19 17
إِرْتَفَعَتْ جُدرانُ الكَعْبَةِ الشَرِيَفةِ في بِناءٍ جَدِيدٍ.. وَقدْ اشْتَرَوا أَخْشاباً لِتَسْقِيفَها.. وَزِينَةً لِتَزْيِّنَها.. وَلمَّا جاءَ دَوْرُ وَضْعِ الحَجَرِ الاَسْوَدِ في مَحَلِّهِ اخْتَلَفَتْ قَبائِلُ قُرَيْشٍ وَتَشاجَرَتْ فِيما بَيْنَها.. ذلكَ لاََنَّ كلَّ قَبِيلَةٍ تُريدُ أَنْ تَحْظى بِشَرَفِ وَضْعِ الحَجَرِ الاََسْوَدِ لِما لَهُ مِنَ أَهَمِيّةٍ بالِغَةٍ عِنْدَ اللهِ تَعالى.. لِهذا كانَتْ كُلُّ قَبِيلَةٍ تَقُولُ: نَحْنُ أَوْلى بِهِ.. نَحْنُ نَضَعُهُ..
وَبَيْنَما هُمْ على هذا الحالِ وإذا بِشَخْصٍ مِنْهُمْ يَرفَعُ صَوْتَهُ قائلاً: مَهْلاً يا قَوْم.. يا قَوْمِ مَهْلاً..
صَمَتَ الجَمِيعُ وَراحُوا يَنْظِرُونَ إلَيْه بَيْنما هُوَ يُواصِلُ كَلامَهُ: ما رَأيُكُمْ في أَنْ نَتَحاكَمُ عِنْدَ أَوَّلِ داخِلٍ عَلَيْنا منْ بابِ بَني شَيبةٍ؟
ـ مُوافِقُونَ..
قالُوا ذلِكَ بَعدَ فَتْرَةٍ مِنَ الصَمْتِ وَالتَّشْاوُرِ فِيما بَيْنَهُم..