وقال لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة .
وجمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا وفاطمة والحسن والحسين فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي [ ب ، ر : وحامتي ] فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة .
[ قال . أ ، ر ] [ و . ب ] شرى علي نفسه لبس ثوب النبي ثم أتى مكانه فجعل المشركون يرمونه كما [ كانوا . ب ، ر ] يرمون رسول الله [ ر : النبي . صلى الله عليه وآله وسلم . ب ] وهم يحسبونه [ ر : يحسبوه ] النبي [ ص . ب ] قال : فجعل يتضور وجعلوا يستنكرون ذلك منه ، وجاء أبو بكر فقال : يا رسول الله ـ وهو يحسبه أنه نبي الله ـ فقال علي : إن رسول الله [ أ ، ب : الرسول ] قد ذهب نحو بئر ميمون ، فأدركه فاتبعه ودخل معه الغار فلما أصبح كشف عن رأسه قالوا : انك للئيم ( ظ ) قد كنا نرمي صاحبك فلا يتضور قد استنكرنا ذلك منك .
قال : وخرج الناس في غزوة تبوك فقال علي : أخرج معك ؟ قال : لا . فبكى فقال [ أ : قال ] : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي .
قال : وسد أبواب المسجد غير باب علي فكان [ ر ، أ : لكان ] يدخله وهو جنب وهو طريقه ليس له طريق غيره .
قال : وأخذ بيد علي فقال : من كنت وليه [ ر : مولاه ] فهذا وليه [ وقال . ر ] اللهم وال من والاه وعاد من عاداه [ وانصر من نصره واخذل من خذله . ب ] .
وقال ابن عباس رضي الله عنه : وأخبرنا الله في القرآن أنه قد رضي عن أصحاب الشجرة فهل حدثنا بعد أنه [ قد . أ ، ب ] سخط عليهم . قال : وقال عمر : يا رسول الله دعني اضرب عنقه ـ يعني : حاطبا ـ فقال [ ر : قال ] وما يدريك [ لعل الله ] قد اطلع [ فقال ] : إعملوا ما شئتم ـ يعني أهل بدر ـ .
لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما 25
559 ـ 3 ـ قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري قال : حدثنا محمد ـ يعني ابن الحسين بن عمر أبو لؤلؤة ! ـ :
( 422 )
عن محمد بن عبد الله بن مهران قال : أردت زيارة أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام [ مع أبي عبد الله عليه السلام فلما صرنا في الطريق ] ( 1 ) إذا شيخ قد عارضني عليه ثياب حسان فقال [ أ ، ب ، ر : فروى ] لي لم [ لم ] يقاتل [ أمير المؤمنين عليه السلام . خ ] فلانا وفلانا ؟ فقال له أبو عبد الله : لمكان ءاية من كتاب الله . قال له وماهي ؟ قال قوله : ( لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما ) كان أمير المؤمنين قد علم أن في أصلاب المنافقين قوما من المؤمنين فعند ذلك لم يقتلهم ولم يستسبهم ( 2 ) . قال : ثم التفت فلم أر أحدا .
محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا 29
____________
559 . في الرواية من التشويش مالا يخفى . وقد أخرج بما في معناه الشيخ الصدوق بأسانيد .
عن جعفر بن محمد بن مسرور عن حسن بن محمد بن عامر عن عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عمن ذكره عن ابي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم يقاتل فلانا وفلانا ؟ قال : لآية في كتاب الله عزوجل ( لو تزيلوا لعذبنا . . . ) قلت : وما يعنى بتزايلهم ؟ قال : ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين ، وكذلك القائم عليه السلام لن يظهر أبدا حتى تخرج ودائع الله عزوجل فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله فقتلهم .
وعن المظفر بن جعفر عن جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه عن علي بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن إبراهيم الكرخي قال : قلت : لابي عبد الله . . . مثل الاول تقريبا . كمال الدين 2 / 461 .
وعن المظفر عن جعفر عن أبيه عن جبرئيل بن أحمد عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمان عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال في قول الله عزوجل ( لو تزيلوا . . ) لو أخرج الله ما في أصلاب المؤمنين من الكافرين وما في أصلاب الكافرين من المؤمنين لعذب الذين كفروا .
وفي التفسير المنسوب إلى القمي : ثنا احمد بن علي عن حسين بن عبد الله السعدي عن حسن بن موسى الخشاب عن عبد الله بن الحسن عن بعض أصحابه عن فلان الكرخي قال : قال رجل لابي عبد الله . . ( مثل الاول تقريبا ) .
محمد بن الحسين تقدم فيما سبق باسم محمد بن الحسين بن سعيد الصائغ فتأمل .
محمد بن عبد الله بن مهران الكرخي أبو جعفر غال كذاب فاسد المذهب والحديث ، مشهور بذلك ، له كتب . قاله النجاشي .
1 . كذا في خ . وفي الباقي بدله : فلما صرت حال زائرك .
2 . كذا في خ وفي ب : ولا يستسبيهم . أ : ذلك يقتلهم ولا يستسبهم . ونحوه في ر .
