وعادهما أبو بكر وعمر فقال عمر لعلي : يا أبا الحسن إن نذرت لله نذرا واجبا فان كل نذر لا يكون لله فليس منه [ أ ( خ ل ) ، ر : فيه ] وفاء .
فقال علي بن أبي طالب [ عليه السلام . أ ] : إن عافا الله ولدي مما بهما صمت لله ثلاثة أيام متواليات ، وقالت فاطمة مثل مقالة علي وكانت لهم جارية نوبية تدعى فضة قالت : إن عافا الله سيدي مما بهما صمت لله ثلاثة أيام .
فلما عافا الله الغلامين مما بهما انطلق علي إلى جار يهودي يقال له : شمعون بن حارا فقال له : يا شمعون اعطني ثلاثة أصيع من شعير وجزة من صوف تغزله لك إبنة محمد [ صلى الله عليه وآله وسلم . أ ] فأعطاه اليهودي الشعير والصوف فانطلق إلى منزل فاطمة [ عليها السلام . أ ، ب ] فقال لها : يا بنت رسول الله كلي هذا واغزلي هذا . فباتوا وأصبحوا صياما فلما أمسوا قامت الجارية إلى صاع من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص : قرص لعلي وقرص لفاطمة وقرص للحسن وقرص للحسين وقرص للجارية ، وإن عليا صلى مع النبي [ أ : رسول الله ] صلى الله عليه وآله وسلم ثم أقبل إلى منزله [ أ : منزل فاطمة ] ليفطر فلما أن وضع بين أيديهم الطعام وأرادوا أكله فإذا سائل قد قام بالباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة . فألقى علي وألقى القوم من أيديهم الطعام وأنشأ علي بن أبي طالب هذه الابيات :
فـاطـم ذات الـود واليقيـن * يا بنت خير الناس أجـمـعـيـن
أما تريـن البائس الـمـسكين * قد جاء بالباب لـه حــنـيـن
يشكو إلــى الله ويـستكيـن * يشكو إلينا جائــع حـزيـــن
كل امرئ بـكسبــه رهيـن * مـن يفعل الخير يقـف سـمين
ويــدخل الجنـــة آمنيـن * حـرمت الجنة علـى الضنيـن
يهوى مـن الـنار إلى سجين * ويخرج منها إن خـرج بعد حين ( 1 )
قال : فأنشأت فاطمة عليها السلام وهي تقول :
أمرك يا ابن العم سمع طاعة * مابي من لؤم ولا ضراعة
____________
1 . السؤدد اليقين . ر : السؤدد واليقين وفي الشواهد : الرشد واليقين . ب : قد قام بالباب . ومثله في الشواهد . أ ، ر : يطلب إلى الله ويستكين . ب : يطلب لله . والمثبت من الشواهد والفرائد وفي رواية الصدوق : من يفعل الخير غدا يدين . ب : يخرج منها . . . طين .
