وبين آدم عليه السلام.
(106) إذ قال لهم أخوهم نوح لأنه كان منهم الا تتقون الله فتتركوا عبادة غيره.
(107) اني لكم رسول امين مشهور بالامانة فيكم.
(108) فاتقوا الله واطيعون فيما امركم به من التوحيد والطاعة لله.
(109) وما اسئلكم عليه على ما انا عليه من الدعاء والنصح من اجر ان اجريَ الا على رب العالمين .
(110) فاتقوا الله واطيعون كرره للتأكيد والتنبيه على دلالة كل واحد من امانته وحسم طمعه لوجوب طاعته فيما يدعوهم إليه فكيف إذا اجتمعا.
(111) قالوا أنؤمن لك واتبعك الارذلون
القمي قال الفقراء.
أقول : اشاروا بذلك الى ان اتباعهم ليس عن نظر وبصيرة وانما هو لتوقع مال ورفعة.
(112) قال وما علمي بما كانوا يعملون انهم عملوه اخلاصا أو طمعا في طعمة وما علي الا الاعتبار الظاهر.
(113) ان حسابهم الا على ربي فانه المطلع على البواطن لو تشعرون لعلمتم ذلك ولكنكم تجهلون فتقولون ما لا تعلمون.
(114) وما انا بطارد المؤمنين جواب لما اوهم قولهم من استدعاء طردهم وتوقيف ايمانهم عليه حيث جعلوا اتباعهم المانع عنه.
(115) ان انا الا نذير مبين لا يليق بي طرد الفقراء لاستتباع الأغنياء.
(116) قالوا لئن لم تنته يا نوح عما تقول لتكونن من المرجومين من المشتومين أو المضروبين بالحجارة.
(117) قال رب ان قومي كذبون


(45)

(118) فافتح بيني وبينهم فتحا فاحكم بيني وبينهم ونجنّي ومن معي من المؤمنين
(119) فانجيناه ومن معه في الفلك المشحون المملو.
القمي عن الباقر عليه السلام المشحون المجهز الذي قد فرغ منه ولم يبق الا دفعه.
(120) ثم اغرقنا بعد اي بعد انجائه الباقين من قومه.
(121) ان في ذلك لآية شاعت وتواترت وما كان اكثرهم مؤمنين
(122) وان ربك لهو العزيز الرحيم
(123) كذبت عاد قبيلة عاد وهو اسم ابيهم المرسلين
(124) إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون
(125) اني لكم رسول أمين
(126) فاتقوا الله واَطيعون
(127) وما اسئلكم عليه من اجر ان اجري الا على رب العالمين
(128) اتبنون بكل ريع بكل مكان مرتفع آية قيل اي علما للمارة أو بناء لا تحتاجون إليه تعبثون ببنائه لاستغنائكم عنه بالنجوم للاهتداء أو بمنازلكم للسكنى
في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله ان كل بناء يبنى وبال على صاحبه يوم القيامة الا ما لا بد منه.
(129) وتتخذون مصانع قيل مآخذ الماء أو قصورا مشيدة وحصونا لعلكم تخلدون فتحكمون بنيانها.
(130) وإذا بطشتم بسوط أو سيف بطشتم جبارين متسلطين غاشمين بلا رأفة ولا قصد تأديب ولا نظر في العاقبة.
القمي قال يقتلون بالغضب من غير استحقاق.
(131) فاتقوا الله بترك هذه الأشياء واطيعون فيما ادعوكم إليه


(46)

