سورة يس
مكية عند الجميع قال ابن عباس الا آية منها وهي قوله وإذا قيل لهم انفقوا
نزلت بالمدينة عدد آيها ثلاث وثمانون آية كوفي اثنتان في الباقين

بسم الله الرحمن الرحيم

(1) يس قد مضى نظائره وقيل معناه يا انسان بلغة طي.
وفي المعاني عن الصادق عليه السلام واما يس فاسم من اسماء النبي صلى الله عليه وآله ومعناه يا ايها السامع الوحي.
وفي الخصال عن الباقر عليه السلام قال ان لرسول الله صلى الله عليه وآله عشرة اسماء خمسة في القرآن وخمسة ليست في القرآن فأما التي في القرآن فمحمد واحمد وعبد الله ويس ون.
وفي الكافي عنهما عليهما السلام هذا محمد اذن لهم في التسمية به فمن أذن لهم في يس يعني التسمية وهو اسم النبي صلى الله عليه وآله.
وفي العيون عن الرضا عليه السلام في حديث له في مجلس المأمون قال أخبروني عن قول الله تعالى يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم من عنى بقوله يس قالت العلماء يس محمد لم يشك فيه احد الحديث وقد سبق تمامه في سورة الاحزاب عند قوله تعالى صلوا عليه وسلموا تسليما ويأتي أيضا في سورة الصافات مع حديث آخر من الاحتجاج في ذلك انشاء الله.
وفي المجالس عن امير المؤمنين عليه السلام في قوله عز وجل سلام على آل ياسين قال يس محمد ونحن آل محمد.


(245)

(2) والقرآن الحكيم الواو للقسم.
(3) انك لم المرسلمين .
(4) على صراط مستقيم وهو التوحيد والاستقامة في الامور.
والقمي قال الصادق عليه السلام يس اسم رسول الله صلى الله عليه وآله والدليل على ذلك قوله تعالى انك لمن المرسلين على صراط مستقيم قال على الطريق الواضح.
(5) تنزيل العزيز الرحيم قال القرآن وقريء بالرفع
(6) لتنذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون (1).
في الكافي عن الصادق عليه السلام قال لتنذر القوم الذين انت فيهم كما انذر آباؤهم فهم غافلون عن الله وعن رسوله وعن وعيده.
(7) لقد حق القول على اكثرهم قال ممن لا يقرون بولآية علي أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام من بعده فهم لا يؤمنون قال بإمامة أمير المؤمنين والاوصياء عليهم السلام من بعده فلما لم يقروا كانت عقوبتهم ما ذكر الله.
(8) انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهي الى الاذقان فهم مقمحون القمي قد رفعوا رؤوسهم.
(9) وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون
القمي عن الباقر عليه السلام يقول فأعميناهم فهم لا يبصرون الهدى اخذ الله سمعهم وابصارهم وقلوبهم فأعماهم عن الهدى.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال هذا في الدنيا وفي الاخرة في نار جهنم مقمحون.
القمي نزلت في ابي جهل بن هشام ونفر من اهل بيته وذلك ان النبي صلى الله
____________
(1) عما تضمنه القرآن وعما أنذر الله به من نزول العذاب والغفلة مثل السهور وهو ذهاب المعنى عن النفس.


(246)

