في الدنيا لنعمة أنعم الله بها عليه فأدى شكرها وكان إبليس في ذلك الزمان لا يحجب دون العرش فلما صعد عمل أيوب عليه السلام بأداء شكر النعمة حسده إبليس فقال يا رب إن أيوب عليه السلام لم يؤد شكر هذه النعمة إلا بما أعطيته فلو حلت بينه وبين دنياه ما أدى إليك شكر نعمة فسلّطني على دنياه حتى تعلم أنه لا يؤدي شكر نعمة فقال قد سلطتك على دنياه فلم يدع له دنيا ولا ولدا إلا أهلك كل ذلك وهو يحمد الله عز وجل ثم رجع إليه فقال يا رب أن أيوب يعلم إنك سترد إليه دنياه التي أخذتها منه فسلّطني على بدنه تعلم أنه لا يؤدي شكر نعمة قال عز وجل قد سلطتك على بدنه ما عدا عينيه وقلبه ولسانه وسمعه قال فانقض مبادرا خشية أن تدركه رحمة الله عز وجل فيحول بينه وبينه فنفخ في منخريه من نار السموم فصار جسده نقطا نقطا.
وعن الكاظم عليه السلام مثله وزاد قلّما اشتدت به البلاء وكان في آخر بلية جاء أصحابه فقالوا يا أيوب ما نعلم أحدا ابتلى بمثل هذه البلية إلا لسريرة شر فلعلك أسررت سوء في الذي تبدي لنا قال فعند ذلك ناجى أيوب عليه السلام ربه عز وجل فقال رب ابتليتني بهذه البلية وأنت تعلم أنه لم يعرض لي أمران قط إلا التزمت أخشنهما على بدني ولم آكل أكلة قط إلا وعلى خواني يتيم فلو أن لي منك مقعد الخصم لأدليت بحجتي قال فعرضت له سحابة فنطق فيها ناطق فقال يا أيوب أدل بحجتك قال فشد عليه ميزره وجثا على ركبتيه فقال ابتليتني بهذه البلية وأنت تعلم أنه لم يعرض لي أمران قط إلا إلتزمت أخشنهما على بدني ولم آكل أكلة من طعام إلا وعلى خواني يتيم قال فقيل له يا أيوب من حبب إليك الطاعة قال فأخذ كفا من تراب فوضعه في فيه ثم قال أنت يا رب.
وعن الصادق عليه السلام إن الله تبارك وتعالى إبتلى أيوب (ع) بلا ذنب فصبر حتى عير وإن الأنبياء لا يصبرون على التعيير.
وفي الكافي عنه عليه السلام إن الله تعالى يبتلي المؤمن بكل بلية ويميته بكل ميتة ولا يبتليه بذهاب عقله أما ترى أيوب (ع) كيف سلط إبليس على ماله وعلى أهله وعلى كل شيء منه ولم يسلطه على عقله ترك له يوحد الله عز وجل وفي روآية فسلط


(303)

