وفي الكافي ، والعياشي : عن الباقر عليه السلام أولئك قوم مؤمنون يحدثون في إيمانهم من الذنوب التي يعيبها المؤمنون ويكرهونها فاولئك عسى الله أن يتوب عليهم .
والعياشي : عنه عليه السلام في هذه الآية قال : ـ عسى ـ من الله واجب وإنما نزلت في شيعتنا المذنبين .
وفي رواية أخرى : قوما اجترحوا ذنوبا مثل حمزة وجعفر الطيار ، ثم تابوا ، ثم قال : ومن قتل مؤمنا لم يوفق للتوبة إلا أن الله لا يقطع طمع العباد فيه ، ورجاءهم منه ، قال : هو أو غيره إن ـ عى ـ من الله واجب .
(103) خذ من أموالهم صدقة .
القمي : نزلت حين أطلق أبو لبابة وعرض ماله للتصدق . تطهرهم : الصدقة أو أنت . وتزكيهم بها : أي تنسبهم إلى الزكاء ، والتزكية : مبالغة في التطهير وزيادة فيه ، أو بمعنى الأنماء والبركة في المال . وصل عليهم : وترحم عليهم بالدعاء لهم بقبول صدقاتهم وغيره . إن صلاتك سكن لهم : تسكن إليها نفوسهم ، وتطمئن بها قلوبهم ، والله سميع : يسمع دعاءك لهم . عليم : يعلم ما يكون منهم .
في المجمع : عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : ( اللهم صل عليهم ) .
والعياشي : عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية أجارية هي في الأمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : نعم .
وفي الكافي : عنه عليه السلام لما نزلت آية الزكاة : ( خذ من أموالهم صدقة ) وانزلت في شهر رمضان فأمر رسول الله مناديه فنادى في الناس إن الله فرض عليكم الزكاة كما فرض عليكم الصلاة ، ففرض الله عليهم من الذهب والفضة ، وفرض عليهم الصدقة من الأبل والبقر والغنم ، ومن الحنطة والشعير والتمر والزبيب ، ونادى بهم في رمضان ، وعفى لهم عما سوى ذلك ، قال : ثم لم يتعرض لشيء من أموالهم حتى حال عليهم الحول من قابل فصاموا وأفطروا فأمر مناديه فنادى في المسلمين أيها المسلمون زكوا أموالكم
( 372 )
تقبل صلاتكم ، قال : ثم وجه عمال الصدقة وعمال الطسوق (1) .
(104) ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده : إذا صحت . ويأخذ الصدقات : إذا صدرت عن خلوص النية يقبلها قبول من يأخذ شيئا ليؤدي بدله .
في التوحيد : عن الصادق عليه السلام في حديث والأخذ في وجه القبول منه ، كما قال : ( ويأخذ الصدقات ) أي يقبلها من أهلها ويثيب عليها .
وفي الكافي : عنه عليه السلام إن الله يقول ما من شيء إلا وقد وكلت به من يقبضه غيري إلا الصدقة فإني أتلقفها (2) بيدي تلقفا حتى أن الرجل ليتصدق بالتمرة أو بشق التمرة فأربيها له كما يربي الرجل فلوه (3) وفصيله (4) فيأتي يوم القيامة وهو مثل أُحد وأعظم من أُحد .
والعياشي عن السجاد عليه السلام ضمنت على ربي أن الصدقة لا تقع في يد العبد حتى تقع في يد الرب وهو قوله : ( هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ) .
وعنه عليه السلام أنه كان إذا أعطى السائل قبل يد السائل ، فقيل له : لم تفعل ذلك ؟ قال : لأنها تقع في يد الله قبل يد العبد ، وقال : ليس من شيء إلا وكل به ملك إلا الصدقة فإنها تقع في يد الله ، قال الراوي : أظنه يقبل الخبز أو الدرهم .
وفي الكافي ، والعياشي : عن الصادق عليه السلام كان أبي إذا تصدق بشيء وضعه في يد السائل ثم ارتده منه وقبله وشمه ثم رده في يد السائل .