( 423 )
560 ـ 5 ـ قال : حدثني سعيد بن الحسن بن مالك قال حدثنا بكار عن الحسن بن الحسين قال : حدثنا منصور بن مهاجر عن سعاد [ ر : سعد ] :
عن أبي جعفر عليه السلام انه سئل عن هذه الآية : ( محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ) قال : [ ر : فقال ] مثل أجراه الله في شيعتنا كما يجري لهم في الاصلاب ثم يزرعهم في الارحام ويخرجهم للغاية التي أخذ عليهم ميثاقهم في الخلق ، فمنهم أتقياء [ و . ر ] شهداء ، ومنهم الممتحنة قلوبهم ، ومنهم العلماء ، ومنهم النجباء ومنهم النجداء ( 1 ) ومنهم أهل التقى ، ومنهم أهل التقوى ومنهم أهل التسليم ، فازوا بهذه الاشياء سبقت لهم من الله وفضلوا ( 2 ) بما فضلوا ، وجرت للناس بعدهم في المواثيق حالهم أسماؤهم حد المستضعفين وحد المرجون لامر الله حدا [ إما يعذبهم ] وإما أن يتوب عليهم ( 3 ) ، وحد عسى أن يتوب عليهم ، وحد لابثين فيها [ أبدا وحد لابثين فيها . أ ، ب ] أحقابا ، وحد خالدين فيها مادامت السماوات والارض ، ثم حد الاستثناء من الله من الفريقين منازل ( 4 ) الناس في الخير والشر ، خلقان من خلق الله فيهما المشية فمن شاء ( 5 ) من خلقه في قسمه ما قسم له تحويل عن حال زيادة في الارزاق أو نقص منها أو تقصير في الآجال ، وزيادة فيها أو نزول البلاء أو دفعه ، ثم اسكن الابدان على ما شاء من ذلك فجعل منه شعرا في القلوب ثابتا لاهله ( 6 ) ومنه عواري من القلوب والصدور إلى أجل له وقت فإذا بلغ وقتهم انتزع ذلك منهم ، فمن ألهمه الله الخير وأسكنه في قلبه بلغ منه غايته ( 7 ) التي أخذ عليها ميثاقه في الخلق الاول .
____________
560 . منصور بن مهاجر لم أعثر له على ترجمة وفي التهذيب : سعاد بن سليمان الجعفي الكوفي روى عن السبيعي وجابر الجعفي وغيرهما قال أبو حاتم : كامن عتق الشيعة وليس بقوي في الحديث وذكره ابن حبان في الثقات . وعده الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام فلعله هو .
1 . ر : النجد .
2 . ب ، ر : وفضلوا الناس بما فضلوا .
3 . الآية 102 / التوبة : وآخرون مرجون لامر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم .
4 . أ ، ب : القريتين ينازل . ب : يتازك . أ ( خ ل ) : القرينين . خ تبارك .
5 . ر : المشقة فمن ساء .
6 . ر : مشعرا في القلوب ثابة لامله .
7 . ر ، أ : غاية .
( 424 )
( 425 )
( ومن سورة الحجرات )

أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى 3
561 ـ 10 ـ قال : حدثني علي بن حمدون قال : حدثنا عيسى ـ يعني ابن مهران ـ قال : حدثنا فرج قال : حدثنا مسعدة قال : حدثنا أبان بن أبي عياش :
عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [ أتى . أ ] ذات يوم ويده في يد [ أمير المؤمنين . ر ] علي بن أبي طالب عليه السلام ولقيه رجل إذ قال له : يا فلان لا تسبوا عليا فانه من سبه فقد سبني ومن سبني سبه [ ب : فقد سب ] الله ، والله يا فلان انه لا يؤمن بما يكون من علي وولد علي في آخر الزمان إلا ملك مقرب أو [ نبي مرسل أو . ب ] عبد قد امتحن الله قلبه للايمان ، يا فلان انه سيصيب ولد عبد المطلب بلاء شديد وأثرة وقتل وتشر يد فالله الله يا فلان في أصحابي وذريتي وذمتي فان لله يوم ينتصف فيه للمظلوم من الظالم .
إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون 4
562 ـ 8 ـ قال : حدثني علي بن محمد الزهري قال : حدثنا عبد الله بن محمد
____________
561 . في أ ، ب : فرات قال حدثني . . انه والله يا فلان لا يؤمن . . .
562 . علي بن الحسن أبو الحسن كان فقيها ثقة في حديثه وكان من وجوه الواقفة وشيوخهم . قاله النجاشي . محمد بن أبي حمزة قال حمدويه بن نصير عنه وعن أخويه وأبيه : كلهم ثقات فاضلون . على ما نقله الكشي .
داود قال عنه النجاشي : كوفي ثقة .
وفي ر : تقديم لبيت علي على بيت النبي في آخر الحديث .
( 426 )
قال : حدثنا علي بن الحسن الطاطري الجرمي عن محمد بن أبي حمزة عن داود بن سرحان :
عن أبي عبد الله عليه السلام [ في . ر ] قوله تعالى : ( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ) عنى بذلك كسر بيوت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبيت علي بن أبي طالب عليه السلام ، وذلك أن الناس كانوا يأتون من الامصار فيقولون : بيت من هذا ؟ فيقولون : بيت النبي [ صلى الله عليه وآله . ر ، ب ] ويقولون [ بيت من هذا ؟ فيقولون . ر ] بيت [ أمير المؤمنين . ر ] علي بن أبي طالب عليه السلام .
يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين 6
563 ـ قال : حدثنا محمد [ ب : أحمد ] بن أحمد [ بن على . أ ، ب ] قال : حدثنا محمد بن عمار البربري أبو أحمد قال : حدثنا محمد بن يحيى ـ ولقب ابنه [ ب : أبيه ] داهر ـ الرازي ، قال : حدثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الاعمش عن موسى بن المسيب عن سالم بن [ أبي ] الجعد :
____________
563 . أخرجه الطبراني في الاوسط وابن مردويه بعين هذه الالفاظ ، الاول إلى قولهم لقد كذب الوليد . وبعده قال : وأنزل الله في الوليد . . ( الآية ) . والثاني إلى قولهم كان بيننا وبينهم . وبعده : فأنزل الله في الوليد الآية . محمد بن يحيى الرازي اضطرب أصحاب الفن في ضبطه فانظر عبد الله بن داهر بن يحيى بن داهر الرازي ابو سليمان الاحمري وعبد الله بن محمد بن يحيى بن داهر الرازي وداهر بن عبد الله الكوفي وداهر بن يحيى الكوفي من لسان الميزان وغيره . وفي الامالي لابن الشجري العلوي : عن سجاده عن عبد الله بن داهر الرازي [ ظ ] عن عبد الله عن الاعمش ط 1 ص 156 . وقال الخطيب : داهر لقب أبيه محمد . وضعف البعض عبد الله لما روى في الفضائل وقال فيه صالح بن محمد : انه شيخ صدوق . وقال النجاشي : عبد الله بن داهر بن يحيى الاحمري ضعيف له كتاب .