على أيوب (ع) فشوه خلقه ولم يسلطه على دينه.
وفي الخصال والعلل عنه عليه السلام ابتلي أيوب سبع سنين بلا ذنب.
وفي الخصال عنه عن أبيه عليهما السلام قال إن أيوب عليه السلام ابتلي بغير ذنب سبع سنين وأن الأنبياء معصومون لا يذنبون ولا يزيغون ولا يرتكبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا وقال إن أيوب مع جميع ما ابتلي به لم تنتن له رائحة ولا قبحت له صورة ولا خرجت منه مدة (1) من دم ولا قيح ولا استقذره أحد رآه ولا استوحش منه أحد شاهده ولا تدود شيء من جسده وهكذا يصنع الله عز وجل بجميع من يبتليه من أنبيائه وأوليائه المكرمين عليه وإنما اجتنبه الناس لفقره وضعفه في ظاهر أمره لجهلهم بما له عند ربه تعالى ذكره من التأييد والفرج وقد قال النبي صلى الله عليه وآله أعظم الناس بلاء الأنبياء ثم الأولياء ثم الأمثل فالأمثل وإنما ابتلاه الله بالبلاء العظيم الذي يهون معه على جميع الناس لئلا يدعوا له معه الربوبية إذا شاهدوا ما أراد الله تعالى ذكره أن يوصله إليه من عظائم نعمه متى شاهدوه ليستدلوا بذلك على أن الثواب من الله تعالى على ضربين استحقاق وإختصاص ولئلا يحقروا ضعيفا لضعفه ولا فقيرا لفقره ولا مريضا لمرضه وليعلموا أنه يسقم من يشاء متى شاء كيف شاء بأي شيء شاء ويجعل ذلك عبرة لمن يشاء وشقاوة لمن يشاء وسعادة لمن يشاء وهو عز وجل في جميع ذلك عدل في قضائه وحكيم في أفعاله لا يفعل بعباده إلا الأصلح لهم ولا قوة إلا بالله.
والقمي عن الصادق عليه السلام إنه سئل عن بلية أيوب (ع) التي ابتلي بها في الدنيا لأي علة كانت قال لنعمة أنعم الله عز وجل عليه بها في الدنيا وأدى شكرها وكان في ذلك الزمان لا يحجب ابليس عن دون العرش فلما صعد ورأى شكر نعمة أيوب (ع) حسده ابليس فقال يا رب إن أيوب لم يؤد إليك شكر هذه النعمة إلا بما أعطيته من الدنيا ولو حرمته دنياه ما أدى إليك شكر نعمة أبدا فسلطني على دنياه حتى تعلم أنه لا يؤدي إليك شكر نعمة أبدا فقيل له قد سلطتك على ما له وولده قال فانحدر ابليس فلم يبق له مالا ولا ولدا إلا أعطبه فازداد أيوب
____________
(1) المدة بالكسر وتشديد المهملة : ما يجتمع في الجرح من التقيح الغليظ.


(304)

لله شكرا وحمدا قال فسلّطني على زرعه قال قد فعلت فجمع شياطينه فنفخ فيه فاحترق فازداد أيوب (ع) لله شكرا وحمدا فقال يا رب فسلّطني على غنمه فسلطه على غنمه فأهلكها فازداد أيوب (ع) لله شكرا وحمدا فقال يا رب سلّطني على بدنه فسلطه على بدنه ما خلا عقله وعينيه فنفخ فيه ابليس فصار قرحة واحدة من قرنه إلى قدمه فبقي في ذلك دهرا طويلا يحمد الله ويشكره حتى وقع في بدنه الدود فكانت تخرج من بدنه فيردها فيقول لها ارجعي إلى موضعك الذي خلقك الله منه ونتن حتى أخرجوه أهل القرية من القرية وألقوه في المزبلة خارج القرية وكانت امرأته رحمة بنت يوسف بن يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم (ع) تتصدق من الناس وتأتيه بما تجده قال فلما طال عليه البلاء ورأى ابليس صبره أتى أصحابا لأيوب (ع) كانوا رهبانا في الجبال وقال لهم مروا بنا إلى هذا العبد المبتلى فنسأله عن بليته فركبوا بغالا شهباء فجاؤوا فلما دنوا منه نفرت بغالهم من نتن ريحه فنظر بعضهم إلى بعض ثم مشوا إليه وكان فيهم شاب حدث السن فقعدوا إليه فقالوا يا أيوب لو أخبرتنا بذنبك لعل الله كان يملكنا إذا سألناه وما نرى ابتلائك بهذا البلاء الذي لم يبتل به أحدا إلا من أمر كنت تستره فقال أيوب وعزة ربي أنه ليعلم إني ما أكلت طعاما إلا ويتيم أو ضعيف يأكل معي وما عرض لي أمران كلاهما طاعة لله إلا أخذت بأشدهما على بدني فقال الشاب سوءة لكم عيرتم نبي الله حتى أظهر من عبادة ربه ما كان يسترها فقال أيوب يا رب لو جلست مجلس الحكم منك لأدليت بحجتي بعث الله عز وجل إليه غمامة فقال يا أيوب أدل بحجتك فقد أقعدتك مقعد الحكم وها أنا ذا قريب ولم أزل فقال يا رب إنك لتعلم أنه لم يعرض لي أمران قط كلاهما لك طاعة إلا أخذت بأشدهما على نفسي ألم أحمدك ألم أشكرك ألم اسبحك قال فنودي من الغمامة بعشرة الاف لسان يا أيوب من صيرك تعبد الله والناس عنه غافلون وتحمده وتسبحه وتكبره والناس عنه غافلون أتمن على الله بما لله فيه المنة عليك قال فأخذ التراب فوضعه في فيه ثم قال لك العتبى يا رب أنت فعلت ذلك بي فأنزل الله عليه ملكا فركض برجله فخرج الماء فغسله بذلك الماء فعاد أحسن ما كان وأطرا وأنبت الله عليه روضة خضراء ورد عليه أهله وماله وولده وزرعه وقعد معه الملك يحدثه


