انا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك فدعا الله عز وجل بالاسم الأعظم فخرج السرير من تحت كرسي سليمان.
وفي روضة الواعظين عن النبي صلى الله عليه وآله انه سئل عن الذي عنده علم من الكتاب قال ذلك وصي اخي سليمان بن داود.
وفي البصائر والكافي عن الباقر عليه السلام ان اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا وانما كان عند اصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالارض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كما كانت اسرع من طرفة عين وعندنا نحن من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب عنده ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وفي روآية اخرى من البصائر فتكلم به فانخسفت الأرض ما بينه وبين السرير والتفت القطعتان وحّول من هذه الى هذه.
وفي اخرى من الكافي عن الهادي عليه السلام قال فتكلم به فانخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبا فتناول عرش بلقيس حتى سيره الى سليمان ثم انبسطت الأرض في اقل من طرفة عين.
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام قال ان الأرض طويت له.
وعن العياشي عن الهادي عليه السلام قال الذي عنده علم من الكتاب فهو آصف بن برخيا ولم يعجز سليمان عن معرفة ما عرفه اصف لكنه عليه السلام احب ان يعّرف الجن والانس انه الحجة من بعده وذلك من علم سليمان اودعه اصف بأمر الله ففهمه الله ذلك لئلا يختلف في امامته ودلالته كما فهم سليمان عليه السلام في حياة داود عليه السلام لتعرف امامته ونبوته من بعده لتأكيد الحجة على الخلق فلما رآه رأى العرش مستقرا عنده حاصلا بين يديه قال تلقيا للنعمة بالشكر على شاكلة المخلصين من عباد الله هذا من فضل ربي تفضل به عليّ من غير استحقاق ليبلونيَ ءاشكر بأن اراه فضلا من الله بلا حول مني ولا قوة واقوم بحقه ام اكفر بأن اجد نفسي في البين أو اقصر في اداء مواجبه ومن شكر فانما يشكر لنفسه فانه به يستجلب لها دوام النعمة ومزيدها ومن كفر


(68)

فان ربي غني عن شكره كريم بالإنعام عليه ثانيا.
(41) قال نكروا لها عرشها بتغيير هيئته وشكله ننظر اتهتدي ام تكون من الذين لا يهتدون الى معرفته.
(42) فلما جائت قيل اهكذا عرشك تشبيها عليها زيادة في امتحان عقلها قالت كانه هو ولم تقل هو هو لاحتمال ان يكون مثله وذلك من كمال عقلها واوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين قيل هي من تتمة كلامها كأنها ظنت انه اراد بذلك اختبار عقلها واظهار معجزة لها فقالت واوتينا العلم بكمال قدرة الله وصحة نبوتك قبل هذه الحالة.
(43) وصدها ما كانت تعبد من دون الله اي وصدها عبادتها الشمس عن التقدم الى الإسلام انها كانت من قوم كافرين وقرء بفتح الهمزة على البدل اي صدها نشوها بين اظهر الكفار أو على التعليل.
(44) قيل لها ادخلي الصرح القصر وقيل عرصة الدار فلما راته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال انه ان ما تظنيه ماء صرح ممرد مملس من قوارير من الزجاج قالت رب اني ظلمت نفسي بعبادتي للشمس وقيل بظني بسليمان فانها حسبت انه يغرقها في اللجة واسلمت مع سليمان لله رب العالمين فيما امر به عباده روي انه امر قبل قدومها فبنى قصر صحنه من زجاج ابيض واجري من تحته الماء والقى فيه حيوانات البحر ووضع سريره في صدره فجلس عليه فلما ابصرته ظنت ماء راكدا فكشفت عن ساقيها.
والقمي وكان قد امر ان يتخذ لها بيتا من قوارير وضعه على الماء ثم قيل لها ادخلي الصرح وظنت انه ماء فرفعت ثوبها وابدت ساقيها فإذا عليهما شعر كثير فقيل لها انه صرح ممرد من قوارير قالت رب اني ظلمت الآية فتزوجها سليمان وهي بلقيس بنت الشراح الحميرية وقال سليمان للشياطين اتخذوا لها شيئا يذهب هذا الشعر عنها فعملوا الحمامات وطبخوا النورة فالحمامات والنورة مما اتخذته الشياطين لبلقيس وكذا الأرحيبة التي تدور على الماء.