عبد الله بن عبد القدوس التميمي ضعفه عامة أعلام السنة لانه رافضي وان عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت و . . . وقال البخاري : صدوق إلا أنه يروي عن الضعفاء . وقال محمد بن عيسى : انه ثقة . وذكره ابن حبان في الثقات وقال : ربما أغرب . التهذيب .
موسى بن المسيب أبو جعفر الكوفي وثقه جماعة وضعفه الازدي كما في التهذيب .
سالم بن أبي الجعد الاشجعي وثقه اغلب اعلام السنة وقال النجاشي : المعروفون من آل الاشجع ثقات كلهم . وعده البرقي في خواص أصحاب أمير المؤمنين توفي سنة 100 تقريبا .
( 427 )
عن جابر بن عبد الله الانصاري رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني وليعة قال : وكانت بينه وبينهم شحناء في الجاهلية قال : فلما بلغ إلى بني وليعة استقبلوه لينظروا ما في نفسه قال : فخشي القوم فرجع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : [ يا رسول الله . ر ] إن بني وليعة أرادوا قتلي ومنعوا لي [ ب : إلي ] الصدقة فلما بلغ بني وليعة الذي قال لهم الوليد بن عقبة عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا : يا رسول الله لقد كذب الوليد ولكن [ كان . ر ] بيننا وبينه شحناء في الجاهلية فخشينا أن يعاقبنا بالذي بيننا وبينه . قال : فقال النبي [ أ ، ب : رسول الله ] : لتنتهن يا بني وليعة أو لابعثن إليكم [ ر : لكم ] رجلا عندي كنفسي يقتل مقاتليكم ويسبي ذراريكم هو هذا حيث ترون ـ ثم ضرب بيده على كتف [ أمير المؤمنين . ر ] علي [ بن أبي طالب عليه السلام . ر ] وأنزل الله في الوليد آية ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) .
ولكن الله حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون * فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم 7 و 8
564 ـ 1 ـ قال : حدثنا أبو القاسم الحسني [ أ : الحسيني ] قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدثنا جعفر بن محمد الفزاري قال : حدثنا محمد بن الحسين ـ يعني الصائغ ـ قال : حدثنا أيوب عن ابراهيم بن أبي البلاد :
عن سدير الصيرفي قال : إني لجالس بين يدي أبي عبد الله عليه السلام أعرض عليه مسائل أعطانيها أصحابنا إذ عرضت بقلبي مسألة فقلت له : مسألة خطرت بقلبي الساعة ، قال : وليس في المسائل ؟ قلت : لا ، قال : وماهي ؟ قلت : قول أمير المؤمنين عليه السلام : إن
____________
564 . قول أمير المؤمنين المذكور في الحديث معروف مشهور وقد ورد في الكتاب هذا غير مرة منها ما تقدم في ذيل الآية 30 / البقرة وتقدم آنفا تحت الرقم 561 ما يشبهه في حديث أنس عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
سدير بن حكيم كوفي عده ابن شهر اشوب في خواص اصحاب الصادق وله ترجمة في لسان الميزان ضعفه بعض ووثقه آخرون .
( 428 )
أمرنا صعب مستصعب لا يقربه إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ؟ فقال : نعم إن من الملائكة مقربين وغير مقربين ومن الانبياء مرسلين وغير مرسلين ومن المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين ، وإن أمرنا [ أ ، ب : أمركم ] هذا عرض على الملائكة فلم يقربه إلا المقربون وعرض على الانبياء فلم يقربه إلا المرسلون وعرض على المؤمنين فلم يقر به إلا المخلصون .
565 ـ 2 ـ قال : حدثنا الحسين بن سعيد قال : حدثنا أبو سعيد الاشج قال : حدثنا يحيى بن يعلى عن يونس بن خباب :
عن أبي جعفر عليه السلام قال : حب [ أمير المؤمنين . ر ] علي [ بن أبي طالب . ر . عليه السلام . أ ، ر ] إيمان وبغضه نفاق ثم قرء ( ولكن الله حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم [ وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله و نعمة ) . ر ] .
566 ـ 3 ـ قال : حدثني عبيد بن كثير قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الاحمسي قال : حدثنا مفضل بن صالح وعبد الرحمان بن أبي حماد عن زياد بن المنذر :
عن أبي جعفر عليه السلام قال : حبنا إيمان وبغضنا كفر ثم قرء هذه الآية : ( ولكن الله حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم [ وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة ) . أ ، ب ] .
567 ـ 12 ـ قال : حدثني أحمد بن محمد بن علي بن عمر الزهري قال : حدثنا
____________
565 . يونس بن خباب أبو حمزة أو أبو الجهم الكوفي الاسيدي مولاهم عده الشيخ في أصحاب الباقر قائلا : مجهول وله ترجمة في التهذيب وقد ضعفه بعض الاعلام لانه كان يشتم عثمان أو بعض الصحابة قال أبو داود بعد ذكره ذلك : وقد رأيت أحاديث شعبة عنه مستقيمة . وقال الساجي : صدوق في الحديث تكلموا فيه من جهة رأيه ، وقال ابن معين : ثقة كان يشتم عثمان ، وقال ابن أبي شيبة : ثقة صدوق ، وقال الدارقطني فيه شيعية مفرطة و . .
وقد أورد هذا الحديث المجلسي في البحار ج 39 ص 293 .
566 . محمد بن إسماعيل أبو جعفر الكوفي السراج وثقة ابو حاتم وابنه والنسائي وابن حبان توفي سنة 260 . التهذيب .
