والعياشي عن الصادق عليه السلام ما يقرب منه وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام إنهم ملائكة يحفظونه من المهالك حتى ينتهوا به إلى المقادير فيخلون بينه وبين المقادير إن الله لا يغير ما بقوم من العافية والنعمة حتى يغيروا ما بأنفسهم من الأحوال الجميلة بالأحوال القبيحة .
العياشي عن الباقر عليه السلام إن الله قضى قضاءً حتما لا ينعم على عبده نعمة فيسلبها إياه قبل أن يحدث العبد ذنبا يستوجب بذلك الذنب سلب تلك النعمة وذلك قول الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
وفي المعاني عن السجاد عليه السلام الذنوب التي تغير النعم البغي على الناس والزوال عن العادة في الخير واصطناع المعروف وكفران النعم وترك الشكر ثم تلا الآية وإذا أراد الله بقوم سوءً فلا مرد له وما لهم من دونه من وال من يلي أمرهم فيدفع عنهم السوء .
( 12 ) هو الذي يريكم البرق خوفا من أذاه وطمعا في الغيث .
في العيون عن الرضا عليه السلام خوفا للمسافر وطمعا للمقيم وينشيء السحاب الثقال القمي يعني يرفعها من الأرض .
( 13 ) ويسبح الرعد بحمده روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه سئل عن الرعد فقال ملك موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب .
وفي الفقيه روي أن الرعد صوت ملك أكبر من الذباب وأصغر من الزنبور .
وفيه والعياشي عن الصادق عليه السلام إنه بمنزلة الرجل يكون في الأبل فيزجرها هاي هاي كهيئة ذلك .
وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا سمع صوت الرعد قال سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته من خوفه وإجلاله ويرسل
( 62 )
الصواعق فيصيب بها من يشاء فيهلكه وهم يجادلون في الله حيث يكذبون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما يصفه من التفرد بالالوهية وإعادة الناس ومجازاتهم وهو شديد المحال أي المماحلة والمكايدة لأعدائه وقيل من المحل بمعنى القوة .
والقمي أي شديد الغضب وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام شديد الأخذ .
وفي الأمالي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث رجلا إلى فرعون من فراعنة العرب يدعوه إلى الله عز وجل فقال للرسول أخبرني عن الذي تدعوني إليه أمن فضة هو أم من ذهب أم من حديد فرجع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره بقوله فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إرجع إليه فادعه قال يا نبي الله إنه أعتى من ذلك قال ارجع إليه فرجع إليه فقال كقوله فبينا هو يكلمه إذ رعدت سحابة رعدة فألقت على رأسه صاعقة ذهب يقحف رأسه فأنزل الله جل ثناؤه يرسل الصواعق الآية .
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام إن الصواعق لا تصيب ذاكرا قيل وما الذاكر قال من قرأ مائة آية .
( 14 ) له دعوة الحق فإنه يدعى فيستجيب والذين يدعون يدعوهم المشركون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء من الطلبات إلا كباسط كفيه إلا إستجابة كاستجابة من بسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه يطلب منه أن يبلغه من بعيد أو يغترف مع بسط كفيه ليشربه وما هو ببالغه لأن الماء جماد لا يشعر بدعائه ولا يقدر على إجابته ولا يستقر في الكف المبسوط وكذلك آلهتهم .
القمي عن الباقر عليه السلام هذا مثل ضربه الله للذين يعبدون الأصنام والذين يعبدون الآلهة من دون الله فلا يستجيبون لهم بشيء ولا ينفعهم إلا كباسط كفيه إلى الماء ليتناوله من بعيد ولا يناله وما دعاء الكافرين إلا في ضلال في ضياع وبطلان .
( 15 ) ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها وظلالهم
( 63 )
بالغدو والآصال العشي القمي عن الباقر عليه السلام أما من يسجد من أهل السماوات طوعا فالملائكة يسجدون لله طوعا ومن يسجد من أهل الأرض فمن ولد في الأسلام فهو يسجد له طوعا وأما من يسجد له كرها فمن جبر على الأسلام وأما من لم يسجد فظله يسجد بالغداة والعشي .
والقمي قال تحويل كل ظل خلقه الله هو سجود لله لأنه ليس شيء إلاّ له ظل يتحرك بتحريكه وتحويله سجوده ذكره في سورة النحل وقيل اريد بالظل الجسد وإن ما يقال للجسم الظل لأنه عنه الظل ولأنه ظل للروح لأنه ظلماني والروح نوراني وهو تابع له يتحرك بحركته النفسانية ويسكن بسكونه النفساني .
القمي قال ظل المؤمن يسجد طوعا وظل الكافر يسجد كرها وهو نموهم وحركتهم وزيادتهم ونقصانهم .
