الفصل السابع عشر
في بيان ما نزل من الآيات في شأنه
246 ـ أخبرنا الإمام الأجل شمس الائمة سراج الدين أبو الفرج محمد بن أحمد المكي ـ أدام الله سموه ـ أخبرنا الشيخ الامام الزاهد أبو محمد اسماعيل بن علي بن اسماعيل ، حدثنا السيد الاجل الامام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي المؤدب المعروف بالمكفوف بقراءتي عليه ـ أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر ، أخبرني الحسين بن محمد بن أبي هريرة ، حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، حدثنا محمد بن الاسود ، عن مروان بن محمد ، عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله فقالوا : يا رسول الله ان منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس ، وان قومنا لما رأونا آمنا بالله ورسوله وصدقنا رفضونا وآلوا (1) على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يواكلونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا ، فشق ذلك علينا ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله : « انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون » (2) ثم ان النبي صلى الله عليه وآله خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع ، وبصر بسائل فقال له النبي
____________
(1) آلو : حلفوا واقسموا .
(2) المائدة : 55 .

( 265 )

صلى الله عليه وآله : هل أعطاك احد شيئا ؟ قال : نعم ، خاتماً من ذهب . فقال النبي صلى الله عليه وآله : من اعطاك ؟ قال : ذلك القائم واومى بيده إلى علي عليه السلام ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : على أي حال اعطاك هو ؟ قال : اعطاني وهو راكع فكبر النبي صلى الله عليه وآله ، ثم قرأ : « ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون » (1) (2) فانشأ حسان بن ثابت يقول في ذلك :

أبا حسن تفديك نفسـي ومهجتـي * وكـل بطيء في الهـدى ومسارع
ايذهب مدحيــك والمحبر ضائعاً * وما المدح في حب الاله بضائع (3)
فانت الذي اعطيت إذ كنت راكعا * فدتــك نفوس القوم ياخير راكع
فانزل فيك الله خيــر ولايــة * فبينهــا في محكمات الشرائع (4)

247 ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني اجازة ، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري ـ رضي الله عنه وارضاه في داره باصبهان في سكة الخوز ـ أخبرنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الاصبهاني ، حدثنا أحمد بن محمد بن السري ، حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر ، حدثني أبي ، حدثني عمي الحسين بن سعيد ، عن أبيه ، عن اسماعيل بن زياد البزاز ، عن إبراهيم بن مهاجر ، حدثني يزيد بن شراحيل الانصاري ـ كاتب علي عليه السلام ـ قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله وانا مسنده إلى صدري فقال : أي علي الم تسمع قول الله
____________
(1) المائدة : 56 .
(2) تفسير الطبري 6 | 186 و187 .
(3) في فرائد السمطين في جنب الاله ...
(4) رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 1 | 181 ـ وفرائد السمطين للجويني 1 | 189 ـ تفسير الدر المنثور 2 | 293 ـ وللمزيد انظر العمدة لابن البطريق من تحقيقنا | 119 إلى 125 .

( 266 )

تعالى : « ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية » (1) أنت وشيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الامم للحساب تدعون غراً محجلين (2) .
248 ـ وأخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا القاضي الامام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، حدثنا أبويحيى عبد الرحمان بن سلم الرازي الاصبهاني ، حدثنا يحيى بن حريش ، حدثنا يحيى بن عبد الله بن عمر ، قال حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده علي بن أبي طالب قال : نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله : « انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون » فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله ودخل المسجد والناس يصلون ما بين راكع وقائم ، وإذا سائل ، قال له : يا سائل اعطاك احد شيئاً ؟ قال : لا ، الا هذا الراكع لعلي اعطاني خاتما (3) .
249 ـ وأنبأني أبو العلاء الحافظ الحسن بن أحمد العطار الهمداني اجازة ، أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد ، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحافظ ، حدثنا محمد بن عمر بن غالب ، حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ، حدثنا عباد بن يعقوب ، حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه
____________
(1) البينة : 7 .
(2) شواهد التنزيل للحسكاني 2 | 356 ـ تفسير الدر المنثور 6 | 379 وكفاية الطالب | 246 .
(4) حديث مشهور وله مصادر كثيرة منها : تفسير الثعلبي المخطوط الورق | 74 ـ مناقب ابن المغازلي | 311 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي عليه السلام 2 | 409 .