(305)

ويونسه فأقبلت إمراته معها الكسرة فلما إنتهت إلى الموضع إذ الموضع متغير وإذا رجلان جالسان فبكت وصاحت وقالت يا أيوب ما دهاك فناداها أيوب فأقبلت فلما رأته وقد رد الله عليه بدنه ونعمته سجدت لله عز وجل شكرا فرأى ذوابتها مقطوعة وذلك أنها سألت قوما أن يعطوها ما تحمله إلى أيوب من الطعام وكانت حسنة الذوائب فقالوا لها بيعينا ذوابتك هذه حتى نعطيك فقطعتها ودفعتها إليهم وأخذت منهم طعاما لأيوب فلما رآها مقطوعة الشعر غضب وحلف عليها أن يضربها مأة فأخبرته أنه كان سببه كيت وكيت فاغتم أيوب من ذلك فأوحى الله عز وجل إليه خذ بيدك ضغثا فاضربه ولا تحنث فأخذ عذقا مشتملا على مأة شمراخ فضربها ضربة واحدة فخرج من يمينه قال فرد الله عليه أهله الذين ماتوا قبل البلاء ورد عليه أهله الذين ماتوا بعد ما أصابهم البلاء كلهم أحياهم الله له فعاشوا معه وسئل أيوب (ع) بعد ما عافاه الله أي شيء كان أشد عليك مما مر عليك فقال شماتة الأعداء قال فأمطر الله عليه في داره جراد الذهب وكان يجمعه فكان إذا ذهبت الريح منه بشيء عدا خلفه فرده فقال له جبرئيل أما تشبع يا أيوب قال ومن يشبع من رزق ربه عز وجل.
أقول : لعل المراد ببدنه الذي قيل في الروآية الاولى أنه لم ينتن رائحته ولم يتدوّد بدنه الأصلي الذي يرفع من الأنبياء والأوصياء إلى السماء الذي خلق من طينته خلقت منها أرواح المؤمنين وببدنه الذي قيل في هذه الروآية أنه أنتن وتدود بدنه العنصري الذي هو كالغلاف لذلك ولامبالاة للخواص به فلا تنافي بين الروايتين.
(45) واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الايدي والابصار القمي عن الباقر عليه السلام قال اولوا القوة في العبادة والبصر فيها.
(46) إنا أخلصناهم بخالصة جعلناهم خالصين لنا بخصلة خالصة لا شوب فيها هي ذكرى الدار أي تذكرهم للآخرة دائما فإن خلوصهم في الطاعة بسببها وذلك لأنه كان مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون جوار الله والفوز بلقائه واطلاق الدار للأشعار بأنها الدار الحقيقية والدنيا معبر.
(47) وإنهم عندنا لمن المصطفين. الاخيار


(306)