(132) واتقوا الذي امدكم بما تعلمون كرره مرتبا عليه امداد الله اياهم بما يعرفونه من انواع النعم تعليلا وتنبيها على الوعد عليه بدوام الامداد والوعيد على تركه بالانقطاع.
(133) امدكم بانعام وبنين
(134) وجنات وعيون
(135) اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم
(136) قالوا سواء علينا اوعظت ام لم تكن من الواعظين فانا لا نرعوي عما نحن عليه.
(137) ان هذا الا خلق الاولين اي ما هذا الذي جئت به إلا عادة الأولين كانوا يلفقون مثله أو ما هذا الذي نحن عليه من الدين الا خلق الأولين ونحن بهم مقتدون وقرء بفتح الخاء ما هذا الذي جئنا به الا كذب الأولين أو ما خلقنا هذا الا خلقهم نحيى ونموت مثلهم ولا بعث ولا حساب كذا قيل.
(138) وما نحن بمعذبين على ما نحن عليه.
(139) فكذبوه فاهلكناهم بريح صرصر ان في ذلك لآية وما كان اكثرهم مؤمنين
(140) وان ربك لهو العزيز الرحيم
(141) كذبت ثمود المرسلين
(142) إذ قال لهم اخوهم صالح الا تتقون
(143) اني لكم رسول امين
(144) فاتقوا الله واطيعون
(145) وما اسئلكم عليه من اجر ان اجريَ الا على رب العالمين


(47)

(146) اتتركون فيما هاهنا آمنين
(147) في جنات وعيون
(148) وزروع ونخل طلعها هضيم لطيف لين أو متدلي منكسر من كثرة الحمل.
(149) وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين حاذقين وقرء بحذف الالف اي بطرين.
(150) فاتقوا الله واطيعون
(151) ولا تطيعوا امر المسرفين
(152) الذين يفسدون في الارض ولا يصلحون فيه دلالة على خلوص فسادهم.
(153) قالوا انما انت من المسحرين قيل اي من الذين سحروا كثيرا حتى غلب على عقلهم أو من ذوي السحر وهي الرية اي من الاناسي.
القمي يقول اجوف مثل خلق الناس ولو كنت رسولا ما كنت مثلنا.
(154) ما انت الا بشر مثلنا تأكيد على المعنى الثاني فات بآية ان كنت من الصادقين في دعواك.
(155) قال هذه ناقة اي بعدما اخرجها الله من الصخرة بدعائه كما اقترحوها على ما سبق حديثه لها شرب نصيب من الماء ولكم شرب يوم معلوم فاقتصروا على شربكم ولا تزاحموها في شربها.
في المجمع عن امير المؤمنين عليه السلام قال اول عين نبعت في الأرض هي التي فجرها الله لصالح فقال لها شرب ولكم شرب يوم معلوم.
(156) ولا تمسوها بسوء كضرب وعقر فيأخذكم عذاب يوم عظيم عظم اليوم لعظم ما يحل به وهو ابلغ من تعظيم العذاب.


(48)

(157) فعقروها اسند العقر الى كلهم لأن عاقرها انما عقر برضاهم ولذلك اخذوا جميعا فاصبحوا نادمين على عقرها عند معاينة العذاب.
(158) فاخذهم العذاب العذاب الموعود.
في نهج البلاغة انما يجمع الناس الرضا والسخط وانما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا فقال سبحانه فعقروها فاصبحوا نادمين فما كان الا ان خارت ارضهم بالخسفة خوار السكة المحماة في الأرض الخوارة إن في ذلك لآية وما كان اكثرهم مؤمنين
(159) وان ربك لهو العزيز الرحيم
(160) كذبت قوم لوط المرسلين
(161) إذ قال لهم اخوهم لوط الا تتقون
(162) اني لكم رسول امين
(163) فاتقوا الله واطيعون
(164) وما اسئلكم عليه من اجر ان اجريَ الا على رب العالمين
(165) اتاتون الذكران من العالمين
(166) وتذرون ما خلق لكم ربكم لأجل استمتاعكم من ازواجكم بل انتم قوم عادون متجاوزون عن حد الشهوة أو مفرطون في المعاصي.
(167) قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين من المنفيين من بين اظهرنا.
(168) قال اني لعملكم من القالين من المبغضين غآية البغض.
(169) رب نجني واهلي مما يعملون اي من شؤمه وعذابه.
(170) فنجيناه واهله اجمعين أهل بيته والمتبعين له على دينه بإخراجهم من


(49)