المفضل أبو جميلة الكوفي اتفقت كلمة الفريقين على تضعيفه .
عبد الرحمان بن أبي حماد قال النجاشي : رمي بالضعف والغلو له كتاب . وفي ر ، أ : أبي جمال . =
( 429 )
أحمد بن الحسين بن المفلس عن زكريا بن محمد عن عبد الله بن مسكان وأبان بن عثمان عن
____________
= 567 . وأخرجه ثقة الاسلام الكليني في روضة الكافي ح 35 : عن عدة من أصحابنا عن سهل عن حسن بن علي بن فضال عن علي بن عقبة عن ثعلبة بن ميمون وغالب بن عثمان وهارون بن مسلم عن بريد قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام في فسطاطه بمنى فنظر إلى زياد الاسود ! منقطع الرجلين فرثى له وقال له عند ذلك زياد : إني الم بالذنوب حتى إذا ظننت أني قد هلكت ذكرت حبكم فرجوت النجاة وتجلى عني . فقال أبو جعفر عليه السلام : وهل الدين إلا الحب ؟ قال الله تعالى : ( حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم ) وقال ( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) وقال : ( يحبون من هاجر إليهم ) إن رجلا اتى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : . . ما اكتسبت وقال : ما تبغون وما تريدون اما انها لو كان فزعة . .
وأخرج نحوه عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى بسنده إلى بشير النبال عن الباقر عليه السلام . ص 88 .
وأخرجه باختصار البرقي بسنده عن ابي عبيدة زياد الحذاء .
وفي العياشي : . . عن زياد الحذاء قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت : بأبي أنت وأمي ربما خلابي الشيطان فخبثت نفسي تم ذكرت حبي إياكم وانقطاعي إليكم فطابت نفسي . فقال : يا زياد ويحك وما الدين . . قوله تعالى ( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) .
وعن بريد عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في حديث قال : والله لو أحبنا حجر حشره الله معنا وهل الدين إلا الحب ؟ إن الله يقول ( إن كنتم . . ) وقال ( يحبون . . ) وهل الدين إلا الحب . راجع البرهان ذيل الآية 31 / آل عمران .
أحمد بن محمد بن علي بن عمر الزهري تقدم ذكره في ترجمة أخيه علي قال عنه النجاشي والشيخ : واقفي ثقة .
أحمد بن الحسين بن مفلس الضبي النخاس عده الشيخ في من لم يرو عنهم وقال روى عنه حميد كتاب زكريا وغير ذلك من الاصول .
زكريا أبو عبد الله المؤمن قال النجاشي : كان مختلط الامر في حديثه له كتاب . انتهى وقد وقع ذكره اسناد كامل الزيارات والتهذيب .
أبان الاحمر البجلى مولاهم له كتاب حسن كبير . قاله النجاشي . ووثقه الكشي ووقع ذكره في اسناد كامل الزيارات وغيره .
زياد الاحلام مولى كوفى من أصحاب الباقر روى عنه وعن أبي عبد الله عليه السلام قاله الشيخ . وفي رواية الكافي : الاسود . وفي البرقي والعياشي : الحذاء فلعل الجميع واحد .
( متعلقين ) لعل الصواب متقلعين . ( الفداء ) كذا في ( أ ) وفي ب : جعلت فداك . ر : جعلت لك . ( جئت ) ن : احبت . ( عامة ) ن : اعابته . ر : الثلاث آيات . ر : اتى رجلا . ولعله في الاصل إن رجلا أتى . ن : صدق الله وصدق رسول الله وصدق أولاده ، لانتهاء السورة بانتهاء الرواية حسب الاصل .
( 430 )
بريد بن معاوية العجلي وإبراهيم الاحمري قالا :
دخلنا على أبي جعفر عليه السلام وعنده زياد الاحلام فقال أبو جعفر : يا زياد مالي أرى رجليك متعلقين ؟ قال : جعلت لك الفداء جئت على نضولي عامة الطريق وما حملني على ذلك إلا حبى لكم وشوقي إليكم . ثم أطرق زياد مليا ثم قال : جعلت لك الفداء إني ربما خلوت فأتاني الشيطان فيذكرني ما قد سلف من الذنوب والمعاصي فكأني آيس ثم أذكر حبي لكم وانقطاعي [ إليكم ] وكان متكالكم ! قال : يا زياد : وهل الدين إلا الحب والبغض ؟ ثم تلا هذه الآيات الثلاث كأنها في كفه : ( ولكن الله حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم ) وقال : ( يحبون من هاجر إليهم ) [ 9 / الحشر ] وقال : ( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) [ 31 / آل عمران ] أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله إني أحب الصوامين ولا أصوم وأحب المصلين ولا أصلي وأحب المتصدقين ولا أتصدق [ ر : أصدق ] . فقال [ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ر ] : أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت ، أما ترضون أن لو كانت فزعة من السماء فزع كل قوم إلى مأمنهم وفزعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفزعتم إلينا .
وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلي أمر الله 9
568 ـ 7 ـ قال : حدثني الحسين بن الحكم قال : حدثناجندل قال : حدثنا هشيم بن بشير عن جويبر :
عن الضحاك في قول الله ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ) قال : بالسيف . قال جويبر : فقلت : ما حال قتلى هؤلاء ؟ [ قال . ب ] : في الجنة يرزقون . قال : فما بال [ ب : حال ] قتلى أهل البغي ؟ قال : في النار [ يسجرون . خ ] .
____________
568 . هشيم من رجال الصحاح له ترجمة في التهذيب وثقه أغلب من ذكره .
