عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه في قوله [ تعالى . ر ] : ( مرج البحرين يلتقيان ) قال : [ أمير المؤمنين . ر ] علي [ بن أبي طالب . ر ] وفاطمة [ عليهما السلام . ر ] ( يخرج منها اللؤلؤ والمرجان ) الحسن والحسين [ عليهما السلام . ر ] فمن رأى مثل هؤلاء الاربعة ، لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا كافر ، فكونوا مؤمنين بحب أهل البيت ولا تكونوا كفارا ببغض أهل البيت فتلقوا في النار .
603 ـ قال : حدثني محمد بن أحمد بن علي الكسائي معنعنا :
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه [ وقد سئل ] يوما في محفل من المهاجرين والانصار في قوله عزوجل [ ر : تعالى ] : ( بينهما برزخ لا يبغيان ) قال : لا يبغي علي على فاطمة ولا يبغي فاطمة على علي ، ينعم علي بما أعد الله له وخصه من نعيمه بفاطمة ، اتصل معها ابناهما حافين بهما منهم فيصل من النور كالحجال خصوا به من بين أهل الجنان ، يقف علي من النظر إلى فاطمة فينعم وإلى ولديه فيفرح ، والله يعطي فضله من يشاء وهذا أوسع وأرحم وألطف ! ثم قرء هذه الآية : ( يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ) [ 23 / الطور ] بين [ أمير المؤمنين . ر ] علي [ بن أبي طالب . ر ] وفاطمة والحسن والحسين [ عليهم السلام . ر ] من غير تكلف وكل في أماكنه ونعيمه مد بصره .
فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان 39
604 ـ 4 ـ قال : حدثني إسماعيل بن إبراهيم معنعنا :
عن ميسرة بن فلان الشك من الحسن قال : سمعت علي بن موسى الرضا عليهما السلام [ وهو . ر ] يقول : [ لا . أ ، ب ] والله لا يرى في النار منكم إثنان أبدا لا والله
____________
603 . هذه الرواية كانت بالاصل في سورة الدهر ح 8 .
604 . وفي أ ، ب : ولو لم يغير فيها . وفي ( ر ) يساعد رسم الخط ما أثبتناه إلا أنه غير منقوط وفي رواية الصدوق : ولو لم يكن . ولفظة ( الشك ) لم ترد في ر . وفي أ : عن الحسين . ب : الحسين .
ورواه الصدوق في بشارات الشيعة عن ماجيلويه عن محمد بن يحيى عن حنظلة عن ميسرة قال سمعت . . . مثله مع زيادة في بعض ألفاظه .
وسند الرواية ضعيف ومتنها باطل من وجوه .
وما جيلويه هو محمد بن علي القمي ومحمد بن يحيى هو أبو جعفر العطار وحنظلة هو ابن زكريا القزويني ظاهرا وميسرة مجهول .
( 462 )
ولا واحد . قال : قلت له : اصلحك الله اين هذا في كتاب الله ؟ قال : في [ سورة . ر ] الرحمان وهو قوله [ تبارك و . أ ، ب ] تعالى : ( فيومئذ لا يسئل عن ذنبه ) [ منكم ] ( انس ولا جان ) . قال قلت : ليس فيها منكم . قال : بلى والله إنه لمثبت فيها وإن أول من غير ذلك لابن أروى ، وذلك لكم خاصة ، وعليه وعلى أصحابه حجة ، ولو لم يقر فيها منكم لسقط عقاب الله عن [ ر ، ب : على ] الخلق .
جنتان . . . ذواتا أفنان . . فيهما من كل فاكهة زوجان . . مد هامتان . . فيهما عينان نضاختان ) 46 ـ 66
[ تقدم في ح 287 في ذيل الآية 29 الرعد في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمقداد بن الاسود الكندي ما يرتبط بالآيات ] .
( 463 )
( ومن سورة الواقعة )

وكنتم أزواجا ثلاثة * فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة * و أصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة * والسابقون السابقون * أولئك المقربون * في جنات النعيم * ثلة من الاولين * وقليل من الآخرين 7 ـ 14
605 ـ 1 ـ قال : حدثنا أبو القاسم العلوي [ قال : حدثنا فرات ] معنعنا :
عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى [ جل ذكره . ر ] : ( والسابقون السابقون أولئك المقربون ) إلى آخر القصة قال : سابق هذه الامة [ أمير المؤمنين . ر ] علي بن أبي طالب عليه السلام .