( 267 )

وآله : ما أنزل الله آية فيها « يا أيها الذين آمنوا » إلا وعلي رأسها وأميرها (1) .
250 ـ وأخبرني الشيخ الامام أبو محمد العباس بن محمد بن أبي منصور الغضارى الطوسي ـ فيما كتب إلى من نيسابور ـ أخبرنا القاضي أبو سعيد محمد ابن سعيد بن محمد بن الفرخزادي ، أخبرنا الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد ابن إبراهيم الثعلبي ، أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد الشيباني العدل ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الخوارزمي ـ ابن عم الاحنف بن قيس ـ حدثنا أحمد بن حماد المروزي ، حدثني محبوب بن حميد البصري ـ وسأله عن هذا الحديث روح بن عبادة ـ بن حامد ـ [ حدثني القاسم بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : قال الامام أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي ، وأخبرنا أيضا عبد الله بن حامد أخبرني ] (2) أحمد بن عبد الله المزني ، حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن سهيل بمن علي بن مهران الباهلي بالبصرة ، حدثنا أبو مسعود عبد الرحمان بن فهر بن هلال ، حدثني القاسم بن يحيى ، عن أبي علي العنزي ، عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا » (3) قال : مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما محمد صلى الله عليه وآله ومعه أبو بكر وعمر ، وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذراً ـ وكل نذر لا يكون له وفاء فليس بشيء ـ فقال علي عليه السلام : إن بريء ولداي مما بهما ، صمت لله ثلاثة أيام شكراً .
وقالت فاطمة : إن برئ ولداى مما بهما ، صمت لله ثلاثة أيام شكراً ،
____________
(1) حلية الاولياء 1 | 64 ـ شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 1 | 51 ـ فضائل الصحابة 2 | 654 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي عليه السلام 2 | 409 .
(2) ما بين المعقوفتين موجود في [ و] .
(3) الانسان : 7 .

( 268 )

وقالت جارية يقال لها فضة : إن برأ سيداي مما بهما ، صمت ثلاثة أيام شكراً ، فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد صلى الله عليه وآله قليل ولا كثير ، فانطلق علي عليه السلام إلى شمعون بن جابا الخيبري ـ وكان يهوديا ـ فاستقرض منه ثلاثة اصوع من شعير .
251 ـ وفي حديث المزني عن ابن مهران الباهلي : فانطلق علي عليه السلام إلى جار له من اليهود يعالج الصوف ، يقال له شمعون بن جابا ، فقال : هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد صلى الله عليه وآله بثلاثة اصوع من شعير ؟ قال : نعم ، فأعطاه ، فجاء بالشعير والصوف فاخبر فاطمة عليها السلام بذلك فقبلت وأطاعت ، قالوا فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرصا وصلى علي مع النبي صلى الله عليه وآله المغرب ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد ، مسكين من مساكين المسلمين ، اطعموني اطعمكم الله من موائد الجنة ، فسمعه علي رضي الله عنه فبكى فانشأ يقول :

فاطم ذات المجد واليقيـن * يا بنت خير الناس أجمعين
أما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين (1)
يشكـو إلى الله ويستكيـن * يشكـو الينا جائعـاً حزين
كل امرئ بكسبـه رهيـن * وفـاعـل الخـيــرات
يستبين موعده جنـة عليين * حرمهـا الله على الضنين
وللبخيـل موقف مهيــن * تهوى به النار إلى سجين
شرابه الحميم والغسلين

فانشأت فاطمة عليها السلام تقول :
____________
(1) حن حنيناً : صوت لا يسما عن طرب أو حزن .
( 269 )

امرك يابن عم سمع وطاعة * ما بي من لؤم ولا ضراعة
غذيت من خبز له صناعة * اطعمـه ولا ابالي الساعة
ارجو إذا اشبعت ذا مجاعة * ان ألحق الاخيار والجماعة
وادخل الخلد ولي شفاعة