( 522 )
امـط عـــنـي اللؤم والرقاعة * غديـت بـالبـر لـه صناعـة
إنـي سـأعطـيه ولا انهيه ساعة * أرجـو إن اطعمت من مجاعـة
أن ألـحـق الاخـيـار والجماعة * وأدخل الجـنة لي شفاعة ( 1 )
فأعطوه طعامهم وباتوا على صومهم لم يذوقوا إلا الماء ، فلما أمسوا قامت الجارية إلى الصاع الثاني فعجنته وخبزت [ منه . أ ، ب ] أقراص وإن عليا صلى مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم أقبل إلى منزله ليفطر فلما وضع بين أيديهم الطعام وأرادوا أكله إذا يتيم قد قام بالباب فقال [ ر : وقال ] : السلام عليكم يا أهل بيت محمد [ اني . ر . أ : أنا ] يتيم من يتامى المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة . قال : فألقى علي وألقى القوم من بين أيديهم الطعام وأنشأ علي بن أبي طالب عليه السلام [ وهو يقول . أ ، ب ] :
فاطم بنت السيـد الكريــم * بنـت نبــي ليس بــالزنيــم
قد جاءنا الله بـذي اليتيــم * ومـن يسلم فهــو السليــــم
حرمت الجنة علـى اللئيـم * لا يجوز [على.ر] الصراط المستقيم
طعامه الضريع في الجحيم * فصاحب البخل يقــف ذميم ( 2 )
____________
1 . في أ ، ر : يابن عم . ن : وطاعة . وفي أ ، ر : مالي من لؤم ولارضاعة . ب : وضاعة . وفي ر : هديت بالبر . وفي ش : اعطيه ولا ندعه ساعة . ر : بساعة . ب : لاعطيه . ب : إن طمعت . ر : من مخافة . ر : بالاخيار . وفي الثعلبي :
أمرك يا ابن العم سمع طاعة * مابي من لؤم ولا ضراعة
عذب من الخير له صناعة * أطعمه ولا أبالي الساعة
أرجو إذا أشبعت ذا مجاعة * ان الحق الاخيار والجماعة
وأدخل الجنة ولي شفاعة
وفي ش :
أمرك عندي يا ابن عم طاعة * مابي من لؤم ولا ضراعة
أعطيه ولا ندعه ساعة * نرجو له الغياث في المجاعة
ونلحق الاخيار والجماعة * وندخل الجنة بالشفاعة
2 . وفي الامالي بعد المقاطع الثلاثة :
من يرحم اليوم فهو رحيم * موعده في الجنة النعيم
حرمها الله على اللئيم * وصاحب البخل يقف ذميم
تهوى به النار إلى الجيم * شرابه الصديد والحميم =
( 523 )
قال : فأنشأت فاطمة عليها السلام وهي تقول هذه الابيات :
إني سأعطيـــه ولا أبالـي * وأوثـــر الله على عيالي
واقض هذا الغزل في الاغزال * أرجو بذاك الفوز في المال
ان يقبل الله وينمــي مالـي * ويكفني همي فــي أطفال
أمسوا جياعا وهم أشبـــال * أكرمهم علي فــي العيال
بكربلا يقتــل اقتتــــال * ولمن قتله الويــل والوبال
كبوله فارت على الاكبال ( 1 )
قال : فأعطوا طعامهم وباتوا على صومهم [ و . أ ، ر ] لم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صياما فلما أمسوا قامت الجارية إلى الصاع الثالث فعجنته وخبزت منه خمسة أقراص وإن عليا صلى مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم أقبل إلى منزله يريد أن يفطر فلما وضع بين أيديهم الطعام وأرادوا أكله فإذا أسير كافر قد قام بالباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد والله ما أنصفتمونا من أنفسكم تأسرونا وتقيدونا [ أ : وتعبدونا ] ولا تطعمونا أطعموني فاني أسير محمد . فألقى علي وألقى القوم من [ أ ، ر : بين ] أيديهم الطعام فأنشأ علي بن أبي طالب عليه السلام [ هذه الابيات . ر ] وهو يقول :
قد زانه الله بخلق أغيـــد * قد جاءنا الله بـــذي المقيـد
بالقيد مأسور فليس يهتــدي * من يطعم اليوم يجده في غـد
عند الاله الواحد الموحــد * وما زرعه الزارعون يحصـد
أعطيه ولا تجعليه أنكـــد * ثم اطلبي خزائن التي لم تنفـد 2
____________
= ولم يورد الحسكاني في الشواهد هذه الابيات وما بعدها اختصارا كما نبه عليه والظاهر ان المشرف على الطبعة الاولى من تفسير فرات استبدل أبيات فرات بأبيات الامالي لكنه ومع الاسف لم يشر إلى هذا التصرف .