(69)

(45) ولقد ارسلنا الى ثمود اخاهم صالحا ان اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون
القمي عن الباقر عليه السلام قال يقول مصدق ومكذب قال الكافرون منهم أتشهدون ان صالحا مرسل من ربه قال المؤمنون انّا بالذي ارسل به مؤمنون قال الكافرون منهم إنا بالذي آمنتم به كافرون وقالوا يا صالح ائتنا بآية ان كنت من الصادقين فجاءهم بناقة فعقروها وكان الذي عقرها ازرق احمر ولد زنا.
(46) قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة بالعقوبة قبل التوبة فانهم كانوا يقولون ان صدق ايعاده تبنا ، القمي انهم سألوه قبل ان تأتيهم الناقة ان يأتيهم بعذاب اليم فأرادوا بذلك امتحانه فقال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة يقول بالعذاب قبل الرحمة لولا تستغفرون الله قبل نزوله لعلكم ترحمون بقبولها فانها لا تقبل حينئذ.
(47) قالوا اطيرنا بك وبمن معك تشأمنا إذ تتابعت علينا الشدائد واوقع بيننا إفتراق منذ اخترعتم دينكم.
القمي اصابهم جوع شديد فقالوا هذا من شومك وشؤم الذين معك أصابنا هذا وهي الطيرة قال طائركم عند الله قال يقول خيركم وشركم من عند الله بل انتم قوم تفتنون تختبرون بتعاقب السراء والضراء.
(48) وكان في المدينة تسعة رهط تسعة نفر يفسدون في الارض ولا يصلحون اي شأنهم الافساد الخالص عن شوب الصلاح.
القمي كانوا يعملون في الأرض بالمعاصي.
(49) قالوا قال بعضهم لبعض تقاسموا بالله اي تحالفوا امر مقول أو خبر وقع بدلا لنبيتنه واهله لنباغتن صالحا واهله ليلا ثم لنقولن لوليه لولي دمه وقرء لتبيتنه ولتقولن بالتاء وصيغة الجمع على خطاب بعضهم لبعض ما شهدنا مهلك اهله فضلا ان تولينا اهلاكهم وهو يحتمل المصدر والزمان والمكان وقرء بفتح اللام مع فتح الميم


(70)

وضمها وانا لصادقون ونحلف انا لصادقون أو والحال انا لصادقون يعنون نوري
القمي يقول لنفعلن.
(50) ومكروا مكرا بهذه المواضعة ومكرنا مكرا بأن جعلناها سببا لإهلاكهم وهم لا يشعرون بذلك.
روي انه كان لصالح في الحجر مسجد في شعب يصلي فيه فقالوا زعم انه يفرغ منا الى فنفرغ منه ومن اهله قبل الثلاث فذهبوا الى الشعب ليقتلوه فوقع عليهم صخرة جبالهم فطبقت عليهم فم الشعب فهلكوا ثمة وهلك الباقون في اماكنهم بالصيحة.
والقمي فأتوا صالحا ليلا ليقتلوه وعند صالح ملائكة يحرسونه فلما اتوه قاتلتهم الملائكة في دار صالح رجما بالحجارة فأصبحوا في داره مقتلين واخذت قومه الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين.
(51) فانظر كيف كان عاقبة مكرهم انا دمرناهم وقرء بفتح الهمزة وقومهم اجمعين
(52) فتلك بيوتهم خاوية خالية من خوى البطن إذا خلا أو ساقطة منهدمة من خوى النجم إذا سقط بما ظلموا بسبب ظلمهم ان في ذلك لآية لقوم يعلمون فيتعظون.
(53) وانجينا الذين آمنوا صالحا ومن معه وكانوا يتقون الكفر والمعاصي فلذلك خصوا بالنجاة.
(54) ولوطا إذ قال لقومه اتأتون الفاحشة وانتم تبصرون تعلمون خبثها أو يبصرها بعضكم من بعض وكانوا يعلنون.
(55) ائنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء اللاتي خلقن لذلك بل انتم قوم تجهلون سفهاء.
(56) فما كان جواب قومه الا ان قالوا اخرجوا آل لوط من قريتكم انهم اناس يتطهرون يتنزهون عن افعالنا