606 ـ 3 ـ فرات قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا :
____________
605 . وأخرجه الحسكاني في شواهد التنزيل عن السبيعي ابي بكر عن وضيف الانطاكي عن الفضل بن يوسف القصباني [ من شيوخ فرات ] عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير العامري عن أبيه عن السدي عن ابي مالك عن ابن عباس .
وأخرجه أبو نعيم في ما نزل بسنده عن ابراهيم بن الحكم . . . وأخرجه ابن شهر اشوب في المناقب قال : وأما الروايات في أنه أول الناس إسلاما فقد صنف فيه كتب منها : ما رواه السدي عن ابى مالك . . مثله .
وفي ترجمة إبراهيم من لسان الميزان : أخرج له الازدي عن أبيه السدي . . . مثله .
وأورده المجلسي في بحار الانوار 38 / 225 وللحديث شواهد جمة ومن طرق الفريقين .
606 . لم أجد رواية بهذا النص وليس المقصود انه من السابقين من المسلمين بل من السابقين عامة كما تشير إليه سائر الروايات والمصادر ففي شواهد التنزيل وغيره وبألفاظ مختلفة والمعنى واحد عن ابن عباس قال : السباق ثلاثة : سبق يوشع إلى موسى وسبق صاحب ياسين إلى عيسى وسبق على إلى =
( 464 )
عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله : ( والسابقون السابقون ) قال : علي بن أبي طالب عليه السلام من السابقين .
607 ـ 11 ـ فرات قال : حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا :
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال : سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه وهو يقول : لما أن مرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم المرضة التي قبضه الله فيها دخلت فجلست بين يديه ودخلت عليه فاطمة [ الزهراء . ر ] عليها السلام فلما رأت ما به خنقتها العبرة حتى فاضت دموعها على خديها فلما أن رآها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ما يبكيك يا بنية ؟ قالت : وكيف لا أبكي وأنا أرى ما بك من الضعف فمن لنابعدك يا رسول الله ؟ قال لها : لكم الله فتوكلي عليه واصبري كما صبر آباؤك من الانبياء وامهاتك من أزواجهم يا فاطمة أو ما علمت أن الله تبارك وتعالى اختار أباك فجعله نبيا وبعثه رسولا ثم عليا فزوجك إياه وجعله وصيا فهو أعظم الناس حقا على المسلمين بعد أبيك وأقدمهم سلما وأعزهم خطرا وأجملهم خلقا وأشدهم في الله وفي غضبا وأشجعهم قلبا وأثبتهم وأربطهم جأشا وأسخاهم كفا .
ففرحت بذلك فاطمة [ ر : الزهراء ] عليها السلام فرحا شديدا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هل سررتك يا بنية ؟ قالت : نعم يا رسول الله لقد سررتني وأحزنتني . قال : كذلك أمور الدنيا يشوب سرورها بحزنها قال : أفلا أزيدك في زوجك من مزيد الخير كله ؟ قالت : بلى يا رسول الله . قال :
إن عليا أول من آمن بالله وهو ابن عم رسول الله وأخو الرسول ووصي رسول الله و زوج بنت رسول الله وإبناه سبطا رسول الله وعمه سيد الشهداء عم رسول الله وأخوه جعفر
____________
= النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وورد مثله عن الصادق عليه السلام وغيره كما في هذا الكتاب وغيره من المصادر .
607 . وأخرج الشطر الاخير جماعة منهم الثعلبي بسندين والصدوق كما في غاية المرام والعمدة والكوفي في المناقب في مواضع منها و 88 باب خبر أهل اليمين والورق 101 وأخرجه السيوطي في الدر عن الترمذي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل وتقدم في ذيل آية التطهير 31 / الاحزاب والآية 13 / الحجرات ما يرتبط بالحديث فراجع .
في أ : وقالت كيف . ب : فقالت كيف . خ : فقالت : وكيف . ر : إن الله تعالى . ( في الموردين ) . أ ، ب : ( وأصحاب اليمين وما أصحاب اليمين ) ثم جعل الاثنين ثلاثا . . ( وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة والسابقون . . . ) ومثله في الدر المنثور .
( 465 )
الطيار في الجنة ابن عم رسول الله والمهدي الذي يصلي عيسى خلفه منك ومنه فهذه خصال لم يعطها أحد قبله ولا أحد بعده يا بنية هل سررتك ؟ قالت : نعم يا رسول . قال : أولا أزيدك [ في زوجك . ب ] مزيد الخير كله ؟ قالت : بلى . قال :
إن الله تبارك وتعالى خلق الخلق قسمين فجعلني وزوجك في أخيرهما قسما و ذلك قوله عزوجل : ( وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ) ثم جعل الاثنين ثلاثا فجعلني وزوجك في أخيرهما ثلثا وذلك قوله : ( والسابقون السابقون اولئك المقربون في جنات النعيم ) .