وفي الخصال : عن أمير المؤمنين عليه السلام إذا ناولتم السائل شيئا فاسألوه أن يدعو لكم فإنه يجاب له فيكم ولا يجاب في نفسه لأنهم يكذبون ، وليرد الذي ناوله يده إلى فيه فيقبلها فإن الله تعالى يأخذها قبل أن تقع في يده كما قال تعالى : ( ألم يعلموا أن الله هو
____________
(1) الطسوق بالفتح ما يوضع من الخراج على الجربان منه رحمه الله .
(2) لقفه كسمح لقفا ولقفانا محركة تناوله بسرعة ق .
(3) الفلو بالكسر وكعدو وسمو الجحش والمهر فطما أو بلغا السنة جمعه افلا ق .
(4) الفصيل ولد الناقة إذا فصل عن امه جمعه فصلان بالضم والكسر وككتاب ق .
( 373 )
يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ) وأن الله هو التواب الرحيم : من شأنه قبول توبة التائبين والتفضل عليهم .
(105) وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون خيرا كان أو شرا .
في الكافي ، والعياشي : عن الباقر عليه السلام أنه ذكر هذه الآية فقال : هو والله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام . وعن الصادق عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية فقال : والمؤمنون : هم الأئمة عليهم السلام .
والقمي : عنه عليه السلام مثله .
وفي الكافي : عنه عليه السلام قال : إيّانا عنى . وعنه عليه السلام إنه قرأ هذه الآية فقال : ليس هكذا هي إنما هي والمأمونون فنحن المأمونون .
وفيه ، والعياشي : عنه عليه السلام قال : تعرض الأعمال على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعمال العباد كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروها ، وهو قول الله تعالى : ( وقل اعملوا ) الآية .
والعياشي : عنه عليه السلام في هذه الآية قال : إن الله شاهد في أرضه وإنما أعمال العباد تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وفي الكافي : عنه عليه السلام ما لكم تسوؤن رسول الله فقيل : كيف نسوؤه فقال : أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه ، فإذا رأى معصية فيها ساءه ذلك فلا تسوؤا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسروه .
وعن الرضا عليه السلام : أنه قيل له : ادع الله لي ولأهل بيتي فقال : أو لست أفعل والله إن أعمالكم تعرض علي في كل يوم وليلة ، قال : فاستعظمت ذلك ، فقال : أما تقرأ كتاب الله فقال : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) ، قال : هو والله علي بن أبي طالب .
( 374 )
والقمي : عن الصادق عليه السلام إن أعمال العباد تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا وليستحي أحدكم أن يعرض على نبيه العمل القبيح .
وعنه عليه السلام ، والعياشي : عن الباقر عليه السلام ما من مؤمن يموت أو كافر يوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أمير المؤمنين عليه السلام وهلم جرا إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد . فذلك قوله : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) . وستردون إلى عالم الغيب والشهادة : بالموت . فينبئكم بما كنتم تعملون : بالمجازاة .
(106) وآخرون مرجؤن : مؤخرون أي موقوف أمرهم من أرجأته إذا أخرته ، وقريء مرجون بالواو وهو بمعناه . (1) لأمر الله : في شأنهم . إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم : بأحوالهم . حكيم : فيما يفعل بهم .
في الكافي ، والعياشي عن الباقر عليه السلام ، والقمي : عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما من المؤمنين ثم أنهم دخلوا في الأسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك ولم يعرفوا الأيمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنة ، ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار فهم على تلك الحال إما يعذبهم الله وإما يتوب عليهم .
(107) والذين اتخذوا مسجدا : وقريء الذين بدون الواو لأنه قصة برأسها .
في الجوامع : روي أن بني عمرو بن عوف لما بنوا مسجد قباء (2) وصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حسدتهم إخوتهم بنو غنم بن عوف ، وقالوا : نبني مسجدا نصلي فيه ولا نحضر جماعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فبنوا مسجدا إلى جنب
____________
(1) قال الازهري الارجاء يهمز ولا يهمز يقال أرجأت الامر وأرجيته .
(2) هو بضم القاف يقصر ويمد ولا يصرف ويذكر ويؤنث موضع بقرب المدينة المشرفة من جهة الجنوب نحوا من ميلين وهو المسجد الذي اسس على التقوى من اول يوم م .