قال : فاعطوه الطعام باجمعه ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، فلما ان كان اليوم الثاني قامت فاطمة عليها السلام إلى صاع فطحنته واختبزته ، وصلى علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله ، ثم اتى المنزل فوضع الطعام بين يديه فأتاهم يتيم فوقف بالباب فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، يتيم من اولاد المهاجرين ، استشهد والدي يوم العقبة ، اطعموني اطعمكم الله على موائد الجنة ، فسمعه علي عليه السلام فانشأ يقول :

فاطم بنت السيد الكريـم * بنت نبي ليـس بالزنيــم
قـد جاءنا الله بذا اليتيم * من يرحـم اليوم فهو رحيم
موعده في جنة النعيـم * قد حـرم الخلد على اللئيم
يزل في النار إلى الجحيم * شرابه الصديد (1) والحميم

قال فانشأت فاطمة عليها السلام تقول :

اني لأعطيه ولا ابالــي * وأوثــر الله علـى عيالي
امسوا جياعاً وهم اشبالي * اصغرهمـا يقتل في القتال
بكر بلا يقتــل باغتيال * للقاتــل الويل مع الوبال
تهوى به النار إلى سفال * مصفد اليديــن بالاغلال
كبوله زادت على الاكبال (2)

____________
(1) الصديد : هو الدم والقيح الذي يسيل من الجسد ـ لسان العرب .
(2) الكبول : القيود .

( 270 )

قال : فاعطوه الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، فلما كان في (1) اليوم الثالث قامت فاطمة عليها السلام إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته ، وصلى علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله ثم اتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم اسير ، فوقف بالباب فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا ، اطعموني فاني اسير محمد اطعمكم الله على موائد الجنة ، فسمعه علي عليه السلام فانشأ يقول :

فاطم يا بنت النبــي أحمـد * بنت نبـي سيــد مســود
هذا اسيـر للنبـي المهتــد * مكبـلاً فـي غلـه مقيــد
يشكوا الينا الجـوع قد تمـرد * من يطعـم اليوم يجده في غد
عند العلي الواحـد الموحــد * ما يزرع الزارع سوف يحصد
فاطعمي من غيـر من أنكــد * حتى تجــازي بالذي لا ينفد

قال فانشأت فاطمة عليها السلام تقول :

لم يبق مما جئت غير صـاع * قد دميت كفـي مــع الذراع
ابناي والله مـن الجـيــاع * ابـوهمـا للخير ذو اصطناع
يصطنع المعروف بابتــداع * عبل الذراعين طويل الباع (2)
وما على رأسـي من قنـاع * إلا قنـاع نسجه من صاع (3)

قال فاعطوه ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح ، فلما كان في اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم ، اخذ علي عليه السلام بيده اليمنى الحسن وبيده اليسرى الحسين عليه السلام واقبل نحو رسول الله صلى الله عليه
____________
(1) كذا في الاصلين ولكن « في » زائدة .
(2) عبل الذراعين : طويلهما الباع : قد رمد اليدين ، طويل الباع : كريم مقتدر .
(3) هذا هو الصحيح وفي المخطوط : « نسجه النساع » ومعناه غير واضح وان امكن حمله على معنى صحيح .

( 271 )

وآله وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع ، فلما بصر به النبي صلى الله عليه وآله قال : يا أبا الحسن ما اشد ما يسوءني ما أرى بكم ؟ انطلق إلى ابنتي فاطمة فانطلقوا إليها وهي في محرابها تصلي وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع ، وغارت عيناها ، فلما رآها النبي صلى الله عليه وآله قال : واغوثاه بالله ، أهل بيت محمد يموتون جوعا ! فهبط جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد خذ هنأك الله في اهل بيتك ، قال : وما آخذ يا جبرئيل ؟ فاقرأه « هل أتى على الانسان » إلى قوله : « انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً » إلى آخر السورة .
وزادني ابن مهران الباهلي في هذا الحديث : فوثب النبي صلى الله عليه وآله حتى دخل على فاطمة ، فلما رأى ما بهم ، انكب عليهم ثم قال : انتم منذ ثلاث فيما ارى وانا غافل عنكم ! فهبط جبرئيل بهذه الآيات : « ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً »(1) قال : هي عين في دار النبي صلى الله عليه وآله تفجر إلى دور الأنبياء والمؤمنين (2) .
252 ـ أخبرنا الشيخ الامام الحافظ سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا الشيخ الامام عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني اجازة ، أخبرنا الشريف أبو طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري في داره باصبهان في سكة الخوز (3) ، أخبرنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك
____________
(1) الدهر ـ 6 ـ 8 .
(2) لاحظ مناقب ابن المغازلي | 272 ـ 274 ـ اسد الغابة 5 | 530 خالياً عن ذكر الاشعار ـ ورواه الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل 2 | 299 عن علي عليه السلام أوجز من ذلك .
(3) سكة الخوز محلة كانت باصبهان ، قال في معجم البلدان ج 2 ص 495 (خوز) والخوزيون محلة باصبهان نزلها قوم من الخوز فنسب إليهم فيقال لها : درخوزيان ...