(71)

(57) فانجيناه واهله الا امراته قدرناها من الغابرين قدرنا كونها من الباقين في العذاب وقرء قدرناها بالتخفيف.
(58) وامطرنا عليهم مطرا فسآء مطر المنذرين مضى مثله.
(59) قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
في الجوامع عنهم عليه السلام والقمي قال هم آل محمد صلوات الله عليه وعليهم الله خير ام ما تشكرون وقرء بالياء الزام لهم وتهكم به وتسفيه لرأيهم.
(60) امن بل ام من خلق السماوات والارض وانزل لكم من السماء ماء فانبتنا به حدائق ذات بهجة عدل عن الغيبة الى التكلم لتأكيد اختصاص الفعل بذاته كما قال ما كان لكم ان تنبتوا شجرها شجر الحدائق ءاله مع الله اغيره يقرن به ويجعل له شريكا وهو المتفرد بالخلق والتكوين بل هم قوم يعدلون عن الحق وهو التوحيد.
(61) امن جعل الارض قرارا وجعل خلالها انهارا جارية وجعل لها رواسي جبالا يتكون فيها المعادن وينبع من حضيضها المنابع وجعل بين البحرين العذب والملح حاجزا برزخا وقد مر بيانه في سورة الفرقان ءاله مع الله بل اكثرهم لا يعلمون الحق فيشركون.
(62) امن يجيب المضطر الذي احوجه شدة ما به الى اللجأ الى الله إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض خلفاء فيها بأن ورثكم سكناها والتصرف فيها ممن كان قبلكم ءاله مع الله الذي متعكم بهذه النعم قليلا ما تذكرون اي تذكرون الاءه تذكرا قليلا وما مزيدة وقرء بتشديد الذال وبالياء معه.
القمي عن الصادق عليه السلام قال نزلت في القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله هو والله المضطر إذا صلى في المقام ركعتين ودعا الله عز وجل فأجابه ويكشف السوء ويجعله خليفة في الأرض وفي روآية فيكون أول من يبايعه جبرئيل ثم الثلاثمأة والثلاثة عشر رجلا وقد سبق كلام آخر في هذه الآية في سورة البقرة عند قوله تعالى اجيب دعوة الداع.


(72)

(63) امن يهديكم في ظلمات البر والبحر بالنجوم وعلامات الأرض ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته يعني المطر ءاله مع الله يقدر على شيء من ذلك تعالى الله عما يشركون
(64) امن يبدؤ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والارض اي بأسباب سماوية وارضية ءاله مع الله يفعل ذلك قل هاتوا برهانكم على ان غيره يقدر على شيء من ذلك ان كنتم صادقين في اشراككم.
(65) قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله
في نهج البلاغة ان امير المؤمنين عليه السلام اخبر يوما ببعض الامور التي لم يأت بعد فقيل له اعطيت يا امير المؤمنين علم الغيب فضحك (ع) وقال ليس هو بعلم غيب انما هو تعلم من ذي علم وانما علم الغيب علم الساعة وما عدده الله سبحانه بقوله ان الله عنده علم الساعة الآية فيعلم سبحانه ما في الارحام من ذكر وانثى وقبيح أو جميل وسخي أو بخيل وشقي أو سعيد ومن يكون للنار حطبا أو في الجنان للنبيين مرافقا فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه الا الله وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه ودعا لي ان يعيه صدري وتضم عليه جوارحي وما يشعرون ايان يبعثون متى ينشرون.
(66) بل ادارك تتابع حتى استحكم علمهم في الآخرة
القمي يقول علموا ما كانوا جهلوا في الدنيا وقرء بدون الالف مع تخفيف الدال وتشديدها بل هم في شك منها في حيرة بل هم منها عمون لاختلال بصيرتهم قيل الاضرابات الثلاث تنزيل لأحوالهم.
(67) وقال الذين كفروا ءاذا كنا ترابا وآباؤنا ائنا لمخرجون من الاجداث أو من الفناء الى الحياة وتكرير الهمزة للمبالغة في الانكار وقرء بحذف الاولى وبحذفهما واننا بالنونين.
(68) لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل ان هذا الا اساطير الأولين
اكاذيبهم التي هي كالاسمار