بينهم وقت حلول العذاب بهم.
(171) الا عجوزا هي امرأة لوط في الغابرين مقدرة في الباقين في العذاب.
(172) ثم دمرنا الآخرين اهلكناهم.
(173) وامطرنا عليهم مطرا حجارة فسآء مطر المنذرين قد سبق قصتهم في سورة الأعراف.
(174) ان في ذلك لآية وما كان اكثرهم مؤمنين .
(175) وان ربك لهو العزيز الرحيم
(176) كذب اصحاب الايكة المرسلين الايكة غيضة تنبت ناعم الشجر.
(177) إذ قال لهم شعيب الا تتقون .
في الجوامع في الحديث ان شعيبا اخا مدين ارسل إليهم والى اصحاب الأيكة.
(178) اني لكم رسول امين .
(179) فاتقوا الله واطيعون
(180) وما اسئلكم عليه من اجر ان اجريَ الا على رب العالمين
(181) اوفوا الكيل اتموه ولا تكونوا من المخسرين حقوق الناس بالتطفيف.
(182) وزنوا بالقسطاس المستقيم بالميزان السوي.
(183) ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تنقصوا شيئا من حقوقهم ولا تعثوا في الارض مفسدين بالقتل والغارة وقطع الطريق.
(184) واتقوا الذي خلقكم والجبلة الاولين وذوي الجبلة الأولين يعني من تقدمهم من الخلائق.
القمي قال الخلق الأولين


(50)

(185) قالوا انما انت من المسحرين
(186) وما انت الا بشر مثلنا قيل اتوا بالواو للدلالة على انه جامع بين وصفين منافيين للرسالة مبالغة في تكذيبه وان وانه نظنك لمن الكاذبين في دعواك.
(187) فاسقط علينا كسفا من السماء قطعة منها وقرء بفتح السين ان كنت من الصادقين في دعوتك.
(188) قال ربي اعلم بما تعملون وبعذابه منزل عليكم ما اوجبه في وقته المقدر له.
(189) فكذبوه فاخذهم عذاب يوم الظلة
القمي يوم حر وسمايم قال فبلغنا والله اعلم انه اصابهم حر وهم في بيوتهم فخرجوا يلتمسون الروح من قبل السحابة التي بعث الله عز وجل فيها العذاب فلما غشيتهم اخذتهم الصيحة فاصبحوا في دارهم جاثمين وقيل سلط الله عليهم الحر سبعة ايام حتى غلت انهارهم فأظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا انه كان عذاب يوم عظيم.
(190) ان في ذلك لآية وما كان اكثرهم مؤمنين
(191) وان ربك لهو العزيز الرحيم
(192) وانه لتنزيل رب العالمين
(193) نزل به الروح الامين اي جبرئيل فانه امين الله على وحيه وقرء بتشديد الزاي ونصب الروح والإمين.
(194) على قلبك لتكون من المنذرين
في الكافي والبصائر عن الباقر عليه السلام هي الولآية لأمير المؤمنين عليه السلام.
والقمي عن الصادق عليه السلام الولآية التي نزلت لأمير المؤمنين عليه السلام


(51)

يوم الغدير.
(195) بلسان عربي مبين واضح المعنى.
في الكافي عن احدهما عليهما السلام انه سئل عنه فقال يبين الالسن ولا تبينه الألسن.
وفي العلل عن الصادق عن ابيه عليهما السلام قال ما انزل الله تبارك وتعالى كتابا ولا وحيا الا بالعربية فكان يقع في مسامع الأنبياء بألسنة قومهم وكان يقع في مسامع نبينا صلى الله عليه وآله بالعربية فإذا كلم به قومه كلمهم بالعربية فيقع في مسامعهم بلسانهم وكان احد لا يخاطب رسول الله صلى الله عليه وآله بأي لسان خاطبه الا وقع في مسامعه بالعربية كل ذلك يترجم جبرئيل عنه تشريفا من الله له صلى الله عليه وآله وسلم.
(196) وانه لفي زبر الأوّلين وان معناه أو ذكره لفي كتب الأنبياء الأولين.
(197) اولم يكن لهم آية على صحة القرآن ونبوة محمد صلى الله عليه وآله وقرء تكن بالتاء وآية بالرفع ان يعلمه علماؤ بني اسرائيل ان يعرفوه بنعته المذكور في كتبهم.
(198) ولو نزلناه على بعض الاعجمين
(199) فقراه عليهم ما كانوا به مؤمنين لفرط عنادهم واستنكافهم من اتباع العجم.
القمي عن الصادق عليه السلام لو نزلنا القرآن على العجم ما آمنت به العرب وقد نزل على العرب فآمنت به العجم فهذه من فضيلة العجم.
(200) كذلك سلكناه ادخلنا معانيه في قلوب المجرمين ثم لم يؤمنوا به عنادا.
(201) لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الاليم الملجيء الى الإيمان.


