سورة الاحزاب مدنية
وهي ثلاث وسبعون آية بالاجماع

بسم الله الرحمن الرحيم

(1) يا ايها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين
القمي وهذا هو الذي قال الصادق عليه السلام ان الله بعث نبيه باياك اعني واسمعي يا جارة فالمخاطبة للنبي صلى الله عليه وآله والمعنى للناس في المجمع نزلت في ابي سفيان بن حرب وعكرمة بن ابي جهل وابي الأعور السلمي قدموا المدينة ونزلوا على عبد الله بن اُبي بعد غزوة احد بأمان من رسول الله صلى الله عليه وآله يكلموه فقاموا وقام معهم عبد الله بن ابي وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وطعمة بن ابي بيرق فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا يا محمد ارفض ذكر آلهتنا اللات والعزى ومنات وقل ان لها شفاعة لمن عبدها وندعك وربك فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عمر بن الخطاب ائذن لنا يا رسول الله في قتلهم فقال اني اعطيتهم الامان وامر (ص) فاخرجوا من المدينة ونزلت الآية ولا تطع الكافرين من اهل مكة ابا سفيان وابا الأعور وعكرمة والمنافقين ابن ابي وابن سعد وطعمة ان الله كان عليما بالمصالح والمفاسد حكيما لا يحكم الا بما يقتضيه الحكمة.
(2) واتبع ما يوحى اليك من ربك ان الله كان بما تعملون خبيرا وقريء بالياء.
(3) وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا
(4) ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ما جمع قلبين في جوف رد لما زعمت العرب من ان اللبيب الاريب له قلبان.


(162)

في المجمع نزلت في ابي معمر حميد بن معمر بن حبيب الفهري وكان لبيبا حافظا لما يسمع وكان يقول ان في جوفي لقلبين اعقل بكل واحد منهما افضل من عقل محمد صلى الله عليه وآله وكانت قريش تسميه ذا القلبين فلما كان يوم بدر وهزم المشركون وفيهم أبو معمر يلقاه أبو سفيان بن حرب وهو اخذ بيده احدى نعليه والاخرى في رجله فقال له يا ابا معمر ما حال الناس قال انهزموا قال فما بالك احدى نعليك في يدك والاخرى في رجلك فقال أبو معمر ما شعرت الا انهما في رجلي فعرفوا يومئذ انه لم يكن له الا قلب واحد لما نسي نعله في يده.
والقمي عن الباقر عليه السلام قال قال علي بن ابي طالب عليه السلام لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف انسان ان الله لم يجعل لرجل قلبين في جوفه فيحب بهذا ويبغض بهذا فأما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه فمن اراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه فان شارك في حبنا حب عدونا فليس منا ولسنا منه والله عدوهم وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين.
وفي الامالي ما يقرب منه.
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام ما جعل الله لرجل من قلبين يحب بهذا قوما ويحب بهذا اعداءهم.
وفي مصباح الشريعة عنه عليه السلام فمن كان قلبه متعلقا في صلاته بشيء دون الله فهو قريب من ذلك الشيء بعيد عن حقيقة ما اراد الله منه في صلاته ثم تلا هذه الآية وما جعل ازواجكم اللائي وقريء بالياء وحده بدون همزة تظاهرون منهن وقريء بضم التاء وتشديد الظاء وبحذف الالف وتشديد الظاء والهاء امهاتكم (1) وما جمع الزوجية والامومة في امرأة رد لما زعمت العرب ان من قال لزوجته انت عليّ كظهر امي صارت زوجته كالام له ويأتي تمام الكلام فيه في سورة المجادلة ان شاء الله وما جعل ادعيائكم ابنائكم وما جمع الدعوة والبنوة في رجل رد لما زعمت العرب إن
____________
(1) يقال : ظاهر من امرأته وتظاهر وتظهر : وهو ان يقول لها « انت عليّ كظهر امي » وكانت العرب تطلق نساءها في الجاهلية بهذا اللفظ فلما جاء الإسلام نهى عنه وأوجب عليه الكفارة.