(73)

(69) قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين تهديد لهم على التكذيب وتخويف بأن ينزل عليهم مثل ما نزل بالمكذبين قبلهم والتعبير عنهم بالمجرمين ليكون لطفا للمجرمين في ترك الجرائم.
(70) ولا تحزن عليهم على تكذيبهم واعراضهم ولا تكن في ضيق في حرج صدر وقرء بكسر الضاد مما يمكرون من مكرهم فان الله يعصمك من الناس.
(71) ويقولون متى هذا الوعد العذاب الموعود ان كنتم صادقين
(72) قل عسى ان يكون ردف لكم تبعكم ولحقكم والقمي اي قد قرب من خلفكم بعض الذي تستعجلون حلوله قيل هو عذاب يوم بدر.
(73) وان ربك لذو فضل على الناس بتأخيره عقوبتهم على المعاصي ولكن اكثرهم لا يشكرون لا يعرفون حق النعمة فلا يشكرونه بل يستعجلون بجهلهم وقوعه.
(74) وان ربك ليعلم ما تكن صدورهم ماتخفيه وما يعلنون من عداوتك فيجازيهم عليه.
(75) وما من غائبة في السماء والارض خافية فيهما الا في كتاب مبين .
في الكافي عن الكاظم عليه السلام في حديث وان في كتاب الله لآيات ما يراد بها امر الا ان يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون جعله الله لنا في ام الكتاب ان الله يقول وما من غائبة الآية ثم قال ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فنحن الذين اصطفينا الله واورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شيء.
(76) ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون كالتشبيه والنزيه واحوال الجنة والنار وعزير والمسيح.
(77) وانه لهدىً ورحمة للمؤمنين فانهم المشفعون به.
(78) ان ربك يقضي بينهم بين بني اسرائيل بحكمه اي بحكمته أو بما يحكم به وهو الحق وهو العزيز فلا يرد قضاءه العليم بحقيقة ما يقضي فيه وحكمته.


(74)

(79) فتوكل على الله ولا تبال بمعاداتهم انك على الحق المبين وصاحب الحق حقيق بالوثوق بحفظ الله ونصره.
(80) انك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء وقرء بالياء المفتوحة ورفع الصم إذا ولوا مدبرين شبهوا بالموتى والصم لعدم انتفاعهم بما يتلى عليهم.
(81) وما انت بهادي العمي وقرء تهدي العمى عن ضلالتهم حيث ان الهدآية لا تحصل الا بالبصر إن تسمع ما يجدي اسماعك الا من يؤمن بآياتنا من هو في علم الله كذلك فهم مسلمون مخلصون.
(82) وإذا وقع القول عليهم وهو ما وعدوا به من الرجعة عند قيام المهدي عليه السلام كما يأتي بيانه عن قريب اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون وقرء تكلمهم بالتخفيف من الكلم بمعنى الجرح.
وفي الجوامع عن الباقر عليه السلام قال كلم الله من قرء تكلمهم ولكن تكلمهم بالتشديد.
والقمي عن الصادق عليه السلام قال انتهى رسول الله صلى الله عليه وآله الى امير المؤمنين عليه السلام وهو نائم في المسجد قد جمع رملا ووضع رأسه عليه فحركه برجله ثم قال له قم يا دابة الأرض فقال رجل من اصحابه يا رسول الله ايسمى بعضنا بعضا بهذا الإسم فقال لا والله ما هو الا له خاصة وهو الدابة الذي ذكره الله في كتابه فقال عز وجل وإذا وقع القول عليهم الآية ثم قال يا علي إذا كان آخر الزمان اخرجك الله في احسن صورة ومعك ميسم تسم به اعداءك فقال رجل لابي عبد الله عليه السلام ان العامة يقولون ان هذه الدابة انما تكلمهم فقال أبو عبد الله كلمهم الله في نار جهنم انما هو يكلمهم من الكلام.
وعنه عليه السلام قال قال رجل لعمار بن ياسر يا ابا اليقظان ان آية في كتاب الله قد افسدت قلبي وشككتني فقال وآية آية هي قال قوله عز وجل وإذا وقع القول عليهم الآية فأية دابة هذه قال عمار والله ما اجلس ولا آكل ولا اشرب حتى اريكها فجاء عمار مع الرجل الى امير المؤمنين عليه السلام وهو يأكل تمرا وزبدا فقال يا ابا اليقظان هلم فاقبل عمار وجلس يأكل معه فتعجب الرجل منه فلما قام عمار قال الرجل سبحان الله انك حلفت ان لا تأكل ولا


