وزير النبيّ و ذو صهره و خير البرية في العالمِ(1)
     و مما قيل على لسانه أيضاً:
أتانا الرسول رسول عليّ رسول الوصيِّ وصيِّ النبيّ وزير النبيّ و ذو صهره فسرّ بمقدمه المسلمونا له السبق و الفضل في المؤمنينا و سيف المنية في الظالمينا(2)
2ـ جرير بن عبداللّه البجلي (3)
     قال حينما ورده كتاب علي عليه السلام بعد البيعة:
فصلى الاله على أحمدٍ وصلى على الطهر من بعده علياً عنيت وصيّ النبيّ له الفضل السبق والمكرما رسول المليك تمام النِّعمْ خليفتنا القائم المدّعمْ يجالد عنه غواة الأممْ ت و بيت النبوة لا يُهتَضمْ(4)


(1) وقعة صفّين: 24، شرح ابن أبي الحديد 1: 148، المناقب / لابن شهر آشوب 3: 61.
(2) وقعة صفّين: 23، شرح ابن أبي الحديد 1: 147.
(3) من أعيان الصحابة، سكن الكوفة، وقدم الشام برسالة أمير المؤمنين عليه السلام الى معاوية، والتحق بمعاوية الطليق، وتوفي سنة 54هـ. الاصابة 1: 232 / 1136، سير أعلام النبلاء/ الذهبي 2: 530 / 108 ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ 1405 هـ، معجم رجال الحديث / السيد الخوئي 4: 41 ـ بيروت ـ ط 3ـ 1403 هـ.
(4) الفتوح / أبن اعثم 2: 305، وقعة صفين: 18، مناقب ابن شهر آشوب 3: 63، الفصول المختارة: 218 و 235، و في شرح نهج البلاغة 1: 147 منسوب الى زحر ابن قيس.



(102)

     و كان فيما كتب الى شرحبيل بن السمط الكندي رئيس اليمانية، و كان من أصحاب معاوية:
شرحبيل يا بن السمط لا تتبع الهوى فمالك في الدنيا من الدين من بدلْ
     الى أن يقول:
و ما لعليّ في ابن عفان سقطةٌ وصيّ رسول اللّه من دون أهله بأمرٍ، ولا جلبٌ عليه، ولا قَتَلْ و فارسه الحامي به يُضرَب المَثَلْ(1)
3ـ حجر بن عدي الكندي (2)
     أنشد في يوم الجمل:
يا ربّنا سلّم لنا عليا المؤمن المسترشد المرضيا لا أخطل الرأي ولا غبيا فانه كان له وليا سلّم لنا المهذّب النقيا واجعله هادي اُمةٍ مهديا واحفظه ربّ حفظك النبيا ثمّ ارتضاه بعده وصيا (3)
     و في البيت الأخير دلالة واضحة على أن معنى الوصية الخلافة و لا يمكن

(1) وقعة صفين: 48 ـ 49، شرح ابن أبي الحديد 1: 149.
(2) كان من خيار الصحابة، و يسمّي حجر الخير، و فد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و شهد القادسية، و كان رئيساً قائداً شجاعاً، عابداً زاهداً مستجاب الدعوة، عارفاً باللّه، مطيعاً له، مجاهراً بالحق، مقاوماً للظلم، شهد الجمل و صفين مع أمر المؤمنين عليه السلام، و قتله معاوية الوغد اللئيم صبراً في مرج عذراء مع أصحابٍ له سنة 51 هـ. اُسد الغابة 1: 565 / 1093، أعيان الشيعة / السيد محسن الأمين 7: 302 ـ دار التعارف ـ بيروت ـ 1420هـ، الأعلام / الزركلي 2: 169 ـ دار العلم للملايين ـ بيروت.
(3) وقعة صفين: 381، الفتوح / ابن أعثم 3: 145، شرح ابن أبي الحديد 1: 145.