عليه وآله قام يصلي وقد حلف أبو جهل لعنه الله لئن رآه يصلي ليدمغنه فجاءه ومعه حجر والنبي صلى الله عليه وآله قائم يصلي فجعل كلما رفع الحجر ليرميه اثبت الله عز وجل يده الى عنقه ولا يدور الحجر بيده فلما رجع إلى أصحابه سقط الحجر من يده ثم قام رجل آخر وهو من رهطه أيضا فقال : أنا أقتله فلما دنا منه جعل يستمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله فأرعب فرجع الى اصحابه فقال حال بيني وبينه كهيئة الفحل يخطر بذنبه فخفت ان اتقدم.
(10) وسواء عليهم ءأنذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون قال فلم يؤمن من أولئك الرهط من بني مخزوم أحد.
وفي الكافي في الحديث السابق فهم لا يؤمنون بالله ولا بولآية علي عليه السلام ومن بعده قيل انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهم مقمحون قد رفعوا رؤوسهم وجعلنا من بين ايديهم سدا الايتين تقرير لتصميمهم على الكفر والطبع على قلوبهم بحيث لا تغني الآيات والنذر بتمثيلهم بالذين غلت اعناقهم والاغلال واصلة الى اذقانهم فلا يخليهم يطأطئون فهم مقموحون رافعون رؤوسهم غاضون ابصارهم في انهم لا يلتفتون لفت الحق ولا يعطفون اعناقهم نحوه ولا يطأطئون رؤوسهم له وبمن احاط بهم سدان فغطى ابصارهم بحيث لا يبصرون قدامهم ووراءهم في انهم محبوسون في مطمورة الجهالة ممنوعون عن النظر في الآيات والدلائل وقريء سدا بالضم وهو لغة فيه.
(11) انما تنذر من اتبع الذكر في الكافي في الحديث السابق يعني امير المؤمنين عليه السلام وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة واجر كريم .
(12) انا نحن نحيي الموتى الاموات بالبعث والجهّال بالهدآية ونكتب ما قدموا ما اسلفوا من الاعمال الصالحة والطالحة واثارهم كعلم علموه وخطوة مشوا بها الى المساجد وكإشاعة باطل وتأسيس ظلم.
في المجمع ان بني سلمة كانوا في ناحية من المدينة فشكوا الى رسول الله صلى الله عليه وآله بعد منازلهم من المسجد والصلاة معه فنزلت الآية وكل شيء


(247)

احصيناه في امام مبين قيل يعني اللوح المحفوظ والقمي يعني في كتاب مبين وعن امير المؤمنين عليه السلام انه قال انا والله الامام المبين ابين الحق من الباطل ورثته من رسول الله صلى الله عليه وآله.
وفي المعاني عن الباقر عن ابيه عن جده عليهم السلام قال لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله وكل شيء احصيناه في امام مبين قام أبو بكر وعمر من مجلسهما وقالا يا رسول الله هو التوراة قال لا قالا فهو الانجيل قالا لا قالا فهو القرآن قال لا قال فأقبل امير المؤمنين عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله هو هذا انه الامام الذي احصي الله فيه علم كل شيء.
وفي الاحتجاج عن النبي صلى الله عليه وآله في حديث قال معاشر الناس ما من علم الا علمنيه ربي وانا علمته عليا وقد احصاه الله في وكل علم علمت فقد احصيته فيّ إمام المتقين وما من علم الا علمته عليا.
(13) واضرب لهم مثلا اصحاب القرية قرية انطاكية إذ جائها المرسلون قيل ارسلهم الله أو ارسلهم عيسى على نبينا وآله وعليه السلام بأمر الله.
(14) إذ ارسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا فقوينا بثالث هو شمعون فقالوا انا اليكم مرسلون
القمي عن الباقر عليه السلام انه سئل عن تفسير هذه الآية فقال بعث الله رجلين الى اهل مدينة انطاكية فجاءاهم بما لا يعرفون فغلظوا عليهما فأخذوهما وحبسوهما في بيت الاصنام فبعث الله الثالث فدخل المدينة فقال ارشدوني الى باب الملك قال فلما وقف على الباب قال انا رجل كنت اتعبد في فلاة من الارض وقد احببت ان اعبد اله الملك فأبلغوا كلامه الملك فقال ادخلوه الى بيت الآلهة فأدخلوه فمكث سنة مع صاحبه فقال لهما بهذا ينقل قوم من دين الى دين بالخرق افلا رفقتما ثم قال لهما الا تقران بمعرفتي ثم ادخل على الملك فقال له الملك بلغني انك كنت تعبد الهي فلم ازل وانت اخي فسلني حاجتك فقال ما لي من حاجة ايها الملك ولكن رأيت رجلين في بيت الآلهة فما حالهما قال الملك هذان رجلان أتياني ببطلان ديني ويدعواني الى إله سماوي فقال ايها الملك فمناظرة جميلة فان يكن الحق لهما اتبعناهما وان يكن الحق لنا دخلا معنا في ديننا وكان لهما ما لنا وعليهما ما علينا قال فبعث الملك اليهما


(248)

