351 ـ وبهذا الاسناد عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه هذا ، حدثني أحمد ابن محمد بن السرى ، حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر ، حدثني أبي ، حدثني عمى الحسين بن سعيد ، حدثني أبي ، عن أبان بن تغلب ، عن فضيل ، عن عبد الملك الهمداني ، عن زاذان ، عن علي عليه السلام : تفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة ، ثنتان وسبعون في النار ، وواحدة في الجنة وهم الذين قال الله عزوجل : « وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون » (1) وهم أنا وشيعتي (2) .
352 ـ وأخبرني تاج الدين ، شمس الادباء ، أفضل الحفاظ محمد بن بنيمان ابن يوسف الهمداني ـ فيما كتب الي من همدان ـ حدثنا الشيخ الجليل السيد أبو سعد شجاع بن المظفر بن شجاع العدل في ذي الحجة سنة اربع وتسعين واربعمائة أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن لال « رض » ، حدثنا محدم بن مسرور العطار ، حدثنا يحيى بن عبد الله بن ماهان ، حدثنا جندل بن الوالق ، حدثنا محمود بن عمر المازني الكلبي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله قال : قال عمر بن الخطاب : كانت في أصحاب محمد ثمانى عشرة سابقة ، خص منها علي بن أبي طالب بثلاث عشرة وشاركنا في الخمس (3) .
353 ـ وأخبرنا الشيخ الامام الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا القاضي الامام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي « ره » ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحسن
____________
(1) الاعراف : 181 .
(2) روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 1 | 204 بصورة اخرى .
(3) الحديث رواه الجويني في فرائد السمطين 1 | 343 وروى الحاكم الحسكاني نظيره في شواهد التنزيل 1 | 15 إلى 22 .

( 332 )

ابن الشرقي ، حدثنا أبو حاتم الرازي ، حدثنا عبد العزيز بن الخطاب ، حدثنا محمد بن حريث ، عن عمار بن سليمان الغنى ، عن أبي جعفر ، عن جابر بن عبد الله ، قال : والله ما كنا نعرف منافقينا إلا ببغضهم عليا عليه السلام (1) .
354 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين البيهقي هذا ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا الشيخ الحسن بن محمد بن اسحاق الاشقراني ، حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد النواء ، حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني ، حدثنا أبي ، أخبرني سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب : لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لان تكون لي واحدة منهن ، احب إلى من ان اعطى حمر النعم ، قيل وما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال تزويجه فاطمة بنت رسول الله ، وسكناه المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، يحل له فيه ما يحل له والراية يوم خيبر (2) .
355 ـ وأخبرني الشيخ الإمام أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني ـ المعروف بالمروزي ـ فيما كتب إلي من همدان ـ ، أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن ابن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان ـ فيما اذن لى في الرواية عنه ـ أخبرنا الشيخ الاديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن ابراهيم الطهراني ـ سنة ثلاث وسبعين واربعمائة ـ ، أخبرنا الامام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني ، حدثنا أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني ، وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الامام الحافظ سليمان بن ابراهيم الاصبهاني ـ في كتابه إلي من اصبهان سنة ثمان وثمانين واربعمائة ـ عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، حدثنا عبد الرحمان بن محمد ، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمان ، حدثنا محمد بن سالم بن عبد الرحمان الازدي الطحان ، حدثني
____________
(1) فضائل الصحابة 2 | 579 و671 ـ واورده المحب الطبري في ذخائر العقبى | 91 .
(2) مستدرك الصحيحين 3 | 125 .

( 333 )

أبي ، حدثني أحمد بن ابراهيم الهلالي ، عن عمرو بن حريث الازدي ، عن أبيه حريث بن عمرو قال : حضر معاوية الحسن بن علي وعبد الله بن جعفر وعقيل بن أبي طالب وعمرو بن العاص وسعيد ومروان ومن حضر من الناس وفيهم أبو الطفيل الكناني ، والشاميون يشيرون إليه ويقولون : هذا صاحب علي عليه السلام إذا قال معاوية : يا أخا كنانة من احب الناس اليك ؟ فبكى أبو الطفيل ثم قال : ذاك امام الأمة وقائدها واشجعها قلبا ، واشرفها أبا وجداً ، واطولها باعا ، وارحبها ذراعا واكرمها طباعا واشمخها ارتفاعا ، فقال معاوية الباغي ـ قبحه الله ـ يا أبا الطفيل ما هذا اردنا كله . قال : ولا انا قلت العشر من افعاله ، ثم انشأ يقول :

