16 14
قالَها مُعْظَمُهُمْ وَقَدْ تَسَرَّبَ الخَوْفَ إلى قُلُوبِهم.. فَأَشْفَقُوا مِنْ وَضْعِ مَعاوِلهِمْ فِيها خَشْيَةَ نزُولِ العُقُوبَةِ.. وَبَيْنما هُمْ على هذِه الحالَةِ.. قالَ لَهُمْ رَجُلٌ يُدعى الوَلِيدُ بن المُغِيَرةِ: يا قَوْم نَحْنُ لا نُرِيدُ إِلاّ الاِصْلاحَ.. أُنْظُروا سَأصْعَدُ أَمامَكُمْ إلى أَعْلى الكَعْبَةِ وَأُحَرِّكُ حَجَراً مِنْها..
وَراحَ الوَلِيدُ بن المُغِيرَةِ يَتَسَلَّقُ جِداراً مِنَ الكَعْبَةَ حَتّى وَقَفَ عَلَيْهِ.. وَأَهْلُ مَكَةَ يُحَدِّقُونَ فِيه وَهُوَ يَمُدُّ يَدَهُ لِيُحَرِّكَ حَجَرَاً مِنْهُ.. فُجْأَةً!! وإذْا بالصُراخِ أَخَذَ يَتَعالى وَقَدْ استَبَدَّ الرُعْبُ بالنّاسِ فَراحَوا يَتَضَرَّعُونَ إلى اللهِ: اللّهم إنّا لا نُريدُ سِوى الاِصْلاحَ..!!
لَقَدْ خَرَجَتْ أَفْعى رَهِيبَةً مِنْ خِلالِ الجِدارِ مِمّا جَعَلَ الوَلِيدَ بنَ المُغِيرةِ يُسارِعُ بالنِزُولِ وَقَدْ اسْتَبَدَّ بهِ الفَزَع.. وَلَيْسَ هذا فَقَطْ بَلْ حَتى الشَمْسَ غابَتْ مُنْكَسِفَةً