وفي أ ، ر : الفوز وحسن الحال ان يقبل الله مني يسمى مال . وفي المناقب : على الكبال وفي الامالي :
فسوف أعطيه ولا أبـالــي * وأوثر الله على عيالــي
أمسوا جياعا وهـم أشبالـي * أصغر هما يقتل في القتال
في كربلا يقتـل باغتيــال * للقاتل الويل مع الوبــال
تهوى به النار إلى سفــال * كبولة زادت على اكبالــي =
( 524 )
قال : فأنشأت فاطمة عليها السلام وهي تقول :
يا ابن عــم لم يبق إلا صاع * قد دبرت الكف مع الذراع
ابنـــي والله مـا جيــاع * يا رب لا تتركهما ضياع
أبوهما للخيـــر صنــاع * قــد يصنع الخير بابتداع
عبل الذراعين شديــد الباع * ومـا على رأسي من قناع
إلا قناع نسجه نساع ( 1 )
قال : فأعطوه طعامهم وباتوا على صومهم [ و . ر ] لم يذوقوا إلا الماء فأصبحوا وقد قضى الله عليهم نذرهم وإن عليا [ عليه السلام . أ ، ر ] أخذ بيد الغلامين وهما كالفرخين لا ريش لهما يترججان من الجوع فانطلق بهما إلى منزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما نظر إليهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اغر ورقت عيناه بالدموع وأخذ بيد الغلامين فانطلق بها إلى منزل فاطمة عليها السلام فلما نظر إليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد تغير لونها وأذا بطنها لاصق بظهرها انكب عليها يقبل بين عينيها ، ونادته باكية : واغوثاه بالله ثم بك يا رسول الله من الجوع .
قال : فرفع رأسه إلى السماء وهو يقول : اللهم أشبع آل محمد . فهبط جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد إقرء . قال : وما أقرء ؟ قال : إقرء : ( إن الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب ) إلى آخر ثلاث آيات .
____________
2 . في ر : قد جان الله . ر ، أ : من يطعمه اليوم . ب : ما زرعت . أ : الخزائن . ب : خزائن لم تنفد وفي رواية الصدوق وقريب منها في الفرائد :
فاطمة يا بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مسدد
قد جاءك الاسير ليس يهتدي * مكبلا في غله مقيد
يشكو إلينا الجوع قد تمدد * من يطعم اليوم يجده في غد
عند العلي الواحد الموحد * ما يزرع الزارع سوف يحصد
فأطعمي من غير من أنكد
1 . في ب : نصاع . ر : نسباع ، وفي رواية الصدوق :
لم يبق مما كان غير صاع * قد دبرت كفي مع الذراع
شبلاي والله هما جياع * يا رب لا تتركهما ضياع
أبوهما للخير ذو اصطناع * عبل الذراعين شديد الباع
وما على رأسي من قناع * إلا عباء نسجها بصاع
( 525 )
ثم إن عليا [ عليه السلام . أ ، ر ] مضى من فور ذلك حتى أتى أبا جبلة الانصاري [ رضي الله عنه . ر ] فقال له : يا أبا جبلة هل من قرض دينار ؟ قال : نعم يا أبا الحسن أشهد الله وملائكته ان اكثر [ أ ، ر : اشترط ] مالي لك حلال من الله ومن رسوله ، قال : لا حاجة لي في شئ من ذلك إن يك قرضا قبلته . قال : فرفع [ ب : فدفع ] إليه دينارا .
ومر علي بن أبي طالب [ عليه السلام . ر ] يتخرق أزقة المدينة ليبتاع بالدينار طعاما فإذا هو بمقداد بن الاسود الكندي قاعد على الطريق فدنا منه وسلم عليه وقال : ، يا مقداد مالي أراك في هذا الموضع كئيبا حزينا ؟ ! فقال : أقول كما قال العبد الصالح موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام : ( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ) . قال : ومنذ كم يا مقداد ؟ قال : هذا أربع فرجع علي مليا ثم قال : الله أكبر الله أكبر آل محمد [ صلى الله عليه وآله وسلم . أ ، ر ] منذ ثلاث وأنت يا مقداد مذ أربع ! ! ! أنت أحق بالدينار مني . قال : فدفع إليه الدينار .