صهر النبـي بذاك الله أكرمــه * إذ اصطفـاه وذاك الصهر مدخر
فقام بالامر والتقـوى أبو حسـن * بخ بخ ، هنا لك فضل ماله خطر
لا يسلم القرن منه ان الم بــه * ولا يهــاب وان اعداؤه كثروا
من رام صولته ، وافـى منيتـه * لا يدفـع الثكل عن اقرانه الحذر

وقال فيه ابياتاً اخرى ، ثم نظر إلى معاوية والحسن عليه السلام إلى جنبه وقال : كيف يزكى من جده رسول الله وامه فاطمة بنت رسول الله ، وخاله القاسم ابن رسول الله وخالته زينب بنت رسول الله ؟ ومن احبه احب رسول الله ، ومن ابغضه ابغض رسول الله ، ومن ابغض رسول الله ابغض الله ومن ابغض الله ، كفر (1) .
وقال الصحاب كافي الكفاة في مدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :

هو البـدر في هيجاء بدر وغيره * فرائصه من ذكره السيف ترعد
وكم خبر في خيبر قـد رويتــم * ولكنكـم مثل النعــام تشـرد

____________
(1) روى نظيره ابو الفرج الاصفهاني في الاغاني 15 | 149 .
( 334 )

وفي احد ولـى الرجال وسيفه * يسـود وجه الكفر وهو مسود
علي له في الطير ما طار ذكره * وقامت به اعداؤه وهـي تشهد
وما سد عن خير المساجـد بابه * وأبوابهـم إذ ذاك عنـه تسدد
وزوجته الزهراء ، خير كريمة * لخير كريم فضلها ليس يجحد

وقال أيضا ـ تغمده الله بغفرانه ـ :

ما لعلـى العلــى أشبــاه * لا والــذي لا إله إلا هـو
مبنـاه مبنى النبــي تعرفـه * وابناه عنــد التفاخـر إبناه
ان عليـاً عــلا إلى شـرف * لو رامه الوهــم ذل مرقـاه
ايــا غـداة الكسـاء لا تهنى * عن شــرح علياه إذ تكساه
يا ضحـوة الطيـر بيّني شرفا * فـاز بــه ، لا ينال أقصاه
بـراة استعملــي ادائـك من * اقعـد عنــه ومـن تـولاه
يا مرحب الكفـر قد اذاقك من * حر (1) الضبا ما كرهت ملقاه
يا عمرو من ذا الذي انا لك من * صارمــه الحتف حين تلقاه
اما رأيتــم محمداً حدبـاً (2) * عليـه قد حاطـه وربــاه
واختصـه يافعـا وآثـره (3) * واعتامــه مخلصا وآخاه (4)
زوجـه بضعـة النبــوة إذ * رآه خيـر امـرئ وأتقــاه

____________
(1) في [ و] : جر ويمكن ان يكون الصحيح « حد الضبا » .
(2) الحدب بالتحريك : من حدب عليه : تعطف .
(3) اليافع من ايفع الغلام إذا شارف الاحتلام ولم يحتلم ـ النهاية .
(4) اعتامه : اختاره ـ اجوف يائى ـ لسان العرب .

( 335 )

الفصل العشرون

في تزويج رسول الله صلى الله عليه وآله إياه فاطمة رضي الله عنها
356 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا القاضي الامام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد ابن الحسن قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير عن ابن اسحاق قال : حدثني عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن علي عليه السلام قال : خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت لي مولاة لي : هل علمت ان فاطمة قد خطبت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قلت : لا . قالت : قد خطبت . فما يمنعك ان تأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فيزوجك ؟ فقلت : وعندي شيء أتزوج به ؟ فقالت : انك ان جئت رسول الله صلى الله عليه وآله ، زوجك ، فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وكان لرسول الله جلالة وهيبة ، فلما قعدت بين يديه ، أفحمت فوالله ما استطعت ان اتكلم فقال رسول الله : ألك حاجة ؟ فسكت فقال : ما جاء بك ، ألك حاجة ؟ فسكت . فقال : لعلك جئت تخطب فاطمة ؟ فقلت : نعم فقال وهل عندك من شيء تستحلها به ؟ فقلت : لا والله ، يا رسول الله ، قال : ما فعلت بدرع سلحتكها ؟ والذي نفسي بيده ، انها لحطمية ، ما ثمنها الا أربعمائة درهم . قلت : عندي فقال : قد زوجتكها بها فابعث إليها بها