( 272 )

الاصبهاني ، حدثنا محمد بن أحمد بن سالم حدثني ابراهيم بن أبي طالب النيشابوري ، حدثنا محمد بن النعمان بن شبل ، حدثنا يحيى بن أبي زوق الهمداني ، عن أبيه ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيما وأسيرا » قال نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه السلام وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ، ظلا صائمين حتى إذا كان آخر النهار واقترب الافطار قامت فاطمة عليها السلام إلى شيء من طحين كان عندها فخبزته قرص ملة (1) وكان عندها نحي (2) فيه شيء من سمن قليل فأدمت القرصة الملة شيء من السمن ينتظران بها افطارهما ، فأقبل مسكين رافع صوته ينادي : المسكين الجائع المحتاج ، فهتف على بابهم فقال علي عليه السلام لفاطمة : عندك شيء تطعمينه هذا المسكين ؟ قالت فاطمة : هيأت قرصا وكان في النحي شيء من سمن ، فجعلته فيه انتظر به افطارنا ، فقال لها علي عليه السلام آثري به هذا المسكين الجائع المحتاج ، فقامت فاطمة عليها السلام بالقرص مأدوماً فدفعته إلى المسكين فجعله المسكين في حضنه وخرج به متوجها من عندهما يأكل من حضن نفسه ، فاقبلت امرأة معها صبي صغير تنادي : اليتيم المسكين الذي لا أب له ولا أم ، ولا أحد ، فلما رأت المرأة التي معها اليتيم المسكين يأكل من حضن نفسه ، اقبلت باليتيم فقالت : يا عبد الله اطعم هذا اليتيم المسكين مما أراك تأكل ، فقال لها المسكين : لا لعمرك والله ما كنت لأطعمك من رزق ساقه الله تعالى [ إلي ] ، ولكني ادلك على من اطعمني ، فقالت : فأدللني عليه ؟ فقال لها : أهل ذلك البيت الذي ترين ، واشار إليه من بعيد فان في ذلك المنزل رجلا وامرأة اطعمانيه ، قالت المرأة : فان الدال على الخير كفاعله ، قال المسكين وإني لارجو أن يطعما يتيمك كما اطعماني ، فأقبلت باليتيم حتى
____________
(1) الملة : الجمرة والرماد الحارة وخيز الملة الخبز التي يخبز فيها .
(2) النحي : بكسر النون زق السمن .

( 273 )