ومضى حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( في مسجده . ب ) [ أ ، ر : مسجد ] فلما انفتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضرب بيده إلى كتفه ثم قال : يا علي انهض بنا إلى منزلك لعلنانصيب به طعاما فعد بلغنا أخذك الدينار من أبي جبلة . قال : فمضى وعلي يستحي [ أ : مستحي ] من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رابط على بطنه حجرا من الجوع [ ب : حجر المجاعة ] حتى قرعا على فاطمة الباب فلما نظرت فاطمة عليها السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد أثر الجوع في وجهه ولت هاربة قالت : واسوأتاه من الله ومن رسوله كأن أبا الحسن ما علم أن [ ليس . ب ] عندنا مذ ثلاث .
ثم دخل مخدعا لها فصلت ركعيتن ثم نادت : يا إله محمد هذا محمد نبيك وفاطمة بنت نبيك وعلي ختن نبيك وابن عمه وهذان الحسن والحسين سبطي نبيك ، اللهم فان بني إسرائيل سألوك أن تنزل عليهم مائدة من السماء فأنزلتها عليهم وكفروا بها ، اللهم فان آل محمد لا يكفروا بها .
ثم التفتت مسلمة [ أ : ملمة ] فإذا هي بصحفة مملوة ثريد ومرق ( 1 ) فاحتملتها و وضعتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأهوي بيده إلى الصحفة فسبحت الصحفة والثريد والمرق فتلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( وإن من شيء إلا يسبح
____________
1 . ر : زيد وعرق . ب : مراق . أ : عراق . وفي المورد الثاني في أ ، ر : العراق . ب : المراق ، والمثبت من خ .
( 526 )
بحمده ) [ 44 / الاسراء ] ثم قال : كلوا ( 1 ) من جوانب القصعة ولاتهدموا صومعتها فان فيها البركة .
فأكل النبي صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام والنبي يأكل وينظر إلى علي متبسما وعلي يأكل وينظر إلى فاطمة متعجبا فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : كل يا علي ولا تسأل فاطمة عن شئ ، الحمد لله الذي جعل مثلك ومثلها مثل مريم بنت عمران وزكريا ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال : يا مريم أني لك هذا ؟ ! قالت : هو من عندلله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) ( 2 ) يا علي هذا بالدينار الذي أقرضته لقد أعطاك الله الليلة خمسة وعشرين جزءا من المعروف فأما جزء واحد فجعل لك في دنياك أن أطعمك من جنته و [ أما . ر ] أربعة وعشرون جزءا قد ذخرها لك لآخرتك .
677 ـ 2 ـ قال : حدثنا محمد بن إبراهيم الفزاري [ قال : حدثنا محمد بن يونس الكديمي قال : حدثنا حماد بن الجهني قال : حدثنا النهاس بن فهم عن القاسم بن عوف الشيباني . ش ] :
عن زيد بن أرقم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشد على بطنه الحجر من الغرث ـ يعني الجوع ـ فظل يوما صائما ليس عنده شئ فأتى بيت فاطمة والحسن والحسين [ يبكيان . أ ، ب ] ( فلما [ نظرا . أ ، ب ] إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسلقا على منكبيه وهما يقولان : يا أبانا قل لامنا تطعمنا ) ( 3 ) فقال رسول الله صلى الله
____________
1 . ن : يا علي كل . خ : يا علي كلوا ، والمثبت على سبيل الاستظهار .
2 . الآية 37 / آل عمران وقد تقدم في هذا الكتاب في ذيل الآية ما يرتبط بالقصة فلاحظ .
في ب : بدل الدينار . أ ، ر : فذحرها . ر : لك آخرتك .