(75)

تشرب ولا تجلس حتى تريني الدابة قال عمار قد اريتكها ان كنت تعقل.
وفي المجمع انه روى العياشي هذه القصة بعينها عن ابي ذر ايضا.
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام قال قال امير المؤمنين عليه السلام ولقد اعطيت الست علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب واني لصاحب الكرات ودولة الدول واني لصاحب العصا والميسم والدابة التي تكلم الناس.
وفي الاكمال عن امير المؤمنين عليه السلام في حديث بعد ان ذكر الدجال ومن يقتله قال الا ان بعد ذلك الطامة الكبرى قيل وما ذلك يا امير المؤمنين قال خروج دابة الأرض من عند الصفا ومعها خاتم سليمان عليه السلام وعصا موسى عليه السلام تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه هذا مؤمن حقا وتضعه على وجه كل كافر فيكتب هذا كافر حقا حتى ان المؤمن لينادي الويل لك حقا يا كافر وان الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن وددت اني كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما ثم ترفع الدابة رأسها من بين الخافقين باذن الله جل جلاله وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا تقبل توبة ولا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا.
ثم قال عليه السلام لا تسألوني عما يكون بعد هذا فانه عهد اليّ حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله ان لا اخبر به غير عترتي.
وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله قال دابة الأرض طولها ستون ذراعا لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب فتسم المؤمن بين عينيه ويكتب بين عينيه مؤمن وتسم الكافر بين عينيه ويكتب بين عينيه كافر ومعها عصا موسى عليه السلام وخاتم سليمان عليه السلام فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتخطم انف الكافر بالخاتم حتى يقال يا مؤمن ويا كافر.
وعن امير المؤمنين عليه السلام انه سئل عن الدابة فقال اما والله ما لها ذنب وان لها للحية.
(83) ويوم نحشر من كل امة فوجا يعني يوم الرجعة ممن يكذب بآياتنا يعني بالأئمة عليهم السلام فهم يوزعون يحبس اولهم على آخرهم ليتلاحقوا


(76)

(84) حتى إذا جاؤا الى المحشر قال اكذبّتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما اماذا كنتم تعملون ام اي شيء كنتم تعملون بعد ذلك وهو للتبكيت إذ لم يفعلوا غير التكذيب.
(85) ووقع القول عليهم حل بهم العذاب الموعود بما ظلموا بسبب ظلمهم وهو التكذيب بآيات الله فهم لا ينطقون بالاعتذار لشغلهم بالعذاب.
القمي عن الصادق عليه السلام في الحديث الذي مضى في تفسير الدابة اولا قال والدليل على ان هذا في الرجعة قوله ويوم نحشر من كل امة فوجا الآية قال الآيات امير المؤمنين والأئمة عليهم السلام فقال الرجل ان العامة تزعم ان قوله عز وجل ويوم نحشر من كل امة فوجا عنى في يوم القيامة فقال عليه السلام فيحشر الله عز وجل يوم القيامة من كل امة فوجا ويدع الباقين لا ولكنه في الرجعة واما آية القيامة فهي وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا وعنه عليه السلام ليس احد من المؤمنين قتل الا ويرجع حتى يموت ولا يرجع الا من محض الايمان محضا ومن محض الكفر محضا وفي الكافي عنه عليه السلام في قوله بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد انهم قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وترا لآل محمد صلوات الله عليهم الا قتلوه وقد سبق تمام الحديث في سورة بني اسرائيل فلا حاجة بنا الى اعادته قال في المجمع وقد تظاهرت الأخبار عن ائمة الهدى من آل محمد صلوات الله عليهم في ان الله تعالى سيعيد عند قيام المهدي عليه السلام قوما ممن تقدم موتهم في اوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ويتبهجوا بظهور دولته ويعيد ايضا قوما من اعدائه لينتقم منهم وينالوا بعض ما يستحقونه من العقاب في القتل على ايدي شيعته أو الذل والخزي مما يشاهدون من علو كلمته ولا يشك عاقل ان هذا مقدور لله تعالى غير مستحيل في نفسه وقد فعل الله ذلك في الامم الخالية ونطق القرآن بذلك في عدة مواضع مثل قصة عزير وغيره على ما فسرناه في موضعه وصح عن النبي صلى الله عليه وآله قوله سيكون في امتي كل ما كان في بني اسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لو ان احدهم دخل حجر ضب لدخلتموه.
أقول : وقد صنف الحسن بن سليمان الحلي طاب ثراه كتابا في فضائل اهل البيت عليهم السلام أورد فيه اخبارا كثيرة في اثبات الرجعة وتفاصيل احوالها وذكر فيه ان الدابة