( 375 )
مسجد قباء وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : وهو يتجهز إلى تبوك إنا نحب أن
تأتينا فتصلي لنا فيه ، فقال : إني على جناح سفر ، ولما انصرف من تبوك نزلت فأرسل من هدم المسجد وأحرقه وأمر أن يتخذ مكانه كناسة يلقى فيها الجيف والقمامة . ضرارا : مضارة للمؤمنين أصحاب مسجد قباء وكفرا : وتقوية للكفر الذي كانوا يضمرونه . وتفريقا بين المؤمنين : الذين كانوا يجتمعون للصلاة في مسجد قبا ، أرادوا أن يتفرقوا عنه ، وتختلف كلمتهم . وإرصادا : وإعدادا أو ترقبا . لمن حارب الله ورسوله من قبل : يعني أبا عامر (1) الراهب . قيل : بنوه على قصد أن يؤمهم فيه أبو عامر إذا قدم من الشام .
في الجوامع : أنه كان قد ترهب في الجاهلية ، ولبس المسوح ، فلما قدم النبي المدينة حسده وحزب عليه الأحزاب ، ثم هرب بعد فتح مكة وخرج إلى الروم وتنصر ، وكان هؤلاء يتوقعون رجوعه إليهم وأعدوا هذا المسجد له ليصلي فيه ، ويظهر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنه كان يقاتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزواته إلى أن هرب إلى الشام ليأتي من قيصر بجنود يحارب بهم رسول الله ومات بقنسرين (2) وحيدا . وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى : ما أردنا ببنائه إلا الخصلة الحسنى وهي الصلاة والذكر ، والتوسعة على المصلين . والله يشهد إنهم لكاذبون : في حلفهم .
القمي : كان سبب نزولها أنه جاء قوم من المنافقين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا : يا رسول الله أتأذن لنا أن نبني مسجدا في بني سالم للعليل ، والليلة المطيرة ، والشيخ الفاني ، فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على الخروج إلى تبوك ، فقالوا : يا رسول الله لو أتيتنا فصليت فيه ، قال : أنا على جناح السفر فإذا وافيت إن شاء الله آتيته وأصلي فيه .
فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من تبوك نزلت عليه هذه الآية
____________
(1) وهو من اشراف قبيلة خزرج وله مهارة في علم التوراة والانجيل وكان يحدث نعت النبي على اهل المدينة فلما بعث النبي صلى الله عليه وآله وقدم بالمدينة حسده وهو أبو حنظلة غسيل الملائكة الذي قتل مع النبي صلى الله عليه وآله يوم أُحد وكان جنبا فغسله الملائكة .
(2) قنسرين وقنسرون بالكسر فيهما كورة بالشام وتكسر نونهما ق .
( 376 )
في شأن المسجد ، وأبي عامر الراهب ، وقد كانوا حلفوا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنهم يبنون ذلك للصلاح والحسنى ، فأنزل الله على رسوله ( والذين اتخذوا مسجدا ) الآية ، قال : ( وإرصادا لمن حارب الله ) يعني أبا عامر الراهب كان يأتيهم فيذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه .
وفي تفسير الأمام عليه السلام عند قوله : ( ولا تقولوا راعنا ) من سورة البقرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأتيه الأخبار عن صاحب دومة (1) الجندل وكان ملك النواحي له مملكة عظيمة مما يلي الشام وكان يهدد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقصده ، وقتل أصحابه ، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خائفين وجلين من قبله .
قال : ثم إن المنافقين اتفقوا وبايعوا لأبي عامر الراهب الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الفاسق وجعلوه أميرا عليهم ونجعوا له بالطاعة ، فقال لهم : الرأي أن أغيب عن المدينة لئلا أتهم إلى أن يتم تدبيركم ، وكاتبوا اكيدر ـ صاحب دومة الجندل ـ ليقصد إلى المدينة فأوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعرفه ما أجمعوا عليه من أمره ، وأمره بالمسير إلى تبوك . وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلما أراد غزوا ورى بغيره إلا غزاة تبوك فإنه أظهر ما كان يريده ، وأمرهم أن يتزودوا لها ، وهي الغزاة التي افتضح فيها المنافقون وذمهم الله تعالى في تثبطهم عنها ، وأظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أوحى الله تعالى إليه أن الله سيظهره باكيدر حتى يأخذه ويصالحه على ألف أوقية ذهب في رجب ومائتي حلة وألف أوقية في صفر وينصرف سالما إلى ثمانين يوما ،
فقال لهم رسول الله : إن موسى وعد قومه أربعين ليلة وإني أعدكم ثمانين ليلة ارجع سالما غانما ظافرا بلا حرب يكون ولا يشتاك أحد من المؤمنين .