ضربت على علي ونادت : يا أهل المنزل اطعموا اليتيم المسكين الذي لا أب له ولا أم ، من فضل ما رزقكم الله ، فقال علي عليه السلام لفاطمة : عندك شيء ؟ فقال : فضل طحين عندي فجعلته حريرة وليس عندنا غيره ، وقد اقترب الافطار فقال لها علي : آثرى به هذا المسكين اليتيم « وما عند الله خير وابقى » (1) فقامت فاطمة عليها السلام بالقدر بما فيه فكبتها في حضن المرأة ، فخرجت المرأة تطعم الصبي اليتيم مما في حضنها ، فلم تجز بعيداً حتى اقبل أسير من اسراء المشركين ينادي : الأسير الغريب المسكين الجائع ، فلما نظر الأسير إلى المرأة تطعم الصبي من حضنها ، اقبل إليها فقال : يا أمة الله اطعميني مما اراك تطعمينه هذا الصبي ، قالت المرأة : لا لعمرك والله ما كنت لأطعمك من رزق ، رزق الله هذا اليتيم المسكين ، ولكني ادلك على من اطعمني كما دلني عليه سائل قبلك ، قال لها الاسير : وأن الدال على الخير كفاعله ، فقالت له : أهل ذلك المنزل الذي ترى فيه رجلا وامرأة ، اطعما مسكينا سائلا وهذا اليتيم ، فانطلق الاسير إلى باب علي وفاطمة عليهم السلام فهتف بأعلى صوته : يا أهل المنزل ، اطعموا الأسير الغريب المسكين من فضل ما رزقكم الله تعالى ، فقال على لفاطمة : اعندك شيء ؟ قالت : ما عندي طحين اصبت فضل تميرات فخلصتهن من النوى وعصرت النحي فقطرته على التمرات ودققت ما كان عندي من فضل الاقط ، فجعلته حيساً (2) فما فضل عندنا شيء نفطر عليه غيره ، فقال لها علي عليه السلام : آثرى به هذا الاسير المسكين ، الغريب ، فقامت فاطمة إلى ذلك الحيس فدفعته إلى الاسير ، وباتا يتضوران على الجوع من غير افطار ، ولا عشاء ولا سحور ، ثم اصبحا صائمين حتى اتاهما الله سبحانه برزقهما عند الليل ، فصبرا
____________
(1) القصص : 60 .
(2) الحيس : تمر واقط وسمن تخلط وتعجن وتسوى كالثريد ـ المعجم الوسيط .

( 274 )

على الجوع (1) فنزل في ذلك « ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيماً واسيراً » أي على شدة شهوتهم له « مسكيناً » قرص ملة ، « ويتيما » حريرة ، « واسيراً » حيساً ، « انما نطعمكم » يخبر عن ضميرهما « لوجه الله » يقول ارادة ما عند الله من الثواب « لا نريد » ( منكم ) في الدنيا ( جزاء ) يعنى ثوابا « ولا شكوراً » يقول ثناء يثنون به علينا « انا نخاف » يخبر عن ضميرهما « من ربنا يوما عبوساً قمطريراً « قال العبوس : تقبض ما بين العينين من اهواله وخوفه ، والقمطرير : الشديد ، « فوقهم الله شر ذلك » يقول خوف ذلك « اليوم ، ولقيهم نضرة » يقول بهجات الجنة ، « وسروراً » يقول سرهما من قرة العين بالجنة « وجزاهم » يقول واثابهم « بما صبروا » على الجوع حتى آثروا بالطعام لافطارهم اليتيم والمسكين والاسير ، حيساً وحريراً « متكئين فيها على الارائك » الارائك : الأسرة المرمولة (2) بالدر والياقوت والزبرجد في عليين مضروبة عليها الحجال « لا يرون فيها شمسا » يوذيهم حرها ، « ولا زمهريراً » يقول لا يؤذيهم برده ، و« دانية » قريبة « عليهم ظلالها وذللت [ قطوفها ] » يقول قربت الثمار منهم « تذليلاً » يأكلونها قياما وقعوداً ومتكئين ومستلقين على ظهورهم ، ليس القائم باقدر عليها من المتكى ، وليس المتكى باقدر عليها من المستلقى ، « ويطوف عليهم ولدان » من الوصفاء « مخلدون » قال مسورون باسورة الذهب والفضة ، وقال مخلدون لم يذوقوا طعم الموت قط ، وانما خلقوا خدما لأهل الجنة ، « إذا رأيتهم حسبتهم » من بياضهم وحسنهم « لؤلؤا منثوراً » لكثرتهم ، فشبه بياضهم وحسنهم باللؤلؤ ، وكثرتهم بالمنثور .

المراسيل :
253 « قال رضي الله عنه » قوله تعالى : « فاليوم الذين آمنوا من الكفار
____________
(1) في [ و] : على غير افطار .
(2) الاسرة كالاجنة : وزناً : جمع سرير ، والمرمولة : المزينة .