677 . أخرجه الحاكم الحسكاني في الشواهد قائلا ـ بعد درجه عدة روايات في هذا المضمار ـ : وفي الباب عن زيد بن أرقم رواه فرات عن الكديمي فساويته ، أخبرناه أبو القاسم القرشي والحاكم قالا : أخبرنا أبو القاسم الماسرجسي قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يونس الكديمي . . . ثم قال بعد درج الحديث : اختصرته في مواضع . ثم انه في النسخة الكرمانية للشواهد والمعتمد عليها في ط 1 عن سفيان الكديمي .
وفي اليمنية : رواه فرات سفيان عن الكديمي تفسير فساويته . لكن شطب على كلمة سفيان .
وأخرجه أبو جعفر الكوفي القاضي في المناقب بتمامه في ج 1 ح 89 مع مغايرات طفيفة عن محمد بن سليمان البستي عن عبد الله بن حمدويه البغلاني عن الكديمي . =
( 527 )
عليه وآله وسلم لفاطمة : أطعمي ابني . قالت : ما في بيتي شئ إلا بركة رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلم . أ ] قال : فالتقاهما ( 1 ) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بريقه ؟ ؟ حتى شبعا و ناما فاقترضنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أقراض من شعير فلما أفطر رسول الله صلى الله عليه وآله وضعناها ( 2 ) بين يديه فجاء سائل فقال [ ر : وقال ] : ( يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة أطعموني مما رزقكم الله أطعمكم الله من موائد الجنة فاني مسكين . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا فاطمة بنت محمد قد جاءك المسكين وله حنين قم يا علي فاعطه . قال ( 3 ) : فأخذت قرصا فقمت فأعطيته فرجعت وقد حبس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده .
ثم جاء ثان فقال : يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة إني يتيم فأطعموني مما رزقكم الله أطعمكم الله من موائد الجنة . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا فاطمة بنت محمد قد جاء اليتيم وله حنين قم يا علي فاعطه . قال : فأخذت قرصا وأعطيته ثم رجعت وقد حبس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده .
قال : فجاء ثالث وقال يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة إني أسير فأطعموني مما رزقكم الله أطعمكم الله من موائد الجنة . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا فاطمة [ بنت محمد . ر ] قد جاءك اليسير وله حنين قم يا علي فاعطه . قال : فأخذت قرصا وأعطيته وبات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طاويا وبتنا طاوين [ فلما أصبحنا أصبحنا . ش ] مجهودين فنزلت هذه الآية : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) .
678 ـ 3 ـ قال : حدثني الحسين بن سعيد معنعنا :
عن عبد الله بن [ عبيدالله بن ] أبي رافع عن أبيه عن جده قال : صنع حذيفة طعاما ودعا عليا فجاء هو صائم فتحدث عنده ثم انصرف فبعث إليه حذيفة بنصف الثريد ( 4 )
____________
3 . كذا في المناقب ، وفي ن : يا باباه قل لما ماه تطعمناناه . ولم ترد هذه الجملة في الشواهد لان المصنف قد لخص الحديث .
1 . كذا في ش وفي ن : واطليالهما . وفي المناقب . فالعقهما .
2 . ر : وضعتاه . أ ، ب : وضعته . والمثبت من خ ، ش .
3 . ن : قالت
4 . ر : الثريدة . أ : بقصف . والمعنى واحد . وفي خ : علي أثلاثا .