608 ـ 9 ـ فرات قال : حدثني علي بن محمد الزهري معنعنا :
عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال : يا جابر إن الله خلق الناس على ثلاثة أصناف وهو قوله : ( وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون أولئك المقربون ) فالسابقون هم رسل الله وخاصته من خلقه جعل الله فيهم خمسة أرواح وأيدهم بروح القدس فبه عرفوا الاشياء ، وأيدهم بورح الايمان فأيدهم الله به ، وأيدهم بروح القوة فبه قووا على طاعة الله ، وأيدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله وكرهوا معصيته ، وجعل فيهم روح المدرج الذي يذهب الناس فيه ويجيئون ، وجعل في المؤمنين أربعة أرواح ـ وهم أصحاب الميمنة : روح الايمان وروح القوة وروح الشهوة وروح المدرج .
609 ـ 2 ـ فرات قال : حدثني الحسين بن سعيد [ قال : حدثنا عباد عن محمد بن فرات . ش ]
عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : سألته عن قول الله [ تعالى . ر ] : ( ثلة من الاولين وقليل من الآخرين ) قال : ثلة من الاولين : ابن آدم المقتول ومؤمن آل فرعون وحبيب النجار صاحب يس ( وقليل من الآخرين ) [ أمير المؤمنين . ر ] علي بن أبي طالب
____________
608 . أ ، ب : رسل الله خاصة . والمثبت من ر ، خ : القوة فبه فاوا . ب : يذهب الناس به . ن : ويجوز .
609 . أورده المجلسي في بحار الانوار 38 ص 225 ، ورواه عنه الحسكاني في الشواهد وأخرجه بأسانيد أخر و قال وله طرق عن جعفر ، وأخرجه محمد بن العباس وابن شهر اشوب وورد عن مكحول وغيره روايات اخر .
في أ : وثلة من الآخرين . ر : النجار من آل يس . ر : وثلة من الآخرين . محمد بن الفرات ضعفه عامة علماء السنة وعده الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام .
( 466 )
عليه السلام .
يطوف عليهم ولدان مخلدون 17
610 ـ 10 ـ فرات قال : حدثني محمد بن عيسى بن زكريا معنعنا :
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمحبينا أهل البيت : ستجدون من قريش إثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض : شرابه أحلى من العسل وأبيض من اللبن وأبرد من الثلج والين من الزبد ، وأنتم الذين وصفكم الله في كتابه : ( ويطوف عليهم ولدان مخلدون ، بأكواب وأباريق ، وكأس من معين ، لا يصدعون فيها ولا ينزفون ) .
لا مقطوعة ولا ممنوعة 33
[ تقدم في ذيل 29 / الرعد في حديث الباقر عليه السلام حول شجرة طوبى الاستشهاد بهذه الآية ] .
____________
610 . أ ، ب : جعفر بن محمد عليهما السلام . . . ب : عليهم السلام .
( 467 )
( ومن سورة الحديد )

يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم 12
611 ـ 1 ـ قال : حدثنا أبو القاسم الحسني [ قال : حدثنا فرات ] معنعنا :
عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ) قال : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو نور المؤمنين يسعى بين أيديهم يوم القيامة إذا أذن الله له أن يأتي منزله في جنات عدن و المؤمنون يتبعونه وهو يسعى بين أيديهم حتى يدخل جنة عدن وهم يتبعون حتى يدخلون معه . وأما قوله : ( وبأيمانهم ) فأنتم تأخذون بحجزة آل محمد ويأخذ آل محمد بحجزة الحسن والحسين ويأخذ أمير المؤمنين بحجزة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يدخلون مع رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلم . أ ] في جنة عدن ، فذلك قوله : ( بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم ) .
سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة 21
[ تقدم في ذيل الآية 56 / الزمر في حديث أمير المؤمنين ذكر هذه الآية ] .
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم 28
____________
611 . أ : الحسيني . . هو نور أمير المؤمنين . ب : نور إمام المؤمنين . . أ : أذن أن يأتي . ر : بحجر في جميع الموارد . ر : ويأخذ آله . . ويأخذهما . . يدخلون معه .