فلما دخلا إليه قال لهما صاحبهما ما الذي جئتماني به قالا جئنا ندعوه الى عبادة الله الذي خلق السماوات والارض ويخلق في الارحام ما يشاء ويصور كيف يشاء وانبت الاشجار والثمار وانزل القطر من السماء قال فقال لهما الهكما هذا الذي تدعوان إليه وإلى عبادته ان جئنا بأعمى أيقدر أن يرده صحيحا قالا ان سألناه أن يفعل فعل ان شاء قال : أيها الملك عليّ بأعمى لم يبصر شيئا قط قال فاتي به فقال لهما ادعوا الهكما ان يرد بصر هذا فقاما وصليا ركعتين فإذا عيناه مفتوحتان وهو ينظر الى السماء فقال ايها الملك عليّ بأعمى آخر فأتي به قال فسجد سجدة ثم رفع رأسه فإذا الاعمي يبصر فقال ايها الملك حجة بحجة عليّ بمقعد فاُتي به فقال لهما مثل ذلك فصلينا ودعوا الله فإذا المقعد قد اطلقت رجلاه وقام يمشي فقال ايها الملك عليّ بمقعد آخر فأتى به فصنع به كما صنع اول مرة فانطلق المقعد فقال ايها الملك قد اتيا بحجتين واتينا بمثلهما ولكن بقي شيء واحد فان كان هما فعلاه دخلت معهما في دينهما ثم قال ايها الملك بلغني انه كان للملك ابن واحد ومات فان احياه الههما دخلت معهما في دينهما فقال له الملك وانا ايضا معك ثم قال لهما قد بقيت هذه الخصلة الواحدة قد مات ابن الملك فادعوا الهلكما ان يحييه قال فخرا ساجدين لله عز وجل وأطالا السجود ثم رفع رؤسهما وقالا للملك ابعث الى قبر ابنك تجده قد قام من قبره ان شاء الله قال فخرج الناس ينظرون فوجدوه قد خرج من قبره ينفض رأسه من التراب قال فاُتي به الملك فعرف انه ابنه فقال ما حالك يا بني قال كنت ميتا فرأيت رجلين بين يدي ربي الساعة ساجدين يسألانه ان يحييني فأحياني قال يا بني تعرفهما إذا رأيتهما قال نعم قال فاخرج الناس جملة الى الصحراء فكان يمر عليه رجل رجل فيقول له ابوه انظر فيقول لا ثم مروا عليه بأحدهما بعد جمع كثير فقال هذا احدهما واشار بيده إليه ثم مروا ايضا بقوم كثيرين حتى رأى صاحبه الآخر فقال وهذا الآخر قال فقال النبي عليه السلام صاحب الرجلين اما انا فقد آمنت بالهكما وعلمت ان ما جئتما به هو الحق قال فقال الملك وانا ايضا آمنت بالهكما وآمن اهل مملكته كلهم.
وفي المجمع قال وهب بن منبه بعث عيسى هذين الرسلين الى انطاكية فأتياها


(249)

ولم يصلا الى ملكها وطالت مدة مقامهما فخرج الملك ذات يوم فكبرا وذكرا الله فغضب وامر بحبسهما وجلد كل واحد منهما مأة جلدة فلما كذب الرسولان وضربا بعث عيسى عليه السلام شمعون الصفا رأس الحواريين على اثرهما لينصرهما فدخل شمعون البلدة منكرأ فجعل يعاشر حاشية الملك حتى انسوا به فرفعوا خبره الى الملك فدعاه ورضي عشرته وأنس به واكرمه ثم قال له ذات يوم ايها الملك بلغني انك حبست رجلين في السجن وضربتهما حين دعواك الى غير دينك فهل سمعت قولهما قال الملك حال الغضب بيني وبين ذلك قال فان رأى الملك دعاهما حتى يتطلع ما عندهما فدعاهما الملك فقال لهما شمعون من ارسلكما الى ههنا قالا الله الذي خلق كل شيء لا شريك له قال وما اتاكما قالا ما تتمناه فأمر الملك حتى جاؤوا بغلام مطموس العينين وموضع عينيه كالجبهة فما زالا يدعوان الله حتى انشق موضع البصر فأخذا بندقتين من الطين فوضعاهما في حدقتيه فصارا مقلتين (1) يبصر بهما فتعجب الملك فقال شمعون للملك أرأيت لو سألت الهك حتى يصنع صنيعا مثل هذا فيكون لك ولالهك شرفا فقال الملك ليس لي عنك سر ان إلهنا الذي نعبده لا يضر ولا ينفع ثم قال الملك للرسولين ان قدر إلهكما على احياء ميت آمنا به وبكما قالا إلهنا قادر على كل شيء فقال الملك ان هيهنا ميتا مات منذ سبعة ايام لم ندفنه حتى يرجع ابوه وكان غائبا فجاؤا بالميت وقد تغير وأروح فجعلا يدعوان ربهما علانية وجعل شمعون يدعو ربه سرا فقام الميت وقال لهم اني قد مت منذ سبعة ايام وادخلت في سبعة اودية من النار وانا احذركم ما انتم فيه فآمنوا بالله فتعجب الملك فلما علم شمعون ان قوله اثر في الملك دعاه الى الله فآمن وآمن من اهل مملكته قوم وكفر آخرون وقد روى مثل ذلك العياشي بأسناده عن الثمالي وغيره عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهم السلام الا ان في بعض الروايات بعث الله الرسولين الى انطاكية ثم بعث الثالث وفي بعضها ان عيسى عليه السلام اوحى الله إليه ان يبعثهما ثم بعث وصيه شمعون ليخلصهما وان الميت الذي احياه الله بدعائهما كان ابن الملك وانه قد خرج من قبره ينفض التراب من رأسه فقال له يا بني ما حالك قال كنت ميتا فرأيت رجلين
____________
(1) المقلة شمعة العين التي تجمع السواد والبياض.