( 528 )
فقسمها على أثلاث : ثلث له وثلث لفاطمة وثلث لخادمهم ، ثم خرج علي بن أبي طالب عليه السلام فلقيته امرأة معها يتامى فشكت الحاجة وذكرت حال أيتامها فدخل وأعطاها ثلثه لايتامها ، ثم جاءه سائل وشكى إليه الحاجة والجوع فدخل على فاطمة فقال : هل لك في الطعام وهو خير لك من هذا الطعام طعام الجنة على أن تعطيني حصتك ( 1 ) من هذا الطعام ؟ قالت : خذه . فأخذه ودفعه إلى ذلك المسكين ، ثم مربه أسير فشكى إليه الحاجة وشدة حاله ، فدخل وقال لخادمه مثل الذي قال لفاطمة وسألها حصتها من ذلك ، قالت : خذه . فأخذه ودفعه إلى ذلك الاسير فأنزل الله فيهم هذه الآيات الشريفة : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) إلى قوله : ( إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا ) .
679 ـ 5 ـ [ فرات . ب ] قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا :
عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) قال : نزلت في علي [ بن أبي طالب عليه السلام . أ ، ب ] و [ زوجته . أ ، ب ] فاطمة [ بنت محمد . أ ، ب ] وجارية لهما وذلك أنهم زاروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأعطى كل إنسان منهم صاعا من الطعام [ ب : طعام ] فلما انصرفوا إلى منازلهم جاء [ هم . ب ] سائل يسأل فأعطى علي صاعه ، ثم دخل يتيم [ عليه . ر . ب : عليهم ] من الجيران فأعطته فاطمة بنت محمد صاعها فقال لها علي : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول : قال الله : وعزتي وجلالي لا يسكت [ بكاء اليتيم . أ . ب ، ر : بكاؤه ] اليوم عبد إلا أسكنته من الجنة حيث يشاء ، ثم جاء أسير من أسراء أهل الشرك في أيدي المسلمين يستطعم فأمر علي السوداء خادمهم فأعطته صاعها فنزلت فيهم الآية : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ) .
680 ـ 9 ـ قال : حدثني محمد بن أحمد بن علي الهمداني [ قال حدثنا جعفر بن محمد العلوي قال : حدثنا محمد عن محمد بن عبد الله بن عبد [ خ ل : عبيد ] الله عن الكلبي عن أبي صالح . ش ] :
____________
1 . وفي أ ، ر : تمسك . وفي هامش أ : ثلثك والمثبت من ب . وفي خ : هل لك في طعام .
680 . ورواه عنه الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل وأخرج نحوه ابن مردويه كما في الدر المنثور .
( 529 )
عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما وأسيرا ) نزلت [ ش : أنزلت ] في علي وفاطمة أصبحا وعندهم ثلاثة أرغفة فأطعموا مسكينا ويتيما وأسيرا فباتوا جياعا فنزلت فيهم [ هذه . ش ] الآية .
وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما 30
681 ـ 6 ـ قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا :
عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :
يا مفضل إن الله خلقنا من نوره وخلق شيعتنا منا وسائر الخلق في النار ، بنا يطاع الله وبنا يعصى [ الله . أ ، ب ] ، يا مفضل سبقت عزيمة من الله أن لا يتقبل من أحد إلا بنا ولا يعذب أحدا إلا بنا ، فنحن باب الله وحجته وأمناؤه على خلقه وخزانه في سمائه وأرضه ، وحلالنا عن الله وحرامنا عن الله ، لا يحتجب من [ ر : عن ] الله إذا شئنا [ فهو ( ب : فمن ذلك قوله . ر ، ب ] : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) استثناء ومن [ ذلك . أ ، ب ] قوله ! إن الله جعل قلب وليه وكر الارادة فإذا شاء الله شئنا .
يدخل من يشاء في رحمته 31
682 ـ 4 ـ قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم والحسين بن سعيد معنعنا :
عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله تعالى : ( يدخل من يشاء في رحمته ) قال : الرحمة علي بن أبي طالب عليه السلام .
683 ـ 7 ـ قال : حدثنا جعفر بن محمد الاودي معنعنا :
عن جعفر بن محمد عليهما السلام [ في . ب ] قوله تعالى : ( يدخل من يشاء في رحمته ) قال أبو جعفر [ عليه السلام ] : ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام .
( 530 )
( 531 )
( ومن سورة المرسلات )

وإذا قيل لهم : اركعوا لا يركعون 48
684 ـ 1 ـ قال : حدثني أبو القاسم العلوي [ قال : حدثنا فرات ] معنعنا :
عن أبي حمزة الثمالي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام في قول الله تعالى : ( وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ) قال : تفسيرها في باطن القرآن : وإذا قيل للنصاب والمكذبين تولوا عليا لم يفعلوا لانهم الذين سبق عليهم في علم الله من الشقاء .
____________
684 . وفي تأويل الآيات الباهرة قال : روى الحسن بن علي الوشاء عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل ( وإذا قيل . . . ) قال : هي في بطن القرآن : وإذا قيل للنصاب تولوا عليا لا يفعلون .
وأورده المجلسي في البحار ج 36 ص 131 .
في أ ( خ ل ) : عن قول الله . ر : للناصبين . أ : إلا الذين . ر : إلا الذي . أ : الله الشقاء .
( 532 )
( 533 )
( ومن سورة عم )

عم يتساءلون * عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون 1 ـ 3
685 ـ 1 ـ قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي [ قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري قال : حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن حاتم . ش ] :
عن أبي حمزة الثمالي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى : ( عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ) فقال : كان علي بن أبي طالب عليه السلام يقول لاصحابه : أنا والله النبأ العظيم الذي اختلف في جميع الامم بألسنتها ، والله مالله نبؤ أعظم مني ولا لله آية أعظم مني .
686 ـ 2 ـ قال : حدثني جعفر بن محمد [ قال : حدثني أحمد بن محمد الرافعي قال : أخبرني محمد بن حاتم عن رجل من أصحابه . ش ] :
عن أبي حمزة الثمالي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى : ( عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ) فقال : كان علي بن أبي طالب عليه السلام يقول لاصحابه : أنا والله النبأ العظيم الذي اختلف في جميع الامم بألسنتها
____________
685 . رواهما عنه الحاكم الحسكاني في الشواهد وقال : ورواه غيره عن أبي جعفر . وأورده المجلسي في البحار ج 36 ص 3 .
وأخرج نحوه الكليني في الكافي والصفار في البصائر وفي معناه روايات عن علي المرتضى والصادق والرضا عليهم السلام .
686 . في أ : اختلف فيه . ب : اختلفت في . ولم ترد هذه الرواية في ( ر ) ولم يذكر الحسكاني منها إلا السند قائلا عقيبه : به لفظا سواء .
( 534 )
والله ما لله نبؤ أعظم مني ولا لله آية أعظم مني .
يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا 38
687 ـ 3 ـ قال : حدثني علي بن محمد بن عمر الزهري [ قال : حدثني محمد بن العباس بن عيسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن صالح بن سهل . ش ] :
عن أبي جارود قال : قال أبو جعفر عليه السلام [ في ( ر : عن ) قوله . ب ، ر . تعالى . ر ] : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا ) قال : إذا كان يوم القيامة خطف قول ( لا إله إلا الله ) من [ ش : عن ] قلوب العباد في الموقف إلا من أقر بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام وهو قوله : ( إلا من أذن له الرحمان ) من أهل ولاية علي فهم الذين يؤذن لهم بقول ( لا إله إلا الله ) .