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام في قوله وظلالهم بالغدو والاصال قال هو الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وهي ساعة إجابة وفي نهج البلاغة فتبارك الذي يسجد له من في السماوات والأرض طوعا وكرها ويعفر له خدا ووجها ويلقي بالطاعة إليه سلما وضعفا ويعطي القياد (1) رهبة وخوفا قال وسجدت له بالغدو والاصال الأشجار .
أقول : كما يجوز أن يراد بكل من السجود والظل والغدو والاصال معناه المعروف كذلك يجوز أن يراد بالسجود الأنقياد وبالظل الجسد وبالغدو والاصال الدوام ويجوز ايضا أن يراد بكل منها ما يشمل كلا المعنيين فيكون في كل شيء بحسبه وعلى ما يليق به وبهذا تتلايم الروايات والأقوال ويأتي لهذا المعنى زيادة بيان في سورة النحل إن شاء الله .
( 16 ) قل من رب السماوات والارض خالقهما ومتولي أمرهما [ أمورهما خ ل ]
____________
(1) فلان سلس قياد أي سهل الانقياد من غير توقف .
( 64 )
قل الله اجب عنهم بذلك إذ لا جواب لهم سواه ولأنه البين الذي لا مرية فيه قل أفاتخذتم من دونه أولياء ثم ألزمهم بذلك لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا فكيف لغيرهم قل هل يستوي الاعمى والبصير .
القمي يعني الكافر والمؤمن أم هل تستوي الظلمات والنور قال الكفر والأيمان وقريء يستوي بالياء أم جعلوا لله شركاء بل أجعلوا والهمزة للأنكار خلقوا كخلقه صفة لشركاء داخلة في حكم الأنكار فتشابه الخلق عليهم خلق الله وخلقهم والمعنى أنهم ما اتخذوا لله شركاء خالقين مثله حتى يتشابه عليهم الخلق فيقولوا هؤلاء خلقوا كما خلق الله فاستحقوا العبادة كما استحقها ولكنهم اتخذوا شركاء عاجزين لا يقدرون على ما يقدر عليه الخلق فضلا عما يقدر عليه الخالق قل الله خالق كل شيء ولا خالق غيره فيشاركه في العبادة وهو الواحد القهار المتوحد بالالوهية الغالب على كل شيء .
( 17 ) أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها في الصغر والكبر وعلى حسب المصلحة فاحتمل السيل زبدا رابيا مرتفعا ومما يوقدون عليه في النار من أنواع الفلزات كالذهب والفضة والحديد والنحاس وقريء توقدون بالتاء ابتغاء حلية طلب حلية أو متاع كالأواني والآت الحرث والحرب زَبَدُ مثله أي ومما توقدون عليه زبد مثل زبد الماء هو خبثه كذلك يضرب الله الحق والباطل أي مثلهما مثل الحق في إفادته وثباته بالماء الذي ينزل من السماء فتسيل به الأودية على وجه الحاجة والمصلحة فينتفع به أنواع المنافع ويمكث في الأرض بأن يثبت بعضه في منابعه ويسلك بعضه في عروق الأرض إلى العيون والآبار وبالفلز الذي ينتفع به في صوغ الحلي وإتخاذ الأمتعة المختلفة ويدوم ذلك مدة متطاولة والباطل في قلة نفعه وسرعة اضمحلاله بزبدهما فأما الزبد فيذهب جفاء يجفأ به أي يرمي به السيل أو الفلّز المذاب وأما ما ينفع الناس كالماء وخلاصة الفلز فيمكث في الارض ينتفع به أهلها كذلك يضرب الله الامثال لايضاح المشتبهات .
القمي يقول أنزل الحق من السماء فاحتمله القلوب بأهوائها ذو اليقين على
( 65 )
قدر يقينه وذو الشك على قدر شكه فاحتمل الهوى باطلا كثيرا أو جفاءً فالماء هو الحق والأودية هي القلوب والسيل هو الهوى والزبد وخبث الحلية هو الباطل والحلية والمتاع هو الحق من أصاب الحلية والمتاع في الدنيا انتفع به وكذلك صاحب الحق يوم القيامة ينفعه ومن أصاب الزبد وخبث الحلية في الدنيا لم ينتفع به وكذلك صاحب الباطل يوم القيامة لا ينتفع به .
وفي الأحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام قد بين الله تعالى قصص المغيرين فضرب مثلهم بقوله فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض فالزبد في هذا الموضع كلام الملحدين الذين أثبتوه في القرآن فهو يضمحل ويبطل ويتلاشى عند التحصيل والذي ينفع الناس منه فالتنزيل الحقيقي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والقلوب تقبله والأرض في هذا الموضع هي محل العلم وقراره الحديث وقد مضى تمامه في المقدمة السادسة .