( 468 )
612 ـ 2 ـ فرات قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري [ قال : حدثنا محمد بن مروان قال : حدثنا علي بن هلال الاحمسي عن عبيد بن عبد الرحمان التيمي عن الكلبي عن أبي صالح . ش ] :
عن ابن عباس رضي الله عنه في قول الله تبارك وتعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ) قال : الحسن والحسين ( ويجعل لكم نورا تمشون به ) قال : [ أمير المؤمنين . ر ] علي بن أبي طالب عليه السلام .
613 ـ 3 ـ فرات قال حدثني [ أ : ثنا ] علي بن محمد الزهري معنعنا :
عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ) يعني : حسنا وحسينا قال : ما ضر من أكرمه الله أن يكون من شيعتنا ما أصابه في الدنيا ولو لم يقدر على شئ يأكله إلا الحشيش .
____________
612 . أورده الحاكم الحسكاني عنه في الشواهد وللحديث شواهد كثيرة .
علي بن هلال الاحمسي كوفي له ترجمة في لسان الميزان وقد ضعف لرواية رواها في الفضائل . وفي رجال الشيخ : على بن هلال من أصحاب الرضا عليه السلام .
عبيد بن عبد الرحمان ذكره الشيخ في رجاله دون توصيف .
أ : الله تبارك . ر : الله تعالى .
613 . وبهذا المعنى روايات . في ر : جابر الانصاري رضي الله عنه ! ! . أ ، ب : صدق الله وصدق رسول الله .
( 469 )
( ومن سورة المجادلة )

يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر 12
614 ـ 1 ـ حدثنا أبو القاسم الحسني [ قال : حدثنا فرات ] معنعنا :
عن ابن عمر قال : والله لا أحدثكم إلا بما رأت عيني وسمعته أذني [ في علي . ب ] أنه لما نزلت هذه الآية : ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ) فنظرت إليه وقد ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [ أمير المؤمنين عليا عليه السلام . أ ، ر ] عشر مرات فأول مرة ناجاه دفع إليه دينارا وكلما ناجاه قدم بين يدي نجواه وما فعل ذلك أحد من الناس [ غيره . أ ، ر ] .
615 ـ 2 ـ فرات قال : حدثني الحسين بن سعيد [ قال : حدثنا محمد بن مروان
____________
614 . وروى البحراني في غاية المرام عن الثعلبي قال : وقال ابن عمر لعلي بن أبي طالب : ثلاثة لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم : تزويجه فاطمة صلى الله عليها واعطاءه الراية يوم خيبر وآية النجوى .
سوأخرج محمد بن العباس سبعين حديثا في هذا المعنى من طرق الفريقين على ما ذكره شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة .
أ : الحسيني . وما بين المعقوفين الثاني كان في هامش ر .
615 . وهذا الحديث له مصادر كثيرة فقد أخرجه الحسكاني في شواهد التنزيل بأسانيد والقاضي أبو جعفر الكوفي في المناقب ح 102 و 104 و 105 و 106 وابن المغازلي في المناقب ح 373 والحموئي في فرائد السمطين وابن أبي شيبة في المصنف ح 12174 وأبو نعيم في المستدرك لابن بطريق والطبري ج 28 / 20 بأسانيد في تفسيره والجصاص والحاكم . وتكملة السند من التفسير المعروف بالقمي وفيه : إن =
( 470 )
قال : حدثنا عبيد بن خنيس قال : حدثنا صباح :
عن مجاهد قال : قال [ أمير المؤمنين . ر ] علي بن أبي طالب عليه السلام : إن لفي كتاب الله آية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي آية النجوى كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فجعلت أقدم [ ر ، أ : لها ] بين يدي كل نجوة [ ب : نجوى ] أناجيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم درهما . قال : فنسخت [ في قوله . خ ] : ( ءأشففتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ) إلى قوله : ( والله خبير بما تعملون ) فلم يعمل بها أحد بعدي .
616 ـ 4 ـ قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي معنعنا :
عن [ أمير المؤمنين . ر ] علي بن أبي طالب عليه السلام قال : لما نزلت [ هذه . أ ، ب ] الآية : ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما تقول ـ قال : ـ دينار ؟ قلت : لا يطيقونه قال : فكم ؟ قلت : شعيرة . قال : إنك لزهيد فنزل : ( ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ؟ ) فخفف الله عن هذه الامة بي فلم ينزل في أحد قبلي ولا ينزل في أحد بعدي .
617 ـ 3 ـ قال : حدثني عبيد بن كثير معنعنا :
____________
= في . . . لآية . . . وهي آية . . فنسخها قوله . . . بما تعملون .