( 336 )

فاستحلها بها فان كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله (1) .
357 ـ وبهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين ـ هذا ـ ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو الفضل بن أبي نصر العطار ، حدثنا أبو أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله القطان حدثنا محمد بن أحمد بن هارون الدقاق ، حدثنا علي بن محيا ، حدثني عبد الملك بن حباب بن عمر بن يحيى بن معين ، حدثنا محمد بن دينار من أهل الساحل الدمشقي ، حدثنا هشيم ، عن يونس ، عن عبيد ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وآله فغشيه الوحى فلما أفاق ، قال لي : يا أنس ، أتدري ما جاءني به جبرئيل من عند صاحب العرش ؟ قال : قلت الله ورسوله اعلم قال : أمرني ان ازوج فاطمة من علي ، فانطلق فادع لى أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير ، وبعددهم من الانصار ، قال فانطلقت فدعوتهم له ، فلما ان أخذوا مجالسهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه ، المرغوب إليه فيما عنده ، النافذ أمره في ارضه وسمائه ، الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه ، واعزهم بدينه واكرمهم بنبيه محمد ، ثم ان الله جعل المصاهرة نسبا لاحقا وامراً مفترضا وشج بها الارحام والزمها الانام فقال تبارك اسمه وتعالى جده : « وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديراً » (2) فأمر الله يجرى إلى قضائه وقضاؤه يجرى إلى قدره فلكل قضاء قدر ولكل قدر اجل ، ولكل أجل كتاب « يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب » (3) ثم إني أشهدكم إني زوجت فاطمة من علي على أربعمائة مثقال فضة ، ان رضي
____________
(1) وللحديث صورة اخرى اورده ابن المغازلي في مناقبه | 350 .
(2) الفرقان : 54 .
(3) اقتباس من الآية « 39 » من سورة الرعد .

( 337 )

بذلك علي وكان غائبا ، بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله في حاجة ، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بطبق فيه بسر ، فوضع فيما بين ايدينا فقال : انتهبوا . فبينا نحن كذلك إذ اقبل علي عليه السلام فتبسم إليه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال : يا علي ، ان الله أمرنى ان ازوجك فاطمة وقد زوجتكها على اربعمائة مثقال فضة ، ارضيت ؟ فقال : قد رضيت يا رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قام علي فخر لله ساجداً شكرا فقال النبي صلى الله عليه وآله : جعل الله فيكما الكثير الطيب وبارك الله فيكما ، قال أنس : فوالله لقد اخرج الله منهما الكثير الطيب (1) .
358 ـ وأخبرني الامام الكيا الحافظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرني أبو على الحسن بن أحمد الحداد أخبرنا أبو نعيم الحافظ ـ في حلية الأولياء ـ ، عن محمد بن عمر بن سلم ، عن محمد بن عمر بن خالد السلقى ، عن أبيه عن محمد بن موسى ، عن الثوري ، عن الاعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود « رض » قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا فاطمة زوجتك سيداً في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين ، لما اراد الله ان املكك من على أمر الله جبرئيل عليه السلام فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفاً ثم خطب عليهم ، فزوجك من علي ، ثم امر الله شجر الجنان ، فحملت الحلى والحلل ، ثم امرها فنثرت على الملائكة ، فمن اخذ منهم شيئا اكثر مما اخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة (2) .
359 ـ وأنبأني الإمام الحافظ صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، أخبرنا محمود بن اسماعيل بن محمد بن محمد الاصبهاني ، أخبرنا
____________
(1) روى الكنجي في كفاية الطالب | 297 وروى نظيره الجويني في فرائد السمطين 1 | 89 .
(2) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 4 | 128 .