(48) واذكر إسماعيل واليسع قيل هو ابن أخطوب استخلفه إلياس على بني اسرائيل ثم استنبأ وذا الكفل هو يوشع بن نون كما مر في سورة الأنبياء وكل من الاخيار .
(49) هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب مرجع.
(50) جنات عدن مفتحة لهم الابواب .
(51) متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب قيل الأقتصار على الفاكهة للأشعار بأن مطاعمهم لمحض التلذذ فإن التغذي للتحلل ولا تحلل ثمة.
(52) وعندهم قاصرات الطرف لا ينظرن إلى غير أزواجهن أتراب لذات بعضهن لبعض لا عجوز فيهن ولا صبية.
(53) هذا ما توعدون ليوم الحساب لأجله وقريء بالياء.
(54) إن هذا لرزقنا ماله من نفاد انقطاع.
(55) هذا الأمر هذا وإن للطاغين لشر ماب.
(56) جهنم يصلونها فبئس المهاد القمي وهم الأوّل والثاني وبنو امية.
(57) هذا فليذوقوه حميم وغساق وقريء بالتخفيف هو ما يغسق أي يسيل من صديد اهل النار.
والقمّي قال الغساق واد في جهنم فيه ثلاثمائة وثلاثون قصرا في كل قصر ثلاثمائة بيت في كل بيت أربعون زاوية في كل زاوية شجاع في كل شجاع ثلاثمائة وثلاثون عقربا في حمة كل عقرب ثلاثمائة وثلاثون قلة من سم لو أن عقربا نضحت سمها على أهل جهنم لوسعهم سمها.
(58) وآخر وقريء واُخر على الجمع من شكله قيل من مثل المذوق أو العذاب في الشدة أو مثل الذائق أزواج أصناف والقمي وهم بنو العباس.
(59) هذا فوج مقتحم معكم حكآية ما يقال لرؤساء الطاغين إذا دخلوا النار


(307)

ودخل معهم فوج تبعهم في الضلال والاقتحام ركوب الشدة والدخول فيها.
في المجمع والقمي عن النبي صلى الله عليه وآله أن النار تضيق عليهم كضيق الزج بالرمح لا مرحبا بهم دعاء من المتبوعين على اتباعهم إنهم صالوا النار القمي فيقول بنو امية لا مرحبا بهم.
(60) قالوا أي الأتباع للرؤساء بل أنتم لا مرحبا بكم بل أنتم أحق بما قلتم لضلالكم وإضلالكم أنتم قدمتموه لنا القمي فيقول بنو فلان بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا بدأتم بظلم آل محمد صلوات الله عليهم فبئس القرار فبئس المقر جهنم.
(61) قالوا القمي ثم يقول بنو امية ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار وذلك أن تزيد على عذابه مثله فيصير ضعفين من العذاب قال يعنون الأول والثاني.
(62) وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار القمي ثم يقول أعداء آل محمد صلوات الله عليهم في النار ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار في الدنيا وهم شيعة أمير المؤمنين عليه السلام.
(63) أتخذناهم سخريا هزوا صفة اخرى لرجالاً وقريء بالضم وبهمزة الأستفهام على أنه إنكار لأنفسهم وتأنيب لها في الأستسخار منهم أم زاغت عنهم الابصار مالت فلا نريهم وأم معادلة لما لنا لا نرى على أن المراد نفي رؤيتهم لغيبتهم كأنهم قالوا ليسوا ههنا أم زاغت عنهم أبصارنا.
(64) إن ذلك لحق تخاصم أهل النار فيما بينهم.
القمي وذلك قول الصادق عليه السلام إنكم لفي الجنة تحبرون وفي النار نطلبون وزاد في البصائر فلا توجدون.
وفي الكافي عنه عليه السلام قال لقد ذكركم الله إذ حكى عن عدوكم في النار بقوله وقالوا ما لنا لا نرى الآية قال والله ما عنى الله ولا أراد بهذا غيركم صرتم عند أهل هذا العالم من أشرار الناس وأنتم والله في الجنة تحبرون وفي النار تطلبون


(308)