(103)
صرفه أو تأويله الى معنى آخر.
4ـ حسان بن ثابت الأنصاري (1)
     قال يمدح علياً عليه السلام على لسان الأنصار:
جزي اللّه عنا والجزاء بكفّه سبقت قريشاً بالذي أنت أهله غضبت لنا إذ قام عمروٌ بخطبة حفظت رسول اللّه فينا وعهده ألست أخاه في الهدي و وصيّه أبا حسنٍ عنّا و من كأبي حسن فصدرك مشروح و قلبك ممتحنْ أمات بها التقوي و أحيا بها الإحنْ إليك فمن أولي به منك مَن و مَنْ و أعلم منهم بالكتاب و بالسنن (2)
5ـ خزيمة بن ثابت الأنصاري (3)
     قال في أمير المؤمنين عليه السلام:
فديت علياً إمام الورى وصيّ الرسول و زوج البتول سراج البرية مأوى التقي إمام البرية شمس الضحى (4)
و قال في بيعة أمير المؤمنين عليه السلام:

(1) من أعيان الصحابة، شاعر النبي صلّى اللّه عليه و آله، توفي قبل الأربعين للهجرة، وقيل غير ذلك. راجع: اُسد الغابة 1: 7 / 1153.
(2) الأخبار الموفقيات / الزبير بن بكار: 598 ـ منشورات الشريف الرضي ـ قم ـ 1416هـ، شرح ابن أبي الحديد 6: 35، تاريخ اليعقوبي 2: 128.
(3) صحابي جليل، معروف بذي الشهادتين ، شهد بدراً و المشاهد كلها، و شهد الجمل و صفين مع أمير المؤمنين عليّ عليه السلام و استشهد في صفين سنة 37 هـ. اُسد الغابة 2: 164 / 1446.
(4) أخبار شعراء الشيعة / المرزباني: 42 الطبعة (2) 1413 هـ ـ شركة الكتبي ـ بيروت ، المناقب / لابن شهر آشوب 3: 9.



(104)
إذا نحن بايعنا علياً فحسبنا وصي رسول اللّه من دون أهله أبو حسنٍ مما نخاف من الفتنْ و فارسه قد كان في سالف الزمنْ(1)
     و قال في أبيات يخاطب بها عائشة يوم الجمل:
أعائش خلّي عن عليّ و عيبه وصيّ رسول اللّه من دون أهله بما ليس فيه إنّما أنت والدهْ و أنت على ما كان من ذاك شاهدْ (2)
     و قال في يوم الجمل أيضاً:
يا وصيّ النبي قد أجلتِ الحر و استقامت لك الاُمور سوى الشا ب الأعادي و سارت الأظعانُ م و في الشام يظهر الاذعانُ (3)
6ـ زحر بن قيس بن مالك الجعفي (4)
أضربكم حتى تقرّوا لعلي من زانه اللّه و سماه الوصي خير قريش كلّها بعد النبي ان الولي حافظ ظهر الولي
كما الغوي تابع أمر الغوي (5)


(1) المستدرك / الحاكم 3: 124 / 4595، الفتوح / لابن أعثم 2: 275، شرح ابن أبي الحديد 13: 231.
(2) شرح ابن أبي الحديد 1: 146، و البيت شاهد على مستوى عائشة من الحقّ و الدين.
(3) شرح ابن أبي الحديد 1: 146.
(4) له إدراك، و كان من الفرسان، و كان مع أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، فاذا نظر إليه قال: من سرّه أن ينظر الى الشهيد الحيّ فلينظر الى هذا، و استعمله أمير المؤمنين عليّ عليه السلام على المدائن. الإصابة 1: 576 / 2966.
(5) شرح ابن أبي الحديد 1: 147.