( 338 )

أحمد بن محمد بن الحسين التأني ، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، حدثنا اسحاق بن ابراهيم الصنعاني ، عن عبد الرزاق ، عن يحيى ابن العلا البجلي ، عن عمه شعيب بن خالد ، عن حنظلة بن سبرة بن المسيب بن نجبة عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس قال : كانت فاطمة تذكر لرسول الله فلا يذكرها احد الا صد عنه حتى يئسوا منها ، فلقى سعد بن معاذ عليا فقال : إني والله ما أرى رسول الله صلى الله عليه وآله يحبسها إلا عليك ، فقال له علي عليه السلام : فلم ترى ذلك ؟ فوالله ما أنا بواحد الرجلين ما أنا بصاحب دنيا ، يلتمس ما عندي وقد علم مالى صفراء ولا بيضاء ، وما أنا بالكافر الذي يترقق بها عن دينه يعنى يتألفه . أني لأول من اسلم .
قال سعد : فاني اعزم عليك لتفرجنها عنى فان لي في ذلك فرحا قال : فأقول ماذا ؟ قال تقول : جئت خاطباً إلى الله والى رسوله فاطمة بنت محمد قال : فانطلق علي عليه السلام فعرض للنبي صلى الله عليه وآله وهو يقيل [ على ] حصير فقال له النبي صلى الله عليه وآله : كان لك حاجة يا علي ؟ قال : أجل ، جئتك خاطباً إلى الله والى رسوله فاطمة بنت محمد ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : مرحبا ـ بكلمة ضعيفة ـ ثم سكت [ فجاء علي عليه السلام فأخبر سعد ] فقال سعد : انكحك ، والذي بعثه بالحق انه لا خلف الآن ولا كذب عنده . اعزم عليك لتأتينه غداً ولتقولن يا نبي الله متى تبنيني (1) قال علي : هذه ـ والله ـ أشد علي من الاولى ، أو لا أقول يا رسول الله حاجتى ؟ قال قل كما امرتك ، فانطلق علي عليه السلام فقال : يا رسول الله متى تبنيني ؟ قال الليلة ان شاء الله ، ثم دعا بلالا فقال : يا بلال ، إني قد زوجت ابنتي ابن عمي ، وأنا أحب أن يكون من سنتي ، الطعام عند
____________
(1) متى تبنيني : متى تدخلني على زوجتي وحقيقته متى تجعلني أبتني بزوجتي ـ النهاية
( 339 )

النكاح ، فأت الغنم فخذ شاة وأربعة امداد أو خمسة فاجعل لي قصعة لعلّي اجمع عليها المهاجرين والانصار فإذا فرغت منها ، فاذني بها ، فانطلق ففعل ما امر به ثم اتاه بقصعة فوضعها بين يديه فطعن رسول الله في رأسها ثم قال ادخل الناس علي زفة زفة (1) ولا تغادر زفة إلى غيرها ـ يعنى إذا فرغت زفة لم تعد ثانية ـ فجعل الناس يزفون ، كل ما فرغت زفة ، وردت اخرى حتى فرغ الناس ثم عمد النبي صلى الله عليه وآله إلى ما فضل منها فتفل فيه وبارك وقال : يا بلال احملها إلى امهاتك وقل لهن : كلن واطعمن من غشيكن ، ثم ان النبي صلى الله عليه وآله قام حتى دخل على النساء فقال : اني قد زوجت ابنتى ابن عمي وقد علمتن منزلتها مني وانا دافعها إليه الآن فدونكن ابنتكن ، فقامت النساء فغلفتها من طيبهن وحليهن ، ثم ان النبي قام حتى دخل فلما رأته النساء ، وثبن ، وبينهن وبين النبي سترة ، وتخلفت اسماء بنت عميس ، فقال لها النبي صلى الله عليه وآله : كما أنت على رسلك . من أنت ؟ قالت : أنا التي أحرس ابنتك . ان الفتاة [ ليلة يبنى بها ] لابد لها من امرأة تكون قريبة منها ، ان عرضت لها حاجة أو أرادت شيئاً ، افضت بذلك إليها قال : فانى اسأل إلهى ان يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم ، ثم صرخ بفاطمة فاقبلت ، فلما رأت عليا عليه السلام جالسا إلى جنب النبي حصرت وبكت ، فاشفق النبي صلى الله عليه وآله ان يكون بكاؤها لأن عليا لا مال له فقال النبي : ما يبكيك فما آلوتك في نفسي فقد اصبت لك خير أهلى ، وايم الذي نفسي بيده لقد زوجتك سيداً في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين فلان منها وقال : يا أسماء آتيني بالمخضب واملئيه ماء ، فآتت اسماء بالمخضب وملأته ماء فمج النبي فيه وغسل فيه وجهه وقدميه ، ثم دعا بفاطمة فأخذ كفاً من ماء
____________
(1) الزفة : الزمرة .
( 340 )

