ولا يقيم على ضيم يراد بــه | * | إلا الأذلال عيُر الحي والوتدُ |
هذا على الخسف مربوط برمته | * | وذا يشج فلا يرثي له أحـدُ |
طبعت على كدر وأنت تريدها | * | صفوا من الاقذاء والاقذار |
ومكلف الايـام ضد طـباعها | * | متطلب في الماء جذوة نار |
لا يدفع الحزن ما يجري به القدر | * | ولا يصونك من سلطانه الحذر |
عمت حوادثه الآفاق وانتشـرت | * | فكل حي لما يمضيه مــنتظر |
فلا الغني بما يحــويه مـنتفع | * | ولا القوي على الايام مقتــدر |
ولا النسيب تذود الموت نـسبته | * | للماجدين ولا يثنيه مفتـخــر |
ولا العليم يصد العلم نكبتـــه | * | بالحادثات اذا حلت بـه الغـير |
وكل مجد سوى مجد العلى كذب | * | وكل جاه سوى جاه السما صور |
وكل فعل سوى فعل التقى عبث | * | وكل قول سوى قول الهدى هذر |
وكل حي وإن طالت سلامــته | * | فسائق الموت لا يبقي ولا يـذر |
فينطوي الناس لا الاولاد تحفظهم | * | من الفناء ولا اموالهم تفر (1) |
كذلك المرء أمـال تبــــددها | * | يد المــنية أشلاء فينــدثر |
إلا التقي الذي أضـحى بفـطنته | * | من الشريعة يستوحي ويـعتبر |
فهو المـقيم ولا تفـنى مــآثره | * | مهما تعاقبت الاجيال والعصـر |
نحن أناس نوالنا خضل | * | يرتع فيه الرجاء والامـــل |
تجود قبل السؤال انفسنا | * | حرصا على ماء وجه من يسل |
إن السخاء على العباد فريضة | * | لله تقرأُ في كتاب مـحكم |
وعد العباد الاسخياء جنــانه | * | وأعد للبخلاء نار جهنـم |
من كان لا تندى يـداه بنـائل | * | للراغبين فليس ذاك بمسلم |
لم يخب الان من رجاك ومن | * | حرك من دون بابك الحلقة |
أنت جــواد وأنت معتمـد | * | أبوك قد كان قاتل الفسـقة |
لولا الذي كان من أوائلكم | * | أمست علينا الجحيم منطبقة |
خـــذها فـإنـي إليـك معتذر | * | واعلم بأني عليك ذو شفقة |
لو كان في سيرنا (1) الغداة عصا | * | كانت سمانا عليك منـدفقة |
لكن ريب الزمـان ذو غـــير | * | والكف مني قليلة النفــقة |
والعصر إن المرء في خســران | * | وشقاوة ومـذلة وهــوان |
إلا الألى عـرفوا الإله وطبـقوا | * | نهج الهدى وشريعة الـقرآن |
وغداً يوصي بعضهم بعضا هنـا | * | بالحق والصبر الجميل الباني |