سورة الم نشرح
مكية عدد آيها ثماني آيات بالاجماع

بسم الله الرحمن الرحيم

(1) ألم نشرح لك صدرك قيل ألم نفسحه بالعلم والحكمة وتلقي الوحي والصبر على الاذى والمكاره حتى وسع مناجاة الحق ودعوة الخلق فكان غائبا حاضرا .
القمي قال بعلي عليه السلام فجعلناه وصيك قال وحين فتح مكة ودخلت قريش في الاسلام شرح الله صدره وسره .
وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله انه قيل له لينشرح الصدر قال نعم قالوا يا رسول الله وهل لذلك علامة يعرف بها قال نعم التجافي عن دار الغرور والانابة إلى دار الخلود والاعداد للموت قبل نزوله .
(2) ووضعنا عنك وزرك ما ثقل عليك احتماله القمي قال ثقل الحرب .
(3) الذي أنقض ظهرك قيل أي اثقل ظهرك حتى حمله على النقيض وهو صوت الرجل من ثقل الحمل وهو مثل معناه لو كان حملا لسمع نقيض ظهره .
(4) ورفعنا لك ذكرك القمي قال تذكر إذا ذكرت وهو قول الناس اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله .
وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله في هذه الاية قال قال لي جبرئيل قال الله عز وجل إذا ذكرت ذكرت معي .


( 344 )

(5) فان مع العسر كضيق الصدر والوزر المنقض للظهر وضلال القوم وإيذائهم . يسرا كشرح الصدر ووضع الوزر وتوفيق القوم للاهتداء والطاعة فلا تيأس من روح الله إذا اراك ما يغمك .
(6) إن مع العسر يسرا تأكيد واستئناف بوعد يسر آخر كثواب الاخرة .
في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله انه خرج مسرورا فرحا وهو يضحك ويقول لن يغلب عسر يسرين فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا قيل الوجه فيه ان العسر معرف باللام فلا يتعدد سواء كان للعهد أو الجنس واليسر منكر فالثاني غير الاول
(7) فإذا فرغت فانصب .
(8) وإلى ربك فارغب قيل يعني إذا فرغت من عبادة عقبها باخرى واوصل بعضها ببعض ولا تخل وقتا من اوقاتك فارغا لم تشغله بعبادة .
وفي المجمع عن الباقر والصادق عليهما السلام فإذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدعاء وارغب إليه في المسألة يعطك .
وعن الصادق عليه السلام هو الدعاء في دبر الصلاة وأنت جالس .
والقمي عنه عليه السلام قال فإذا فرغت فانصب من نبوتك فانصب عليا وإلى ربك فارغب في ذلك .
وفي الكافي عنه عليه السلام في حديث قال يقول فإذا فرغت فانصب علمك واعلن وصيك فأعلمهم فضله علانية فقال من كنت مولاه فعلي مولاه الحديث قال وذلك حين اعلم بموته ونعيت إليه نفسه والقمي إذا فرغت فانصب أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام والمستفاد من هذه الاخبار أنه بكسر الصادمن النصب بالتسكين بمعنى الرفع والوضع يعني فإذا فرغت من أمر تبليغ الرسالة وما يجب عليك انهاؤه من الشرائع والاحكام فانصب علمك بفتح اللام أي ارفع علم هدايتك للناس وضع من يقوم به خلافتك موضعك حتى يكون قائما مقامك من بعدك بتبليغ الاحكام وهداية الانام لئلا ينقطع خيط الهداية والرسالة بين الله وبين عباده بل يكون ذلك


( 345 )

مستمرا بقيام امام مقام امام أبدا إلى يوم القيامة قال الزمخشري في كشافه ومن البدع ما روي عن بعض الرافضة أنه قرئ فانصب بكسر الصاد أي فانصب عليا عليه السلام للامامة قال ولو صح هذا للرافضي لصح للناصبي أن يقرأ هكذا ويجعله أمرا بالنصب الذي هو بغض علي عليه السلام وعداوته .
أقول : نصب الامامة والخليفة بعد تبليغ الرسالة أو الفراغ من العبادة أمر معقول بل واجب لئلا يكون الناس بعده في حيرة وضلالة فيصح أن يترتب عليه وأما بغض علي عليه السلام وعداوته فما وجه ترتبه على تبليغ الرسالة أو العبادة وما هو وجه معقوليته على أن كتب العامة مشحونة بذكر محبة النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام وإظهاره فضله للناس مدة حياته وأن حبه إيمان وبغضه كفر انظروا إلى هذا الملقب بجار الله العلامة كيف اعمى الله بصيرته بغشاوة حمية التعصب .
في المجمع عن العياشي عن الصادق عليه السلام لا تجمع سورتين في ركعة واحدة إلا الضحى وألم نشرح وألم تر كيف ولايلاف قريش .