فضرب به على رأسها ، وكفاً بين ثدييها ثم رش جلده وجلدها ثم التزمها فقال : أللهم انها مني واني منها ، أللهم كما أذهبت عنى الرجس وطهرتني فطهرها ، ثم دعا بمخضب آخر ثم دعا علياً عليه السلام فصنع به كما صنع بها ثم دعا له كما دعا لها ثم قال : قوما إلى بيتكما ، جمع الله بينكما وبارك في سركما واصلح بالكما ، ثم قام فأغلق عليه بابه بيده .
قال ابن عباس : فأخبرتني أسماء بنت عميس : انها رمقت (1) رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يزل يدعو لهما خاصة ولم يشركهما في دعائه احداً حتى توارى في حجرته (2)
360 ـ وأنبأني أبو العلاء الحافظ الهمداني هذا والامام الاجل نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي ، قالا أنبأنا الشريف الامام الاجل نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن على الزينبي ، عن الامام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان ، حدثنى القاضي المعافى بن زكريا ، عن الحسن بن علي العاصمي ، عن صهيب بن عباد بن صهيب ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه قال : بينا رسول الله في بيت ام سلمة ، إذ هبط عليه ملك له عشرون رأساً في كل رأس الف لسان ، يسبح الله ويقدسه بلغة لا تشبه الأخرى ، راحته أوسع من سبع سموات وسبع ارضين ، فحسب النبي صلى الله عليه وآله انه جبرئيل فقال يا جبرئيل لم تأتني في مثل هذه الصورة قط ؟ قال : ما انا جبرئيل ، انا صرصائيل ، بعثني الله اليك لتزوج النور من النور فقال النبي صلى الله عليه وآله : من ممن ؟ قال ابنتك فاطمة من علي بن أبي طالب عليه السلام فزوج النبي صلى الله عليه وآله فاطمة من علي بشهادة ميكائيل وجبرئيل
____________
(1) رمقته ببصرى ورامقته : إذا أتبعته بصرك تتعهده وتنظر إليه وترقبه ـ لسان العرب .
(2) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 2 | 75 ورواه ايضاً الحافظ الكنجي في كفاية الطالب | 304 .

( 341 )

وصرصائيل قال : فنظر النبي فإذا بين كتفي صرصائيل : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي بن أبي طالب مقيم الحجة ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا صرصائيل منذ كم كتب هذا بين كتفيك ؟ فقال : من قبل ان يخلق الله الدنيا باثنتى عشرة الف سنة (1)
361 ـ وبهذا الاسناد عن الامام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان ـ هذا ـ حدثنا إبراهيم بن محمد المذاري (2) الخياط ، عن أحمد بن محمد بن سعيد الرفاء البغدادي في طريق مكة ، عن أحمد بن عليل عن ابن داود بن عبد الله الانصاري ، عن موسى بن على القرشي ، عن قنبر بن أحمد بن كعب ابن نوفل ، عن بلال بن حمامة قال : طلع علينا النبي ذات يوم ووجهه مشرق كدارة القمر ، فقام عبد الرحمان بن عوف فقال : يا رسول الله ما هذا النور ؟ فقال : بشارة أتتنى من ربي في أخي وابن عمي وابنتي ، ان الله تعالى زوج فاطمة من على وامر رضوان خازن الجنان فهز شجرة طوبى فحملت رقاقا يعنى صكاكا (3) بعدد محبى أهل بيتي وانشأ من تحتها ملائكة من نور ودفع إلى كل ملك صكا فإذا استوت القيامة باهلها نادت الملائكة في الخلائق فلا تلقى محباً لنا أهل البيت إلا دفعت إليه صكا ، فيه فكاكه من النار بأخي وابن عمي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من امتي من النار (4) .
362 ـ وأخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني ـ فيما كتب إلى من همدان ـ اخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدثنا أبو طاهر ، حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن علي العاصمي باصبهان ، حدثنا المفضل بن محمد ابن اخت عبد الرزاق ،
____________
(1) كتاب مائة منقبة لابن شاذان | 35 ح | 15 ورواه ايضا ابن المغازلي في مناقبه | 344 .
(2) المذار ، بالفتح وآخر راء : بلده في ميسان بين واسط والبصرة وهي قصبة ميسان بينها وبين البصرة نحو من اربعة ايام وبها مشهد عظيم به قبر عبد الله بن أبي طالب مراصد الاطلاع .
(3) الصكاك جمع الصك : الحوالة .
(4) تاريخ بغداد 4 | 210 ـ اسد الغابة 1 | 206 .