فقال المنافقون : لا والله ولكنها آخر كرامة كذا التي لا ينجبر بعدها إن
____________
(1) دومة الجندل حصن عادي بين المدينة والشام يقرب من تبوك وهي اقرب الى الشام وهي لفصل بين الشام والعراق وهي احد حدود فدك ويقال انها تسمى بالجوف قال الجوهري واصحاب اللغة يقولون بضم الدال واصحاب الحديث يفتحونها م .
( 377 )
أصحابه ليموت بعضهم في هذا الحر ، ورياح البوادي ، ومياه المواضع المؤذية الفاسدة ، ومن سلم من ذلك فبين أسير في يد أكيدر ، وقتيل وجريح ، واستأذنه المنافقون بعلل ذكروها بعضهم يعتل بالحر وبعضهم بمرض بجسده ، وبعضهم بمرض في عياله ، وكان يأذن لهم
فلما أصبح وضح عزم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الرحلة إلى تبوك . عمد هؤلاء المنافقون فبنوا خارج المدينة مسجدا ، وهو مسجد الضرار يريدون الأجتماع فيه ، ويوهمون أنه للصلاة وإنما كان ليجتمعوا فيه لعلة الصلاة فيتم تدبيرهم ، ويقع هناك ما يسهل به لهم ما يريدون ، ثم جاء جماعة منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا : يا رسول الله إن بيوتنا قاصية عن مسجدك فإنا نكره الصلاة في غير جماعة ، ويصعب علينا الحضور وقد بنينا مسجدا فإن رأيت أن تقصده وتصلي فيه لنتيمن ونتبرك بالصلاة في موضع مصلاك .
فلم يعرفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما عرفه الله عن أمرهم ونفاقهم ، وقال : إئتوني بحماري فأتي باليعفور فركبه يريد نحو مسجدهم فكلما بعثه هو وأصحابه لم ينبعث ، ولم يمش ، فإذا صرف رأسه عنه إلى غيره سار أحسن سيره وأطيبه ، قالوا : لعل هذا الحمار قد رآى من الطريق شيئا كرهه ولذلك لا ينبعث نحوه .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إئتوني بفرس فركبه فلما بعثه نحو مسجدهم لم ينبعث ، وكلما حركوه نحوه لم يتحرك حتى إذا فتلوا رأسه إلى غيره سار أحسن سير ، فقالوا : ولعل هذا الفرس قد كره شيئا في هذا الطريق ، فقال : تعالوا نمش إليه فلما تعاطى هو ومن معه المشي نحو المسجد جفوا في مواضعهم ، ولم يقدروا على الحركة وإذا هموا بغيره من المواضع خفت حركاتهم ، ونقيت أبدانهم وبسطت قلوبهم .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هذا أمر قد كرهه الله وليس يريده الآن وأنا على جناح سفر فأمهلوني حتى أرجع إن شاء الله ، ثم أنظر في هذا نظرا يرضاه الله ، وجد في العزم على الخروج إلى تبوك ، وعزم المنافقون على اصطلام مخلفيهم إذا خرجوا فأوحى الله تعالى إليه يا محمد إن العلي الأعلى يقرؤك السلام ويقول : إما أن تخرج أنت
( 378 )
ويقيم علي ، وإما أن يخرج علي وتقيم أنت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ذاك لعلي فقال : علي السمع والطاعة لأمر الله وأمر رسوله ، وإن كنت أحب أن لا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حال من الأحوال .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، قال : رضيت يا رسول الله ، فقال له رسول الله : يا أبا الحسن إن أجر خروجك معي في مقامك بالمدينة ، وإن الله قد جعلك أمة وحدك كما جعل إبراهيم امة تمنع جماعة المنافقين والكفار هيبتك عن الحركة على المسلمين .
فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشيعه علي خاض المنافقون وقالوا : إنما خلفه محمد بالمدينة لبغضه له وملاله منه ، وما أراد بذلك إلا أن يبيته المنافقون فيقتلوه ، فاتصل ذلك برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال علي : أتسمع ما يقولون يا رسول الله .
فقال رسول الله ما يكفيك إنك جلدة ما بين عيني ، ونور بصري ، وكالروح في بدني ، ثم سار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأصحابه ، وقام علي بالمدينة ، فكان كلما دبّر المنافقون أن يواقعوا بالمسلمين فزعوا من علي وخافوا أن يقوم معه عليهم يدفعهم عن ذلك ، وجعلوا يقولون فيما بينهم : هي كرة محمد التي لا يؤب منها ، ثم ذكر قصة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع اكيدر وأخذه له وصلحه معه على ما مر ذكره .
ثم قال : وعاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غانما ظافرا وأبطل الله كيد المنافقين ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإحراق مسجد الضرار فأنزل الله تعالى : ( والذين اتخذوا مسجدا ضرارا ) الآيات ثم ذكر إن أبا عامر الراهب كان عجل هذه الأمة كعجل قوم موسى وأنه دمر الله عليه وأصابه بقولنج وبرص وفالج ولقوة وبقي أربعين صباحا في أشد عذاب ثم صار إلى عذاب الله .
(108) لا تقم فيه أبدا : أي لا تصل فيه أبدا ، يقال : فلان يقوم بالليل أي يصلي . لمسجد أسس على التقوى من أول يوم : من أيام وجوده .
( 379 )
في الكافي : عن الصادق ، والعياشي : عنهما عليهما السلام ، والقمي : يعني مسجد قبا . قيل : أسسه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصلى فيه أيام مقامه بقبا . أحق أن تقوم فيه : أولى بأن تصلي فيه .
العياشي : قال : يعني من مسجد النفاق ، وكان على طريقه رجل إذا أتى مسجد قبا فقام فينضح بالماء والسدر ويرفع ثيابه عن ساقيه ويمشي على حجر في ناحية الطريق ويسرع المشي ويكره أن يصيب ثيابه منه شيء فسألته هل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي في مسجد قبا ؟ قال : نعم . فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين .
العياشي : عن الصادق عليه السلام هو الاستنجاء بالماء والقمي كانوا يتطهرون بالماء .
وفي المجمع : عن الباقر والصادق عليهما السلام يحبون أن يتطهروا بالماء عن الغايط والبول . وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأهل قبا : ماذا تفعلون في طهركم ؟ فإن الله قد أحسن عليكم الثناء ، قالوا نغسل أثر الغايط ، فقال : أنزل الله فيكم ( والله يحب المطهرين .
(109) أفمن أسس بنيانه : بنيان دينه . على تقوى من الله ورضوان : على قاعدة محكمة هي الحق الذي هو التقوى من الله وطلب مرضاته بالطاعة . خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار : على قاعدة هي أضعف القواعد وأقلها بقاء ، وهو الباطل والنفاق الذي مثله مثل ( شفا جرف هار ) في قلة الثبات ، والشفا : الشفير ، وجرف الوادي : جانبه الذي ينحفر أصله بالماء وتجرفه السيول ، والهار : الهاير الذي أشفى على السقوط والهدم ، وقريء أسس على البناء للمفعول ، وجرف بالتخفيف . فانهار به في نار جهنم : لما جعل الجرف والهار مجازا عن الباطل قيل : فانهار به في نار جهنم ، والمعنى : فهوى به الباطل في نار جهنم ، فكأن المبطل أسس بنيانا على شفير جهنم فطاح به إلى قعرها .
القمي : عن الباقر عليه السلام مسجد الضرار الذي أسس على شفا جرف هار
( 380 )
فانهار به في نار جهنم . والله لا يهدي القوم الظالمين : إلى ما فيه صلاح ونجاة .
