لا تربط الجرباء حـول صحيحــة | * | خوفــي على تلك الصحيحة تجـرب |
صاحب أخا ثقة تحظـى بصحبتــه | * | فالطبع مكتسب من كــل مصحـوب | كالريــح آخذة مما تمـر بــــه | * | نتناً مــن النت أو طيباً من الطيـب |
إن السفور من النسـاء وسيلــة | * | لتعارف الفتيــان والفتيـــات |
وبه تباريــح الغرام تثور مـن | * | وهج الصدور بلاعج الزفــرات |
حتى إذا تمـت مراتبه ومـــا | * | قــد عدهـا شوقي(1) من الحالات |
هجم الفجور على الصيانة والحيـا | * | ورمى العفاف بأسهم الشهـــوات |
ما في الرجال على النساء مؤمن | * | كــم من ثقاة فتكـــوا ببنات |
فتحجبي بنت العفاف ترفعـــا | * | عــن أعين الفساق في النظرات |
إن الحجاب وقاية الأعراض من | * | سفـــه السفور وذلـة اللذات |
قل لمـــن بعــد حجــاب | * | أبهذا يأمـــر الغيد الشــرف |
أسفور والحيـــا يحظـــره | * | وتقـــى الله وآداب السلــف |
ليســت المــــرأة إلا درة | * | أيكــون الدر إلا في الصــدف |
سيري لمجدك تحـت ظل عفــاف | * | وتجملى بمطـــارف الألطــاف |
ودعي التبــرج والسفور ففيهمــا | * | ســرالسقوط ومنتهى الإسفـــاف |
ليس التبـــرج للفتاة بزينـــة | * | تسمو بــــه لمراتب الأشـراف |
لكنما هو دعـوة مــن جاهـــل | * | متجاهـــر بالمكر والإرجـــاف |
يبغي الوصول إلى منـــاه بـخدعة | * | مستورة بمظـــاهر الإنصـــاف |
لو كنت تدرين المراد لخفـت مــن | * | عقبى الخــداع وغائـل الإجحـاف |
فتحذري سـوء النهايـــة واتقـى | * | لهب اللظـى بتحجــب وعفــاف |
ما الدر وهو مجرد عـن حــرزه | * | بمقدار كالــدر فــي الأصـداف |
وتصان بالستــر الثمار وتغتـدى | * | ببروزها في معـــرض الإتلاف |
ولذا يقول الديـــن لا تتبرجـي | * | للأجنبـــي وحققــي أهـدافي |
كي تسعدي بهدايتـــي وتحققي | * | هدف السمـــو بأمثل الأوصاف |
يا ابنتي إن أردت آيــة حســن | * | وجمالا يزيـــن جسماً وعقــلا |
فانبذي عــادة التبــرج نبـذاً | * | فجمال النفـــوس أسمى وأعلـى |
زينة الوجه أن ترى العين فيــه | * | شرفـــا يسحر العيون ونبــلا |
واجعلي شيمة الحياء خمـــارا | * | فهــو بالغادة الكريمـة أولــى |
والبسي من عفاف نفسك ثوبــا | * | كــل ثوب سواه يفنى ويبلــى |
رأيت النساء بعينــي الخيــال | * | وأبصرتهـــن بعيـن النظــر |
فكن محاســن هــذا الوجـود | * | يطالعنـــه بأحــب الصـور |
إليهن مهــوى قلوب الـورى | * | وعنهـــن يصدر كل البشــر |
بهن الهدى ولهــن الهــوى | * | وهـــن الأمان وهــن الخطر |
حسب المـــرأة قـوم آفـــة | * | من يدانيهـا مـــن النـاس هلك |
وراهـــا غيرهــــم أمنيةً | * | ملك النعمـــة منها مــن ملك |
إنما المرأة مـــرآة بهــــا | * | كـــل ما تنظره منك ولـــك |
فهي شيطــان إذا أفسـدتهــا | * | وإذا أصلحتهـــا فهـي ملــك |
اسفري فالحجاب يـــا ابنة فهـر | * | هـــو داء فـي الاجتماع وخيـم |
كل شيء إلى التجــدد مــاضٍ | * | فلمـــاذا يُقــر هذا القـديــم |
اسفري فالسفــور للنــاس صبح | * | زاهــر والحجــاب ليــل بهيم |
أكريمة الزوراء لا يذهـــب بـك | * | هذا الخـــداع ببيئــة الـزوراء |
لا يخدعنك شاعـــر بخيالـــه | * | إن الخيال مطيــــة الشعــراء |
حصروا علاجك في السفور وما دروا | * | أن الـــذي وصفوه عيــن الداء |
أو لم يروا أن الفتــاة بطبعهــا | * | كالمـــاء لم يُحفظ بغيــر إنـاء |
مـن يكفل الفتيات بعـــد بروزها | * | ممــا يجيش بخاطر العـــذراء ؟ |
ومـــن الذي ينهى الشبيبة رادعا | * | عـــن خدع كل خربدة حسنـاء ؟ |
ليس الحجاب بمانــع تهذيبهــا | * | فالعلـــم لم يُرفع على الأزيــاء |
أو لم يسع تعليمهن بـــدون أن | * | يملأن بالأعطـاف عيــن الرائي ؟ |
أرادوا لهــن حيـــاة السفــور | * | وتلك لعمـــري طريق الفجــور |
وكيف يصان عفـــاف الفتــاة | * | وفي كـــل يوم خليل يــزور ؟ |
هل الغيـــد إلا بدور بنـــى | * | لهــن العفاف بــروج الخـدور |
فأين التجـدد مـــن مـــدع | يرى الحزم في نبذهـــن الستـور |