وفي روآية أما والله لا يدخل النار منكم اثنان لا والله ولا واحد والله أنكم الذين قال الله تعالى وقالوا ما لنا الآية ثمّ قال طلبوكم والله في النار فما وجدوا منكم أحدا وفي اخرى إذا استقر أهل النار في النار يتفقدونكم فلا يرون منكم أحدا فيقول بعضهم لبعض ما لنا الآية قال وذلك قول الله تعالى إن ذلك لحق تخاصم أهل النار يتخاصمون فيكم كما كانوا يقولون في الدنيا.
وفي المجمع والجوامع ما يقرب منه.
(65) قل يا محمد للمشركين إنما أنا منذر انذركم عذاب الله وما من إله إلا الله الواحد الذي لا شريك له ولا يتبعض القهار لكل شيء.
(66) رب السماوات والارض وما بينهما منه خلقها وإليه أمرها العزيز الذي لا يغلب إذا عاقب الغفار الذي يغفر ما يشاء من الذنوب لمن يشاء وفي هذه الأوصاف تقرير للتوحيد ووعد ووعيد للموحدين والمشركين وتكرير ما يشعر بالوعيد وتقديمه لأن المدعى هو الأنذار.
(67) قل هو نبأ عظيم
(68) أنتم عنه معرضون قيل أي ما أنبأكم به وقيل ما بعده من نبأ آدم.
والقمي يعني أمير المؤمنين عليه السلام.
وفي البصائر عن الباقر عليه السلام هو والله أمير المؤمنين عليه السلام وعن الصادق عليه السلام النبأ الإمامة.
(69) ما كان لي من علم بالملاء الاعلى إذ يختصمون إذا الأطلاع على كلام الملائكة وتقاولهم لا يحصل إلا بالوحي.
(70) إن يوحى إليّ إلا انما أنا نذير مبين أي إلا لأنما وقريء إنما بالكسر على الحكآية.
القمي عن الباقر عليه السلام في حديث المعراج وقد مر صدوره في أول سورة بني اسرائيل (ع) قال فلما انتهى به إلى سدرة المنتهى تخلف عنه جبرئيل


(309)

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا جبرئيل افي هذا الموضع تخذلني فقال تقدم أمامك فوالله لقد بلغت مبلغا لم يبلغه أحد من خلق الله قبلك فرأيت من نور ربي وحال بيني وبينه السبحة سئل الأمام عليه السلام وما السبحة فأومى بوجهه إلى الأرض وبيده إلى السماء وهو يقول جلال ربي ثلاث مرات قال يا محمد قلت لبيك يا رب قال فيم اختصم الملأ الأعلى قال قلت سبحانك لا علم لي إلا ما علمتني قال فوضع يده أي يد القدرة بين كتفي فوجت بردها بين ثديي قال فلم يسألني عما مضى ولا عما بقي إلا علمته فقال يا محمد فيم اختصم الملأ الأعلى قال قلت في الكفارات والدرجات والحسنات فقال لي يا محمد قد انقطع أكلك وانقضت نبوتك فمن وصيك فقلت يا رب قد بلوت خلقك فلم أر أحدا من خلقك أطوع لي من عليّ فقال ولي يا محمد فقلت يا رب إني قد بلوت خلقك فلم أر في خلقك أحدا أشد حبا لي من علي بن أبي طالب عليه السلام قال ولي يا محمد فبشره بأنه رآية الهدى وإمام أوليائي ونور لمن أطاعني والكلمة التي ألزمتها المتقين من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني مع ما أني أخصه بما لم أخص به أحدا فقلت يا رب أخي وصاحبي ووزيري ووارثي فقال إنه أمر قد سبق إنه مبتلى ومبتلى به مع ما أني قد نحلته ونحلته ونحلته ونحلته أربعة أشياء عقدها بيده ولا يفصح بها عقدها.
وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله قال قال لي ربي أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى فقلت لا قال اختصموا في الكفارات والدرجات فأما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات ونقل الأقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة وأما الدرجات فافشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام.
وفي الخصال بنحو آخر قريب منه.
(71) إذ قال ربك للملئكة إني خالق بشرا من طين .
(72) فإذا سويته عدلت خلقته ونفخت فيه من روحي وأحييته بنفخ الروح فيه وإضافته إلى نفسه لشرفه وطهارته فقعوا له ساجدين فخروا له ساجدين تكرمة وتبجيلا له وقد مر الكلام فيه في سورة البقرة.