( 18 ) للذين استجابوا لربهم الحسنى الاستجابة الحسنى والذين لم يستجيبوا له يعني كذلك يضرب الله الأمثال للفريقين وما بعده كلام مبتدأ لبيان مآل غير المستجيبين ويحتمل عدم تعلقه بما قبله ويراد بالحسنى المثوبة الحسنى ويكون ما بعده متعلقا به لو أن له ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب .
في المجمع عن الصادق عليه السلام هو أن لا تقبل لهم حسنة ولا تغفر لهم سيئة .
وفي الحديث من نوقش في الحساب عذب ومأواهم جهنم وبئس المهاد المستقر القمي يمهدون في النار .
( 19 ) أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق فيستجيب كمن هو أعمى القلب لا يستبصر فيستجيب والهمزة للأنكار يعني لا شبهة في عدم تشابههما بعدما ضرب من المثل فإن بينهما من البون ما بين الزبد والماء والخبث والأبريز إنما يتذكر
( 66 )
أولوا الالباب ذوو العقول المبرأة عن مشايعة الألف ومعارضة الوهم .
العياشي عن الصادق عليه السلام إنه خاطب شيعته بقوله أنتم اولو الألباب في كتاب الله قال الله إنما يتذكر أولوا الالباب .
( 20 ) الذين يوفون بعهد الله ما عقدوه على أنفسهم لله ولا ينقضون الميثاق ما وثقوه من المواثيق بينهم وبين الله وبين العباد وهو تعميم بعد التخصيص .
القمي عن الكاظم عليه السلام نزلت هذه الآية في آل محمد عليهم السلام وما عاهدهم عليه وما أخذ عليهم من الميثاق في الذر من ولاية أمير المؤمنين والأئمة بعده عليهم السلام .
( 21 ) والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل من الرحم ولا سيما رحم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ويندرج فيه موالاة أمير المؤمنين ومراعاة حقوقهم .
في الكافي عن الصادق عليه السلام نزلت في رحم آل محمد وقد تكون في قرابتك ثم قال فلا تكونن ممن يقول للشيء إنه في شيء واحد .
والعياشي عنه عليه السلام الرحم معلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني وهو رحم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو قول الله والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ورحم كل ذي رحم .
والعياشي ورحم كل مؤمن .
وفي المجمع والقمي والعياشي عن الكاظم عليه السلام مثله .
وفي الكافي والعياشي عن الصادق ومما فرض الله في المال من غير الزكوة قوله تعالى الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل .
وفي المجمع مثله عن الرضا عليه السلام ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب خصوصا فيحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا .
في الكافي والعياشي والمعاني والقمي عن الصادق عليه السلام إنه تلا هذه
( 67 )
الآية حين وافى رجلا استقصى حقه من أخيه وقال أتراهم يخافون أن يظلمهم أو يجور عليهم لا ولكنهم خافوا الأستقصاء والمداقة فسماه الله سوء الحساب فمن استقصى فقد أساء .
وفي المجمع والعياشي عنه عليه السلام أن تحسب عليهم السيئات وتحسب لهم الحسنات وهو الأستقصاء وفي مصباح الشريعة عنه عليه السلام لو لم يكن للحساب مهولة إلا حياء العرض على الله وفضيحة هتك الستر على المخفيات لحق للمرء أن لا يهبط من رؤوس الجبال ولا يأوي إلى عمران ولا يأكل ولا يشرب ولا ينام إلا عن اضطرار متصل بالتلف .
( 22 ) والذين صبروا على القيام بأوامر الله ومشاق التكاليف وعلى المصائب في النفوس والأموال وعن معاصي الله ابتغآء وجه ربهم طلبا لرضاه وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤن بالحسنة السيئة يدفعونها بها فيجازون الأساءة بالأحسان ويتبعون الحسنة السيئة فتمحوها .
القمي عن الصادق عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام يا علي ما من دار فيها فرحة إلا تبعها ترحة [ نوحة خ ل ] وما من هم إلا وله فرج إلا هم أهل النار إذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة تمحها سريعا وعليك بصنائع الخير فانها تدفع مصاريع السوء وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام على حد تأديب الناس لا بأن لأمير المؤمنين عليه السلام سيئات عملها أولئك لهم عقبى الدار عاقبة الدار وما ينبغي أن يكون مآل أهلها وهي الجنة .
( 23 ) جنات عدن يدخلونها العدن الأقامة أي جنات يقيمون فيها وقد مضى في شأنها أخبار في سورة التوبة ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذريتاهم يلحق بهم من صلح منهم وإن لم يبلغ مبلغ فضلهم تبعا لهم وتعظيما لشأنهم وليكونوا مسرورين بهم آنسين بصحبتهم .
( 68 )
العياشي عن الصادق عليه السلام إنه سئل عن الرجل المؤمن له امرأة مؤمنة يدخلان الجنة يتزوج أحدهما الآخر فقال إن الله حكم عدل إذا كان أفضل منها خيرّه فإن اختارها كانت من أزواجه وإن كانت هي خيرا منه خيرّها فإن اختارته كان زوجا لها .
