3 1
أَمامِي حَتّى صِرتُ أُحدِّثُ نَفْسِي :
ـ حَقّاً كانَ وَما زالَ العالَمُ يَنْتَظِرُ فَجْراً.. مِثلَ ذلِكَ الفَجْرِ الّذِي أَشْرَقَ بِنُورِ وَجْهٍ سَطَعَ مِنْ مَوْضِعِ ولادَتِهِ حَتّى بَلَغَ أُفُقَ السَماءِ.. وَهَبَطَتِ المَلائِكَةُ تَمْسَحُ أَجْنِحَتَها بِرَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وسائِرِ جَسَدِهِ.. إِنَّهُ المَولودُ الّذي ما إنْ لامَسَ جَسَدُه الاََرضَ حَتّى جَثَمَ ساجِداً للهِ.. مِمّا جَعَلَ أُمَّهُ تَقِفُ مَبْهُورَةً أَمامَ مَولُودِها الّذي وُلِدَ مَخْتُوناً نَظِيفاً طاهِراً لَمْ تَخْرُجْ مَعَهُ قَطْرَةُ دمٍ واحدةٍ ، فَلَمْ تَرَ أُمُّهُ عَلى نَفْسِها أَيَّ أَثرٍ لِلنِفاسِ.. وَبَيْنَما هِيَ عَلى حالِها هذا تَتَأَمَّلُ وَلِيدَها وَإذا بِهِ يَرْفَعُ سَبّابَتَهُ إِلى السَماءِ ، ثُمَّ يَعْطُسُ فَيَقُولُ : ـ الحمدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ.. وَصلّى اللهُ عَلى محمّدٍ وآلِهِ.. عَبْداً ذاكِراً للهِ غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ ولا مُسْتَكْبِرٍ..
ذلِكَ هُوَ الاِِمامُ الحُجَّةُ بنُ الحَسَنِ المَهْديُّ(عجّل الله فرجه).. وَقَدْ كانَ والِدُهُ الاِِمامُ