(110) لا يزال بنيانهم الذي بنوا : يعني مسجد الضرار . ريبة في قلوبهم : سبب شك وازدياد نفاق في قلوبهم لا يضمحل أثره ، ثم لما هدمه الرسول رسخ ذلك في قلوبهم ، وازداد بحيث لا يزول رسمه . إلا أن تقطع قلوبهم : قطعا بحيث لا يبقى لها قابلية الأدراك والأضمار .
في الجوامع عن الصادق عليه السلام إنه قرأ ( إلى أن تقطع والقمي : حتى تقطع قلوبهم ) . وقريء نقطع والله عليم : بنياتهم . حكيم : فيما أمر بهدم بنائهم .
القمي : فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مالك بن دخثم الخزاعي ، وعامر بن عدي أخا بني عمرو بن عوف على أن يهدموه ويحرقوه فجاء مالك فقال لعامر : انتظرني حتى أخرج نارا من منزلي فدخل وجاء بنار وأشعل في سعف النخل ثم أشعله في المسجد فتفرقوا ، وقعد زيد بن حارثة حتى احترقت البنية ثم أمر بهدم حايطه .
(111) إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة : تمثيل لأثابة الله إياهم بالجنة على بذل أنفسهم وأموالهم في سبيله . يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون : استيناف ببيان ما لأجله الشرى ، وقريء بتقديم المبني للمفعول . وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن : وعد ذلك على نفسه وعدا ثابتا مثبتا في الكتب الثلاثة . ومن أوفى بعهده من الله : أي لا أحد أوفى بعهده من الله . فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به : فافرحوا به غاية الفرح إذ بعتم فانيا بباق ، وزائلا بدائم . وذلك هو الفوز العظيم .
(112) التائبون : رفع على المدح أي هم التائبون .
وفي قراءة الباقر والصادق عليهما السلام التائبين إلى قوله والحافظين رواها في المجمع عنهما عليهما السلام اجراء على الصفة للمؤمنين .
في الكافي : عن الباقر عليه السلام إنه تلا ( تلي ظ ) عنده ( التائبون العابدون ) ، فقال : لا ، إقرَأ ( التائبين العابدين ) إلى آخرها ، فسئل عن العلة في ذلك ، فقال : اشترى من
( 381 )
المؤمنين التائبين العابدين . العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين .
في الكافي : عن الصادق عليه السلام لما نزلت هذه الآية ( إن الله اشترى من المؤمنين ) قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا نبي الله أرأيتك الرجل يأخذ سيفه فيقاتل حتى يقتل إلا أنه يقترف من هذه المحارم أشهيد هو ؟ فأنزل الله على رسوله ( التائبون العابدون ) الآية فبشر النبي المجاهدين من المؤمنين الذين هذه صفتهم وحليتهم بالشهادة والجنة .
وقال : ( التائبون ) : من الذنوب ، ( العابدون ) : الذين لا يعبدون إلا الله ولا يشركون به شيئا ، ( الحامدون ) : الذين يحمدون على كل حال في الشدة والرخاء ، ( السائحون ) : الصائمون ، ( الراكعون الساجدون ) : الذين يواظبون على الصلوات الخمس ، ( الحافظون ) : لها والمحافظون عليها بركوعها وسجودها والخشوع فيها وفي أوقاتها الآمرون بالمعروف بعد ذلك ، والعاملون به ، والناهون عن المنكر ، والمنتهون عنه ، قال : فبشر من قتل وهو قائم بهذه الشروط بالشهادة والجنة الحديث .
أقول : إنما فسر السياحة بالصيام لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : سياحة أمتي الصيام .
وعنه عليه السلام لقى عباد البصري علي بن الحسين عليه السلام في طريق مكة فقال له : يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحج ولينته إن الله اشترى من المؤمنين الآية ، فقال له علي بن الحسين عليه السلام : أتم الآية فقال : ( التائبون العابدون ) الآية ، فقال له علي بن الحسين عليهما السلام : إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج .
والقمي : لقى الزهري علي بن الحسين عليه السلام إلى آخر الحديث .
العياشي : قال : هم الأئمة عليهم السلام .