(310)

(73) فسجد الملئكة كلهم أجمعون .
(74) إلا إبليس استكبر تعظم وكان من الكافرين في علم الله.
(75) قال يا ابليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي .
في العيون والتوحيد عن الرضا عليه السلام قال يعني بقدرتي وقوتي.
والقمي عن الصادق عليه السلام لو أن الله تعالى خلق الخلق كلهم بيده لم يحتج في خلق آدم أنه خلقه بيده فيقول ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أفترى الله يبعث الأشياء بيده أستكبرت أم كنت من العالين تكبرت من غير استحقاق أو كنت ممن علا وإستحق التفوق.
(76) قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين مر بيانه في سورة الأعراف.
(77) قال فاخرج منها فإنك رجيم .
(78) وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين .
(79) قال رب فأنظرني إلى يوم يُبعثون .
(80) قال فإنك من المنظرين .
(81) إلى يوم الوقت المعلوم مر بيانه في سورة الحجر.
(82) قال فبعزتك فبسلطانك وقهرك لاغوينهم أجمعين .
(83) إلا عبادك منهم المخلصين الذين أخلصهم الله أو أخلصوا قلوبهم لله على إختلاف القراءتين.
(84) قال فالحق والحق أقول أي فاحق الحق وأقوله.
والقمي فقال الله الحق أي إنك تفعل ذلك والحقّ أقوله وقريء برفع الأول على الأبتداء أي الحق يميني أو الخبر أي أنا الحق


(311)

(85) لامْلاّنَّ جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين .
(86) قل ما أسئلكم عليه من أجر على التبليغ وما أنا من المتكلفين المتصنعين.
في الكافي عن الباقر عليه السلام قال لأعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والأنكار قل ما أسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين يقول متكلفا أن أسألكم ما لستم بأهله فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض أما يكفي محمدا صلى الله عليه وآله أن يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا فقالوا ما أنزل الله هذا وما هو إلا شيء يتقوله يريد ان يرفع أهل بيته على رقابنا ولئن قتل محمد صلى الله عليه وآله أو مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا.
وفي التوحيد عن الرضا عن أمير المؤمنين عليهما السلام إن المسلمين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس على الأسلام لكثر عددنا وقوينا على عدونا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ما كنت لألقى الله تعالى ببدعة لم يحدث إلي فيها شيئا وما أنا من المتكلفين.
في الجوامع عن النبي صلى الله عليه وآله قال للمتكلف ثلاث علامات ينازع من فوقه ويتعاطى ما لا ينال ويقول ما لا يعلم.
وفي الخصال عن الصادق عليه السلام عن لقمان مثله.
وعنه عليه السلام ومن العلماء من يضع نفسه للفتاوي ويقول سلوني ولعله لا يصيب حرفا واحدا والله لا يحب المتكلفين فذاك في الدرك السادس من النار.
وفي مصباح الشريعة عنه عليه السلام قال المتكلف مخطئ وإن أصاب المتكلف لا يستجلب في عاقبة أمره إلا الهوان وفي الوقت إلا التعب والعناء والشقاء والمتكلف ظاهره وباطنه نفاق وهما جناحان بهما يطير المتكلف وليس في الجملة من أخلاق الصالحين ولا من اشعار المتقين التكلف في أي باب كان قال


(312)

الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله قل ما أسئلكم من اجر وما انا من المتكلفين.
(87) إن هو إلا ذكر عظة للعالمين .
(88) ولتعلمن نبأه من الوعد والوعيد بعد حين .
في الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال عند خروج القائم عليه السلام.
في ثواب الأعمال والمجمع عن العياشي عن الباقر عليه السلام من قرأ سورة ص في ليلة الجمعة اعطي من خير الدنيا والآخرة ما لم يعط أحدا من الناس إلا نبي مرسل أو ملك مقرب وأدخله الله الجنة وكل من أحب من أهل بيته حتى خادمه الذي يخدمه وإن لم يكن في حد عياله ولا حد من يشفع فيه.