( 431 )
569 ـ 9 ـ قال حدثني إبراهيم بن بنان الخثعمي قال : حدثنا جعفر بن أحمد بن يحيى بن منمس قال : حدثنا علي بن أحمد بن القاسم الباهلي :
عن ضرار بن الازور ان رجلا من الخوارج سأل ابن عباس رضي الله عنه عن [ أمير المؤمنين . ر ] علي بن أبي طالب عليه السلام فأعرض عنه ثم سأله فقال :
لكان والله علي أمير المؤمنين يشبه القمر الزاهر والاسد الخادر والفرات الزاخر والربيع الباكر ، فأشبه من القمر ضوؤه وبهاؤه ، ومن الاسد شجاعته ومضاؤه ، ومن الفرات جوده وسخاؤه ، ومن الربيع خصبه وحباؤه ، عقم النساء أن يأتين بمثل علي [ أمير المؤمنين . أ ، ب ] بعد النبي [ ب ، أ : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ] ، تالله ما سمعت ولا رأيت إنسانا [ محاربا . ر ، ب ] مثله ، وقد رأيته يوم صفين وعليه عمامة بيضاء وكأن عينيه سراجان ( 1 ) وهو يتوقف على شرذمة [ شرذمة . ب ر ] يحضهم ويحثهم إلى أن انتهى إلي و أنا في كنف من المسلمين فقال :
معاشر المسلمين استشعروا الخشية ، وعنوا الاصوات ، وتجلببوا بالسكينة ، واكملوا اللامة ، وأقلقوا السيوف في الغمد قبل السلة ، والحظوا الشزر ، واطعنوا [ الخزر . ب ] ، ونافحوا بالظبا وصلوا السيوف بالخطا والرماح بالنبال ، فانكم بعين الله [ و . أ ، ب ] مع ابن عم نبيكم ، عاودوا الكر واستحيوا من الفر ، فانه عار باق في الاعقاب ، ونار يوم الحساب ، فطيبوا عن أنفسكم نفسا [ ر : أنفسا ] ، واطووا عن الحياة كشحا ، وامشوا إلى الموت مشيا [ سجحا ] .
وعليكم بهذا السواد الاعظم والرواق المطنب فاضربوا ثبجه ، فان الشيطان عليه لعنة الله راكد في كسره ، نافج حضنيه [ ب ، أ : حضنه ] ومفترش ذراعيه ، قد قدم للوثبة يدا ، وأخر للنكوص رجلا ، فصمدا [ أ : فصبرا ] حتى يتجلى لكم عمود [ خ ل : عمد ] الحق وأنتم الاعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم .
____________
569 . أخرجه ابن عساكر في تاريخه والرضي في نهج البلاغة والمسعودي في مروج الذهب وغيرهم وقد أورده شيخنا الوالد في نهج السعادة تحت الرقم 215 في ج 2 وأشار هناك إلى مصادره واختلاف نسخه فلاحظ . وأورده المجلسي في البحار تحت الرقم 478 من ج 32 ص 605 كما وأورده الوالد بكامله نقلا عن فرات في ج 8 من نهج السعادة تحت الرقم 51 . وفي ب : جعفر بن محمد بن يحيى .
1 . في الكثير من الروايات : سراجا سليط .
( 432 )
قال : وأقبل معاوية في الكتيبة الشهباء وهي زهاء عشرة آلاف بجيش [ أ ، ب : جيش ] شاكين في الحديد لا يرى منهم إلا الحدق تحت المغافر [ فاقشعر لها الناس ] [ فقال عليه السلام : مالكم . ب ] تنظرون بما [ أ : مما ] تعجبون ؟ ! إنما هي جثث ماثلة فيها قلوب طائرة مزخرفة بتمويه [ ظ ] الخاسرين ورجل جراد زفت به ريح صبا ولفيف سداه الشيطان ولحمته الضلالة وصرخ بهم ناعق البدعة ، وفيهم خور الباطل وضحضحة المكاثر فلو قد مستها سيوف أهل الحق لتهافتت تهافة الفراش في النار ألا فسووا بين الركب وعضوا على النواجذ واضربوا القوانص [ ب : القوابض ] بالصوارم واشرعوا الرماح في الجوانح وشدوا فاني شاد . حم لا ينصرون .
فحلوا حملة ذي يد ( لبد ) فأزالوهم [ عن أماكنهم ( مصافهم ) ، ودفعوهم . ب ، ر ] عن أماكنهم ورفعوهم عن مراكزهم [ ر : مراكبهم ] ، وارتفع الرهج وخمدت الاصوات ( 1 ) فلا يسمع [ أ : تسمع ] إلا صلصلة الحديد وغمغمة الابطال ولا يرى إلا رأس نادر أو يد طائحة ، وإنا كذلك إذا قبل أمير المؤمنين عليه السلام من موضع يريد يتحال [ ب : يتحاك ] الغبار وينقص [ ب : ينفذ ] العلق عن ذراعيه سيفه يقطر الدماء وقد انحنى كقوس نازع ! وهو يتلو هذه الآية : ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ) .
قال : فما رأيت قتالا أشد من ذلك اليوم .
يا بني إني أرى الموت لا يقلع ومن مضى لا يرجع ومن بقى فإليه ينزع إني أوصيك بوصية فاحفظها [ ر ، أ : فاحفظني ] واتق الله وليكن أولى الامور بك الشكر لله في السر والعلانية فان الشكر خير زاد .
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلنا كم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم 13
570 ـ 4 ـ قال : حدثني محمد بن عيسى بن زكريا الدهقان قال : حدثنا يونس
____________
1 . ر : اعبوا الاصوات . ب : غبوا . أ : عبوا . ر ، أ : فاني شاك . ن : ماهم لا ينصرون . والمثبت من خ . ن لحملوا .
وأخرج نحوه الطبري عماد الدين في بشارة المصطفى . =
( 433 )
- يعني ابن علي القطان ـ قال : حدثني إبراهيم ـ يعني ابن الحكم ـ عن أبيه عن عبد العزيز بن عبد الصمد قال : حدثني أبو هارون العبدي عن ربيعة السعدي عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال : ان الله تعالى خلق الخلق قسمين ثم قسم القسمين قبائل فجعلني في خيرها قبيلة فذلك [ أ : وذلك ] قوله [ تعالى . ر ] : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) [ إلى آخر الآية . ب ] فأنا أتقى ولد آدم وقبيلتي خير القبائل وأكرمها على الله ولا فخر .
