لّذِكْرَي لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى آلسَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ)(2)

(1) راجع متن الرواية مفصلاً في الكافي 4: 181 / 7 ـ باب النوادر ـ كتاب الصيام، وسائل الشيعة 10 : 249 / 13336.
(2) سورة ق: 50 / 37.



(99)
الفصل الثالث:
الوصية في الشعر العربي

     إنّ الشعر العربي يعدّ ديوان العرب و سجّل مآثرهم و أيامهم، و قد دوّن الرعيل الأول من شعراء صدر الإسلام الأحداث الكبرى و الوقائع العظمى التي مرت بها الدعوة الإسلامية منذ تباشير نشأتها الأولى، وعكسوا في أشعارهم مفاهيم الإسلام و مصطلحاته التي ألفوها من خلال صحبتهم للنبي المصطفى صلّى اللّه عليه و آله و سماعهم كلام الوحي على لسانه.
     و كانت الوصية من المفاهيم المهمة التي حظيت بنصيب وافر في ديوان الشعر العربي منذ فجر الرسالة و الى اليوم، و قد تسالم على نقلها أهل العلم و رواة الأخبار على الاتفاق و التواطؤ جيلاً بعد جيل بشكل لا يمكن لأحدٍ إنكاره أو دفعه إلّا مكابرة أو عناداً.
     و قد عبّر ابو العباس المبرّد عن كثرة النصوص الشعرية الواردة في الوصية بقوله: فهذا شيء كانوا يقولونه ويكثرون فيه.(1)
     و ذكر ابن أبي الحديد في معرض شرحه لقول أمير المؤمنين عليه السلام عن أهل البيت عليهم السلام: « و فيهم الوصية و الوراثة» اثنين و عشرين نصاً من الشعر المقول في

(1) الكامل في اللغة و الأدب 2: 151.


(100)
صدر الإسلام، المتضمن كونه عليه السلام وصي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و قد نقلها جميعاً عن كتابين (1) فقط، ثم قال في آخرها: والأشعار التي تتضمن هذه اللفظة كثيرة جداً و لكنّا ذكرنا منها هاهنا بعض ما قيل في هذين الحزبين ، فأما ما عداهما فانه يجلّ عن الحصر، و يعظم عن الإحصاء و العدّ ، و لو لا خوف الملالة و الإضجار لذكرنا من ذلك مايملأ أوراقاً كثيرة. (2)
     و قد اقتصرت في هذا الفصل علي الأشعار التي أنشدها الصحابة دون غيرهم لتكون شواهد تاريخية دامغة، بالغة في الحجة، قاطعة لذرائع المتذرّعين و المؤوّلين، لما تضمّنته من نصوص صريحة في الدلالة على أن الوصية أمرٌ معروف في صدر الإسلام، و أنها تعني الاستخلاف و ولاية الأمر بعد الرسول صلّى اللّه عليه و آله، و قد رتّبت أسماء الشعراء علي حروف الهجاء:
1ـ الأشعث بن قيس الكندي(3)
     مما قيل على لسان الأشعث في صفّين:
أتانا الرسول الوصيّ رسول الوصيِّ وصيِّ النبي عليّ المهذّب من هاشمِ وخيرالبرية من قائمِ


(1) و هما كتاب (وقعة الجمل) لأبي مخنف لوط بن يحيى، و قال فيه ابن أبي الحديد: و أبو مخنف من المحدثين و ممن يرى صحة الامامة بالاختيار، وليس من الشيعة ولا معدوداً من رجالها. و الكتاب الثاني (صفين) لنصر بن مزاحم بن يسار المنقري، قال: و هو من رجال الحديث، شرح ابن أبي الحديد 1: 147.
(2) شرح ابن أبي الحديد 1: 150.
(3) صحابي، أسلم سنة 16هـ، و ارتدّ بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله، و اُخذ أسيراً، ثم أطلقه أبوبكر، و شهد اليرموك، و استعمله عثمان على أذربيجان ، و شهد صفين مع علي عليه السلام، و كان ممن ألزمه بالتحكيم، و توفي سنة 40 هـ، و قيل: 42 هـ. اُسد الغابة 1: 151 / 185.



(101)