ولفظة فرات من ب .
616 . وأخرجه الحسكاني بأسانيد عن سالم بن أبي الجعد عن على بن علقمة وابن أبي شيبة في المصنف ح 12175 ، والمتقي في الكنز ، والسيوطي في الدر المنثور عن ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وأبي يعلى وابن المنذر والدورقي وابن حبان وابن مردويه والترمذي وحسنه والنحاس . وأخرجه ابن المغازلي والنسائي وأبو نعيم و . .
وأخرجه السيوطي أيضا مع اختلاف يسير في اللفظ عن عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وسعيد بن منصور وابن راهويه وابن أبي شيبة والحاكم وصححه .
وأخرجه ابو جعفر الكوفي في المناقب وابن طاووس في الطرائف عن ابن مردويه في المناقب ورواه البحراني في غاية المرام والمجلسي في البحار .
قال الترمذي : قوله ( شعيرة ) أي وزن شعيرة من ذهب .
617 . أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق بأسانيد والحسكاني في الشواهد بأسانيد وابن عدي في الكامل وابن المغازلي في المناقب بأسانيد أيضا .
قال الحاكم الحسكاني : ورواه جماعة سوى هؤلاء [ الذين تقدم ذكرهم ] وتابعه في الرواية جماعة منهم عمار الدهنى وعبد المؤمن بن القاسم ومعاوية بن عمار وسالم بن أبي حفصة ولا يحتمل هذا الموضع ذكر =
( 471 )
عن جابر قال : لما كان يوم الطائف دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام فناجاه طويلا فقال بعض أصحابه : لقد طال نجواه بابن عمه . فقال : ما أنا انتجيته بل الله انتجاه .
____________
= الاسانيد وهو مبسوط في هذا الباب من كتاب الخصائص وبالله التوفيق .
وقال فضيلة الوالد في هامش الشواهد : ولكن هذا غير قصة التصدق في النجوى .
ر : أمير المؤمنين عليا . . . نجوى بين ابن عمه .
( 472 )
( 473 )
( ومن سورة الحشر )

ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل 7
618 ـ قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري قال : حدثني محمد ـ يعني ابن مروان ـ عن محمد بن علي عن علي بن عبد الله عن أبي حمزة الثمالي :
عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال الله تبارك وتعالى : ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى ) وما كان للرسول فهو لنا ولشيعتنا حللناه لهم وطيبناه لهم ، يا أبا حمزة والله لا يضرب على شئ من السهام في شرق الارض ولا غربها مال إلا كان حراما سحتا على من نال منه شيئا ما خلانا وشيعتنا إنا طيبناه لكم و جعلناه لكم ، والله يا أبا حمزة لقد غصبنا وشيعتنا حقنا مالا من الله علينا ، ما ملاؤنا بسعادة وما تاركتكم بعقوبة في الدنيا .
619 ـ قال : حدثنا زيد بن محمد بن جعفر العلوي قال : حدثنا محمد بن مروان عن عبيد بن يحيى قال : سأل محمد بن الحسين رجل حضرنا فقلت ! : جعلت فداك كان
____________
618 . هذه الرواية والتالية كانت بالاصل في سورة محمد تحت الرقم 4 و 5 .
ر : وشيعتنا . أ : وحللناه . ر : من السماء . أ ، ر : لقد عصصنا . . . فعقوبة .
619 . أ ، ب : محمد بن الحسن . وهو محمد بن الحسين بن علي . ر : لما نزل جبرئيل . أ : شد سلاحه . ر : حتى انتهى . أ : وأذن . أ ، ب : صدق الله وصدق رسوله .
لنهاية أحاديث سورة محمد .
( 474 )
من أمر فدك دون المؤمنين على وجهه تفسيرها لها ؟ قال : نعم لما نزل بها جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شد رسول الله سلاحه وأسرج دابته و شد علي عليه السلام سلاحه وأسرج دابته ثم توجها في جوف الليل وعلي لا يعلم حيث يريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتي انتهيا إلى فدك فقال له رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلم . ب ] : يا علي تحملني أو أحملك ؟ قال علي : أحملك يارسول الله ، فقال رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلم . ب ] : يا علي بل أنا أحملك لاني أطول بك ولا تطول بي . فحمل رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلم . ب ] عليا على كتفه ثم قام به فلم يزل يطول به حتى علا علي على سور حصن فصعد علي على الحصن ومعه سيف رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلم . ب ] فأذن على الحصن وكبر فابتدروا أهل الحصن إلى باب الحصن هرابا حتى فتحوه وخرجوا منه فاستقبلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بجمعهم ونزل علي إليهم فقتل علي ثمانية عشر من عظمائهم وكبرائهم وأعطى الباقون بأيديهم وساق رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلم . أ ، ب ] ذراريهم ومن بقي منهم وغنائمهم يحملونها على رقابهم إلى المدينة فلم يوجف فيها غير رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلم . أ . فهي لرسول الله . خ ] ولذريته خاصة دون المؤمنين .
وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا 7
620 ـ 2 ـ قال : حدثنا أحمد بن القاسم معنعنا :
عن أبي خالد الواسطي قال : قال أبو هاشم الرماني ـ وهو قاسم بن كثير ! ـ لزيد بن علي : يا أبا الحسين بأبي أنت وأمي هل كان علي [ صلوات الله عليه . أ ] مفترض الطاعة [ بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ] ؟ قال : فضرب رأسه ورق لذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [ قال . ر ] : ثم رفع رأسه فقال : يا أبا هاشم كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
____________
620 = . أبو هاشم الرماني الواسطي اسمه يحيى توفي سنة 122 وقيل سنة 145 ، وأما قاسم بن كثير فكنيته أبو هاشم ونسبته الخارفي الهمداني بياع السابري روى عنه سفيان الثوري . لهما ترجمة في التهذيب وهما ثقتان .
أ : وسنة أو كتاب . ب : أو سنة أو كتاب . ر : كان راده . أ ، ب : وكان القول . ر : لا تلدعوا امرا ذواينا ! . . . ما ادعاهما أحدهما . . . أ ، ب : ولا على جميع المسلمين . . . أ ، ب ر : فادعاها من أخي . خ : فما دعاها ابن أخي . وربما كان الصواب ( فادعاها ) على سبيل الاستفهام .
( 475 )
وسلم نبيا مرسلا فلم يكن أحد من الخلائق بمنزلته في شيء من الاشياء إلا أنه كان من الله للنبي قال : ( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) وقال : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) [ 80 / النساء ] وكان في علي أشياء من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان علي [ صلوات الله عليه . أ ] من بعده إمام المسلمين في حلالهم وحرامهم وفي السنة عن [ أ : من ] نبي الله وفي كتاب الله فما جاء به علي من الحلال والحرام أو من سنة أو من كتاب فرد الراد على علي وزعم أنه ليس من الله ولا رسوله كان الراد على علي كافرا فلم يزل كذلك حتى قبضه الله على ذلك شهيدا ، ثم كان الحسن والحسين فوالله ما ادعيا منزلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا كان القول من رسول الله فيها ما قال في علي [ غير . أ ، ب ] أنه قال : سيدي شباب أهل الجنة فهما كما سمى رسول الله كانا إمامي المسلمين أيهما أخذت منه حلالك وحرامك وبيعتك فلم يزالا كذلك حتى قبضا شهيدين ، ثم كنا ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بعدهما ولدهما ولد الحسن والحسين فوالله ما ادعى أحد منا منزلتهما من رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلم . أ ] ولا كان القول من رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلم . أ ، ب ] فينا ما قال في [ أمير المؤمنين . ر ] علي [ بن أبي طالب . ر ] والحسن والحسين [ عليهم السلام . ر ] غير أنا ذرية رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلم . ب ] يحق مودتنا وموالاتنا ونصرتنا على كل مسلم ، غير أنا أئمتكم في حلالكم وحرامكم يحق علينا أن نجتهد لكم ويحق عليكم أن لا تدعوا أمرنا [ من . ب ] دوننا فوالله ما ادعاها أحد منا لا [ من . أ ] ولد الحسن ولا من ولد الحسين أن فينا إمام مفترض الطاعة علينا وعلى جميع المسلمين ، فوالله ما ادعاها أبي علي بن الحسين في طول ما صحبته حتى قبضه الله إليه وما ادعاها محمد بن علي فيما صحبته من الدنيا حتى قبضه الله إليه فما ادعاها ابن أخي من بعده لا والله ولكنكم قوم تكذبون .
فالامام يا أبا هاشم منا المفترض الطاعة علينا وعلى جميع المسلمين : الخارج بسيفه ، الداعي إلى كتاب الله وسنة نبيه ، الظاهر على ذلك ، الجارية أحكامه ، فاما أن يكون إمام مفترض الطاعة علينا وعلى جميع المسلمين متكى فرشه [ ب : فراشه ] مرجيء على حجته مغلق عنه أبوابه يجري عليه أحكام الظلمة فانا لا نعرف هذا يا أبا هاشم .