688 ـ 4 ـ [ فرات . ش ] قال : حدثني القاسم بن الحسن بن حازم [ أ : خازم ] القرشي [ قال : حدثنا الحسين بن علي النقاد عن محمد بن سنان . ش ] :
عن أبي حمزة الثمالي قال : دخلت على محمد بن علي عليهما السلام وقلت : يا ابن رسول الله حدثني بحديث ينفعني . قال : يا أبا حمزة كل يدخل الجنة إلا من أبى . قال : قلت : يا ابن رسول الله أحد يأبى [ [ أن . أ ، ب ] يدخل الجنة ؟ قال : نعم . قلت : من ؟ قال : من لم يقل : لا إله إلا الله محمد رسول الله . قال : قلت : يا ابن رسول الله حسبت [ ظ ] أن لا أروي هذا الحديث عنك . قال : ولم ؟ قلت : إني تركت المرجئة والقدرية والحرورية وبني أمية [ كل . ن ] يقولون : لا إله إلا الله محمد رسول الله . فقال : أيهات أيهات إذا كان يوم
____________
687 . رواه عنه الحافظ أبو القاسم الحذاء في شواهد التنزيل .
محمد بن العباس أبو عبد الله كان يسكن بني غاضرة ثقة له كتب منها كتاب التفسير . قاله النجاشي .
الحسن بن علي كوفي من وجوه الواقفة طعن فيه ابن فضال والكشي .
صالح بن سهل كوفي من أصحاب الباقر والصادق من أهل همدان . له ذكر في اسناد كامل الزيارات وتفسير القمي وغيرهما .
اختلاف النسخ : ن : خطفت والمثبت من ش .
688 . رواه عنه الحاكم الحسكاني في كتابه القيم شواهد التنزيل .
في ر : حيث . ب : حببت أن لا . ب : كلا يقولون . ش ، ر : والباقين . أ ، ب : صدق الله العظيم .
( 535 )
القيامة سلبهم الله إياها لا يقولها [ ش : فلم يقلها ] إلا نحن وشيعتنا والباقون منها براء أما سمعت الله يقول : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا ) قال : من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله .
( 536 )
( 537 )
( ومن سورة النازعات )

يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة 6 ـ 7
689 ـ 1 ـ قال : حدثنا أبو القاسم العلوي [ قال : حدثنا فرات ] معنعنا :
عن أبي عبد الله عليه السلام [ في قوله . ب ، ر ] : ( يوم ترجف الراجفة ، تتبعها الرادفة ) : الراجفة الحسين بن علي والرادفة علي بن أبي طالب عليهما السلام وهو أول من ينفض رأسه من التراب الحسين بن علي في خمسة وتسعين ألفا وهو قول الله : ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد ، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ) [ 51 / غافر ]
____________
689 . ورواه محمد بن العباس عن جعفر بن محمد الفزاري ( شيخ فرات ) عن القاسم بن إسماعيل عن علي بن خالد العاقولي عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن سليمان بن خالد قال : قال أبو عبد الله عليه السلام . وفيه : وأول من ينفض . وفي أ ، ب : مع الحسين بن علي . وفي رواية محمد بن العباس : وسبعين .
( 538 )
( 539 )
( ومن سورة عبس )

يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه 34 ـ 36
690 ـ 1 ـ قال : حدثنا أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان العلوي [ قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي ] معنعنا :
عن أبي هريرة قال : سمعت أبا القاسم يقول في هذه الآية : ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ) إلا من تولى بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام فانه لا يفر من والاه ولا يعادي من أحبه ولا يحب من أبغضه ولا يود من عاداه ، علي له في الجنة قصر من ياقوتة حمراء [ أسفلها من زبرجد أخضر وأعلاها من ياقوتة حمراء . ر ، ب ] [ وسطها أحمر . أ ، ر ] وثلثا القصر مرصع بأنواع الياقوت والجوهر ، عليه شرف يعرف بتسبيحه وتقديسه وتحميده وتمجيده ، له سقف يا أبا هريرة ما هو ؟ قال أبو هريرة : ما أدري يا رسول الله . قال : هو العرش وأرضه الزعفران قاله له الرحمان : كن فكان لا يسكنه إلا علي وأصحابه وأنا وعلي في دار واحدة وعلي مع الحق وغيره مع الباطل .
____________
690 . أورده المجلسي في البحار ج 39 ص 233 ط إيران . وفي ر : وعلي له في الجنة .