( 342 )

أخبرنا توبة بن علوان البصري ، حدثني شعبة ، عن أبي حمزة (1) عن ابن عباس قال : لما ان كانت الليلة التي زفت فيها فاطمة إلى علي بن أبي طالب عليه السلام كان النبي صلى الله عليه وآله قدامها وجبرئيل عن يمينها وميكائيل عن يسارها ، وسبعون الف ملك من ورائها يسبحون الله ويقدسونه حتى طلع الفجر (2) .
363 ـ وأخبرني الشيخ الثقة العدل الحافظ أبو بكر محمد بن عبيدالله بن نصر الزاغوني حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الباقرجي ، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن علي بن بندار ، حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد ابن عامر الطائي ، حدثني أبي أحمد بن عامر بن سليمان ، حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا ، حدثني أبي موسى بن جعفر ، حدثني أبي جعفر بن محمد ، حدثني أبي محمد بن علي ، حدثني أبي علي بن الحسين ، حدثني أبي الحسين بن علي ، حدثني أبي علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أتانى ملك فقال : يا محمد ان الله عزوجل يقرأ عليك السلام ويقول : قد زوجت فاطمة من علي ، فزوجها منه وقد أمرت شجرة طوبى ان تحمل الدر والياقوت والمرجان وان أهل السماء قد فرحوا بذلك ، وسيولد منهما ولدان ، سيدا شباب أهل الجنة (3) وبهم يزين أهل الجنة ، فابشر يا محمد فانك خير الأولين والآخرين (4) .
364 ـ وأنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي أبن محمد الهمداني ـ نزيل بغداد ـ أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن محمد الانصاري وأبو القاسم
____________
(1) في [ و] : شعبة بن ابي حمزة .
(2) تاريخ بغداد 5 | 7 ـ ذخائر العقبى | 32 ورواه أيضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 96 .
(3) في المخطوطتين : سيد كهول اهل الجنة وهو خطأ فاحش .
(4) رواه المحب الطبري أيضا في ذخائر العقبى | 32 .

( 343 )

هبة الله بن عبد الواحد بن الحصين (1) ، قالا : أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي اذنا ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن عبد الصمد بن الحسن بن محمد بن شاذان البزاز ، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن الحسين بن الخطاب بن فرات بن حيان العجلي ـ قراءة علينا من لفظه ومن كتابه ـ حدثنا الحسن بن محمد الصفار الضرير ، حدثنا عبد الوهاب بن جابر ، حدثنا محمد بن عمير ، عن أيوب ، عن عاصم الاحول ، عن ابن سيرين ، عن أم سلمة وسلمان الفارسي وعلي بن أبي طالب عليه السلام قال : لما ادركت فاطمة بنت رسول الله مدرك النساء ، خطبها اكابر قريش من أهل السابقة والفضل في الإسلام والشرف والمال ، وكان كلما ذكرها رجل من قريش لرسول الله اعرض رسول الله عنه بوجهه حتى كان الرجل منهم يظن في نفسه ان رسول الله ساخط عليه ، أو قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله فيه وحى من السماء ، ولقد خطبها من رسول الله صلى الله عليه وآله أبو بكر الصديق فقال له رسول الله : يا أبا بكر امرها إلى ربها ، وخطبها بعد أبي بكر عمر ابن الخطاب فقال له كمقالته لابي بكر ، وان أبا بكر وعمر كانا ذات يوم جالسين في مسجد رسول الله ومعهما سعد بن معاذ الأنصاري ، ثم الأوسي فتذاكروا أمر فاطمة بنت رسول الله فقال أبو بكر : لقد خطبها من رسول الله الاشراف فردهم رسول الله وقال : امرها إلى ربها ان شاء ان يزوجها ، زوجها ، وان علي بن أبي طالب لم يخطبها من رسول الله ولم يذكرها له ولا أراه يمنعه من ذلك إلا قلة ذات اليد وانه ليقع في نفسي ان الله ورسوله إنما يحبسانها عليه ، قال ثم اقبل أبو بكر على عمر بن الخطاب وعلى سعد بن معاذ فقال : هل لكما في القيام إلى علي بن أبي طالب حتى تذكرا له هذا ، فان منعه منه قلة ذات اليد ، واسيناه واسعفناه ، فقال له سعد بن معاذ : وفقك الله يا
____________
(1) في [ و] : الحسين .
( 344 )