621 ـ 3 ـ قال : حدثنا زيد بن حمزة معنعنا :
____________
621 . أورده المجلسي عنه في البحار ج 39 ص 232 . =
( 476 )
عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : أيها الناس علي مثل حد السيف والصابر من صبره الله يعني يدخل الجنة لمحبة علي ، معاشر الناس إعلموا أن علي بن أبي طالب فيكم مثل النجم الزاهر في السماء إذا طلع أضاء ما حوله ، معاشر الناس إعلموا أني إنما قلت هذا لاتقدم عليكم ليوم الوعيد ، معاشر الناس [ إنه . ر ] إذا كان يوم القيامة حشر الناس في صعيد واحد وحشر علي بن أبي طالب [ عليه السلام . أ ، ر ] وسط الفوج وأنا في أوله وولد علي بن أبي طالب في آخر الفوج ، معاشر الناس فهل رأيتم عبدا يسبق مولاه ، معاشر الناس إعلموا أن ولاية علي فرض عليكم أحفظه الله عليكم وهو قول جبرئيل عليه السلام هبط به إلي من رب العالمين معاشر الناس إعلموا أنه قول الله [ تعالى في كتابه . ر ] ( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) .
قال ابن عباس ! [ رضي الله عنه . ر ] والله لا أشركت في حب علي معه غيره . ثم قال [ قال . ب ] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إعلموا أن هذه الجنة والنار فمن [ ب : فعلى ] اليمين علي [ عليه السلام . أ ، ر ] وعلى الشمال الشيطان [ ر : شيطان ] إن اتبعتموه أضلكم وإن أطعتموه أدخلكم النار ، وعلي بن أبي طالب [ عليه السلام . أ ، ر ] إن اتبعتموه هداكم وان أطعتموه أدخلكم الجنة ، فوثب إليه أبو ذر الغفاري رضي الله عنه قال : يا رسول الله فكيف قلت ذا ؟ قال : لانه يأمر بالتقى ويعمل بها والشيطان يأمر بالمنكر ويعمل بالفحشاء .
والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم 9
[ تقدم في ح 567 سورة الحجرات في حديث الامام الباقر الاستشهاد بالآية ] .
ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان 10
622 ـ 4 ـ قال : حدثني محمد بن عيسى الدهقان معنعنا :
____________
= وفي أ : عمر رض . . . والصبر . ر : امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، ومثله في موارد أخر . ر : في وسط أ : ما أشركت . أ ، ر : لا فيه يأمر المنكر .
622 . أورده المجلسي في البحار ج 38 ص 225 .
وفي ذيل الآية 20 من سورة يس والآية 10 من سورة الواقعة من هذا الكتاب والدر المنثور وشواهد التنزيل و . . شواهد كثيرة في هذا المعنى عن ابن عباس وغيره . =
( 477 )
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قول الله تعالى . ر ] ( ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم) فقال ابن عباس رضي الله عنه : هم ثلاثة نفر : مؤمن آل فرعون وحبيب النجار صاحب مدينة أنطاكية وعلي بن أبي طالب عليه السلام .
لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة ، أصحاب الجنة هم الفائزون 20
623 ـ 1 ـ فرات قال : حدثني الحسين بن سعيد معنعنا :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية : ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة ، أصحاب الجنة هم الفائزون ) ثم قال : أصحاب الجنة من أطاعني وسلم لعلي الولاية بعدي ، وأصحاب النار من نقض البيعة والعهد وقاتل عليا بعدي ، ألا إن عليا بضعة مني فمن حاربه فقد حاربني ، ثم دعا عليا فقال : يا علي حربك حربي وسلمك سلمي وأنت العلم فيما بيني وبين أمتي .
624 ـ 5 ـ قال : حدثني عبد الرحمان بن محمد بن الحسن معنعنا :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية : ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة ، أصحاب الجنة هم الفائزون ) [ ثم قال : أصحاب الجنة ] من أطاعني وسلم لعلي الولاية بعدي ، ألا إن عليا بضعة مني فمن حاربه فقد حاربني . ثم دعا عليا وقال : يا علي حربك حربي وسلمك سلمي وأنت العلم فيما بيني وبين أمتي .
____________
= أ : قال ابن . . مؤمن من . أ ، ب : المدينة الانطاكية . ر : مدينة الانطاكية . والمثبت من خ .