وفي الخصال عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن أم سلمة قالت له بأبي أنت وامي المرأة يكون لها زوجان فيموتان فيدخلان الجنة لأيهما تكون فقال يا ام سلمة تخير أحسنهما خلقا وخيرهما لأهله يا أم سلمة إن حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والآخرة والملائكة يدخلون عليهم من كل باب من أبواب غرفهم وقصورهم .
( 24 ) سلام عليكم بما صبرتم هذا بسبب صبركم فنعم عقبى الدار .
القمي نزلت في الأئمة عليهم السلام وشيعتهم الذين صبروا وعن الصادق عليه السلام نحن صُبَّرْ وشيعتنا أصبر منا لأنا صبرنا بعلم وشيعتنا صبروا على ما لا يعلمون .
في الكافي والقمي عن الباقر عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث يصف فيه حال المؤمن إذا دخل الجنان والغرف وسنذكر صدره في سورتي فاطر والزمر إن شاء الله قال ثم يبعث الله له [ إليه خ ل ] ألف ملك يهنؤونه بالجنة ويزوجونه بالحوراء فينتهون إلى أول باب من جنانه فيقولون للملك الموكل بأبواب الجنان إستأذن لنا على ولي الله فإن الله قد بعثنا مهنئين فيقول الملك حتى أقول للحاجب فيعلمه مكانكم قال فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه وبين الحاجب ثلاث جنان حتى ينتهي إلى أول باب فيقول للحاجب إن على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين جاؤوا يهنئون ولي الله وقد سألوني أن أستأذن لهم عليه فيقول له الحاجب إنه ليعظم عليّ أن أستأذن لأحد على ولي الله وهو مع زوجته قال وبين الحاجب وبين وليّ الله جنتان فيدخل الحاجب على القيم فيقول له إن على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين يهنئون ولي الله فأستأذن لهم فيقوم القيم إلى الخدام فيقول لهم أن رسل
( 69 )
الجبار على باب العرصة وهم ألف ملك أرسلهم يهنئون وليّ الله فأعلموه مكانهم قال فيعلمونه قال فيؤذن لهم فيدخلون على ولي الله وهو في الغرفة ولها ألف باب وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل به فإذا أذن للملائكة بالدخول على ولي الله فتح كل ملك بابه الذي قد وكل به فيدخل القيّم كل ملك من باب من أبواب الغرفة فيبلغونه رسالة الجبار وذلك قول الله عز وجل والملائكة يدخلون عليهم من كل باب يعني من أبواب الغرفة سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار .
( 25 ) والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه من بعد ما أوثقوه به من الأقرار والقبول .
القمي يعني في أمير المؤمنين وهو الذي أخذ الله عليهم في الذر وأخذ عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغدير خم ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل من الرحم وغيرها ويفسدون في الارض بالظلم وتهييج الفتن أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار عذاب النار .
( 26 ) الله وحده يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر يوسعه ويضيقه دون غيره وفرحوا بالحياة الدنيا بما بسط لهم فيها وما الحيوة الدنيا في الآخرة في جنب الآخرة إلا متاع إلا شيء قليل يتمتع به ثم يفنى ولا يدوم كعجالة الراكب يعني أنهم اشروا (1) بما نالوا من الدنيا ولم يصرفوه فيما يستوجبون به نعيم الآخرة واغتروا بما هو في جنبه نزر قليل النفع سريع الزوال .
( 27 ) ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه اية من ربه قل إن الله يضل من يشآء باقتراح الآيات بعد ظهور المعجزات ويهدي إليه من أناب من أقبل إلى الحق ورجع عن العناد .
( 28 ) الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله تسكن إليه أنساً به واعتمادا عليه ورجاء منه .
____________
(1) اشر كفرح فهو أشر واَشْر واَشَر بالفتح ويحرك واشران مرح ج اشرون واشرون واشرى واشارى .
( 70 )
العياشي عن الصادق عليه السلام بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم تطمئن وهو ذكر الله وحجابه .
والقمي الذين آمنوا الشيعة وذكر الله أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة عليهم السلام ألا بذكر الله تطمئن القلوب .
( 29 ) الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم من الطيب مصدر كبشرى وزلفى وحسن مآب مرجع .
في الكافي عن الصادق عليه السلام طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس من مؤمن إلا وفي داره غصن منها لا يخطر على قلبه شهوة شيء إلا أتاه به ذلك ولو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منه ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرما ألا ففي هذا فارغبوا .
والعياشي عن الباقر عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام مثله .
وفي الأكمال عن الصادق عليه السلام طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية فقيل له وما طوبى قال شجرة في الجنة أصلها في دار علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وليس مؤمن إلا وفي داره غصن من أغصانها وذلك قول الله طوبى لهم وحسن مآب .