(250)

ساجدين يسألان الله ان يحييني قال يا بني فتعرفهما إذا رأيتهما قال نعم فأخرج الناس الى الصحراء فكان يمر عليه رجل بعد رجل فمر احدهما بعد جمع كثير فقال هذا احدهما ثم مر الاخر فعرفهما واشار بيده اليهما فآمن الملك وأهل مملكته الى هنا كلام صاحب المجمع.
(15) قالوا ما أنتم الا بشر مثلنا لا مزية لكم علينا تقتضي اختصاصكم بما تدعون وما انزل الرحمن من شيء وحي ورسالته ان أنتم الا تكذبون في دعوى رسالته.
(16) قالوا يعلم انا اليكم لمرسلون الاستشهاد بعلم الله يجري مجرى القسم.
(17) وما علينا الا البلاغ المبين.
(18) قالوا انا تطيرنا بكم تشاءمنا بكم قيل ذلك لاستغرابهم ما ادعوه به وتنفرهم عنه.
والقمي تطيرنا بكم قال بأسمائكم لئن لم تنتهوا عن مقالتكم هذه لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم .
(19) قالوا طائركم معكم سبب شؤمكم معكم وهو سوء عقيدتكم واعمالكم ائن ذكرتم أئن وعظتم به تطيرتم أو توعدتم بالرجم والتعذيب فحذف الجواب بل انتم قوم مسرفون عادتكم الاسراف.
(20) وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين .
القمي قال نزلت في حبيب النجار الى قوله وجعلني من المكرمين قيل انه ممن امن بمحمد صلى الله عليه وآله وبينهما ست مأة سنة وقيل كان في غار يعبد الله فلما بلغه خبر الرسل اظهر دينه.
وفي المجالس عن النبي صلى الله عليه وآله قال الصديقون ثلاثة حبيب النجار مؤمن آل يس الذي يقول اتبعوا المرسلين الآية وحزقيل مؤمن آل فرعون وعلي بن


(251)

ابي طالب عليه السلام وهو افضلهم.
وفي الجوامع عنه صلى الله عليه وآله قال سباق الامم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين علي بن ابي طالب عليه السلام وصاحب يس ومؤمن آل فرعون فهم الصديقون وعليّ افضلهم.
وفي الخصال عنه عليه السلام قال ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين مؤمن آل يس وعلي بن ابي طالب عليه السلام وآسية امرأة فرعون.
(21) اتبعوا من لا يسئلكم اجرا على النصح وتبليغ الرسالة وهم مهتدون الى خير الدارين.
(22) وما لي لا اعبد الذي فطرني تلطف في الارشاد بإيراده في معرض. المناصحة لنفسه وامحاض النصح حيث اراد لهم ما اراد لنفسه والمراد تقريعهم على تركهم عبادة خالقهم الى عبادة غيره ولذلك قال واليه ترجعون مبالغة في التهديد ثم عاد الى المساق الاول فقال.
(23) ءاتخذ من دونه الهة ان يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا لا تنفعني شفاعتهم ولا ينقذون بالنصر والمظاهرة.
(24) اني إذا لفي ضلال مبين بين لا يخفي على عاقل.
(25) اني آمنت بربكم الذي خلقكم أو هو خطاب للرّسل بعد ما اراد القوم ان يقتلوه فاسمعون فاسمعوا ايماني.
(26) قيل ادخل الجنة قيل له ذلك لما قتلوه بشرى بانه من اهل الجنة أو اكراما واذنا له في دخولها قال يا ليت قومي يعلمون .
(27) بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين .
في الجوامع ورد في حديث مرفوعا انه نصح قومه حيا وميتا.
(28) وما انزلنا على قومه من بعده من جند من السماء لاهلاكهم كما ارسلنا