623 . لفظة ( فرات ) من ب . أ : وقاتل مع علي . ر : وقاتل علي .
624 . هذه الرواية لم ترد في ر . أ ، ب : صدق وصدق رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
( 478 )
( 479 )
( ومن سورة الممتحنة )

يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة 1
625 ـ 1 ـ قال : حدثنا أبو القاسم العلوي [ قال : حدثنا فرات ] معنعنا :
عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : ( يا أيها آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ) قال : قدمت سارة مولاة بني هاشم ( 1 ) إلى المدينة فأتت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه من بني عبد المطلب فقالت : إني مولاتكم وقد أصابني جهد وقد أتيتكم ( 2 ) أتعرض لمعروفكم . فكسيت وحملت وجهزت وعمدها حاطب بن أبي بلتعة أخو بني أسد بن عبد العزى فكتب معها كتابا إلى أهل مكة بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أمر الناس أن تجهزوا ( 3 ) وعرف حاطب أن رسول الله صلى الله عليه
____________
625 . أخرجه الطبرسي في مجمع البيان وأخرجه أحمد والحميدي وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأبو عوانة وابن حبان وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي وابو نعيم معا في الدلائل عن علي ( عليه السلام ) كما في الدر المنثور . وأخرجه البلاذي في الانساب في ترجمة حاطب في الانساب بسنده عن علي ( عليه السلام ) . وتقدم ما يرتبط بالحديث في ذيل ح 3 من سورة الفتح . وللحديث مصادر كثيرة .
وحاطب له ترجمة في التهذيب وفيه إشارة إلى هذه القصة مات سنة 30 .
1 . قال الكلبي : هي مولاة عمرو بن هاشم وقال الزهري : مولاة قريش . وفي المجمع : مولاة ابي عمرو بن صيفي بن هشام .
2 . أ ، ر . ومواتيتكم .
3 . أ ، ر : تحت هروا . خ : يجهزوا .
( 480 )
وآله وسلم يريد أهل مكة فكتب إليهم يحذرهم ، وجعل لسارة جعلا على أن تكتم ( 1 ) عليه و تبلغ رسالته ففعلت ، فنزل جبرئيل عليه السلام على نبي الله فأخبره فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلين من أصحابه في أثرها : علي بن أبي طالب [ عليه السلام . أ ، ر ] وزبير بن العوام وأخبرهما خبر الصحيفة فقال : إن أعطتكما الصحيفة فخلوا سبيلها وإلا فاضربوا عنقها ، فلحقا سارة فقالا : أين الصحيفة التى كتبت معك يا عدوة الله ؟ فحلفت بالله ما معها كتاب ، ففتشاها فلم يجدا معها شئ فهما بتركها ثم قال أحدهما : والله ما كذبنا ولا كذبنا ، فسل سيفه وقال : أحلف بالله لا أغمده حتى يخرجون الكتاب أو يقع في رأسك . ـ فزعموا أنه علي بن أبي طالب [ عليه السلام . أ ، ب ] ـ قالت : فلله عليكما الميثاق إن أعطيتكما الكتاب لا تقتلاني ولا تصلباني ولا ترداني إلى المدينة . قالا : نعم . فأخرجته من شعرها فخليا سبيلها ثم رجعا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأعطياه الصحيفة فإذا فيها من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة ان محمدا قد نفر فاني ( 2 ) لا أدري إياكم أريد أو غيركم فعليكم بالحذر ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليه فأتاه فقال : تعرف هذا الكتاب يا حاطب ؟ قال : نعم . قال : فما حملك عليه ؟ فقال : أما والذي أنزل عليك الكتاب ما كفرت منذ آمنت ولا أجبتهم [ أ : أحببتهم ] منذ فارقتهم ، ولكن لم يكن أحد من أصحابك إلا وان بمكة الذي يمنع عشيرته ( 3 ) فأحببت أن أتخذ عندهم يدا ، وقد علمت أن الله ينزل بهم بأسه ونقمته وأن كتابي لا يغني عنهم شيئا . فصدقه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعذره فأنزل الله [ تعالى . ر ] : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ) .
____________
1 . أ ، ر : لسارة على أن لا تكتم عليه . ب : لسارة على أن تكتم . خ : لسارة جعلا أن تكتم عليه .
2 . أ : قد يعرفاني . ب : تغزفاني . ر : تفرقاني . والمثبت حسب خ .
3 . ر : الذي له ، أ ، ب : الذي يمنع الذي أو ، خ : وله بمكة الذي يمنع عشيرته . ومثله في المجمع .