والأخبار في تفسير طوبى بالشجرة التي في الجنة وذكر أوصاف تلك الشجرة كثيرة رواها القمي والعياشي وفي العيون والخصال والأحتجاج وغيرها .
وفي المجمع عن الكاظم عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنه سئل عن طوبى قال شجرة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة ثم سئل عنها مرة أخرى فقال صلى الله عليه وآله وسلم في دار علي عليه السلام فقيل له في ذلك فقال إن داري ودار علي عليه السلام في الجنة بمكان واحد .
( 30 ) كذلك مثل ذلك الأرسال أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها تقدمتها
( 71 )
أمم ارسلوا إليهم فليس ببدع إرسالك إليها لتتلوا عليهم الذي أوحينا إليك لتقرأ عليهم الكتاب الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن وحالهم إنهم يكفرون بالواسع الرحمة الذي أحاطت بهم نعمته ووسعت كل شيء رحمته فلم يشكروا نعمه وخصوصا إرسال مثلك إليهم وإنزال مثل هذا القرآن المعجز عليهم قل هو ربي أي الرحمن خالقي ومتولي أمري لا إله إلا هو لا يستحق العبادة إلا هو تعالى عن الشركاء عليه توكلت في نصرتي عليكم وإليه متاب مرجعي فيثيبني على مصابرتكم ومجاهدتكم .
( 31 ) ولو أن قرآنا سيرت به الجبال زعزعت عن مقارها أو قطعت به الارض تصدعت من خشية الله وتشققت أو كلم به الموتى فتسمع فتجيب لكان هذا القرآن لعظم قدره وجلالة شأنه .
القمي قال لو كان شيء من القرآن كذلك لكان هذا .
وفي الكافي عن الكاظم عليه السلام وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان وتحيي به الموتى بل لله الامر جميعا بل لله القدرة على كل شيء أفلم ييأس الذين آمنوا قيل أي أفلم يعلم وهي لغة قوم من النخع وقيل إنما استعمل اليأس بمعنى العلم لتضمنه معناه لأن اليائس عن الشيء عالم بأنه لا يكون .
وفي المجمع قرأ علي وعلي بن الحسين وجعفر بن محمد عليهم السلام أفلم يتبين قيل وينسب هذه القراءة إلى جماعة من الصحابة والتابعين وهو تفسيره أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا من الكفر وسوء الأفعال قارعة (1) داهية تقرعهم من صنوف المصائب في نفوسهم وأموالهم أو تحل القارعة قريبا من دارهم فيفزعون منها ويتطاير إليهم شررها كالسرايا التي يبعثها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتغير أحوالهم وتختطف مواشيهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد .
القمي عن الباقر عليه السلام ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة
____________
(1) القارعة البلية التي تقرع القلب لشدة المخافة والقرع الضرب بشدة الاعتماد وقوارع الدهر دواهيه .
( 72 )
وهي النقمة أو تحل قريبا من دارهم فتحل بقوم غيرهم فيرون ذلك ويسمعون به والذين حلت بهم عصاة كفار مثلهم ولا يتعظ بعضهم ببعض ولن يزالوا كذلك حتى يأتي وعد الله الذي وعد المؤمنين من النصر ويخزي الله الكافرين .
( 32 ) ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم تسلية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووعيد للمستهزئين به والمقترحين عليه والأملاء أن يترك ملأة من الزمان في أمن ودعة .
والقمي أي طولت لهم الأمل ثم أهلكتهم فكيف كان عقاب عقابي إياهم .
( 33 ) أفمن هو قائم على كل نفس رقيب عليه حافظ بما كسبت من خير وشر فلا يخفي عليه شيء من أعمالهم ولا يفوت عنده شيء من جزائهم كمن ليس كذلك وجعلوا لله شركاء قل سموهم من هم أو صفوهم فانظروا هل لهم ما يستحقون به العبادة ويستأهلون الشركة أم تنبئونه بل أتنبؤنه بما لا يعلم في الارض بشركاء لا يعلمهم في الأرض وهو العالم بما في السماوات والأرض فإذا لم يعلمهم فإنهم ليسوا بشيء يتعلق به العلم والمراد نفي أن يكون له شركاء أم بظاهر من القول أم تسمونهم شركاء بظاهر من القول من غير حقيقة واعتبار كتسمية الزنجي كافورا وهذه الأساليب .
في الأحتجاج ينادي بلسان فصيح إنها ليست من كلام البشر بل زين للذين كفروا مكرهم تمويههم فتخيلوا أباطيل ثم خالوها وصدوا عن السبيل سبيل الحق وقريء بفتح الصاد ومن يضلل الله يخذله فما له من هاد يوفقه للهدى .