والقمي : قال نزلت الآية في الأئمة عليهم السلام لأنه وصفهم بصفة لا تجوز في
( 382 )
غيرهم فالآمرون بالمعروف : هم الذين يعرفون المعروف كله صغيره وكبيره ودقيقه وجليله ، والناهون عن المنكر : هم الذين يعرفون المنكر صغيره وكبيره ، والحافظون لحدود الله : هم الذين يعرفون حدود الله صغيرها وكبيرها ، ودقيقها وجليلها ولا يجوز أن يكون بهذه لصفة غير الأئمة عليهم السلام .
وفي نهج البلاغة : أنه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها .
وفيه : فلا أموال بذلتموها للذي رزقها ولا أنفس خاطرتم (1) بها للذي خلقها .
والعياشي : عن الباقر عليه السلام أنه سئل عن قول الله تعالى ( إن الله اشترى ) الآية .
فقال : يعني في الميثاق ، ثم قرأت عليه ( التائبون العابدون ) ، فقال : لا إقرأها ( التائبين
العابدين ) إلى آخر الآية ، وقال : إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء اشترى منهم أنفسهم وأموالهم يعني في الرجعة .
(113)
ما كان للنبيّ والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم بموتهم على الشرك أو بوحي من الله أنهم لن يؤمنوا .
(114) وما كان استغفار إبرهيم لابيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرء منه : قطع استغفاره .
العياشي : عن الصادق عليه السلام أنه قال : ما يقول الناس في قول الله تعالى : ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه ) ؟ فقيل : يقولون : إبراهيم وعد أباه أن يستغفر له ، قال : ليس هو هكذا ، إن أبا إبراهيم وعده أن يسلم فاستغفر له ، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه . وفي رواية اخرى لما مات تبين له أنه عدو لله فلم يستغفر له .
أقول : لا ينافي هذا التفسير ما رواه القمي : إن إبراهيم عليه السلام قال لأبيه
____________
(1) الخطر بالتحريك الاشراف على الهلاك وقوله خاطر بنفسه من استغنى برأيه وبئس الخطر لمن خاطر الله بترك طاعته كلاهما من المخاطرة وهي ارتكاب ما فيه خطر وهلاك م .
( 383 )
إن لم تعبد الأصنام أستغفرت لك ، فلما لم يدع الأصنام تبرأ منه ، وذلك لجواز وقوع كلا الوعدين وكون استغفار إبراهيم له مشروطا بإسلامه ، وكون المراد بالوعد في هذه الآية وعد أبيه إياه ، ويدل على وعد إبراهيم إياه قوله تعالى : ( إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك ) إن إبرهيم لاواه حليم .
في الكافي : عن الباقر عليه السلام .
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام : الأواه : هو الدعاء .
والقمي : عن الباقر عليه السلام الأواه : المتضرع إلى الله في صلاته ، وإذا خلا في قفرة من الارض ، وفي الخلوات .
وقيل : هو الذي يكثر التأوه والبكاء ، والدعاء ، ويكثر ذكر الله عز اسمه .
(115) وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم للأسلام حتى يبين لهم ما يتقون ما يجب إتقاؤه .
في الكافي ، والعياشي ، والتوحيد : عن الصادق عليه السلام حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه إن الله بكل شيء عليم يعلم أمرهم في الحالين .
(116) إن الله له ملك السموات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير يعني ولا يتأتى ولاية ولا نصرة إلا من الله فتوجهوا بشراشركم إليه وتبروا عما عداه .
(117) لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار .
في الاحتجاج : عن الصادق عليه السلام ، وفي المجمع : عن الرضا عليه السلام إنهما قرءا لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين .
والقمي : عن الصادق عليه السلام هكذا نزلت . وفي الاحتجاج : عن أبان بن تغلب ، فقلت له يا ابن رسول الله إن العامة لا تقرأ كما عندك ، قال : وكيف تقرأ يا أبان قال : قلت : إنها تقرأ لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار ، فقال : ويلهم وأي ذنب
( 384 )
كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تاب الله منه إنما تاب الله به على أمته . الذين اتبعوه في ساعة العسرة (1) .