(52)

(202) فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون باتيانه.
(203) فيقولوا هل نحن منظرون تحسرا وتأسفا
(204) افبعذابنا يستعجلون فيقولون امطر علينا حجارة من السماء فاتنا بما تعدنا وحالهم عند نزول العذاب طلب النظرة.
(205) افرايت ان متعناهم سنين
(206) ثم جائهم ما كانوا يوعدون
(207) ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون لم يغن عنهم تمتعهم المتطاول في دفع العذاب وتخفيفه.
في الكافي عن الصادق عليه السلام قال أري رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه بني امية يصعدون منبره من بعده يضلون الناس عن الصراط القهقري فأصبح كئيبا حزينا فهبط جبرئيل فقال يا رسول الله ما لي اراك كئيبا حزينا قال يا جبرئيل اني رأيت بني امية في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي يضلون الناس عن الصراط القهقري فقال والذي بعثك بالحق نبيا ان هذا شيء ما اطلعت عليه فعرج إلى السماء فلم يلبث أن نزل عليه بآي من القرآن يؤنسه بها قال أفرأيت ان متعناهم سنين الآيات وانزل عليه انا انزلناه قال جعل الله عز وجل ليلة القدر لنبيه خيرا من ألف شهر ملك بني امية.
(208) وما اهلكنا من قرية الا لها منذرون انذروا اهلها الزاما للحجة.
(209) ذكرى تذكرة وما كنا ظالمين فنهلك قبل الإنذار.
(210) وما تنزلت به الشياطين كما زعم المشركون انه من قبيل ما يلقي به الشياطين على الكهنة.
(211) وما ينبغي لهم وما يصح لهم ان ينزلوا به وما يستطيعون وما يقدرون.
(212) انهم عن السمع لكلام الملائكة لمعزولون اي مصروفون عن استماع القرآن من السماء قد حيل بينهم وبين السمع بالملائكة والشهب قيل وذلك لأنه مشروط بمشاركة في صفاء الذات وقبول فيضان الحق ونفوسهم خبيثة ظلمانية شريرة


(53)

(213) فلا تدع مع الله الها آخر فتكون من المعذبين من قبيل اياك اعني واسمعي يا جارة فانه كان منزها عن ان يشرك بالله طرفة عين.
(214) وانذر عشيرتك الاقربين فان الاهتمام بشأنهم اهم.
في العيون وفي المجالس عن الرضا عليه السلام وانذر عشيرتك الأقربين ورهطك المخلصين قال هكذا في قراءة اُبي بن كعب وهي ثابتة في مصحف عبد الله ابن مسعود قال وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الآل فذكره لرسول الله صلى الله عليه وآله.
وفي المجمع نسب القراءة الى الصادق عليه السلام وابن مسعود.
والقمي قال نزلت في رهطك منهم المخلصين قال نزلت بمكة فجمع رسول الله صلى الله عليه وآله بني هاشم وهم اربعون رجلا كل واحد منهم يأكل الجذع ويشرب القربة فاتخذ لهم طعاما يسيرا بحسب ما امكن فأكلوا حتى شبعوا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله من يكون وصيي ووزيري وخليفتي فقال أبو لهب جزما سحركم محمد صلى الله عليه وآله فتفرقوا فلما كان اليوم الثاني امر رسول الله صلى الله عليه وآله ففعل بهم مثل ذلك ثم سقاهم اللبن حتى رووا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ايكم يكون وصيي ووزيري وخليفتي فقال أبو لهب جزما سحركم محمد فتفرقوا فلما كان اليوم الثالث امر رسول الله صلى الله عليه وآله ففعل بهم مثل ذلك ثم سقاهم اللبن فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله ايكم يكون وصيي ووزيري وينجز عداتي ويقضي ديني فقام علي وكان اصغرهم سنا واخمشهم ساقا واقلهم مالا فقال انا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله انت هو ، وفي المجمع عن طريق العامة ما يقرب منه وزاد في آخره فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب اطع ابنك فقد امّره عليك واورده.
في العلل باختصار مع هذه الزيادة والقمي وقوله ورهطك منهم المخلصون قال علي بن ابي طالب وحمزة وجعفر والحسن والحسين والأئمة من آل محمد صلوات الله عليهم