(77)

امير المؤمنين عليه السلام في اخبار كثيرة متوافقة المعاني ونقل اكثرها من كتاب سعد بن عبد الله المسمى بمختصر البصائر ولنورد هنا من كتابه حديثا واحدا ومن اراد سائرها فليراجع إليه وهو ما رواه عن الاصبغ بن نباته ان عبد الله الكوا اليشكري قام الى امير المؤمنين عليه السلام فقال يا امير المؤمنين ان اناسا من اصحابك يزعمون انهم يردون بعد الموت فقال امير المؤمنين عليه السلام نعم تكلم بما سمعت ولا تزد في الكلام مما قلت لهم قال قلت لا أؤمن بشيء مما قلتم فقال له امير المؤمنين عليه السلام ويلك ان الله عز وجل ابتلى قوما بما كان من ذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم التي سميت لهم ثم ردهم الى الدنيا ليسوفوا ارزاقهم ثم اماتهم بعد ذلك قال فكبر عليّ الكوا ولم يهتد له فقال له امير المؤمنين عليه السلام ويلك تعلم ان الله عز وجل قال في كتابه واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فانطلق بهم معه ليشهدوا له إذا رجعوا عند الملأ من بني اسرائيل ان ربي قد كلمني فلو انهم سلموا ذلك وصدقوا به لكان خير لهم ولكنهم قالوا لموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة قال الله تعالى فاخذتكم الصاعقة يعني الموت وانتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون افترى يابن الكوا ان هؤلاء قد رجعوا الى منازلهم بعد ما ماتوا فقال ابن الكوا وما ذاك ثم اماتهم مكانهم فقال له امير المؤمنين عليه السلام ويلك أو ليس قد اخبرك في كتابه حيث يقول وظللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن والسلوى فهذا بعد الموت إذ بعثهم وايضا مثلهم يا ابن الكوا الملأ من بني اسرائيل حيث يقول الله عز وجل الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم وقوله عز وجل في عزير حيث اخبر الله فقال أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها فقال انى يحيي هذه الله بعد موتها فاماته الله واخذه بذلك الذنب مأة عام ثم بعثه ورده الى الدنيا فقال كم لبثت فقال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مأة عام فلا تشك يا ابن الكوا في قدرة الله عز وجل.
(86) الم يروا انا جعلنا الليل ليسكنوا فيه بالنوم والقرار والنهار مبصرا قيل اصله ليبصروا فيه فبولغ فيه بجعل الأبصار حالا من احواله المجبول عليها ان ذلك لآيات لقوم يؤمنون
(87) ويوم ينفخ في الصور في القرن روي ان النبي صلى الله عليه وآله سئل عنه


(78)