ابا بكر فما زلت موفقاً ، قوموا بنا على بركة الله ويمنه .
قال سلمان الفارسي : فخرجوا من المسجد فالتمسوا علياً في منزله فلم يجدوه وكان ينضح ببعير كان له الماء على نخل رجل من الانصار باجرة فانطلقوا نحوه فلما رآهم نظر إليهم علي عليه السلام ، قال : ما وراكم وما الذي جئتم له ؟ فقا له أبو بكر : يا أبا الحسن انه لم يبق خصلة من خصال الخير إلا ولك فيها سابقة وفضل وأنت من رسول الله صلى الله عليه وآله بالمكان الذي قد عرفت من القرابة والصحبة والسابقة وقد خطب الاشراف من قريش إلى رسول الله ابنته فاطمة فردهم وقال : امرها إلى ربها ان شاء ان يزوجها ، زوجها ، فما يمنعك ان تذكرها لرسول الله وتخطبها منه ؟ فاني ارجو أن يكون الله سبحانه وتعالى ورسوله إنما يحبسانها عليك قال فتغرغرت عينا علي بالدموع وقال :
يا أبا بكر لقد هيجت منى ما كان ساكنا وايقظتني لأمر كنت عنه غافلا وبالله ان فاطمة لرغبتي وما مثلي يقعد عن مثلها غير اني يمنعني من ذلك قلة ذات اليد ، فقال له أبو بكر : لا تقل هذا يا أبا الحسن فان الدنيا وما فيها عند الله تعالى ورسوله كهباء منثور ، قال ثم ان علي بن أبي طالب عليه السلام حل عن ناضحه واقبل يقوده إلى منزله فشده فيه واخذ نعله وأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فكان رسول الله في منزل زوجته أم سلمة بنت أبي امية بن المغيرة المخزومي ، فدق علي بن أبي طالب الباب
فقالت أم سلمة : من بالباب ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله قبل ان يقول علي ، أنا علي ـ قومي يا أم سلمة فافتحي له الباب ومريه بالدخول ، فهذا رجل يحبه الله ورسوله ويحبهما ، قالت أم سلمة : فقلت فداك أبي وأمي ومن هذا الذي تذكر فيه هذا وانت لم تره ؟ فقال مه يا أم سلمة ، هذا رجل ليس بالخرق ولا بالنزق ، هذا اخي وابن عمي واحب الخلق الي


( 345 )