(54)

(215) واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين لين جانبك لهم مستعار من خفض الطائر جناحه إذا اراد ان ينحط.
في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام قد امر الله اعز خلقه وسيد بريته محمد صلى الله عليه وآله بالتواضع فقال واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين والتواضع مزرعة الخشوع والخشية والحياء وانهن لا يتبين الا منها وفيها ولا يسلم الشرف التام الحقيقي الا للمتواضع في ذات الله.
(216) فان عصوك فقل اني بريء مما تعملون .
القمي فان عصوك يعني من بعدك في ولآية علي عليه السلام والأئمة عليهم السلام قال ومعصية رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ميت كمعصيته وهو حي.
(217) وتوكل على العزيز الرحيم الذي يقدر على قهر اعدائه ونصر أوليائه يكفك شر من يعصيك وقرء فتوكل.
(218) الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين .
القمي عن الباقر عليه السلام قال الذي يريك حين تقوم في النبوة وتقلبك في الساجدين قال في اصلاب النبيين وفي المجمع عنهما عليهما السلام قالا في اصلاب النبيين نبي بعد نبي حتى اخرجه من صلب ابيه عن نكاح غير سفاح من لدن آدم عليه السلام.
وعن الباقر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا ترفعوا قبلي ولا تضعوا قبلي فاني اراكم من خلفي كما اراكم من امامي ثم تلا هذه الآية.
أقول : يعني رؤوسكم في الصلاة.
(219) انه هو السميع العليم
(220) هل انبئكم على من تنزل الشياطين لما بين ان القرآن لا يصح ان يكون مما تنزلت به الشياطين اكد ذلك ببيان من تنزلت عليه.
(221) تنزل على كل افاك اثيم كذاب شديد الإثم.


(55)

(222) يلقون السمع واكثرهم كاذبون اي الافاكون يلقون السمع الى الشياطين فيتلقون منهم ظنونا وامارات لنقصان علمهم فيضمون إليها على حسب تخيلاتهم اشياء لا يطابق اكثرها.
في الكافي عن الباقر عليه السلام ليس من يوم ولا ليلة الا وجميع الجن والشياطين تزور أئمة الضلالة ويزور أئمة الهدى عددهم من الملائكة حتى إذا اتت ليلة القدر فهبط فيها من الملائكة الى ولي الأمر خلق الله أو قال قيض الله عز وجل من الشياطين بعددهم ثم زاروا ولي الضلالة فأتوه بالافك والكذب حتى لعله يصبح فيقول رأيت كذا وكذا فلو سأل ولي الامر عن ذلك لقال رأيت شيطانا اخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيرا ويعلمه الضلالة التي هو عليها.
وفي الخصال عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال هم سبعة المغيرة وبنان وصايد وحمزة بن عمارة البربري والحارث الشامي وعبد الله بن الحارث وابو الخطاب.
(224) والشعراء يتبعهم الغاون وقرء بالتخفيف قيل هو استيناف ابطل به كونه شاعرا كما زعمه المشركون يعني ان اتباع محمد صلى الله عليه وآله ليسوا بغاوين فكيف يكون شاعرا.
والقمي قال نزلت في الذين غيروا دين الله وخالفوا امر الله عز وجل هل رأيتم شاعرا قط يتبعه احد وانما عنى بذلك الذين وضعوا دينا بآرائهم فيتبعهم الناس على ذلك.
وفي المعاني عن الباقر عليه السلام في هذه الآية قال هل رأيت شاعرا يتبعه أحد انما هم قوم تفقهوا لغير الله فضلوا وأضلوا.
وفي المجمع عن العياشي عن الصادق عليه السلام هم قوم تعلموا وتفقهوا بغير علم فضلوا وأضلوا.
وفي الاعتقادات عنه عليه السلام انه سئل عن هذه الآية فقال هم القصاص (2).
(225) الم تر انهم في كل واد يهيمون قيل وذلك لأن اكثر كلمات الشعراء