571 ـ 5 ـ قال : حدثنا أبو القاسم العلوي قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدثنا عبيد بن كثير قال : حدثنا محمد بن الجنيد ومحمد بن مروان قالا : حدثنا الحسين بن الحسن الاشقر قال : حدثني قيس بن الربيع عن الاعمش عن عباية عن ابن عباس رضي الله عنه :
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) [ إلى آخر الآية . ب ] وأنا أفضل ولد آدم وأكرمهم على الله .
572 ـ 6 ـ فرات قال : حدثنا أحمد بن جعفر قال : حدثنا جعفر بن علي بن ناصح الحداد [ أ : الحذاء ] قال : حدثنا نصر بن مزاحم قال : حدثني عمار بن أبي اليقظان ! البكري عن أبي هارون العبدي [ عن ربيعة السعدي ] عن حذيفة رضي الله عنه :
____________
570 . وللحديث مصادر وشواهد كثيرة انظر ما يأتي في سورة الواقعة .
عبد العزيز العمى البصري الحافظ وثقه عامة علماء السنة ، وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام . توفي سنة 190 تقريبا .
ربيعة بن شيبان البصري أبو الحوراء كوفي وثقه العجلي وابن حبان والنسائي ووقع ذكره في اسناد كامل الزيارات .
571 . لم ترد هذه الرواية وتاليتها في ر . وانظر ذيل الآية 7 من سورة الواقعة فبهامشه ثبت لمصادر عديدة . عباية . كذا في الثعلبي ومناقب الكوفي . وفي أ : قتادة . ب : عبادة .
572 . لعل الصواب عمار بن محمد أبواليقطان الكوفي المتوفي سنة 182 والمجمع على وثاقته والمترجم في تاريخ بغداد والتهذيب .
جعفر بن علي لم نعثر على ترجمته .
( 434 )
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [ قوله . ب ] : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ) [ الآية قال : ب ] : ( فأنا أتقى أولاد آدم [ عليه السلام . أ ] ولا فخر وقبيلتي خير القبائل وأكرمها على الله .
( 435 )
( ومن سورة ق )

وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد 19
573 ـ 4 ـ قال : حدثني القاسم بن عبيد قال : حدثنا أحمد بن وشك [ ر : رشك ] ! عن سعيد بن خثيم [ ن : جبير ] قال : قلت لمحمد بن خالد . كيف زيد بن علي في قلوب أهل العراق ؟ فقال : لا أحدثك عن أهل العراق ولكن أحدثك عن رجل يقال له : النازلي بالمدينة قال : صحبت زيدا ما بين مكة والمدينة وكان يصلي الفريضة ثم يصلي ما بين الصلاة إلى الصلاة ( 1 ) ويصلي الليل كله ويكثر التسبيح ويردد ( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت عنه تحيد ) فصلى بنا ليلة من ذلك ثم ردد هذه الآية لئن قلت لك قريب ( 2 ) من نصف الليل فانتبهت وهو رافع يده إلى السماء ويقول : إلهي عذاب الدنيا أيسر من عذاب الآخرة ، ثم انتحب فقمت إليه وقلت : يا ابن رسول الله لقد جزعت في ليلتك هذه جزعا ما كنت أعرفه ؟ ! قال : ويحك يا نازلي إني رأيت الليلة وأنا في سجودي والله ما أنا بالمستقبل يوما إذ رفع لي زمرة من الناس عليهم ثياب تلمع منها ( 3 ) الابصار حتى أحاطوا بي وأنا ساجد فقال كبيرهم الذي يسمعون منه : أهو ذلك [ أ ، ب : ذاك ] ؟ قالوا : نعم . قال : أبشر يا زيد فانك مقتول في الله ومصلوب ومحروق بالنار ولا يمسك النار بعدها أبدا . فانتبهت وأنا فزع والله يا نازلي لوددت أني أحرقت بالنار ثم أحرقت بالنار وان الله أصلح لهذه الامة أمرها .
____________
1 . كذا في خ . وفي ر : ما بين الصلاة . وفي أ ، ب : ما بين الصلوات .
2 . في خ : الآية إلى قريب
3 . في ( ر ) كلمة فوق ( منها ) لا أدرى تأتي بعدها أو تكون مرتبطة بالسطر الفوقاني بعد ( ما أنا ) ورسمها هكذا : اشفى .
( 436 )
ألقيا في جهنم كل كفار عنيد 24
574 ـ 1 ـ قال : حدثنا أبو القاسم الحسني [ أ : العلوي ] قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدثني الحسن بن علي بن بزيع والحسين بن سعيد قالا : حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال : حدثنا يحيى بن سالم الفراء عن فطر عن موسى بن طريف :
عن عباية بن ربعي في قوله تعالى : ( القيا في جهنم كل كفار عنيد ) فقال : النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي بن أبي طالب عليه السلام .
575 ـ 2 ـ قال : حدثني جعفر بن محمد بن مروان قال : حدثني أبي قال : حدثنا [ ر : ثنى ] عبيد بن يحيى بن مهران الثوري عن محمد بن الحسين [ بن علي العلوي العمري ] عن أبيه عن جده :
عن علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله [ تعالى . ر ] : ( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ) قال : فقال [ لي . ش ] النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله تبارك وتعالى إذا جمع
____________
574 . أورده المجلسي في البحار في ج 36 ص 74 .
فطر بن خليفة ابو بكر الحناط الكوفي تابعي ترحم عليه الباقر عليه السلام مرتين على ما ذكره المفيد في الامالي وله ترجمة في التهذيب وقد وثقه جمع من الاعلام وضعفه بعض لا تجاهاته الفكرية قال الساجي : كان يقدم عليا على عثمان ، وقال ابو بكر ابن عياش : تركته لسوء مذهبه ، وقال قطبة : تركته لانه يروي أحاديث فيها إز راء على عثمان . مات سنة 155 أو 153 .