( 34 ) لهم عذاب في الحياة الدنيا بالقتل والأسر وسائر المصائب ولعذاب الآخرة أشق لشدته ودوامه وما لهم من الله من واق من دافع .
( 35 ) مثل الجنة التي وعد المتقون صفتها التي هي مثل في الغرابة تجري من تحتها الانهار أكلها دائم لا مقطوعة ولا ممنوعة وظلها كذلك تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار .
( 36 ) والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك .
( 73 )
القمي عن الباقر عليه السلام أي يفرحون بكتاب الله إذا يتلى عليهم وإذا تلوه تفيض أعينهم دمعا من الفزع والحزن ومن الاحزاب وممن تحزب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالعداوة من ينكر بعضه وهو ما يخالف شرايعهم قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به فإنكاركم إنكار لعبادة الله وتوحيده إليه أدعوا لا إلى غيره وإليه مآب وإليه مرجعي لا إلى غيره قيل يعني هذا هو المتفق عليه بين الأنبياء فأما ما عدا ذلك من التفاريع فمما يختلف بالعصور والامم فلا معنى لأنكاركم المخالفة فيه وأنتم تقولون مثل ذلك .
( 37 ) وكذلك أنزلناه ومثل هذا الانزال أنزلناه مأمورا فيه بعبادة الله وتوحيده والدعوة إليه وإلى دينه حكما عربيا حكمة عربية مترجمة بلسان العرب ولئن اتبعت أهوائهم في امور يدعونك إلى أن توافقهم عليها بعد ما جاءك من العلم بنسخ ذلك ما لك من الله من ولي ينصرك ولا واق يمنع العقاب عنك وهو حسم لأطماعهم وتهييج للمؤمنين على الثبات في دينهم .
( 38 ) ولقد أرسلنا رسلا من قبلك بشرا مثلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية نساء وأولادا كما هي لك .
في الجوامع كانوا يعيرون رسول الله بكثرة تزوج النساء فقيل إن الرسل قبله كانوا مثله ذوي أزواج وذرية .
العياشي عن الصادق عليه السلام فما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا كأحد أولئك جعل الله له أزواجا وجعل له ذرية لم يسلم مع أحد من الأنبياء من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أهل بيته أكرم الله بذلك رسوله وفي رواية اخرى فنحن ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما كان لرسول وما صح له ولم يكن في وسعه أن يأتيَ بآية يقترح عليه وحكم يلتمس منه إلا بإذن الله فإنه القادر على ذلك لكل أجل كتاب لكل وقت حكم يكتب على العباد ولهم ما يقتضيه صلاحهم .
( 74 )
( 39 ) يمحوا الله ما يشآء ويثبت وقريء بالتشديد وعنده أم الكتاب يعني أصل الكتب وهو اللوح المحفوظ عن المحو والتبديل وهو جامع للكل ففيه إثبات المثبت وإثبات الممحو ومحوه وإثبات بدله ينسخ ما ينبغي نسخه ويثبت ما يقتضيه حكمته ويمحو سيئات التائب ويثبت الحسنات مكانها ويمحو من كتاب الحفظة ما لا يتعلق به جزاءا ويترك غيره مثبتا أو يثبت ما رآه في صميم قلب عبده ويمحو الفاسدات ويثبت الكائنات ويمحو قرنا ويثبت آخرين والأخير مروي عن أمير المؤمنين عليه السلام رواه في المجمع وهو أحد معانيها المراد بها كلها قال وهو كقوله تعالى ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين وقوله كم أهلكنا قبلهم من القرون .
في الكافي والعياشي عن الصادق عليه السلام هل يمحي إلا ما كان ثابتا وهل يثبت إلا ما لم يكن .
والقمي والعياشي عنه عليه السلام إذا كان ليلة القدر نزلت الملائكة والروح والكتبة إلى سماء الدنيا فكتبوا ما يكون من قضاء الله تعالى تلك السنة فإذا أراد الله أن يقدم شيئا أو يؤخره أو ينقص شيئا أمر الملك أن يمحو ما يشاء ثم أثبت الذي أراد .
وفي الكافي ما في معناه .
والعياشي عن الباقر عليه السلام إن الله عرض على آدم أسماء الأنبياء وأعمارهم . الحديث وقد مضى في أواخر سورة البقرة نقلا عن العلل .
وعن الصادق عليه السلام إنه سئل عن قول الله تعالى ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم قال كتبها لهم ثم محاها ثم كتبها لأبنائهم فدخلوها والله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب .
وعنه عن أبيه عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن المرء ليصل رحمه وما بقى من عمره إلا ثلاث سنين فيمدها الله إلى ثلاث وثلاثين سنة وإن المرء ليقطع رحمه وقد بقى من عمره ثلاث وثلاثون سنة فينقصها الله إلى ثلاث سنين أو أدنى قال وكان الصادق عليه السلام يتلو هذه الآية .