(56)

خيالات لا حقيقة لها القمي يعني يناظرون بالاباطيل ويجادلون بالحجج المضلين وفي كل مذهب يذهبون يعني بهم المغيرين دين الله.
(226) وانهم يقولون ما لا يفعلون قال يعظون الناس ولا يتعظون وينهون عن المنكر ولا ينتهون ويأمرون بالمعروف ولا يعملون قال وهم الذين غصبوا آل محمد صلوات الله عليهم حقهم.
(227) الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا قيل هو استثناء للشعراء المؤمنين الصالحين الذين يكثرون ذكر الله ويكون اكثر اشعارهم في التوحيد والثناء على الله تعالى والحث على طاعته ولو قالوا هجوا ارادوا به الانتصار ممن هجاهم من الكفار ومكافأة هجاة المسلمين كحسان بن ثابت وكعب بن مالك وكعب بن زبير.
والقمي ثم ذكر آل محمد صلوات الله عليهم وشيعتهم المهتدين فقال الا الذين آمنوا الآية.
أقول : يمكن التوفيق بين التفسيرين بإرادة كلا المعنيين فان حجج المبطلين من اهل الجدل ايضا اكثرها خيالات شعرية لا حقيقة لها وتمويهات لا طائل تحتها كأقاويل الشعراء وكلا الفريقين سيان في انهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون الا ان ذكر اتباع الغاوين انما هو بالنظر الى من له رياسة في الاضلال من اهل المذاهب الباطلة وانكار احد المعنيين.
في الحديث يرجع الى انكار الحصر فيه ثم ليس المراد بالشعر المذموم الكلام المنظوم باعتبار نظمه كيف وان من الشعر لحكمة يعني من المنظوم وان منه لموعظة وان منه لثناء على الله وعلى اوليائه بل باعتبار التشبيب بالحرام وتمزيق الاعراض ومدح من لا يستحق ونحو ذلك.
وفي العيون عن الصادق عليه السلام قال من قال فينا بيت شعر بنى الله له بيتا في الجنة وقال ما قال فينا قائل شعرا حتى يؤيد بروح القدس.


(57)

وفي المجمع عن كعب بن مالك انه قال يا رسول الله ماذا تقول في الشعراء قال ان المؤمن مجاهد بسيفه والذي نفسي بيده لكأنما يرضخونهم بالنبل قال وقال النبي صلى الله عليه وآله لحسان بن ثابت اهجهم أو هاجهم وروح القدس معك.
وفي الجوامع قال لكعب بن مالك اهجهم فو الذي نفسي بيده لهو اشد عليهم من النبل.
وفي الكتاب الكشي عن الصادق عليه السلام يا معشر الشيعة علموا اولادكم شعر العبدي فانه على دين الله.
وفي المعاني عنه عليه السلام إنه سئل عن هذه الآية ما هذا الذكر الكثير قال من سبح بتسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام فقد ذكر الله كثيرا.
وفي الكافي عن امير المؤمنين عليه السلام من ذكر الله عز وجل في السر فقد ذكر الله كثيرا ان المنافقين كانوا بذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر فقال الله تعالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
القمي ثم ذكر اعدائهم ومن ظلمهم فقال جل ذكره وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون هكذا والله نزلت.
وفي الجوامع نسب هذه القراءة الى الصادق عليه السلام.
في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام من قرء سور الطواسين الثلاث في ليلة الجمعة كان من اولياء الله وفي جواره وكنفه ولم يصبه في الدنيا بؤس ابدا واعطى في الآخرة من الجنة حتى يرضى وفوق رضاه وزوجه الله مأة زوجة من الحور العين.
وزاد في المجمع واسكنه الله في جنة عدن وسط الجنة مع النبيين والمرسلين والوصيين الراشدين.