موسى . . . الاسدي الكوفي له ترجمة في لسان الميزان وقد ضعفه جماعة قال أبو بكر ابن عياش : رأيت موسى وصليت على جنازته وكان يقول في تلك الاحاديث التي يرويها عن علي : اني لاسخربهم . وقال سلام : كان يرى رأي أهل الشام وكان يتحدث بهذا يتشيع به .
أقول : لا يستبعد أن يكون ذلك منه على سبيل التقية خوفا من سطوة السلطة والغوغاء .
عباية عده الشيخ في أصحاب أمير المؤمنين والحسن وعده البرقي في خواص أصحاب علي عليه السلام من مضر .
575 . أورده المجلسي في البحار ج 36 ص 74 ورواه عنه الحاكم الحسكاني في الشواهد ، وأخرجه أبو الحسن الشيباني في المناقب المائة عن الباقر عن أبيه عن جده بعين هذه الالفاظ كما في البرهان وغاية المرام مما يثير الظن باشتباه محمد بن الحسين بمحمد بن علي بن الحسين كما وقع أيضا مثله في الشواهد .
وفي ش : فقال لي رسول الله . . . فيقول الله لي ولك . ب : قال فقال لي ولك . أ ، ر : فقال لي ولك . والمثبت من هامش أ .
( 437 )
الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش فيقال لي ولك : قوما فألقيا من أبغضكما وخالفكما وكذبكما في النار .
576 ـ 6 ـ فرات قال : حدثني محمد بن أحمد بن ظبيان [ قال : حدثنا محمد بن مروان عن عبيد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن أبيه عن جده ] :
عن علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله تعالى : ( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ) قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش [ ثم . ق ] يقول الله [ تبارك وتعالى . ق ] لي ولك : قوما وألقيا من أبغضكما وخالفكما وكذبكما في النار .
577 ـ 3 ـ قال : حدثني علي بن الحسين بن زيد قال : حدثنا علي ـ يعني ابن يزيد الباهلي قال : حدثنا محمد بن الحجاف السلمي :
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : يا محمد يا علي ( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ) فهما الملقيان في النار .
578 ـ 7 ـ فرات قال : حدثني الحسين بن سعيد معنعنا :
عن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة وعدني المقام المحمود وهو واف لي به إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر له ألف درجة لا كمراقيكم فأصعد حتى أعلو فوقه فيأتيني جبرئيل عليه السلام بلواء الحمد فيضعه في يدي ويقول : يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله [ تعالى . ر ] فأقول لعلي : اصعد ، فيكون ( 1 ) أسفل مني بدرجة فأضع لواء الحمد في يده ثم يأتي رضوان بمفاتيح الجنة ، ثم يأتي رضوان بمفاتيح الجنة فيقول : يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله [ تعالى . ر ] فيضعها في يدي فأضعها في [ ر : إلى ] حجر علي
____________
576 . هذه الرواية وردت أيضا في المجموعة التفسيرية التى عرفت بتفسير القمي والسند مأخوذ منه وفيه ( حسان ) بدل ( ظبيان ) وفيه ( وعاداكما ) بدل ( وخالفكما ) . وقد رمزنا إلى ب ق . ولم ترد في ر .
577 . في أ : محمد بن الحجاز المسلمي .
1 . ر : أ : فتكون . . أ : يدك . ب : بيده ( خ ل ) : في يده ) . وبدل ( وعدني ) في ب : وعندي المقام المحمود . و ( وعدني ) نسخة بدل فيها .
( 438 )
بن أبي طالب ، ثم يأتي مالك خازن النار فيقول : يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله [ تعالى . ر ] هذه مفاتيح النار ادخل عدوك وعدو ذريتك وعدو أمتك النار فاخذها وأضعها في حجر علي بن أبي طالب فالنار والجنة يومئذ أسمع لي ولعلي من العروس لزوجها فهو قول الله تبارك وتعالى في كتابه : ( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ) ألق يا محمد ويا علي عدوكما في النار .
ثم أقوم فأثني على الله ثناء لم يثن عليه أحد قبلي ثم اثني على الملائكة المقربين ثم أثني على الانبياء [ و . ر ] المرسلين ثم أنثي على الامم الصالحين ثم أجلس فيثني الله ويثني علي ملائكته ويثني علي أنبياءه ورسله ويثني علي الامم الصالحة .
ثم ينادي مناد من بطنان العرش : يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تمر بنت حبيب الله إلى قصرها ، فتمر فاطمة [ عليها السلام . أ ، ب ] بنتي عليها ريطتان خضراوان حولها سبعون ألف حوراء فإذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن قائما والحسين نائما مقطوع الراس فتقول للحسن : من هذا ؟ فيقول هذا أخي إن أمة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه ، فيأتيها النداء من عند الله : يا بنت حبيب الله [ ب : حبيبي ] إني إنما أريتك ما فعلت به أمة أبيك لاني [ ر ، أ : اني ] ادخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه ، اني جعلت لتعزيتك بمصيبتك فيه أني لا أنظر في محاسبة العباد حتى تدخلي الجنة أنت وذريتك وشيعتك ومن أولاكم معروفا ممن ليس هو من شيعتك قبل أن أنظر في محاسبة العباد ، فتدخل فاطمة ابنتي الجنة وذريتها وشيعتها ومن والاها [ أ : أولاها ] معروفا ممن ليس هو من شيعتها فهو قول الله تعالى في كتابه : ( لا يحزنهم الفزع الاكبر ) [ و . ر ] قال : هو يوم القيمة ( وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون ) هي والله فاطمة وذريتها وشيعتها ومن أولاهم [ ر : والاهم ] معروفا ممن ليس هو من شيعتها .