(252)

يوم بدر والخندق بل كفينا امرهم بصيحة وما كنا منزلين وما صح في حكمتنا ان ننزل إذ قدرنا لكل شيء سببا وجعلنا ذلك سببا لانتصارك من قومك وقيل ما موصولة معطوفة على جند اي وما كنا منزلين على من قبلهم من حجارة وريح وامطار شديدة.
(29) ان كانت ما كانت الاخذة الا صيحة واحدة صاح بها جبرئيل عليه السلام فإذا هم خامدون ميتون شبهوا بالنار رمزا الى ان الحي كالنار الساطع والميت كرمادها.
(30) يا حسرة على العباد تعالى فهذا أوانك.
وفي الجوامع عن السجاد عليه السلام يا حسرة العباد على الاضافة إليهم لاختصاصها بهم من حيث انها موجهة إليهم ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزؤن فان المستهزئين بالناصحين المخلصين المنوط بنصحهم خير الدارين احقاء بأن يتحسروا ويتحسّر عليهم وقد تلهف على حالهم الملائكة والمؤمنون من الثقلين.
(31) الم يروا كم اهلكنا قبلهم من القرون انهم إليهم لا يرجعون .
(32) وان كل لما جميع لدينا محضرون ان مخففة من الثقيلة وما مزيدة للتأكيد وقريء لما بالتشديد بمعني الا فيكون ان نافية.
(33) وآية لهم الارض الميتة وقريء بالتشديد احييناها واخرجنا منها حبا فمنه يأكلون قيل قدم الصلة للدلالة على ان الحب معظم ما يؤكل ويعاش به.
(34) وجعلنا فيها جنات من نخيل واعناب وفجرنا فيها من العيون .
(35) ليأكلوا من ثمره ثمر ما ذكر وقريء بضمتين وما عملته ايديهم مما يتخذ منه كالعصير والدبس ونحوهما وقريء بلا هاء وقيل ما نفية افلا يشكرون .
(36) سبحان الذي خلق الازواج كلها الانواع والاصناف مما تنبت الارض من النبات والشجر ومن انفسهم الذكر والانثى ومما لا يعلمون وازواجا مما لايطلعهم الله عليه


(253)

القمي عن الصادق عليه السلام ان النطفة تقع من السماء الى الارض على النبات والثمر والشجر فيأكل الناس منه والبهائم فيجري فيهم.
(37) وآية لهم الليل نسلخ منه النهار نزيله ونكشف عن مكانه مستعار من سلخ الشاة فإذا هم مظلمون داخلون في الظلام.
في الكافي عن الباقر عليه السلام يعني قبض محمد صلى الله عليه وآله وظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل اهل بيته.
(38) والشمس تجري لمستقر لها لحد معين ينتهي إليه دورها.
وفي المجمع عنهما عليهما السلام لا مستقر لها بنصب الراء اي لا سكون لها فانها متحركة دائما ذلك تقدير العزيز العليم .
(39) والقمر وقريء بالنصب قدرناه قدرنا مسيرة منازل وهي ثمانية وعشرون منزلا ينزل كل ليلة في واحد منها لا يتخطاه ولا يتقاصر عنه حتى عاد كالعرجون القديم كالشمراخ المعوج العتيق.
(40) لا الشمس ينبغي لها يصح لها ويتسهل ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون يسيرون فيه بانبساط.
القمي عن الباقر عليه السلام يقول الشمس سلطان النهار والقمر سلطان الليل لا ينبغي للشمس ان يكون مع ضوء القمر في الليل ولا يسبق الليل النهار يقول لا يذهب الليل حتى يدركه النهار وكل في فلك يسبحون يقول يجئ وراء الفلك الاستدارة.
أقول : يعني يجيء تابعا لسير الفلك على الاستدارة.
وفي المجمع عن العياشي عن الرضا عليه السلام ان النهار خلق قبل الليل وفي قوله تعالى ولا الليل سابق النهار قال اي سبقه النهار.
وفي الاحتجاج عن الصادق عليه السلام خلق النهار قبل الليل والشمس قبل