( 275 )

يضحكون على الارائك ينظرون » (1) قيل نزلت في أبي جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وغيرهم من مشركي مكة ، كانوا يضحكون من بلال وعمار واصحابهما (2) .
254 ـ وقيل ان علي بن أبي طالب عليه السلام جاء في نفر من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسخر به المنافقون وضحكوا وتغامزوا ثم قالوا لأصحابهم : رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه فانزل الله هذه الآية قبل ان يصل إلى النبي صلى الله عليه وآله (3) عن مقاتل والكلبي .
255 ـ « قال رضي الله عنه » قيل لما نزلت قوله : « قل لا اسئلكم عليه اجراً إلا المودة في القربى » (4) قالوا هل رأيتم اعجب من هذا يسفه احلامنا ويشتم آلهتنا ويرى قتلنا ويطمع أن نحبه فنزل : « قل ما سئلتكم من أجر فهو لكم » (5) أي ليس في ذلك اجر لأن منفعة المودة تعود اليكم وهو ثواب الله تعالى ورضاه .
256 ـ وروى أبو الأحوص عن أبي اسحاق في قوله تعالى : « وقفوهم انهم مسؤولون » (6) يعنى عن ولاية علي (7) .
257 ـ قوله تعالى : « أم حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون » (8) قيل : نزلت في قصة بدر في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث لما برزوا لقتال عتبة وشيبة والوليد . ف‍ « الذين آمنوا » حمزة وعلي وعبيدة ، « والذين اجترحوا السيئات » عتبة وشيبة والوليد (9) .
____________
(1) المطففين : 34 ـ 35 .
(2) روى نظيره الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 2 | 327 في تفسير الآية | 29 .
(3) تفسير الكشاف للزمخشري 3 | 323 .
(4) الشورى : 23 .
(5) سبأ : 47 .
(6) الصافات : 24 .
(7) رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 2 | 106 .
(8) الجاثية : 21 .
(9) نظيره في شواهد التنزيل 2 | 168 .

( 276 )

258 ـ قوله تعالى : « لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة » (1) نزلت في أهل الحديبية ، قال جابر : كنا يوم الحديبية الفاً واربعمائة فقال لنا النبي صلى الله عليه وآله : أنتم اليوم خيار أهل الارض ، فبايعنا تحت الشجرة على الموت فما نكث الاجد بن قيس وكان منافقا ، وأولى الناس بهذه الآية علي بن أبي طالب عليه السلام لانه قال [ تعالى ] : « وأثابهم فتحاً قريباً » ـ يعنى فتح خيبر ـ وكان ذلك على يد علي بن أبي طالب عليه السلام (2)
259 ـ قال رضي الله عنه : روى السيد أبو طالب باسناده عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى : من احبك وتولاك ، اسكنه الله معنا ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله : « ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر » (3)
260 ـ قوله تعالى : « السابقون السابقون » (4) ، قيل : هم الذين صلوا إلى القبلتين ، وقيل : السابقون إلى الطاعة ، وقيل إلى الهجرة ، وقيل إلى الاسلام واجابة الرسول ، وكل ذلك موجود في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (5) .
261 ـ قوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة » (6) قيل سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وآله فاكثروا ، فامروا بتقديم الصدقة على المناجاة ، فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب عليه السلام قدم ديناراً فتصدق به ، ثم نزلت رخصة (7) .
____________
(1) الفتح : 18 .
(2) رواه أيضاً الكنجي في كفاية الطالب | 247 واورده ابن هشام في السيرة النبوية 3 | 315 .
(3) القمر : 54 ـ 55 .
(4) الواقعة : 10 .
(5) ورد نظيره في شواهد التنزيل 1 | 256 .
(6) المجادلة : 12 .
(7) للحديث مصادر كثيرة منها : صحيح الترمذي 5 | 406 ـ خصائص النسائي | 276 مناقب ابن

( 277 )