(163)

دعي الرجل ابنه ولذلك كانوا يقولون لزيد بن حارثة الكلبي عتيق رسول الله ابن محمد صلى الله عليه وآله.
القمي عن الصادق عليه السلام قال كان سبب ذلك أن رسول الله لما تزوج خديجة بنت خويلد خرج إلى سوق عكاظ في تجارة لها ورأى زيدا يباع ورآه غلاما كيسا حصيفا فاشتراه فلما نبئ رسول الله صلى الله عليه وآله دعاه إلى الأسلام فأسلم وكان يدعى زيد مولى محمد صلى الله عليه وآله فلما بلغ حارثة بن شراحيل الكلبي خبر ولده زيد قدم مكة وكان رجلا جليلا فأتى أبا طالب فقال يا أبا طالب إن ابني وقع عليه السبي وبلغني أنه صار إلى ابن أخيك نسأله إما أن يبيعه وإما أن يفاديه وإما أن يعتقه فكلم أبو طالب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله هو حر فليذهب حيث شاء فقام حارثة فأخذ بيد زيد فقال له يا بني إلحق بشرفك وحسبك فقال زيد لست افارق رسول الله صلى الله عليه وآله أبدا فقال له أبوه فتدع حسبك ونسبك وتكون عبدا لقريش فقال زيد لست افارق رسول الله ما دمت حيا.
فغضب أبوه وقال يا معشر قريش اشهدوا إني قد برئت منه وليس هو ابني فقال رسول الله صلى الله عليه وآله اشهدوا أن زيدا ابني أرثه ويرثني فكان يدعى زيد ابن محمد وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحبه وسماه زيد الحب فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة زوجه زينب بنت جحش وأبطأ عنه يوما فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله منزله يسأله عنه فإذا زينب جالسة وسط حجرتها تسحق طيبا بفهر لها فدفع رسول الله صلى الله عليه وآله الباب فنظر إليها وكانت جميلة حسنة فقال سبحان الله خالق النور وتبارك الله أحسن الخالقين ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى منزله ووقعت زينب في قلبه موقعا عجيبا وجاء زيد إلى منزله فأخبرته زينب بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها زيد هل لك أن اطلقك حتى يتزوجك رسول الله صلى الله عليه وآله فلعلك قد وقعت في قلبه فقالت أخشى أن تطلقني ولا يتزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء زيد إلى رسول الله فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله أخبرتني زينب بكذا وكذا فهل لك أن اطلقها حتى تتزوجها فقال له رسول الله


(164)

صلى الله عليه وآله لا إذهب واتق الله وأمسك عليك زوجك ثم حكى الله عز وجل فقال أمسك عليك زوجك واتق الله وتُخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشيه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها إلى قوله وكان أمر الله مفعولا فزوجه الله تعالى من فوق عرشه فقال المنافقون يحرم علينا نساء أبنائنا ويتزوج إمرأة ابنه زيد فأنزل الله عز وجل في هذا وما جعل أدعياءكم أبناءكم إلى قوله يهدى السبيل.
أقول : وتأتي قصة تزويج زينب من رسول الله صلى الله عليه وآله بنحو آخر في هذه السورة إن شاء الله ذلكم قولكم بأفواهكم لا حقيقة له كقول من يهذي والله يقول الحق ما له وهو يهدي السبيل سبيل الحق.
(5) ادعوهم لابائهم انسبوهم إليهم هو أقسط عند الله أعدل اريد به مطلق الزيادة لا التفضيل ومعناه البالغ في الصدق فإن لم تعلموا ابائهم لتنسبوهم إليهم فإخوانكم في الدين فهم إخوانكم في الدين ومواليكم وأولياؤكم فيه فيقولوا هذا أخي ومولاي بهذا التأويل وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولا إثم عليكم فيما فعلتموه من ذلك مخطئين قبل النهي أو بعده على النسيان أو سبق اللسان ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما يعفو عن المخطي.
(6) النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم يعني أولى بهم في الامور كلها فإنه لا يأمرهم ولا يرضى منهم إلا بما فيه صلاحهم ونجاحهم بخلاف النفس فلذلك أطلق فيجب عليهم أن يكون أحب إليهم من أنفسهم وأمره أنفذ عليهم من أمرها وشفقتهم عليه أتم من شفقتهم عليها.
في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله إنه لما أراد غزوة تبوك وأمر الناس بالخروج قال قوم نستأذن آبائنا وأمهاتنا فنزلت هذه الآية.
وعن الباقر والصادق عليهما السلام أنهما قرءا وأزواجه امهاتهم وهو أب لهم


(165)