( 75 )
وعنه عليه السلام إنه سئل عن قول الله تعالى يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب قال إن ذلك الكتاب كتاب يمحو الله فيه ما يشاء ويثبت فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء وذلك الدعاء مكتوب عليه الذي يرد به القضاء حتى إذا صار إلى ام الكتاب لم يغن الدعاء فيه شيئا .
وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هما كتابان كتاب سوي أم الكتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت وأم الكتاب لا يغير منه شيء وعن الصادق عليه السلام هما أمران موقوف ومحتوم فما كان من محتوم أمضاه وما كان من موقوف فله فيه المشية يقضي فيه ما يشاء .
والعياشي عن الباقر عليه السلام إنه قال كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول لولا آية في كتاب الله لحدثتكم ما يكون إلى يوم القيامة فقلت له أية آية قال قول الله يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ومثله في التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام .
وفي الكافي والعياشي عن الباقر عليه السلام العلم (1) علمان فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه وعلم علمه ملائكته ورسله فما علمه ملائكته ورسله فإنه سيكون ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله وعلم عنده مخزون يقدم منه ما يشاء ويؤخر ما يشاء ويثبت ما يشاء .
أقول : وربما يعلم نادرا من علمه المخزون بعض رسله كما جاءت به الأخبار وبه يحصل التوفيق بين هذا الحديث والذي قبله وتمام تحقيق هذا المقام يطلب من كتابنا المسمى بالوافي في أبواب معرفة مخلوقات الله وأفعاله من الجزء الأول منه .
____________
(1) بيان وذلك لان صورة الكائنات كلها منتقشة في أم الكتاب المسمى باللوح المحفوظ تارة وهو العالم العقلي والخلق الاول وفي كتاب المحو والاثبات أخرى وهو العالم النفسي والخلق الثاني واكثر اطلاع الانبياء والرسل على الاول وهو محفوظ من المحو والاثبات وحكمه محتوم بخلاف الثاني فانه موقوف وفي الاول اثبات المحو في الثاني واثبات الاثبات فيه ومحو الاثبات عند وقوع الحكم وانشاء امر آخر فهو مقدس عن المحو يحكم باختلاف الامور وعواقبها مفصلة مسطرة بتقدير العزيز العليم « وافي » .
( 76 )
( 40 ) وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك وكيف ما دارت الحال أريناك بعض ما وعدناهم أو توفيناك قبله فإنما عليك البلاغ لا غير وعلينا الحساب للمجازاة لا عليك فلا تحتفل بإعراضهم (1) ولا تستعجل بعذابهم فاعلون له وهذا طلائعه (2) .
( 41 ) أولم يروا أنا نأتي الارض ننقصها من أطرافها بذهاب أهلها في الأحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام يعني بذلك ما يهلك من القرون فسماه اتيانا .
وفي الفقيه عن الصادق عليه السلام إنه سئل عن هذه الآية فقال فقد العلماء .
والقمي قال موت علمائها وفي الكافي عن الباقر عليه السلام كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول إنه يسخي نفسي في سرعة الموت والقتل فينا قول الله تعالى أولم يروا أنا نأتي الارض ننقصها من أطرافها وهو ذهاب العلماء .
أقول : وعلى هذا التفسير يكون الأطراف جمع طرف (3) أو طرف بالتسكين بمعنى العلماء والأشراف كما ذكره في الغريبين والله يحكم لا معقب لحكمه لا راد له والمعقب الذي يعقب الشيء فيبطله وهو سريع الحساب فيحاسبهم عما قليل .
( 42 ) وقد مكر الذين من قبلهم بأنبيائهم والمؤمنين منهم فلله المكر جميعا إذ لا يؤبه بمكر دون مكره فإنه القادر على ما هو المقصود منه دون غيره .
القمي قال المكر من الله هو العذاب يعلم ما تكسب كل نفس فيعد جزاؤه فيأتيه من حيث لا يشعر وسيعلم الكفار وقريء الكافر لمن عقبى الدار من الحزبين يعني العاقبة الممدوحه وهذا كالتفسير لمكر الله بهم .
( 43 ) ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني
____________
(1) وما حفله وبه يحفله وما احتفل به ما بالي ق .
(2) وطليعة الجيش من يبعث ليطلع طلع العدو للواحد والجميع جمعه طلايع ق .
(3) الطرف محركة الناحية والطائفة من الشيء والرجل الكريم والاطراف الجمع ومن البدن اليدان والرجلان والرأس ومن الارض اشرافها وعلماؤها ومنك ابواك وأخوتك واعمامك وكل قريب محرم ق .
( 77 )
وبينكم فإنه أظهر من الحجج على رسالتي ما يغني عن شاهد يشهد عليها ومن عنده علم الكتاب .
