
تمرُّ لحظاتُ الولادةِ.. وخديجةُ وحيدةٌ لا تُوجَدُ امرأةٌ قُربَها.. ممّا اضطرَّها أنّ
تُرسِلَ إلى قريباتِها مِنْ نِساءِ مَكّةَ.. وراحتْ تَنْتَظِرُ حتّى أتاها جَوابهُنَّ : ـ
ياخديجةُ.. أنتِ عَصَيتِنا.. وَلَمْ تَقْبَلي مِنّا قولَنا.. فَتزوّجْتِ ذلِكَ الفقيرَ الذي لامالَ
لَهُ.. لِذلِكَ لَنْ نَجِيءَ إليكِ..

فَاغْتَمَّتْ خَديجةُ لِذلِكَ غَمّاً شديداً.. وَبَينَما هِي كَذلِكَ وَإذا بِها تَتَفاجَأُ بأربعِ
نِساءٍ يَدْخُلْنَ عَليها.. كَأنَّهُنَّ مِنْ نِساءِ قُريشٍ.. فَقالتْ إحدَاهُنَّ : يا خديجةُ
لاتَحْزَني.. لَقَدْ بَعَثَنَا اللهُ تَعالى إليكِ.. لِمُساعَدَتِكِ .

كانَتْ تِلكَ المرأةُ هي آسيةُ بنتُ مُزاحمٍ.. وَمَعَها مريمُ بنتُ عِمرانَ وسارةُ زوجةُ
ابراهيمَ عليه السلام وصفراءُ بنتُ شُعيبٍ.. فَجَلَسْنَ حَولَها.. وقُمنَ بِواجِبِهِنَّ حَتّى وَضَعتْ
فاطمةَ عليها السلام كما قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم طاهرةً مطهّرةً.. تَلَقّتْها إحداهُنَّ.. فَغَسَلَتْها بِماءِ