سورة الفيل
خمس آيات بالاجماع

بسم الله الرحمن الرحيم

(1) ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل .
(2) ألم يجعل كيدهم في تضليل في تضييع وإبطال بأن دمرهم وعظم شأنها .
(3) وأرسل عليهم طيرا أبابيل جماعات .
(4) ترميهم بحجارة من سجيل من طين متحجر معرب سنك گل .
(5) فجعلهم كعصف مأكول كورق زرع وقع فيه الاكال أو اكل حبه فبقى صفرا منه أو كتبن اكلته الدواب القمي قال نزلت في الحبشة حين جاؤا بالفيل ليهدموا به الكعبة فلما أدنوه من باب المسجد قال له عبد المطلب تدري أين يأم بك قال برأسه لا قال اتوا بك لتهدم كعبة الله اتفعل ذلك فقال برأسه لا فجهدت به الحبشة ليدخل المسجد فامتنع فحملوا عليه بالسيوف وقطعوه فأرسل الله عليهم طيرا أبابيل قال بعضها إلى أثر بعض ترميهم بحجارة من سجيل قال كان مع كل طير ثلاثة أحجار حجر في منقاره وحجران في مخالبه وكانت ترفرف على رؤوسهم وترمي في دماغهم فيدخل الحجر في دماغهم ويخرج من أدبارهم وينتقض أبدانهم فكانوا كما قال فجعلهم كعصف مأكول قال العصف التبن والمأكول هو الذي يبقى من فضله .
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام ما في معناه بروايتين مع زيادات واختلافات في ألفاظه وقال في إحداهما وبعث الله عليهم الطير كالخطاطيف في


( 377 )

مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها فكانت تحاذي برأس الرجل ثم يرسلها على رأسه فتخرج من دبره حتى لم يبق منهم أحد إلا رجل هرب فجعل يحدث الناس بما رأى إذ طلع عليه طائر منها فرفع رأسه فقال هذا الطير منها وجاء الطير حتى حاذى رأسه ثم ألقاها عليه فخرجت من دبره فمات .
وعن الباقر عليه السلام انه سئل عن قوله تعالى وأرسل عليهم طيرا أبابيل قال كان طير ساف جاءهم من قبل البحر رؤوسها كأمثال رؤوس السباع وأظفارها كأظفار السباع من الطير مع كل طائر ثلاثة أحجار في رجليه حجران وفي منقاره حجر فجعلت ترميهم بها حتى جدرت أجسادهم فقتلهم بها وما كان قبل ذلك اتي شيء من الجدري ولا رأوا من ذلك الطير قبل ذلك اليوم ولا بعده قال ومن أفلت منهم يومئذ انطلق حتى إذا بلغوا حضرموت وهو واد دون اليمن أرسل الله عليهم سيلا فغرقهم أجمعين قال وما رأي في ذلك الوادي ماء قط قبل ذلك اليوم بخمس عشرة سنة قال ولذلك سمي حضرموت حين ماتوا فيه .
وفي العلل عنه عليه السلام ما يقرب منه .
وفي قرب الاسناد عن الكاظم عليه السلام ان ابرهة بن يكسوم قاد الفيل إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله فقال عبد المطلب ان لهذا البيت ربا يمنعه ثم جمع أهل مكة فدعا وهذا بعد ما أخبره سيف بن ذي يزن فأرسل الله عليهم طيرا أبابيل ترميهم ودفعهم عن مكة وأهلها وفي الا مالي في هذه القصة زيادات قيل وكان السبب فيه أن أبرهة بن الصباح الا شرم ملك اليمن من قبل اصحمة النجاشي بنى كنيسة بصنعاء وسماها القليس وأراد أن يصرف إليها الحاج فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلا فأغضبه ذلك فحلف ليهد من الكعبة فخرج بجيشه ومعه فيل قوي اسمه محمود إلى آخر القصة .
في ثواب الاعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام من قرأ في فرائضه ألم تر كيف فعل ربك شهد له يوم القيامة كل سهل وجبل ومدر بأنه كان من المصلين وينادي يوم القيامة مناد صدقتم على عبدي قبلت شهادتكم له وعليه ادخلوه الجنة ولا تحاسبوه


( 378 )

فانه ممن أحبه الله واحب عمله قد سبق أن هذه السورة مع ما بعدها تقرآن في الصلاة معا .
وفي المجمع عن العياشي عن أحدهما عليهما السلام قال ألم تر كيف فعل ربك ولايلاف قريش سورة واحدة قال وروي أن ابي بن كعب لم يفصل بينهما في مصحفه .