سورة التكاثر
مدينة وقيل مكية ثمان آيات بالاجماع

بسم الله الرحمن الرحيم

(1) ألهيكم التكاثر شغلكم التباهي بالكثرة .
(2) حتى زرتم المقابر حتى إذا استوعبتم عدد الاحياء صرتم إلى المقابر فتكاثرتم بالاموات عبر عن انتقالهم إلى ذكر الموتى بزيارة المقابر وقيل معناه ألهيكم التكاثر بالاموال والاولاد إلى ان متم وقبرتم مضيعين أعماركم في طلب الدنيا عما هو أهم لكم وهو السعي لاخرتكم فتكون زيارة القبور كناية عن الموت .
وفي نهج البلاغة ما يؤيد المعنى الاول حيث قال عليه السلام بعد تلاوته لهذه السورة افبمصارع آبائهم يفخرون أم بعديد الهلكى يتكاثرون قال ولان يكونوا عبرا أحق من أن يكونوا مفتخرا ولان يهبطوا بهم جناب ذلة احجى من أن يقوموا بهم مقام عزة .
وفي روضة الواعظين عن النبي صلى الله عليه وآله ما يدل على المعنى الثاني قال إنه قرأ ألهيكم التكاثر فقال تكاثر الاموال جمعها من غير حقها وشدها في الاوعية حتى زرتم المقابر حتى دخلتم قبوركم .
وفي المجمع عنه صلى الله عليه وآله أنه تلا هذه السورة فقال يقول ابن آدم ما لي مالي ومالك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت .


( 369 )

(3) كلا سوف تعلمون في حديث الروضة السابق قال لو دخلتم قبوركم .
(4) ثم كلا سوف تعلمون قال لو خرجتم من قبوركم إلى محشركم .
(5) كلا لو تعلمون علم اليقين قال وذلك حين يؤتى بالصراط فينصب بين جسري جهنم .
وفي المحاسن عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى وتعلمون علم اليقين قال المعاينة .
(6) لترون الجحيم وقرئ بضم التاء .
ورواها في المجمع عن علي عليه السلام .
(7) ثم لترونها عين اليقين ولعل ذلك حين ورودها .
(8) ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم .
في الروضة في الرواية السابقة قال عن خمس عن شبع البطون وبارد الشراب ولذة النوم وظلال المساكن واعتدال الخلق .
وفي المجمع عنهما عليهما السلام هو الامن والصحة .
وفي العيون عن أمير المؤمنين عليه السلام قال الرطب والماء البارد . وفي الفقيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله كل نعيم مسؤول عنه صاحبه إلا ماكان في غزو أو حج .
وفي المجالس عن الصادق عليه السلام قال من ذكر اسم الله على الطعام لم يسئل عن نعيم ذلك الطعام .
والقمي عنه عليه السلام قال تسئل هذه الامة عما انعم الله عليهم برسول الله صلى الله عليه وآله ثم بأهل بيته .


( 370 )

وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث أن النعيم الذي يسئل عنه رسول الله صلى الله عليه وآله ومن حل محله من أصفياء الله فان الله أنعم بهم على من اتبعهم من أوليائهم .
والعياشي عن الصادق عليه السلام أنه سأله أبو حنيفة عن هذه الاية فقال له ما النعيم عندك يا نعمان قال القوت من الطعام والماء البارد فقال لئن اوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه قال فما النعيم جعلت فداك فقال نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد وبنا إيتلفوا بعد أن كانوا مختلفين وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم إخوانا بعد ان كانوا أعداء وبنا هداهم الله للاسلام وهو النعمة التي لا تنقطع والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم وهو النبي صلى الله عليه وآله وعترته عليهم السلام .
وفي رواية انه عليه السلام قال له بلغني انك تفسر النعيم في هذه الاية بالطعام والطيب والماء البارد في اليوم الصائف قال نعم قال لو دعاك رجل وأطعمك طعاما طيبا وسقاك ماءا باردا ثم امتن عليك به إلى ما كنت تنسبه قال إلى البخل قال أفيبخل الله تعالى قال فما هو قال حبنا أهل البيت .
وفي العيون عن الرضا عليه السلام قال ليس في الدنيا نعيم حقيقي فقال له بعض الفقهاء ممن حضره فيقول الله تعالى ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم أما هذا النعيم في الدنيا وهو الماء البارد فقال له الرضا عليه السلام وعلا صوته كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب فقالت طائفة هو الماء البارد وقال غيرهم هو الطعام الطيب وقال آخرون هو طيب النوم ولقد حدثني أبي عن أبيه عن أبي عبد الله إن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله عز وجل ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم فغضب وقال إن الله عز وجل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم بذلك ولا يمن بذلك عليهم والامتنان بالانعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالق عز وجل ما لا يرضى المخلوق به ولكن النعيم حبنا أهل البيت وموالاتنا يسأل الله عنه بعد التوحيد والنبوة لان العبد إذا وفى بذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي لا يزول .


( 371 )

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام في هذه الاية قال إن الله عز وجل اعز أكرم ان يطعمكم طعاما فيسو غكموه ثم يسألكم عنه ولكن يسألكم عما أنعم عليكم بمحمد وآل محمد عليهم السلام .
وفي رواية عن الباقر عليه السلام إنما يسألكم عما أنتم عليه من الحق .
وفي المحاسن عن الصادق عليه السلام قال ثلاثة لا يحاسب العبد المؤمن عليهن طعام يأكله وثوب يلبسه وزوجة صالحة تعاونه وتحصن بها فرجه وفي رواية قال ان الله أكرم من أن يسأل مؤمنا عن أكله وشربه .
أقول : لعل التوفيق بين الاخبار بأن يقال لا يسئل أحد عن ضروري المطعم والملبس وغيرهما وإنما يسئل عما زاد على الضرورة وعما أنعم الله به من الارشاد الى مودة اهل البيت وطاعتهم كيف صنع بهم عليهم السلام . في ثواب الاعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام من قرأ سورة الهيكم التكاثر في فريضة كتب الله له اجر مأة شهيد ومن قرأها في نافلة كتب له اجر خمسين شهيدا وصلى معه في فريضة اربعون صفا من الملائكة .