قالت ام سلمة : فقمت مبادرة ، اكاد أن أعثر بمرطى (1) ، ففتحت الباب فإذا انا بعلي بن أبي طالب عليه السلام ، والله ما دخل حين فتحت له حتى علم اني قد رجعت إلى خدري ، قالت ثم انه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، فقال النبي : وعليك السلام يا ابا الحسن ، اجلس ، قالت أم سلمة : فجلس علي بن أبي طالب عليه السلام بين يدى رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل يطرق إلى الارض كأنه قصد لحاجة وهو يستحيي ان يبديها لرسول الله فهو مطرق إلى الارض حياء من رسول الله فقالت أم سلمة : فكأن النبي صلى الله عليه وآله علم ما في نفس على فقال له : يا أبا الحسن ، إنى أرى انك أتيت لحاجة فقل حاجتك وابد ما في نفسك ، فكل حاجة لك عندي مقضية ؟ قال علي ابن أبي طالب : فقلت فداك أبي وامي انك تعلم انك أخذتنى من عمك أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد وأنا صبي ، لا عقل لي فغذيتني بغذائك وأدبتني بأدبك فكنت لي أفضل من أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد في البر والشفقة ، وان الله عزوجل هداني بك وعلى يديك وأستنقذني مما كان عليه آبائي (2) وأعمامي من الحيرة والشرك وانك والله يا رسول الله صلى الله عليه وآله ذخري وذخيرتي في الدنيا والآخرة يا رسول الله فقد أحببت مع ما قد شد الله من عضدي بك ان يكون لي بيت وان تكون لى زوجة اسكن إليها ، وقد أتيتك خاطباً راغباً اخطب اليك ابنتك فاطمة فهل أنت مزوجني يا رسول الله صلى الله عليه وآله ؟
قالت ام سلمة : فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وآله يتهلل فرحا
____________
(1) المرط : كساء من خز أو صوف أو كتان يؤتزر به وتتلفع به المرأة ـ المعجم الوسيط .
(2) كلمة « آبائى » زيادة سهوية أو مقحمة فان آباء أمير المؤمنين عليه السلام هم آباء النبي صلى الله عليه وآله وقد اجمعت الامامية على طهارتهم من الشرك وكثير من غيرهم ايضاً قائلون بذلك ولهم فيه مؤلفات وراجع تفاسيرهم في قوله تعالى : « وتقلبك في الساجدين » الشعراء : 219 .

( 346 )

وسرورا ثم تبسم في وجه علي عليه السلام وقال له : يا أبا الحسن فهل معك شيء أزوجك به ؟ فقال له علي : فداك أبي وامي ، والله ما يخفى عليك من أمرى شيء ، أملك سيفي ودرعي وناضحي ، ما أملك شيئا غير هذا ، فقال له رسول الله : يا علي أما سيفك فلا غناء بك عنه . تجاهد به في سبيل الله وتقاتل به اعداء الله ، وناضحك فتنضح به على نخلك وأهلك وتحمل عليه رحلك في سفرك ، ولكني قد زوجتك بالدرع ورضيت بها منك يا أبا الحسن أأبشرك ؟ قال علي عليه السلام فقلت : نعم فداك أبي وامي يا رسول الله ، بشرني فانك لم تزل ميمون النقيبة مبارك الطائر رشيد الامر صلى الله عليك فقال لي رسول الله : أبشر يا ابا الحسن فان الله عزوجل قد زوجكها في السماء من قبل ان ازوجكها في الارض ولقد هبط علي في موضعي من قبل ان تأتيني ملك من السماء له وجوه شتى ، واجنحة شتى ، لم ار قبله من الملائكة مثله فقال لي : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ابشر يا محمد باجتماع الشمل وطهارة النسل فقلت : وما ذاك أيها الملك ؟ فقال يا محمد انا سيطائيل الملك الموكل باحدى قوائم العرش سألت ربي عزوجل ان يأذن لي في بشارتك ، وهذا جبرئيل في اثرى يبشرك عن ربك عزوجل بكرامة الله عزوجل قال النبي فما استتم الملك كلامه حتى هبط علي جبرئيل فقال لي : السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا نبي الله ثم انه وضع في يدى حريرة بيضاء من حرير الجنة وفيها سطران مكتوبان بالنور ، فقلت : حبيبي جبرئيل ما هذه الحريرة وما هذه الخطوط ؟ فقال جبرئيل : يا محمد ان الله اطلع إلى الارض اطلاعة فاختارك من خلقه وابتعثك برسالاته ثم اطلع إلى الارض ثانية فاختار لك منها اخاً ووزيراً وصاحبا وختناً ، فزوجه ابنتك فاطمة فقلت حبيبي جبرئيل ومن هذا الرجل ؟ فقال لي : يا محمد أخوك في الدين وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب ، وان الله اوحى إلى الجنان ان تزخرفي فتزخرفت والى شجرة طوبى ان احملي الحلي والحلل فحملت شجرة طوبى الحلي والحلل