القمي : في قصة تبوك هم أبو ذر ، وأبو خيثمة ، وعميرة بن وهب الذين تخلفوه ثم لحقوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : وتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوم من أهل ثبات وبصاير لم يكن يلحقهم شك ولا ارتياب ، ولكنهم قالوا : نلحق برسول الله ، منهم أبو خيثمة (2) وكان قويا وكان له زوجتان وعريشان فكانتا زوجتاه قد رشتا (3) عريشته (4) ، قال : لا والله ما هذا بإنصاف ، رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قد خرج في الضح (5) والريح وقد حمل السلاح يجاهد في سبيل الله ، وأبو خيثمة قوي قاعد في عريشه وامرأتين حسناوين ، لا والله ما هذا بإنصاف ثم أخذ ناقته فشد عليها رحله فلحق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونظر الناس إلى راكب على الطريق فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كن أبا خيثمة فكان أبا خيثمة ، أقبل فأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما كان فجزاه خيرا ودعا له ، وكان أبو ذر تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أيام ، وذلك أن جمله كان أعجف فلحق بعد ثلاثة أيام ووقف عليه جمله في بعض الطريق فتركه ، وحمل ثيابه على ظهره .
فلما ارتفع النهار نظر المسلمون إلى شخص مقبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كن أبا ذر ، فقالوا : هو أبو ذر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
____________
(1) وهي صعوبة الامر قال جابر يعني عسرة الزاد وعسرة الظهر وعسرة الماء والمراد بساعة العسرة وقت العسرة لان الساعة تقع على كل زمان م ن .
(2) بالخاء المفتوحة المعجمة والياء التحتانية الساكنة والثاء المثلثة والميم والهاء .
(3) أي طلبتنا ان تتخذاهما .
(4) العريش كالهودج وما عرش للكرم والبيت الذي يستظل به ق .
(5) الضح : الشمس وقولهم جاء فلان بالضح والريح أي بما طلعت عليه الشمس وما جرت عليه الريح يعني من الكثرة ( ص ) .
( 385 )
أدركوه بالماء فإنه عطشان ، فأدركوه بالماء ووافى أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه أداوة فيها ماء .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له : يا أبا ذر معك ماء وعطشت ؟ فقال : نعم يا رسول الله بأبي أنت وأمي انتهيت إلى صخرة وعليها ماء السماء فذقته فإذا هو عذب بارد ، فقلت لا أشربه حتى يشربه حبيبي رسول الله .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له : يا أبا ذر رحمك الله تعيش وحدك ، وتموت وحدك ، وتبعث وحدك ، وتدخل الجنة وحدك ، يسعد بك قوم من العراق يتولون غسلك ، وتجهيزك ، ودفنك .
وفي الجوامع : والعسرة : حالهم في غزوة تبوك كان يعتقب العشرة على بعير واحد وكان زادهم الشعير المسوس ، والتمر المدود ، والاهالة (1) السنخة وبلغت الشدة بهم إلى أن اقتسم التمرة اثنان ، وربما مصها الجماعة ليشربوا عليها الماء (2) ، وكانوا في حمازة القيظ ، وفي الضيقة الشديدة من القحط وقلة الماء . من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم عن الثبات على الايمان ومن اتباع الرسول في تلك الغزوة ، وقرء تزيغ بالتاء ، قيل : إن قوما منهم هموا بالانصراف عن غزاتهم بغير استيذان فعصمهم الله حتى مضوا .
القمي : وكان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتبوك رجل يقال له : المضرب ، لكثرة ضرباته التي أصابته ببدر وأُحد ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : عد لي أهل العسكر ، فعددهم ، فقال : هو خمسة وعشرون ألف رجل ، سوى العبيد والتباع ، فقال : عد المؤمنين فقال : خمسة وعشرون رجلا ثم تاب عليهم إنه بهم رؤف رحيم تداركهم برأفته ورحمته .
(118) وعلى الثلاثة الذين خلفوا ،
____________
(1) الاهالة كل هن يؤتدم به والسنخة بالمهملة والنون والخاء المعجمة الريح وحمازة القيظ بالحاء المهملة والزاي شدته « منه رحمه الله » .
(2) اي الماء المتغير م .