262 ـ وعن علي عليه السلام : ان في كتاب الله لآية ، ما عمل بها احد قبلى ولا يعمل بها احد بعدي [ وهي ] « يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة » [ عملت بها ] ثم نسخت (1) وقيل عمل بها افاضل الصحابة منهم علي والاول أظهر .
263 ـ وعن ابن عمر انه قال : ثلاث لعلي وددت أن تكون لي واحدة منهن كانت أحب الي من حمر النعم : تزويجه فاطمة ، واعطاؤه الراية يوم خيبر وآية النجوى (2) .
264 ـ قوله تعالى : « يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات بيايعنك » (3) روى الزبير ابن العوام قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو النساء إلى البيعة حين نزلت هذه الآية ، فكانت فاطمة بنت اسد ام علي بن أبي طالب عليه السلام أول امرأة بايعت (4) .
265 ـ وعن جعفر بن محمد : ان فاطمة بنت أسد أول امرأة هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من مكة إلى المدينة على قدميها ، وكانت ابر الناس برسول الله صلى الله عليه وآله (5) .
وسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ان الناس يحشرون يوم القيامة عراة فقالت : واسوأتاه ، فقال لها : اني اسأل الله ان يبعثك كاسية ، وسمعته يذكر ضغطة القبر ، فقالت : واضعفاه ، فقال : انى أسأل الله ان يكفيك ذلك .
____________
المغازلي | 325 وما بعدها ـ تفسير الطبري 28 | 14 .
(1) لهذا الحديث ايضاً مصادر كثيرة منها : تفسير الطبري 28 | 14 وتفسير الكشاف 3 | 210 والدر المنثور للسيوطي 6 | 187 .
(2) الحديث ليس في الاصلين ، ولكن موجود في المطبوع بالنجف .
(3) الممتحنة : 12 .
(4) و(5) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد 1 | 14 .

( 278 )

266 ـ قال روى أبو صالح ، عن ابن عباس : ان عبد الله بن ابي واصحابه خرجوا فاستقبلهم نفر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال عبد الله بن أبي لأصحابه : انظروا كيف أرد ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسيد بني هاشم ، خلد (1) رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال علي عليه السلام : يا عبد الله اتق الله ولا تنافق ، فان المنافق شر خلق الله فقال : مهلا يا أبا الحسن والله ايماننا كإيمانكم ، ثم تفرقوا ، فقال عبد الله بن أبي لأصحابه : كيف رأيتم ما فعلت ؟ فأثنوا عليه خيرا ، ونزل على رسول الله صلى الله عليه وآله : « وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا انا معكم إنما نحن مستهزؤن » (2) فدلت الآية على ايمان علي عليه السلام ظاهراً وباطناً ، وعلى قطعه موالاة المنافقين واظهاره عداوتهم والمراد بالشياطين رؤساء الكفار (3) .
267 ـ قوله تعالى : « أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه » (4) قال ابن عباس : هو علي عليه السلام شهد للنبي صلى الله عليه وآله وهو منه (5) .
268 ـ قوله [ تعالى ] : « ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً » (6) . قال ابن عباس : هو علي بن أبي طالب عليه السلام (7) .
269 ـ وروى زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي رضي الله عنه قال : لقيني رجل فقال : يا أبا الحسن أما والله انى لأحبك في الله ، فرجعت إلى رسول الله
____________
(1) الخلد ، بالتحريك : من اسماء النفس ـ لسان العرب ، وخلد الرسول صلى الله عليه وآله نفسه بحكم آية المباهلة ويؤيده الروايات .
(2) البقرة : 14 .
(3) انظر نظيره في شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 1 | 72 .
(4) هود : 17 .
(5) رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 1 | 275 إلى 282 .
(6) مريم : 96 .
(7) شواهد التنزيل 1 | 64 ـ الدر المنثور 4 | 287 ـ مناقب ابن المغازلي | 327 .

( 279 )