في الكافي والخرايج والعياشي عن الباقر عليه السلام إيانا عني وعلي أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام مثله .
وفي الأحتجاج سأل رجل علي بن أبي طالب صلوات الله عليه عن أفضل منقبة له فقرأ الآية وقال إياي عني بمن عنده علم الكتاب .
وفي المجالس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنه سئل عن هذه الآية قال ذاك أخي علي بن أبي طالب عليه السلام .
والعياشي عن الباقر عليه السلام إنه قيل له هذا إبن عبد الله بن سلام يزعم أن أباه الذي يقول الله قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال كذب هو علي بن أبي طالب عليه السلام .
وعنه عليه السلام نزلت في عليّ عليه السلام إنه عالم هذه الامة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
والقمي عن الصادق عليه السلام هو أمير المؤمنين عليه السلام وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم أم الذي عنده علم الكتاب فقال ماكان الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب إلا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر وقال أمير المؤمنين عليه السلام ألا إن العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين .
وفي الكافي عنه عليه السلام هل وجدت فيما قرأت في كتاب الله تعالى قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ثم ذكر ما يقرب مما ذكر بنحو أبسط وقال في آخره علم الكتاب والله كله عندنا علم الكتاب والله كله عندنا .
( 78 )
في ثواب الأعمال والعياشي عن الصادق صلوات الله عليه من أكثر قراءة سورة الرعد لم يصبه الله بصاعقة أبدا ولو كان ناصبيا وإذا كان مؤمنا دخل الجنة بغير حساب ويشفع في جميع من يعرفه من أهل بيته وإخوانه .
( 79 )
سورة إبراهيم عليه السلام
هي مكية إلا آيتين نزلتا في قتلى بدر من المشركين ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله ) إلى قوله ( فبئس القرار ) عدد آيها خمس وخمسون آية .
بسم الله الرحمن الرحيم
( 1 ) الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس بدعوتهم إلى ما فيه من الظلمات من الكفر وأنواع الضلال إلى النور إلى الأيمان والهدى بإذن ربهم بتوفيقه وتسهيله إلى صراط العزيز الحميد بدل من قوله إلى النور .
( 2 ) الله الذي له ما في السماوات وما في الارض وقريء الله بالرفع وويل للكافرين من عذاب شديد الويل الهلاك نقيض الوال وهو النجاة .
( 3 ) الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة يختارونها عليها ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا يطلبون لسبيل الله اعوجاجا ليقدحوا فيها أولئك في ضلال بعيد ضلوا عن الحق ووقعوا عنه بمراحل .
( 4 ) وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه إلاّ بلغة قومه الذين هو منهم وبعث فيهم ليبين لهم ما امروا به فيفقهوه بيسر وسرعة في الخصال عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث ومنّ عليّ ربّي وقال يا محمد قد أرسلت كل رسول إلى امته بلسانها وأرسلتك إلى كل أحمر وأسود من خلقي فيضل الله من يشاء بالخذلان ويهدي من يشاء بالتوفيق وهو العزيز فلا يغالب على مشيته الحكيم الذي لا يفعل ما يفعل إلا لحكمته .
( 80 )
( 5 ) ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله قيل بوقايعه الواقعة على الامم الماضية وأيام العرب يقال لحروبها .
وفي المجمع والعياشي عن الصادق عليه السلام بنعم الله وآلائه .
والقمي أيام الله ثلاثة يوم القائم ويوم الموت ويوم القيامة .
وفي الخصال عن الباقر عليه السلام أيام الله يوم يقوم القائم ويوم الكرة ويوم القيامة .
أقول : لا منافاة بين هذه التفاسير لأن النعمة على المؤمن نقمة على الكافر وكذا الأيام المذكورة نعم لقوم ونقم لآخرين إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور يصبر على بلائه ويشكر لنعمائه .
( 6 ) وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم يكلفونكم سوء العذاب إستعبادكم بالأفعال الشاقة كما مضى في سورة البقرة ويذبحون أبنائكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم إبتلاء منه أو وفي الأنجاء نعمة .
( 7 ) وإذ تأذن ربكم واذكروا إذ أعلم أنه لئن شكرتم يا بني اسرائيل ما أنعمت عليكم من الأنجاء وغيره بالأيمان والعمل الصالح لازيدنكم نعمة إلى نعمة ولئن كفرتم إن عذابي لشديد .
في الكافي عن الصادق عليه السلام ما أنعم الله على عبد من نعمة فعرفها بقلبه وحمد الله ظاهرا بلسانه فتم كلامه حتى يؤمر له بالمزيد .
وفي المجمع ما في معناه والقمي والعياشي مثله وزاد وهو قوله تعالى لئن شكرتم لازيدنكم .
وفي الكافي عنه عليه السلام من عرف نعمة الله بقلبه استوجب المزيد من الله قبل أن يظهر شكرها على لسانه .