(105)
7ـ زُفَر بن زيد الأسدي (1)
     و قال حينما رأى تنكّب الناس عن وصية النبي صلّى اللّه عليه و آله:
فحوطوا علياً واحفظوه فانه و إن تخذلوه و الحوادث جمّةٌ وصيّ و في الإسلام أول أولُ فليس لكم عن أرضكم متحولُ(2)
8ـ زياد بن لبيد الأنصاري (3)
     قال يوم الجمل و قد شهدها مع علي عليه السلام:
كيف ترى الأنصار في يوم الكلبْ و لا نبالي في الوصيّ من غضبْ هذا عليّ وابن عبد المطلبْ إنا اُناس لا نبالي من عطبْ و إنّما الأنصار جدّ لا لعبْ ننصره اليوم على من قد كذبْ(4)
     يعني : على عائشة و طلحة و الزبير و جندهم الكذّابين الناكثين.
9ـ عبادة بن الصامت الأنصاري (5)
يا للرجال أخّروا علياً عن رتبة كان لها مرضيا


(1) صحابي، كان سيد بني أسد في وقته، و ثبت على إسلامه حين ظهر طليحة و ادّعى النبوة، اُسد الغابة 2: 306 / 1754.
(2) شرح ابن أبي الحديد 13: 232، الفصول المختارة: 218.
(3) صحابي، خرج الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و أقام معه بمكّة، حتى هاجر معه الى المدينة، شهد بدراً و المشاهد كلّها مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و استعمله النبيّ صلّى اللّه عليه و آله على حضرموت. توفّي في أوّل ايام معاوية الوغد اللئيم. اُسد الغابة 2: 325 / 1809.
(4) شرح ابن أبي الحديد 1: 145.
(5) من فضلاء الصحابة، و أحد النقباء الاثني عشر، شهد العقبة الأولى والثانية، و شهد بدراً و اُحداً والمشاهد كلّها مع النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، توفّي سنة 34 بالرملة. اُسد الغابة 3: 158/ 2789.



(106)
اليس كان دونهم وصياً (1)
     وفي الشطر الأخير يحتج الشاعر على الذين أخّروا عليّاً عليه السلام عن رتبته في الخلافة التي ارتضاها له اللّه تعالى و رسوله صلّى اللّه عليه و آله، بكونه وصياً من دونهم، و الوصية تقتضي التقديم؛ لأنها لا تعني شيئاً غير الخلافة.
10ـ عبدالرحمن بن حنبل (2)
لعمري لئن بايعتم ذا حفيظة أبا حسن فارضوا به و تمسّكوا عليّاً وصي المصطفى و وزيره علي الدين معروف العفاف موفّقا فليس لمن فيه يري العيب منطقا و أول من صلّى لذي العرش و اتّقى(3)
11ـ عبداللّه بن أبي سفيان الهاشمي (4)
     قال في جواب الوليد بن عقبة بن أبي مُعيط:
و كان ولي الأمر بعد محمدٍ عليٌّ و في كل المواطن صاحبه


(1) المسلك في أصول الدين / المحقق الحلي: 197 ـ استانه قدس ـ ط 1 ت 1414 هـ، المجموع الرائق / هبة اللّه الموسوي 2 : 51 ـ ط 1 طهران ـ 1417 ، بيت الأحزان / عباس القمّي: 68 ـ دار الحكمة ـ قم ـ ط 1 ـ 1412هـ.
(2) صحابي، شاعر، أصله من اليمن، و مولده بمكّة ، شهد وقعة أجنادين، شهد مع أمير المؤمنين عليّ عليه السلام الجمل و صفّين، و استُشهد في صفّين سنة 37 هـ، الإصابة 2: 395/ 5107، الأعلام / الزركلي 3: 305.
(3) الفصول المختارة: 218، الفتوح / لابن أعثم 2: 277، كفاية الطالب: 127 باب 25، شرح ابن أبي الحديد 1: 143.
(4) هو عبداللّه بن أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب بن هاشم، أبوالهياج، ذكره البغوي في الصحابة، و قال الواقدي في مقتل الإمام الحسين عليه السلام: إن أبا الهياج قتل معه عليه السلام، و كان شاعراً مجيداً ، و قد ور د مع أمير المؤمنين عليّ عليه السلام الى المدائن. اُسد الغابة 3: 267 / 2980، الاصابة 3: 320.



