بعثتك الطاف السماء رســـولا | * | لتشيد مجــتمعا وتبني جـيلا |
فاغرس بـذور الدين في افـكاره | * | لينال من توجيهه المــأمـولا |
الدين مدرسة الهـدى فبـــغيره | * | لا يستطيع الى الصلاح وصولا |
والعلم لا يجدي بغير عــقيـدة | * | كالنور لا يجدي الضرير فتيـلا |
كم ذا ترقى الغرب في إبــداعه | * | صور الفنون وكم تخطى مـيلا |
لكنه طرح العقـيدة فاغـــتدى | * | سيفا على رأس الهدى مـسلولا |
ان التقدم في العلوم تــــأخر | * | ان لم يهذب انفسـا وعــقولا |
لا يبعث الانوار سلـك ثقــافة | * | ما لم يكن بسنا الهدى موصـولا |
فاقرن بدرس العلم درس عقيـدة | * | عصماء واكشف سرها المجهولا |
ليسير جيلك للأمام مهــــذبا | * | بهدى السماء ويحـذر التضـليلا |
لا زلت للأجيال خـير مــثقف | * | تسدي بتهذيب النفوس جــميلا |
قد كنت قبل الدين سبعا ضاريا | * | يخشاك حتى الأهل والولدان |
فإذا أتاك الليل كان مطـــية | * | يسطو عليها السلب والعدوان |
وإذا أتتك البنت فهي جريـمـة | * | تخفي معالم قبـحها التربان |
وإذا اردت عبادة ترضي بــها | * | رب الهوى فالقـبلة الاوثان |
وكذا بقيت تعيش جهلا مرديـا | * | حتى أتاك بنهجه الــقرآن |
فطرحت شركا واعتنقت شريعة | * | سمحاء ابدع خطها الرحمن |
فإذا الجزيرة روضة فـواحـة | * | بالخير ينشر عطره الإحسان |
وإذا النفوس تطلع وتشـــوق | * | للحق ينشر نوره الإيــمان |
والفضل للاتـقى وإن لم يـعله | * | نسب رفيع الشأن أو تـيجان |
تبت يدا عم النبي وقد غـــدا | * | من آل بيت محمد ســلمان |
لم ادر أين رجال المسلمين مضـوا | * | وكيف صار يزيد بيـنهم مــلكا |
لئن جرت لفظة التوحيد في فمــه | * | فسيفه بسوى التوحيد ما فتـــكا |
قد اصبح الدين منه يشتكي سقــما | * | وما الى أحد غير الحسين شــكا |
فما رأى السبط للـدين الحنيف شفا | * | الا اذا دمه في كربلاء ســـفكا |
بقتله فاح للإسلام نشـر هـــدى | * | فكلما ذكرته المســلمون ذكــا |
نفسي الفداء لفاد شرع والــــده | * | بنفسه وبـأهله ومـا مــــلكا |
إن الجهاد فريضة قدســية | * | بسياجها يتحـصن الإسلام |
لولاه ما قامت شريعة أحمد | * | وغدت ترف بأفقها الاعلام |
هو في السلام سماحة وتعاطف | * | ولدى المعارك موقف وحسام |
وكلاهما شـرع تألق نــوره | * | ليزول من أفق الحياة ظـلام |