579 ـ 8 ـ قال : حدثني [ أ ، ب : ثنا ] عثمان بن محمد والحسين بن سعيد واللفظ للحسين معنعنا :
عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : إذا كان يوم القيامة نصب منبر يعلو المنابر ( 1 )
____________
1 . ر : منابر . أ ، ب : يعلوها منبر . والمثبت من خ و ( خ ل ) من ب . وفي ب الشهداء أولا ثم النبيين ثم الملائكة . وفي ( ر ) الملائكة تكرر ذكرها في البدو والختم بما يتفق بوجه مع ( أ ، ب ] والمثبت حسب أ . هذا والمورد الثاني يتفق مع ( ب ) من جهة الترتيب .
( 439 )
فيتطاول الخلائق لذلك المنبر إذ طلع رجل عليه حلتان خضراوان متزر بواحدة مترد بأخرى ، فيمر بالملائكة [ أ : إذا ] فيقولون : هذا منا فيجوزهم ، ثم يمر بالشهداء فيقولون : هذا منا فيجوز هم ويمر بالنبيين فيقولون هذا منا فيجوز هم حتى يصعد المنبر ، ثم يجئ رجل آخر عليه حلتان خضراوان متزر بواحدة مترد بأخرى فيمر بالشهداء فيقولون : هذا منا فيجوزهم ثم يمر بالنبيين فيقولون : هذا منا فيجوزهم ويمر بالملائكة فيقولون : هذا منا فيجوزهم حتى يصعد المنبر .
ثم يغيبان ما شاء الله ثم يطلعان فيعرفان محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وعن يسار النبي ملك وعن يمينه ملك فيقول الملك الذي عن يمينه : يا معشر الخلائق أنا رضوان خازن الجنان أمرني الله بطاعته وطاعة محمد [ صلى الله عليه وآله وسلم . ر ، أ ] وطاعة علي بن أبي طالب عليه السلام وهو قول الله تعالى : ( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ) يا محمد يا علي ، ويقول الملك الذي عن يساره : يا معشر الخلائق أنا خازن جهنم أمرني الله بطاعته وطاعة محمد وعلي [ عليهما السلام . ر . أ : عليهم الصلاة والسلام ] .
580 ـ 5 ـ قال : حدثني جعفر بن محمد [ ر : أحمد ] الاودي معنعنا :
عن الحسن بن راشد قال : قال لي شريك القاضي أيام المهدي [ قال . ر ] : يا أبا علي أريد أن أحدثك [ ب ، ر : تحدث ] بحديث أتبرك به على أن تجعل الله عليك أن لا تحدث به حتى أموت . قال : قلت : أنت آمن فحدث بما شئت ، قال : كنت على باب الاعمش وعليه جماعة من أصحاب الحديث قال : ففتح الاعمش الباب فنظر إليهم ثم رجع وأغلق الباب فانصرفوا وبقيت أنا فخرج فرآني فقال : أنت هنا لو علمت لادخلتك أو خرجت إليك . قال : ثم قال لي ] تدري . أ ، ب ] ما كان ترددي في الدهليز هذا اليوم ؟ قلت : لا . قال : اني ذكرت آية في كتاب الله . قلت : ما هي ؟ قال : قول الله [ تعالى . ر ] : يا
____________
580 . وللحديث طرق كثيرة مع مغايرات لفظية فقد أخرجه الحسكاني في الشواهد بأسانيد وانظر ما بهامشه من تعاليق وانظر تفسير البرهان وفي الجميع الحديث ينتهي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال الاعمش : حدثنا أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري عنه : إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى لي ولعلي : ألقيا في النار من أبغضكما وادخلا الجنة من أحبكما فذلك قوله تعالى ( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ) .
الحسن بن راشد كان وزيد المهدي وموسى وهارون عده الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام و ورد ذكره في كامل الزيارات .
شريك هو ابن عبد الله .
( 440 )
محمد يا علي ( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ) قال : قلت : وهكذا نزلت ؟ قال : فقال : إي والذي بعث محمدا بالنبوة لهكذا نزلت .
581 ـ 9 ـ قال : حدثني علي بن محمد الزهري معنعنا :
عن صباح المزني قال : كنا نأتي الحسن بن صالح وكان يقرء القرآن فإذا فرغ من القرآن سأله أصحاب المسائل حتى إذا فرغوا قام إليه شاب فقال له : قول الله [ تعالى . ر ] في كتابه : ( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ) فنكت نكتة في الارض طويلا ثم قال عن العنيد تسألني ؟ قال : لا [ قال . ر ] أسألك عن ( القيا ) قال : فمكث الحسن ساعة ينكت في الارض ثم قال : إذا كان يوم القيامة يقوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على شفير جهنم فلا يمر به أحد من شيعته إلا قال هذا لي وهذا لك .
وذكره الحسن بن صالح عن الاعمش وقال : [ وروي . ( ب : خ ل ) ] تفسير عباية عن [ أمير المؤمنين . ر ] علي بن أبي طالب عليه السلام : أنا قيسم الجنة والنار [ ر : النار والجنة ] .
____________
581 . أورده المجلسي في البحار ج 36 ص 75 .
الحسن بن صالح الهمداني الثوري الكوفي أبو عبد الله زيدي صاحب مقالة إليه تنسب الصالحية منهم له ترجمة في التهذيب وقد ضعفه جمع ووثقه آخرون وقد دافع عنه ابن حجر وقال : وبمثل هذا ( لا يرى جمعة ولا جهادا ) لا يقدح في رجل ثبتت عدالته واشتهر بالحفظ والاتقان والورع التام ، أ ما ترك الجمعة ففي جملة رأية ذلك أن لا يصلي خلف فاسق . . فهو إمام مجتهد . توفي سنة 196 .
أ ، ب : حدثنا سألوه . والمثبت من ( ر ) و ( خ ل ، ب ) . أ ، ر : فمكث مكثة . والمثبت من ( ب ) وهامش أ . أ : ساعة مكثة . ب ، ر : ينكث . أ : حتى شفير .