(107)
وصي رسول اللّه حقاً و صنوه و أول من صلّي و من لان جانبه(1)
     و له أيضاً و لعلّه من نفس القصيدة:
و منّا علي ذاك صاحب خيبرٍ وصيّ النبي المصطفى و ابن عمّه و صاحب بدرٍ يوم سالت كتائبه فمن ذا يدانيه و من ذا يقاربه(2)
12ـ عبداللّه بن بديل بن ورقاء الخزاعي (3)
     قال في يوم الجمل:
يا قوم للخطّة العظمي التي حدثت الفاصل الحُكم بالتقوى إذا ضربت حرب الوصي و ما للحرب من آسي تلك القبائل أخماساً لأسداسِ(4)
13ـ عبداللّه بن عباس بن عبدالمطلب
     قال في صفّين يصف أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام:
وصيّ رسول اللّه من دون أهله فدونكه إن كنت تبغي مهاجراً وفارسه إن قيل هل من منازل أشمُّ كنصل السيف غير حلاحل(5)


(1) الفصول المختارة: 217 و 235، شرح ابن أبي الحديد 13: 231، و في كفاية الطالب: 127 و مناقب ابن شهر آشوب 3: 64 نُسِب البيتان الى الفضل بن العباس.
(2) شرح ابن أبي الحديد 1: 143.
(3) صحابي جليل، و كان سيد قومه، أسلم قبل الفتح، و شهد الفتح و حنيناً و الطائف و تبوك مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و صحب أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام فكان من أفاضل أصحابه و أعيانهم، شهد الجمل معه عليه السلام، و قُتل مع أخيه عبدالرحمن في صفّين سنة 37 هـ. اُسد الغابة 3: 184 ، 2832.
(4) شرح ابن أبي الحديد 1: 146.
(5) شرح ابن أبي الحديد 1: 150، وقعة صفين: 416 من قصيدة طويلة منسوبة



(108)
14ـ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه و سلامه عليه
     أنشد عليه السلام في صفين جواباً لعمرو بن العاص و معاوية من قصيدة طويلة جاء فيها:
يا عجباً لقد سمعت منكراً يسترقّ السمع و يغشي البصرا أن يقرنوا وصيّه والأبترا كذباً علي اللّه يشيب الشعرا ما كان يرضي أحمدٌ لو خُبّرا شاني الرسول واللعين الأخزرا(1)
15ـ عمرو بن العاص السهمي
     من قصيدة له طويلة كتبها الى معاوية حينما امتنع عن إرسال خراج مصر:
معاوية الحال لا تجهل فبي حاربوا سيد الأوصياء و عن سبل الحقّ لا تعدلِ بقولي دمٌ طُلّ من نعثلِ(2)
16ـ قيس بن سعد بن عبادة: (3)
     أنشد في الكوفة لمّا نزل الإمام الحسن عليه السلام و عمار رضي اللّه عنه يستحثّان أهل الكوفة على نصرة أمير المؤمنين عليه السلام في حرب الجمل:
رضينا بقَسم اللّه إذكان قَسمنا علياً و أبناء الرسول محمّدِ


الى الفضل بن العباس.
(1) الفتوح / ابن أعثم 3: 133، وقعة صفين: 43، شرح ابن أبي الحديد 1: 148 و 2: 69.
(2) الغدير 2: 173 عن عدّة مصادر.
(3) صحابي جليل، كان سيد الأنصار غير مدافع ، و يحمل رايتهم في مغازي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و صحب أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام في خلافته فولّاه مصر سنة 36 ـ 37، وشاركه في حروبه، و توفي سنة 60 هـ بعد أن صحب الإمام الحسن عليه السلام. اُسد الغابة 4: 450 / 4348، اعلام الزركلي 5: 206.