فقال قرن من نور التقمه اسرافيل فوصف بالسعة والضيق واختلف في ان اعلاه ضيق واسفله واسع أو بالعكس ولكل وجه وورد ان فيه ثقبا بعدد كل انسان ثقبة فيها روحه ففزع من في السماوات ومن في الارض من الهول وعبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه الا من شآء الله ان لا يفزع بأن يثبت قلبه وكل اتوه داخرين صاغرين وقرء بقصر الهمزة وفتح التاء.
(88) وترى الجبال تحسبها جامدة ثابتة في مكانها وهى تمر مر السحاب في السرعة قيل وذلك لأن اجرام الكبار إذا تحركت في سمت واحد لا تكاد تتبين حركتها صنع الله الذي اتقن كل شيء احكم خلقه وسواه على ما ينبغي انه خبير بما يفعلون عالم بظواهر الافعال وبواطنها فيجازيهم عليها وقرء بالتاء.
(89) من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون وقرء بالاضافة.
(90) ومن جاء بالسيئة فكبّت وجوههم في النار فكبوا فيها وجوههم هل تجزون الا ما كنتم تعملون على ارادة القول القمي قال الحسنة والله ولآية امير المؤمنين عليه السلام والسيئة والله اتباع اعدائه وفي الكافي عن الصادق عن ابيه عن امير المؤمنين عليه السلام في هذه الآية قال الحسنة معرفة الولآية وحبنا اهل البيت والسيئة انكار الولآية وبغضنا اهل البيت ثم قرء لآية وعن الباقر عليه السلام في قوله تعالى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا قال من تولى الأوصياء من آل محمد صلوات الله عليهم واتبع آثارهم فذاك يزيده ولآية من مضى من النبيين والمؤمنين الأولين حتى يصل ولايتهم الى آدم (ع) وهو قول الله من جاء بالحسنة فله خير منها ندخله الجنة وفي روضة الواعظين عنه عليه السلام في هذه قال الحسنة ولآية علي وحبه والسيئة عداوته وبغضه ولا يرفع معهما عمل وقد مضى في آخر سورة الانعام حديث في صدر الآيتين.
(91) انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها القمي يعني مكة شرفها الله تعالى في الكافي عن الصادق عليه السلام ان قريشا لما هدموا الكعبة وجدوا في قواعده حجرا فيه كتاب لم يحسنوا قراءته حتى دعوا رجلا قرأه فإذا فيه انا الله ذو بكة حرمتها يوم خلقت السماوات والأرض ووضعتها بين هذين الجبلين وحففتها بسبعة املاك حفا ، وعنه عليه السلام لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله مكة يوم افتتحها فتح باب الكعبة فأمر


(79)

بصور في الكعبة فطمست فأخذ بعضادتي الباب فقال الآ ان الله قد حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام بحرام الله عز وجل الى يوم القيامة لا ينفر صيدها ولا يعضد شجرها ولا يختلي خلالها ولا تحل لقطتها الا لمنشد فقال العباس يا رسول الله الإ ذخر فانه للقبر والبيوت فقال رسول الله الاّ الإ ذخر وله كل شيء خلقا وملكا وامرت ان اكون من المسلمين المنقادين.
(92) وان اتلو القرآن وان اواظب على تلاوته لتنكشف لي حقائقه في تلاوته شيئا فشيئا فمن اهتدى باتباعه اياي في ذلك فانما يهتدى لنفسه فان منافعه عائدة إليه ومن ضل بمخالفتي فقل انما انا من المنذرين فلا عليّ من وبال ضلاله شيء إذ ما على الرسول الا البلاغ وقد بلغت.
(93) وقل الحمد لله على نعمة النبوة وعلى ما علمني ربي ووفقني للعمل به سيريكم آياته إذا رجعتم الى الدنيا ورجعوا فتعرفونها فتعرفون انها آيات الله حين لا تنفعكم المعرفة ، القمي قال الآيات امير المؤمنين والأئمة عليهم السلام إذا رجعوا الى الدنيا يعرفهم اعداؤهم إذا رأوهم في الدنيا قال امير المؤمنين عليه السلام والله ما لله آية اكبر مني وما ربك بغافل عما تعملون فلا تحسبوا ان تأخير عذابكم لغفلة من اعمالكم وقرء بالياء وقد مضى ثواب قراءة الطواسين الثلاث.