والقمي قال نزلت وهو أب لهم.
أقول : يعني في الدين والدنيا جميعا أما في الدين فإن كل نبي أب لامته من جهة أنه أصل فيما به الحياة الأبدية ولذلك صار المؤمنون إخوة وورد أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال أنا وعلي أبوا هذه الامة كما مر في سورة البقرة وذلك لأنهما في هذا المعنى سواء إلا أن عليا عليه السلام بعد النبي وأما في الدنيا فلألزام الله إياه مؤنتهم وتربية أيتامهم ومن يضيع منهم.
القمي جعل الله عز وجل المؤمنين أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل رسول الله أباهم لمن لم يقدر أن يصون نفسه ولم يكن له مال وليس له على نفسه ولآية فجعل الله تعالى لنبيه الولآية على المؤمنين وجعله أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو قول رسول الله صلى الله عليه وآله بغدير خم أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى.
ثم أوجب لأمير المؤمنين عليه السلام ما أوجبه لنفسه عليهم من الولآية فقال ألا من كنت مولاه فعلي مولاه فلما جعل الله النبي صلى الله عليه وآله أبا للمؤمنين ألزمه مؤنتهم وتربية أيتامهم فعند ذلك صعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فقال من ترك مالا فلورثته ومن ترك دينا أو ضياعا فعليّ واليّ فألزم الله نبيه للمؤمنين ما يلزم الوالد للولد وألزم المؤمنين من الطاعة له ما يلزم الولد للوالد فكذلك ألزم أمير المؤمنين ما ألزم رسول الله من بعد ذلك وبعده الأئمة واحدا واحدا قال والدليل على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام هما والدان قوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا فالوالدان رسول الله صلى الله عليه وأمير المؤمنين عليه السلام.
وقال الصادق عليه السلام فكان اسلام عامة اليهود بهذا السبب لأنهم أمنوا على أنفسهم وعيالاتهم.
وفي العلل عن الكاظم عليه السلام أنه سئل لم كنى النبي صلى الله عليه وآله


(166)

بأبي القاسم فقال لأنه كان له ابن يقال له القاسم فكّني به فقال السائل يابن رسول الله هل تراني أهلا للزيادة فقال نعم أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال أنا وعلي أبوا هذه الامة قال بلى قال أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله أب لجميع امته وعلي منهم قال بلى قال أما علمت أن عليا عليه السلام قاسم الجنة والنار قال بلى قال.
فقيل له أبو القاسم لأنه أبو قاسم الجنة والنار قال بلى قال وما معنى ذلك فقال إن شفقة النبي صلى الله عليه وآله على امته كشفقة الآباء على الأولاد وأفضل امته علي عليه السلام ومن بعده شفقة علي عليه السلام عليهم كشفقته لأنه وصيه وخليفته والأمام من بعده فلذلك قال أنا وعلي أبوا هذه الامة وصعد النبي صلى الله عليه وآله المنبر فقال من ترك دينا أو ضياعا فعليّ وإليّ ومن ترك مالا فلورثته فصار بذلك أولى من آبائهم وامهاتهم وصار أولى بهم من أنفسهم وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام بعده جرى ذلك له مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليه وآله.
وفي الكافي عن سليم بن قيس قال سمعت عبد الله بن جعفر الطيار يقول كنا عند معاوية أنا والحسن والحسين عليهما السلام وعبد الله بن عباس وعمر بن ام سلمة واسامة بن زيد فجرى بيني وبين معاوية كلام فقلت لمعاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم أخي علي بن أبي طالب أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهد فالحسن بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم ابني الحسين من بعده أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهد فابنه علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم وستدركه يا عليّ ثم ابنه محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وستدركه يا حسين ثم تكملة اثني عشر إماما تسعة من ولد الحسين عليهم السلام.
قال عبد الله بن جعفر واستشهدت الحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعمر ابن ام سلمة واسامة بن زيد فشهدوا لي عند معاوية قال سليم وقد سمعت ذلك من سلمان وأبي ذر والمقداد وذكروا أنه سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله.