(109)
و قلنا لهم أهلاً و سهلاً و مرحباً أتاكم سليلُ المصطفى و وصيُّه نمدّ يدينا من هَوَىً و تودّد و أنتم بحمد اللّه عارٍ عن الهَدِّ (1)
17ـ المغيرة بن الحارث بن عبدالمطلب (2)
يا عصبة الموت صبراً لا يهولكم فيكم وصيّ رسول اللّه قائدكم جيش ابن حربٍ فإنّ الحقّ قد ظهرا و صهره و كتاب اللّه قد نشرا(3)
18ـ المنذر بن أبي حميصة الوادعي (4)
     قال في قصيدة أنشدها أمير المؤمنين عليه السلام:
ليس منّا من لم يكن لك في اللّــ ـــه وليّاً يا ذالولا و الوصيّهْ (5)
19ـ النعمان بن عجلان الأنصاري (6)
     قال في أمر السقيفة رادّاً على عمرو بن العاص:
و كان هواناً في عليّ و إنّه فذاك بعون اللّه يدعو الى الهدى وصيّ النبي المصطفى وابن عمّه لأهلٌ لها يا عمرو من حيث لاتدري وينهي عن الفحشاء و النكر و قاتل فرسان الضلالة والكفرِ(7)


(1) الجمل / المفيد : 246 ـ 247، الغدير 2: 126 ـ 127 و الهدّ: الجبان.
(2) صحابي جليل، ابن عمّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، اُسد الغابة 5: 259، الإصابة 3: 452.
(3) وقعة صفين: 385 ، شرح ابن أبي الحديد 1: 149.
(4) صحابي ، أدرك النبي صلّى اللّه عليه و آله، و هو أول من جعل سهم البراذين دون سهم العراب، فبلغ عمر فاعجبه، و شهد صفين مع علي عليه السلام. الإصابة 3: 503 / 8465.
(5) وقعة صفين: 436، شرح ابن أبي الحديد 8: 77.
(6) صحابي جليل، كان شاعر الأنصار و أحد ساداتهم، اُسد الغابة 5: 349 / 5247، الإصابة 3: 562 / 8746.
(7) الأخبار الموفقيات: 593، شرح ابن أبي الحديد 6: 31.



(110)

     و أنشد في صفين:
كيف التفرّق والوصيّ إمامنا و ذروا معاوية الغوي وتابعوا لا كيف إلّا حيرة و تخاذلا دين الوصيّ لتحمدوه آجلا(1)
20ـ أبو الهيثم بن التيّهان (2)
     قال حين مسير أمير المؤمنين عليه السلام لحرب البصرة:
يا وصيّ النبيّ نحن من الحقّ ليس منّا من لم يكن لك في اللّــ علي مثل بهجةٍ الإصباحِ ـــه وليّاً على الهدى والفلاحِ(3)

     و أنشد في الجمل قصيدة منها:
قل للزبير و قل لطلحةَ إنّنا إنّ الوصيّ إمامنا و ولينا نحن الذين شعارنا الأنصارُ برح الخفاء وباحت الأسرارُ (4)

     فهذه عشرون شهادة على الوصية من عمق تاريخ الإسلام، و كلّها على لسان الصحابة، وقد رأينا في جملة منها ربط مفهوم الوصية بالخلافة و الإمامة و ولاية الأمر بعد الرسول صلّى اللّه عليه و آله، بلا فصل، ولا يمكن اتهامهم بقلّة الفهم أو

(1) وقعة صفين: 365، شرح ابن أبي الحديد 1: 149.
(2) و هو مالك بن التيهان الأنصاري الأوسي، صحابي جليل، كان يقول بالتوحيد في الجاهلية، وأحد النقباء الاثني عشر، شهد بدراً و اُحداً و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، وكان شاعراً مجيداً، شهد صفين مع أمير المؤمنين عليّ صلّى اللّه عليه و آله، و استشهد هو و أخوه عبيد فيها سنة 37 هـ. صفة الصفوة / ابن الجوزي 1: 212 / 34ـ دار المعرفة ـ بيروت ـ 1420 هـ، اُسدالغابة 5: 15 و 6 : 341 ، المحبّر / ابن حبيب : 268 ـ دار الآفاق الجديدة ـ بيروت ، الاستيعاب 3: 369.
(3) الأمالي / المفيد: 155 ـ دار المفيد ـ بيروت ـ 1414 هـ.
(4) الفتوح / ابن أعثم 2: 307، شرح ابن أبي الحديد 1: 143.



(111)