صلى الله عليه وآله فأخبرته بقول الرجل ، فقال رسول الله : لعلك يا علي اصطنعت إليه معروفاً ؟ قال : فقلت : والله ما اصطنعت إليه معروفاً ، فقال رسول الله : الحمد لله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق اليك بالمودة ، قال فنزل قوله تعالى : « ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا » (1) .
270 ـ قال الله تعالى : « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا » (2) قيل : نزل قوله تعالى : « فمنهم من قضى نحبه » في حمزة وأصحابه ، كانوا عاهدوا الله لا يولون الأدبار ، فجاهدوا مقبلين حتى قتلوا ، [ و] « ومنهم من ينتظر » علي بن أبي طالب عليه السلام مضى على الجهاد ولم يبدل ولم يغير .
الآثار :
271 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ زين الائمة أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرني القاضى الامام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدى شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو سعيد الماليني ، أخبرنا أبو أحمد بن عدى ، أخبرنا أبو يعلى ، حدثنا إبراهيم بن الحجاج قال حدثنا حماد ـ يعنى ابن سلمة ـ عن الكلبي ، عن أبي صالح عن ابن عباس : ان الوليد بن عقبة قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : أنا ابسط منك لساناً واحد منك سناناً واملا منك حشواً في الكتيبة ، فقال له علي عليه السلام : على رسلك ، فانك فاسق ، فانزل الله عزوجل : « افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقاً لا يستوون » (3) يعنى عليا [ المؤمن ] والوليد الفاسق (4)
272 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو الحسين بن الفضل
____________
(1) انظر تفصيل ذلك في شواهد التنزيل 1 | 359 ...
(2) الاحزاب : 23 .
(3) السجدة : 18 .
(4) تفسير الطبري 21 | 68 ـ تاريخ بغداد 13 | 321 وذكره الزمخشري في الكشاف 2 | 525 .

( 280 )

القطان ، حدثنا علي بن عبد الرحمان بن ماتي الكوفي ، أخبرنا أحمد بن حازم ، ابن ابن أبي غرزة ، أخبرنا عقبة بن مكرم ، عن عيسى بن راشد ، عن علي بن بذيمة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : ما انزل الله عزوجل في القرآن آية يقول فيهاً يا أيها الذين آمنواً إلا كان علي بن أبي طالب شريفها وأميرها (1) .
273 ـ وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني اجازة أخبرنا الحسن ابن أحمد المقري ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ أخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد أخبرنا محمد بن عثمان حدثنا ابراهيم بن محمد بن ميمون ، حدثنا محمد بن مروان ، عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس [ في قوله تعالى ] : « اتقوا الله وكونوا مع الصادقين » (2) قال هو علي بن أبي طالب عليه السلام (3) .
274 ـ وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا ، أخبرنا الحسن بن أحمد المقري ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ، حدثنا محمد هو ابن عثمان بن أبي شيبة ، أخبرنا منجاب بن الحارث ، حدثنا حسين بن أبي هاشم ، حدثنا حيان بن علي ، عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « واركعوا مع الراكعين » (4) انها نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى خاصة وهما أول من صلى وركع (5)
____________
(1) للحديث مصادر كثيرة منها : حلية الاولياء لابي نعيم 1 | 64 ـ شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 1 | 51 ـ فضائل الصحابة 2 | 654 .
(2) التوبة : 119 .
(3) شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 1 | 259 ـ تفسير الدر المنثور 3 | 290 .
(4) البقرة : 43 .
(5) شواهد التنزيل 1 | 85 .

( 281 )

275 ـ وأخبرني شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب إلي من همدان ـ أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، أخبرني الشيخ أبو بكر بن حمويه ، حدثنا أبو بكر الشيرازي ، حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن عمران ، حدثنا أبو حفص عمر بن محمد حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا ابن يمان ، عن عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه قال : كان لعلى عليه السلام اربعة دراهم ، فأنفق واحداً ليلا ، وواحداً نهاراً وواحداً سراً وواحداً علانية ، فنزلت قوله : (1) « الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون » (2) . ولبعضهم في حق علي عليه السلام :

أو في الصلاة مع الزكاة أقامها * والله يرحم عبـده الصبــارا
من ذا بخاتمه تصدق راكعــا * وأســره في نفسه إســرارا
من كان بات على فراش محمد * ومحمد يســرى يـؤمّ الغارا
من كان جبريل يقوم يمينــه * فيها وميكال يقــوم يســارا
من كان في القرآن سمى مؤمناً * في تسع آيات جعلــن كبـارا

____________
(1) البقرة : 274 .
(2) اسد الغابة 4 | 25 تفسير الدر المنثور 1 | 363 ـ الصواعق المحرقة | 78 ـ نور الابصار للشبلنجي | 70 ـ فرائد السمطين للجويني 1 | 356 مناقب ابن المغازلي | 280 .