(167)

وعن الصادق عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال أنا أولى بكل مؤمن من نفسه وعلي أولى به من بعدي فقيل له ما معنى ذلك فقال قول النبي صلى الله عليه وآله من ترك دينا أو ضياعا فعليّ واليّ ومن ترك مالا فلورثته فالرجل ليست له على نفسه ولآية إذا لم يكن له مال وليس له على عياله أمر ولا نهي إذا لم يجر عليهم النفقة والنبي وأمير المؤمنين ومن بعدهما سلام الله عليهم ألزمهم هذا فمن هناك صاروا أولى بهم من أنفسهم وما كان سبب اسلام عامة اليهود إلا من بعد هذا القول من رسول الله صلى الله عليه وآله وأنهم أمنوا على أنفسهم وعيالاتهم.
وفي نهج البلاغة في حديث له قال فوالله إني لأولى الناس بالناس وأزواجه أمهاتهم منزلات منزلتهن في التحريم مطلقا وفي استحقاق التعظيم ما دمن على طاعة الله.
في الكافي عن الباقر عليه السلام في حديث وأزواج رسول الله صلى الله عليه وآله في الحرمة مثل امهاتهم.
وفي الاكمال عن القائم عليه السلام انه سئل عن معنى الطلاق الذي فوض رسول الله حكمه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال إن الله تقدس اسمه عظم شأن نساء النبي صلى الله عليه وآله فخصهن بشرف الامهات فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا أبا الحسن إن هذا الشرف باق ما دمن على الطاعة فأيتهن عصت الله بعدي بالخروج عليك فأطلقها في الأزواج وأسقطها من تشرف الامهات ومن شرف امومة المؤمنين وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله في حكمه المكتوب.
القمي قال نزلت في الإمامة وفي الكافي عن الباقر عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية فيمن نزلت قال نزلت في الأمرة إن هذه الآية جرت في ولد الحسين عليه السلام من بعده فنحن أولى بالأمر وبرسول الله صلى الله عليه وآله من المهاجرين والأنصار.
أقول : وقد مضت هذه الآية بعينها في آخر سورة الأنفال وأنها نزلت في نسخ التوارث بالهجرة والنصرة والتوفيق بنزول هذه في الأمرة وتلك في الميراث لا يلايم


(168)

الاستثناء في هذه الآية ولا ما يأتي في بيانه إلا أن يقال إن الأمرة تأويل كما يستفاد مما يأتي نقلا من العلل عند قوله تعالى إنما يريد الله الآية وبالتعميم في الايتين يرتفع التخالف من المؤمنين والمهاجرين صلة لاولي الأرحام أي أولوا الأرحام بحق القرابة أولى بالأمرة أو بالميراث من المؤمنين بحق الدين والمهاجرين بحق الهجرة وإن حملنا الآية على الميراث احتمل أيضا أن يكون بيانا لاولي الأرحام إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا يعني به الوصية.
في الكافي عن الصادق عليه السلام انه سئل أي شيء للموالي فقال ليس لهم من الميراث إلا ما قال الله عز وجل إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا أي ما ذكر في الايتين في اللوح ثابت كذا قيل.
(7) وإذ أخذنا مقدر باذكر من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا القمي قال وهذه الواو زيادة في قوله ومنك إنما هو منك ومن نوح فأخذ الله عز وجل الميثاق لنفسه على الأنبياء ثم أخذ لنبيه صلى الله عليه وآله على الأنبياء والأئمة عليهم السلام ثم أخذ للأنبياء على رسوله.
(8) ليسئل الصادقين عن صدقهم فعلنا ذلك ليسأل الله يوم القيامة الأنبياء الذين صدقوا عهدهم فيظهر صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما كأنه قيل فأثاب المؤمنين وأعد للكافرين.
(9) يا ايها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جائتكم جنود يعني الأحزاب وهم قريش وغطفان ويهود قريظة والنضير فأرسلنا عليهم ريحا ريح الدبور وجنودا لم تروها الملائكة وكان الله بما تعملون بصيرا من حفر الخندق وقريء بالياء يعني من التحزب والمحاربة.
(10) إذ جاؤكم من فوقكم من أعلى الوادي ومن أسفل منكم من أسفل الوادي وإذ زاغت الابصار مالت عن مستوى نظرها حيرة وشخوصا وبلغت القلوب الحناجر رعبا فان الرية تنتفخ من شدة الروع فترتفع بارتفاعها إلى رأس الحنجرة وهي منتهى الحلقوم وتظنون بالله الظنونا الأنواع من الظن وقريء بحذف الألف في